أخبار وتقارير..تحولات العلاقة المصرية - الأميركية.....مصر ... ما بين تركيا وإيران...لا تعادل، بل غالب ومغلوب

موسكو تتعهّد التصدّي لتمدُّد «أخطبوط داعش» في القوقاز...موسكو ترفض اتهامات واشنطن حول وجود آلاف الجنود الروس في اوكرانيا..الفيصل: نرفض الانقلاب في اليمن وعلى ايران عدم التدخل في شؤون دول المنطقة

تاريخ الإضافة السبت 7 آذار 2015 - 7:17 ص    عدد الزيارات 1698    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الفيصل: نرفض الانقلاب في اليمن وعلى ايران عدم التدخل في شؤون دول المنطقة
النهار...
اعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري، أن السعودية تؤكد دعمها للتحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، خصوصاً إرهاب "داعش".
وعن المستجدات في اليمن أكّد ان وزراء الخليج "رفضوا إنقلاب الحوثيين، بما في ذلك الإعلان الدّستوري،" وأن مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية مع استئناف العملية السياسية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، من أجل خروج اليمن من محنته".
وعلّق وزير الخارجية السعودي على التقدم الحاصل في ازمة برنامج ايران النووي قائلا "نحن مع جهود "مجموعة 5+1"، للوصول إلى اتفاق ناجح، يضمن عدم تحوله لبرنامج عسكري يهدد العالم". ودعا ايران "الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".
وعن الوضع في سوريا، اعتبر الفيصل أن "بشار الأسد يشكّل تهديداً لسوريا والعالم العربي والعالم،" مؤكداً "دعم بلاده للمعاضة السورية المعتدلة لمواجهة النظام السوري".
من جهته، اكد كيري الذي وصل إلى الرياض لإجراء مباحثات مع مسؤولي دول الخليج ، ان "العمل منصب اليوم لاظهار ان برنامج ايران النووي سلمي، لكن على ايران اعطاء المزيد من الاجابات قبل المفاوضات المقبلة". واضاف ان واشنطن تواصل مراقبة افعال ايران "التي تزعزع الاستقرار" في حين يجري الطرفان مفاوضات للتوصل الى اتفاق حول برنامج ايران النووي.
وقال كيري "حتى وان كنا نخوض هذه المحادثات مع ايران حول هذا البرنامج، فلن نتغاضى عن اعمال ايران التي تسبب زعزعة للاستقرار في المنطقة"
وعن الوضع في سوريا، قال "الاسد فقد شرعيته والعنف متواصل في سوريا بمباركته والاولوية اليوم للقضاء على داعش والتوصل الى حل سلمي للازمة السورية. وذكر بالاسم سوريا واليمن.
 
موسكو ترفض اتهامات واشنطن حول وجود آلاف الجنود الروس في اوكرانيا
المصدر: "ا ف ب"
رفضت الخارجية الروسية الاتهامات الاميركية حول وجود "آلاف الجنود الروس في اوكرانيا"، واكدت من جديد ان موسكو لا تشارك باي شكل في النزاع.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الاميركي فيكتوريا نولاند قالت في جلسة استماع في الكونغرس ردا على سؤال عن عدد الجنود الروس في شرق اوكرانيا "بامكاني القول انهم بالالاف".
واضافت "منذ كانون الاول، نقلت روسيا مئات المعدات العسكرية بينها دبابات وعربات مصفحة ومدفعية ثقيلة (...) للجيش الروسي بنية قيادية خاصة به في شرق اوكرانيا".
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ان الارقام التي اوردتها واشنطن "مصدرها العدم وتدفع الاسرة الدولية باتجاه الالتباس وتشكل تضليلا لها".
وتتهم كييف ومعها الغربيون روسيا منذ اشهر بدعم المتمردين في شرق اوكرانيا عسكريا لكن موسكو تنفي ذلك بشدة.
 
موسكو تتعهّد التصدّي لتمدُّد «أخطبوط داعش» في القوقاز
الحياة...موسكو – رائد جبر
أعلنت موسكو أن لديها معطيات تؤكد «تطوير صلات» تنظيم «داعش» مع خلايا إرهابية في منطقة شمال القوقاز، وأعربت عن قلقها بسبب اتساع نشاط التنظيم في أفغانستان، وتمدده إلى حدود بلدان آسيا الوسطى. وذكّرت بأن «الأخطبوط الإرهابي» للتنظيم بات يسيطر على بقعة في سورية والعراق تزيد مساحتها على 90 ألف كيلومتر مربع.
وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن لدى موسكو «معطيات تؤكد تطوير تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي صلاته مع مجموعات متشددة في شمال القوقاز»، لافتاً إلى أن هذه المعطيات «ستؤخذ في الاعتبار لدى اتخاذ القرارات التي ترمي إلى تعزيز أمن روسيا وحماية مصالحها».
وهذه أول مرة تعلن فيها روسيا معلومات عن تمدد التنظيم داخل أراضيها، وكانت حذرت مرات في السابق من خطورة «انعكاسات مشاركة متشددين روس في القتال، داخل المناطق التي يسيطر عليها داعش».
وقدّر مصدر تحدثت إليه «الحياة» عدد الروس الذين يقاتلون في صفوف «داعش» بحوالى 1700 غالبيتهم من منطقة القوقاز.
ولفت باتروشيف إلى «قلق جدي لدى موسكو من اتساع نشاط مسلحي داعش في مناطق جديدة بينها ليبيا». ورأى أن المجتمع الدولي «يواجه مجدداً مشكلات بسبب سياسة البيت الأبيض القصيرة النظر»، مؤكداً أن واشنطن «تطبِّق معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب على رغم تصريحاتها الرنانة». وأعرب عن اقتناعه بأن الولايات المتحدة «لا تسارع في القضاء على مسلحي داعش، لعدم رغبتها في تخفيف العبء عن الرئيس السوري بشار الأسد». وشدد على أن «تلك السياسة (الأميركية) وتدريب بعض البلدان المجاورة مسلحي داعش لمواجهة الرئيس السوري الشرعي، أسفرا عن اتساع سيطرة الأخطبوط الإرهابي، وتمدُّده على بقعة جغرافيّة تزيد على 90 ألف كيلومتر مربع».
في غضون ذلك، أطلقت وزارة الدفاع الروسية تحذيراً مماثلاً في شأن أفغانستان والوضع في جمهوريات آسيا الوسطى، وقال نائب الوزير أناتولي أنطونوف إن موسكو «قلقة جداً من تمدد نشاط مسلحي داعش في أفغانستان وبلوغه حدود حلفاء لروسيا أبرزهم طاجيكستان».
ونبّه إلى أن المعطيات الروسية «رصدت ظهور مجموعات من التنظيم الإرهابي في جمهوريات آسيا الوسطى، على الحدود الروسية الجنوبية».
 
لا تعادل، بل غالب ومغلوب
النهار..هشام ملحم 
كان المشهد سوريالياً بامتياز. دخل الرجل القاعة وكأنه رئيس البلاد. قوبل بتصفيق حاد وحار وكأنه بطل قومي. وقفوا بعد كل جملة قالها تقريبا لاظهار امتنانهم وانبهارهم وتشجيعهم. الضيف تحدث بثقة وغطرسة مدركاً انه يمسك بقوة بعواطف جمهوره. تحدث بفوقية وكأنه يحاضر في طلاب لا يعرفون العالم الحقيقي الخطير الذي ينتظرهم في الخارج. جاء من بلد صغير وبعيد جدا، لكنه تحدث وكأنه جار قريب جداً ويدرك كل خبايا وتعقيدات البيت الذي فتح له. المكان: المبنى الرئيسي للكونغرس، والذي يعتبر اهم مؤسسة تشريعية في العالم. المتحدث: بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الذي خاطب مجلسي الكونغرس في السابق كمسؤول، ومرة في 2002 عندما حاضر بصفة كونه مواطناً اسرائيلياً "خبيراً" وحض اعضاء الكونغرس على مباركة غزو العراق للتخلص من خطر اسلحة الدمار الشامل فيه، مؤكداً لجمهوره سلفاً نجاح الفتح الديموقراطي الاميركي.
هذه المرة، اجتاح نتنياهو مبنى الكونغرس بالتعاون مع الجمهوريين الذين فتحوا له الابواب كي يقوم بعملية انقلابية بثت مباشرة على شاشات التلفزيون هدفها انتزاع السياسة الخارجية للولايات المتحدة من ايدي رئيس اميركي انتخب مرتين. نتنياهو أثنى على باراك اوباما ورفع مقامه من أجل ان يوجه اليه اللكمات المتلاحقة ليضمن ان يكون سقوطه مدوياً وصاعقاً. عملياً، نتنياهو قال للاميركيين من خلال ممثليهم: ضعوا ثقتكم بي وليس برئيسكم الساذج، فأنا أدرى بخطر ايران النووي وبالعقل "الفارسي البازاري".
تشخيص نتنياهو لاخطار ايران يتضمن حقائق كثيرة عن برنامج نووي مشكوك فيه وجزء منه كان سرياً ومخالفاً لاتفاق منع انتشار الاسلحة النووية، اضافة الى التدخل الايراني السافر والخطير في العراق وسوريا ولبنان والعداء الايراني لليهود، وهومحق عندما يقول إن ايران لا تتصرف بشكل طبيعي ولكنه بالطبع لا يريد الاعتراف بان اسرائيل النووية والمحتلة لاراض فلسطينية وسورية لا تتصرف بشكل طبيعي أيضاً، وان حقيقة ما يريده من واشنطن هو وقف المفاوضات وتدمير البنية التحتية النووية الايرانية. هناك اجتهادات عدة حول افضل طريقة لمنع ايران من تطوير السلاح النووي، تراوح بين الخيار العسكري، والمزيد من العقوبات القاسية، وانتهاء بسياسة احتواء متشددة.
المشرعون الديموقراطيون الذين قاطعوا الخطاب وقالوا إن نتنياهو وجه "اهانة" الى الاميركيين، وحاضر فيهم بفوقية، يرفضون ان يقول لهم مسؤول اجنبي كيف وفي أي وقت يجب ان يشنوا حربا اخرى. اذا أعيد انتخاب نتنياهو، فانه بخطابه يكون قد ضمن تسميم العلاقة مع الرئيس الاميركي لسنتين مقبلتين. التوتر سيزداد اذا تم التوصل الى اتفاق مع ايران. لن يكون هناك تعادل في المواجهة بين أوباما ونتنياهو، بل غالب ومغلوب.
 
مصر ... ما بين تركيا وإيران
أسامة يماني... * كاتب سعودي
تتسارع الأقلام والتحليلات الصحافية إلى تناول الشأن المصري؛ لأن مصر في قلب أحداث المنطقة، لا يمكن استبعادها أو إغفال دورها سلباً أو إيجاباً، ويتأثر بعض الكتاب والمحللين السياسيين بقناعاتهم الشخصية والأيويدلوجية؛ فتؤثر في مدى موضوعية ما يطرح من تحليلات واستنتاجات ومرئيات.
إن تناول الشأن المصري والضربة الجوية المصرية لليبيا من زاوية واحدة تتعلق بإنقاذ مصر من الانــجرار في حرب طويلة الأمد؛ انطلاقاً من مقارنة الجنرال خليفة حفتر بـ «داعش»، باعتباره يرفض الاحتكام إلى الديموقراطية؛ لأنه أول من رفع السلاح، ومقارنة ليبيا بالعراق، وإقحام انتفاضة الأنبار والمالكي في مقاربة تصل إلى نتيجة خطيرة كما قال جمال خاشقجي «ألف داعشي ولا مالكي».
في ظل هذا التناول تخرج علينا مقالات تجعل من «داعش» أقل الضرر، وتنتهي إلى نتائج تساعد على الضبابية والخلط المخل بالموضوع، حتى يصبح القارئ غير المختص في حيرة من أمره، وبدلاً من تقديم رأي يثري الموضوع، قد يساهم الكاتب بحسن نية أو لتعاطفه مع تيارات معينة، في الترويج أو التبرير لجماعات من الأسوأ في تاريخ البشرية.
إن ما يحدث في المنطقة ليس لنشر الديموقراطيّة أو محاربة غير المؤمنين بها -كما يزعم بعضهم- في حال الجنرال خليفة حفتر، فالديموقراطية التي نادت بها أميركا لم تكن لإحلال المشاركة في الحكم ونشر الديموقراطية، ولو كان الأمر كذلك لكان العراق واحة للديموقراطية بعد دخول الجيش الأميركي البلاد وإنقاذها من حكم صدام، وهو عكس ما تم، إذ أدخلت أميركا الطائفية وقسمت البلاد وجعلت الحكم على أساس مذهبي وطائفي في الدستور العراقي الذي رعته وباركته، فأصبح العراق مقسماً مفرقاً؛ بسبب خطة وضعتها أميركا مسبقاً وليست وليدة الساعة، استفادت منها إيران وتركيا، في حين ما زال بعض المحللين يعيش رد الفعل وينسى أو يتناسى الفعل والفاعل والمستفيد.
استفادت إيران من المذهبية والطائفية في العراق لبسط نفوذها ونهب خيرات البلاد ودعم أشخاص مثل نوري المالكي الذي لا يشكل العراق هاجساً أو مكاناً في سلم أولوياته. واليوم، وبعد أعوام من الاستبداد والفساد، أصبحنا نسمع من الرئيس باراك أوباما نقداً للمالكي وإدارته، أما فائدة تركيا فهي إشغال الأكراد عن قضيتهم وفكرة الاستقلال والانفصال، وإدخالهم في حرب مع «داعش» وغيره بعد أن فتحت حدودها للجماعات المتشددة.
ترك الغرب وحلف الناتو ليبيا بعد القضاء على القذافي، لتواجه البلاد حرباً أهلية وتشرذماً وانقساماً، ويجب ألا يغيب عنا اللاعبان الإقليميان تركيا وإيران، اللذان يجيدان استغلال المشكلات والانقسامات في مصلحة اقتصادهما ونفوذهما في المنطقة، وإن كان الثمن الذي يدفعانه غالياً في ما بعد، وكأن لسان حالهما يقول «عيِّشني اليوم وموِّتني بكرة»، فالمسألة ليست المصالحة والتقريب، وإنما تنازع القوى الإقليمية للنفوذ والسيطرة وإضعاف مصر حتى لا تكون لاعباً أساسياً.
مجلس الأمن والمجتمع الدولي تركا ليبيا، فلم يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته، إذ تحرك سريعاً لإزاحة القذافي، وغض الطرف عن المليشيات لترتع في ليبيا وللطامعين ليأخذوا حصتهم من الفريسة، ولتنتعش تجارة السلاح ويباع النفط بأبخس الأسعار. لا... لم ينقذ مجلس الأمن مصر من الوقوع في فخ «داعش»، وإنما عجز عن خلق آلية فعالة للقضاء على «داعش»، وانطلت الكذبة بوجوب إعطاء فرصة للحل السياسي والمصالحة، ففي ظل النفوذ الخارجي والمصالح الإقليمية واللاعبين المحليين الذين يخدمون هذه المصالح، لا يمكن الوصول إلى مصالحة في غياب هيبة الدولة والقانون، فـ «داعش» والميليشيات الليبية لاعبون محليون يلعبون في نواد إقليمية من مصلحتها تحقيق الأهداف.
إن تناول الشأن الليبي أو السوري أو العراقي وغيرهما، لا يصح أن يعالج بعيداً من مصالح القوى الإقليمية في المنطقة والقوى العالميّة، فالديموقراطية والمصالحة تطرحان فقط لخلط الأوراق، وقد أثبتت الحروب أنها لا تغني من جوع، ونتائجها تهجير وتشريد وضياع، وأصحاب المصالح هم المستفيد الوحيد، لذا لن يكون هناك حل إلا بفرض الدولة هيبتها، وفي ظل الدولة تتم المصالحة والمصارحة والمكاشفة.
لذا من مصلحة تركيا أن تكون مصر ضعيفة، ومن مصلحة إيران أن تصطف مصر معها لخلط الأوراق التي تحسن خلطها، وفي مصلحة اللاعبين الصغار التفتيت والتقسيم. هذه القوى تعمل لتأخذ نصيبها من الضحيّة، ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية مطالبان بالتحرك لإعادة الدولة التي هدمت لإزالة القذافي، لقد خلقوا في ليبيا ألف قذافي، وآن الأوان لإعادة الدولة وهيبتها والأمن والاستقرار.
 
تحولات العلاقة المصرية - الأميركية
الحياة....بول سالم ...* كاتب لبناني، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن.
على رغم استمرار بعض الانقسام في الرأي في الولايات المتحدة في شأن تطورات الأحداث في مصر منذ صيف عام 2013، إلا أن التوجه الداعم لإعادة ترسيخ العلاقات الإستراتيجية مع مصر يزداد قوة في العاصمة واشنطن.
في مقال مهم نُشر في صحيفة «واشنطن بوست» دعا الكاتب النافذ ديفيد أغناطيوس إلى الدعم الكامل للتحالف الأميركي المصري، كما دعا الى استئناف كل المساعدات الأميركية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لمصر. قال اغناطيوس إن الولايات المتحدة في حاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى مصر قوية وحليفة، نظراً للتهديدات التي تواجه الشرق الأوسط من تنظيم «داعش» إلى التدخل الإيراني.
وفي جلسة استماع في الكونغرس الأميركي في أواخر شباط (فبراير) الماضي، اطلقت رئيسة لجنة المساعدات الخارجية في مجلس النواب، كاي غرانجر، رسالة رسمية قوية اللهجة تطلب من ادارة الرئيس اوباما تسليم كل المعدات العسكرية المستحقة الى مصر فوراً، من طائرات «اف 16» ودبابات «ام1» وصواريخ «الهاربون»، وإلا هددت غرانجر بإيقاف كل ملفات ادارة اوباما الخارجية والتي تمر في لجنتها.
وأكد المرشح الجمهوري البارز للرئاسة، جيب بوش، شقيق الرئيس جورج بوش الابن، ان ادارة الرئيس اوباما اخطأت في دعم استمرار حكم «الإخوان» رغم إرادة اكثرية المصريين، وعليها دعم الرئيس المنتخب الجديد ومعركة مصر ضد الإرهاب. هناك إدراك متزايد في واشنطن لحجم التهديدات الخطيرة التي تواجه مصر وأهمية العلاقة الأميركية المصرية لمصلحة الطرفين.
على مستوى الإدارة الأميركية فإن البيت الأبيض لا يزال متردداً في تغيير سياسته، وعلى ما يبدو أنه أكثر قلقاً في شأن صورة الرئيس أوباما داخلياً منه على المصالح الإستراتيجية الطويلة الأجل للولايات المتحدة. لكن الرئيسين أوباما والسيسي عقدا اجتماعًا ايجابيًا على هامش اجتماع مجلس الأمن الدولي في الخريف الماضي، واتفقا على العمل لإصلاح المكونات الرئيسية لهذه العلاقة وإطلاق حوار استراتيجي. وكلما تغير المناخ السياسي في واشنطن - اي في الكونغرس والإعلام ومراكز الأبحاث الخ ... - زاد الضغط على البيت الأبيض لتبديل سياسته.
تدفع وزارة الخارجية، بقيادة جون كيري، قدماً وتصر على أنه يجب أن تستعيد الولايات المتحدة أقوى وأقرب العلاقات الإستراتيجية مع مصر، حتى لو كانت هناك بعض الخلافات بين الحين والآخر - فهذا امر طبيعي ضمن اي تحالف. وسوف يترأس الوزير كيري الوفد الأميركي للمشاركة في القمة الاقتصادية «مصر المستقبل» في شرم الشيخ، وينوي الانخراط مع نظيره وزير الخارجية سامح شكري، في حوار استراتيجي أميركي مصري لإعادة توجيه العلاقات نحو مسارها الصحيح.
تؤيد وزارة الدفاع الأميركية العلاقات الإستراتيجية القوية مع مصر حيث أنها تدرك أن التحالف العسكري مع مصر هو حجر الزاوية للوجود العسكري الأميركي في منطقة الشرق الأوسط. فمن دون قناة السويس، والتنسيق مع مصر على استخدام المجال الجوي والبري والبحري، وأشكال أخرى من التنسيق العسكري، لا يمكن الولايات المتحدة أن تتحرك في المنطقة. ومصر باعتبارها أكبر دولة عربية وصاحبة أكبر جيش عربي، كان لها دور محوري في تشكيل تحالفات إقليمية عند الضرورة وإرسال قوات إلى معارك رئيسية، كما حدث في الكويت والصومال، وربما في المستقبل في أماكن أخرى في المنطقة.
إن وكالات الاستخبارات الأميركية، والتي تركز على خطر الإرهاب، حريصة أيضًا على تعاون وثيق مع مصر في الحرب على الإرهاب.
لا يزال الكونغرس الأميركي منقسمًا بعض الشيء حول قضية مصر، إلا أن فعاليات مجلس النواب اكثر وضوحاً لجهة دعم العلاقات الإستراتيجية مع مصر - على مثال كاي غرانجر من الحزب الجمهوري وأليوت انغلز من الحزب الديموقراطي- من فعاليات مجلس الشيوخ.
لا يزال رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، السيناتور والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين، الأكثر عرقلةً لإعادة العلاقات كاملة، ولكن لا يعود ذلك لكونه لا يأبه لأهمية العلاقات الإستراتيجية مع مصر - لا بل هو عادة من أقوى الصقور في المجلس في هذه القضايا- إلا أنه يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الجمهورية الدولية (IRI)، وهي من بين الجمعيات الدولية غير الحكومية التي نظمت دورات تدريب وتعبئة سياسية وانتخابية في مصر بعد الثورة واصطدمت مع قرارات القضاء المصري في عامي 2012 و2013، وصدر امر باعتقال بعض اعضاء المؤسسة وأبعدت هي وغيرها في ما بعد عن مصر.
يؤكد ماكين في مواقفه اهمية العلاقات الإستراتيجية مع مصر ولكنه ينادي بإخلاء سبيل الناشطين السياسيين الشباب من ابناء ثورة 25 يناير غير المتطرفين والذين لم يستخدموا العنف. بمعنى آخر، قد ينقلب ماكين بسهولة من معرقل الى داعم اذا تم تذليل هذه العقبة.
أما رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ، السناتور بوب كوركر ونائبه بوب مينندز، فموقفهما من مصر مرن ومنفتح. في موازنة عام 2015، أدخلت اللجنة تعديلاً مهماً يسمح للإدارة بإيصال كل المساعدات الى مصر، بغض النظر عن أي اعتراضات سياسية، إذا ارتأت الإدارة أن ذلك يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
لا يزال بعضهم في الولايات المتحدة عاجزاً عن فهم ما عاشه معظم المصريين خلال السنة التي كان خلالها «الإخوان» في السلطة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت تجربة المصريين الصعبة خلال ذلك العام ملموسة لدى الكثيرين، وأصبح التهديد الحقيقي للتطرف أكثر وضوحًا. لكن يستمر القلق عند بعضهم حول موجة الاعتقالات الواسعة التي تطاول شرائح لا علاقة لها بالتطرف او العنف.
وعلى أية حال، خلص الكثيرون في الولايات المتحدة إلى أن محاولة الضغط على مصر من خلال وقف المساعدات قد أثبتت فشلها، بل إنها أيضاً سمّمت علاقة مهمة وإستراتيجية وأضرّت بمصالح كل من الولايات المتحدة ومصر. ويتصاعد الرأي القائل باستعادة اقوى العلاقات مع مصر، علماً ان مسيرة التطور السياسي في مصر أمر يعود للشعب المصري لا للتدخل الأجنبي.
يتقاسم الشعبان المصري والأميركي قيم التنمية الاقتصادية والتوق نحو الدولة المدنية والديموقراطية. وسوف يستمر الشعب المصري في النضال نحو التنمية الاقتصادية والسياسية كما فعل على مدى السنوات الأربع الماضية وقبل ذلك. وعلى الولايات المتحدة أن تبقى صديقة للشعب المصري، داعمة لاقتصاده، وشريكة في مسيرته.
سيكون المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ مناسبة لإعادة تحريك الجانب الاقتصادي للعلاقة. إلا أن من الأهم تحديد موعد لبدء الحوار الإستراتيجي بين الطرفين بقيادة وزيري الخارجية جون كيري وسامح شكري وإعادة تأكيد أهمية مصر في أمن واستقرار المنطقة.
وقد يكون من أهم دلالات النجاح في المحادثات هو إعادة تنظيم المناورات العسكرية المشتركة المعروفة بمناورات «النجم الساطع» Bright star. وهذه المناورات تعتبر من أكبر المناوارت المتعددة الجنسيات في العالم وكانت تقام في مصر كل عامين بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلا أنها ألغيت في عامَي 2011 و2013. وحان الوقت لإحيائها كدلالة على عودة العلاقة الأميركية المصرية وكإثبات لدور مصر المركزي بين الدول الفاعلة في الشرق الأوسط.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,668,608

عدد الزوار: 6,999,434

المتواجدون الآن: 72