منظومة مراقبة في كربلاء بمساعدة خبراء أميركيين...داخل الرمادي.. سكان محاصرون.. ومدينة مقسمة بين «داعش» والقوات الحكومية وخطوط المواجهة في وسط المدينة..

كربلاء تتعرض للقصف والسيستاني يطالب الحكومة بحماية المدن و«داعش» يفتح جبهات في الأنبار بعد صده في سامراء

تاريخ الإضافة الأحد 14 كانون الأول 2014 - 7:16 ص    عدد الزيارات 1818    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

داخل الرمادي.. سكان محاصرون.. ومدينة مقسمة بين «داعش» والقوات الحكومية وخطوط المواجهة في وسط المدينة.. وأهل حي التأميم اعتادوا مشاهدة الإعدامات والجثث في الشوارع

جريدة الشرق الاوسط... الرمادي: مناف العبيدي .... نار ودمار وانعدام شبه تام لحركة المدنيين وللحياة بشكل عام هكذا كان المشهد لأحياء مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار كبرى محافظات العراق والتي يسيطر تنظيم داعش على معظم مناطقها منذ عدة شهور.
مدينة الموت هكذا يصفها من تبقى من سكانها المحاصرين من كل الجهات بعد أن فشلت محاولاتهم في الهرب، «الشرق الأوسط» تمكنت من الدخول إلى مدينة الرمادي المحاصرة وتجولت في عدد من أحيائها والتي يخضع قسم منها لسيطرة قوات الأمن العراقية والقسم الآخر لسيطرة مسلحي داعش.
يذكر أن مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار التي تبعد عن العاصمة بغداد 108كم تعد أكبر مدن المحافظة المترامية الأطراف، وكان عدد سكانها قرابة 950 ألف نسمة حسب التعداد الحكومي الذي تنظمه وزارة التجارة العراقية والمعمول به في نظام البطاقة التموينية والمعمول بها في نظام الانتخابات العراقية، لكن عدد السكان تقلص إلى قرابة 125 ألف نسمة بعد حملة النزوح الكبرى التي شهدتها محافظة الأنبار بشكل عام والمدينة بشكل خاص دخول تنظيم داعش قبل أكثر من 7 أشهر ويسيطر مسلحو داعش على الجهتين الغربية والشرقية للمدينة وبعض الأحياء الواقعة في وسط المدينة بعد أن تمكنوا من عبور ضفة النهر الذي يشطر مدينة الرمادي إلى قسمين يسمى الأول بالجزيرة والشطر الثاني الشامية.
خطوط المواجهة حاليا هي في وسط المدينة بعد أن سيطر مسلحو داعش على منطقة الحوز التي تبعد عن المبنى الحكومي لمحافظة الأنبار قرابة 300 متر والمسافة نفسها هي التي تفصل المسلحين عن مبنى قيادة شرطة الأنبار.
الاشتباكات مستمرة منذ 3 أيام حول المجمع الحكومي، والقوات الحكومية تتخذ مواضع دفاعية للسيطرة على الهجمات المستمرة من قبل المسلحين، ويفصل بين منطقة الحوز والمجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة وقيادة شرطة محافظة الأنبار سياج إسمنتي يحاول مسلحو داعش نسفه واقتحام مركز المدينة.
مصادر أمنية أكدت اقتصار الطلعات الجوية لقوات التحالف للاستكشاف فقط وأنها غير فعالة في إيقاف حركة مسلحي داعش ولا يوجد إسناد جوي للقوات الحكومية.
وتقع مناطق السكك والجامعة والسبعة كيلو والخمسة كيلو وحي التأميم والحوز وأحياء القادسية و30 تموز والمناطق والقرى القريبة من مركز المدينة الآن تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.
ويروي سكان معاناتهم اليومية، وهم لا يرويدون استخدام أسماء عائلاتهم، ويقول صهيب (26 عاما) عاما تركنا منزلنا في منطقة حي التأميم غرب الرمادي قبل شهرين بعد احتلال الحي من قبل مسلحي داعش، وهربت مع عائلتي المكونة من 9 أفراد إلى منطقة الجمعية وسط مدينة الرمادي والتي تخضع لسيطرة الحكومة سكنت في إحدى البنايات التي لم يكتمل تشييدها بعد.
ويضيف أن والدته (65 عاما) قررت الذهاب لبيتنا وإحضار بعض الحاجيات التي تقينا من برد الشتاء.. وقرب المنزل صادفتها سيارة مدنية يستقلها مسلحو داعش.. أوقفوا أمي وكان سؤالهم الأول لها لماذا لم ترتدي الخمار، فقالت لهم أنا امرأة عجوز وأنا أرتدي العباءة و«الفوطة» وتعني بالفوطة الشال الذي يغطي الرأس واعتادت على ارتدائه المرأة العراقية منذ القدم.. وقالوا لها من أين جئتِ..؟؟ قالت أم صهيب بعفويتها أتيت من منطقة الجمعية لآخذ مدفأة وأغطية من بيتي، فأجابها أحد المسلحين حسب رواية صهيب (بل أنت جاسوسة جئت لجمع معلومات ونقلها إلى المرتدين.. انهالوا بالضرب على رأس أم صهيب بأخمسة البنادق وكسروا يديها ورجليها وتركوها مرمية في الشارع.. أم صهيب تم إسعافها من قبل الأهالي بعد مغادرة المسلحين ونقلوها إلى مستشفى الرمادي).
تركنا منطقة الجمعية حيث يقيم صهيب وتوجهنا إلى منطقة الشقق السكنية المقابلة لحي التأميم.. أهالي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش اعتادوا مشاهدة جثث لمدنيين وعسكريين تم إعدامهم من قبل مسلحي التنظيم علق بعضها على الأعمدة أو تم ربطها على أسيجة الساحات والطرق العامة في الرمادي.
تقول فاطمة الطالبة في كلية العلوم في جامعة الأنبار لقد تم إغلاق الجامعة من قبل مسلحي تنظيم داعش وكنا قبل احتلال الجامعة نتعرض لشتى أنواع الاضطهاد والخوف من قبل المسلحين الذين بدأوا بمضايقتنا بفرض ارتداء زي حسب توجيهاتهم ومعاقبة بعض الفتيات اللواتي لم يرتدين النقاب بصبغ وجوههن باللون الأسود عن طريق الرش بقناني (السبريه)، كما تم جلد الكثير من الطلاب والطالبات أمام الناس لأسباب مختلفة وتم اختطاف الكثير من الأساتذة وقتل البعض منهم من قبل المسلحين، فاطمة قررت ترك الدراسة بموافقة والديها بعد تلك المضايقات في حي التأميم الخاضع لسيطرة مسلحي داعش.. الشوارع خالية وحركة السير شبه معدومة.. تواجد الناس تلاحظهُ فقط بالقرب من أفران بيع الخبز أو محال بيع المواد الغذائية في هذا الشارع أو ذاك ومعظم المواطنين يتجولون سيرا على الأقدام خوفا من استهدافهم من قبل الطائرات.. أو بعض القناصة المتواجدين في أعالي البنايات.
أبو حارث سرد بعض مشاهداته، وقال لم أستطع مغادرة المدينة مع عائلتي لعدة أسباب فوالدي العاجز يعيش معي وزوجتي لا تستطيع الركض أو القفز لكونها حاملا ولدي 4 أطفال والهرب من منطقتنا يتطلب العبور من النهر عن طريق الزورق وهذا يتطلب جهدا كبيرا لذا قررت البقاء في بيتي ومواجهة المصير الذي كتبه الله علينا..
كيف يدبر أمور معيشته؟ أجاب أبو حارث أنا أعمل في محل لبيع الخضراوات وحاليا أواجه المخاطر بشكل يومي بدءا من الخروج من البيت وحتى العودة إليه المسؤولية التي أتحملها لا تكمن في سد رمق أهل بيتي فقط ولكن هناك الكثير من الأهالي الذين لم يغادروا بيوتهم هم بحاجة إلى البقال والخباز والمضمد الصحي وهذا ما يعينني على الاستمرار.
الجهة المقابلة لبيت أبو حارث في حي التأميم تسمى منطقة الحوز ويفصل بين المنطقتين نهر يتفرع من الفرات باتجاه بحيرة الحبانية.. مسلحو داعش تمكنوا من عبور النهر واحتلال منطقة الحوز التي تبعد عن المبنى الحكومي قرابة الثلاثمائة متر وتشهد منطقة الحوز التي أفرغت من سكانها بالكامل مواجهات عنيفة بين مسلحي داعش والقوات الحكومية.
سكان مدينة الرمادي يشكون من عدم توافر الوقود بكل أشكاله ويتحدثون عن معاناة المرضى بسبب شح الدواء أو انعدامه مع هجرة الطواقم الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية التي أصبحت خالية تماما من موظفيها ونقص حاد في المواد الغذائية والحاجيات الأساسية..
الوضع يصفه بعض المختصين بالكارثي فالطرق مغلقة والجسور مدمرة مع انقطاع تام في التيار الكهربائي بسبب تضرر شبكات الكهرباء ومحطات التوليد والأحياء المدنية يتم استهدافها بشكل يومي نتيجة العمليات العسكرية التي تشهدها كبرى المحافظات العراقية بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش منذ ما يقارب 8 أشهر.
 
بارزاني يجدد دعمه لمطالب الأقليات للمشاركة الحقيقية في مفوضية انتخابات كردستان

جريدة الشرق الاوسط... أربيل: دلشاد عبد الله .... قال ممثلو الأقليات في برلمان إقليم كردستان العراق، أمس، إن رئيس الإقليم مسعود بارزاني وعدهم بعدم المصادقة على تشكيلة مفوضية الانتخابات في كردستان، إن لم تمثل فيها الأقليات تمثيلا حقيقيا.
وأعربت رئاسة إقليم كردستان العراق، عن دعمها الكامل لمطالب الأقليات في الإقليم بالمشاركة الحقيقية في مفوضية الانتخابات التي صوت برلمان الإقليم على أعضائها في 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني اجتمع مع ممثلي ورؤساء الكتل التركمانية والكلدانية والآشورية والسريانية والأرمنية في كردستان، وأكد خلال الاجتماع أن «كيفية تشكيل مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان كانت غير صحيحة وحزبية».
وعبر ممثلو الأقليات لبارزاني عن رفضهم لطريقة الاختيار وتهميش بعض مطالبهم، واعتبروا أن عدم التنسيق بين الجهات السياسية الكردستانية والمكونات القومية والدينية في ذلك الموضوع سابقة سيئة.
وطلبوا من رئيس الإقليم عدم إفساح المجال أمام إهمال حقوقهم، وأن يكون للمكونات تمثيل حقيقي في المفوضية، كونه حامي حقوق ومطالب المكونات القومية والدينية في كردستان والعراق.
وشدد بارزاني على ضرورة أن «يكون لكل جهة تمثيل حقيقي، وأن لا تعين أي جهة ممثليها بمعزل عن المكونات الأخرى»، مؤكدا مواصلة دعمه وحمايته لحقوقهم، وبذل كل ما بوسعه من أجل التوصل إلى حل ملائم لهذا الموضوع.
بدوره جدد بارزاني دعمه لمطالب ممثلي الأقليات في الإقليم، مبينا أن «كيفية تشكيل مفوضية الانتخابات كانت غير صحيحة، وهذا قد يؤثر على مكانة وسمعة إقليم كردستان.. مفوضية الانتخابات مؤسسة وطنية، ولا يمكن التعامل معها وفق تفكير حزبي ضيق».
وكانت الأحزاب الرئيسية الـ5 المشاركة في تشكيل حكومة الإقليم، تقاسمت مقاعد المفوضية الـ5 بينها، فيما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني شخصية تركمانية تابعة له، ليشغل مقعد التركمان في المفوضية، أما الاتحاد الوطني فرشح شخصية مسيحية تابعة له، لشغل مقعد المسيحيين، الأمر الذي أثار حفيظة المسيحيين والتركمان الذين يشغلون 11 مقعدا في برلمان إقليم كردستان.
وقال آيدن معروف، رئيس الجبهة التركمانية في كردستان، والنائب عن الجبهة في برلمان الإقليم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اجتماعنا مع رئيس الإقليم كان إيجابيا، حيث أكد لنا رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال الاجتماع أنه لن يقبل ولن يتعامل مع مفوضية الانتخابات في الإقليم إذا كانت بهذا الشكل والتشكيلة».
وأضاف معروف: «اعترضنا على تشكيل المفوضية لأنها لم تشكل حسب إرادتنا ولم تضم ممثلينا، فممثل التركمان في المفوضية تم ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ليشغل مقعدنا، أما ممثل المسيحيين فرشح من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس الإقليم أكد لنا بالقول إنه لن يقبل من حزب كردي أن يرشح شخصا لشغل مقعد خاص بالتركمان».
 
«داعش» يستعيد مناطق خسرها في الأنبار ويستعد لهجوم على سامراء ومجلس المحافظة يطالب العبادي بإرسال الطيران

جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: حمزة مصطفى ... طبقا للعبة الكر والفر التي أتقنها تنظيم داعش طوال الشهور الماضية مع القوات العراقية منذ احتلاله الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي فقد تمكن مسلحو «داعش» من استعادة السيطرة على الكثير من القرى والمناطق في محافظة الأنبار لا سيما بين حديثة وهيت. وفي هذا السياق أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي تعانيها محافظة الأنبار هي قلة الاهتمام بها من قبل الحكومة المركزية وليس فقط قلة الدعم وهو أمر بات ينعكس سلبا على أوضاع المحافظة من كل النواحي ولكنه في المقابل ينعكس إيجابا على تنظيم داعش الذي بات يجد ثغرات يتمكن من النفاذ منها لتحقيق أهدافه».
وأضاف الفهداوي أن «تنظيم داعش تراجع خلال الفترة الماضية بشكل كبير بعد أن تم تحقيق تقدم في الكثير من المناطق ومنها المناطق القريبة من هيت التي تمت استعادتها كلها وكان من الممكن إعادة تحرير هيت لولا نفاد أسلحة العشائر دون أن تقوم الحكومة بإرسال الأسلحة الكافية للعشائر التي تتولى عملية القتال هناك». وأكد الفهداوي أن «عدم وجود تنسيق بين الحكومة والعشائر من جهة وبين الكثير من العشائر ومجلس المحافظة من جهة أخرى فضلا عن نية شيوخ عشائر التوجه إلى أميركا لجلب الأسلحة والبعض الآخر إلى إيران حيث إن كل ذلك جعل الطرف المستفيد من هذه التناقضات هو داعش». وأوضح الفهداوي أنه «في الوقت الذي تقلصت فيه المساحات التي كان يحتلها داعش فإنه اليوم تمكن من استعادة بعضها».
في السياق نفسه أكد الشيخ نعيم الكعود شيخ عشيرة البونمر في الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش تمكن من استعادة السيطرة على مناطق وقرى كثيرة تشكل أهمية استراتيجية لأنها تربط هيت بحديثة وصولا إلى مدينة الرمادي وهو ما يعني قطع خطوط الإمداد بالنسبة له لكنه باستعادة هذه المناطق فإنه فتح ثغرة هامة له».
في سياق متصل طالب مجلس محافظة الأنبار القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإرسال طيران بشكل «عاجل وفوري» إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي بعد محاصرتها من قبل عناصر تنظيم داعش. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح أمس إن «مجلس محافظة الأنبار يطالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإرسال طيران فوري وعاجل إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي التي يحاصرها تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف كرحوت، أن «الناحية تعيش وضعا صعبا للغاية وهناك مواجهات واشتباكات بين القوات الأمنية بمساندة مقاتلي العشائر لصد هجوم التنظيم على الناحية».
وفي الوقت الذي أعاد فيه «داعش» السيطرة على قرى ومناطق في محافظة الأنبار فإنه وفي إطار استعداداته للهجوم على مدينة سامراء ذات الرمزية الدينية فقد خسر النواحي والمناطق التي تمكن من السيطرة عليها بالقرب من سامراء وأهمها ناحية المعتصم. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمر أتباعه «سرايا السلام» بالتأهب في غضون 48 ساعة لمواجهة ما سماه خطرا محدقا بسامراء. لكنه وطبقا لما أعلنه محافظ صلاح الدين رائد الجبوري فإن القوات الأمنية تمكنت من استعادة مناطق هامة كانت تحت سيطرة داعش. وأضاف الجبوري في بيان له أن «القوات العراقية البطلة استعادت زمام الأمور في منطقتي مكيشيفة والمعتصم، جنوب تكريت، بعد قتال دام يومين، وتمت السيطرة على الأوضاع فيهما بالكامل».
في سياق متصل دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى أهمية وضع الخطط المناسبة لاستعادة السيطرة على المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال ممثل المرجعية خلال خطبة صلاة الجمعة أمس بكربلاء إنه «رغم الانتصارات التي تحققت ضد عناصر تنظيم داعش، في بعض مدن البلاد فإن أولئك الإرهابيين ما زالوا يسيطرون على مناطق معينة كبيرة ويهددون مناطق أخرى أيضا»، داعيا «الحكومة إلى وضع خطط مدروسة لاستعادة المناطق التي ما زال الإرهاب يسيطر عليها وإبعاد الخطر عن المناطق الأخرى بعيدا عن التشنج والطائفية». وطالب الكربلائي «القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي بعدم التراخي والاطمئنان وبقائها في يقظة وحذر»، مثمنا «جهود محاربة الفساد وكشف العناصر الوهمية في مختلف المؤسسات الأمنية التي تسبب الغض عنها خلال السنوات الماضية في هدر كبير في أموال الدولة فضلا عن التداعيات الأمنية الكارثية في البلاد».
 
كربلاء تتعرض للقصف والسيستاني يطالب الحكومة بحماية المدن و«داعش» يفتح جبهات في الأنبار بعد صده في سامراء
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
تمكنت القوات العراقية مدعومة بالميليشيات الموالية لإيران من صد هجوم لتنظيم «داعش» على مدينة سامراء، فيما عمد التنظيم إلى فتح جبهات جديدة في محافظة الأنبار، وسط قصف استهدف مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، الأمر الذي دعا المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني إلى الطلب من الحكومة تأمين حماية للمدن العراقية.

وتراجع مقاتلو «داعش» عن مدينة سامراء كبرى مدن محافظة صلاح الدين (شمالي بغداد)، والتي تحمل قدسية كبيرة لدى الشيعة كذلك لكونها تضم مراقد دينية، بعدما فشل الهجوم على بلدة جنوب المدينة في اطار معارك كر وفر بين التنظيم المتطرف والقوات العراقية والميليشيات الشيعية.

وفي ظل الاشتباكات التي ما زالت قائمة في مناطق قريبة من سامراء، أشعل المتشددون جبهات جديدة كانت هادئة في محافظة الانبار (غربي العراق) عندما استولوا على عدة قرى وقطعوا الطريق بين الرمادي مركز المحافظة، وهيت التي تحاول القوات العراقية استعادتها، الأمر الذي دفع بالحكومة المحلية الى الاستنجاد بحكومة بغداد لانقاذها من الزخم الهجومي لتنظيم «داعش».

كما استعاد الجيش المدعوم بميليشيات شيعية موالية لايران وبغطاء جوي، سيطرته على بلدة المعتصم في محافظة صلاح الدين بعد ان تبادل الجانبان السيطرة على المدينة خلال الفترة الماضية واستقر بها الحال قبل يومين في قبضة المتشددين.

وأفادت مصادر مطلعة «المستقبل« أن «الشائعات تشير الى عزم تنظيم «داعش« معاودة هجومه على سامراء خلال الاسبوع المقبل، لكن الوضع حاليا في المدينة هادئ برغم المخاوف من احتمال اجتياحها في اثر اقتراب «داعش« من محيطها، مشيرين الى ان «مستشفى المدينة اكتظ بالجرحى والقتلى الذين وصل عددهم الى نحو 120 قتيلا ومئات المصابين من عناصر الميليشيات خلال معارك اليومين الماضيين».

وذكر شهود عيان أن «المعارك الجارية في ناحية مكيشيفة ادت الى مقتل ابو رقية آمر فوج الإمام الصادق وهو قيادي بارز وممثل أمين عام ميليشيا بدر النائب هادي العامري في سامراء برفقة الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس الايرانية، بالاضافة الى مقتل 4 اخرين من عناصر الفوج بانفجار منزل مفخخ بأطراف الناحية».

وصعد المتشددون خلال الأيام الأخيرة من هجماتهم على سامراء التي تضم مرقد الاماميين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري المقدس لدى الشيعة، ودفعت بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الى دعوة سرايا السلام التابعة له للتوجه إلى المدينة خلال 48 ساعة لحماية المرقد الذي كان تفجيره في 2006 سببا مباشرا في اندلاع اعمال عنف مذهبية اوقعت عشرات آلاف العراقيين.

وتسيطر على وسط سامراء (120 كلم شمال بغداد) قوات الجيش العراقي وعناصر الميليشيات الذين تقدموا الصفوف في المعركة بين الحكومة العراقية والتنظيم المتشدد الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من شمال وغرب العراق كما يحكم المتشددون قبضتهم على المناطق الصحراوية القريبة من سامراء من ناحية الشرق والغرب.

وفي الانبار (غرب العراق) انتكست حملة القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر لطرد متشددي التنظيم الذي عاود هجومه الواسع على عدة بلدات في المحافظة.

وطالب مجلس محافظة الانبار القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزيري الدفاع والداخلية بارسال تعزيزات عسكرية برية وجوية «عاجلة» الى المحافظة بعد قيام تنظيم «داعش» بفتح جبهات متعددة على مناطق مختلفة.

وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح صحافي امس إن «عناصر تنظيم «داعش« فتحوا جبهات متعددة على المناطق التي تسيطر عليها القوات الامنية في مناطق مختلفة من الانبار»، مبينا ان «القوات الامنية الان في مواقع دفاعية عن المناطق التي تسيطر عليها».

وفرض التنظيم المتشدد سيطرته على ناحية جبهة غرب الرمادي ليقطع الطريق بشكل نهائي بين مدينة هيت التي تشهد عمليات عسكرية والرمادي مركز المحافظة، كما على منطقة الدولاب قرب هيت.

الى ذلك دعا المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني الى إعداد خطط مدروسة لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في مرقد الامام الحسين بن علي ان «عصابات داعش ما تزال تسيطر على مناطق كبيرة وتهدد اخرى ومنها مدن تقع فيها مراقد كسامراء وبلد»، مطالبا القوات المسلحة بـ»عدم الاطمئنان والمكوث للانتصارات بحيث تتولد حالة من التراخي وضرورة الاستمرار باليقظة والحذر».

وحض ممثل المرجعية على اهمية «إعداد خطط مدروسة لتحرير واستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن مناطق اخرى وتوفير الطمأنينة للاهالي بعيدا عن الشحن الطائفي».

وكانت مدينة كربلاء تعرضت مساء اول من امس الى قصف عنيف بـ20 قذيفة هاون سقطت على مناطق متفرقة منها وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح برغم الاجراءات الامنية المشددة التي فرضتها القوات العراقية بمناسبة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين والتي تبلغ ذروتها اليوم بمشاركة ملايين الشيعة من العراق والدول الاسلامية.
 
منظومة مراقبة في كربلاء بمساعدة خبراء أميركيين
الحياة..كربلاء – أحمد وحيد
أعلنت كربلاء أنها بدأت المسح الجغرافي للمحافظة لنصب منظومة مراقبة متكاملة، بإشراف خبراء أميركيين.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي في تصريح إلى «الحياة»: «بدأنا فعلاً بإجراء المسح الجغرافي الشامل للمحافظة لنصيب منظومة مراقبة أمنية تشمل كل المداخل والشوارع الرئيسية، ما يجعل المحافظة كلها تحت سيطرة وزارة الداخلية ومديرية الشرطة».
وأضاف أن «عملية المسح تمت بعد استقدام فريق مستشارين أميركيين للمباشرة بتنفيذها، خصوصا أن العراق يستفيد من خبرات أميركية لمحاربة داعش في المحافظات الغربية والشمالية». وتابع أن «المحافظة، بعد إجراء المسح، أعدت قاعدة بيانات كاملة تحتاج إليها المنظومة التي تتضمن كاميرات مراقبة ومنظومة اتصالات ومناطيد». وزاد أن « المشروع يعتبر الحجر الأخير في عملية بناء المنظومة الأمنية المتكاملة التي لا تسمح بحدوث أي خرق، ومن المؤمل إنجاز المشروع منتصف العام المقبل، إلا أن ما يقف حائلاً دون الإسراع بإنجازه هو عدم إقرار الموازنة».
وكانت وزارة الدفاع قد قسمت محافظة كربلاء (180 كلم جنوب بغداد) الى عدة محاور لتأمين الطرق كافة التي يسلكها الزائرون لأداء زيارة الأربعين.
وذكر بيان للوزارة أن «القوات الأمنية تواصل تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الزيارة المليونية لأربعينية الإمام الحسين، وقد قسمت محافظة كربلاء إلى محاور على شكل أطواق بالتنسيق بين تلك القوات والدفاع المدني ووزارة الصحة والعتبتين الحسينية والعباسية».
وأشار الى «شمول الخطة تأمين كل الطرق المؤدية إلى كربلاء، بإسناد واسع من طيران الجيش»، ولفت إلى أن «هناك محاولات من داعش لتعكير صفو الزيارة الأربعينية بشتى الوسائل، لكنه لم يستطع تجاوز الأسوار الأمنية». وأوضح أن « التنظيم لجأ إلى إطلاق بعض صواريخ الكاتيوشا من خارج حدود محافظة كربلاء الغربية، سقطت في بيوت بعض المواطنين خارج مركز المحافظ، ما أدى إلى قتل مواطن واحد وجرح أربعة آخرين» .
ويزور الشيعة مقام الحسين في 20 من شهر صفر كل عام في مناسبة مرور أربعين يوماً على ذكرى مقتله في العاشر من محرم عام 61 للهجرة ، ويأتون من مختلف المحافظات، مشياً على الأقدام في فترة تصل إلى 14 يوماً بالنسبة إلى القادمين من البصرة التي تقع في أقصى جنوب العراق.
أما في النجف، المتاخمة لكربلاء والتي تشهد توافد القادمين لزيارة مقام الإمام علي بن أبي طالب، فقد أعلنت اللجنة الأمنية أن مديرية الشرطة، بالتعاون مع قيادة عمليات الفرات الأوسط والدوائر ذات العلاقة تنفذ خطة لحماية الزوار المارين عبر أراضيها نحو كربلاء لأداء مراسيم الزيارة الأربعينية، وقال رئيس اللجنة في مجلس المحافظة خالد الجشعمي في لـ «الحياة»: «هناك العديد من الأفواج الأمنية قدمت إلى المحافظة بأمر من وزارة الدفاع لحماية كربلاء ابتداء من النجف التي تعتبر المحطة الأخيرة قبل الوصول إلى مقام الحسين».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,739,041

عدد الزوار: 7,002,022

المتواجدون الآن: 68