نتانياهو واثق بـ «التحالف الاستراتيجي» مع أميركا... وقلق إسرائيلي من عواقب تأييده رومني...الفلسطينيون لم يخفوا فرحتهم بفوز أوباما

«أميركا الجديدة» تتخطى زمن الحرب وتتوّج أوباما رئيساً لولاية ثانية...أوباما انتزع ولاية ثانية وأصوات النساء و اللاتين و«الاسبان» حسمت المعركة

تاريخ الإضافة الجمعة 9 تشرين الثاني 2012 - 6:02 ص    عدد الزيارات 2115    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

«أميركا الجديدة» تتخطى زمن الحرب وتتوّج أوباما رئيساً لولاية ثانية
واشنطن- جويس كرم
لحظات تاريخية عاشتها الولايات المتحدة فجر امس، مع فوز الرئيس الديموقراطي باراك أوباما بولاية ثانية، محصّناً بتحالف شعبي عكس صورة «أميركا الجديدة»، وهيأ لـ «تخطي زمن الحرب» ومواجهة تحديات داخلية كبيرة خلال السنوات الأربع المقبلة، اهمها إقرار قوانين الهجرة ومعالجة ازمة الدَيْن. وخارجياً طوت النتائج صفحة «المحافظين الجدد» الذين برزوا في حملة منافسه الجمهوري ميت رومني، ما يمهد لإيجاد حلول «براغماتية» في الشرق الأوسط قد تأتي على شكل «صفقة كبيرة» مع ايران، واستعجال إنهاء الأزمة السورية.
ووسط ترحيب عالمي بإعادة انتخاب الرئيس الاميركي، هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلمان أوباما، اذ بعثا ببرقيتي تهنئة ورد فيها: «يطيب لنا بمناسبة انتخابكم رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، أن نبعث لفخامتكم باسم شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها وباسمنا، أجمل التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة، ولشعب الولايات المتحدة الصديق التقدم والازدهار». وافادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) بأن خادم الحرمين أشاد بـ»متانة العلاقات التاريخية الوثيقة بين بلدينا الصديقين، والتي نحرص على تطويرها وتنميتها في المجالات كافة».
وكان لافتاً تذكير طهران بعد ساعات على اعلان النتائج بـ «الجرائم» التي ارتكبتها إدارة أوباما في حق الايرانيين. لكنها اعتبرت أن «التفاوض مع أميركا ليس محرماً»، مبدية استعدادها لحوار مع واشنطن ولو «في قعر جهنم»، إذا خدم ذلك مصلحتها. وتقدم أوباما بنسبة ٥٠,٣ في المئة على رومني في التصويت الشعبي، وحصد نحو 332 كلية انتخابية بعد احصاء ولاية فلوريدا، ما جعله اول رئيس يفوز بهذا الهامش في ولايته الثانية منذ الجمهوري رونالد ريغان (1986) وقبله الديموقراطي فرانكلين روزفيلت (1943).
واستند الفوز الى التحالف الواسع للديموقراطيين المبني تحديداً على أصوات الأقليات والشبان والنساء، اذ كسب اوباما 71 في المئة من اصوات اللاتين، و55 في المئة من أصوات النساء، و60 في المئة من أصوات الشباب، و93 في المئة من أصوات الأفارقة الأميركيين، و39 في المئة من أصوات البيض.
ويعتبر شكل هذا التحالف سابقة في الولايات المتحدة، ويعكس التحولات الديموغرافية الكبيرة في مجتمعها، بعيداَ من الطابع الانغلوساكسوني، نحو نسيج أكثر اختلاطاً وتنوعاً في ولايات الشرق (فرجينيا وفلوريدا) والغرب (كولورادو ونيفادا وكاليفورنيا). كما كسب الرئيس 70 في المئة من اصوات اليهود، رغم مزايدات الجمهوريين بالحديث عن سياسته «الفاترة» تجاه اسرائيل، وعلاقته المتشنجة مع رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الذي استقبل رومني بحفاوة هذا الصيف.
وسارع نتانياهو، بعد اعلان فوز أوباما، الى لقاء السفير الاميركي في تل ابيب دان شابيرو، وابلغه تطلعه الى العمل مع أوباما «لتعزيز العلاقة الأمنية المتينة، وتطوير أهدافنا في السلام والامن». واعتبر أن «الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، أقوى من أي وقت مضى». لكن ذلك لم يحجب قلقاً في اسرائيل من «ثمن» قد يدفعه نتانياهو، عكسه قول نائبه إيلي يشاي إن فوز الرئيس الديموقراطي الأميركي لا يشكّل «صباحاً جيداً بالنسبة الى نتانياهو». اما القيادة الفلسطينية فأكدت انها «تنفست الصعداء» بفوز أوباما، لأن «رومني يتبع سياسة ولاء أعمى لإسرائيل».
وفي خطاب الفوز الذي القاه امام مئات الآلاف من انصاره في شيكاغو، رسم أوباما رؤيته للولاية الثانية قائلاً «لا نريد ان يعيش أولادنا حياة مثقلة بالديون ومهددة بعدم المساواة، بل نريد منحهم بلداً آمناً ومحترماً ينظر اليه العالم باعجاب. كما لا نريد أمة يدافع عنها أقوى جيش عرفه العالم فحسب، بل أيضاَ أمة تخطو بثقة بعيداً من زمن الحرب لرسم وعد الحرية والكرامة لكل انسان».
وحدد أوباما معالجة قضايا الهجرة والعجز والاصلاح الضريبي وتخفيف الاعتماد على النفط أهدافاً في ولايته الثانية.
وسيساند مهمته حفاظ الديموقراطيين على الغالبية في مجلس الشيوخ. ومن أهم الأسماء الديموقراطية الفائزة السناتور أليزابيت وارن عن ولاية ماساشوستس، حيث استعاد الديموقراطيون مقعد آل كينيدي، والسناتور تيم كاين (فرجينيا) وتامي بولدوين، أول سناتور مثلية في الكونغرس. وكسب الديموقراطيون مقاعد أخرى في ولايات نورث داكوتا وانديانا وميسوري رغم خسارة أوباما فيها.
وفي مجلس النواب، استمرت سيطرة الجمهوريين بـ 232 مقعداً في مقابل 187 للديموقراطيين. لكن الديموقراطي باتريك مارفي هزم النائب اليميني المناهض للمسلمين آلن ويست في فلوريدا، فيما باتت ماغي حسن أول ديموقراطية أميركية تفوز بمنصب حاكمية ولاية نيو هامبشير  وكانت عرضة أيضا لحملة من المناهضين للمسلمين.
خارجياً، تعزز عودة أوباما الى البيت الأبيض، مكانته على الساحة الدولية، وتمنحه وقتاً للتركيز على تحديات شرق أوسطية بارزة أهمها ايران وسورية.
وتوقع المسؤول والمفاوض السابق دنيس روس تقديم أوباما «عرضاً ديبلوماسياً ضخماً» لإيران «كورقة أخيرة» لحل ازمة ملفها النووي. وعلى صعيد الأزمة السورية، يتوقع أن تكثف واشنطن جهودها لتنظيم صفوف المعارضة تمهيداً لاستعجال الحل، ومنع اتساع الأزمة اقليمياً.
 
أوباما انتزع ولاية ثانية وأصوات النساء و اللاتين و«الاسبان» حسمت المعركة
واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي
على رغم الشكوك في شأن إدارته للاقتصاد وإخفاقه في معالجة معدل البطالة، منح الناخبون الأميركيون الرئيس الديموقراطي باراك أوباما فوزاً صريحاً على منافسه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية، تجلى خصوصاً في كسبه ولايات أوهايو وفرجينيا ونيفادا وأيوا وكولورادو الحاسمة، والتي جعلته يتخطى بكثير الـ270 صوتاً التي يحتاجها في المجمع الانتخابي لضمان الفوز، في وقت تقدم بفارق نقطة واحدة على خصمه في التصويت الشعبي.
وانتظرت حملة رومني أكثر من ساعة بعد إعلان نتيجة ولاية أوهايو للإقرار بالهزيمة، وسط حال من الصدمة الكبيرة لدى مستشاريه في بوسطن. ثم اتصل رومني بأوباما لتهنئته، قبل أن يخاطب أنصاره بالقول: «هذا وقت التحديات الكبيرة بالنسبة إلى أميركا، وأتمنى أن ينجح الرئيس في قيادة أمتنا».
وفيما بقي الوضع على حاله في انتخابات الكونغرس، بالنسبة إلى سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ والجمهوريين على مجلس النواب، ما يضع الإدارة الجديدة لأوباما أمام عراقيل تشريعية واجهتها خلال ولايته الأولى، تعـــهد الرئيس الديمـــوقراطي الاستماع إلى زعماء الحزبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وإجراء محـــادثات مع رومني في شأن أساليب التعـاون كي تمضي البلاد قدماً، ومواجهة التحديات المقبلة.
أقنع أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، الناخبين بالوقوف وراءه مجدداً في محاولته تحفيز النمو القوي للاقتصاد، والتعافي من أسوأ كساد منذ ثلاثينات القرن العشرين، والذي أظهر بعض مؤشرات القوة، لكن معدل البطالة لا يزال عند 7.9 في المئة.
واللافت أن أي رئيس أميركي لم يفز منذ الثلاثينات بولاية ثانية، في ظل نسبة بطالة تفوق 7،2 في المئة. كما أن ديموقراطياً واحداً هو بيل كلينتون سبق أن شغل البيت الأبيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ووجه فوز أوباما المحدود في ولاية أوهايو ضربة قاضية لآمال رومني في اقتناص الفوز، علماً أنه كسب أيضاً ولايات ويسكونسن وأيوا وبنسلفانيا ونيوهامبشير الحاسمة بفارق ضئيل أيضاً. أما رومني ففاز بولاية متأرجحة واحدة هي نورث كارولاينا، وبحث لفترة المطالبة بإعادة النظر في نتيجة التصويت في أوهايو، لكنه عزف عن ذلك باعتبار أن سقوطه في كولورادو وفرجينيا لن يسمح له بالحصول على عدد الأصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي.
أما التصويت الشعبي فكان متقارباً جداً بين المرشحين، بعد حملة طويلة ومريرة أنفق خلالها المرشحان وحلفاؤهما الحزبيون بليوني دولار. وعكس ذلك اقتراب رومني، المليونير حاكم ماساتشوستس السابق الذي رأس شركة للاستثمار الخاص، من أوباما، بعدما تخطى مجموعة من العثرات الانتخابية في بداية حملته، قبل أن يتغلب على الرئيس في المناظرة الأولى من ثلاث التي جمعت بينهما.
وحذر المرشح الجمهوري الخاسر، في خطاب اتسم بالذوق وسماحة النفس ألقاه أمام أنصاره المحبطين في بوسطن، من الاستقطاب الحزبي في واشنطن، وحض زعماء الحزبين الديموقراطي والجمهوري على وضع مصلحة الناس قبل السياسة. وقال: «في هذه الأوقات، لا نستطيع أن نسمح بالتموضع الحزبي».
وأضاف: «كنت أتمنى حقاً لو أنني نجحت في تحقيق تطلعاتكم لقيادة البلاد في اتجاه مختلف، لكن الأمة اختارت زعيماً آخر. لذا انضم مع زوجتي آن لكم في الدعاء له، ولهذه الأزمة العظيمة».
وشكر رومني مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول رايان، مؤكداً أنه «كان أفضل خيار أجراه».
 تحليلات
وأبدى مستشارو رومني اعتقادهم بأن مرشحهم تضرر بسبب المعركة التي شهدها الحزب الجمهوري خلال الانتخابات التمهيدية، وأقروا بأن حملة أوباما أبلت حسناً. وقال بوب غرادي، أحد مستشاري رومني والذي عمل سابقاً مع الرئيس جورج بوش: «يحتاج الجمهوريون إلى إعادة النظر في استراتيجيتهم الانتخابية والتقرب إلى جماعات المهاجرين. لكن أوباما يواجه تحدياً صعباً للتغلب على عجز الموازنة والديون». ولم يتردد بعض ناشطي الحزب الجمهوري في القول إن «رومني كان مرشحاً دون المستوى المطلوب، لكن الحزب التف حوله على رغم كل شيء»، فيما صرح مراسل «فوكس نيوز» كارل كاميرون على الهواء بأن «المحافظين يقولون إن رومني لم يكن محافظاً بدرجة كافية».
لكن تحليلاً مفصلاً للتصويت يقود الجمهوريين إلى نتيجة أخرى أكثر جوهرية تفيد بأن نحو 71 في المئة من المتحدرين من دول أميركا اللاتينية صوتوا لمصلحة أوباما، أي أكثر بأربع نقاط من عام 2008. كما انتخبت نسبة 55 في المئة من النساء أوباما، في مقابل 43 في المئة لرومني، أي بفارق 12 نقطة يساوي تقريباً تقدم أوباما بفارق 13 نقطة بين الناخبات على الجمهوري جون ماكين عام 2008.
وعكس ذلك، تحقيق أوباما نجاحاً كبيراً في القضايا الاجتماعية، علماً أن استطلاعات الرأي كشفت أن عدد النساء اللواتي يعتبرن قضايا مثل حقوق الإجهاض وزواج المثليين قضايا رئيسية تحدد موقفهم من الانتخابات، بلغ ضعف عدد الرجال الذين يفكرون بالطريقة ذاتها.
ودعا محللون الحزب الجمهوري إلى التكيف مع تغييرات تشهدها الولايات المتحدة، متوقعاً تغير الحزب بالكامل بحلول الانتخابات المقبلة عام 2016، كي يلبي أكثر تطلعات الشبان والأميركيين من أصول لاتينية.
 احتفالات
ولدى إعلان شبكات التلفزيون فوز أوباما، تصاعدت الهتافات في المقر العام لحملة أوباما في قصر المؤتمرات «ماكورميك بلايس» بشيكاغو، حيث تجمع آلاف الأشخاص.
وقضى الرئيس السهرة في منزله العائلي جنوب شيكاغو برفقة أقربائه، قبل أن يتوجه إلى فندق كبير في المدينة لمتابعة النتائج وإلقاء خطاب الفوز.
وأيضاً، تجمع آلاف الأشخاص في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك للاحتفال بإعادة انتخاب أوباما، ورفعوا الأعلام، مرددين هتافات «أربع سنوات أخرى»، فيما تجمعت حشود أخرى أمام البيت الأبيض في واشنطن للاحتفال بالفوز.
وأطلق الشاب الأسود ديون نوريس (22 سنة) العنان لفرحته، وهو يهرع إلى البيت الأبيض، مردداً «إنني مسرور جداً». وقالت انجيليكا ميركادو اللاتينية الأصل البالغة 18 من العمر: «واجه الشباب والأقليات مزيداً من الرهانات، وكنا سنخسر الكثير». أما ميلاني ليفي (22 سنة) فقالت: «أوباما يجسد الحلم الأميركي مجدداً». وأعلنت ميراندا هوتشينز، الطالبة في الـ18 من العمر: «الأمر أهم هذه المرة بسبب إصلاح الضمان الصحي الذي أراد رومني إلغاءه، ومن أجل حماية الحق في الإجهاض». وتمنت في الولاية الثانية لأوباما «خطوات إضافية لتعزيز الرعاية الصحية، حقوق مثليي الجنس، ومواصلة الطريق في اتجاه اقتصاد أكثر حيوية.
وأشارت كارولاين وينسلو (25 سنة) إلى أن التصويت قبل 4 سنوات تعلق بالمثل العليا، أما اليوم فهو أكثر عملانياً، لأن الفرصة سانحة أمام سياسات أوباما لترك أثر على المدى البعيد».
ورأى يوسف نجم (18 سنة) أن البعد التاريخي لفوز أوباما حلت بدلاً منه هذه المرة رغبة في «المضي قدماً»، مستعيداً شعار حملة الرئيس.
ولفت شاب آخر إلى أنه على رغم الصيحات وتوافد الأعداد الغفيرة إلى محيط البيت الأبيض، «لم يكن التهافت بحجم نظيره لدى تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكنه يكفيني»، في إشارة إلى أحد أبرز الأحداث التي طبعت الولاية الأولى لأوباما، وأرست صدقيته، خصوصاً في مجال الأمن.
 
روسيا مرتاحة الى خسارة رومني والصين ترحب ولا تخفي عتبها وعين أوروبا على الاقتصاد
موسكو، بكين، برلين – رويترز، أ ف ب
تميّزت تهاني قادة العالم للرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة انتخابه، بتشديد على ما تشكّله ولايته الثانية من استمرارية لسياسة الولايات المتحدة، وتعاطيها مع ملفات ساخنة، ليس أقلها العلاقات مع روسيا التي سُرّت لخسارة المرشح الجمهوري ميت رومني، والشراكة الصعبة مع الصين، إضافة إلى التعاون مع ألمانيا وفرنسا لمواجهة الأزمة الاقتصادية في أوروبا.
وتلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نبأ التجديد لأوباما بـ «إيجابية كبرى»، إذ قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نأمل بتطوير وتحسين مبادرات في العلاقات الثنائية والتعاون بين روسيا والولايات المتحدة على الساحة الدولية، بما فيه مصلحة الأمن والاستقرار في العالم».
وأعرب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف عن «سعادته بأن رئيس دولة كبرى تحظى بنفوذ، ليس رجلاً يعتبر روسيا أبرز عدو، هذا مضحك ونوع من الشعور باضطهاد»، في إشارة إلى تصريح لرومني في هذا الصدد. وأضاف: «بالنسبة إلينا، (أوباما) شريك يمكن فهمه وتوقع تصرفاته، وهذا أهم شيء في السياسة».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة لـ «المضي إلى الحد الذي تكون الإدارة الأميركية راغبة في الوصول إليه»، مضيفاً: «نحن مستعدون لمواصلة العمل مع هذه الإدارة، على أساس المساواة والمصالح المتبادلة والاحترام».
وأعلن ناطق باسم الخارجية الصينية أن الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو، وجها رسالة تهنئة مشتركة لأوباما، مضيفاً أن شي جينبينغ نائب الرئيس الذي سيخلف هو جينتاو هذا الأسبوع، وجّه أيضاً رسالة تهنئة إلى جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي.
وورد في رسالة هو جينتاو: «في عهد تاريخي جديد، آمل بأن تعبر علاقاتنا الثنائية التي ترتكز على تعاون بناء، مرحلة جديدة».
وأشار الناطق باسم الخارجية الصينية إلى أن الولاية الأولى لأوباما شهدت «تقدماً إيجابياً للعلاقات (بين البلدين)، بفضل الجهود المشتركة للجانبين». لكن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) كتبت في تعليق: «في ظل التداخل الاقتصادي بين البلدين، أكثر من أي وقت مضى ربما على الحكومة الأميركية الجديدة أن تتعلم كيف تبنى علاقة بناءة وعقلانية أكثر مع الصين».
وهنأ رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا نظيره الأميركي، قائلاً: «أريد متابعة التعاون معه».
 كارزاي يهنئ و«طالبان» تطالب بانسحاب
كما حض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أوباما على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما دعت حركة «طالبان» الرئيس الأميركي إلى أن «يدرك أن (الأميركيين) خسروا الحرب في أفغانستان، لذلك عليهم ومن دون مزيد من الأكاذيب أو التأخير، مغادرة أرضنا المقدسة بسرعة والتركيز بدل ذلك على بلادهم». أما الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري فأعرب عن «أمله بأن تستمر العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة في الازدهار، خلال الولاية الجديدة لأوباما».
وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في موقع «تويتر»: «أحر التهاني لصديقي باراك أوباما. أتطلع إلى مواصلة العمل معاً».
ورحّب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بـ «الخيار الواضح» من أجل «أميركا منفتحة ومتضامنة وملتزمة بالكامل على الساحة الدولية»، مضيفاً: «إنها لحظة مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم أيضاً. أثق بأننا سنعزز شراكتنا لتسهيل عودة النمو الاقتصادي في بلدينا ومكافحة البطالة وإيجاد حلول للأزمات التي تهددنا، خصوصاً في الشرق الأوسط».
أما المستشارة الألمانية أنغيلا مركل فذكّرت أوباما بـ «لقاءاتنا ونقاشاتنا حول كل القضايا المتعلقة بتطوير العلاقات الأميركية – الالمانية، وفي شأن تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية العالمية»، فيما أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله أن بلاده «تتطلع إلى مزيد من العمل» مع إدارة أوباما.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي جيليو تيرزي أن «أميـركا باتـت أقـوى» مع إعادة انتخاب أوبـاما، فيما شدد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو على أن «الولايات المتحدة شريك استراتيجي أساسي للاتحاد، ونرغب في مواصلة تعاوننا الوثيق الذي أقمناه مع أوباما خلال السنوات الأربع الماضية». وأعرب الرجلان عن رغبتهما في «لقاء أوباما سريعاً، لتأكيد أولوياتنا وإعطاء دفع جديد لعملنا المشترك».
وهنأ الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أوباما، معتبراً أن «الروابط عبر الأطلسي تبقى مهمة لإرساء السلام والأمن، وأثبت أوباما زعامة كبيرة لإبقائها متينة».
وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على أن «العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا، إحدى العلاقات الأكثر متانة واتساعاً في العالم»، فيما تطلّع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى متابعة «العمل مع أوباما وإدارته، بروحية الشراكة المستمرة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة»، لافتاً إلى «تحديات، من وضع حدّ لسفك الدماء في سورية إلى إعادة عملية السلام في الشرق الأوسط، إلى مواجهة تحديات التغير المناخي».
وأكد الرئـيس التركي عبدالله غل التزام بلاده «الحفاظ على شراكتنا النموذجية والجو الإيجابي، في علاقاتنا المتعددة الأوجه» مع الولايات المتحدة، معتبراً أن للعلاقات بين البلدين «مساهمات لا تقدّر بثمن».
 
نتانياهو واثق بـ «التحالف الاستراتيجي» مع أميركا... وقلق إسرائيلي من عواقب تأييده رومني
تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب
حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تأكيد أن التحالف الاستراتيجي بين الدولة العبرية والولايات المتحدة «أقوى من أي وقت مضى»، بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما. لكن ثمة قلقاً في إسرائيل من أن يدفع نتانياهو ثمن تأييده صديقه المرشح الجمهوري الخاسر ميت رومني.
ويشوب توتر علاقات نتانياهو بأوباما، خصوصاً لرفض الأخير إلحاح رئيس الوزراء الإسرائيلي على وضع «خطوط حمر واضحة» لإيران، يؤدي تخطيها إلى تعرّضها لهجوم بسبب برنامجها النووي. وقال نتانياهو: «سأواصل العمل مع الرئيس أوباما، لضمان المصالح الاستراتيجية لمواطني إسرائيل». وشدد على أن «الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، أقوى من أي وقت مضى».
وأعلن وزير الدفاع ايهود باراك أن ليس لديه «أدنى شك» في أن أوباما «سيواصل سياسته الداعمة في شكل أساسي لأمن إسرائيل، وبذل جهد لمواجهة تحديات تضعها المنطقة أمامنا جميعاً، ومن خلال السعي إلى تحقيق تقدم في العملية السياسية»، مضيفاً: «أثق بإمكان تجاوز أي خلافات في الرأي قد تظهر بين البلدين».
وذكّر سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء بأن «كلّ الإدارات الأميركية تدعم إسرائيل، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، لأن لدينا مصالح وقيم مشتركة»، مضيفاً أن «أوباما كان معنا في الأوقات الأكثر حساسية». وأقرّ بوجود «فجوة» بين البلدين حول «الجدول الزمني» المتصل بأسلوب التعامل مع إيران، لكنه استدرك: «مخطئ مَنْ يقول إن الأمر سيكون صعباً وإن مواجهة ستحدث خلال الولاية الثانية لأوباما».
ورحب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بإعادة انتخاب أوباما، قائلاً: «سنتابع سوياً معه تطوير والحفاظ على الصداقة العظيمة بين الدولتين والشعبين، والمبنية على قيم مشتركة». وأضاف: «سنتابع العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز دولة إسرائيل والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الحيوية».
لكن ايلي يشاي، رئيس حزب «شاس» وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء، اعتبر أن فوز الرئيس الديموقراطي لا يشكّل «صباحاً جيداً بالنسبة إلى نتانياهو». وسُئل هل تدخل نتانياهو في انتخابات الرئاسة الأميركية لمصلحة صديقه رومني، فأجاب: «لا أعلم هل حدث ذلك أم لا، لكن في شكل عام يُحظر علينا أن نتدخل في انتخابات دولة أخرى».
وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قياديين في حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتانياهو، أبدوا خيبة لفوز أوباما، وتخوفهم من ممارسة إدارته ضغوطاً على إسرائيل، لـ «تقديم تنازلات» للفلسطينيين، «بسبب العلاقات الباردة بينه وبين نتانياهو». ورأت معلقة في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أن أوباما قد يجعل نتانياهو يدفع ثمن تفضيله لرومني، مرجحة أن الضغوط التي ستمارسها إدارة أوباما مستقبلاً على إسرائيل «لن تكون معتدلة». وانتقدت المعارضة الإسرائيلية نتانياهو، لتدخله في الانتخابات الأميركية وتفضيله رومني، إذ قال يائير لابيد رئيس حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) الوسطي الجديد: «خلال الانتخابات الأميركية تصرّف رئيس الوزراء وتحدث في طريقة فُسرت على أنها تدخل سافر لمصلحة المرشح الجمهوري، عكس ما هو مُعتاد بين الدول». ودعا حكومة نتانياهو إلى «اتخاذ خطوات فورية لاستعادة علاقاتها مع الإدارة في واشنطن».
واتهم النائب افيشاي بيرغمان من حزب «العمل» نتانياهو بأنه «على مدى 3 سنوات ارتكب خطأ دعم اليمين المتطرف الجمهوري، لإسقاط أوباما». لكن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن اعتبر أن «العلاقات بين نتانياهو وأوباما جيدة جداً، وستستمر»، مضيفاً: «أتوقع ألا يحدث أي تغيير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال الولاية الثانية لأوباما، وتحالفنا سيستمر».
وهنأت رئيسة حزب «العمل» شيلي يحيموفيتش الرئيس الأميركي، معتبرة أنه «رئيس جيد بالنسبة إلى إسرائيل، وقاد العقوبات ضد إيران وساعدنا في الأمم المتحدة».
وأوردت «يديعوت أحرونوت» أن نتانياهو أمر المتحدثين باسم الوزراء والنواب من «ليكود» ومستشاريهم، بالامتناع عن إطلاق تصريحات معادية لأوباما، تحسّباً لـ «تزايد الجمود في العلاقات بين» الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
 
الفلسطينيون لم يخفوا فرحتهم بفوز أوباما
رام الله – محمد يونس؛ القاهرة، الدوحة – رويترز، أ ف ب، يو بي آي
لم يخفِ فلسطينيون فرحتهم بفوز الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تعبّر عن ذلك، خصوصاً أن المرشح الجمهوري ميت رومني كان زار إسرائيل أثناء حملته الانتخابية، وأطلق تصريحات اعتبرها الفلسطينيون عنصرية، كما أبدى تأييداً مطلقاً للدولة العبرية.
ويتطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إطلاق أوباما عملية سياسية جديدة، وقال مسؤول فلسطيني بارز لـ «الحياة»، إن القيادة الفلسطينية «تنفّست الصعداء»، إذ تعتقد أن رومني «يتبع سياسة ولاء أعمى لإسرائيل». وذكّر بأن «أوباما أجرى محاولات جادة للتوصل إلى تسوية سياسية، لكنه اصطدم باللوبي اليهودي والحزب الجمهوري في الكونغرس. ولدينا أمل كبير بأنه سيكون أكثر تحرراً من ولايته الأولى».
وهنأ عباس أوباما، وتمنى أن «يواصل جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط». وقال أبرز المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: «قررنا أن نأخذ قضيتنا إلى الأمم المتحدة هذا الشهر، ونأمل من أوباما بأن يقف إلى جانب هذا الحق الفلسطيني».
أما حركة «حماس» فأكدت بأنها تنتظر إن «كان هناك تغير إيجابي في سياسة أوباما أم لا»، وقال الناطق باسم حكومتها في غزة طاهر النونو: «نأمل في التزام أوباما بالحقوق الفلسطينية المشروعة، ووقف سياسة الكيل بمكيالين والتحيّز لإسرائيل».
وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري إن الحركة تدعو الرئيس الأميركي إلى «إعادة تقويم سياسته الخارجية إزاء القضايا الفلسطينية والعربية، وإنهاء تحيّزه للاحتلال».
كذلك، رحب قادة عرب بإعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، فيما أبدى المجلس الوطني السوري أمله بأن تشكّل سورية أولوية لأوباما في ولايته الثانية، متحدثاً عن «تقصير» في السعي إلى تسوية النزاع. وأعرب الرئيس المصري محمد مرسي عن أمله بتعزيز «علاقات الصداقة» بين بلاده والولايات المتحدة، لـ «خدمة أهدافهما المشتركة في العدالة والحرية والسلام».
وهنأ الرئيس العراقي جلال طالباني نظيره الأميركي، معرباً عن «أمله بأن تشهد ولايته الجديدة مزيداً من التطور والاتساع بالعلاقات الودية» بين البلدين، «استناداً إلى اتفاق الإطار الإستراتيجي المبرم بين البلدين نهاية عام 2008». وهنأ رئىس الوزراء العراقي نوري المالكي أوباما ودعاه الى مواجهة «التطرف والعنف والإرهاب».
أما الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فأشاد بـ «إنجازات» أوباما، مبدياً «أمله بتعزيز العلاقات اليمنية - الأميركية وشراكتهما في محاربة الإرهاب».
في الدوحة، بارك مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة لأوباما، قائلاً: نتمنى أن يضع سورية ضمن أولويات سياسته الخارجية، من أجل إنهاء أزمتها وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري في اختيار حكومته ورئيسه، كما مارس الشعب الأميركي حريته الكاملة في الانتخابات». وتمنى على «الإدارة المقبلة، سواء بقيت (وزيرة الخارجية هيلاري) كلينتون في منصبها أو لم تبق، مساعدة المعارضة على إقامة حكومة داخل الأراضي السورية».
وأعرب رئيس المجلس عبد الباسط سيدا عن أمله بأن «تكون إعادة الانتخاب مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري الذي بدأ يقترب من مرحلة الخطر، وباعتبار أن ذلك سيؤثر في الأمن والاستقرار الإقليميين»، مضيفاً: «نأمل بأن تتعامل الولايات المتحدة مع الملف السوري من موقع الدولة العظمى، أي بمسؤولية أكثر من أجل إيقاف القتل والتدمير في سورية. حدث تقصير من أميركا والمجتمع الدولي، ولا بد من الانتقال الآن من مرحلة إدارة الأزمة ومعالجتها الجذرية ومراعاة تطلعات الشعب السوري».
وحض الرئيس اللبناني ميشال سليمان نظيره الأميركي على متابعة «إيلاء الأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط، اهتماماً جدياً»، مبدياً رغبته في «تعزيز التعاون بين بلدينا الصديقين، وتطوير علاقاتنا الثنائية في كل المجالات».
ورحّبت الخرطوم بإعادة انتخاب اوباما، اذ دعت الخارجية السودانية الى «رفع اسم السودان من القائمة الاميركية لدعم الارهاب ورفع الحصار الاقتصادي».
وأعرب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لأوباما عن تطلّع بلاده الى «مزيد من ترسيخ العلاقات التاريخية الوطيدة» بين البلدين، فيما حضّ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الولايات المتحدة على «دفع الحوار الاستراتيجي» بين الجانبين.
 

المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,544,626

عدد الزوار: 6,954,313

المتواجدون الآن: 66