بريطانيا تباشر محادثات مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة.... تركيا تتجه لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا

مجزرة في بيت سحم.. وزملكا مدينة منكوبة بريف دمشق، 37 ألف قتيل حصيلة الثورة السورية.. في أبرز تحد للأسد.. قذائف الجيش الحر تستهدف القصر الرئاسي بدمشق، «كتيبة أسود الإسلام» تتبنى العملية «ردا على مجازر النظام».. ونجاة العقيد سعد الدين من محاولة اغتيال

تاريخ الإضافة الجمعة 9 تشرين الثاني 2012 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2326    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مجزرة في بيت سحم.. وزملكا مدينة منكوبة بريف دمشق، 37 ألف قتيل حصيلة الثورة السورية.. ومصادر قيادية بالجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: أسقطنا معظم الحواجز المحاصرة في إدلب

بيروت: ليال أبو رحال ... واصلت قوات الأمن النظامية عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية أمس، في أحياء من العاصمة السورية دمشق وريفها تحديدا، حيث أفاد ناشطو المعارضة السورية عن حركة نزوح شهدتها أحياء التضامن والدحاديل والبيادرة وببيلا والحجر الأسود في دمشق، في حين استهدفت القوات النظامية بقصف مدفعي وجوي بلدات عدة في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل أكثر من 111 شخصا في محصلة أولية، أغلبهم في دمشق وريفها مساء أمس.
وفي حصيلة جديدة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 37 ألف شخص قتلوا في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهرا، «بينهم 26 ألفا و596 مدنيا وتسعة آلاف و445 جنديا نظاميا، و1331 منشقا»، قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «مقتل 498 شخصا غير مشمولين بالحصيلة النهائية لأننا لم نتمكن بعد من تحديد هوياتهم، أو ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين معارضين أو جنودا نظاميين».
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن مجزرة في بلدة بيت سحم بريف دمشق أودت بحياة 25 قتيلا على الأقل، فيما أصيب أكثر من 80 جريحا جراء قصف عشوائي بالدبابات ومدافع الهاون على البلدة، مما أثار حالة من الذعر الشديد بين الأهالي بسبب تخوفهم من اقتحام البلدة بعد إغلاق مداخلها كافة.
وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «أهالي البلدة استفاقوا بيت سحم كعادتهم كل يوم على أصوات الطيران الحربي الذي بات جزءا من المشهد اليومي الذي تشهده البلدة كل يوم، ثم ما لبثت قوات الأسد المجرمة أن بدأت بمسلسل القصف العنيف بالدبابات ومدافع الهاون ليومها الثامن على التوالي، حيث سقطت عشرات القذائف على المباني السكنية وعلى أحد المعامل (معمل حليب كرم) مؤدية إلى مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل راح ضحيتها 25 شهيدا وأكثر من 100 جريح».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد عن غارتين جويتين نفذتها طائرات حربية على بلدة عربين، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بلدة المعضمية جراء القصف الذي تعرضت له. وتعرضت بلدات دوما وحرستا والحجيرة وقرى الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية، بالتزامن مع إعلان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مدينة زملكا «مدينة منكوبة».
وذكر المجلس أن المدينة تتعرض «لأعنف حملة عسكرية منذ بداية الثورة، ويطالها القصف من الطيران الحربي والمدفعية والدبابات بشكل مباشر على منازل المدنيين العزل، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء وبعضهم أشلاء ومجهولو الهوية بسبب تهدم الأبنية عليهم، ومئات الجرحى والمنكوبين»، مشيرا إلى «تهجير 125 ألف نسمة على الأقل من سكان المدينة فيما يطال الدمار ما يقارب 60 في المائة من المدينة». وبحسب ناشطين معارضين، تعاني المدينة من مأساة إنسانية مع استمرار القصف وانقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. وكان مجلس قيادة ريف دمشق قد بدأ أمس حملة بعنوان «نصرة زملكا» تقوم على «توحيد صور غلاف الصفحات الثورية والتنسيقيات ونشر بيان على الصفحات يتضمن محتوى هذه الحملة وسببها، لعلها تكون سببا في تحريك ضمير الأمة النائم»، على أن تنتهي غدا.
أما في إدلب، فقد أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل 5 أشخاص وسقوط 20 جريحا جراء القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة الناجية في جسر الشغور، في وقت تعرضت فيه مدينة معرة النعمان وقرية دير سنبل بريف إدلب للقصف بالطيران الحربي. وقالت مصادر قيادية ميدانية في «الجيش الحر» في إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الجيش الحر تمكنت من إسقاط عدد كبير من الحواجز النظامية المحاصرة في المحافظة، فيما يجري الإعداد حاليا لتوجيه ضربات أقسى للنظام في إدلب والمناطق المحررة».
وشددت المصادر عينها على أن «القوات النظامية التي لا تزال موجودة في إدلب لم تعد تتصرف وفق منهجية عسكرية بل تقاتل وفق أساليب حرب العصابات وهدفها الوحيد التدمير والقتل»، مؤكدة أن «الجيش الحر» لن يألو جهدا قبل تحقيق وصل المناطق المحررة ببعضها البعض.
وفي حلب، تمكن «الجيش الحر» من إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش النظامي في حي الشيخ فارس، في وقت تعرضت فيه أحياء حلب القديمة لقصف عنيف. وقصف الطيران الحربي بلدة حريتان بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع تكثيف الطيران الحربي السوري غاراته في مناطق مختلفة من حلب لمنع الثوار من تحقيق تقدم إضافي بعد سيطرتهم على معظم أجزاء حاجز الليرمون. ونقلت تقارير إخبارية عن ألوية وكتائب شاركت في معركة الليرمون أنها بدأت تضع «مقر المخابرات الجوية نصب أعينها بصفته الهدف المقبل لهجماتها».
كذلك، أفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» في بلدة كفرناها بريف حلب، فيما تعرضت بلدات دير حافر وقبتان الجبل وكفرحمرة وكفرعمة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية.
من جهة أخرى، أعلنت كتائب ثوار اللاذقية عن استعدادها لشن هجمات متزامنة بهدف الاقتراب أكثر من مدينة اللاذقية وضمها للثورة الرامية لإسقاط نظام الحكم. وكانت منطقة جبل التركمان قد تعرضت لثلاث غارات جوية وقصف بالطيران المروحي.
 
في أبرز تحد للأسد.. قذائف الجيش الحر تستهدف القصر الرئاسي بدمشق، «كتيبة أسود الإسلام» تتبنى العملية «ردا على مجازر النظام».. ونجاة العقيد سعد الدين من محاولة اغتيال

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط».... حقق مقاتلو المعارضة السورية نقلة نوعية في حرب الاستنزاف التي يخوضونها مع القوات النظامية؛ إذ أطلقت أمس كتيبة تابعة للجيش السوري الحر، قذائف الـ«هاون» والـ«مورتر» على قصر الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، لكنها أخطأته، في حين أصابت مقر رئاسة الحكومة ومطار المزة العسكري.
وأكد الجيش السوري الحر أنه قصف بقذائف الـ«هاون» مطار المزة ومحيط القصر الجمهوري ومقر رئاسة مجلس الوزراء في منطقة كفرسوسة بالعاصمة دمشق. وكشف بيان أصدرته «كتيبة أسود الإسلام» التابعة لـ«لواء أحرار حوران» في الجيش السوري الحر، أنه «تمت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين». لكنها أشارت إلى أنه «لم تتم إصابة قصر (الأسد) إصابة مباشرة بسبب خطأ في الإحداثيات». وقالت: «هذه العملية تأتي ردا على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة». مشيرة إلى أن مقاتليها «هاجموا أيضا مطارا عسكريا ومبنى للمخابرات في العاصمة دمشق». واعتبرت الكتيبة المذكورة، أن «الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي والمقار الرسمية الأخرى، يوازي من حيث الأهمية الهجوم الذي وقع في تموز (يوليو) الماضي بالعاصمة دمشق وأسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الأسد».
وفي تفسيره لهذه العملية النوعية الجديدة، رأى رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي، أن «العنف والقهر والإجرام الذي يمارسه بشار الأسد، بدأ يدفع الشعب إلى القيام بأعمال فدائية أكثر قسوة وإيلاما مما يتوقعه هذا النظام». وأكد حجازي لـ«الشرق الأوسط» أن «عصابات النظام وصلت إلى مرحلة شديدة من الإنهاك، ولولا الحظر على إدخال السلاح للجيش الحر، لكان تم اقتلاع النظام خلال أسابيع»، وقال: «نحن نحصل على معظم سلاحنا من غنائم عصابات النظام»، ولفت إلى أن «بشار الأسد لم يعد بمأمن بعد أشهر قليلة من بداية الثورة، ولذلك لم يعد يثق حتى بحراسه فاستبدل بهم حراسا إيرانيين وروسا؛ إذ إنه بعد التفجير الذي استهدف خلية الأزمة ازدادت مخاوفه، وقلل من ظهوره الإعلامي»، وختم بالقول: «إن شاء الله سنطاله (الأسد)، ونأمل أن نقبض عليه حيا من أجل أن نحاكمه في كل محافظة ومدينة سورية وفي كل الأماكن التي ارتكب فيها مجازره، أما إذا حصلنا عليه ميتا فلا أسف عليه».
ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان في دمشق قولهم: «إن دخانا يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86 الواقعة قرب قصر الرئاسة حيث سقطت عدة قذائف أطلقت على قصر الرئاسة». وقالت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها: «تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء». أما التلفزيون الحكومي السوري، فنفى في وقت متأخر استهداف القصر الرئاسي، في حين أفاد أن «القاضي أباد نضوة قتل (أمس) الأربعاء في انفجار قنبلة وضعت تحت سيارته في دمشق».
ويعتبر «قصر الشعب» قلعة حصينة يرتفع على ربوة منعزلة عن المناطق السكنية ومحاطة بثكنات عسكرية.. كما يعد هذا الاستهداف هو الأول من نوعه، إلا أن ناشطين قللوا من تأثر «قصر الشعب» بقذائف الـ«هاون» التي لم تنجح في إصابة القصر. بينما تناقلت مواقع إخبارية عن ناشطون معارضون مساء أمس إطفاء أنوار القصر الجمهوري عقب الهجوم الصباحي.
من جهة أخرى، أعلن مجلس قيادة الثورة أمس عن سقوط قتلى وجرحى بقصف بالقنابل العنقودية على حي الحجر الأسود بدمشق، كما أكد الجيش الحر في دمشق نبأ اغتيال العميد الركن عيسى دوبا معاون قائد شرطة دمشق.
وبينما قطعت معظم مداخل مدينة دمشق وكثير من الشوارع داخل العاصمة، أغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية في ضواحي غرب دمشق وحي كفرسوسة جراء إغلاق الطرق، لا سيما المداخل الغربية؛ الأمر الذي نفاه وزير التربية هزوان الوز وأكد أن «نسبة الدوام في مدارس دمشق (أمس) بلغت نحو 90 في المائة»، وأن ما تناقلته وسائل الإعلام عن إغلاق المدارس في دمشق «عار من الصحة، ويأتي في إطار الحملة المغرضة التي تنفذها ضد سوريا وشعبها». وأوضح الوزير الوز في تصريح لوكالة «سانا» أن «ذوي التلاميذ والطلاب الذين يدرسون في المناطق التي استهدفتها المجموعات الإرهابية المسلحة اليوم تلكأوا في إرسال أبنائهم إلى المدارس إلى أن تأكدوا من استقرار الوضع وعدم تعرض حياة أبنائهم لخطر الإصابة بنيران الإرهابيين».
إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري في حمص وريفها العقيد قاسم سعد الدين نجاته من محاولة اغتيال، وذلك في شريط مصور بث على الإنترنت مساء أول من أمس الثلاثاء. وقال سعد الدين في الشريط: «الحمد لله رب العالمين، الله نجانا بعدما وقعنا في يد عصابات الأسد، لن أستشهد ولن أموت إلا واقفا في أرض المعركة». وأشار بيان باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إلى أن «الشريط صور في مدينة الرستن في ريف حمص التي وصلها سعد الدين سالما حيا يرزق بعد تعرضه لمحاولة اغتيال جديدة». وأوضح أن سعد الدين ومرافقيه «تعرضوا لكمين قرب مدينة حماه في طريق عودتهم إلى حمص قادمين من إدلب».
 
أبو مازن يطالب الإبراهيمي بالتدخل لحماية الفلسطينيين في سوريا، دمشق تتوعد بالوقوف بحزم ضد زج اللاجئين في ما يجري

لندن: «الشرق الأوسط» .... حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على التدخل لحماية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عباس هاتف الإبراهيمي وحثه على سرعة التدخل لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات بسوريا، وتجنيبهم ويلات المعارك الدائرة والنأي بهم عن الصراع الداخلي.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن عباس كان بعث برقية بهذا الخصوص للإبراهيمي ولعدد من الجهات الإقليمية والدولية، للعمل على حماية الفلسطينيين في سوريا، «في ظل ما يتعرضون له يوميا نتيجة ما يجري من أحداث». وأشارت إلى أن عباس كان أكد مرات كثيرة على الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، آخذين بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري «الشقيق» من أجل سوريا آمنة ومستقرة ومزدهرة.
وترصد مؤسسات فلسطينية مقتل أكثر من 500 فلسطيني وإصابة مئات آخرين منذ بداية الأزمة السورية في مارس (آذار) من العام الماضي، علما بأن نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يقيمون في سوريا.
وفي غضون ذلك قالت مصادر من المعارضة السورية لـ«رويترز» إن مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وهي فصيل موالٍ للرئيس بشار الأسد، أمس في اشتباكات قرب مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وأضافت أن اشتباكات وقعت بين الجانبين وتصاعدت في الأيام الأخيرة في شارع 30 وفي منطقة الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك الذي يضم 150 ألف فلسطيني وعددا مماثلا من السورين.. وتابعت المصادر أن الجيش السوري قصف مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بالمدفعية والطائرات.
من جهتها، حذرت وزارة الخارجية السورية من محاولة زج الفصائل الفلسطينية في الأحداث الجارية في سوريا، داعية إياها إلى الابتعاد عما تخططه لها «المجموعات الإرهابية المسلحة»، وذلك بحسب بيان رسمي بثته وكالة الأنباء السورية (سانا). وجاء ذلك بعد انخراط فلسطينيين سوريين في صفوف الجيش الحر والمشاركة في قتال قوات الجيش النظامي، وذلك بعد أشهر على دك المخيم الفلسطيني بالقذائف المدفعية، واصطفاف التابعين لبعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق إلى جانب قوات النظام ومشاركتهم في عمليات قمع الثورة، ما أسفر عن حدوث انقسام بين الفلسطينيين وقادة بعض الفصائل، لا سيما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل. وتوعد المسؤول في الخارجية السورية بالوقوف «بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري فيها من أحداث»، وقال إن «الطريق الوحيد أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي كل مكان لجأوا إليه هو طريق فلسطين والتمسك بالحقوق الثابتة وفي مقدمتها حق العودة». وذكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام السوري إن عناصرها اصطدموا أكثر من مرة مع «عناصر من الجيش الحر حاولوا التسلل إلى المخيم» الذي يعد الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
كما أغلقت السلطات السورية مكاتب في دمشق تعود لمسؤولين في حركة حماس التي كانت لفترة طويلة من أقرب حلفاء النظام السوري، حيث داهمت قوات الأمن السورية مكتب رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق وأغلقته بعد أشهر من مغادرته دمشق مع عدد من قادة الحركة.
 
البابا يناشد الأطراف السورية المتنازعة وضع حد للمعاناة الهائلة والبحث عن حل سلمي، أرسل مبعوثا إلى لبنان.. بعد إلغاء زيارة لتدهور الوضع في سوريا

بيروت: يوسف دياب.... وجه أمس بابا روما، بنديكتوس السادس عشر نداء إلى كافة الأطراف في سوريا، من أجل «وضع حد للمعاناة الهائلة والبحث عن حل سلمي». وأعلن خلال العظة الأسبوعية التي ألقاها في ساحة القديس بطرس عن إرساله مبعوثا إلى لبنان بدلا من وفد كرادلة إلى سوريا، هو الكاردينال روبرت ساره.
وعبر البابا عن ألمه لـ«المعاناة الهائلة للسكان (السوريين) وارتفاع عدد الضحايا يوميا»، وشدد على «ضرورة إظهار تضامني وتضامن الكنيسة مع الشعب السوري». مبديا أسفه لأن «تطور الوضع في سوريا لم يسمح بإرسال وفد كرادلة إليها كما كنت أود». وأوضح أن «المبعوث سيكون في لبنان اعتبارا من اليوم (أمس) حتى العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وسيلتقي مؤمني الكنائس الموجودة في سوريا». وأضاف البابا أن «الكاردينال ساره سيزور أيضا لاجئين سوريين، وسيترأس اجتماعا للتنسيق بين مؤسسات خيرية كاثوليكية لكي تخص السوريين باهتمام خاص داخل سوريا وخارجها». وقد التقى مبعوث البابا الكاردينال ساره، المطارنة الموارنة في بكركي، شرح لهم أهداف المهمة التي كلفه بها البابا بشأن الشعب السوري ودعا إلى بذل الجهود للعمل من أجل السلام.
في هذا الوقت أعلن مدير المكتب الإعلامي ومسؤول البروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض، أن الكاردينال ساره «حمل إلى لبنان وإلى سوريا رسالة تضامن مع مسيحيي الشرق، خاصة في ظل الأحداث القائمة في سوريا». وأوضح غياض لـ«الشرق الأوسط» أن «رسالة التضامن التي يحملها رسول الحبر الأعظم، تنطوي على معان إنسانية واجتماعية، سيما أن الكاردينال ساره هو رئيس المجلس الذي يهتم بالأوضاع الإنسانية». وأكد أن «الرسالة تشدد على رفض العنف والقتل على أنواعه وكل ما ينتهك الحقوق والكرامة الإنسانية، وتدعو إلى التمسك بالمبادئ والأصول والقيم التي تقوم عليها العلاقات بين الشعوب، وأن يكون الحوار هو السبيل لحل الخلافات، بدل الشروع في العنف والقتل لتحقيق الغايات». وأوضح غياض أن «خوف الحبر الأعظم ليس على المسيحيين في سوريا أو في لبنان فحسب، بل على كل شعوب المنطقة وعلى كل الذين هم عرضة للقتل والتهجير والاضطهاد من مسيحيين ومسلمين، سيما أن معظم الذين يدفعون أثمان الأحداث الدائرة في سوريا هم من الأبرياء الذين لا علاقة لهم بهذا الصراع القائم».
وكان البابا قرر في السادس عشر من الشهر الماضي، إرسال بعثة من الكرادلة إلى دمشق، ونقل عنه قوله «لا يمكننا أن نبقى متفرجين على المأساة التي تدور في سوريا».
وأكد خلال سينودس «البشارة الجديدة لنقل الإيمان المسيحي» الذي انعقد في الفاتيكان، أن «حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا». غير أنه عدل عن إرسال هذه البعثة بسبب الظروف الأمنية غير الملائمة في سوريا. وسبق للبابا أن تطرق إلى الموضوع السوري خلال زيارته في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى لبنان، ودعا المجتمع الدولي والدول العربية إلى اقتراح حلول تحترم كرامة كل شخص وحقوقه وديانته في سوريا.
 
بريطانيا تباشر محادثات مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة، كاميرون يسعى لوضع الأزمة السورية على قائمة أولويات أوباما

لندن: «الشرق الأوسط عمان: محمد الدعمة .... أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أن «الفرصة سانحة أمام بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والأردن، والحلفاء الذي يحملون توجهات مماثلة، أن يتعاونوا معا للمساعدة في بناء المعارضة خارج سوريا وداخلها»، وأن يساعدوها في تحقيق هدفها، والمتمثل في «سوريا من دون الأسد».. فيما أوضح وزير خارجيته وليم هيغ أن بريطانيا ستبدأ اتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية، وأن دبلوماسيين كلفوا بذلك، من «أجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة»، مؤكدا أن بريطانيا لا تفكر في تزويد المعارضة السورية بالسلاح.
وقال كاميرون للصحافيين في مخيم للاجئين السوريين بالأردن إن على بريطانيا والولايات المتحدة أن تجعلا من التوصل إلى سبيل لحل الأزمة السورية أولوية بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية، مضيفا «أحد الأمور الأولى التي أريد الحديث عنها مع باراك (أوباما) هي كيف يجب أن نبذل المزيد من الجهد لمحاولة حل هذه الأزمة.. وإلقاء مزيد من الضغوط على الأمم المتحدة، وهذا النظام المخيف خلفي في سوريا، والمزيد أيضا لمساعدة المعارضة».
كما صرح مكتب رئيس الوزراء، أن كاميرون سيعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي البريطاني في لندن يخصص بكامله لمناقشة القضية السورية وكيف يمكن لبريطانيا أن تشجع الرئيس أوباما على انتهاج استراتيجية أكثر مباشرة.. ويشير مراقبون إلى أن حسم أوباما للمعركة الانتخابية الأميركية يعطي ثقة كبيرة للعواصم الغربية - وخاصة لندن - في أن الإدارة الأميركية ستشارك بصورة أكبر في القضية السورية بصورة عاجلة.
ويأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في لندن إن المحادثات مع قادة الثوار العسكريين لن تشمل النصائح الخاصة بالتكتيكات العسكرية أو دعم عملياتهم، مؤكدا أن بريطانيا لا تفكر في تزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال أمام نواب البرلمان أمس: «الاتصالات البريطانية مع العناصر العسكرية في المعارضة المسلحة السورية ستكون مقصورة على الحوار السياسي الذي يتضمن العمل نحو انتقال سياسي شامل».
وأشار هيغ إلى أن اللقاءات المباشرة مع القادة العسكريين ستجرى خارج سوريا (بلد ثالث)، حيث وضع بالفعل جدول زمني للقاء دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين (تضم المبعوث البريطاني الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس) وفرنسيين وأتراك بمجموعات المعارضة السورية يوم الخميس (اليوم) في الدوحة، على الرغم من أنه لم يجر الإعلان عن أن هذه المحادثات ستشمل محادثات مع مقاتلين.
وقال مكتب كاميرون في بيان أمس إن هيغ «خول دبلوماسيين إجراء اتصال مباشر مع شخصيات عسكرية على الأرض من أجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة». وأضاف أن هذه «الاتصالات المتزايدة مع المعارضة تعكس حقيقة أن هذه الجماعات أصبحت تلعب دورا يزداد تأثيره في سوريا مع تفاقم النزاع».
وخلال زيارته لمخيم الزعتري بالأردن الذي يؤوي نحو 30 ألف لاجئ سوري، قال كاميرون: «أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه». وأضاف: «أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجئ من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. وبصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحا». لكنه كرر أن الحكومة البريطانية موافقة على تأمين خروج أمن للأسد «من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا».
وخلال جلسة المباحثات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع كاميرون، أكدت الأردن وبريطانيا ضرورة وقف العنف وسفك الدماء في سوريا والحاجة الماسة للتواصل إلى حل ينهي معاناة الشعب السوري. وذكر بيان للديوان الملكي أن الملك عبد الله الثاني حذر خلال المباحثات، التي حضرها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور، من التداعيات الكارثية للأزمة في سوريا على المنطقة بأسرها. وبدوره، عبر كاميرون عن تفهمه حيال الوضع على حدود الأردن الشمالية مع سوريا، مؤكدا التزام بريطانيا بأمن واستقرار الأردن، مشيدا بجهود المملكة المتمثلة باستقبالها ما يزيد على 236 ألف لاجئ سوري، لافتا إلى إنه يدرك العبء الإضافي على الاقتصاد الأردني نتيجة لذلك. كما أعلن كاميرون أثناء زيارة لمخيم «الزعتري» عن تبرع بريطانيا بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني إضافي مساهمة في جهود وخدمات الإغاثة للاجئين السوريين، وبذلك ترتفع مساهمة المملكة المتحدة الكلية إلى 53.5 مليون جنيه إسترليني.
كما تناولت المباحثات مساعي تحقيق السلام في المنطقة، حيث اتفق العاهل الأردني ورئيس الوزراء البريطاني على أهمية إحياء الجهود المستهدفة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحثا الجميع على احترام مبدأ حل الدولتين، مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأساسية التي تهم الأردن، كالأمن والحدود واللاجئين والمياه والقدس.
 
المعارضة السورية «تتشاور» في الدوحة حول توحيد قواها مرة جديدة، المجلس الوطني و«الإخوان» يقفان في وجه «مبادرة سيف»

بيروت: ثائر عباس وليال أبو رحال ... تنطلق اليوم في أجواء «غير مشجعة» بالعاصمة القطرية اجتماعات المعارضة السورية المؤمل منها إنتاج «هيئة قيادية» جديدة تقود الحراك السياسي والعسكري في المرحلة المقبلة. وتؤشر المواقف الصادرة عن الأطراف السورية إلى أزمة حقيقية يواجهها المسعى الذي يقوده المعارض السوري رياض سيف، المدعوم من الولايات المتحدة وأطراف إقليمية وعربية، بعد أن تشبثت جماعة الإخوان المسلمين بالمجلس الوطني السوري، رافضة «تذويبه» في أي إطار آخر، بالإضافة إلى تمسك المجلس نفسه بـ«شرعيته» التي قال عضو مكتبه التنفيذي أحمد رمضان إنه «اكتسبها بالانتخاب».
وقد تمت دعوة أطياف المعارضة السورية السياسية، بالإضافة إلى ممثلي الجيش الحر والمجالس العسكرية والحراك الثوري والمجالس المحلية، وشخصيات اعتبارية من المحافظات، للمشاركة في مختلف تكوينات هذا المشروع المقترح.
وواصل المجلس الوطني أعماله، فاستكمل عملياته الانتخابية التي يفترض أن تكون انتهت في وقت متأخر من ليل أمس، أو تترك لليوم بهدف إكمال المشاورات مع الأطراف الأخرى، كما كشف مصدر بارز في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس، متحدثا عن مساع تبذل في اللحظة الأخيرة لإقناع الأطراف الأخرى بالتخلي عن فكرة الهيئة الموسعة، بما قد يفتح في المجال أمام وصول شخصية أخرى غير الرئيس الحالي للمجلس إلى هذا المنصب. وقد أنهى المجلس أمس انتخاب أمانته العامة، بانتظار انتخاب الهيئة التنفيذية ثم الرئيس.
وفشلت المحاولة الأميركية الأخيرة في إقناع المجلس الوطني وجماعة الإخوان بتغيير موقفيهما من المبادرة، رغم اجتماع ماراثوني مع وفد من الخارجية الأميركية عقد في الدوحة أمس شارك فيه سفير واشنطن في دمشق روبرت فورد. وفيما أكدت جماعة الإخوان في بيان لها تمسكها بالمجلس الوطني، نافية «تخليها عنه»، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن وفد وزارة الخارجية الأميركية تبلغ «بعبارات واضحة» أن «الولايات المتحدة لا ترى أفقا للحل في سوريا إلا من خلال الحل السياسي»، وهي تنظر إلى مبادرة رياض سيف على أنها «مبادرة إيجابية يمكن البناء عليها».
وقال نشار إنه «بعدما أبلغنا الوفد الأميركي، الذي ضم كلا من نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز، والسفير الأميركي في سوريا روبرت فورد، أن هذا الموقف الأميركي سيؤذي سمعة الولايات المتحدة الأميركية لدى الشعب السوري، جاءنا الرد أن عليكم إبلاغ السوريين تدريجيا وعلى دفعات بأن الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا وليس أمامهم إلا الحل السياسي».
وأوضح نشار أن «المكتب التنفيذي أعرب للوفد الأميركي عن هواجسه من مبادرة رياض سيف (تنص على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر ميدانيا وتنبثق عنها حكومة منفى)، التي نعتقد أنها لا تحمل أي عامل من عوامل النجاح، إذ لا يمكننا القيام بمغامرة والتضحية بالمجلس الوطني بعدما أصبح مؤسسة جامعة وهو في طور إعادة الهيكلة والتوسعة». وشدد على أنه «أكدنا أنه مهما كانت الانتقادات الموجهة للمجلس الوطني، فإنه سيبقى على التزامه قبل كل شيء بخط الثورة السورية وأهدافها، ولن يقبل الدخول بأي حل سياسي لا يتضمن ببنده الأول تنحي (الرئيس السوري) بشار الأسد».
ولا يزال المجلس الوطني ممتعضا من المواقف الأخيرة التي أعربت عنها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي انتقدت فيها دوره داعية إلى إطار تمثيلي أكثر شمولا للمعارضة السورية. وقال نشار في هذا السياق «اعتبرنا تصريحات كلينتون سلبية جدا وخلقت ردود فعل غير ودية تجاه الولايات المتحدة»، معتبرا «إننا في المجلس الوطني حاولنا دائما الانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية، لكنها لا تستمع إلى قيادة المجلس الوطني بشكل كاف، وبما يؤمن التفاعل بين الطرفين، كما أنها لم تقدم أي وعود بشكل من أشكال المساعدة، حتى على مستوى التدريب والتأهيل وبناء القدرات، عدا عن عزوفها عن تقديم المساعدات المالية والاقتصادية والعسكرية، وكذلك المساعدات الإغاثية التي تتم وفق بيروقراطية معينة في الإدارة الأميركية وتحتاج إلى وقت طويل نسبيا للبت فيها».
وفي حين جزم نشار أن المعارضة السورية «لا تتوقع تغييرا جذريا في الموقف الأميركي أو تدخلا دوليا مباشرا، وإن كنا نعتقد أن أوباما بات في وضع مريح بعدما تخلص من الضغوط الانتخابية بما يتيح له اتخاذ قرارات أكثر فاعلية»، أمل مدير مكتب العلاقات الدولية في «المجلس الوطني» رضوان زيادة أن «يضع الرئيس الأميركي سوريا ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية، من أجل إنهاء الأزمة السورية وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري في اختيار حكومته ورئيسه، كما مارس الشعب الأميركي حريته الكاملة في الانتخابات». وقال، وفق ما نقلته عنه وكالة «الصحافة الفرنسية»: «نتمنى على الإدارة المقبلة سواء بقيت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في منصبها أو لم تبق، مساعدة المعارضة على إقامة حكومة داخل الأراضي السورية».
 
تركيا تتجه لنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا، مصادر من حلفاء في «الناتو» تؤكد مناقشة المقترح دون طلب رسمي

لندن: «الشرق الأوسط» .... في خطوة جديدة في نهجها في التعامل مع الأزمة السورية، تتجه تركيا إلى نشر صواريخ «باتريوت» أرض ــ جو على الحدود السورية. ونسبت وسائل إعلام تركية إلى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله إن حلف شمال الأطلسي يجهز لنشر الصواريخ في تركيا، وذلك خلال زيارته إلى بروكسل أمس. وبينما لم تتقدم أنقرة بطلب رسمي للناتو لنشر الصواريخ، أفادت مصادر من حلفاء في حلف «الناتو» لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مشاورات أجريت في هذا الشأن ومن غير المستبعد القيام بهذه الخطوة.
وعززت تركيا، عضو الحلف، وجودها العسكري على طول الحدود الممتدة 910 كيلومترات وردت بالمثل على إطلاق للنار وقذائف «مورتر» سقطت على أراضيها جراء القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال قوله أمس إن «هذه المسألة (صواريخ باتريوت) مدرجة أيضا في جدول الأعمال في إطار المداولات والاستعدادات والتخطيط الطارئ حول أمن تركيا ومناطق الحلف الأطلسي». ولكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أشار خلال زيارة إلى إندونيسيا، إلى أن بلاده «لم تقدم حتى الآن أي طلب» يتعلق بنشر هذه الصواريخ.
وقال مسؤول بالحلف الأطلسي في بروكسل: «لسنا على علم بأي طلب من تركيا حول هذه النقطة»، إلا أن مصادر دبلوماسية غربية أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المسألة تم طرحها ضمن الخطط الاحتياطية التي تدرسها تركيا بصفتها عضوا في «الناتو» وبوصفها جزءا من مشاوراتها.
وقد عززت تركيا في الأشهر الأخيرة تدابيرها الأمنية على الحدود السورية، فنشرت دبابات وبطاريات صواريخ قصيرة المدى مضادة للطيران. وأدى النزاع بين الجيش والمقاتلين في سوريا إلى سقوط قذائف سورية في الأراضي التركية، فقتلت إحداها خمسة أشخاص في قرية تركية في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومساء اليوم نفسه، وافق الحلف الأطلسي على طلب تركيا، العضو في الحلف، على عقد اجتماع طارئ للحلف في بروكسل أدان خلاله المشاركون «بقوة» هذا «التصرف العدائي» السوري. ومنذ ذلك الحادث، تدأب المدفعية التركية على الرد على كل قذيفة تسقط على الجانب التركي من الحدود.
وتحدثت صحيفة «ملييت» التركية اليومية أمس عن مناقشات جارية بين تركيا والولايات المتحدة حول إمكانية نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا، على طول الحدود السورية، لفرض منطقة حظر جوي بعمق 60 كيلومترا في الأراضي السورية. والهدف من إقامة هذه المنطقة هو منع عمليات القصف التي يقوم بها الطيران السوري لمدن وقرى واقعة بين الحدود التركية ومدينة حلب السورية (شمال). وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذه من بين الاحتمالات المطروحة أمام الإدارة الأميركية التي باتت أكثر استعدادا لاتخاذ خطوات فعلية في الملف السوري بعد انتهاء الانتخابات الأميركية.
يذكر أنه بموجب الاتفاق بين أعضاء «الناتو»، فمن الممكن أن يقوم القادة العسكريون باتخاذ قرار لحماية أي دولة عضو من خلال نشر صواريخ «باتريوت». واكتفى ناطق باسم الخارجية الأميركية بالقول إن «أعضاء (الناتو) يأخذون أي تهديد لأحد الأعضاء على محمل الجد، وهناك مناقشات عدة جارية حول الخطوات الاحترازية الممكنة». وقال مسؤول في الخارجية البريطانية إن «جميع الاحتمالات على الطاولة أمام (الناتو)» لحماية تركية، مضيفا: «من المنطقي أن يأخذ (الناتو) جميع الخطط الممكنة في عين الاعتبار».
 
العربي قبل مشاركته في اجتماعات المعارضة: النظام السوري «لن يستمر لفترة طويلة»، المالح: بيان جنيف أصبح خلف ظهورنا

القاهرة: سوسن أبو حسين لندن: «الشرق الأوسط».... قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إن النظام السوري «لن يستمر لفترة طويلة»، داعيا المعارضة إلى التوحد.. فيما أكدت الجامعة أن العربي سوف يلقي كلمة الافتتاح في اجتماعات المعارضة السورية التي تعقد اليوم (الخميس) في الدوحة لتوفيق آراء المعارضة السورية، وصولا إلى موقف موحد قبل اجتماعات وزراء الخارجية العرب المقررة الاثنين المقبل بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وقال العربي في تصريحات للصحافيين قبل مغادرة القاهرة إلى الدوحة أمس: «من المهم توحيد رؤى المعارضة، خاصة أن الجميع يعلم أن النظام في سوريا لن يستمر لفترة طويلة وفي يوم من الأيام سيكون هناك وضع جديد في سوريا». وأكد أن مؤتمر الدوحة سيعقد «بمشاركة عدد كبير من وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ومختلف أطياف المعارضة السورية». وأضاف العربي أن «الجامعة العربية حريصة منذ أكثر من عام على توحيد صفوف ورؤية المعارضة السورية حول المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا».
وكان السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد أجرى مشاورات واسعة على مدار اليوميين الماضيين مع القوى السياسية المجتمعة في الدوحة، لإيجاد مخرج للحل السياسي المتوقف بعد إصرار روسيا على موقفها، بأن إعلان جنيف هو المرجع النهائي للحل.
لكن الدكتور هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء الثورة السورية، اعتبر أن «إعلان جنيف جزء من الماضي»، قائلا: «أصبح خلف ظهور الجميع». وأضاف المالح في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، وهو في طريقه إلى دوحة، أن «المعارضة ماضية في اتجاه إسقاط بشار الأسد ونظامه وتقديمه للمحاكمة»، لافتا إلى أن «الثورة سوف تنتصر رغم موقف كل من روسيا والصين المتناقض، حيث تؤكدان فيه وقوفهما مع الشعب السوري، رغم أنهما تدعمان استمرار نظام الأسد».
وردا على سؤال حول موقفه من توسيع قاعدة المعارضة السورية بحيث لا يكون المجلس الوطني هو الممثل فقط، قال المالح: «نحن مع توسيع قاعدة المعارضة لتكون بداية للمرحلة الانتقالية»، مضيفا أن «العالم كله يحاول البحث عن طوق نجاة للأسد، لأنه يعرف أن المعارضة المسلحة متقدمة على الأرض وبدأت في السيطرة، خاصة بعد قصف القصر الجمهوري الذي يعتبر أكبر مركز للمخابرات السورية». وانتقد المالح مواقف روسيا والمبادرات التي تحاول إنقاذ نظام الأسد، قائلا: «سوف نقدم رؤيتنا بعد اجتماع الدوحة». وعن البنود التي تتفق عليها كل القوى الثورية، أوضح المالح، أن «الجميع مع إسقاط النظام وتحويل سوريا إلى نظام ديمقراطي ودولة مدنية يحكمها القانون يتساوى فيها الجميع». وحول مطالب المعارضة من اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي ستعقد الأسبوع المقبل، قال المالح، إن «روسيا غير متمسكة بالأسد وتتحدث عن مرحلة انتقالية، ومن ثم يجب دعم مطلب الأخضر الإبراهيمي بإصدار قرار أممي بوقف إطلاق النار»، مضيفا: «نطالب وزراء الخارجية العرب بتقديم مذكرة إلى مجلس الأمن تؤكد بأن ما يحدث في سوريا يؤثر على الأمن والسلم الاجتماعي، وعليه لا بد من إصدار قرار شبيه بالحالة بين الكوريتين لإنهاء الصراع في سوريا». وتابع: «سبق لـ133 دولة أن دعمت مطالب الشعب السوري، ونددت بعنف نظام الأسد وجرائمه».
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,268,159

عدد الزوار: 7,021,276

المتواجدون الآن: 59