أخبار وتقارير...12 ألف تركي في صفوف «داعش» وتوقع هجمات في مدن كبرى....حياة بومدين المطلوبة «رقم واحد» في فرنسا وتركيا تؤكد دخولها في 2 يناير وترجح أن تكون في سوريا....يستحيل تتبع كل شخص مشتبه به.. الاستخبارات تواجه صعوبات أمام تزايد المتطرفين..مسيرة «عالمية» في باريس اليوم بمشاركة قادة دوليين.. وتصميم على الوقوف بوجه الإرهاب

الإسلام السياسي من مشروع نهضوي مجهض إلى إصلاح ديني بازغ...أي حصيلة للحرب على الإرهاب؟...حزب "نداء تونس" قد يخسر رغم انتصاره...التمييز يخصّب التطرف والعنف بالتساوي ... للسلطة و «رعاياها»..."حزب الله".. إنهزام مشروع في سوريا

تاريخ الإضافة الإثنين 12 كانون الثاني 2015 - 7:41 ص    عدد الزيارات 1639    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الإسلام السياسي من مشروع نهضوي مجهض إلى إصلاح ديني بازغ
الحياة..صلاح سالم .. * كاتب مصري
على رغم أهمية الفكرة المتقادمة وقيمتها في ذاتها، فإن محاولتها تصدر مشهد الزمن في غير أوانها، غالباً ما تولد طاقة سلبية، تعمل ضد عقارب الساعة، وتعوق الطاقة الإيجابية للفكرة الأكثر حداثة. وذلك على النحو الذي يمثله أرباب الإسلام السياسي عندما يتصورون أن نماذج حكم معينة تنتمي إلى عصر مضى، وتستند إلى تأويل ديني ضيق الأفق، تستطيع أن تحكم زمناً حاضراً أو مستقبلاً آتياً لمجرد أنها تحمل شعاراً جذاباً، لا يستطيع الصمود في مواجهة قيم الحداثة السياسية المتنامية منذ ثلاثة قرون على الأقل. فلا الروح الوطنية يمكن وأدها في هذا الزمان، ولا العلمانية السياسية يمكن التنكر لأهميتها في هذا العصر، ولا النزعة الفردية يمكن الخلاص منها في تلك الثقافة، ولا الديموقراطية يمكن تجاهلها باعتبارها الثمرة الجميلة لهذه المتوالية. إنها أبجديات الحياة المتمدنة والتنظيم السياسي في عالمنا، وكل محاولة لإهدارها غير مثمرة لأنها تضاد منطق التاريخ، بل وهوى الناس، ليس فقط هؤلاء الواعين بها، بل وأولئك الذي يجهلونها نظرياً ويعيشونها واقعياً. فثمة شخص، قد لا يعرف معنى النزعة الفردية، ولكنه يعيش تجلياتها، فإذا حاول أحد أن يكسر نمط حياته تُصدي له بقوة، إنه يدافع عن ذاتيته كإنسان. قد يكون عاملاً فقيراً أو حتى متبطلاً ولكنه يقول للآخر: أنا حر، ليس في سياق سياسي، أو أمام صندوق انتخابي، بل في أي موقف حياتي يشعر فيه بأن كرامته كإنسان صارت موضع امتهان من أحد يسعى إلى التحكم فيه أو نزع إرادته.
خرج كثيرون من المصريين في 30 حزيران (يونيو) 2013 ضد جماعة «الإخوان»، اعتراضاً، ليس فقط على أوضاع حياتية صعبة، ولكن دفاعاً عن نمط حياة مألوف بعد أن وجدوا جماعات الأمر بالمعروف تفتك بمقومات اجتماعهم المتمدين، ودولتهم الوطنية، بزعم مشروع إسلامي لم يلمسوه أبداً. فعلوا ذلك من دون إدراك لمفاهيم الدولة الوطنية والعلمانية، بل إنهم لطالما اعترضوا على بعض هذه المفاهيم، خصوصاً مفهوم العلمانية، خشية على الدين الذي أوهمهم البعض أنه يجافيه. ولم يدركوا الحقيقة، إلا عبر تجربة حياة واقعية استمرت عاماً واحداً، لعله كان ضائعاً من عمر مصر على الصعيد السياسي، ولكنه كان مفصلياً على الصعيد الثقافي، إذ وضعها على طريق إصلاح ديني تأخر كثيراً قياساً إلى حركة التاريخ العام، وعانى انقطاعاً ناهز القرن، قياساً إلى تاريخها الخاص الذي عطلته الجماعة نفسها منذ عشرينات القرن الماضي، بانقلابها على النزعة الإصلاحية المتنامية في الثقافة العربية منذ القرن التاسع عشر، والتي كادت تكتمل مع الإمام محمد عبده. وهو الانقلاب الذي حدث عبر حلقتين: الأولى تمثلت في محمد رشيد رضا، تلميذ محمد عبده الذي خرج عليه نظرياً بتبني نزعة سلفية محافظة. والثانية تمثلت في حسن البنا، تلميذ رشيد رضا الذي أحال السلفية العلمية إلى سلفية حركية بإنشاء جماعة «الإخوان» عام 1928، والتي سرعان ما خرج من إبطها، تحت ضغط الواقع وملابسات السياسة تيارات قطبية متشددة، وروافد سلفية جهادية، وبؤر تطرف حاولت جميعها بناء وعي تاريخي تقليدي مضاد لوعي الكتلة المصرية الحديثة.
لقد اختصرت مصر عبر حكم الجماعة وسقوطها المدوي بعد عام واحد، عقوداً طويلة كانت مطلوبة حتى تكتسب هذه العملية زخمها الحقيقي، لو أن الجماعة ظلت في موقع المعارضة كما كانت طوال العقود الثمانية الماضية، أو أنها شاركت في الحكم بنصيب محدود لا يعرضها للانكشاف الذي جرى لها أو وقعت هي فيه، بتأثير رغبتها في الاستحواذ السياسي السريع، حيث أدى انفرادها بالحكم، إلى وضع كل الشعارات التي رفعتها: الإسلام هو الحل، القرآن دستورنا، في آتون واقع صعب على مرأى ومسمع من جمهور يتلقى بتحفز ردود أفعالها على أسئلة الحياة اليومية، الأمر الذي أذاب أساطيرها تحت شمس الواقع، ونزع عنها قوة السحر التي غلفتها، ووضعها تحت مقصلة الحقيقة.
وفي هذا السياق تتبدى لنا طبيعة المأزق الذي يواجه الإسلام السياسي اليوم، فالأغلب أن تتعرض تياراته الأساسية لتحدي الخروج من التاريخ، بعد أن تحولت إلى تجربة مهشمة وصدئة في صيرورته، إذ ارتكبت باسم الإسلام وتحت رايته كل الأفعال المدنسة وهي بصدد النزوع إلى احتكاره وتوظيفه في خدمة غرائز نفعية، ومصالح دنيوية، حتى أنها لم تتورع عن قتل الآخرين على مذبحه، قبل أن تغسل أيديها من الدماء بنصوصه وتأويلاته.
إنه التناقض المعروف، الذي تبدى باكراً في سياق التاريخ الإسلامي، سواء في الفتنة بين الخليفتين (الراشدين) عثمان وعلي رضي الله عنهما. أو بين علي ومعاوية، ثم بين الحسن ويزيد، قبل أن يتحول إلى قاعدة أساسية ومنوال سائد طالما أنتج شروخاً في جدران الأمة، مكرساً مذاهب كالشيعة، ومحفزاً فرقاً كالخوارج، لا تزال فاعلة حتى اليوم وإن تغيرت المسميات بحسب العصور، ومنتجاً أجيالاً متعاقبة من الزنادقة والشكاك الذين توافرت لهم شجاعة طرح الأسئلة المرة على حساسيتهم الشخصية (العقلانية). واليوم، كأن زمناً طويلاً لم يمر وقروناً عدة لم تنقضِ، فالخوارج الجدد لا يزالون يتورطون في أعمال عنف يريدون بها إثبات أنهم لا يزالون أقوياء وقادرين، من دون إدراك حقيقة أنهم كلما أمعنوا في العنف أبرزوا ضعفهم لا قوتهم، وكشفوا عن حجم تباينهم مع طبائع الأمور ومدى تناقضهم مع حاجات الناس وأفقدوا الجماهير مخزون التعاطف النفسي معهم.
وربما لاحظ القارئ هنا أننا نتحدث بالمجمل عن (الإسلام السياسي) من دون تمييز جرى عليه العـــرف بين تيار معتدل، وآخر متشدد، أو حتى بينه وبين وريثه (الإسلام الجهادي)، وليس هذا تجاهلاً لوجود هذا التباين واقعياً إذا ما ألقينا على الظاهرة نظرة (استاتيكية)، أي أفقـــية ومسطحة، حيث نطالع فروقات بين أنماط السلوك. فإذا أمعنا البصـــر، وألقينا نظرة ديناميكية، أي رأسية وتاريخية، أدركنا كيف أن تلك الفروق مرحلية فقط، وأن تلك الأنماط ليست سوى الظاهرة نفسها، ولكن في مراحل مختلفة من تحولها... فالظـاهرة برمتها تنهض على منطق واحد في النهاية، وهو أن ثمة إمكانية لأن يشرف المقدس (مباشرة)، أي بنفسه على تفاصيل حركة (الدنيوي)، ولا يكتفي بتقديم التوجيهات وإلهام الغايات فقط، وأن يبقى في الوقت نفسه مستقلاً عن هذا الدنيوي، فلا يصير (مدنساً).
غير أن صيرورة التاريخ لم تقل بذلك قط، وأظنها لن تفعل أبداً، فما إن يهبط المقدس على سطح الدنيوي وتبدأ تروس الواقع في إدارة عجلة الزمن، حتى تتوالد الاحتكاكات التي غالباً ما تكون سلسة ناعمة في البدء، هينة محتملة في المنتصف، عاصفة رعديدة في المنتهى، حيث تقع الصدامات وتتوالى الانفجارات، بغض النظر عن إصرار أرباب الظاهرة على قدسيتها أو إنكارهم دنيويتها، فالقدسية ليست ممكنة في عالم الشهادة نفسه، إلا إذا استمرت محلقة فوق الأفق، وصار الشعور بها أقرب إلى شعور راكب الطائرة بحركتها الناعمة الملساء في الفضاء الأعلى، منه إلى شعور راكب السيارة على هذه الأرض، حيث وعورة الطريق، بفعل خشونة سطح التربة أو حركة كثبان الرمل الرجراجة.
هكذا، فإن تجاوز المأزق الوجودي الذي تعيشه مجتمعاتنا إنما يفرض على أرباب هذا التيار مراجعات فكرية كبرى، تنطلق على طريق الاعتراف الثقافي الشجاع بحقيقة أن الدين لا يمتلك الحقيقة التاريخية كاملة، وأنه لا يستطيع السيطرة على الواقع ولا التصدي لأسئلته العملية، وليس مطلوباً منه ذلك، وإن امتلك إجابات عن أسئلة المعنى والمصير. ومن ثم يحتاج هذا التيار إلى تقديم اجتهادات جسورة تدفعه إلى القبول الكامل بـ (العلمانية السياسية) التي تبقي ضرورة أولية لأي دولة مدنية حديثة، ناهيك عن أن تكون ديموقراطية.
وهو الأمر الذي يعيد التدين الإسلامي إلى دوره الأخلاقي والروحي، وإلى وظيفته في إضفاء الشعور بالأمن النفسي والتكافل الاجتماعي، ويمنع تحوله إلى انتماء أيديولوجي متشدد، ومذهبية سياسية راديكالية. ويبلغ هذا الطريق محطته الأخيرة بتصالح الإسلام السياسي مع المجتمع، والتصدي الأمين لأسئلته الحقيقية حول التنمية والحرية، فإذا كان قادراً (بأمانة) على تقديم إجابات عملية لهذه الأسئلة، أو تقديم إضافة تذكر لنظام الحكم القائم، كان له حق العمل السياسي ولكن من دون بذل أي جهد (ضائع) في محاولة تمييز نفسه عما سواه من تيارات فكرية وسياسية باسم الدين، حيث ترتبط ممكنات استمراره بقدرته على الخروج من شـــرنقته والدخول في صيرورة تحول تلـــج به إلى أفق جديد تجعل منه تجسيداً لإسلام مدني محافظ أخلاقياً فقط، وليس إسلاماً راديكالياً ذا بنية أيديولوجية مغلقة أو متعالية على التـــاريخ. أما رفضه هذه الصيرورة، ومـــحاولة تحديها بممارسة العنف على النحو القائم، الممتد من «الإخوان» المتسلفين وجماعة بيت المقدس في مصر إلى النصرة و«داعـش» في سورية والعراق، مروراً بما يشبههما ويوازيهما في جل مجتمعاتنا العربية، فلن يعوق حركة التغيير، وإن رفع كلفتها، وجعلها أكثر جذرية إلى درجة قد تقضي على فرص بقائه في خريطة المستقبل.
هنا، بالضبط تكمن الممكنات العميقة للإصلاح الديني العربي الذي يصر عليه الكاتب من منظور تاريخي على رغم الواقع المعقد، والملابسات الدموية. ففي الأعوام الأربعة الماضية قام كثرٌ في مصر، وتونس، ومجتمعات عربية عدة، بطرح أسئلة عميقة بدرجات مختلفة حول الدين وعلاقته بالواقع، وتبادلوا الرأي حول شرعية تمثيل الإسلام السياسي لقيمه ومثله. كما تناقشوا حول الدستور وقيمته، والدولة المدنية ومعناها، ومبادئ الشريعة وأحكامها. وفي المستقبل القريب سيدور حوار طويل في أفق ممتد بين النخب الفكرية والسياسية عبر وسائل الإعلام المفتوحة التي ستنشغل طويلاً بوقائع هذا الحوار. وفي الأحوال كافة، سيكون الناس - الجماهير شهوداً على ذلك الحوار، كما أنهم، ومن خلال التعاطي مع القرارات والإجراءات والتشريعات الصادرة عن نظم الحكم الوليدة، والبرلمانات الجديدة، سيتأثرون به ويتفاعلون مع وقائعه.
ربما تخلى كثرٌ من المنغمسين في هذا الحوار عن بعض قناعاتهم القديمة المتشددة، وصاغوا في المقابل قناعات أكثر تحرراً، وربما عجزوا عن ذلك. س يتشاجرون كثيراً ويتفقون قليلاً، وعنده يعلو الصياح بالرفض أو التأييد، ولكن الجميع سيدخلون ورشة عمل ثقافية مفتوحة، وسيبذلون جهداً مضنيا للفهم. وفي المقابل ستدور حركة الواقع بكل قسوتها على الجميع، ستكذب ما يمكن تكذيبه، وتنتصر لما يجب أن تنتصر له من مقولات وطروحات. ستبشر وتنفر، تُفرح وتُؤلم، تصدم وتدفع، ولكنها في النهاية ستلهم وتعلم، تضبط حركة الكثيرين وتوجه أعناقهم ومساراتهم. ستنتاب الجميع لحظات شك يشتاقون فيها إلى اليقين، حيث يتمزق الناس حول فهم الدين عندما يستمعون إلى تفسيراته المتعددة. ستزيغ عقول وعيون كثرٍ، وتخور أرواحهم إزاء صعوبة الحقيقة واستعصائها على الإدراك السهل والبسيط. سيدير الناس أعناقهم إلى مراجعهم الكبرى منصتين ومراقبين، وربما يطفر آنذاك إلى مقدم الصفوف مثقف عربي علماني، يصلح بطلاً للإنسانية العربية الجديدة، ينصت إليه الناس مدركين أنه لم يكن كافراً، وأن ثمة إيماناً مختلفاً عن ذلك الإيمان الذي عرفوه في الزوايا الصغيرة، والكتب الصفراء. كما يتراجع في حضوره أئمة الزوايا والمساجد الشرعية من ذوي العمامات والجلابيب، وأئمة الفتوى الفضائية من ذوي البدل العصرية. وبمرور الزمن، سيفرض المنطق العقلاني نفسه على الجميع، من خلال التجربة. ستتسع الكتلة الحديثة باستمرار وتستقطع من نقيضتها السلفية باستمرار أجزاء متنامية، حتى تفقد الأخيرة حضورها المتكافئ وتتحول إلى حضور نحيف لا يعوق تدفق الأولى في مجري التاريخ العربي، بل ربما مكنها من قيادة المشروع النهضوي العربي، تجاوزاً لمأزق دولة عصر التحرر القومي، الذي كشفت عنه العقود الستة الماضية.
 
أي حصيلة للحرب على الإرهاب؟
النهار..محمد إبرهيم
العملية الإرهابية الأخيرة في باريس كشفت نقطة الضعف في الإستراتيجية الغربية لمكافحة الإرهاب الإسلامي. فبينما توافق الغربيون على أن تكون مساهمتهم في ضرب الإرهاب "جوية"، مع تجنّب حاسم لأي حملات عسكرية على الأرض، أتت العملية الأخيرة لتكشف أن ساحة المعركة أوسع من أن يمكن خوضها بـ"نظافة" التدخل الجوي.
هذه الإستراتيجية التي تتزعمها إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما كانت سبقتها إستراتيجية أخرى تقوم على نقل المعركة إلى أرض العدو، تزعّمها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما اعتبر أن ضمانة عدم تكرار "11 أيلول" الأميركي هي الذهاب إلى الإرهاب في منابعه. هذه الإستراتيجية فشلت بدورها لأنه بعد عقد ونصف على وضعها موضع التطبيق نجد أن المواقع التي يزدهر فيها الإرهاب الإسلامي اليوم أضعافاً مضاعفة للمواقع الأصلية التي انطلقت منها. ويكفي الشعار الذي أعطي لعملية باريس: "11 أيلول الفرنسي" للإشارة إلى أن ما جرى اعتباره نجاحا في نقل المعركة إلى أرض الخصم في طريقه للعودة بقوة، ومن مراكز متعددة، إلى الغرب.
بين الإستراتيجيتين الفاشلتين اللتين يرمز إليهما بوش وأوباما جُرِّبت إستراتيجية ثالثة اشترك فيها الرئيسان، وإن من موقعين مختلفين. فغزو بوش للعراق كان مقدمة لنشر الديموقراطية في المنطقة، ولا تزال في الذاكرة سلسلة الأهداف التي كانت ستلي العراق بدون تمييز بين حليف أو خصم للولايات المتحدة.
حصة بوش من إستراتيجية نشر الديموقراطية في العالم العربي تبددت مع اكتشاف المجتمع العراقي الذي تعرّض للغزو، واكتشاف قدرة الدول الإقليمية المستهدفة بالتغيير الديموقراطي على جعل إقامة الأميركي في العراق مستحيلة، وهنا كان التعاون شاملا بين الدول التي تتقاتل بالواسطة اليوم في سوريا والعراق.
أما حصة أوباما من استراتيجية نشر الديموقراطية في العالم العربي فكانت استجابة لموجات "الربيع العربي" التي تطابقت مع تقدير أميركي بأنه لا مفرّ من التمييز بين إسلام معتدل وإسلام متطرّف، ولا بأس في تسليم الأول زمام المنطقة بما يحل كل المشكلات دفعة واحدة: مشكلة الإرهاب ومشكلة الديموقراطية ومشكلة التحالف مع أنظمة الاستبداد.
نعيش اليوم في ظل الانهيار الكامل لهذه الإستراتيجية مع انهيار دول الكيانات المستهدفة. ومن المفارقات أن منارة الإسلام الديموقراطي في المنطقة، أي تركيا، تشهد ارتدادا يفتح أمامها مستقبلا شرق اوسطيا لا أوروبيا. واليوم يبدو أن لا أحد، في الغرب، يجرؤ على رسم استراتيجيات. فالتعامل مع المنطقة أصبح على أساس "يومي"، والتفكير المستقبلي الوحيد تختصره العبارة (الأميركية) التي تقول إن "المعركة طويلة".
 
حزب "نداء تونس" قد يخسر رغم انتصاره
المصدر: ترجمة نسرين ناضر
النهار...حسين أيبش... كبير الباحثين في "فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين".
المفارقة هي أن "نداء تونس" يواجه سيناريواً خاسراً على الرغم من فوزه في الانتخابات، في حين أن حركة "النهضة" قد تخرج منتصرة على الرغم من هزيمتها في الانتخابات.
انتُخِب الباجي قائد السبسي، زعيم ائتلاف "نداء تونس" غير الإسلامي الذي أسّسه عام 2012 ليكون بمثابة مظلّة للمجموعات العلمانية التي كانت قد تفرّقت إلى أكثر من 12 تنظيماً، رئيساً لتونس في أول انتخابات رئاسية حرة ومفتوحة تشهدها البلاد، وذلك بفارق شاسع عن الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي بلغ نحو 11 في المئة.
تشكّل هزيمة المرزوقي ضربة قاسية أخرى لحركة "النهضة" الإسلامية. لقد دعموا الرئيس المنتهية ولايته لأنه ليس السبسي، ولأنهم اعتقدوا أنه سيتعاون معهم.
لكن بعدما تعرّضت "النهضة" للهزيمة في الانتخابات البرلمانية، لعله من الأفضل لها - ولو كان هذا مخالفاً للبديهة - أن مرشّحها المفضل لم يفز في الانتخابات الرئاسية. تواجه تونس مجموعة هائلة لا بل ساحقة من التحديات. لا يزال الاقتصاد يتخبّط. ويطرح العنف المتطرف مشكلة خطيرة ومتعاظمة. يشكّل التونسيون العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا. وتواجه تونس حركة إرهابية متشدّدة محلية الطابع والمنشأ تتمثل في "أنصار الشريعة" الذي يعملون على الساحة الإقليمية في المناطق النائية في ليبيا والجزائر ومناطق أخرى في الصحراء والساحل.
يواجه "نداء تونس"، بعد فوزه بالعدد الأكبر من المقاعد في مجلس النواب ومن ثم بالرئاسة، المهمة الشاقة التي تُرتِّبها عليه مسؤولية التعامل مع كل هذه المسائل وسواها. لقد تطوّر الوضع بحيث بات "نداء تونس" على الأرجح بحاجة إلى ائتلاف مع "النهضة" أكثر من حاجة "النهضة" إلى ائتلاف معه.
تواجه الحركة الإسلامية الآن سيناريواً من شأنها أن تخرج منه منتصرة في مختلف الأحوال على الرغم من هزيمتها. فإذا ضُمَّت إلى الحكومة في ائتلاف مع "نداء تونس"، تكون قد أظهرت أنه على الرغم من خسارتها الانتخابات، قاعدتها الناخبة قوية ومهمة جداً إلى درجة أنه لا يمكن منطقياً أو عملياً إقصاؤها من الحكومة. وبهذه الطريقة تبقى قريبة من مقاليد السلطة، وتحافظ على أهميتها ونفوذها. من جهة أخرى، إذا شكّل حزب "نداء تونس" ائتلافاً من دون "النهضة"، فلن يكون على الإسلاميين سوى أن يردّوا بانتقاد أداء الحكومة، بحدّة متزايدة مع مرور الوقت، في موقع المعارضة الموالية.
أما في ما يتعلق بالسبسي فهو لا يواجه فقط مجموعة مخيفة من التحديات في السياسات، إنما يواجه أيضاً وضعاً جديداً بالنسبة إلى ائتلاف "نداء تونس". فمنذ تأسيس الائتلاف عام 2012، كان عبارة عن تجمّع متنافر من القوى والكيانات والشخصيات السياسية التي لا يجمع بينها سوى أمر واحد: إما هي غير إسلامية وإما هي مناهضة للإسلام.
أدركت المجموعات التي انضوت في إطار ائتلاف "نداء تونس" أنه حتى في المرحلة التي أعقبت مباشرةً سقوط النظام الديكتاتوري، لم تكن "النهضة" حزباً أكثرياً، بل اكتسبت النفوذ لأن المجموعات غير الإسلامية أو العلمانية كانت كثيرة وخلافية وتعاني من انقسامات شديدة. كانت الأكثرية غير الإسلامية موجودة، لكنها لم تكن قادرة على الحكم أو تشكيل ائتلافات متماسكة، لأنها كانت متصدّعة جداً، ما منح قوة لأقلية إسلامية كبيرة متماسكة وموحّدة.
وازداد التحدّي إلحاحاً عندما أصبح أداء "النهضة" في الحكومة في ائتلاف الترويكا أكثر هشاشة وعرضة للانتقادات الحادة في الأمن والاقتصاد على السواء. فضلاً عن ذلك، جاء تطوران أساسيان في المفاوضات الدستورية ليُشرِّعا الأبواب أكثر أمام وصول "نداء تونس" إلى السلطة.
أولاً، أظهر فشل مبادرة الإقصاء السياسي بأن الشعب التونسي يُعيد النظر في موقفه من الأفرقاء الذين خاضوا تجربة في الحكم في ظل النظام الديكتاتوري السابق، والتي اعتُبِرت إبان الانتفاضة بأنها وصمة أو نقطة سوداء في سجل السياسيين والتكنوقراط؛ وبأنه بات يتعامل مع هذه التجربة الآن على أساس أنها قد تكون أمراً مستحباً. فالخبرة والقدرة التقنية لم تكونا بالضرورة أمراً سيئاً، ولا يمكن اعتبار كل من كان على ارتباط بالنظام السابق بأنه من فلول الحكم الديكتاتوري.
ثانياً، نظراً إلى اضطرار "النهضة" للتنازل في موضوع طبيعة النظام السياسي الناشئ في تونس، والقبول باضطلاع الرئاسة بدور أساسي، حصل حزب "نداء تونس" على مصدر إضافي للنفوذ على المستوى الوطني. بطبيعة الحال، كانت "النهضة" تؤيّد بشدّة إنشاء نظام برلماني، نظراً إلى أنه كان بإمكانها الاعتماد بقوة على قاعدتها للحصول على ما لا يقل عن 20 إلى 30 في المئة من الأصوات في أية عملية اقتراع وطنية. وبهذه الطريقة، يحصلون بصورة دائمة على قوة مهمة، لا بل مسيطرة، في البرلمان. لكن تلك القاعدة نفسها تتطلب قدراً كبيراً من الدعم الخارجي للفوز بالرئاسة، لا سيما في إطار منافسة مباشرة مع مرشح غير إسلامي قوي وشعبي يستطيع الاعتماد على الدعم من الأكثرية العلمانية.
وقد اضطرت "النهضة"، في هذا السياق، إلى القبول بنظام مختلط في الدستور الجديد يمنح صلاحيات كبرى للبرلمان في الشؤون الداخلية، إنما يُفوِّض الرئاسة سلطة قوية في شؤون الأمن والدفاع. وهكذا فإن موقع الرئاسة القوي فُصِّل تقريباً على مقاس "نداء تونس" في شكل عام، والسبسي في شكل خاص.
لكن بعد فوز السبسي و"نداء تونس" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية على السواء، سيجدان أن تسلّمهما حصرياً مسؤولية التحديات التي تواجهها تونس قد يكون بمثابة إكليل من الشوك. لن يندما على فوزهما. لكن إذا أقصيا "النهضة" من الائتلاف العتيد في مجلس النواب، قد يواجهان معارضة تزداد قوة وشعبية مع تفاقم المشكلات التونسية (وتفاقُم هذه المشكلات أمر مرجّح جداً، بغض النظر عن السياسات التي تعتمدها الحكومة أياً كان شكلها). لقد تجنّبت "النهضة" الفخ الذي وقع فيه "الإخوان المسلمون" في مصر عبر الابتعاد عن الغلوّ، فنجحت في الحفاظ على حيويتها السياسية والقدرة على العودة بقوة.
 
التمييز يخصّب التطرف والعنف بالتساوي ... للسلطة و «رعاياها»
الحياة...الإسكندرية – زهير قصيباتي
الكل في المنطقة العربية ضحايا لجنون الإرهاب والتطرف... ساوى بين المرأة والرجل، وكل المسيحيين والمسلمين وغيرهم. لا أمن بلا تنمية، ولا تنمية فاعلة لا تقتل الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي.
التمييز يخصّب المجتمعات فتخترقها «جيوش» العنف و «القاعدة» و «داعش» الذي كان نجم جلسات الحوار في مؤتمر نظّمته وزارة الخارجية المصرية ومكتبة الإسكندرية. ثلاثة أيام من المداولات «نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف»... كان بديهياً أن تواكبها حراسة مشددة حول مقر المكتبة المطل على شاطئ لم تستثنه العاصفة العاتية التي ضربت منطقة تحاصرها عواصف الإرهاب، وأشباح «داعش».
< ما صدر من توصيات في نهاية الأيام الثلاثة، قد يحتاج شهوراً من النقاشات، في عصر قطع الرؤوس الذي يطارد الجميع، ولو كان جنود «داعش» بعيدين آلاف الأميال. وقد يكون الذعر المستتر وراء نقاشات ساخنة، هو ما شجّع على طرح قضايا كثيرة، بعضها كان محظوراً. والأهم ان الجميع في المواجهة، والصحيح كذلك اقتناع الجميع بأن لا حصانة ضد الإرهاب في ظل الفقر والتمييز والقهر.
رعـى المؤتمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشارك في افتتاحه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. حضر رجال دين مسلمون ومسيحيون، ساسة وإعلاميون ومثقفون من دول عربية عديدة.
وبين عناوين جلسات الحوار: «نحو مواجهة فكرية للتطرف»، «إعادة بناء الفكر الإسلامي المعاصر»، الإعلام في مواجهة التطرف، وجلسة أخرى للمرأة في مواجهته، وثالثة للتعليم، ورابعة للثقافة، وخامسة لنقد خطاب التطرف، وسادسة لتحديات «الأمن القومي»، وسابعة لـ «دور المسيحيين العرب». وخصصت جلسة لـ «القوى السياسية العربية في مواجهة التطرف». وشاركت في إدارة الحوارات بدرة قعلول (تونس) وجوهرة السديري (السعودية) ومنى فياض (لبنان)، وفي الكلمات التمهيدية عز الدين ميهوبي (الجزائر) وعبدالوهاب بدرخان (لبنان) وآمال المعلمي (السعودية).
وإذ نصح الروائي الكويتي طالب الرفاعي بالانفتاح على الثقافات، دعت قعلول الجميع إلى «الكف عن التنظير»، لأن المطلوب آليات (وصفة) محددة لمواجهة التطرف، يفترض أن تحال على القمة العربية المقبلة. وبين دعوة إلى إعلام «مهني» في نقل الحقائق، وأخرى إلى توسيع دائرة الحريات والاقتداء بنموذج «الدولة المدنية» في تونس، طغى على معظم الحوارات العامل الديني، تبعاً لاستغلال المتطرفين مفاهيم الدين و «التلاعب» بها لإخضاع الأتباع وتضليل المتعاطفين معهم.
كان بديهياً أن يتضمن البيان الختامي للمؤتمر إشارة الى «إعادة تشكّل النظم السياسية إثر الثورات الشعبية في بعض الدول» العربية، لكنه شدد على «ظهور تنظيم داعش الذي يرتكب أبشع الممارسات في حق الإنسانية، تحت شعار الإسلام، وتصاعد خطاب التطرف والكراهية دينياً ومذهبياً وسياسياً، وما يقترن بذلك من ممارسة العنف بكل أشكاله». كما أقر بـ «انجراف شعوب بعض الدول (العربية) إلى حروب أهلية، أو نزاعات قبلية وجهوية قديمة، يجري إحياؤها من مرقدها». ولم يُغفل «مظاهر الاستقطاب» في مجتمعات عربية «على أسس مذهبية ودينية وعرقية، بما يحمل نُذُر التقسيم الجغرافي وتهديد الهوية الجامعة لكل المواطنين».
وإذا كان واضحاً أن مأساة سورية ومحنتي ليبيا واليمن، لن تجد نهاية قريبة، وسط كل الدمار والخراب، وانفلات آلة القتل وتلبّد الفضاء العربي بغيوم التقسيم وتفتيت كيانات ودول، فالحال أن أحداً لم يتوهم في قاعات مؤتمر مكتبة الإسكندرية، أن المطلوب إيجاد صيغة لوقف شلالات الدماء وطوفان اللاجئين في أوطانهم وما وراء الحدود. جوهر المهمة كان تشخيص أسباب تفشي التطرف بكل مظاهره وتحديد توصيات تشكّل آلية للمكافحة، لعلها تفيد الدول العربية التي اكتوت وما زالت تكتوي بنار الإرهاب.
في صدارة الأسباب «ثقافة الاستعلاء ورفض الآخر وانتفاء ثقافة المشاركة» في مناهج التعليم والتنشئة الاجتماعية. لذلك تطغى الفردية المضخّمة التي تعمي البصر عن حتمية الإنصات إلى الآخر، لتشكيل صمام أمان لتماسُك المجتمعات... فلا تتجذّر ذهنية «أنا أو لا أحد». أوليس ذاك السلوك ما زال مهيمناً في جمهوريات نهضت على أنقاض ديكتاتوريات؟
هو الانفصام، أمُّ العلل في المجتمعات العربية، وتلك كلمة ترددت كثيراً في أروقة المؤتمر ومداخلات مشاركين، كما ترددت عبارة التطرف الديني، و «الخطابات الدينية المتعصبة التي تستند إلى تأويلات وتفسيرات خاطئة، مفارِقة لصحيح الإسلام، ومجافية لروح كل الأديان».
ويعدد البيان بين أسباب التطرف، والفقر والأمّية والجهل، «الثلاثية» التي تدفع الشخص الى الانسياق وراء خطاب ديني مشوّه، وفتاوى وتأويلات مغلوطة»... وبين أمصال الوباء «الشعور بالقهر نتيجة المعايير المزدوجة في العلاقات الدولية تجاه قضايا العرب والمسلمين، وفي مقدمها القضية الفلسطينية واحتلال أراضٍ عربية».
ولا يبرّئ المؤتمر «قوى فاعلة، دولاً وجماعات» من إذكاء التطرف ورصد موارد «لتأجيج العنف في المجتمعات العربية، بهدف خدمة مصالحها، وإضعاف الأوطان وتمزيق أواصرها»... وعلى رغم رفض تبرير كل مظاهر التطرف بنظرية «المؤامرة»، ما زال بين المثقفين والمفكرين المصريين مَنْ يخشى على وحدة بلاده، ويتحدث عن سيناريو دويلة في النوبة. آخرون يتلمّسون أزمة الثقة بين القاهرة والغرب، خصوصاً واشنطن، في مرحلة ما بعد إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي، لذلك لم يعد الغرب نموذجاً يُحتذى لا في الحريات ولا في مكافحة التطرف. ولذلك أيضاً يبدو مفهوماً توجُّه مصر شرقاً، نحن موسكو وتسلُّمها صواريخ روسية متطورة، فيما الغيوم في سماء العلاقات المصرية- الأميركية لم تتبدد بعد. وعلى رغم الدهشة، يبدو مفهوماً اندفاع مؤسسات ومصالح ألمانية الى العمل في مصر بكثافة، والاهتمام بتعليم اللغة الألمانية، في سوق عمل ضخمة، تتلقف الاستثمارات من الخارج.
انتماءات وغضب
اعتبر البيان الختامي للمؤتمر أن تنوُّع انتماءات المشاركين سياسياً وفكرياً قدّم «نموذجاً يُحتذى في الحوار البنّاء القائم على احترام الاختلاف، والتنوُّع الخلاق وقبول الآخر»... على رغم أن انتقادات وجّهها مصطفى الفقي أو تحفّظات على كيفية إصلاح الخطاب الديني في مصر، استفزّت أحد رجال الدين الحاضرين، فأجاب بانفعال، بما يوحي بأن الفقي تجاوز الخطوط الحمر فأغضب مشايخ.
في المقابل، لم يثر حديث ياسر عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، عن أهمية «تجديد الدين» أي اعتراض، فيما الفارق هائل بين العقيدة الدينية والخطاب المتداول والممارسة. واستحضر النقاش مسألة الحوار لتطوير تطبيق المفاهيم الدينية، بحيث تواكب العصر من دون المس بجوهرها، ويُقطع الطريق على مَنْ يدّعون امتلاك الحقيقة المطلقة، ويعطون لأنفسهم حق محاسبة العامة تحت غطاء الحرص على الشريعة.
توصيات للمكافحة
في توصيات المؤتمر، تصدّر الخطاب الديني العناوين، بنقطتين:
«1- تصدي المؤسسات الدينية للمفاهيم التي تروَّج في المجتمع، بخاصة بين الشباب، وفي مقدّمها التفسيرات المشوّهة لمفهوم الجهاد والرّدة ووضع المرأة، وكذلك الدعوة إلى تغيير الأوضاع القائمة بالعنف، والخروج عن دولة القانون والمؤسسات.
2- فتح أبواب الاجتهاد والمعرفة الأصيلة بمقاصد الشريعة، والاعتراف بالمنظور التاريخي للتشريع وتطويره، للتلاؤم مع مقتضيات العصر، وإحياء جهود المجددين من أعلام الإسلام، والتوافق مع مواثيق حقوق الإنسان».
لكن السؤال الأبرز هنا قد يكون حول إمكان توافق الدول والمرجعيات الإسلامية على مرجعية موحّدة للاجتهاد.
... على المسلمين والمسيحيين
البيان الختامي الذي أصرّ مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين على عدم السماح بالسقوط في شراك السجال حوله، فاتحاً الباب لملاحظات يدوّنها المشاركون في المؤتمر، شدد على «التصدي لمحاولات فرض الوصاية الفكرية أو الرقابة الدينية». تُسجَّل هنا ثغرة في الطابع العام لعبارة الرقابة الدينية، وهذه قد تكون في يد السلطة أو ترعاها مرجعية ما، وربما يُفهم منها تدخُّل جمعيات أو أحزاب في قيود على المسلمين والمسيحيين بذريعة حماية الأديان.
ووفق التوصيات، لن تكون مكافحة التطرف ناجعة من دون حرب على الخرافة والتطرف بتكريس «العقلانية» ونشر «الفكر النهضوي»، وتشجيع نشر الفنون، وتدشين مواقع للتواصل الاجتماعي بين الشباب «تحاصر التطرف وثقافة العنف»، وتدعم حرية الفكر. كذلك تحض التوصيات على إنشاء «مرصد لمجابهة التطرف» يكون مقره في مكتبة الإسكندرية «على غرار مرصد الإصلاح العربي لمواجهة فكر التطرف».
ومن عنوان الثقافة إلى التعليم، حيث برزت الدعوة الى توحيد نظمه، على الأقل في المرحلة الأساسية و «منع الازدواجية بين تعليم مدني وآخر ديني أو أجنبي، لضمان تشكيل العقل العربي من دون تشرذم أو اضطراب». كما برزت توصية بـ «تنقية برامج التعليم الديني من الأفكار التي تشجّع التطرف والعنف». وأُفرِد عنوان للإعلام لحض مؤسساته على «التزام المواثيق المهنية والأخلاقية»، بما فيها الامتناع عن إثارة السجالات الدينية أو المذهبية أو «التنابذ السياسي أو القبلي أو العرقي»... وإطلاق «مبادرة عربية لمراجعة المعايير المهنية والأخلاقية» في الإعلام، وتجريم نشر ما يبث الكراهية ويحرّض على العنف.
... وما يحرّض في كل المنطقة، لا يستثني أحداً.
 
"حزب الله".. إنهزام مشروع في سوريا
المستقبل..علي الحسيني
لا يكاد النظام السوري وحلفاؤه الميدانيون من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» ولواء «أبو الفضل العباس» العراقي وبعض الفصائل المسلحة الأخرى التي تقاتل الى جانبه ينتهون من «تحرير» منطقة أو السيطرة على ثانية، حتى تعود وتندلع المعارك مجدداً في أكثر من مكان وعلى جبهات عدة حتى أنه في كثير من الأحيان يُعاود القتال على أرض سبق أن أعلن النظام وحلفاؤه «تحريرها».
لا سيطرة ميدانية فعلية لأي فريق في سوريا حتى اليوم، فالأوراق العسكرية تختلط بين يوم وآخر، ومن يفرض سيطرته اليوم على موقع أو تلّة أو حتى بلدة بأكملها قد يضطر لاحقاً الاستماتة ودفع عشرات القتلى ومئات الجرحى لاستردادها، ما يعني أن لا غلبة لأي فريق على آخر سوى لجهة أعداد القتلى الذين يسقطون من كل الجهات، وهنا تُسجل الخسارة الأكبر لـ«حزب الله» الذي يدفع بكل ثقله ومن دماء عناصره لتسجيل «انتصار» يُضاهي ثمن الخسائر التي يتكبدها في الأرواح ولكن من دون جدوى.
لم يعد لدى «حزب الله» احتياط يستدعيه فيما لو استدعت الحاجة، فكل عناصره باتت موزعة على جبهات القتال بالتدرج ابتداء من النقاط الآمنة عند الشريط الحدودي مع إسرائيل جنوباً ومن ثم بقاعاً مروراً بسلسلة لبنان الشرقية وصولاً حتى العمق السوري كدمشق بمدنها وريفها وعدد من مناطق الساحل وريف حلب في بلدتي «نبل» و«الزهراء» الشيعيّتين التابعتين لمنطقة «اعزاز» الواقعة على الحدود مع تركيا، وهما اللتان جند لهما الحزب أكثر من ألفي مقاتل للدفاع عنهما لا لأهميتهما الجغرافية ولا للآثار التي تحويانهما، إنما لانتماء أكثر من تسعين في المئة من سكانها الى الطائفة الشيعية الاثني عشرية.
«نبل» و«الزهراء» جبهتان أضيفتا منذ فترة الى مجموعة جبهات أخرى تستنزف عليها عناصر «حزب الله». بالأمس غصت مستشفيات البقاع بأعداد القتلى والجرحى. عناصر شابة لم تتجاوز الثامنة عشرة كانت فوجئت بهجوم للمعارضة السورية على القريتين المذكورتين سقط منهم ما لا يقل عن ثمانية عناصر وأكثر من عشرين جريحاً إصابات بعضهم خطرة وقد نشرت أسماء القتلى مع سيرهم الذاتية على عدد من صفحات مواقع التواصل المقربة من الحزب، وقد روى بعض الجرحى في مستشفى دار الحكمة والذين كان يقتصر دورهم على الحراسة الليلية كيف فوجئوا بالهجوم وكيف حال سوء الطقس وحده دون تمكن المجموعات المسلحة التي سيطرت على مداخل البلدتين لبعض الوقت من الدخول والسيطرة عليهما بشكل كامل.
سوريا، وبرأي سياسيين كثر، تحوّلت الى أرض جهاد بين جهات تحمل أفكاراً ومعتقدات متناقضة تصل الى حد التطرف و«حزب الله» هو إحدى هذه الجهات حيث اتخذ من انتمائه المذهبي ومصلحة داعمه الإيراني الاستراتيجية عنواناً أولياً وأساسياً للانخراط في الحرب السورية تحت ذرائع متعددة مثل الدفاع عن محور «الممانعة» وحماية القرى الشيعية، مع العلم أن عدد أبناء الطائفة الشيعية في سوريا يقدر بنحو عشرة في المئة من تعداد سكانها ومع هذا لم تشهد يوماً أي نزاع مذهبي، ليس بسبب وجود حكم آل الأسد، بل بسبب العلاقات الوطيدة التي تجمع بين النسيج السوري ككل وما تنتجه من أعمال تجارية متبادلة بما فيها بين سوريين ولبنانيين أيضاً إضافة إلى الزيجات المختلطة بين أبناء الأديان المختلفة على الأرض السورية.
وبحسب أوساط مطلعة على الأزمة السورية وعمقها فإن تقسيم الحزب لمناطق قتاله في سوريا على أساس مذهبي هو الذي أوصل الحالة المذهبية هناك الى ما وصلت اليه اليوم، فحيث توجد مناطق ذات أغلبية شيعية ومقامات تعود للطائفة الشيعية توجد عناصر له، ولذلك فإن الحزب متهم بأنه أول من سوّق لهذا النزاع المذهبي وعمل على تنميته حتى انقلب عليه وتحوّل الى هدف للجماعات المسلحة آخذاً بهذا المنحى لبنان رهينة بين يديه يُفاوض من يشاء ويُهادن من يشاء من دون الاكتراث للبنانيين الآخرين الذين لهم الحق بتقرير مصيرهم ومصير مناطقهم بعدما صادر الحزب بمساعدة حلفائه مصير كل الوطن وتصدر واجهته.
بالأمس كان قتلى «حزب الله الحديث الأساس بين جرحى الحزب وعامة الناس في مستشفى دار الأمل في بعلبك. تقدمت سيدة من إحدى الممرضات لتسألها عن حال الشبان الذين نقلتهم سيارات إسعاف تابعة لكشافة «المهدي». التفتت الممرضة حولها جيداً ثم أجابت: تعودنا يا حجة على هالصورة، كل يوم في «شهدا» وجرحى، أوقات بجيبوهن دفعات وأوقات بكونوا دفعة واحدة».
 
 
12 ألف تركي في صفوف «داعش» وتوقع هجمات في مدن كبرى
الحياة...أنقرة - يوسف الشريف
لليوم الثاني على التوالي أحبط الأمن التركي هجوماً بالقنابل على مركزي تسوق في إسطنبول. واعترف رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان باحتمال تعرّض مدن كبرى تركية لهجمات مماثلة لما شهدته باريس (المجزرة في مقر صحيفة شارلي إيبدو) مع ازدياد المنضمّين من تركيا إلى «داعش»، الذين قدّرت دراسة تركية عددهم بحوالى 12 ألف مقاتل. في الوقت ذاته، ذكرت مصادر مقربة من جماعة الداعية الديني المعارض فتح الله غولن، أن الاستخبارات التركية قد تدبّر هجمات لتخفيف الضغط عن الحكومة المتهمة أوروبياً بدعم الإرهاب، ومن أجل إلصاق تهمة الإرهاب بالجماعة.
وأعلن الأمن التركي تفكيك قنبلة يدوية الصنع، رُبِطَت بعبوة غاز، أمام مركز تسوّق في منطقة باشاك شهير في إسطنبول، منوّهاً بمعلومات قدمتها الاستخبارات التركية. وكانت أجهزة الأمن أكدت اعتقال ثلاثة أشخاص الجمعة، أثناء دخولهم مركز تسوُّق آخر وفي حوزتهم قنابل يدوية الصنع، وأشارت إلى أنهم ينتمون إلى جماعة كردية مسلّحة، مقرّبة من حزب العمال الكردستاني. لكن وسائل إعلام تركية نبّهت إلى أن الثلاثة أكراد ينتمون إلى «داعش». وكشفت الأجهزة تفاصيل جديدة عن الانتحارية الشيشانية التي فجّرت نفسها الأسبوع الماضي في ميدان سلطان أحمد، وذكرت أن الانتحارية ربما أقدمت على فعلتها انتقاماً لخطيبها الذي كان يقاتل مع «داعش» في كوباني (عين العرب) وقُتِل هناك قبل شهر ونصف شهر. ورجّحت أجهزة الأمن أن يكون الأخير درّبها على القتال، بعد اكتشاف زيارتهما معاً سورية مرتين العام الماضي عبر الحدود البرية التركية.
جاء ذلك فيما نُقِل عن رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان قوله خلال المؤتمر السنوي لسفراء تركيا في العالم والذي يُعقد في أنقرة، أن بلاده «معرّضة لهجمات إرهابية تشبه تلك التي وقعت في باريس، وتنظيم داعش قد يخطط لضرب مدن كبرى تركية وعلى الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة».
وكشف البروفيسور أوميت أوزداغ، أحد أهم خبراء الأمن في تركيا، رئيس مركز القرن الحادي والعشرين للدراسات، أن عدد الأتراك الذين انضموا للقتال في سورية مع «داعش» و «النصرة» وغيرهما بلغ حوالى 12 ألفاً، وقال أن عائلات بأكملها هاجرت للقتال مع «داعش» واستوطنت في الرقة. وكان استطلاع للرأي كشف الشهر الماضي تعاطُف نحو 13 في المئة من الأتراك مع تنظيم «داعش»، ما يعني احتمال وجود ملايين من الأتراك الذي قد يتعاونون مع التنظيم داخل تركيا أو يسهّلون تحركه، وفق معطيات الاستطلاع.
في المقابل حذّر حساب «تويتر» للمدعو فؤاد عوني، وهو الشخص المجهول الذي يدّعي أنه يعمل لكشف أسرار الرئيس رجب طيب أردوغان، من موقع عمله القريب جداً منه، من أن الأخير وافق على خطط للاستخبارات لافتعال هجمات بعضها وهمي في المدن الكبرى في تركيا، من أجل تخفيف الضغط الأوروبي عليها في ملف التعاون الاستخباراتي ضد «داعش». وذكر أن الخطط التي وافق عليها أردوغان قد تودي بحياة أبرياء، وستُلصَق بجماعة الداعية المعارض غولن.
وكان أردوغان اتصل بنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وأكد له استعداد أنقرة للتعاون الاستخباراتي ضد التنظيمات الإرهابية، فيما أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أنه سيشارك في مسيرة باريس الحاشدة اليوم للتنديد بالإرهاب.
 
حياة بومدين المطلوبة «رقم واحد» في فرنسا وتركيا تؤكد دخولها في 2 يناير وترجح أن تكون في سوريا

باريس: «الشرق الأوسط» .... في صورة تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، ترتدي حياة بومدين (26 سنة)، المطلوبة الأولى في فرنسا، نقابا أسود لا يظهر منه سوى عينيها وتمسك في يدها بقوس وسهم.
هذه الصورة لرفيقة أحمدي كوليبالي، أحد المسلحين الثلاثة الذين قتلوا الجمعة، والتي نشرتها صحيفة «لوموند»، الصورة التي نشرتها الشرطة الفرنسية في الإعلان عن أنها مطلوبة.
ففي الصورة الثانية تظهر امرأة شابة شعرها كستنائي ووجه طفولي الملامح التقطت لها عندما استجوبتها الشرطة في 2010 بشأن كوليبالي.
ويحذر الإشعار بأنها شخص مطلوب للعدالة من أنها قد تكون «مسلحة وخطيرة». ويشتبه في أن حياة بومدين كانت شريكة لكوليبالي في قتل شرطية الخميس الماضي في مونروج، جنوب باريس. جريمة القتل هذه وقعت في الوقت الذي كانت قوات الأمن الفرنسية تطارد الأخوين سعيد وشريف كواشي بعد هجومهما على مجلة شارلي إيبدو، وتبين أنهما على اتصال بكوليبالي.كما تشتبه الشرطة في أنها متورطة في عملية احتجاز رهائن في سوبر ماركت يهودي شرق باريس قتل خلالها 4 أشخاص. وقبل قتلهم أعلن المتطرفون الثلاثة بأنهم نسقوا بين بعضهم البعض وأكد الشقيقان كواشي انتماءهما إلى تنظيم القاعدة في اليمن فيما أكد كوليبالي انتماءه إلى تنظيم داعش. التقى أحمدي كوليبالي (32 سنة) صاحب السوابق الذي سبق وأدين بالانتماء إلى التيار المتطرف، شريف كواشي في السجن حيث اعتنق التطرف. وبرر كوليبالي المتحدر من أصول مالية عمله أمام الرهائن الذين احتجزهم بأنه انتقام من التدخل العسكري الفرنسي في مالي والقصف الغربي في سوريا، وذلك في حديث مسجل بثته إذاعة «أر تي إل» أمس. وكشف مدعي عام باريس فرنسوا مولان مساء أول من أمس عن علاقات «متواصلة ومكثفة» بين شريف كواشي وأحمدي كوليبالي من خلال رفيقتيهما. وتعتقل الشرطة منذ الأربعاء الماضي الزانة حميد زوجة شريف كواشي التي قال المدعي إنها «أجرت أكثر من 500 اتصال هاتفي خلال عام 2014 مع رفيقة كوليبالي». وحياة بومدين متدينة وترتدي النقاب مما أرغمها على التخلي عن وظيفتها كأمينة صندوق، وفق ما أوردت صحيفة «لو باريزيان» أمس.
ورافقت حياة بومدين كوليبالي عندما زار جمال بقال المتطرف، في 2010 في مورات جنوب فرنسا حيث أودع قيد الإقامة الجبرية، في حين قالت للمحققين إن تلك الزيارة كانت «للقيام بنزهة ولتغيير المنظر». ولدت حياة بومدين من أب عامل توصيل في عائلة لها 7 أبناء وتوفيت والدتها في 1994، وبما أنه كان من الصعب على والدها العمل مع رعاية الأبناء الصغار السن، وضعت حياة في المؤسسة الاجتماعية لمساعدة الأطفال مع أشقاء وشقيقات لها، وتزوجت عرفيا من كوليبالي عام 2009، في زواج غير معترف به مدنيا في فرنسا. وعاد كوليبالي للإقامة معها منذ مايو (أيار) الماضي بعد خروجه من السجن.
وأفاد مصدر أمني تركي، أمس، بأن حياة بومدين، رفيقة محتجز الرهائن الذي قتلته الشرطة في باريس، دخلت تركيا في الثاني من يناير (كانون الثاني) الحالي، إلا أنها أصبحت على الأرجح في سوريا.
وقال هذا المصدر لوكالة الصحافة الفرنسة، طالبا عدم الكشف عن اسمه «لقد دخلت تركيا في الثاني من يناير، ونعتقد أنها كانت في أورفا (جنوب شرق) بعد أسبوع من دخولها من دون أن نكون على يقين من ذلك». وأضاف المصدر أن حياة قدمت بتذكرة ذهاب وإياب مدريد - إسطنبول.
وكان مصدر أمني فرنسي قال في وقت سابق إن الشابة الفرنسية (26 عاما) موجودة في تركيا «منذ بداية يناير»، دون تحديد تاريخ دخولها تركيا. وهي رفيقة أحمدي كوليبالي الذي قتل بيد الشرطة في عملية احتجاز رهائن بمتجر بباريس. وأصدرت الشرطة الفرنسية مذكرة تفتيش بحقها لتحديد ما إذا كان لها دور في عملية كوليبالي وفي قتل شرطية في مونروج جنوب باريس، الخميس الماضي. وأوضح المصدر الأمني التركي أن تركيا لم تعتقلها لعدم وصول معلومات استخبارية تتعلق بها من باريس. وقال «ليس هناك تبادل معلومات، ولهذا لم يكن بوسعنا منع» دخولها تركيا، مضيفا «لا يمكننا منع أي شخص من دخول البلاد من دون معلومات» تبرر ذلك.
 
يستحيل تتبع كل شخص مشتبه به.. الاستخبارات تواجه صعوبات أمام تزايد المتطرفين
السياسة...واشنطن – ا ف ب: يسلط الاعتداء على صحيفة “شارلي ايبدو” الضوء على التحدي الهائل الذي تواجهه اجهزة الاستخبارات الغربية لتعقب العدد المتزايد للمتطرفين في الداخل, وهو أمر زاد من صعوبته العدد الكبير من هؤلاء العائدين من سورية.
ويشكل العدد المتزايد من الناشطين داخل اوروبا والولايات المتحدة مشكلة تزداد تفاقماً للحكومات, وذلك رغم توسيع سلطات الاجهزة الامنية الغربية ومشاركة المعلومات الاستخباراتية واللجوء الى التنصت الالكتروني, بحسب خبراء ومسؤولين.
وقال مدير المعهد الاميركي لمكافحة الارهاب نيكولاس راسموسن أمام مجلس النواب العام الماضي ان “التهديد الذي يمثله هؤلاء الأفراد للاميركيين في الداخل يزيد من حدته النزاع في سورية والعراق وبات من الصعب التصدي له”.
وقبل الاعتداء الدامي الذي اوقع 12 قتيلا في باريس, شهدت كندا واستراليا اعتداءات نفذها ناشطون يحملون جوازات سفر غربية “تبنوا الفكر المتطرف من تلقاء انفسهم”.
والمعلومات عن متطرفين محتملين من جانبي الأطلسي يتم إدخالها في قاعدة بيانات خاصة في مركز مكافحة الارهاب بواشنطن, ومنها الى قوائم المراقبة الاميركية بما فيها لائحة “الممنوعين من السفر” التي تهدف الى تفادي استهداف رحلات جوية متوجهة الى الولايات المتحدة.
وكان منفذا هجوم الاربعاء الماضي على الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي ايبدو” في باريس سعيد كواشي (34 عاما) وشقيقه شريف على قوائم المراقبة ومن بينها لائحة “الممنوعين من السفر”, إلا أن أياً من الاخوين لم يكن تحت المراقبة المستمرة ولم تكن هناك إشارات بشن هجوم وشيك, بحسب وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف.
وتتطلب المراقبة المستمرة تخصيص أفراد وموارد وليس باستطاعة اي اجهزة استخبارات غربية تتبع كل متطرف مشتبه به, بحسب الخبراء.
وعلى غرار الحكومات الاخرى, تحاول فرنسا التركيز على الافراد الذين يشكلون خطراً أكبر ومن المرجح أكثر أن يلجأوا الى العنف لكن هناك حدود عملية وقضائية ايضا.
وقال مدير معهد الابحاث الاستخباراتية الفرنسي اريك دينانس “هناك نقطة تتوقف عندها الاستخبارات خصوصاً إذا كان الافراد المراقبون حذرين في تحركاتهم لفترة… هناك ثغرات لا يمكن تفاديها في الشبكة”.
وتخوض الاستخبارات الغربية سباقا فعليا مع المتطرفين وتسعى لايجاد وسائل لمكافحة الارهاب تكون اسرع من المتطوعين الجدد الذين يتم تجنيدهم او حضهم على ارتكاب العنف.
والمخاوف بشأن المقاتلين الاجانب ليست أمراً حديثاً, إلا أن العدد الضخم للغربيين الذين يتوجهون الى سورية يشكل تهديداً غير مسبوق خصوصاً للدول الاوروبية.
ويقول مسؤولون اميركيون ان قرابة مئة اميركي توجهوا الى سورية وأن أكثر من ألف اوروبي قصدوا المنطقة للقتال في صفوف تنظيم “داعش” أو غيره من الحركات المتطرفة, فيما يرى بعض المحللين المستقلين ان العدد أكبر على الارجح.
وبعد ان كانت الحكومات الاوروبية حذرة في مشاركة المعلومات مع وكالات الاستخبارات الاميركية, دفع القلق من المتطوعين العائدين من سورية الى زيادة ملحوظة في تقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الاميركيين أخيراً.
 
مسيرة «عالمية» في باريس اليوم بمشاركة قادة دوليين.. وتصميم على الوقوف بوجه الإرهاب واجتماع أمني يضم 11 وزير داخلية أوروبياً ووزير العدل الأميركي اليوم لرسم استراتيجية موحدة * اقتحام المتجر اليهودي دام ثواني.. والأخوان كواشي فتحا النار أولا في محاولة للخروج من الحصار

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم .... بعد كابوس الساعات الـ48 التي أدمت وأوقعت 18 قتيلا، وقضت على صحافيي ورسامي مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة، تتأهب باريس لاستقبال مئات الآلاف من المتظاهرين بعد ظهر اليوم، في مسيرة فريدة من نوعها ولم يسبق أن عرفتها العاصمة الفرنسية في تاريخها إطلاقا.
فللمرة الأولى، يشارك قادة أوروبيون ومسؤولون وممثلون عن عشرات الدول في البادرة التي دعت إليها السلطات، بمباركة ودعم كل ألوان الطيف السياسي والديني والنقابي الفرنسية، للإعراب عن التضامن مع أسرة المجلة الساخرة، وللتأكيد على العزم الذي لا يلين على الوقوف في وجه الإرهاب. وينتظر أن تشارك المستشارة الألمانية إلى جانب رؤساء حكومات بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا والتشيك والدنمارك، ورئيسي المجلس والمفوضية الأوروبية، والرئيس التركي والرئيس الأوكراني، ناهيك عن أمين عام حلف شمال الأطلسي، وكذلك رؤساء مالي والغابون ونيجيريا، ووزير العدل الأميركي، ووزير الأمن الداخلي الكندي. وسيتقدم المسيرة التي تنطلق في الساعة الثانية من ساحة «لا ريبوبليكا» (الجمهورية) وإلى ساحة «لا ناسيون» (الأمة) الرئيس فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة مانويل فالس، وكبار المسؤولين وقادة الأحزاب. وستنظم المسيرة وسط إجراءات أمنية استثنائية، إذ قرر وزير الدفاع جان إيف لودريان توفير 500 جندي إضافي لحماية الأمن في باريس ومنطقتها.
ومن جانبه، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن «خطة محاربة الإرهاب ستبقى في المستوى الذي وصلت إليه، لا بل إنها ستعزز». ولخصت صحيفة «ليبراسيون» بكلمة واحدة على كامل صفحتها الأولى معنى المسيرة الكبرى بـ«المقاومة».
بيد أن هذا الإجماع الوطني والدولي، الذي ظهر خلال تجربة الإرهاب الأخيرة التي لم تعرف فرنسا مثيلا لها منذ خمسين عاما على الأقل، لم يمنع بروز مجموعة من التساؤلات حول مكامن الخلل في المنظومة الأمنية التي مكنت الأخوين شريف وسعيد كواشي (جزائريي الأصل) ورفيقهما أحمدي كوليبالي (مالي الأصل)، وثلاثتهم مواطنون فرنسيون، من ارتكاب أبشع ثلاث جرائم إرهابية. كذلك تدور تساؤلات حول «تقصير» الأجهزة الأمنية في ملاحقة كوليبالي الذي قتل شرطية وجرح عاملا بلديا صباح الخميس (أي بعد يوم واحد من مقتلة «شارلي إيبدو»). ذلك أن كوليبالي استطاع التخفي والإفلات من شباك الشرطة رغم التعرف على هويته، ثم ظهر اليوم التالي في المتجر اليهودي «هيبر كاشير» حيث قتل أربعة من الزبائن وأخذ مجموعة من الرهائن داخل المتجر. فضلا عن ذلك، ما زالت حياة بومدين (وهي امرأة جزائرية عمرها 26 عاما تزوجها عرفيا) متخفية رغم الإخطار الذي أصدرته أجهزة الشرطة للقبض عليها. ويظن أن بومدين لعبت دورا ما في مقتل الشرطية، لكنها لم تكن موجودة في المتجر اليهودي. كذلك تدور تساؤلات حول «إهمال أمني ما» سمح لسعيد كواشي بالتحرك بحرية والذهاب إلى اليمن بعد خروجه من السجن رغم معرفة المخابرات الداخلية بميوله المتطرفة.
إزاء فداحة هذه الأعمال، لم يكن لرئيس الحكومة مانويل فالس (الذي سبق له أن شغل منصب وزير الداخلية) من مفر من الاعتراف بوجود «تقصير» في مكان ما. ولذا، فإن الاجتماع الأمني الخامس الذي ترأسه هولاند في قصر الإليزيه صباح أمس انصب على تمحيص وتحليل ما حصل وإقرار الترتيبات الأمنية الإضافية التي يتعين اتخاذها لتلافي تكرار التجربة المريرة. وقال هولاند، ليلة أول من أمس، إن القضاء على المتشددين الثلاثة «لا يعني نهاية الحرب التي يخوضها المتعصبون ضدنا». وفي السياق نفسه، قال فالس أمس «نحن في حالة حرب ضد الإرهاب وليس ضد دين ما أو ضد الإسلام. نحن نحارب من أجل الحفاظ على قيمنا».
وتكشفت في الساعات الأخيرة تفاصيل إضافية عن عمليتي الاقتحام اللتين قضي بنتيجتهما على الإرهابيين الثلاثة. فرئيس الحكومة أكد أن هولاند شخصيا هو من اتخذ قرار اقتحام المطبعة التي تحصن فيها الأخوان كواشي في ضاحية قرية دامرتان أون غويل والمتجر اليهودي «حيث أحمدي كوليبالي» في وقت واحد، كما أنه تابع كل مراحل العمليتين وحتى مقتل الثلاثة وإخراج الرهائن. ففي العملية الأولى، لم يدم الاشتباك بين الأخوين وبين فرقة الكوماندوز التابعة للدرك الوطني سوى أقل من خمس دقائق. وكان سعيد وشريف كواشي هما من بادرا بإطلاق النار على الأمنيين من باب المطبعة في محاولة على ما يبدو للخروج منها والإفلات من الحصار. وقد جرح خلال تبادل النار شرطيان. أما بشأن عامل المطبعة الذي قيل عنه بداية إنه رهينة فقد ظهر أنه اختبأ في قاعة الطعام في الطابق الأول، وكان على تواصل دائم مع والده ومع الخلية الأمنية بواسطة الرسائل النصية، الأمر الذي ساعد الأجهزة الأمنية على التعرف على تفاصيل الطابق الأرضي حيث تحصن الرجلان. وبعكس ما قيل سابقا، لم يجر اتصال مباشر بين الخلية الأمنية وبين الأخوين كواشي اللذين امتنعا عن الإجابة على هاتف المطبعة. وعثرت القوة الأمنية على قاذف صاروخي وقنابل هجومية ودخانية وعلى مسدسات، إضافة لرشاشين من طراز «كلاشنيكوف».
وفي المتجر اليهودي، لم تدم عملية الاقتحام سوى ثوان. واستفادت الشرطة من نص مكالمة هاتفية بين قناة «بي إف إم» التلفزيونية وأحمدي كوليبالي، إذ عقبها لم يغلق الأخير الهاتف حيث استمرت الشرطة في الاستماع لما يجري داخل المتجر طيلة الوقت. فضلا عن ذلك، اختبأ في الطابق الأرضي مجموعة من الرهائن الذين تواصلوا أيضا بالرسائل النصية مع الشرطة، الأمر الذي ساعدها على القضاء على كوليبالي في ثوان. لكن الأخير نجح في إصابة رجلي أمن قبل أن يقتل. وقالت الشرطة إن كوليبالي فخخ المداخل بـ15 إصبع ديناميت. ويظن أن كوليبالي هو من أطلق النار على شاب كان يمارس رياضة الركض في ضاحية فونتونيه أو روز القريبة من باريس، حيث إن عيار الذخيرة التي استخدمت لقتل الشرطية هو نفسه الذي استخدم في حالة الرياضي.
وأبعد من التفاصيل الميدانية، ظهرت مع مرور الزمن تفاصيل إضافية عن العلاقة الوثيقة بين الأخوين كواشي وأحمدي كوليبالي خصوصا ارتباطهم بـ«القاعدة في اليمن» من جهة، وبتنظيم داعش من جهة أخرى.
وبعد تبني الشيخ حارث النظاري، وهو المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، ما سماه «الغزوة المباركة في باريس»، بدت أقوال سعيد كواشي أكثر صدقية، حيث كرر أكثر من مرة وآخرها في اتصال مع القناة الإخبارية «بي إف إم» ارتباطه بـ«القاعدة في اليمن». وبحسب معلومات استخبارية أميركية، فإن الأخ الأكبر شريف ذهب إلى اليمن حيث تلقى تدريبا على استخدام السلاح. أما كوليبالي، فقد أكد، في اتصال هاتفي آخر، ارتباطه بتنظيم داعش. وأمس نشرت صحيفة «لوموند» صورا لشريف كواشي وأحمدي كوليبالي مع جمال بقال تعود لعام 2010. وهذا الأخير (من أصل جزائري) أدين في فرنسا بأعمال إرهابية في التسعينات، ويعيش في منطقة كانتال (وسط البلاد) بأمر من القضاء، وهو لا يستطيع مغادرتها.
كذلك نشرت الصحيفة ذاتها صورة لكوليبالي يحمل مسدسا، وأخرى لزوجته حياة بومدين حيث تظهر منتقبة. أما الصورة الأخيرة فإنها تظهر الشخص نفسه تحت راية مكتوب عليها «لا إله إلا الله». وكان الأخوان كواشي وكوليبالي، الذين يعرفون بعضهم بعضا من التسعينات، قد ارتادوا جميعا مسجدا سلفيا في باريس اسمه «مسجد طنجة»، وكانوا موجودين في السجن معا في أواسط العقد الماضي. وترتبط حياة بومدين التي تبحث الأجهزة الأمنية عنها، مع زوجة سعيد كواشي، التي هي شقيقة التلميذ رامي حميد الذي ألقي القبض عليه شرق فرنسا قبل أن تبرأ ساحته من تهمة المشاركة في مقتلة «شارلي إيبدو»، بعلاقة صداقة قوية. وبحسب معلومات أمنية، فإنهما تواصلتا بالهاتف 500 مرة العام الماضي.
إزاء توافر هذه المعلومات التي تربط بشكل ما عمليات باريس بتنظيم القاعدة من جهة، وربما بـ«داعش» من جهة أخرى، ووجود تنسيق واضح كما صرح كوليبالي بين الأفراد الثلاثة، تتزايد مخاوف السلطات الأمنية الفرنسية التي تجد نفسها في مواجهة هجمة إرهابية لم تتردد صحيفة «لوموند» في عددها ليوم أمس في وصفها بـ«11 سبتمبر (أيلول) الفرنسي»، الأمر الذي يبين ضخامة التحديات. ولذا، فإن الاجتماع الأمني الذي سيضم اليوم في باريس 11 وزير داخلية أوروبيا، ووزير العدل الأميركي، سيكون فرصة لرسم استراتيجية عملية موحدة لمواجهة الإرهاب تذهب أبعد من إظهار التضامن مع فرنسا والإرادة الصلبة في مواجهة الإرهابيين.
 

أصوات جريئة وأخرى نشاز بين مسلمي فرنسا
محمد حنيش: نحن من سيدفع ثمن الإرهاب

باريس: «الشرق الأوسط»
وراء الصورة الموحدة لأكثر من 6 ملايين مسلم يعيشون على الأرض الفرنسية ويعلنون رفضهم للتطرف والأعمال الإرهابية، هناك أصوات نشاز تجد متنفسا لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بين شباب الضواحي المهمشة والفقيرة. وفي حين أدان مسؤولو الطائفة الإسلامية بشكل صارم حوادث العنف التي كانت باريس مسرحا لها خلال الأسبوع الماضي، فقد اعتبرت أوساط المتطرفين أن الإرهابيين الذين نفذوا عمليات القتل واحتجاز الرهائن أبطال يستحقون الثناء.

وإلى جانب شعار «أنا شارلي» الذي انتشر في فرنسا وخارجها، من قمة قوس النصر في جادة «الشانزلزيه» في باريس وحتى الرقع التي حملها المواطنون العاديون على صدورهم، رفع شباب المسلمين شعار «كلنا أحمد» تكريما للشرطي الفرنسي، العربي الأصل، أحمد المرابط الذي لقي مصرعه برصاص الإرهاب في الهجوم على المجلة. لكن كان هناك، أيضا، من رفض هذا الشعار ودعا إلى حمل وسم مناقض هو «أنا كواشي»، تيمنا بالأخوين شريف وسعيد كواشي منفذي مجزرة المجلة، الأربعاء الماضي. وقد جاء الهجوم على مخزن الأطعمة الحلال للطائفة اليهودية «الكاشير» في باريس، صباح الجمعة، ليرفع من حدة التوتر ويحبط مشاركة أعداد من المسلمين في التظاهرة التضامنية المقررة، اليوم، لإعلان توحد فرنسا في مواجهة الإرهاب.

في مقابل بعض المظاهر المخالفة، ركزت وسائل الإعلام الفرنسية، أمس، على الوفاق الذي يسود الأحياء والبلدات التي تقطنها أعداد كبيرة من اليهود والمسلمين، جنبا إلى جنب، مثل حي «بلفيل» وضاحيتي «ليلا» و«سان دوني»، شمال العاصمة وشرقها. وفي مقابلات أجريت معهم، عبر منتسبو الطائفتين عن قلقهم إزاء الأحداث الخطيرة والأفكار المستوردة التي تحاول بث الفرقة بينهم بعد أن عاشوا في سلام طوال العقود الماضية ، وكانوا يشتركون في مقاعد الدراسة وفرق كرة القدم. كما كشف عامل في محل للبقالة أنه وزملاء له اضطروا إلى حلق لحاهم خشية حوادث الانتقام الأعمى التي يمكن أن يقوم بها متطرفون من الطرف الآخر المعادي للإسلام.

وفي حديث لصحيفة «الباريزيان»، أمس، قال محمد حنيش، الأمين العام لاتحاد الجمعيات المسلمة في منطقة «سين إيه مارن»، إن «مسلمي فرنسا يعرفون أنهم من سيدفع ثمن العمليات التي وقعت في الأيام الماضية، رغم أن منفذيها قلة من الهامشيين تعد على أصابع اليد». وأضاف حنيش أن «أبناء بلدته عاشوا من كابوس لآخر، وقد أدرك الجميع أن الأمر سينقلب عليهم حتى ولو صرح السياسيون بأنهم ضد الخلط بين الإسلام وبين الجماعات السياسية المتطرفة وعكسوا صورة لبلد موحد بكل مكوناته». ومن بين الفنانين والرياضيين المسلمين البارزين في فرنسا، برز الموقف الذي سجلته المغنية ديامس على صفحتها في «فيسبوك»، أمس، وجاء فيه: «أود أن أعبر عن جزعي وحزني أمام أعمال لا تفسير لها وقعت هنا. أنا فرنسية، أنا مسلمة، وأنا منكوبة ومصدومة من كل البربرية المنتشرة هنا وهناك باسم الإسلام. وأخشى أن يكون باب قد انفتح للحقد المتبادل. إن الإسلام يحرم الإرهاب ويدعو إلى السلام لا إلى الرعب. وعلينا ألا ننساق وراء اللعبة الشيطانية لتصاعد الكراهية».


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,803,362

عدد الزوار: 6,966,886

المتواجدون الآن: 67