نصرالله: لا حكومة جديدة...ميقاتي يعتبر دعم "حزب الله" عون رسالة اعتراض على زيارته باريس..مجموعات تابعة لوهاب و"القومي" تقاتل إلى جانب نظام الأسد

الحكومة اللبنانية الممنوعة السقوط... عاطلة عن العمل...جنبلاط: ليَنأَ أبادي بنفسه عن أزمة سوريا...هذا ما أبلغَه فيلتمان الى أصدقائه في قوى 14 آذار

تاريخ الإضافة الخميس 9 شباط 2012 - 6:34 ص    عدد الزيارات 1984    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

ميقاتي إلى باريس وقد يلتقي الحريري ... وفيلتمان نقل تعازي بايدن بوفاة لحود
الحكومة اللبنانية الممنوعة السقوط... عاطلة عن العمل
بيروت ـ «الراي»
استبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في بيروت ان تشهد الأزمة الناشئة بين أطراف حكومية منذ الاسبوع الماضي اي حلحلة حسية قبل عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته المرتقبة لباريس في نهاية الاسبوع الجاري من دون ان تذهب في توقعاتها الى تأكيد ما تردد عن تأخير الحل الممكن لهذه الأزمة الى مطلع مارس المقبل.
وقالت هذه المصادر لـ «الراي» ان المشاورات التمهيدية التي اجريت في اليومين الاخيريْن، والتي كان ابرزها في اللقاء الذي جمع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ابرزت استكشافاً للاطار العريض الذي يمكن عبره حفظ ماء الوجه لمختلف القوى المتورطة في هذه الازمة لاسيما منهم ميقاتي وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، من دون ان تتبلور بعد ملامح الصيغة التي سيرسو عليها المخرج الذي من شأنه ان يعيد استئناف عقد جلسات مجلس الوزراء.
واذ توقّعت المصادر ان تنشط هذه المساعي في اتجاه بلورة الصيغة المطلوبة الاسبوع المقبل، لاحظت ان اياً من الاطراف المعنيين بالازمة لا يبدو مستعجلاً الآن على الاقل الغوص في حلول تجريبية بدليل ان بري المعروف بحرصه على دور «الوسيط» المتمتع بقدرة فتح الحوارات مع مختلف القوى الحكومية لا يزال يبدي برودة وعدم حماسة للتورط علناً وبقوة في وساطته قبل انضاج الظروف التي تسمح بنجاحها.
وتعتقد المصادر ان قوى 8 آذار بمن فيهم «حزب الله» والرئيس بري والعماد عون لا تريد اعطاء ميقاتي ورقة «براءة ذمة» عشية زيارة لفرنسا في ضوء الدور الطليعي البارز الذي تتخذه من مناهضة النظام السوري، بل انها ستُبقي ورقة الازمة الحكومية مسلطة عليه الى ان يعود من باريس. وهو امر تحسّب له ميقاتي ، على ما تكشف استعداداته وتصريحاته حول هذه الزيارة. ثم ان تأجيل الحل للازمة يبدو بمثابة فرصة لدرس المخرج الذي سيتبع في استحقاق التمديد للبروتوكول الموقّع بين لبنان والامم المتحدة حول المحكمة الدولية والذي يحل موعده في مطلع مارس.
واذا كانت معظم المؤشرات تدل على ان هذه الازمة قد تشكل مخرجاً غير مباشر لجعل التمديد يمر بقرار من الامين العام للامم المتحدة من دون اثارة ازمة اضافية بين اطراف الحكومة، فان ثمة معطيات اخرى تقول ان قوى 8 آذار وتحديدا «حزب الله» لن تسكت عن تمرير هذا الاستحقاق بهذه الطريقة اسوة بما حصل لدى قرار تمويل المحكمة الذي اتخذه ميقاتي منفرداً.
وتشير هذه المعطيات الى تنامي ازمة الثقة بين ميقاتي و«حزب الله» عقب انفجار الخلاف بين رئيس الحكومة والعماد عون، وقد كان كلام عضو المكتب السياسي في الحزب غالب ابو زينب لدى زيارته عون اول من امس واضحاً في الانحياز الثابت مع حليفه المسيحي خصوصا ان الزيارة جاءت في الذكرى السادسة لعقد مذكرة التفاهم بين عون والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
واذ انتظرت الاوساط السياسية كلمة السيد نصرالله مساء امس لتبين موقفه من الازمة الراهنة، اعربت المصادر نفسها عن اعتقادها ان الحكومة مقبلة على صفحة معقدة للغاية في مواصلة مهماتها، نظرا الى معادلة صعبة باتت تحكم استمرارها. ذلك ان لا مصلحة لاي من اطرافها في انهاء ولايتها واستقالتها او اسقاطها، ولكن لم يعد هناك لدى هذه الاطراف اي قدرة على التقيد بالحد الادنى الممكن من الانسجام والتوافق على الملفات الداخلية المتراكمة. ولعل اقصى ما يمكن توقعه وسط هذه المعادلة انهاء ظاهرة تعليق جلسات مجلس الوزراء وكذلك تعليق الخوض في الملفات الشائكة وتركها من تأجيل الى آخر، تجنباً لانفجار سياسي اكبر ، وهو ما يعني عمليا التوافق على ستاتيكو حكومي يطيل امد الانتظار وملء الفراغ لا اكثر ولا اقل.
ووسط هذا المناخ، يتهيأ ميقاتي لاول زيارة رسمية يقوم بها لباريس منذ تكليفه تشكيل الحكومة قبل عام ونيف. واذا كانت لقاءات رئيس الحكومة مع كبار المسؤولين الفرنسيين محط الأنظار، فان المحطة الباريسية لميقاتي يمكن ان تشهد لقاء قد يخطف الأضواء ويجري الاعداد لترتيباته مع الرئيس سعد الحريري الذي يمضي فترة نقاهة في العاصمة الفرنسية بعد خضوعه لعملية جراحية في ساقه اليسرى.
ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي في اليوم الاول لزيارته الرسمية باريس (يصلها الخميس) رئيس مجلس الشيوخ قبل ان يستقبله عصراً الرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه، ثم يعقد اجتماعاً مع رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون، وآخر مع وزير الخارجية آلان جوبيه، وينهي هذه الجولة بعشاء في «الكي دورسيه». وفي اليوم التالي، أي السبت، يعقد رئيس الوزراء اللبناني مجموعة أخرى من اللقاءات مع عدد من الاقتصاديين الفرنسيين ورجال الأعمال، ومع أركان الجالية اللبنانية في باريس.
وتجدر الاشارة الى ان الوفد الذي سيرافق ميقاتي لن يضم وزراء، وان وزير الخارجية عدنان منصور سيكون مرتبطا بالمشاركة في اجتماعين عربيين، أولهما اجتماع وزراء الخارجية لـ«لجنة مبادرة السلام العربية»، والثاني الاجتماع غير العادي لمجلس وزراء الخارجية العرب علماً ان تقارير كانت تحدثت عن ان ميقاتي تعمّد اختيار فريق استشاري لمرافقته بعد اصرار منصور على حضور اللقاء الذي سيعقده مع ساركوزي.
في موازاة ذلك، استوقفت الدوائر السياسية الزيارة الخاطفة غير الرسمية التي قام بها مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لبيروت حيث قدّم التعزية بوفاة النائب السابق نسيب لحود لعائلته، وهي الزيارة التي تخلّلها عشاء مع قوى 14 آذار.
ولم تحجب مجمل هذه العناوين الانظار عن الملف الامني الذي حضر في اجتماع مجلس الأمن المركزي الذي بحث في التدابير الاحترازية التي رافقت المعلومات التي تحدثت عن احتمال تجدد الاغتيالات والأخطار على العديد من القيادات السياسية والأمنية اضافة الى ملف الحدود من الشمال الى الجنوب.
وجاء هذا الاجتماع وسط استمرار «النقزة» لدى اطراف 14 آذار حيال العملية العسكرية للجيش اللبناني في وادي خالد والتي وُضعت في خانة البحث عن مطلوبين بتهريب أسلحة وتنفيذ توقيفات وذلك في سياق ما وصفه مصدر عسكري بأنه قرار «بدخول كل المناطق التي يمكن ان تحدث فيها أعمال تشكل تهديداً للامن القومي».
وقد سأل النائب خالد ضاهر (من كتلة الرئيس الحريري) «لماذا لا يتحرك الجيش اللبناني الا بعد كلام للسفير السوري؟».
واذ اكد ان «لا مانع لدينا بأن ينتشر الجيش اللبناني في مناطقنا وعلى ابواب منازلنا وليس لدينا مربعات امنية»، كشف أن «المواطن السوري غياث الجمّال خطف ليل الاحد من مكان داخل لبنان من «شبيحة» لبنانيين وتم تسليمه الى المخابرات السورية داخل الاراضي السورية، في منطقة تل حميرة قرب العبودية».
على ان الأبرز في سياق الاعتراض على عملية الجيش اللبناني في عكار كان رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي انتقد «الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية»، وقال: «كان حرياً ببعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض «الشبيحة» من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سورية للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير».
هزيم: لم أتحسس ما يدل على أن المسيحيين غير مرغوب بهم في سورية
القمة الروحية الإسلامية - المسيحية: لعقد الخناصر من أجل سلام لبنان واستقراره
بيروت ـ «الراي»: دعت القمة الروحية الاسلامية ـ المسيحية التي عُقدت امس في بيروت الى «عقد الخناصر من اجل سلام لبنان واستقراره، والى وحدة الموقف والخطاب الوطني في وقت يمر فيه بلدنا والمنطقة العربية في ظروف صعبة ومعقدة».
وكانت القمة التأمت في مطرانية بيروت المارونية بمناسبة وجود البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في جولته الراعوية في العاصمة اللبنانية. وحضرها رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية كافة ما عدا مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني الذي كلّف امين دار الفتوى الشيخ امين الكردي تمثيله فيها بعدما منعه اطباؤه من ركوب السيارة بسبب الجراحة التي خضع لها.
واشار المجتمعون الى ان «اللقاء الروحي كان لقاء محبة وتواصل وصورة عن لبنان الذي نريد، ليكون نموذجا للقاء الأديان في المنطقة».
ومن خارج القمة زار بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اولم على شرفه.
وبعد اللقاء قال هزيم رداً على سؤل عن رؤيته للاوضاع في المنطقة: «لا أستطيع أن أكون في كل مكان، وقلت لدولة الرئيس انه خلال وجودي في دمشق لم أتحسس أي ظاهرة تدل على ان المسيحيين هناك غير مرغوب فيهم أو غير محترمين أو غير مشاركين في الحياة الوطنية، وكنت أجيب من كان يسألني إذا كنا خائفين ام لا بالقول: لا يمكننا ان نخاف الا من المجهول، ولا تقولوا لنا ان هناك شيئا ما يحصل عندنا، فنحن ننظر فنرى ونشعر، وباستثناء ذلك ما من شيء أبداً، وأعود وأكرر ان كنائسنا ومدارسنا مفتوحة وكذلك علاقاتنا، ونفتخر بأن ما من غريب في الوطن، لا في الدين ولا في غيره. نحن نعيش مع بعضنا ونتذكر آباءنا واجدادنا المسلمين الموجودين منذ الفي سنة، وكان المسيحيون يعيشون معهم، وهؤلاء المسيحيون موجودون في دمشق وسورية، ونحن نفتخر بذلك ونطلب منكم أن تصلوا لربنا ولنا كي تحل الأزمة القائمة»..
 
ميقاتي يعتبر دعم "حزب الله" عون رسالة اعتراض على زيارته باريس
بيروت, باريس -"السياسة" وا ف ب:
"الأزمة الحكومية مرشحة للاستمرار أطول مما قد يعتقده البعض", وفقاً لأوساط حكومية بارزة, أكدت لـ"السياسة", أمس, أن المعطيات المتوافرة لديها لا تجعلها متفائلة بتجاوز المأزق في وقت قريب والعودة إلى جلسات مجلس الوزراء.
وأكدت الأوساط أن كل شيء سيبقى على ما هو عليه إلى حين عودة الرئيس نجيب ميقاتي من زيارته إلى فرنسا التي تبدأ بعد غد الجمعة, كما عكست صورة متشائمة للمستقبل الحكومي, في ضوء المعلومات المتوافرة عن نية النائب ميشال عون تصعيد موقفه بعدما حصل على جرعة دعم قوية من جانب حليفه "حزب الله" الذي أكد استعداده لإنزال جماهيره إلى الشارع لمساندة عون إذا ما قرر التظاهر إلى السراي الحكومي, وهي رسالة قرأها ميقاتي بكثير من السلبية وكرد فعل معارض من جانب "حزب الله" وقوى "8 آذار" لزيارته إلى باريس في هذه الظروف الدقيقة التي تواجهها سورية, حيث يقود الرئيس نيكولا ساركوزي الجهود الدولية لتضييق الخناق على النظام السوري.
وفيما أشارت المعلومات إلى إمكانية دخول بكركي على خط الوساطة بين الرئيس ميشال سليمان والنائب عون, قال وزير السياحة فادي عبود ل¯"السياسة", "إن الأمور ذاهبة باتجاه الحلحلة وإن اتفاقاً ما سيبرز إلى العلن في الأيام القليلة المقبلة, فلا اعتكاف للرئيس ميقاتي ولا استقالة للحكومة في الوقت الحاضر". واضاف إن "الأجواء إيجابية والاتصالات لم تنقطع نهائياً بين السراي الحكومي والرابية (مقر عون), متوقعاً عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع بعد عودة ميقاتي من باريس.
وفي باريس, أكد المتحدث وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو, أمس, أنه "سيجري التطرق إلى الشأن السوري" خلال لقاء ميقاتي مع المسؤولين الفرنسيين, مضيفاً "سنجدد لرئيس الوزراء اللبناني حرصنا على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته, واستنكارنا الشديد لعمليات التوغل التي ينفذها الجيش السوري في الاراضي اللبنانية".
 
الجيش السوري يلغم الحدود مع لبنان  
مجموعات تابعة لوهاب و"القومي" تقاتل إلى جانب نظام الأسد
"السياسة" - خاص: بيروت - وكالات: علمت "السياسة" من مصادر خاصة أن الوزير السابق وئام وهاب تلقى في الآونة الأخيرة مبالغ مالية كبيرة من النظام السوري بهدف تقوية نفوذه على الساحة الدرزية, وأن الزيارات التي قام بها على عدد من المرجعيات الروحية الدرزية الموالية للنظام السوري وتم نقلها بشكلٍ مباشر بواسطة الإعلام المرئي والمسموع, هي جزء من هذا الدعم الذي تلقاه في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى توزيع المال والسلاح على المواطنين في جبل العرب (المعروف بجبل الدروز في سورية).
وأفادت المصادر أن وهاب يقوم منذ فترة بزيارات ويجري اتصالات مع فعاليات القرى الدرزية في جبل العرب لحضهم على الوقوف إلى جانب النظام الذي "لن ينهزم", على حد تعبيره, وسيقمع انتفاضة الشعب السوري في القريب العاجل. وبالإشارة إلى ما ذكره النائب وليد جنبلاط, اول من امس, عن مشاركة ما أسماهم ب¯"شبيحة الجبل" في القتال إلى جانب النظام السوري, كشفت المصادر أن وهاب وبالتنسيق مع "الحزب السوري القومي الاجتماعي" بعثا مجموعة من الشبان التابعين لهما للوقوف إلى جانب النظام في القمع, والمشاركة في التظاهرات المؤيدة له في قرى وبلدات الجبل.
في سياق متصل, تقوم وحدات من الجيش السوري منذ ثلاثة أيام بزرع الغام على الحدود مع منطقة وادي خالد الحدودية في شمال لبنان.
وقال مسؤول في بلدة حنيدر بوادي خالد, أمس, ان "وحدات من الجيش السوري تقوم منذ ثلاثة ايام بزرع الغام خلف الساتر الترابي الفاصل بين بلدتي حنيدر اللبنانية والبويت" في الاراضي السورية, مضيفاً ان "ثلاث جرافات تابعة للجيش السوري عملت أيضاً على اغلاق كافة الفجوات الموجودة في الساتر الترابي".
من جهته, أشار احد العاملين في مجال اغاثة النازحين السوريين في لبنان, رافضا الكشف عن هويته, الى ان العائلات السورية باتت تتجنب دخول الاراضي اللبنانية من جهة وادي خالد "نتيجة زرع الألغام والتوتر الامني وانتشار الجيش السوري في المنطقة".
وقال منسق برنامج الامم المتحدة لشؤون اللاجئين آلان غفري ان عدد النازحين السوريين ارتفع قليلاً خلال الاسبوعين الماضيين, حيث بلغ عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين تقريباً 6400 نزحوا منذ بدء الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي.
من جهة أخرى, اصدر قاضي التحقيق العسكري في لبنان, أمس, مذكرتي توقيف في حق لبنانيين اثنين بتهمة تهريب السلاح الى سورية.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان "قاضي التحقيق العسكري عماد الزين استجوب الموقوفين اللبنانيين وائل ف. وبهاء ف,. واصدر مذكرتين وجاهيتين بتوقيفهما في جرم الاتجار بالاسلحة والذخائر ونقلها الى سورية عبر عرسال" في البقاع شرق لبنان.
           
البابا يزور لبنان في سبتمبر
جريدة السياسة...الفاتيكان - ا ف ب: أعلن المونسنيور فؤاد طوال بطريرك اللاتين في القدس, أن البابا بنديكتوس السادس عشر سيزور لبنان في سبتمبر المقبل, لتسليم الاساقفة "الارشاد الرسولي".
وذكرت وكالة "سير" الكاثوليكية الايطالية للأنباء ان البطريرك طوال قال من كنيسة في القدس "يتوقع ان يسلم البابا بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر في لبنان, الارشاد الرسولي لمجمع الشرق الاوسط الذي عقد في اكتوبر 2010". ويتضمن الارشاد الرسولي الاستنتاجات والتوصيات التي وضعت خلال السينودس, الى كل الكنائس المحلية في المنطقة. ومنذ انعقاد هذا السينودس, أصبح وضع مسيحيي الشرق الاوسط اكثر حساسية, اذ يشعر كثيرون بأنهم مرغمون على الهجرة بسبب تهديدات الحركات الاسلامية المعادية للمسيحيين وايضا بسبب الصعوبات الاقتصادية. وهذه الزيارة في حال تأكدت ستكون الاولى للبابا بنديكتوس السادس عشر للبنان والثانية في لمنطقة بعد رحلة تاريخية الى الاردن واسرائيل والاراضي المحتلة في مايو 2009.
 
الإشتباك الحكومي مستمرّ... وتعويل على برّي
جريدة الجمهورية... علي الحسيني
إعتكاف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أو استقالته أمرٌ لم يقرّره الرجل بعد، أقلّه حتى الساعة، على الرغم من أنّ كلّ الاحتمالات تبقى واردة في حساباته الشخصيّة، خصوصاً بعد «إنتصاره» على الفريق الذي كان رأس الحربة في تولّيه سدّة رئاسة الحكومة، وذلك من خلال معركة تمويل المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، وبعدما أيقن أن لا شيء عاد يجمعه بهذا الفريق.الأربعاء
وقع الخلاف بين المجموعة الواحدة، وما صار يجمعهم أصبح أقلّ بكثير ممّا يفرّقهم، وفي حال أعلن ميقاتي استقالته أو اعتكافه، فإنّ الأمر لن يشكّل صدمة للدول الغربية والعربية بعدما أيقنت حجم المعاناة والصعوبات التي واجهها مع فريق همّه الأساس والوحيد تحقيق مكاسب إضافية مادّية وانتخابية تمكّنه من تحسين صورته أمام جمهوره فقط.
أوساط متتبّعة لعمل الحكومة أكّدت أنّ "قوى 8 آذار وحليفها التيّار الوطني الحر يعتبرون أنّ تلميح ميقاتي الى الاعتكاف ما هو إلّا مناورة هدفها إرضاء بعض الدول التي لم تزل حتى الساعة تحسبه على الموالاة الحاليّة، على الرغم من كلّ مواقفه التي تمايز بها عنها، ولإرضاء الشارع السنّي المؤيّد بغالبيته للرئيس سعد الحريري وخصوصا الشارع الطرابلسي الذي ما عاد يرى في رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون سوى الرجل الإنتهازي المستعدّ لفعل كلّ شئ في سبيل تحقيق مكاسب مادّية".
وأكّدت هذه الاوساط "أنّ الفريق الاكثري داخل الحكومة بدا منزعجاً من أداء ميقاتي في الفترة الاخيرة، ولم يتوانَ عن الجهر بسلسلة قضايا كان تجاهلها في السابق، ومنها عدم إقالة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، ولا حتى رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن، إضافة الى عدم فتح ملفّ الشهود الزور الذي بسببه تمّ تطيير الحكومة السابقة". وكشفت "أنّ العمل على إعادة نوع من اللحمة الى داخل هذا الفريق بدأ قبل أيّام باتّصال بين ميقاتي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، حيث تمنّى عليه عدم اتّخاذ أيّ خطوة من شأنها تأزيم الوضع بدرجة أكبر".
وجزمت الأوساط نفسها أنّ "في حال قرّر ميقاتي القيام بأيّ خطوة فستكون مفاجئة لقوى 14 آذار قبل الفريق الأكثري، لأنّها مقتنعة بأنّه غير قادر على اتّخاذ خطوة كهذه من دون موافقة حزب الله وسوريا"، مضيفة: "لكن يبدو أنّ حسابات ميقاتي لن تتطابق مع حسابات حزب الله ودمشق، فالرجل لا يريد أن يُسجَّل في عهده أي سطوة على المال العام والخاص، أو أنّه عرَّض البلد لعقوبات يفرضها المجتمع الدولي إذا لم يذهب في التعامل مع المحكمة الدولية الى النهاية، من دون تعريض أعماله في الخارج لأيّ مغامرة".
وأوضحت الاوساط المتتبّعة للوضع الحكومي أنّ مطلب "ميقاتي القاضي بنأي لبنان عن الاحداث التي تحصل في سوريا لا يعني الوقوف في وجه الشرعيّة الدولية، ولا حتى تغريد لبنان خارج سرب الإجماع العربي من خلال الاعتراض على قرارات الجامعة العربيّة"، مشدّدة على أنّ تلويح ميقاتي بالاعتكاف، سبقه موقف مُبطّن لقوى 8 آذار بنشر فوضى سياسيّة وأمنية تتماهى مع ما يجري في سوريا، وهو ما فسّره بعض القوى تلويحاً بحركة عسكريّة على الأرض للضغط مجدّداً على بعض القوى ومنها "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لكي لا يسير في ركب الأقلّية الحاليّة". واعتبرت "أنّ انفراط عقد الحكومة سيحمِّل ميقاتي عبئاً كبيراً، كون حكومة لبنان هي الوحيدة بين حكومات العالم العربي التي لا تزال تؤيّد النظام السوري، وبالتالي فإنّ رحيلها يعني خسران هذا النظام أهم سند في هذه المعمعة التي يعيشها، والتي ستضعه على مفترق طرق خطير".
وأكّدت "أنّ الاشتباك السياسي الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة كان سببه التعيينات، الأمر الذي سيبقى مخيّماً على البلاد في ظلّ استمرار التراشق السياسيّ بين ميقاتي الذي يلقى دعم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وجنبلاط من جهة، وبين وزراء التيّار الوطني الحر الحاظين بدعم وزراء حزب الله من جهة أُخرى". وتنتهي هذه الأوساط إلى القول "إنّ جميع الأطراف المشاركة في الحكومة تعوّل راهناً على حكمة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الذي عبّر أمام زوّاره عن انزعاجه من الاوضاع التي آلت اليها الخلافات داخل الحكومة، لكنّه في الوقت نفسه لم يرَ حتى الآن ما يقنعه بالتدخّل، على الرغم من كلّ التبريرات والدفوع التي عبّر له عنها ميقاتي في لقائهما أمس الأوّل..
 
هذا ما أبلغَه فيلتمان الى أصدقائه في قوى 14 آذار في «العشاء السرّي»
جريدة الجمهورية..
توزّعت الاهتمامات السياسية، أمس، على محورين: داخلي، في ضوء فشل المساعي الجارية بخفر حتى الآن لإنهاء الأزمة الحكومية، وتصعيد «التيار الوطني الحر» ضد بعبدا والسراي، والذي قابَله تأكيد «حزب الله» أن لا حكومة جديدة في لبنان، وان الوقت ليس وقت إسقاط حكومات. وخارجي لرَصد نتائج زيارة موفد الرئيس الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف الى دمشق، وما نقله عن الرئيس السوري بشار الاسد من أنه سيلتزم وقف العنف «أيّا يَكُن مصدره»، في حين شَكّكت واشنطن بتعهدات الاسد لوزير الخارجية الروسي، ودعَت دمشق الى وضع حَدّ فوري للعنف .. وتأكيداً لِما نشرته "الجمهورية"، أمس، عُلم ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان التقى مساء أمس الاول نحو ثمانية من أصدقائه في قوى 14 آذار الى مائدة عشاء في السفارة الاميركية، بغياب أيّ ممثل عن حزبي الكتائب والقوات اللبنانية.
وعلى رغم حرص المعنيين الشديد على إبقاء هذا "العشاء السري" بعيدا من الاضواء، لعدم إعطاء زيارة فيلتمان أيّ طابع رسمي وإبقائها محصورة بواجب العزاء بالنائب السابق نسيب لحود في بعبدات، علمت "الجمهورية" ان فيلتمان ابلغ الى أصدقائه أن لا فائدة من شَن حملة حاليّاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شخصياً، لأن لبنان تخطّى معركة السيادة والاستقلال، ويجب ان يكون عنوان المرحلة الحالية هو الأمن والاستقرار، في انتظار جلاء الصورة في سوريا. وأبدى فيلتمان امام الحاضرين اطمئنانه الى مَسار عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في ضوء الضمانات التي اعطاها ميقاتي الى الادارة الاميركية حيال هذا الموضوع. واكد ان الادارة الاميركية لا تخطّط راهناً لزيارة يقوم بها ميقاتي الى واشنطن، على غرار زيارته الى باريس.
ميقاتي الى فرنسا
في غضون ذلك، يستعد ميقاتي للسفر الى باريس غدا بعد قداس عيد مار مارون، في زيارة تستمر الى السبت المقبل، بدعوة من نظيره الفرنسي فرنسوا فيون، يجري خلالها لقاءات تتركز حول الشأن السوري، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. وسيلتقي بعد ظهر الجمعة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه، ثم يلتقي فيون، فوزير الخارجية آلان جوبيه.
المأزق الحكومي... مَكانك رَاوح
داخليّاً، يراوح المأزق الحكومي مكانه، في ضوء استمرار تمسّك كل من ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بمواقفهما، ولم يسجل أي جديد بارز على خط الوساطات، ما يعني أن لا حلحلة قريبة، خصوصا انّ مواقف عون بعد اجتماع تكتله دَلّت الى صعوبة نجاح أي مسعى، أقلّه قبل عودة ميقاتي من باريس.
وفي هذا المجال، نقل زوّار رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ" الجمهورية" أمس، قوله إنه لا يزال على موقفه من الازمة الحكومية، لأنه لم يتكوّن لديه اي معطى جديد يقنعه بالتدخّل لحل هذه الازمة.
موقف عون
فقد اعتبر عون "ان التواطؤ بين رئيسي الجمهورية والحكومة يعطّل السلطة، وهما لا يريدان أن نَصِل الى المراكز الاولى". وقال إن "رئيس الجمهورية يترأس جلسة الحكومة، لكن لا صوت له، وأرَدناه ان يكون فوق كل الطوائف وأن يلعب دور الحَكَم في جلسة الحكومة، لكنه يريد أن يكون طرفاً، وهو أوقف تأليف الحكومة لكي يكون له 3 وزراء وجَلبهم من خط سياسي معين، وبات جزءا من الثلث المعطل". وأشار عون إلى أن "التعيينات هي عمل سلطة، والسلطة الإجرائية هي مجلس الوزراء، فالسلطة التي تعيّن هي الوزير الذي يقترح، فلا يمكن رئيس الجمهورية أن يقترح"، ولفت إلى أن "هناك حدا أدنى للأقدمية، ورئيس الجمهورية لم يكن الأقدم عندما تمّ تعيينه قائداً للجيش، وقائد الشرطة القضائية الحالي أيضا. فالأقدمية شرط أساسي، وبعدها نتحدث عن الكفاية والطائفة". واعتبر "ان رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية مُعتديان علينا في التعيينات". وقال: "نريد أن نعرف من يمارس السلطة الاجرائية، فرئيس الحكومة تجاوز صلاحياته ويريد فرض رأيه وهو تجاوز الدستور أيضا، وعليه أن يدعو الى جلسات الحكومة دوريّاً وفق ما ينصّ عليه الدستور في المادة 65"، سائلاً "بموجب أيّ شيء أوقف الجلسات؟" لافتاً إلى "أنهم اختاروا رئيس الجمهورية لأن ليس لديه تمثيل شعبي. ولكي يكون الرئيس قويّاً يجب ان يمثّل الناس". مشيراً إلى أن "رئيس الجمهورية لم يقم بأي مبادرات تجاهي، بل أنا من "سَايرته" منذ العام 2008 وحتى اليوم... لن نقبل بأي وساطة، إمّا لدينا الصلاحية للتعيينات أو ليست لدينا، وهذا الأمر يجب ان يُحسم".
نصرالله: لا حكومة جديدة
ووسط هذا المشهد، أكّد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله حرص الحزب، في خطاب له مساء أمس، على "استمرار الحكومة، وليس مطلوبا وساطة فمعالجة الأزمة مسؤولية الجميع"، واكد ان "لا حكومة جديدة وهذه الحكومة ستستمر، علماً أنها ليست حكومة حزب الله". ورأى ان "هذه الحكومة، بمعزل عن توصيفها، هي حتى الآن أساس استقرار البلد، ويجب أن نجهد لتنجز شيئا"، معتبرا ان "الوقت الآن ليس وقت إسقاط حكومات، ولا وقت توتير سياسي في لبنان. وعلينا بتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا، ان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة". ونفى ان يكون هناك إملاءات ايرانية على الحزب، قائلاً: "نتلقى الدعم من ايران منذ العام 82، ولكنها لا تُملي علينا شيئاً، ولم تطلب منا شيئاً". واتهم نصر الله البعض بأنه "يعمل لإيقاع حرب اهلية في سوريا"، واعتبر "ان الحريص على سوريا يذهب الى حوار ومن دون شروط" .ووعد نصرالله بحديث عن التطوّرات الجارية بعد ظهر الخميس المقبل، في ذكرى "شهداء المقاومة الاسلامية".
مصادر ميقاتي
ورفضت مصادر ميقاتي الرد على مواقف عون، وقالت لـ "الجمهورية": "قرارنا واضح ونهائي، لن ندخل في اي سجالات من هذا النوع على الإطلاق، وهناك عمل أهمّ نقوم به. والوقت للعمل وليس للحَكي، فلكلّ من اللبنانيين رأيه وموقفه، وليَقل ما يريد". وأضافت: "نعتقد ان اولويات الناس هي غير ما يدور حوله النقاش". وعن اللقاء الذي انعقد عصر امس بين سليمان وميقاتي، قالت المصادر: "كان اللقاء تشاورياً، وتناول مختلف الملفات المفتوحة على شتى الاحتمالات، بالإضافة الى زيارة ميقاتي لـ باريس".
نحاس لـ "الجمهورية"
بدوره، قال وزير الاقتصاد نقولا نحاس لـ "الجمهورية"، تعليقا على موقف عون من رئيسي الجمهورية والحكومة: "ما سمعته لا يعدو كونه من ردّات الفعل والانفعال، وبالنتيجة علينا ان نتحمّل كل شيء، هذا هو عون منذ العام 1989 الى اليوم، ولم يتغير". وشَدّد على وجوب "السعِي الى اسلوب جديد يضمن الإنتاجية في عمل مجلس الوزراء". وقال: "ما يطرحه عون وجهة نظر فريق. ولكلّ فريق وجهة نظره، والموضوع يقف عند قدرته على تغيير الوضع. كلٌ يعبّر على طريقته، وهو له طريقته التي يعبّر فيها عن رأيه، وإذا تمّت بصَوت عال، فهذا لا يعني أنه على حق".
وهل هناك مساع لمعالجة الوضع قبل ان يغادر ميقاتي الى باريس؟ أجاب نحاس: "لنذهب الى باريس أوّلا، وليس هناك ما هو على النار او ما يشكل مخرجا او حلولا للوضع القائم قبل هذه الزيارة. على كل حال، نحن نحتكم الى الدستور، وأي تغيير مطلوب لن يكون خارج الدستور. وأسأل هل هناك في الدستور ما يقول بالاستشارات المُلزمة مع الأفرقاء السياسيين قبل اقتراح أي تعيين على مجلس الوزراء؟ على حدّ عِلمنا، الدستور لا يقول باستشارات ملزمة، والعملية التي يطالبون بها ليست واجبا دستوريا، وإنما تُطرح في مجلس الوزراء، وهناك فقط يكون الحل". وعن الحديث عن إنجازات لافتة في باريس؟ قال: "لا اعتقد ان زيارة لساعات قليلة يمكن ان تشهد مثل هذه الأمور الكبيرة. انما الملفات مفتوحة والعلاقات متواصلة، وما يمكن الاتفاق عليه يحتاج الى المتابعة، وهذا ما سيحصل".
برّي يدافع عن الجيش
من جهة ثانية، استغرب بري امام زوّاره أمس "الحملة التي يشنّها البعض على الجيش اللبناني"، معتبرا "ان المهمات التي يقوم بها هذا الجيش في المناطق الواقعة على الحدود اللبنانيةـالسورية تندرج في إطار تنفيذ سياسة الحكومة القائمة على النأي بالنفس عن الاحداث التي تشهدها الساحة السورية". وقال: "ان الجيش لا يقف الى جانب طرف ضد آخر، وإنما هو على مسافة واحدة من الجميع".
الأمن المركزي
والى ذلك، حضرت أمس الملفات الأمنية على طاولة مجلس الأمن المركزي في وزارة الداخلية، في حضور قادة الأجهزة الأمنية وممثليها. وقالت مصادر اطلعت على المناقشات التي شهدها الاجتماع لـ "الجمهورية" إنّ الأجهزة الأمنية عرضت لمختلف القرارات المتخذة، خصوصا تلك التي وزعت الأدوار والمسؤوليات على الأجهزة الأمنية، وتم الاتفاق على مزيد من التنسيق في كل شاردة وواردة لتتكامل الجهود، وخصوصا في الملفات الشائكة.
وحول مصير الشكوى المرفوعة حول وجود الإيرانيين المخطوفين في لبنان. قال وزير الداخلية مروان شربل لـ"الجمهورية": لقد أجمعت المراجع الأمنية كافة على عدم وجودهم على الأراضي اللبنانية، وان الشكوى لم تكن حاسمة. واعتقد جازماً ان خاطفيهم لن يسعوا الى نقلهم الى لبنان، فهم يريدونهم ان يبقوا تحت أنظارهم، ولا اعتقد ان لهم موطىء قدم في لبنان، وليس هناك من يقدّم لهم مثل هذه الضمانات". وعن المخطوفين الإيرانيين الذين تم تسليمهم في تركيا، قال: "اعتقد ان هؤلاء الذين ظهروا في تركيا دفعة من دفعات عدة من المخطوفين الإيرانيين".
الازمة السورية
وفي الشق المتصل بالأزمة السورية، تلقّى النظام السوري جرعة دعم روسية جديدة بعد الفيتو الروسي ـ الصيني المزدوج الأخير في مجلس الأمن، تمثلت بزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى دمشق. وقد تزامنت هذه الجرعة مع خطوات ديبلوماسية عدة، تمثلت بقرار عدد من الدول سَحب سفرائها من دمشق، وطرد دول مجلس التعاون الخليجي السفراء السوريين عن أراضيها. فيما أطلق "المجلس الوطني السوري" المعارض و"الجيش السوري الحر" نداء مشتركاً الى رجال الاعمال السوريين والعرب، حَضّ فيه على المساهمة في تمويل عمليات "الدفاع عن النفس" و"حماية المناطق المدنية". في حين اعلنت تركيا انها تعدّ مع الدول المعارضة للنظام السوري مبادرة جديدة، بعد فشل مجلس الامن الدولي في شأن سوريا. واكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان "أن المسؤولين عن أحداث حمص سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً". وتوجّه الى الأسد قائلا: "الطريق الذي تسلكه مسدود".
لافروف
وقد وصف لافروف، الذي استقبلته حشود شعبية كبيرة مؤيدة للأسد، لقاءه بالرئيس السوري بأنه "مفيد". وقال في بداية اللقاء معه: "على قادة الدول ان يتحملوا مسؤولياتهم، وانتم تتحملون مسؤوليتكم". واوضح ان الاسد أكد له "التزامه الكامل وَقف العنف". واضاف: "لقد أبدينا استعدادنا للعمل على حل سريع للأزمة، مَبني على خطة جامعة الدول العربية، وأبدت سوريا استعدادها لتوسيع مهمّة المراقبين العرب".
وقال لافروف: "نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية للوصول إلى حل وتسوية للأزمة السورية، وأن الجانب الروسي ينوي مواصلة هذا العمل مع القيادة السورية". وأضاف "أن سوريا تحتاج إلى السلام، ويجب التوَصّل إلى اتفاق بعيدا عن أيّ تدخل خارجي. وأكدنا استعدادنا للمساعدة في الخروج من الأزمة، وهذا ما ورد في مبادرة الجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني الماضي... وعلى كل الذين يرفضون الحوار أن ينضَمّوا إليه".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها مساء امس، أن الأسد أبدى استعداده لإرسال وفد حكومي الى موسكو لإجراء محادثات مع المعارضة السورية هناك. وأكدت أن "الأسد أبدى تفهماً ودعماً للتوجهات الروسية، مؤكداً استعداده لإرسال وفد حكومي لاجتماع مشترك بين السوريين في موسكو".
وذكر البيان "أن الوضع في سوريا كان محط نقاش بين الأسد ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومدير جهاز الاستخبارات الروسي ميخائيل فرادكوف، في دمشق اليوم (أمس)، وجَدّدت موسكو تأكيد سياستها تجاه تسهيل تسوية سلمية للأزمة الراهنة في سوريا يتوَصّل اليها السوريون أنفسهم ومن دون تدخل خارجي، وباحترام كامل للسيادة السورية". كما اشار البيان الى أنه "جرى التشديد على أهمية التواصل البنّاء بين سوريا وجامعة الدول العربية على هذا الأساس".
وأكدت الحارجية الروسية إن المشاركين في اجتماع دمشق "شَدّدوا على أهمية وقف العنف فوراً، من أي جانب كان، والبَدء بحوار وطني شامل، وإجراء إصلاحات ديموقراطية عاجلة في أقرب وقت ممكن".
باريس تتوجّس من سقوط لبنان «ضحيّة جانبيّة» للنزاع على سوريا
جريدة الجمهورية..  باريس جورج ساسين
يبدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غداً زيارته الرسميّة الأولى إلى باريس، حاملاً معه همومه الداخليّة وحرصه على النأي بنفسه عن الأزمة السوريّة، فيما تدعوه باريس إلى الاهتمام باللاجئين السوريّين إلى لبنان وتمديد العمل ببرتوكول التعاون مع الأمم المتّحدة حول المحكمة الخاصة بلبنان. إلّا أنّ الخوف في بعض الدوائر الفرنسية من أن يسقط لبنان «ضحيّة جانبيّة» للنزاع على سوريا.
 إذا غضضنا الطرف عن غياب رئيس الجمعيّة الوطنية برنار أكواييه من برنامج الزيارة الرسميّة الأولى لميقاتي الى باريس، فيمكننا القول بأنّها من الطراز الأوّل، إذ سيلتقي بجميع أركان الدولة الفرنسية على رغم من انشغالاتهم في المساهمة الفاعلة في حملة الانتخابات الرئاسية التي بدأت تستقطب اهتمام الطبقة السياسية والرأي العام.
في كلّ الحالات، مكانة لبنان لدى المسؤولين الفرنسيّين تبقى ثابتة، على الرغم من التحوّلات اللبنانيّة التي أتت بميقاتي إلى رئاسة الحكومة. ومع ذلك، كان لا بدّ من الحفاظ على التقليد المتّبع منذ سنوات لاستقبال رئيس الحكومة اللبنانية في أواسط شهر شباط لإجراء جولة أفق على عدد من القضايا والمشاريع الثنائية المرتبطة بطريقة معيّنة بـمتطلّبات "مؤتمرات باريس"، إلّا أنّها تأتي هذه السنة وسط استحقاقات لبنانية داخليّة عدة وإقليمية مرتبطة خصوصاً بالأزمة السوريّة وتداعياتها، لا سيّما أنّ باريس تلعب دور "رأس حربة" لحشد التأييد للمعارضة السوريّة في كلّ المحافل بغية إزاحة نظام الرئيس بشّار الأسد.
 ويلاحَظ أنّ وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والأوروبّية ألان جوبيه، الذي تسلّم مهمّاته منذ سنة، لم يزُر بيروت، وهو أمر يتنافى مع التقليد المتَّبع منذ سنوات، مع العلم أنّه زار عدداً من العواصم العربية والإقليمية.
وفي المقابل، لم تكن حركة الوزراء اللبنانيّين والمسؤولين الكبار قويّة، بل كانت شبه معدومة إذا استثنينا، أوّلاً، مشاركة ميقاتي في
"قمّة دعم الشعب الليبي" التي عقدت في قصر الإليزيه في 19 آذار2011. ولعلّ كلّ ذلك، يمكن قراءته سياسيّاً والاستنتاج بأنّ "البرودة" هي التي تَسِم علاقات باريس ببيروت منذ قيام حكومة ميقاتي، هذا إذا استثنينا، ثانياً، مرحلة التعاون الديبلوماسي في مجلس الأمن لإقرار مشروعي مجلس الأمن حول ليبيا العام المنصرم.
أمّا سوريا فموضوع آخر، إذ جاء التوقيت السياسي لزيارة ميقاتي لباريس هذه المرّة على خلفية القلق المتصاعد الناجم من تداعيات الاضطرابات في سوريا على الوضع اللبناني، ونوعيّة التعاطي مع موضوع أساسي ألا وهو تجديد التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان. في حين أنّ رئيس الوزراء ينأى بنفسه في الأمر الأوّل، ويبدو منفتحاً في الأمر الثاني.
وعليه، فإنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فييون ورئيس مجلس الشيوخ جان بيار بيل ووزير الخارجية ألان جوبيه سيتداولون مع رئيس وزراء لبنان في "العلاقة الفرنسية ـ اللبنانية وفي المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، على حدّ ما قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والأوروبّية برنار فاليرو، مضيفاً أنّه "خلال هذه الاجتماعات سيتمّ التطرّق إلى مسائل قوات "اليونيفيل" وأمن وحدتنا هناك، وستذكّر السلطات الفرنسية بتمسّكها بمواصلة عمل المحكمة الخاصة بلبنان وأهمّية التعاون مع لبنان والمحكمة، بغية وضع حدّ للإفلات من العقاب".
وأشار فاليرو إلى "أنّه سيتمّ التطرّق إلى الملفّ السوري. وسنذكّر أيضاً رئيس مجلس الوزراء اللبناني بتمسّكنا بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبإدانتنا الحازمة لتوغّل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية. وأخيراً، ستذكّر السلطات الفرنسية بالأهمية التي تعلّقها على حماية اللاجئين السوريّين في لبنان".
هذه الأبعاد الثلاثة لزيارة ميقاتي تشي بالخوف المتنامي من "الثأر من المصالح الفرنسيّة في لبنان على خلفية الحرب الدائرة مع النظام السوري، وما يمكن أن يطاول أيضاً القبّعات الزرق الفرنسيّة من جهة، والتوجّس من احتمال سقوط لبنان ضحيّة جانبية للصراع على سوريا من جهة ثانية"، على حدّ ما قال أحد المُطّلعين على هذا الملفّ. أمّا عدم التمديد للبروتوكول الخاص بالمحكمة الخاصة بلبنان بين الحكومة والأمم المتّحدة، فيبدو أنّ باريس تلقّت تطمينات رسمية لبنانيّة في هذا الخصوص. وعليه فإنّ باريس "تقدّر وضع لبنان الدقيق والهَشّ"، ومن المستبعد أن تحمّله أكثر ممّا يتحمّل.
جنبلاط: ليَنأَ أبادي  بنفسه عن أزمة سوريا
جريدة الجمهورية...
 بعد انتقاده، أمس، موقفي روسيا والصين في مجلس الأمن، صَوّب رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط سهامه في اتجاه السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي، قائلا: "حبّذا لو يزور بابا عمرو والخالدية ومدن سوريّة أخرى، وهو معروف عنه الدقّة في البحث عن المعلومات، فيرى بأم العين المجازر التي حصلت. وحبذا لو ينأى السفير الإيراني بنفسه عن التصريح حول الأزمة السورية، لعله بذلك يخفّف وَطأة معاناة الشعب السوري".وشدد جنبلاط في تصريح أمس على أن "الربيع العربي هو حركة ذاتية داخلية انطلقت من وَعي الشعوب العربية ورغبتها في التخلّص من الديكتاتورية والطغيان والظلم"، مؤكدا أنّ "هذه الثورات العربية، لا تحتاج إلى دروس من أحد".

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,885,580

عدد الزوار: 6,970,337

المتواجدون الآن: 106