علاقة جنبلاط مع «حزب الله» عادت إلى الصفر...المطارنة: لتنفيذ مقررات الحوار في موضوع السلاح

جعجع لـ «الراي»: اتفقتُ مع الحريري على ما بعد الأسد والحوار الجدي حول سلاح «حزب الله» لن يبدأ قبل سقوطه

تاريخ الإضافة الجمعة 6 كانون الثاني 2012 - 6:15 ص    عدد الزيارات 2530    القسم محلية

        


 

         
مقابلة / «الأخوة في السعودية قلبهم يقطر دماً للضحايا التي تسقط كل يوم في سورية»
جعجع لـ «الراي»: اتفقتُ مع الحريري على ما بعد الأسد والحوار الجدي حول سلاح «حزب الله» لن يبدأ قبل سقوطه
بيروت - من وسام أبو حرفوش
كشف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه ناقش مع كبار المسؤولين السعوديين خلال زيارته للرياض «شؤون المنطقة وشجونها ومن ضمنها الملف السوري»، معلناً «ان الاخوة في المملكة قلبهم يقطر دماً للضحايا التي تسقط كل يوم في سورية».
جعجع، في حديث الى «الراي» هو الاول له منذ عودته من الرياض، لفت الى ان السعودية «هي في الوقت الحاضر في صدد اعادة قراءة ودرس الكثير من القضايا، تراقب بعناية ما يجري في المنطقة، وقلْبها في شكل اساسي على الخليج وعلى أمنه وعلى التطورات والتحركات التي تجري هناك»، موضحاً ان «موقف المملكة من لبنان ثابت في الاساس، كان في الماضي البعيد والقريب على هذا النحو واستمرّ كذلك وسيبقى ولا يتغيّر في اتجاه او آخر»، مذكراً بان «السعودية كانت اول من دعم وصول الشيخ بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية على سبيل المثال»، ومستعيداً «كم كانت علاقتها جيدة بالزعامات الوطنية من امثال كميل شمعون وصائب سلام».
واذ رفض ربْط توقُّعه بسقوط النظام السوري في الـ 2012 بما سمعه في الرياض، عزا موقفه الى لوحة معطيات «تؤشر الى ان من الصعب بقاء النظام الى ما بعد الـ 2012».
واوضح ان اللقاء «المطوّل جداً» الذي عقده مع الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في الرياض تطرق الى «مرحلة ما قبل وما بعد سقوط نظام الاسد واتفقنا على خطوط عريضة حيال مواجهة الاستحقاقات المقبلة».
ولفت الى «ان الحوار الجدي في خصوص سلاح (حزب الله) لن يبدأ قبل سقوط النظام السوري، وساعتئذ ستكون هناك امكانية لحوار مجدٍ مع تغيُّر ميزان القوى في لبنان والمنطقة»، مضيفاً: «كان من الافضل لـ (حزب الله) لو بدأ بالكلام عن سلاحه قبل عام، فالأمر اليوم أقلّ قيمة مما كان يمكن ان يكون عليه قبل عام، وبعد ستة اشهر او سنة سيكون سلاحه اقل قيمة مما هو عليه في الوقت الحاضر».
وهل يخشى من ترجمة التهديدات التي تحدثت عن ان المضي في الضغوط على نظام الرئيس الاسد سيُحدث زلزالاً في المنطقة، ولبنان من بينها؟ اجاب: «ولّت ايام الزلازل، ولا احد قادر على ان يُحدث زلزالاً. وفي اقصى الحالات يمكن للنظام السوري ان يفتعل بعض الاحداث الامنية هنا وهناك».
وعما اذا كان الهجوم الدفاعي للنائب سليمان فرنجية عن وزير الدفاع فايز غصن اقنعه، قال: «قلة الحياء والفجور هما أسوأ شيء في الدنيا»، مضيفاً: «ان يخرج وزير الدفاع ويطلق تصريحاً خدمةً للنظام السوري على حساب سمعة لبنان فهذا امر لا يمكن فهمه ولا قبوله. واذا كانوا اصدقاء للنظام السوري ويريدون خدمته، فليخدموه ولكن ليس على حساب مصلحة لبنان وتسويقه على انه اصبح مرتعاً للقاعدة فقط كرمى لعيون النظام في سورية».
وفي ما يأتي نص الحديث:
• لم يكن عادياً قيامك بزيارة للمملكة العربية السعودية في هذا التوقيت ومستوى اللقاءات التي عقدتَها مع قيادة المملكة... ما هي حصيلة هذه الزيارة وخلاصاتها السياسية بالنسبة الى رؤية المملكة للتطورات في المنطقة؟
- اخواننا في المملكة كانوا من اللطف بأن حددوا لنا هذه المواعيد رغم الوقت الضيّق بعدما كنتُ طلبتُ الذهاب لتهنئة وليّ العهد سمو الأمير نايف بن عبد العزيز على توليه هذه المسؤولية. اما في ما خص محتوى اللقاءات فأنتم تدرون ان المملكة هي في الوقت الحاضر في حال اعادة قراءة ودرس الكثير من القضايا، تراقب بعناية ما يجري في المنطقة، وقلْبها في شكل اساسي على الخليج وعلى أمنه وعلى التطورات والتحركات التي تجري هناك.
في ما يتعلق بلبنان، موقف المملكة هو عينه، وهو موقف ثابت في الاساس، كان في الماضي البعيد والقريب على هذا النحو واستمرّ كذلك وسيبقى ولا يتغير في اتجاه او آخر. ولمَن ذاكرتهم قصيرة،عليهم ان يتذكروا ان موقف المملكة غير جديد وهي كانت اول من دعم وصول الشيخ بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية على سبيل المثال، وعليهم ان يتذكروا ايضاً كم كانت علاقتها جيدة بالزعامات الوطنية من امثال كميل شمعون وصائب سلام، وتالياً هذه هي اجواء المملكة.
وأحسستُ خلال وجودي في المملكة بوجود «مشغل» داخلي كبير ومجموعة سياسات للاهتمام على وجه الخصوص بالطبقات الاكثر عوزاً.
• بعيد عودتك قلتَ ان 2012 هي سنة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد... هل لهذا التوقع صلة بما سمعته في المملكة؟
- ليس بالتحديد... طبعاً في المملكة ناقشنا شؤون المنطقة وشجونها ومن ضمنها الملف السوري، والاخوة في المملكة قلبهم يقطر دماً للضحايا التي تسقط كل يوم في سورية.
اما بالنسبة لما قلتُه عن ان الـ 2012 ستكون سنة سقوط النظام السوري، فهذا يعود اولاً لتقديري الشخصي النابع من مجموعة مشاهدات وقراءات وتقارير، اضافة الى ان هذا الاستنتاج يتطابق مع ما تقوله معظم مراكز الدراسات والحكومات الغربية وبعض الحكومات العربية، اذا لم نقل معظمها ايضاً.
لقد مضى على الثورة السورية اكثر من تسعة اشهر وهي تكبر وتكبر ومستمرة على تعاظمها رغم الأثمان الكبرى التي يدفعها الشعب السوري. فالزخم المتنامي في الشارع السوري وتغيُّر موازين القوى على نحو عملي رغم ان الثورة غير مسلحة، والواقع الاقتصادي المأزوم في ضوء اضطرار الحكومة السورية لدفع نحو مليار دولار مطلع كل شهر لـ «الشبيحة رغم الدعم الايراني... كل معطيات هذه اللوحة تؤشر الى ان من الصعب بقاء النظام الى ما بعد الـ 2012».
• ثمة من يعتقد ان الرئيس سعد الحريري ذهب بعيداً في «تغريداته» الى حد حرق المراكب مع النظام السوري، هل لمستَ في الرياض وجود مناخ اقليمي ـ دولي يتناغم مع ما يعبّر عنه الحريري؟
- في استطاعتي القول وبموضوعية ان ثمة اجماعاً كلياً في جميع العواصم الغربية باستثناء روسيا على ان هذا النظام (السوري) يجب ان يسقط ولا يمكنه ان يستمر في اي شكل من الاشكال. وحتى الدول الغربية التي كانت تُعتبر صديقة لهذا النظام لسبب او آخر، كالنمسا واسبانيا بدّلت موقفها.
اما الموقف الروسي، فلفتني قول احد المحللين ان تأييد موسكو للنظام في دمشق ليس مرده الى حسابات استراتيجية، بل لأنه لم يعد يروق لها السماع بالانتفاضات التي لا تريد ان تعبر قناة السويس تفادياً للوصول اليها، وهي وصلت اليها اخيراً.
وفي العواصم العربية التي تعيش استقراراً، وبعيداً عن التسميات، فالمناخ يشبه ما هو سائد في العواصم الغربية حيال ضرورة سقوط النظام في سورية، اضافة الى تركيا التي كانت حتى الامس القريب من اكبر اصدقاء النظام السوري وترتبط بمعاهدات تعاون استراتيجي بين الدولتين، فأصبحت الآن في مكان آخر. وتالياً انه مناخ عام لا ينفرد به سعد الحريري، وهو لا يغرّد خارج هذا المناخ العام، اذ لا يمكن لأحد ان يقف مكتوفاً من دون ان يتخذ موقفاً ازاء ما يجري في سورية.
• عقدتم مع الحريري اجتماعاً مطولاً... هل صحيح انكم ناقشتم مرحلة ما بعد الاسد وانعكاساتها على لبنان؟ وما الخطوط العريضة التي اتفقتم عليها؟
- في البدء التقينا مع الرئيس الحريري في عشاء عائلي، وفي مثل كل «العشاوات» يجري الحديث عن كل شيء ولا شيء. ثم عقدنا جلسة عمل طويلة جداً تناولت وبصراحة كل شيء. لم نتحدث فقط عن مرحلة ما بعد سقوط نظام الاسد في سورية، بل عن مرحلة ما قبل سقوطه، وناقشنا المرحلة الحالية وموقفنا في حال عدم صمود الحكومة الحالية، وحتى سقوط النظام السوري وما بعد... تحدثنا عن مجمل هذه القضايا وبكل تفاصيلها، اضافة الى مسائل اخرى تتصل بقانون الانتخاب وسواه، وقد أشبعنا كل هذه القضايا مناقشة ودرساً واتفقنا على خطوط عريضة حيال مواجهة تلك الاستحقاقات.
• هل من سمة عامة لما اتفقتم عليه؟
- كل شيء اسمه مبادئ عامة، نظرة الى لبنان، رؤية استراتيجية والمستقبل، كله كان محط اتفاق، والتفاصيل التي اظهرت آراء مختلفة هي محور نقاش، اضافة الى ان التفاصيل لم تفسد يوماً في الود قضية ابداً.
• رغم «سوابق» النقد الذاتي في «14 آذار» ثمة شعور بأن هذا التحالف غير جاهز على مستوى المشروع لملاقاة التحولات الكبرى والاستراتيجية، ألا تخشون فقدان القدرة على الامساك بزمام الامور مرة ثانية؟
- يمكنني القول اننا امام تصور اولي لكيفية ترتيب الاوضاع اللبنانية في ضوء الاحداث الجارية في المنطقة، لا سيما بعد سقوط النظام السوري. فما بعد سقوط هذا النظام لن يكون كما قبله. هذا لا يعني ان مشكلاتنا ستنتهي مع رحيل نظام الاسد، فبعضها لا علاقة له بالنظام السوري وهي ذات جذور لبنانية وتحتاج للبحث، لكن بالتأكيد فان ما بعد نظام الاسد ليس كما قبل سقوطه.
اننا في صدد اجتماعات متتالية لقيادات «14 آذار» لمناقشة ما يمكن وصفه بالتصور الاولي لمرحلة جديدة في لبنان، وهو التصور الذي سيتبلور تباعاً ليصبح مكتملاً قبل ان تسبقنا الاحداث.
• التحولات في المنطقة، ولا سيما في سورية ستفضي الى شعور بـ «نشوة الانتصار» لدى الطائفة السنية في لبنان. ما المطلوب لترسيخ الشراكة الاسلامية ـ المسيحية انطلاقاً من هذا المعطى الجديد، واي دور للمسيحيين على هذا المستوى؟
- من جهةٍ اؤيّد ما قلتَه، ومن جهة اخرى لا أشاطرك هذا الاستنتاج لأن ما يحدث في سورية سيؤدي الى نشوة سنية في لبنان لكن ليست عامة، اذ يصح الامر على سنّة «تيار المستقبل» و«الجماعة الاسلامية»، لكنه لا يصح مثلاً على سنّة «8 آذار»، كما ان هذه «النشوة» تصح على مسيحيي «14 آذار» من دون ان تصح على مسيحيي «8 آذار». لذا فان المسألة لا ترتبط بمذاهب وطوائف معيّنة بقدر ما هي على صلة بنظرة معينة للأمور. فكل مَن كان يرى في وجود النظام السوري الحالي ضرراً كبيراً جداً للبنان وضرراً كبيراً لسورية وأنا واحد منهم، سيشعر بنشوة نصر، ان كان مسلماً او مسيحياً، سنياً كان او شيعياً او درزياً او مارونياً وسوى ذلك، وكل من كان يرى في هذا النظام نصيراً للبنان، وهو كان في الحقيقة نصيراً لأشخاص وليس للبنان، وكان يرى فيه افضل الانظمة الممكنة في سورية، فهؤلاء سيكونون في وضع لا يحسدون عليه، أكانوا سنّة ام شيعة ام مسيحيين، وتالياً فلا خوف لديّ على هذا المستوى، بغض النظر عما اذا كانت بعض المجموعات السنية من خارج الفكر السياسي تشعر ومن قبيل النسَب الطائفي بالفرح لاعتقادها ان السنّة ربحوا في سورية، فهذه المسألة هامشية لأن ليس هؤلاء مَن يحددون مسار الامور، بل مَن يقرر هي المجموعات السياسية الكبرى غير المنقسمة حيال سورية على اساس طائفي بقدر ما هو الامر على اساس سياسي.
• السؤال الجوهري والاساسي المطروح مع توقُّع سقوط نظام الاسد هو كيفية مقاربة الاشكالية التي يعبّر عنها «حزب الله»، القوة الشيعية الابرز... كيف ستتم مقاربة هذا الملف الشائك من دون ان ينفجر في وجه الجميع وبعيداً عن الحساسية السنية - الشيعية؟
- بعيداً عن اي حساسية سنية - شيعية، ولا حاجة للتأكيد على اننا لسنا سنّة مع احترامي الكبير للسنّة، وموقفنا لا ينبع من كون «حزب الله» شيعياً، فالشيعة هم في اساس وجود لبنان وتاريخياً كان الانسجام راسخاً بين المسيحيين والشيعة اكثر مما كان بين المسيحيين والسنّة، وهذا مردّه ربما للاختلاط المسيحي - الشيعي في الكثير من المناطق، وربما لاحساسهما بأنهما اقليتين في المنطقة ذات الاكثرية السنية.
ومن هنا، فان موقفنا لا ينبع من كون «حزب الله» شيعياً بل لارتباط هذا الموقف بنظرة معينة للبنان تقوم على الاقتناع بأنه لا يمكن ان تستقيم الامور في اي مجتمع من المجتمعات من دون قيام دولة بكل معنى الكلمة. وما دام لـ «حزب الله» أجنحة عسكرية وأمنية وما دام هو ممسك بغير وجه حق بالجزء الاساسي من السلطة في لبنان من خلال ممارسته للفعل الاستراتيجي، بغض النظر عما اذا كان هذا الفعل الاستراتيجي خطف جنديين او اطلاق صاروخ او تخزين اسلحة بعيدة المدى او اطلاق تهديدات تجاه هذه الدولة او تلك... هذا جزء من القرار الاستراتيجي للبنان، بل عملياً القرار الاستراتيجي اللبناني هو بيد «حزب الله»، وهذا الواقع غير مقبول، ونحن نقول ان الحكومة اللبنانية التي تمثل كل الاطراف او التي في امكان كل الاطراف ان تكون ممثَّلة فيها بحسب اللعبة السياسية وأحكام الدستور، هي الجهة الصالحة للامساك بالقرار الاستراتيجي. هذا ما نطالب به قبل سقوط النظام السوري، وبعد سقوطه سنبقى نطالب به، وبعيداً جداً عن اي حساسيات او تأثر باللعبة الشيعية - السنية، وبعيداً جداً عن اي نظرة، لا سمح الله، غير سليمة للطائفة الشيعية، لا بل وفي نظرناً ان ما ندعو اليه هو خدمة لكل اللبنانيين، وفي طليعتهم الطائفة الشيعية. فصحيح اننا جميعاً نتلقى التداعيات السلبية لما يقوم به «حزب الله»، لكن الاكثر تأثراً بذلك هي الطائفة الشيعية.
في رأيي ان الحوار الجدي في خصوص سلاح «حزب الله» لن يبدأ قبل سقوط النظام السوري، وساعتئذ ستكون هناك امكانية لحوار مجدٍ مع تغيُّر ميزان القوى في لبنان والمنطقة. ولابد لي من القول هنا وبشفافية كاملة انه كان من الافضل لـ «حزب الله» لو بدأ بالكلام عن سلاحه قبل عام، فالآن الامر أقلّ قيمة مما كان يمكن ان يكون عليه قبل عام، وبعد ستة اشهر او سنة سيكون سلاحه اقل قيمة مما هو عليه في الوقت الحاضر. فبقدر ما يستعجل «حزب الله» بالقبول في كلام جدي عن أجنحته العسكرية والامنية، بقدر ما يكون وضعه افضل، وبقدر ما يتأخر بقدر ما يضع نفسه في وضع أسوأ وأسوأ وأسوأ.
• ما رمزية استقبال القيادات الرفيعة في المملكة العربية السعودية لسمير جعجع «المسيحي»... هل من رسالة طمأنة لمسيحيي لبنان والشرق في غمرة المخاوف من تداعيات الربيع العربي على الاقليات؟
- منذ خمسة أعوام وحتى الآن، اي منذ بدء العلاقة مع الاخوان في المملكة العربية السعودية ما من مرة التقيتُ مسؤولاً سعودياً الا وتبيّن لي انه كان على معرفة بأحد القادة المسيحيين ككميل شمعون وبيار الجميل وبشير الجميل وسواهم... انطباعي ان الاخوان في المملكة، وأكثر من اي مكان آخر حتى من الغرب، من الواضح ان لبنان بالنسبة لهم هو مسلمون ومسيحيون. لا احد يشك في تديُّن الاخوان في المملكة، لكن هذا الامر لا علاقة به بنظرتهم الموضوعية للبنان المسلمين والمسيحيين. من هنا لا تستغربوا هذا الامر لأن لبنان في ذاكرة المملكة هو دائماً على هذه الصورة.
• ثمة مَن يسأل ان جعجع الذي نجح في «التمدُّد» الى العمق العربي ـ الاسلامي قام بـ «دعسة ناقصة» عندما تصدّر داعمي مشروع «اللقاء الارثوذكسي» لانتخاب كل طائفة نوابها... ما سرّ هذه «القوقعة» في لحظة الربيع العربي الذي دعيت المسيحيين للانخراط فيه وقيادته بعيداً عن اي خوف اقلوي؟
- القوقعة تقاس عادة بناء على المشروع السياسي وليس انطلاقاً من آلية يتم طرحها لقانون الانتخاب ليكون اكثر تمثيلاً. وهنا سأعطي مثلاً، «حزب الله» الذي يطرح لبنان دائرة واحدة ومن دون قيد طائفي ربما، فهل هذا معناه ان «حزب الله» هو الاكثر انفتاحاً في لبنان ويريد مجتمعاً مدنياً؟ اكيد لا...
وهنا لابد من القول انني لن أدخل في نقاش موضوع قانون الانتخاب لاننا اتفقنا مع حلفائنا على البحث في هذا الملف في ما بيننا. ولكن يمكن الاشارة الى ان مشروع «اللقاء الارثوذكسي» وجهه بشع، ولكن اذا دخلنا الى المضمون تستوقفنا امور عدة مثلاً: في بعض الدوائر غير المختلطة ابداً، هل يمكن القول ان النائب احمد فتفت هو الاكثر تعصباً في البرلمان لانه انتُخب في دائرة ناخبوها من لون واحد تقريباً، او هل ان ستريدا جعجع وايلي كيروز هما من النواب الاكثر تعصباً لانهما اختيرا في دائرة ناخبوها ليسوا مسيحيين فقط بل موارنة بحت؟ اكيد لا، وتالياً القوقعة او عدمها لها علاقة بالقناعات وبالمشروع والطرح السياسي. ولنفترض انني طرحتُ اليوم اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وطالبتُ في الوقت نفسه بانسحاب لبنان من الجامعة العربية وبوجوب ان تقتصر العطل على ايام الاحاد دون الجمعة، عندها تكون القوقعة التي يكون معيارها مشروعك السياسي وليس الآليات الانتخابية.
• بعض الحكومة ينأى بنفسه عن الملف السوري وبعضها الآخر يبدو كأنه يزجّ لبنان في مجرياته، وهو ما عبّر عنه كلام وزير الدفاع فايز غصن عن عرسال... هل أقنعك الهجوم الدفاعي للنائب سليمان فرنجية عن وزير الدفاع؟
- قلة الحياء والفجور هما أسوأ شيء في الدنيا. ففي نهاية المطاف المطالعات التي نسمعها حول كلام وزير الدفاع والتي يحاولون اختصارها بسؤال «أليس هناك اصوليون في لبنان؟»، تنطوي على غشٍ وتلاعُب، فمَن قال انه ليس هناك اصوليون في لبنان، والا يوجد اصوليون في الولايات المتحدة واوروبا؟ وألم يتم قبل فترة توقيف خلية كانت تخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن؟ هذا لا يعني ان تقف السلطات الاميركية وتقول كل يوم ان لدينا اصوليين، فهذا امر موجود، ولكنها تعمل على تعقُّبهم وعندما يتم توقيفهم يُعلن عن ذلك. اما عندنا فبالعكس، والواقع ان ما حصل عبارة عن فجور وقلة حياء، فالنظام السوري أراد ان يُظهر للغرب ان ما يحصل في سورية ليس ثورة شعبية، وفي اي حال هذه نظريتّه منذ بداية الثورة، وان «القاعدة» والاصوليين هم الذين يقفون وراء الاحداث التي تجري في ازقة حماة وحمص ودرعا وادلب وجسر الشغور والصنمين وريف دمشق والقامشلي ودير الزور وغيرها، وهو يحاول اقناع المجتمع الدولي والغرب بهذه النظرية، واكبر دليل على ذلك الأفلام التي أظهرها وزير الخارجية السوري (وليد المعلّم) في المؤتمر الصحافي الشهير الذي عقده والذي سرعان ما تبيّن انها مفبركة ومركّبة. وفي ظلّ هذه الارادة السورية، يخرج وزير الدفاع اللبناني من حيث لا ندري ويدلي بتصريح يعلن فيه ان تنظيم «القاعدة» موجود في لبنان وعناصره تتسلل الى سورية، وذلك قبل يومين فقط من وقوع انفجاريْ دمشق اللذين سارع النظام السوري الى توجيه اصابع الاتهام فيهما الى «القاعدة» ووجّه رسالة بذلك الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون مستنداً فيها الى تصريح وزير الدفاع اللبناني. هذه كلها وقائع ثابتة فيما هم يريدون اغراق الشعب اللبناني بنظريات لا طائل منها ومكشوفة للجميع. وأكرر ان ما من احد ينكر وجود أفراد اصوليين في لبنان ولدى كل الجهات، وهنا أسأل لماذا لم يتم التطرق الى موضوع صور والانفجار الذي وقع وكأنه ليس هناك اصوليون، وماذا عن وادي خالد حيث دخل الجيش السوري وقتل ثلاثة لبنانيين من دون ان تتمّ اثارة الموضوع وكأن شيئاً لم يكن؟ اما في بلدة لا نعرف ماذا فيها (عرسال)، فيخرج وزير الدفاع ليقول هناك «قاعدة». واذا كان هذا صحيحاً، فهو وزير الدفاع وعليه القيام بواجبه والايعاز بارسال الجيش والمخابرات للتقصي وجمْع كل المعلومات المطلوبة واعتقال مَن يقولون عنهم انهم «قاعدة» بعد التأكد من ذلك ثم اعلان الامر. أما ان يخرج وزير الدفاع ويطلق تصريحاً خدمةً للنظام السوري على حساب سمعة لبنان فهذا امر لا يمكن فهمه ولا قبوله. ومن المؤسف جداً ما سمعناه في الايام الاخيرة والذي يدلّ على حجم الفجور وقلة حياء وعلى ضرب كل المعطيات الموضوعية بعرض الحائط.
اذا كانوا اصدقاء للنظام السوري ويريدون خدمته، فليخدموه ولكن ليس على حساب مصلحة لبنان وتسويقه على انه اصبح مرتعاً لـ «القاعدة» فقط كرمى لعيون النظام في سورية.
• دأبتم على دعوة الحكومة الى الاستقالة، الا تعتقد ان ميقاتي يقود مرحلة انتقالية تقلل من الخسائر على البلاد وتفيد منها «14 آذار» لامرار هذه المرحلة بلا أضرار مباشرة؟
- اريد ان اردّ بسؤال: لو بقيت حكومة الرئيس سعد الحريري التي كانت حكومة وحدة وطنية، ألم تكن هذه المرحلة مرّت بأضرار أقلّ ومن دون ان «نتمتّع» بمشاهدة بعض الوزراء كما هو الحال اليوم يطلّون علينا بمواقف ونظريات ابعد ما تكون عن الحرص على مصلحة لبنان ومكانته؟ الجواب: أكيد.
• هل تخشى من ترجمة التهديدات التي تحدثت عن ان المضي في الضغوط على نظام الرئيس الاسد سيُحدث زلزالاً في المنطقة، ولبنان من بينها؟
- ولّت ايام الزلازل، ولا احد قادر على ان يُحدث زلزالاً. وفي اقصى الحالات يمكن للنظام السوري ان يفتعل بعض الاحداث الامنية هنا وهناك. واذا كان «قد حاله» بامكانه ان يشتري لنفسه بعض الاشهر الاضافية وليس أكثر، وبالتالي كل هذه الاقوال لا تعبّر عن واقع معيّن بمقدار ما انها محاولة يائسة للتأثير على الرأي العام في اطار المسعى لمساعدة النظام الحالي على الاستمرار، ولكن هذه المحاولات لن توصل بالتأكيد الى اي مكان..
 
علاقة جنبلاط مع «حزب الله» عادت إلى الصفر
مثّلت المواقف والتصريحات النارية الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما خصّ الوضع السوري، إحراجاً كبيراً لحلفائه وتحديداً لـ «حزب الله»، الذي يُنظر إليه على أنّه عرّاب جنبلاط لدى القيادة السوريّة.
جريدة الجمهورية..كريستينا شطح
مصادر «حزب الله» كشفت عن أنّ العلاقة مع وليد جنبلاط شبه مقطوعة وهي تقتصر حالياً على لقاءات على المستوى القيادي بين غازي العريضي ووائل أبو فاعور، لافتةً في هذا السياق الى أنّ «جنبلاط طلب أكثر من مرّة موعداً للقاء السيد حسن نصرالله، لكنّ الأخير رفض، على خلفية المزاجية الجنبلاطية التي تميّز مواقفه من الأوضاع التي تتخبّط بها سوريا».
ويمكن القول، حسب المصادر، إنّ علاقة النائب جنبلاط مع حزب الله عادت إلى الصفر، ومع سوريا إلى ما دون الصفر، ولكن من دون مواجهة علنية في الوقت الحاضر على الأقل. إلّا أنّ الغالبية الحالية ستظلّ تراوح مكانها في ظلّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي يتمسّك بها الزعيم الدرزي.
وكشفت مصادر «حزب الله» بناء على معلومات حصلت عليها «أنّ زعيم المختارة قبض من القطريين منذ أسبوعين مبلغاً مالياً بقيمة 150 مليون دولار بهدف إشعال الجبهة النارية مجدداً تجاه نظام الأسد»، وهذا ما أثار غضب الحزب، الأمر الذي أدى الى فتور يعتري علاقته بالزعيم الدرزي، وإيصاد الأبواب نهائياً في وجهه. إلّا أنّ مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» نفت نفيا قاطعا هذه المعلومات الهادفة إلى ضرب صدقية النائب جنبلاط، مذكّرة بأنه أول من أعلن تأييده للثورات في العالم العربي وتحديدا في سوريا، وبالتالي موقفه الأخير ينسجم مع طبيعة مواقفه السابقة، ومن الطبيعي أن ترتفع هذه الوتيرة مع رفض النظام التجاوب مع الدعوات إلى الإصلاح ووقف القتل المتمادي.
يعتقد الحزب، على حدّ قول المصادر، أنّ جنبلاط أصبح خارج الائتلاف السياسي، لا خارج الغالبية النيابية الحالية، ويقول إنّ الاتصالات المباشرة وغير المباشرة معه صارت نادرة للغاية منذ آخر لقاء جمعه بنصرالله في 13 تشرين الأول، عشيّة مقابلته التلفزيونية على محطة المنار والتي هاجم فيها جنبلاط نظام الرئيس بشّار الأسد.
يتزامن توجّس «حزب الله» من جنبلاط مع الأصداء التي خلّفتها أحاديث فيلتمان في بيروت، وتركّزت على تأكيد واشنطن أنّ الرئيس السوري يوشك على السقوط، وأنّ نهاية نظامه حتمية، لكنّ المهلة المرجّحة لهذا السقوط غير واضحة بعد، إذ قد تستغرق شهوراً، ولا تقدير محدّداً للوقت، ولا كذلك لكيفية انهيار النظام.
عند تقاطع هذه المواقف تقول المصادر إنّ «حزب الله» قرأ تصاعد نبرة جنبلاط مرجّحا أن تكون قد تأثرت ببعض ما قاله صديقه الدبلوماسي الأميركي، وخصوصاً حيال ما يجري في سوريا، ويعتبر الحزب أنّ جنبلاط وجّه إليه إشارات متناقضة، بعد توقّعه سقوط نظام الأسد، وقد أرسل إليه رسالة تعكس اختلافاً في مقاربته للوضع السوري، وهي أنه يعتقد بأنّ هذا النظام باق إلى أمد آخر، وأنّ الرئيس السوري لن يسقط.
يلتقي «حزب الله» وسوريا، حسب المصادر، على أنّ جنبلاط لم يعد معهما، وأنه عاد إلى قوى 14 آذار، ويقول الحزب إنه فقد الأمل في إعادة ترميم الثقة به، لكنه لن يدخل في خلاف علنيّ معه، ويعرف أنّ هواجسه الحالية هي مصير النظام في سوريا وقانون الانتخاب في لبنان. وبمرارة ينظر السيد نصرالله الى «البيك»، لأنه صدّق الزعيم الدرزي عندما صحب نجله تيمور معه مرّة إلى دمشق، ومرّة إلى حارة حريك، بذريعة تدريبه على العودة إلى الجذور في الارتباط بالقومية العربية.
وتشير المصادر الى أنّ «دمشق لن تتدخّل في علاقة جنبلاط بحزب الله، وتترك للأخير أن يقرّر واقع العلاقة معه في ضوء تقديره للمصلحة الوطنية وحماية المقاومة، إلّا أنّها قطعت الاتصال به تماماً، مؤكّدة أنّ الأسد لن يستقبله، ولن تكون مهمّة موفده إلى دمشق، الوزير غازي العريضي، سهلة من الآن فصاعداً».
وتتابع المصادر مضيفة بالقول: «رغم معرفة جنبلاط بالـ «برودة الشديدة جداً» التي تطبع علاقته بدمشق منذ ما قبل المقابلة التلفزيونية، بسبب موقفه من النظام وتأييده المعارضة، استخدم لقاءه بنصرالله، ثم ظهوره على تلفزيون حزب الله، كي يدلي بمواقف عدّتها سوريا مسيئة إليها».
 
المطارنة: لتنفيذ مقررات الحوار في موضوع السلاح
جريدة الجمهورية..
ناشد المطارنة الموارنة السلطة السياسية «حزم أمرها، وتنفيذ مقررات طاولة الحوار في موضوع السلاح على مساحة الوطن بالكامل، واستكمال المباحثات في المواضيع ذات الصلة، وحصر التعاطي بالقضايا الأمنية بالسلطة السياسية والقوى الأمنية».
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. ولفتَ المطارنة، في بيان تلاه أمين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، الى ان أكثر ما يقلقهم هو "الوضع الأمني الهش، وندرة الأجوبة والتدابير الناجعة، تجاه الأحداث التي باتت شبه يومية، منها التعدي على قوات "اليونيفيل"، وإطلاق الصواريخ من داخل الأراضي اللبنانية، والمتفجرات في منطقة صور، وهشاشة الوضع الأمني في المخيمات، وأعمال الخطف والنهب، والتعدي على حياة الأشخاص والمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة"، داعين المسؤولين الى "التعالي فوق الانقسامات والتزام الدستور والقوانين والأعراف التي يسترشِد بها الحكم السليم".
ورحّب الآباء بـ"قرار مجلس الوزراء الذي ينصّ على الموافقة على مشروع قانون استعادة الجنسية، لإعطاء المنتشرين اللبنانيين حقوقهم الوطنية، وربطهم بوطنهم الأم، وإعادة الحق لهم في المشاركة في قضايا الوطن"، داعين الى "ضرورة التمييز بين موضوع استعادة الجنسية وموضوع المشاركة في الانتخابات، وهما حقّان يرتبط الواحد منهما بالآخر من دون أن يفقد خصوصيته".
وإذ ذكّر الآباء بموضوع التعيينات، شددوا على "ضرورة الإسراع في بَتها، لأن إرجاء ذلك يعطّل العمل في الإدارة العامة، والقضاء، وأجهزة الرقابة، والسلك الدبلوماسي... ويُسهم في خلق فراغات واستثناءات غير مبررة، في مناصب كثيرة يشغل البعض منها بالوكالة أو بالإنابة، منذ زمن ليس بقليل، وهم في هذا المجال يذكرون بواجب التقيّد بفصل السلطات، وعدم تسييس المؤسسات كقاعدتين أساسيتين في دولة القانون".
وعبّروا عن قلقهم ازاء الوضع الحياتي، "فالمواطن متروك فريسة لارتفاع الأسعار بطريقة عشوائية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية"، محذّرين من "التأرجح الحاصل في موضوع الأجور والحقوق الأخرى، التي تحوّلت قضايا خاضعة للتجاذبات السياسية، ولا تراعي الطرفين المعنيّين بها، أي العمّال وأرباب العمل".
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,509,048

عدد الزوار: 6,953,325

المتواجدون الآن: 73