مسلحو «القاعدة» يتخذون من جنوب اليمن ملاذا...الرئيس اليمني يعدل عن السفر للخارج بعد مماطلة واشنطن في منحه تأشيرة

بارزاني يبحث الأزمة مع مبعوثين من المالكي ...الحكيم ينتقد السجال بين القادة العراقيين: هناك فرق بين «الشفافية والتشفي»

تاريخ الإضافة الجمعة 6 كانون الثاني 2012 - 5:37 ص    عدد الزيارات 2528    التعليقات 0    القسم عربية

        


الحكيم ينتقد السجال بين القادة العراقيين: هناك فرق بين «الشفافية والتشفي»
الحياة..بغداد - عمر ستار

اعتبر «المجلس الأعلى»، بزعامة عمار الحكيم، «السجالات الإعلامية بين الزعماء العراقيين تصعيداً غير مبرر»، ودعا للاحتكام إلى «الدستور والحوار لحل الأزمات والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد».

ووجه الحكيم في كلمة لمناسبة انسحاب القوات الأميركية انتقادات غير مباشرة إلى أطراف في العملية السياسية وأعلن رفضه «التنكيل»، وفرق بين «الشفافية والتشفي». ودعا إلى «ضرورة تعزيز الانسجام والوئام بين العراقيين والتزام الشراكة الوطنية والعمل على التهدئة في المواقف والتصريحات».

وشدد على «ضرورة جلوس الأطراف السياسية إلى طاولة الحوار لحل الخلافات بين الكتل السياسية وتعزيز الثقة في ما بينها والتزام العهود والمواثيق المقطوعة».

وقال الناطق باسم المجلس الشيخ حميد معلا لـ «الحياة» إن «الأزمات السياسية التي تمر بها البلاد لا يمكن حلها بالتصريحات والتراشق الإعلامي وإنما بالحوار الإيجابي عبر عقد الاجتماعات من اجل التوصل إلى حلول لمطالب الكتل المختلفة القانونية والدستورية».

وأضاف «نحن في المجلس الأعلى نتخذ موقفاً وسطاً من الأزمة الراهنة ونرفض ما تقوم به بعض الأطراف السياسية من لغة التهديد والوعيد والتصعيد الإعلامي ونرى الحل في الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي دعا إليها السيد الحكيم منذ فترة طويلة وقبل تفاقم الأمور إلى ما وصلت إليه الآن».

وزاد :»لا يوجد طريق غير التمسك بالدستور والقانون والاتفاقات السياسية التي تتماشى معهما ونرفض القفز فوقهما بأي حال من الأحوال».

وعن موقف المجلس من قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أوضح انه «يرفض تسيس القضاء والتأثير فيه ونرى أنها قضية قضائية لكن الأطراف السياسية أخرجتها عن سياقها القانوني وهذا أمر خطير للغاية».

وشدد على ضرورة عقد «لقاءات تمهيدية لقادة الكتل لترتيب الأوضاع والإعداد للمؤتمر فالخلافات كبيرة وتحتاج إلى اتفاقات جديدة قبل المؤتمر».

وعن «المؤتمر الوطني» الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني لحل الأزمة السياسية قال الناطق باسم «المجلس الأعلى» انه «يأتي منسجماً مع فكرة الطاولة المستديرة التي دعا إليها السيد عمار الحكيم ونتمنى أن تكون طريقاً للحل لكن ما تقوم به الكتل السياسية من وضع شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر أمر لا يدعو إلى التفاؤل فالمشاركة المشروطة قد تعقد الأمور اكثر».

وقال النائب عن «كتلة المواطن» الممثلة للمجلس الأعلى في البرلمان قاسم الأعرجي إن»كتلته تصر على عودة ائتلاف العراقية إلى مجلسي الوزراء والنواب بعدما علقت عضويتها في المجلسين».

وأشار إلى أن المجلس «مستمر في سعيه لتهدئة الأوضاع «، داعياً في الوقت ذاته كل الكتل السياسية إلى «الحوار والابتعاد عن التصريحات الإعلامية، باعتبارها لا تزيد الوضع إلا تأزماً».

وأضاف الأعرجي أن «الانسحاب من العملية السياسية ومن الحكومة، لا يجدي نفعاً وهناك ضرورة أن تكون مصارحة بين كل الكتل السياسية قبل بدء المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني».

وأكد أن «فرص نجاح المؤتمر واسعة ، في حال حصلت الاتفاقات وفق الدستور، وضمن مصالح وطنية بحتة».

وكانت «القائمة العراقية» قررت تعليق حضور وزرائها اجتماعات مجلسي الوزراء والنواب، احتجاجاً على ما وصفته بسياسة «التهميش والتفرد بالسلطة».

 

قيادي في «العراقية» يكشف لـ «الشرق الأوسط» عن «تفاهمات» لتشكيل حكومة برئاسة زعيمها
بارزاني يبحث الأزمة مع مبعوثين من المالكي .. بانتظار وصول علاوي وعبد المهدي إلى أربيل
جريدة الشرق الاوسط... أربيل: شيرزاد شيخاني بغداد: حمزة مصطفى
تحولت كردستان مرة أخرى إلى مركز يستقطب زعماء وقادة العراق للتشاور حول سبل الخروج من الأزمة السياسية الحالية بالعراق، حيث شهد المقر الرسمي لرئيس الإقليم مسعود بارزاني بمنتجع صلاح الدين حركة نشطة خلال اليومين الماضيين، وستستمر حسب مصادر في الرئاسة خلال الأيام القادمة حيث يتوقع أن يصل كل من زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى عادل عبد المهدي إلى كردستان للتباحث والتداول في عقد المؤتمر الوطني العراقي الموسع الذي تعقد القوى العراقية آمالا كبيرة عليه للخروج من هذه الأزمة، خاصة أن مصادر في رئاسة الإقليم سبق أن أكدت في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر القادم قد يكون بمثابة الفرصة الأخيرة أمام القوى العراقية لتجاوز الأزمة قبل أن تنفتح على سيناريوهات خطيرة ليس أبعدها تجدد الصراع السياسي والطائفي في العراق مرة أخرى.
وفي هذا الإطار استقبل بارزاني أمس وفدا يمثل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتكون من فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي وهو أحد قيادات تيار الإصلاح الوطني، وحسن السنيد رئيس لجنة الأمن والدفاع عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامي، وتباحث الجانبان في مسألة إيجاد الحلول المناسبة للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالعملية الديمقراطية، ونقل فيصل الدباغ السكرتير الصحافي لرئيس الإقليم في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن بارزاني أكد ضرورة العمل الجدي لإيجاد حلول عاجلة للأزمة السياسية في العراق، مشددا على وجوب فصل المسائل القضائية والقانونية عن الخلافات السياسية، وأن تكون هناك مشاركة فعلية من جميع القوى العراقية في إدارة شؤون البلاد، وأضاف الدباغ «فيما يتعلق بمسألة عقد المؤتمر الوطني الموسع فإن الرئيس بارزاني أكد على ضرورة الإسراع بعقده في أقرب فرصة ممكنة، وأن الجانبين أكدا تكثيف جهودهما لتحقيق ذلك، وكانت وجهات نظر الطرفين متطابقة تماما حول ضرورة عقد المؤتمر الوطني». وفي السياق ذاته أشار الدباغ إلى أن بارزاني التقى أيضا أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر وتباحث معه حول التطورات السياسية في العراق، وخصوصا الأزمة التي تهدد العملية الديمقراطية.
إلى ذلك كشف قيادي في القائمة العراقية أن زيارة علاوي إلى أربيل «تأتي بناء على دعوة عاجلة تلقاها من بارزاني». وقال عضو البرلمان طلال الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القائمة العراقية بدأت سلسلة اجتماعات حاسمة نتوقع أن تخرج منها قرارات هامة قد تصل إلى حد الانسحاب من العملية السياسية في حال وجدنا أن عملية تعليق العضوية سواء في الحكومة أو البرلمان لم تعد تجدي». وأوضح الزوبعي أن «القائمة العراقية لا تريد أن تضلل جمهورها ولا الشعب العراقي فهي صاحبة مشروع وغير باحثة عن المناصب أو المواقع سواء كانت في البرلمان أو الحكومة».
وأوضح الزوبعي أن «انسحاب (العراقية) من العملية السياسية يمهد الطريق أمام انتخابات جديدة في البلاد وهو ما بدأنا العمل عليه بالاتفاق والتوافق عليه مع كتلة التحالف الكردستاني وقسم كبير من مكونات التحالف الوطني ممن لم يعودوا يقبلون بسياسة التفرد التي ينتجها رئيس الوزراء نوري المالكي وقسم من دولة القانون وليس كل دولة القانون لأن هناك من هو غير راض عما يجري فعلا». وكشف الزوبعي أن «الحوارات التي تجريها العراقية الآن مع مختلف الأطراف السياسية ومنها التحالف الكردستاني هي العمل على سحب الثقة من المالكي وتشكيل حكومة أغلبية سياسية برئاسة إياد علاوي وهناك مؤشرات قبول بهذا الاتجاه من الكثير من القوى منها التحالف الكردستاني وأطراف مهمة من التحالف الوطني».
على صعيد متصل قررت رئاسة البرلمان العراقي تأجيل اجتماع رؤساء الكتل السياسية الذي كان من المقرر عقده أمس إلى إشعار آخر. وقال النائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح إن السبب هو «إصرار الكتلة العراقية على مناقشة قضية نائب رئيس الجمهورية والقيادي فيها طارق الهاشمي الصادرة بحقه مذكرة اعتقال بتهمة الإرهاب». وأضاف طه أن «الاجتماع كان مخصصا لمناقشة طلب رئيس الوزراء نوري المالكي بإقالة نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك، وسحب الثقة من أمين بغداد صابر العيساوي على خلفية اتهامه بقضايا فساد إداري ومالي، وأسماء القضاة المرشحين للهيئة التمييزية المختصة بالنظر في الطعون، والخلافات بشأن قانون الموازنة المالية للعام 2012».
وسياسيا أيضا، نفى وزير الاتصالات والقيادي في القائمة العراقية محمد توفيق علاوي أن يكون قد توسط لدى إيران التي زارها مؤخرا بقضيتي نائبي رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والوزراء صالح المطلك، معتبرا في السياق نفسه أن الأولى قضائية أما الثانية فهي شأن داخلي. وقال علاوي في تصريح إن «عددا من وسائل الإعلام ذكر أنني قمت بزيارة إلى إيران بهدف التوسط بشأن قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك»، مؤكدا أن «هذا الخبر غير صحيح». وأضاف علاوي أنه «لا يمكن التدخل بقضية الهاشمي أو التعامل معها إلا من خلال القضاء»، مشددا على ضرورة عدم تسييسها. أما في ما يتعلق بقضية المطلك، فقد اعتبر علاوي أنها «شأن داخلي يمكن أن يحل من خلال التفاهم». وأكد وزير الاتصالات أن «زيارته الأخيرة إلى إيران كانت تهدف إلى حث المسؤولين الإيرانيين على لعب دور في تخفيف الاحتقان في المنطقة، خصوصا أنه سينعكس سلبا على الوضع داخل العراق في ظل هذه الأجواء الملبدة»، حسب تعبيره.
 
عصائب أهل الحق «تخلط» أوراق المؤتمر الوطني.. والصدريون يهددون بمقاطعته
قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: لا تزال نواياهم في مرحلة الاختبار
جريدة الشرق الاوسط.. بغداد: حمزة مصطفى
لا تزال خطوات المؤتمر الوطني العراقي المزمع عقده في غضون الأسبوعين المقبلين تراوح مكانها. العقبات بدأت تزداد أمام المؤتمر سواء من حيث مكان وزمان انعقاده أو حتى على صعيد ما قد تخرج عنه من مقررات.
راعي المؤتمر رئيس الجمهورية جلال طالباني تعرض إلى أقوى تهمة من قبل قيادي بائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي حين دعا إلى تطبيق قانون مكافحة الإرهاب بحقه لإيوائه نائبه طارق الهاشمي المطلوب للقضاء العراقي. وبينما قدم أربعة من أبرز قادة التحالف الوطني اعتذارهم للكرد على خلفية ما اعتبر إساءة بالغة بحق مقام رئاسة الجمهورية من النائب حسين الأسدي فإن التحالف الكردستاني لا يزال مصرّا على أن يقدم الأسدي اعتذارا شخصيا لطالباني. القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أضافت عقبة أخرى باستمرار تعليق عضويتها في البرلمان وفي الحكومة معا.
وآخر العقبات تلك التي وضعها الصدريون بسبب رغبة بعض الجهات (في إشارة إلى دولة القانون بزعامة المالكي) دعوة جماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عن التيار الصدري لحضور المؤتمر الوطني. وهدد الصدريون في بيان رسمي صدر عن رئيس كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان بهاء الأعرجي بمقاطعة المؤتمر في حال تم توجيه الدعوة للعصائب. وأوضح البيان أن «كتلة الأحرار سيكون لها موقف من المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني إذا وجهت لعصائب أهل الحق الدعوة للمشاركة في المؤتمر»، مبينا أنه لم يسمع بـ«إشراك العصائب في المؤتمر الوطني». وأضاف الأعرجي أن «المؤتمر الوطني وإن كان يضم جهات غير مشتركة في العملية السياسية إلا أنها دخلت في الانتخابات ولم تفُز»، مؤكدا ضرورة أن «يكون المشاركون في المؤتمر موجودين في العملية السياسية ومشاركين في الانتخابات سواء تحققت لهم المقاعد أم لم تتحقق».
وحول ما إذا كانت هناك مؤشرات بشأن دعوة «عصائب أهل الحق» لغرض المشاركة في المؤتمر، أكد القيادي في التيار الصدري والنائب في البرلمان العراقي جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العصائب نفسها وطبقا للمؤشرات ترغب في المشاركة في المؤتمر وهو أمر مبكر جدا لمثل هذه المسائل، علما أن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر كان واضحا في تشخيص هذه الجماعة التي بدأت الآن تركض بسرعة باتجاه العملية السياسية وهو أمر من شأنه إثارة الكثير من علامات الاستفهام». وأوضح الجبوري أن «من المنطقي والمعقول أن تشارك في المؤتمر الوطني الجهات التي شاركت في العملية السياسية ودخلت الانتخابات سواء فازت أم لم تفُز لأنها جزء فاعل من المشهد السياسي وينبغي أن تكون لها كلمة في كل ما يجري»، مشيرا إلى أن «دعوة جهات أو التلويح بدعوتها وهي لا تزال غير معروفة النوايا والتوجهات أمر يمكن أن يربك العملية السياسية أكثر مما ينفعها». وأشار إلى أن «الكثير من الجهات والفصائل المسلحة ومنها (عصائب أهل الحق) وغيرها لا يزال موقفها غير واضح أمام القانون وما زلنا لا نعرف من كان ضد الاحتلال ومن كان معه ومن هو ضالع في إراقة الدم العراقي أم لا»، معتبرا أن «مرحلة الفرز الحالية لا تتيح التسرع في دعوة جهات مثل هذه، فضلا عن أنها هي ينبغي ألا تعطي الحق لنفسها بأن تكون جزءا من المشهد السياسي بأثر رجعي». وأكد القيادي الصدري: «إننا نقول بوضوح إن دعوة العصائب التي شخص زعيم التيار الصدري توجهاتها والأهم في هذه التوجهات هو استعجالها الدخول في العملية السياسية، لن تساعد على تنقية الأجواء في البلد حاليا». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد شن في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات عنيفة ضد «عصائب أهل الحق» متهما إياها بقتل العراقيين طوال السنوات الماضية، فيما اعتبرت العصائب موقف الصدر منها بأنه نوع من «الإسقاط السياسي».

 

مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلان في هجمات في بعقوبة وسامراء

وأوضحت مصادر في قيادة العمليات في ديالى، أن «أحد عشر تفجيراً بعبوات ناسفة وقع صباح اليوم (أمس) في مناطق متفرقة في بعقوبة»، وان التفجيرات «استهدفت منازل مسؤولين محليين في الصحوة والجيش ودوريات أمنية».

وأكد ان «التفجيرات أسفرت عن مقتل فتاة تبلغ من العمر ستة اعوام، هي ابنة مختار منطقة في بعقوبة، وجرح 11 شخصا معظمهم من قوات الامن».

من جهة اخرى، اعلنت الشرطة مقتل طفل يبلغ من العمر 11 عاما وإصابة اثنين آخرين في انفجار جهاز هاتف محمول عثروا عليه في حي الكاطون وسط المدينة. وأوضح ان «الاطفال عثروا على الجهاز وعندما حملوه انفجر».

وفي سامراء (120 كلم شمال بغداد) قتل احد عناصر الشرطة الاتحادية وأصيب ثلاثة آخرون بهجوم استهدف حاجز تفتيش وسط المدينة.

وقال مصدر في الشرطة، ان مسلحين مجهولين القوا قنبلة حرارية على سيارة للشرطة قرب الحاجز ما اسفر عن مقتل شرطي، وإصابة ثلاثة آخرين احدهم في حالة خطيرة، واحتراق السيارة».

على صعيد آخر، ضبطت السلطات الكويتية قارب صيد عراقي لكنها افرجت عن الصيادين الستة الذين كانوا على متنه، على ما افادت وكالة الانباء الكويتية، نقلا عن ضباط في قوى الامن.

وقال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون أمن الحدود اللواء الشيخ محمد اليوسف الصباح، ان «دوريات خفر السواحل الكويتية ولدى رصدها زورقاً عراقياً داخل المياه الإقليمية الكويتية بعمق سبعة أميال بحرية تعاملت معه وفق القواعد والمبادئ الدولية والاتفاقيات الثنائية بين الكويت والعراق الشقيق من دون اي مشكلات تذكر وبطريقة انسانية ومن دون اي خرق للاتفاقيات المعقودة بين البلدين». ولم يحدد المسؤول تاريخ الحادثة.

واوضح اللواء اليوسف الصباح، أنه بعد ضبط الزورق العراقي «تم التنسيق والاتصال فورا بالقوة البحرية العراقية وحضر كممثل عنها الملازم أول فاضل حنون الذي أشاد بحسن تعامل دوريات خفر السواحل الكويتيين مع الصيادين العراقيين وبالحالة الصحية الجيدة لهم. وتم حجز الزورق المخالف وتسليم افراده البالغ عددهم ستة اشخاص الى الجانب العراقي».

 

 

«تيار الصدر» يلوح بمقاطعة المؤتمر الوطني اذا دعيت جماعة «عصائب أهل الحق» لحضوره
الحياة..بغداد - عدي حاتم

نفت «القائمة العراقية» أخباراً عن نيتها البحث في الاوضاع السياسية مع المسؤولين الأكراد، مؤكدة أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيقدم «ملفات مفبركة» تدين وزير المال القيادي في «العراقية» رافع العيساوي.

وفيما هدد «تيار الصدر» بمقاطعة المؤتمر الوطني اذا دعيت جماعة «عصائب الحق» ، نفت «العراقية» بشدة ان «يكون هناك موعد لاجتماع رؤساء الكتل اليوم (أمس) للبحث في التحضير للمؤتمر الوطني».

وتضاربت تصريحات اعضاء القائمة في عزم وفد منها التوجه الى إقليم كردستان للبحث في الازمة السياسية مع رئيس الجمهورية جلال طالباني.

وأعلن النائب احمد المساري ان «وفداً سيتوجه الى اقليم كردستان الجمعة المقبل للبحث الاوضاع السياسية الراهنة مع القيادات الكردية والتحضير للمؤتمر الوطني الذي دعا اليه طالباني». لكن رئيس كتلة العراقية سلمان الجميلي أبلغ إلى «الحياة» ان «الذهاب الى كردستان ليس من اجل البحث في القضايا السياسية مع قادة الإقليم، وانما هناك اجتماع للعراقية قد يعقد في كردستان».

وقال ان «العراقية لاتشترط ان تناقش قضية الهاشمي خلال المؤتمر، بل تصر على ان تحل القضية عبر القضاء لأنها مسألة سمعة وكرامة للعراقية وللهاشمي». وأضاف ان «الشرط الوحيد هو ان يحصل الهاشمي على محاكمة عادلة، ونرى ان طلبه بنقل القضية خارج بغداد امر قانوني».

وعن بعض التسريبات الاعلامية عن اعداد ملف يدين وزير المال رافع العيساوي، أكد الجميلي ان «هناك حملة ظالمة تستهدف قادة العراقية ورموزها داخل بغداد وحتى في المحافظات»، مشيراً الى ان «هذه الملفات مفبركة من الاجهزة الامنية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي».

ونفى ان «يكون هناك اجتماع لقادة الكتل اليوم (أمس)»، مشيراً الى انه «ليس هناك أي جديد في شأن المؤتمر وليس هناك أي موعد لا لقادة الكتل ولا لاعضاء اللجان التحضيرية».

وكانت مصادر برلمانية اعلنت انه تم تأجيل اجتماع قادة الكتل لعدم حضور قادة «العراقية».

على صعيد متصل، لوح «تيار الصدر» بمقاطعة المؤتمر اذا تمت دعوة «عصائب الحق». وأعلن رئيس «كتلة الأحرار» النيابية التابعة للتيار بهاء الاعرجي في بيان ان «الكتلة سيكون لها موقف من المؤتمر الوطني إذا وجهت دعوة إلى عصائب أهل الحق.

وشدد على أن «يكون المشاركون في المؤتمر داخل في العملية السياسية».

وكان مقتدى الصدر اتهم «عصائب اهل الحق» بـ «مجموعة قتلة لا دين لهم وعشاق كراس ومن تبعهم فهو منهم»، كما اتهمهم «بقتل سياسيين وعناصر من الجيش والشرطة في أوقات سابقة».

 

 

المعارضة الكردية تتهم قادة الإقليم بالتركيز على «المناصب والأموال»
الحياة..اربيل - باسم فرنسيس

طلب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من مواطني الإقليم إبداء مداخلاتهم وآرائهم من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، خصوصاً لجهة رفض المعارضة العودة إلى المفاوضات مع الحزبين الرئيسين، ونتائج لجنة التحقيق في أحداث دهوك، فيما اتهم زعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى القيادات الكردية في بغداد بأنها ركزت على «اغتنام المناصب والأموال»، وفشلت في «استرجاع شبر» من الأراضي إلى الإقليم.

وجاءت دعوة بارزاني عقب إعلان نتائج لجنة التحقيق في أحداث دهوك التي وقعت الشهر الماضي، عندما أحرق شبان مرافق سياحية ومحال للخمور، وما تلاها من إحراق مقار تابعة لحزب «الاتحاد الإسلامي» المعارض، وتوصلت اللجنة إلى وجود «تقصير وتحريض» في تلك الأحداث. وأعلن أقطاب المعارضة في 31 من الشهر ذاته، رفضهم العودة إلى المفاوضات «الخماسية» الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالإقليم منذ منتصف شباط (فبراير) العام الماضي، أو حتى المشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة بسبب غياب «الأرضية المناسبة وعدم تنفيذ الإصلاحات والقرارات الصادرة عن رئاسة الإقليم».

وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية أحدى الوسائل التي بدأ يستخدمها المسؤولون الأكراد أخيراً للتعبير عن مواقفهم السياسية، بعد أن كانت حكراً على المواطنين العاديين.

من جهة أخرى، قال زعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى في مقابلة مع فضائية «كي أن أن» التابعة للحركة إن «القيادة السياسية الكردية أولت اهتماماً للمال والمناصب، وتمكنت من الحصول على مناصب لكنها أخفقت في استرجاع شبر من الأراضي المستقطعة إلى الإقليم»، وأضاف أن «إحدى النقاط المهمة التي ركزنا عليها عندما كتب الدستور، لم تكن الحصول على المناصب العليا وحصة من الموازنة العامة فحسب، بل تأكيد أن الأكراد وعلى مدى التاريخ لم يشاركوا في اتخاذ القرارات السياسية وإدارة الحكم في البلاد والعلاقات مع الدول المجاورة، ولا أشعر أن الأكراد الآن جزء فعلي في القرارات السياسية في العراق».

ودعا مصطفى إلى «تشكيل مفوضية خاصة، بغية تغيير طبيعة العلاقات بين الإقليم والمركز، بعد أن تحظى بإجماع وطني، وأن يقرها برلمان الإقليم، كي تكون مسؤولة عن المفاوضات بين الطرفين وتشرف على أداء ممثلي الإقليم الذين يتولون مناصب عليا كالوزراء والبرلمانيين بهدف مراقبتهم ومن ثم تقديم تقريرها إلى البرلمان».

 

 

حملة لتطهير البصرة من مخلفات الحروب
الحياة..البصرة – أحمد وحيد

تعكف محافظة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) على تطهير اراضيها من مخلفات الحروب التي خاضها العراق منذ ثمانينات القرن الماضي، في محاولة لاستقطاب الاستثمار الدولي.

وقال معاون محافظ البصرة يوسف جواد لـ «الحياة» ان المحافظة تعتزم «تنفيذ خطة جديدة لتطهير محيط المحافظة من الألغام. نحن نحتاج بشدة إلى الأموال للنهوض باقتصاد المحافظة المدمر بفعل سنوات من الحروب والإهمال والعقوبات الدولية».

ولفت إلى أن «المعلومات تشير إلى أن كلفة تنظيف الأراضي الملوثة بالألغام والمقذوفات تراوح بين 0.5 إلى 0.9 دولار للمتر المربع الواحد».

وقال نائب رئيس هيئة الإستثمار حيدر علي ان «الحكومة تعمل على تطهير أهم الأماكن في المحافظة لإدخالها ضمن الخارطة الإستثمارية». وأوضح إن «أبرز مخلفات الحروب هي الألغام والقنابل غير المنفلقة والمقذوفات وأجسام مشعة أخرى طمرت تحت التربة، لكن الكثير منها معرض للانفجار، وهذا ما يضيع على المحافظة الكثير من فرص الإستثمار في بعض المناطق المهمة. نحن نحتاج إلى تطهير الأراضي التي يمكن بناء مجمعات سكنية فيها، فالسكان في نمو والأراضي الملغمة ليست بعيدة عن التصميم الأساس للمدينة».

وقال رئيس المنظمة العراقية لإزالة الألغام في البصرة أياد الكنعان لـ «الحياة» إن «غياب الدعم الدولي وعدم استغلال امكانات الجيش يعني أنه ليس بمقدور أحد تطهير اراضي البصرة من الالغام ولو بعد سنوات». وأضاف: «هناك أقضية وقصبات بكاملها في شرق البصرة هجرها سكانها وتحولت من جنان وأراض زراعية خصبة وغابات نخيل إلى صحارى ملغّمة قاحلة». وزاد: «ما زال هناك 80 في المئة من الالغام منتشرة في البصرة وقد قدمت بعض المنظمات الدولية مساعدة لكنها لم تتمكن من إزالة أكثر من 400 ألف لغم خلال عملها». وتابع إن «البعض ينقل التربة الزراعية من تلك المناطق لاستخدامها في الحدائق المنزلية والعامة، ما عرض أرواح الكثيرين للخطر».

وأشار إلى أن «هناك منظمات لإزالة الألغام تعمل في الجنوب تفيد بأن العدد قد يكون تضاعف ثلاث مرات بعد الحرب الاخيرة. وتمتد خريطة انتشار الالغام في الشرق من قضاء الفاو 90 حتى شمال البصرة عند منطقة السويب كما تنتشر في غرب البصرة على الشريط الحدودي المحاذي لدولتي الكويت والسعودية».

ولفت عضو مؤسسة السلام في العراق قاسم العبدالله إلى أن «الحكومة المحلية تتابع موضوع إزالة الألغام لإيجاد مساحات إستثمارية جديدة ولكن الموضوع مكلف».

 

 

مجلس محافظة واسط يطالب اقليم كردستان بتسليمه اربعة أشقاء متهمين بارتكاب جرائم
 

الحياة..الكوت (العراق)- أ ف ب - طالب مجلس محافظة واسط أمس حكومة اقليم كردستان بتسليمه اربعة اشقاء مطلوبين بتهمة القتل العمد، بينهم اثنان كانا يعملان قائدين في قوة خاصة شكلت بإشراف الاميركيين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس مجلس المحافظة محمد عبد الرضا طلال قوله ان «المجلس طالب خلال جلسته اليوم (أمس) بالإجماع حكومة اقليم كردستان بتسليم المقدم عزيز الامارة، آمر فوج التدخل في واسط سابقاً وأشقائه الثلاثة بتهم قتل واغتصاب».

وأضاف ان «مذكرة قضائية صدرت بحق الاشقاء الاربعة وفقاً للمادة 406 وعلى حكومة الاقليم الالتزام بذلك وتسليمهم إلى القضاء».

وكان عزيز الامارة اقيل من منصبه الذي شغله اربع سنوات العام الماضي، بعد قمعه احتجاجات في الكوت للمطالبة بالخدمات.

اما شقيقه ماجد فكان آمر قوة الرد السريع في الحلة (100 كلم جنوب بغداد) فيما كان الأخ الثالث ضابطاً برتبة ملازم والرابع جندياً في هذه القوة الخاصة نفسها التي شكلت بإشراف القوات الاميركية.

وجاء في المذكرة القضائية ان الأشقاء الاربعة ارتكبوا اعمال قتل واغتصاب اثناء تنفيذهم العمليات لكنهم فروا قبل صدورها الى اقليم كردستان.

وهذه القضية هي الثانية التي يطلب فيها من اقليم كردستان تسليم مطلوبين لديه بعد قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المطلوب بتهم قيادته فرق موت ورفض الإقليم تسليمه الى القضاء.

 

 

الرئيس اليمني يعدل عن السفر للخارج بعد مماطلة واشنطن في منحه تأشيرة
الخميس, 05 يناير 2012
الحياة..صنعاء - فيصل مكرم
 

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عدوله عن السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال العلاج من إصابته في تفجير مسجد دار الرئاسة مطلع (حزيران) يونيو العام الماضي، وقال انه قرر البقاء في اليمن في ظل الظروف الخطيرة التي يجتازها، استجابة لتوصية قيادات حزبه «المؤتمر الشعبي العام» في الحكومة ومجلسي النواب والشورى واللجنة العامة (المكتب السياسي)، وحرصاً منه على توفير سبل نجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وجاء إعلان صالح عدوله عن السفر في اجتماع عقد امس برئاسته لعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى واللجنة العامة والهيئة الوزارية لحزب «المؤتمر» وكرس لبحث المستجدات المتعلقة بالأزمة، وحال التجاذب السياسي والاتهامات المتبادلة بين أطراف الوفاق الوطني بمحاولة الانقلاب على التسوية السياسية وعدم الالتزام بتنفيذ بنودها وفقاً للتراتبية التي نصت عليها الآلية التنفيذية، وقرار مجلس الأمن الرقم 2014.

ويرى مراقبون للتطورات اليمنية ان الغاء صالح سفره إلى الخارج جاء بمثابة رد على مماطلة واشنطن في منحه تأشيرة زيارة بصفته رئيساً للدولة اليمنية، وإصرارها على منحه تأشيرة لغرض العلاج لمدة محددة، وهو ما رفضه، ودفع بقيادات «المؤتمر» إلى التوصية بعدم سفره.

وتم إبلاغ صالح بالقرار خلال اجتماع الأمس الذي اتهم أحزاب «اللقاء المشترك» بارتكاب الخروق والتسويف والتعطيل للمبادرة الخليجية من خلال التصعيد الإعلامي والميداني، ودعا الحكومة وأحزاب المشترك للالتزام بالمبادرة كمنظومة متكاملة.

وجاء في مناشدة قيادات «المؤتمر» لصالح بعدم السفر، ان «الظرف الصعب يتطلب وجود الرئيس في البلاد»، معتبرة ان سفره سيشكل خطراً على الأوضاع وعلى المؤتمر، بالإضافة إلى رعاية الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 الشهر المقبل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لم يحضر الاجتماع.

ودعا الاجتماع كافة قيادات المؤتمر الى الوقوف مع الهيئات والمؤسسات وعدم تسليمها للفوضى أو تعريضها للانهيار، وقال ان أي تغيير في المناصب يجب ان يخضع للقانون، داعيا أحزاب «اللقاء المشترك» الى الكف عن التصعيد في المؤسسات وعدم إدخال البلاد في أتون صراع لا أحد يعلم نهايته.

واكد ان هذا السلوك «يعد هدماً للمبادرة الخليجية وانقلاباً عليها»، متهماً «المتطرفين» من أحزاب المعارضة «بالالتفاف عليها عبر التأجيج الإعلامي والاستفزازات وغيرها من الأفعال التي لا تتفق مطلقاً مع المبادرة وقرارات مجلس الأمن أو مع مبدأ التوافق الوطني».

 

 

عدن: قتيلان و15 جريحاً في هجوم متطرفين على فندق
 

الحياة..عدن (اليمن) - ا ف ب - شن مسلحون متطرفون هجوما فجر امس على فندق في مدينة عدن الجنوبية لاشتباههم بادارة اعمال دعارة فيه، ما أسفر عن مقتل شخصين واصابة 15 آخرين.

وقال مصدر في الشرطة «ان متطرفين هاجموا فندق ليالي دبي الواقع في حي السنافر بالشيخ عثمان واطلقوا النار على العاملين قبل ان يضرموا النار في الفندق»، موضحاً ان الهجوم اسفر عن مقتل شخصين واصابة اكثر من 15 من النزلاء.

وذكر شهود أن أكثر من عشرة مسلحين اضرموا النار في الفندق فحاول النزلاء الهروب بواسطة حبال انزلوها من طبقات الفندق الخمس، فسقط معظمهم على الارض وتوفي اثنان منهم في الحال. واضافوا ان المتطرفين يشتبهون بوجود نشاط دعارة في الفندق.

وأكد مصدر طبي في «مستشفى الجمهورية» وصول ما يزيد عن 13 جريحاً معظمهم يعاني من كسور.

 

مسلحو «القاعدة» يتخذون من جنوب اليمن ملاذا

مخاوف من سيطرتهم على عدن بعد توغلهم في مناطق عدة بالبلاد
جريدة الشرق الاوسط... زنجبار (اليمن): سودارسان راغافان*
في هذا الركن من جنوب اليمن تدور رحى معركة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة مثلما هي مهمة للحكومة اليمنية المحاصرة. في كل يوم تشتبك القوات اليمنية المدعومة من الأميركيين في قتال شرس لاستعادة أرض من الإسلاميين في صراع بين جيش نظامي وجماعة مسلحة تتوق لشن هجمات على الولايات المتحدة في عقر دارها. كل يوم يزداد شعور الجنود بالحصار. ويقول الملازم عبد المحمد صالح، الذي يخدم في نقطة تفتيش على طريق سريع مقفر يربط بين زنجبار ومدينة عدن: «نحن مثل جزيرة وسط بحر تنظيم القاعدة، فهم يحاصروننا من كل جانب». وتعد هذه المعركة واحدة من سلسلة معارك على الحدود أنهكت اليمن على مدى العام الماضي وخلفته في حالة من التمزق. ومع دخول الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي أجبرت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التخلي عن منصبه، ما يقارب العام استغل تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» والمتعاطفون معه فرصة هذه الاضطرابات. لقد اجتاحوا في مايو (أيار) الماضي أجزاء كبيرة من محافظة أبين ومن بينها العاصمة الإقليمية. ويسيطرون اليوم على جزء كبير من هذه المنطقة الاستراتيجية القريبة من خطوط شحن النفط. وقد استهدف تنظيم القاعدة بالفعل الولايات المتحدة عدة مرات؛ منها وضع طرد مفخخ على متن إحدى الطائرات المتجهة للولايات المتحدة العام الماضي. وهدف التنظيم المعلن هو إقامة إمارة إسلامية في اليمن، التي يخشى المسؤولون الأميركيون أن تستخدم أراضيها قاعدة لشن هجمات ضد الولايات المتحدة. ربما تكون هذه القاعدة قد بدأت في التشكل بالفعل، حيث كشفت أول زيارة لصحافي غربي لزنجبار منذ استيلاء المسلحين الإسلاميين على المدينة عن تركز وتحصن المسلحين بالمنطقة.
وعلى مدخل القاعدة العسكرية الوحيدة الباقية في هذه المدينة المهجورة، أخذ علي الخطيب يراقب الطريق المقفر. وبدا على الجندي اليمني الذي يمسك بجهاز لاسلكي وبندقية كلاشنيكوف الإنهاك والإعياء مثل المكان المنكوب. وقال الخطيب وهو منفعل: «لقد هاجمونا ثلاث مرات اليوم». ولدى حكومة صالح سجل مختلط متضارب في التعامل مع الجماعات المتطرفة، فصالح حليف اسمي للولايات المتحدة تعهد بهزيمة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، لكن يقول المنتقدون إن حكومته مسؤولة عن حالة عدم الاستقرار التي أتاحت للتنظيم والجماعات المسلحة الأخرى الازدهار. ورغم عدم تعاطف المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية مع «القاعدة»، فإن التنظيم يعد من القوى الإقليمية التي استغلت الفوضى الناتجة عن الاحتجاجات في السيطرة على مناطق والحصول على السلطة. ويخشى كثيرون من احتمال مواجهة اليمن سنوات من الاضطرابات قبل إقامة نظام يوحد البلاد.
أما في الشمال، فيسيطر المتمردون الحوثيون الشيعة على ثلاث محافظات. وفي الجنوب ترتفع الأصوات المطالبة بالانفصال. وفي العاصمة الممزقة صنعاء يسيطر رجال القبائل المسلحون ووحدات الجيش المنشقة على أحياء كاملة مدفوعين بالخوف من استمرار تشبث صالح بالسلطة، حيث ما زالت أسرته والموالون له يحكمون سيطرتهم على قوات الأمن ويشغلون المناصب المهمة في الدولة. وفي ظل ارتباك واضطراب حكومة صالح، كثفت الولايات المتحدة العمليات الأمنية ضد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» ونجحت في قتل كثيرين من كبار قيادات التنظيم بالقصف الجوي.
مع ذلك، لهذه الاستراتيجية حدود في زنجبار. ويبعد استاد زنجبار الرئيسي لكرة القدم أقل من ميل عن الطريق السريع. وعلى أطرافه يوجد مجمع سكني لم يتم الانتهاء من تشطيب وحداته بعد، لكن يحمل آثار قذائف الهاون. وعلى السطح، يراقب الجنود الوضع من خلف أكياس من الرمل، بينما تقف دبابتان على مقربة منهم. وداخل الاستاد جدران متهدمة جراء القصف، وينتشر الحطام والرصاص على العشب الصناعي الأخضر. ظهر الإسلاميون في مارس (آذار) الماضي، حيث سيطروا على مدينة جعار والمناطق القريبة منها، وفي نهاية مايو (أيار) الماضي، دخلوا زنجبار. واستولوا على مبان حكومية ونهبوا مصارف ومخازن تابعة للجيش. وهرب أكثر القوات وضباط الشرطة والمسؤولون المحليون من مدينة زنجبار القديمة التي كانت يوما ما مركز تجارة كبيرا مع الشرق الأقصى. كذلك نزح عشرات الآلاف من سكان المدينة، مما أدى إلى كارثة إنسانية.
وبحسب قادة عسكريين ومدنيين يمنيين، كانت أعداد المقاتلين تتراوح بين 700 و1000 مقاتل ويضمون مقاتلين من السودان والصومال وباكستان والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا، وكان بعض هؤلاء المقاتلين ذوي شعر ولحى طويلة، وكانوا يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة».
ودفعت سهولة استيلاء «القاعدة» على الأراضي منتقدي الرئيس اليمني إلى اتهامه بالتخلي عن الأراضي عمدا لإقناع الولايات المتحدة وجيران اليمن أن الفوضى هي البديل في حال تنحى عن السلطة. في الوقت ذاته، وصفت رموز بارزة وجود «القاعدة» في أبين بأنه كان مبالغا فيه، وأنها محاولة من صالح للبقاء في السلطة.
ويقول وضحان علي سعيد، جندي نحيل في العشرين من العمر، يحمل ندوب رصاصة قناص في ظهره، إنه وزملاءه الجنود عاشوا على الأرز وماء الآبار لأكثر من شهرين قبل أن تسقط الطائرات الأميركية طرودا من المواد الغذائية في القاعدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف أن المقاتلين قتلوا في أحد الأيام 10 جنود داخل القاعدة. وبعد وصول التعزيزات وفي وقت لاحق من شهر سبتمبر الماضي، تمكن الجنود من رفع الحصار، لكن المتطرفين واصلوا الضغط والتحرك في خلايا منظمة للغاية، مستخدمين في ذلك مكبرات الصوت خارج القاعدة في اعتداء نفسي على الجنود هناك.
وقال سعيد: «قالوا إنهم أتباع أسامة بن لادن. وأعطونا محاضرات عن الإسلام، ثم أخبرونا أنهم سيدخلون القاعدة الليلة».
بيد أن المقاتلين الإسلاميين لا يزالون يسيطرون على أكثر من نصف هذه المدينة بما في ذلك وسط المدينة. ويهيمنون على مناطق أخرى في أبين ومحافظة شبوة القريبة، حيث فرضوا أحكام الشريعة الإسلامية. في الوقت ذاته، تنشط خلايا «القاعدة» بشكل كبير في عدن، حيث شنت حملة اغتيالات وهجمات انتحارية.
وقال اللواء محمود السوملي، قائد «اللواء 25» إن الولايات المتحدة تساعد بالمعلومات الاستخباراتية، لكن جنوده يفتقدون إلى مناظير الرؤية الليلية وبنادق القناصة والمعدات العسكرية الأخرى للقتال بشكل متكافئ مع الإسلاميين. أضف إلى ذلك أن وحدات مكافحة الإرهاب التي تلقت تدريبها في الولايات المتحدة صغيرة العدد.
لكن عدن قد لا تكون آمنة هي الأخرى. فيقول العميد عوض القتابي، رئيس لجنة الأمن القومي في المدينة: «إذا لم ننجح في إيقافهم، سيكون هدفهم التالي عدن».
جلب من فروا من أبين قصصا مثيرة للقلق معهم حول الحياة في ظل الإسلاميين التي يشبهون حكم طالبان في أفغانستان، حيث يعاقب على شرب الخمر بالإعدام، كما أن الصلاة إلزامية وتتم مراقبتها عن كثب من قبل المسلحين، وفي الوقت ذاته، فإن التلفزيون محظور، كما هو حال الاتصال مع الغربيين.
بيد أن البعض الآخر هرب من غضب المتشددين الإسلاميين، فيقول ماهر علي، 17 عاما، إنه ألقي القبض عليه قبل شهرين وهو يسرق الكابلات الكهربائية من أحد المحلات، وأوضح لمعتقليه الجهاديين أنه عاطل عن العمل وجائع، وأنه في حاجة إلى نقود لشراء الغذاء. أخذوه إلى أرض خالية، حيث يوجد رجل يحمل حقيبة من السكاكين، وقاموا بعصب عينيه، وسأله صوت أي اليدين يود أن تقطع. طلب علي الرحمة، فسمع الصوت يقول قبل أن تسقط السكين على معصمه الأيسر: «هذه شريعة الله».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

 


المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,049,553

عدد الزوار: 7,013,438

المتواجدون الآن: 76