اخبار وتقارير..تركيا «المريضة» بالأكراد..تجميد أوكرانيا...الانفصاليون يحاولون استعادة بلدة شرق أوكرانيا عشية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار

«طالبان باكستان» تصعّد ضد الشيعة...منتدى مراكش للأمن يدعو إلى مواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود...كنز معلومات استخباراتي في {لابتوب} أبو البراء الكويتي...الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لروسيا في سوريا

تاريخ الإضافة الأحد 15 شباط 2015 - 7:37 ص    عدد الزيارات 1684    القسم دولية

        


 

الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لروسيا في سوريا
النهار...مروان اسكندر
لروسيا ثلاثة اهداف يمكن وصفها بالاهداف الاستراتيجية في سوريا، ومن هذه هدفان ينبعان من المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة. فمن الواضح ان الولايات المتحدة تسعى لاسباب مختلفة الى تحجيم روسيا دولياً وتقليص دورها في نطاق امدادات الطاقة عالمياً، وانخفاض اسعار النفط خلال السنة المنصرمة كان الى حد بعيد نتيجة زيادة انتاج الغاز الصخري والبترول الصخري في الولايات المتحدة.
في المقابل، تحاول روسيا التأقلم ولو موقتاً - سنة الى سنتين - مع انخفاض اسعار النفط والغاز - وان يكن الى حد اقل بالنسبة الى الغاز - عن سبيل استعمال الاحتياط النقدي المتوافر لديها، وتوثيق التعاون مع الصين التي انجزت معها روسيا اتفاقاً لتصدير كميات من الغاز مستقبلاً بقيمة 400 مليار دولار، وانجاز اتفاقات اوسع مع ايران لتزويدها الغاز في انتظار الغاء العقوبات على طهران، ومن بعد تكثيف استخراج النفط الصخري في روسيا. والتقديرات الحكومية الاميركية تشير الى ان ثروة روسيا من هذا المصدر، تفوق ما هو متوافر حتى في الولايات المتحدة. وأخيراً يرجح ارتفاع اسعار النفط بعد الانخفاض التدريجي لانتاج الغاز والنفط من صخور الطفال في الولايات المتحدة، الامر الذي بدأت ملامحه تتضح مع انخفاض هذا الانتاج بنسبة 20 في المئة، وانخفاض اسعار سندات الدين لشركات انتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة، بسبب ديونها البالغة 260 مليار دولار، بنسبة 40 في المئة حتى تاريخه. بكلام آخر، اذا كانت هذه الديون متوافرة من مستثمرين اميركيين في المقام الاول، قد تبلغ الخسارة 100 مليار دولار للأميركيين من هذا الانخفاض.
نعود الى أهداف روسيا في سوريا. الهدف الاول الذي لا يمكن وصفه بانه جيوسياسي متعلق بالمواجهة الاميركية - الروسية، يتمثل في مساعدة الحكم السوري على مواجهة تحدي الحركات الاسلامية المتطرفة. فمن المعروف ان غالبية مقاتلي "داعش" من جنسيات غير سورية، وهنالك فريق كبير العدد من الاسلاميين الشيشان المتشددين، ولروسيا كما للولايات المتحدة مصلحة في تقليص عدد هؤلاء، إضافة الى أي اعضاء آخرين في صفوف المتطرفين.
وللتذكير نشير الى ان استاذاً اميركياً للعلوم السياسية له ارتباط بوزارة الخارجية الاميركية وضع مقالة مطولة قبل سنة أكد فيها ان الحرب في سوريا مستمرة لزمن طويل، لان للأميركيين والروس مصلحة في ذلك لأن الهدف المشترك ضبط خطر الجهاديين، وللبلدين مصلحة في ذلك. وبالتأكيد مصلحة روسيا في تقليص عدد المقاتلين الشيشان ملحة وكبيرة.
وبالنسبة الى الهدفين الجيوسياسيين المتعلقين بالمواجهة الدولية بين روسيا والولايات المتحدة. لروسيا قاعدة لقواتها البحرية في طرطوس في سوريا، وهي القاعدة الوحيدة المتوافرة لهار في البحر المتوسط، في حين ان للولايات المتحدة قواعد متعددة وتسهيلات كبيرة في عدد من البلدان المتوسطية.
والوجود الروسي في طرطوس ومحيطها وفر للمنطقة الممتدة بين طرطوس وبانياس وضعاً امنياً متميزاً عن بقية المناطق السورية، وهذه المنطقة باتت تعج بالمسلمين السنة والمسيحيين، الى العلويين. وخلال الأشهر الأخيرة ارتفع عدد الشقق المبيعة من هؤلاء وبعض العلويين المقيمين في طرابلس، كما من عدد ملحوظ من المسيحيين، والشعور السائد لدى المقبلين على الاقامة في هذه المناطق، ان المستقبل سيشهد اقامة دولة علوية يتعايش فيها الجميع، انما بقيادة علوية قد تكون من نصيب الرئيس السوري، مهما أصر على وحدة سوريا. والسؤال هو من أين تتوافر القدرة لهذه المنطقة ان تصير اقتصادياً مكتفية وربما مزدهرة، وهنا يظهر الهدف الاستراتيجي الجيوسياسي الثاني لروسيا في سوريا.
يوم عيد الميلاد عام 2013 وقعت شركة سيوز نفط غاز الروسية الحكومية التي يديرها وزير سابق للطاقة في روسيا عقداً للتنقيب عن النفط والغاز في الامتداد البحري بين بانياس وطرطوس لمدة 25 سنة. ومعلوم ان المصافي الحديثة في سوريا هي في بانياس - اضافة الى مصفاة في حمص - وهذه المدينة يدور حولها وفيها النزاع بين القوات الاسلامية والقوات الحكومية.
الروس مقتنعون بان ثروات النفط والغاز في مجال استثمارهم كبيرة. فالدراسات الجيولوجية الاميركية التي أوضحت الامكانات المتوقعة للغاز والنفط تؤكد وجود كميات كبيرة في هذه المنطقة.
في المقابل، احتياطات النفط والغاز المكتشفة والمطورة في سوريا موجودة في منطقة دير الزور، والمنطقة الكردية، والاسلاميون يسيطرون على دير الزور وحقول النفط والغاز فيها. والاكراد لهم السيطرة في مناطقهم، وهم بالفعل أوجدوا أسس حكومة محلية منذ وقت ليس بقصير، وقد وجدوا في نجاحهم في صد قوات "داعش" و"النصرة" في كوباني ثقة في قدرتهم على حماية مناطقهم والتمتع بمواردها.
وجدير بالذكر ان الموارد النفطية والغازية في منطقة دير الزور والمناطق الكردية مرشحة للنضوب بعد بضع سنوات، الأمر الذي يعني ان موارد المناطق البحرية ستكتسب أهمية كبرى في المستقبل.
اضافة الى كل ذلك، وضع الاميركيون دراسات في إشراف وزارة الخارجية خلال تولي هيلاري كلينتون مسؤوليتها توصي بان يكون استغلال هذه الثروة في أيدي شركات اميركية واخصها الشركة التي اكتشفت حقول الغاز في اسرائيل، والتي يمثلها في علاقاتها بالدوائر الاميركية، الرئيس الاميركي سابقاً بيل كلينتون.
وتفيد دراسات الاميركيين ان تطوير موارد شرق البحر المتوسط يجب ان يكون تحت سيطرتهم وان يؤدي الى تصدير الغاز الى تركيا ومن ثم الى الاسواق الاوروبية، فتكون النتيجة تقليص دور روسيا في مجال تزويد تركيا الغاز، الذي هو على مستوى 70 في المئة من الحاجات التركية حالياً.
ان كل هذه التوقعات والتوصيات معروفة لدى الروس وهم يهدفون من انجاز اتفاق البحث والتنقيب في المياه السورية قبالة بانياس وطرطوس الى احباط التوقعات الاميركية، وتوفير موارد تجعل هذه المنطقة مقاطعة مزدهرة.
وربما زاد من ازدهار المنطقة في حال نجاح البحث والتنقيب عن الغاز والنفط وانتاجهما ان المنطقة البرية المحيطة ببانياس وطرطوس هي من أجمل المناطق في سوريا وجبالها التي تغطيها اشجار الصنوبر كانت تستقطب المصطافين العرب بعشرات الالاف، وفي حال استتباب الامن في المنطقة وتعزيز الحكم العلوي قد تتحقق الكفاية الاقتصادية لحكم منطقة مستقلة عن بقية المناطق السورية، ويصير واقع تقسيم سوريا الذي هو الوضع القائم بمثابة الوضع الدائم في المستقبل المنظور.
 
كنز معلومات استخباراتي في {لابتوب} أبو البراء الكويتي
تسبب في سلسلة عمليات ضد «القاعدة» داخل أفغانستان
الشرق الأوسط..واشنطن: ماثيو روزنبرغ وإريك شميدت
هبطت فرقة من كوماندوز الاستخبارات الأفغانية برفقة قوات العمليات الخاصة الأميركية إلى قرية يعتقدون بوجود أحد زعماء تنظيم القاعدة مختبئا فيها في الوقت الذي سرت فيه قشعريرة شتاء أكتوبر (تشرين الأول) بين الممرات الجبلية الفاصلة بين ملاذات المتشددين في أفغانستان وباكستان.
وحصلت القوة الأفغانية – الأميركية المشتركة على مبتغاها، وهو رجل مقرب من أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» يدعى أبو البراء الكويتي. كما استولوا على ما وصفه المسؤولون من كلا البلدين بأنه كنز استخباراتي وهو «لابتوب» يضم ملفات مفصلة حول عمليات تنظيم القاعدة على جانبي الحدود بين البلدين.
وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون، إن المعلومات الاستخبارية التي توصلوا إليها تساوي أهمية المعلومات التي عثروا عليها في الحاسوب الشخصي لأسامة بن لادن في أبوت آباد، باكستان، الذي قتل عام 2011.
وخلال الأشهر التالية على ذلك، أدى كنز المعلومات الاستخباراتي الذي عثروا عليه, إلى سلسلة عمليات ضد «القاعدة» داخل أفغانستان.
ويعكف خبراء الاستخبارات الأفغانية والأميركية على تحليل البيانات والملفات المصادرة في «لابتوب» أبو البراء الكويتي.
من جهة أخرى, وقع الرئيس الأفغاني المنتخب حديثا، أشرف غني، على اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تزيل القيود المفروضة على تنفيذ الغارات الليلية بواسطة القوات الأميركية والأفغانية، والتي بدأت إبان عهد سلفه الرئيس حميد كرزاي.
 
منتدى مراكش للأمن يدعو إلى مواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود
تشارك فيه 74 دولة لمناقشة مخاطر الإرهاب الكيميائي والبيولوجي
الشرق الأوسط...مراكش: عبد الكبير الميناوي
أكد المشاركون في الدورة السادسة لـ«منتدى مراكش للأمن»، الذي احتضنته أمس مدينة مراكش المغربية، على ضرورة اعتماد مقاربة شمولية ترتكز على تقاسم التحديات الأمنية، وعدم الاكتفاء بالمقاربة الأمنية في التصدي للتهديدات الإرهابية التي تواجه أفريقيا، ومن أبرزها مخاطر الإرهاب الكيميائي والبيولوجي.
 وأبرز المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، المنظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، في موضوع «أفريقيا في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللا متماثلة»، أن التهديد الإرهابي المتزايد يفرض التعجيل باعتماد مقاربة شمولية ترتكز على تحقيق الأمن ورفع تحدي التنمية، وتقاسم أكبر للتحديات الإرهابية التي تواجهها القارة الأفريقية.
وأكد محمد بن حمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أن الدول الأفريقية والمنتظم الدولي مدعوون إلى إرساء أسس مقاربة شمولية تربط بين النمو الاقتصادي، والحكامة والتنمية في محاربة تنامي التهديد الإرهابي، مشيرا إلى أن تقاسم التحديات الأمنية يساهم في إنجاح أي توجه للتصدي لظاهرة الإرهاب.
وشدد بنحمو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على أن «اختيار موضوع دورة هذه السنة من «منتدى مراكش للأمن»، التي تعرف مشاركة أكثر من 300 من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين والخبراء، ينتمون إلى 74 دولة ومنظمة، جاء في «سياق استشرافي لتطور الأحداث، خصوصا بعد ظهور ظاهرة المقاتلين الأجانب، وتفاقم الأزمات التي تعرفها عدة مناطق في أفريقيا، بشكل أكد أن التحدي الأكبر القادم سيكون أمنيا بالأساس».
وزاد بنحمو، قائلا إن «السؤال المطروح في الوقت الراهن هو كيف يمكن أن نبلور أجوبة على التحديات الأمنية المطروحة»، مشددا على أن «المواجهة لا تعني بالضرورة الاكتفاء بالمقاربة الأمنية، التي تستدعي رغم أهميتها الانفتاح على مقاربات تهم تحقيق التنمية، ومدى احترام حقوق الإنسان وتفعيل الحكامة الجيدة».
ورأى بنحمو أن «التهديدات الجماعية التي تواجه القارة السمراء تتطلب ردا جماعيا وتعاونا منفتحا على الجميع، بدل اعتماد سياسات انفرادية لا تحقق النتائج المرجوة».
وبعد أن أكد على أن «أفريقيا تبقى قارة للفرص والمستقبل»، شدد بنحمو على الحاجة إلى أن تكون أفريقيا «فضاء للأمن والاستقرار والتنمية بإبعاد كل أشكال الفراغات الأمنية التي تنتج الهشاشة»، موضحا بأن «الطبيعة إذا كانت تخشى الفراغ فإن الإرهاب والجريمة المنظمة ينتعشان ويتنفسان في الفراغات».
وعن التوصيات التي يمكن أن تنتهي إليها أشغال المنتدى، تحدث بنحمو عن «اتجاه إلى خلق وعي جماعي لمواجهة التحديات المشتركة، والتحسيس بمخاطر عدد من التهديدات الإرهابية البيولوجية والكيماوية، والدفع في اتجاه العمل المشترك والتعاون، طالما أن الأمن ملك مشترك، ينبغي أن تساهم فيه جميع الأطراف، بدل أن يحتكره أو يستغله طرف بمعزل عن الآخرين».
من جانبه، أكد رير أدميرال كيفين، مدير الاستراتيجيات والمخططات والبرامج بالقيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا، في مداخلته على أهمية إبرام تحالفات بين الدول وإجراء تحالفات إقليمية وقارية ودولية من أجل التصدي لتهديد إرهابي عابر للحدود. ولاحظ كيفين أنه ليس بمقدور أي دولة، مهما بلغت قوتها، أن تواجه التهديدات الإرهابية بمفردها، داعيا إلى إدماج عناصر أساسية في جهود محاربة الإرهاب وتحقيق أهدافها، من قبيل تحقيق التنمية واحترام حقوق الإنسان، والنهوض بالحكامة الجيدة.
من جهته، أشار نارسيس موويل كومبي، المستشار الخاص برئاسة جمهورية الكاميرون، إلى أن الإرهاب يعد التحدي الأمني الأكثر حضورا في أفريقيا، نظرا لطابعه متعدد الأشكال والأبعاد. ورأى كومبي في الحرب التي تشنها جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا تجليا للتهديد الإرهابي العابر للحدود بأفريقيا، انطلاقا من كون هذه الجماعة أضحت تهدد أمن واستقرار عدد من البلدان، من بينها نيجيريا والكاميرون والنيجر، وتشاد وبنين، ولذلك دعا إلى «تقاسم التحديات الأمنية بين الدول»، تفعيلا لمبدأي «المبادئ العالمية الرافضة للتطرف، والمسؤولية الأخلاقية التي تقتضي تقديم الدعم القوي لضحايا الإرهاب».
ويعد «منتدى مراكش للأمن»، المنظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، بشراكة مع الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية، الأكبر من نوعه في القارة، حسب بنحمو، وقد اختار منذ إطلاقه أن يشكل فضاء للنقاش والتحليل، وتبادل التجارب حول الأمن في القارة السمراء.
ويناقش المشاركون، في دورة هذه السنة، التي تختتم اليوم، عدة قضايا أمنية، أبرزها «نقاط الضعف الأمنية في شمال أفريقيا، وتطور التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللامتماثلة»، و«بؤر الانفصال والتمرد»، و«تحديات الأمن البحري في المتوسط والقرن الأفريقي وجنوب الأطلسي، وقضية القرصنة والإرهاب»، و«تهديدات الأمن الصحي في أفريقيا»، بالإضافة إلى «التهديدات الصاعدة ومخاطر تهديدات الإرهاب الكيميائي والبيولوجي» و«المقاتلون الإرهابيون الأجانب»، و«أفريقيا في مواجهة الجريمة الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني».
 
«معركة الأراضي» تتكثف شرق أوكرانيا
كييف، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز -
في انتظار بدء تطبيق اتفاق «مينسك 2» لوقف النار شرق أوكرانيا غداً، كثف الانفصاليون الموالون لروسيا قصف جنود القوات الحكومية المحاصرين في بلدة ديبالتسيفي، ما يشير إلى إصرار المتمردين على استعادتها قبل موعد سريان الهدنة، باعتبارها موقعاً استراتيجياً لربط منطقتي نفوذهم في دونيتسك ولوغانسك. (
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في ختام قمة مينسك أول من أمس، أن الانفصاليين يتوقعون انسحاب حوالى 8 آلاف من جنود كييف من ديبالتسيفي قبل غد.
وأعلن الناطق العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو مقتل 11 جندياً في الاشتباكات، مكرراً اتهام الانفصاليين بـ «تعزيز مواقعهم في الأجزاء الرئيسية من الجبهة، ومواصلتهم عمليات القصف بالوتيرة ذاتها مقارنة بالأيام السابقة، مع توسيعهم نطاقها الجغرافي من 32 الى 48 منطقة سكنية».
كذلك، أحصت إدارات المناطق الشرقية الموالية لكييف سقوط 7 مدنيين، مشيرة إلى أن القصف المدفعي لا ينحصر في مواقع عملية «مكافحة الإرهاب» فقط، بل يطاول منشآت سكنية ومواقع البنية التحتية للكهرباء والمياه.
وفيما هددت الولايات المتحدة وأوروبا بفرض مزيد من العقوبات على موسكو إذا استولى المتمردون على مزيد من الأراضي قبل غد، أمل وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف في رفع العقوبات عن بلاده قريباً بعد إبرام اتفاق وقف النار في شرق أوكرانيا، وقال: «إنني مقتنع بأن هناك فرصاً لإزالة هذه المشاكل. لقد تعبت كل الأطراف خصوصاً الشركات من نظام العقوبات».
وأشار إلى أن روسيا والمفوضية الأوروبية تنويان استئناف الحوار بينهما في بروكسيل في 3 آذار (مارس) المقبل، لمناقشة انعكاسات اتفاق الشراكة الاقتصادية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، موضحاً أنه «يجب إيجاد حلول لهذه النقطة».
ووقع الاتحاد الأوروبي في نهاية حزيران (يونيو) 2014 سلسلة اتفاقات شراكة تنص خصوصاً على مناطق للتبادل الحر مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، الجمهوريات السوفياتية الثلاث التي تسعى للتقارب مع أوروبا. لكن روسيا ترى أن أوكرانيا لا تستطيع دخول مناطق للتبادل الحر مع موسكو وبروكسيل معاً خوفاً من وصول بضائع إلى أسواقها عبر أراضي أوكرانيا.
وأعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن زعماء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا يتواصلون حول أزمة أوكرانيا، وسيجرون محادثة هاتفية خلال أيام. وأشار إلى أن موسكو تتوقع تنفيذ كل بنود اتفاق «مينسك 2».
 
الانفصاليون يحاولون استعادة بلدة شرق أوكرانيا عشية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار
الحياة..كييف، موسكو - أ ف ب، رويترز -
حذّر مسؤول بارز في الإدارة الأميركية من أن استيلاء انفصاليي شرق أوكرانيا الموالين لروسيا على مزيد من الأراضي، قبل بدء تنفيذ اتفاق «مينسك 2» لوقف النار غداً، سيلحق ضرراً كبيراً بالاتفاق. لكن أعمال العنف تواصلت بمقتل 11 جندياً أوكرانياً وجرح 34 آخرين، إضافة الى مقتل 7 مدنيين بسقوط قذائف على منطقة لوغانسك. وشهدت دونيتسك إطلاق الطرفين صواريخ غراد وعشرات قذائف المدفعية.
وأفاد الجيش بأن «القتال استعر حول ديبالتسيفي» التي يقصفها الانفصاليون منذ أيام بصواريخ وقذائف مدفعية، في محاولة لاستعادتها باعتبارها بلدة مهمة تقع على خط سكك حديد يربط يبن دونيتسك ولوغانسك.
ووصف الناطق العسكري الوضع حول ديبالتسيفي بأنه «صعب»، علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح بعد قمة مينسك أول من أمس، بأن الانفصاليين يريدون أن تسلّم القوات الأوكرانية المحاصرة في ديبالتسيفي أسلحتها قبل تطبيق اتفاق وقف النار.
ويرى محللون أن الانفصاليين سيحاولون استعادة ديبالتسيفي قبل موعد تنفيذ وقف النار منتصف ليل الأحد.
وقال مصدر أوكراني قريب من مفاوضات مينسك، إن «تطبيق الهدنة الأحد نتج من تسوية، لأن الروس أرادوا أسبوعاً». لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، صرّح بأن «روسيا رغبت في وقف نار فوري، وهو ما أكد الانفصاليون صعوبة تنفيذه قبل الأحد، ما حتّم الإصغاء إليهم».
وأكد بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذل خلال قمة مينسك، «جهداً كبيراً لإقناع المتمرّدين بتوقيع الوثيقة» التي تنص أيضاً على توسيع المنطقة المعزولة السلاح، ومراقبة قوات كييف الحدود ومراجعة دستور أوكرانيا.
الى ذلك، أعلن بيسكوف أن زعماء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا يتواصلون حول أزمة أوكرانيا، وسيجرون محادثة هاتفية خلال أيام.
وأشار الى أن موسكو تتوقع تنفيذ كل بنود اتفاق «مينسك 2»، فيما كشف أن أي وعود لم تقدّم في القمة حول إطلاق قائدة الطائرة الأوكرانية المحتجزة نادية سافيتشينكو التي «ستفصل المحاكم الروسية في قضيّتها».
وأمل وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف، في رفع العقوبات الغربية المفروضة على بلاده قريباً، بعد إبرام اتفاق وقف النار في شرق أوكرانيا، وقال: «إنني مقتنع بأن هناك فرصاً لإزالة هذه المشاكل. لقــد تعبت كل الأطراف، خصوصاً الــشركات، من نظام العقوبات».
وأشار الى أن روسيا والمفوضية الأوروبية تنويان استئناف الحوار بينهما في بروكسيل، في 3 آذار (مارس) المقبل، لمناقشة انعكاسات اتفاق الشراكة الاقتصادية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، موضحاً أنه «يجب إيجاد حلول حول هذه النقطة».
ووقّع الاتحاد الاوروبي في نهاية حزيران (يونيو) 2014، سلسلة اتفاقات شراكة تنصّ خصوصاً على مناطق للتبادل الحر مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، الجمهوريات السوفياتية الثلاث التي تسعى الى التقارب مع أوروبا.
لكن روسيا ترى أن أوكرانيا لا تستطيع دخول مناطق للتبادل الحر مع موسكو وبروكسيل معاً، خوفاً من وصول بضائع الى أسواقها عبر أراضي أوكرانيا.
في المقابل، حذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اللذان شاركا في قمة مينسك، روسيا من فرض عقوبات جديدة عليها إذا فشل تطبيق اتفاق «مينسك 2». كما حذّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، في ختام قمة الاتحاد في بروكسيل، من أن الاتحاد «لن يتوانى عن اتخاذ الإجراءات اللازمة» في حال عدم تطبيق الاتفاق.
وقال: «ثقتنا محدودة بالرئيس بوتين، لذا قررنا المضي قدماً في تطبيق عقوبات جديدة في حق 19 فرداً من روسيا وأوكرانيا، و9 كيانات ستدخل حيّز التنفيذ الأسبوع المقبل»، بعدما كان قرر الاتحاد تعليق تطبيقها أسبوعاً للإفساح في المجال أمام نجاح مفاوضات السلام في مينسك.
 
تجميد أوكرانيا
النهار..محمد ابرهيم
أهم إنجاز لقمة مينسك التي جمعت زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا هي أنها أوقفت التصعيد الذي لا يريده أحد. فرغم كل ما ينسب في الغرب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنه يقود حملة توسيع النفوذ الروسي في أوروبا الوسطى بالاستناد إلى الأقليات الروسية في دول الإتحاد السوفياتي السابق، فإن بوتين دخل المفاوضات وعينه على الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الروسي.
وبعدما أضيف إلى العقوبات الأميركية - الأوروبية عامل انهيار أسعار النفط، يصعب على موسكو تحمّل موجة جديدة من العقوبات الغربية. كما أن التلويح بتزويد أميركي- أوروبي للجيش الأوكراني بأسلحة "هجومية" يضع الرئيس الروسي أمام خيار وحيد هو توسيع المواجهة.
ولأن المانيا وفرنسا تراهنان على أن المشروع الأصلي لبوتين ليس ما يُنسب إليه من استعادة أجواء الحرب الباردة، وإنما وقف التدهور في الموقع الروسي في محيطه المجاور، بل وقف زحف الانهيار إلى الاتحاد الروسي نفسه، بادر كل من هولاند وميركل إلى مدّ يد المساعدة للرئيس الروسي، فأمّنا له مخرج وقف إطلاق النار وإقامة منطقة عازلة، في انتظار الوصول إلى تسوية سياسية لمناطق شرق أوكرانيا المتمردة ولوضع الحدود مع روسيا.
وعلى رغم اعتبار أن الاتفاق الأخير هشّ وقابل للخرق وتواجهه عقبات التفاصيل، إلا أن أساسه المتين يبقى تشابه موقع كل من بوتين والرئيس الأميركي، ولو من مواقع مختلفة. فالرئيس الروسي الذي أعاد في المواجهة الأوكرانية الأخيرة اكتشاف نقاط الضعف التي لازمت الاتحاد السوفياتي في مواجهته مع أميركا، وأودت به في النهاية، يواجهه رئيس أميركي يدخل المواجهة مكرهاً إذ ليس في كل إستراتيجيته ما يوحي بأنه يرغب في استئناف التوتر مع روسيا، فيما هو يرفع راية انسحاب أميركا من كل مناطق التوتر، ويدعو لسياسة النفس الطويل في إدارة الأزمات الإقليمية مع أدنى حد ممكن من الحضور الأميركي.
وبات معروفا أن لحظات "القوة" في مواقف أوباما الخارجية ليست أكثر من استجابة لضغوط الجمهوريين الداخلية ولاتضاح أن سياسة الانسحاب الأميركي تعني أن تملأ الفراغ قوى أخرى. هذا فيما الاستراتيجية التي يتبناها أوباما لا تذهب إلى حد الاعتراف بواقع العالم المتعدد القطب، مع ما يستوجبه ذلك من الإقرار بضرورة إعادة رسم مواقع النفوذ بعد انقضاء عقدين ونصف على تجارب القوة العظمى الوحيدة.
لا تستطيع فرنسا وألمانيا أكثر من نزع فتيل الانفجار في أزمة يمكن أن تؤدي إلى ما يتجاوز النيات الأصلية لأطرافها، أما التسوية لأوكرانيا نفسها فإنها تتطلب تجاوز مرحلة الغموض في "نيات" بوتين واستقرار أميركا على استراتيجية واحدة لما بعد الحرب الباردة.
 
«طالبان باكستان» تصعّد ضد الشيعة
الحياة....إسلام آباد - جمال إسماعيل
صعدت «طالبان باكستان» هجماتها ضد الشيعة، انتقاماً لما تصفه بتأييدهم الجيش في حربه ضدها. وأسفر هجوم شنته الحركة على مسجد مكتظ بمصلين من الشيعة، عن مقتل 20 شخصاً وجرح عشرات.
وهاجم 5 أو 6 مسلحين متنكرين بزي الشرطة، المسجد في ضاحية حيات آباد، غرب مدينة بيشاور بعدما تسللوا إليه من باحته الخلفية، وأقدم أحدهم على تفجير حزام ناسف ارتداه، فيما أطلق انتحاري آخر النار على المصلين الذين نجح بعضهم في انتزاع حزام ناسف من مهاجم ثالث وأوسعوه ضرباً، كما أفاد مدير شرطة بيشاور أسد دراني.
وروى شهود أن حوالى 800 مصل كانوا داخل المسجد لدى وقوع الاعتداء الذي يأتي بعد نحو أسبوعين على مهاجمة مسلحين من الحركة مسجداً للشيعة في بلدة شيكاربور شمال شرقي إقليم السند الجنوبي، ما أسفر عن سقوط 60 قتيلاً.
وتتهم «طالبان باكستان» السكان الشيعة خصوصاً في مناطق القبائل، بالوقوف إلى جانب الجيش والاستخبارات و «التخابر مع الولايات المتحدة» لتقديم معلومات عن أماكن مسلحي الحركة وتنظيم «القاعدة» والجماعات المتشددة التي تستهدفها غارات بطائرات من دون طيار.
وتأتي هذه الهجمات بعد أنباء عن لقاء بين مندوبين عن تنظيم «داعش» وقياديين في تنظيمي «لشكر جنكوي» و «أنصار الإسلام» المعاديين لإيران والشيعة في باكستان. وأشارت تقارير إلى أن اللقاء عقد في مدينة كويتا في إقليم بلوشستان خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وعرض «داعش» خلاله دعماً مالياً للتنظيمات المناوئة للشيعة لشن هجمات ضدهم في باكستان، وتجنيد آلاف من المقاتلين للذهاب إلى العراق وسورية.
وأعلنت «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن هجوم أمس، ووصفته بأنه رد على إعدام السلطات الباكستانية الشهر الماضي، «الدكتور عثمان» المخطط للهجوم على مقر قيادة الجيش في العام 2009.
وقال محمد خراساني الناطق باسم الحركة، إن هجماتها ستتواصل على الأهداف الحكومية والموالية لها، إلى أن يوقف الجيش الباكستاني حملته ضد المقاتلين المتشددين في الشريط الحدودي المحاذي لأفغانستان.
وكانت الحكومة الباكستانية أعادت تفعيل عقوبة الإعدام بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو الحركة على مدرسة في بيشاور في كانون الأول، ما أسفر عن مقتل 149 تلميذاً ومدرّساً.
ويأتي الهجوم على المسجد أمس، في ظل قصف جوي وبري يواصله الجيش الباكستاني منذ أيام، في مناطق قريبة من بيشاور يتمركز فيها مقاتلون متشددون.
 
 
تركيا «المريضة» بالأكراد
الحياة..رستم محمود.. * كاتب سوري
لم تمضِ ساعات قليلة على إعلان قوات حماية الشعب الكردية تحرير كامل مدينة كوباني من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، حتى سارعت السلطات التركية إلى رفع علم تركي ضخم للغاية، على التلة التركية المقابلة للمدينة. وبدأ الكثير من رجال الدولة التركية التعبير عن رفضهم لتأسيس أية منطقة سياسية كردية في تلك البلدة الصغيرة!!.
يبدو ذلك مثيراً وكوميدياً في آن. فما الذي يخيف تركيا، هذه الدولة الاستراتيجية بموقعها ودورها في عموم منطقة الشرق الأوسط، بجيشها الضخم القوي في حلف الناتو، واقتصادها المتنوع الذي يحتل مرتبة متقدمة على مستوى العالم، بحداثة مؤسساتها الدولتية وبعشرات الملايين من سكانها، بجغرافيتها الاستثنائية وتاريخيها الإمبراطوري الممتد لعشرات القرون، ما الذي يُرعب هذا الكيان الضخم بكل شيء من هذه البلدة الصغيرة والمحطمة على أطراف حدودها القصية!!.
صحيح أن قادة القرار الاستراتيجي التركي أكثر من يدركون بأن بلدة كوباني هذه، بنموذجها الذي قدمته، وبما استحوذته من تعاطف عالمي، قد تشكل أكبر «سرطنة» قومية يمكن أن تطاول أكرادها الذين في الداخل. فما أن تحررت كوباني من قبضة تنظيم «داعش»، حتى ملأت الاحتفالات شوارع المدن والبلدات الكردية في تركيا، ورفعت بلدية ديار بكر لافتتين ضخمتين للتهنئة بتحرر البلدة الكردية السورية، على أعلى البناية المركزية التابعة لها. لكن يجدر السؤال هنا، أوليست الخشية من ظهور نوازع القومية الكردية، واعتبار أية مشاعر قومية لأكراد الداخل التركي تجاه نظرائهم من أكراد بلدان أخرى خطراً على الأمن القومي للدولة التركية، أوليس ذلك بالضبط هو جوهر العقيدة الأتاتوركية القومية التركية، حيث يريد النظام السياسي الحاكم الجديد التخلص منها، وبناء عقيدة دولتية حديثة، قائمة على قيم المواطنة المتساوية، حيث اعتبار تقسيم البلاد والسلام الاجتماعي الخطين الأحمرين الوحيدين على الأمن الوطني!!. وحيث على هذا الأساس بنى الحزب الحاكم عقيدته السياسية الداخلية، وبها باشر البدء بعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني.
لكن يبدو جلياً ان مؤثرات أخرى، غير تلك التي يظهرها ويبثها الحزب الحاكم، ما زالت شديدة التأثير والفاعلية في الواقع التركي، مؤثرات وآليات لا يستطيع أي حزب أو مؤسسة تجاوزها بسهولة وإرادة ذاتية .
تأتي مؤثرات «التربية» القومية الأتاتوركية في صدارة ذلك، تلك التي ما زالت كثيفة الحضور والفاعلية في المؤسسات التربوية والإعلامية والعسكرية والدستورية والبيروقراطية، منذ قرابة قرن وحتى الوقت الراهن، هذه المؤسسات شديدة المركزية والتوجيه من قبل النخبة التي توارثت على مدى أجيال قيم ومفاهيم هذه الثقافة الأتاتوركية القومية، حتى أنها باتت فاعلاً ومؤسساً عقائدياً ورمزياً في الذات الجمعية لأجيال كثيرة من الأتراك، وباتت مفاهيمها ومنطقها بمثابة بداهات عقلية ومنطقية في الذهن العام.
جزء غير يسير من سيمياء تلك «التربية» القومية يبتغي تثبيت الصفاء القومي لتركيا، كياناً ومواطنين، وبذا يغدو مناهضاً لأية مشاعر أو تعابير أو ممارسات ذات صبغة قومية كردية، ويعتبرها مجتمعة، أيا كان مستواها وهويتها، مضادة لذلك الصفاء القومي المبتغى. فكل الكيانات المركبة والملونة تخدش الشخصية القومية في الذات التركية، فكيف بتلك التي يمكن أن تؤسس على حدودها، وفي كيانات بها تراكيب اجتماعية مطابقة لما في الداخل التركي.
العامل الأخر شديد الأهمية في الذات التركية، يتعلق بمركزية مؤسسة الجيش في الدولة والحياة العامة، بغض النظر عن الصلاحيات والحضور في المتن العام، حيث شذب الحزب الحاكم الحالي الكثير من ذلك، فالجيش في الدولة التركية – وكذلك في الوعي العام للأغلبية المطلقة من المواطنين- هو الوكيل الحصري والوحيد لحفظ الدولة والمجتمع، وما تاريخ دولة تركيا الحديثة سوى سيرة الجيش الذي أسس الكيان وحافظ على المؤسسات وقيم الجمهورية والديمقراطية والعلمنة، وكان على الدوام الجهة التي تحافظ على الدستور، والأهم أن الجيش كان الجهة الوحيدة التي ضبطت وقمعت جميع الحركات التي ناهضت مركزية الكيان التركي، سواء كانت حركات تمرد قومية كردية أو سياسية إسلامية أو شعبية يسارية أو حربية خارجية.
بناء على ذلك، فإن نموذج كوباني يكسر من هيبة تلك المؤسسة بشكل غير مباشر، فيثبت أمكان تنظيم محلي سياسي على تشكيل قوة عسكرية صغيرة الحجم، تسعى هذه القوة العسكرية لتحقيق مكاسب عسكرية واضحة المعالم ضد قوة عسكرية أكبر منها حجماً وقدرة. يقدم ذلك تخيلاً حول إمكان أن يقوم حزب العمال الكردستاني، الحزب الأم الذي حارب في بلدة كوباني، بعمل شبيه بتجربة كوباني في الداخل التركي، وأن لا يستطيع الجيش التركي مناهضته، مثلما فشلت قوة أكبر حجماً من القوة العسكرية الكردية في كوباني من السيطرة على المدينة.
العامل الأخير يتعلق بما تستبطنه تركيا من وعي «أبوي» تجاه أكرادها وأكراد الإقليم عموماً. فما زالت تركيا تقرأ نفسها كقوة مركزية امبراطورية، يشكل الكرد أحد مكوناتها الهامشيين، الذين يمكن الدولة التركية أن تقدم لهم بعض «العطايا الأبوية» فيما لو انضبطوا بسلة من القيم والمعايير والمتطلبات التي يجب ان تفرض عليهم من قبل الدولة التركية.
هذا الوعي شكّل مصدر الدعاية والخطاب التركي تجاه الكرد العراقيين منذ عام 1992، وموجهاً للطريقة التي كان يتم بها استدعاء رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم وتوجيه تعليمات سياسية وإدارية وعسكرية له، وحتى عملية السلام التي يريد أن يخوضها مع حزب العمال الكردستاني في الراهن، التي يسمّيها عملية «السلام والأخوة»، حيث عادة ما يشير السياسيون الأتراك إلى أن صدر الدولة يجب أن يتسع للمتمردين ويسمح لهم بالعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية، بمسحة شديدة الفوقية والمركزية.
ضمن هذا السياق يبدو مفزعاً لنفس تلك النُخب الحاكمة أن يتمكن الكرد من إحراز عتبة عسكرية واضحة المعالم، يستطيعون عبرها تقديم نموذج للتفاوض والمساواة وتبادل الإغراء والتهديد، من موقع الندية والتساوي في التداول حول الشأن المطروح، سواء مع دولهم أو مع الدولة التركية.
في رائعته «سلطان الفيلة» يسرد الروائي التركي- الكردي يشار كمال حكاية الفيلة الذين يغزون بلاد النمل، ويدمرون بفوقية، وبفارق قوة ضخم للغاية، مملكة النمل كلها، لكنهم لا يستطيعون، لذلك السبب بالذات، من دخول جحور النمل متناهية الصغر والعمق، حيث يبدأ هؤلاء بحفر أنفاق تحت أقدام الفيلة بإصرار وتفان لا يوصف، حتى تبدأ الفيلة بالسقوط في حُفر لا يستطيعون الفكاك منها أبدا، غير مصدقين بأن هذه الكائنات الصغيرة تستطيع أن تبادلهم فعل القوة، حيث أن القوة في وعي الفيلة هي مجرد ضخامة حجم الأجساد فحسب، فتسقط جراء استهانتها بالقوة المستبطنة للنمل.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,501,231

عدد الزوار: 6,993,727

المتواجدون الآن: 60