كيلو: دي ميستورا لا يملك رؤية واضحة وسيغرق في المشهد السوري وقصف على دمشق ودرعا وحلب وإدلب وحمص واللاذقية
السويداء تتمرّد على نظام الأسد وتكسر شوكة مخابراته ....دي ميستورا لـ «الحياة»: خطتي تتضمن بنوداً رادعة
الأحد 14 كانون الأول 2014 - 6:59 ص 2074 0 عربية |
فقد أقدم شباب غاضبون من منطقة الجنينة، شمالي شرقي السويداء الخميس الماضي، على اقتحام مبنى فرع أمن الدولة في مدينة شهبا وأسر أحد عناصره، واقتياده إلى جهة مجهولة، بهدف الضغط على النظام لمبادلته بأحد شباب المنطقة المطلوبين للخدمة العسكرية، والذي تم اعتقاله من قبل دورية مخابرات في منطقة شقا القريبة.
كما قام بعض وجهاء المنطقة بالتدخل من أجل تنفيذ عملية التبادل بين الأهالي وفرع المخابرات، الأمر الذي أسفر عن خضوع الأجهزة الأمنية لمبدأ التبادل على الفور، فسلم الشاب عنصر الأمن المعتقل واستلموا الشاب المعتقل.
ويأتي هذا الحادث في إطار حركة الاحتجاجات العامة في محافظة السويداء التي ترفض سحب أبناء المحافظة إلى الخدمة العسكرية، والتي بدأت مؤخراً تتبلور في أساليب عملية لمنع النظام من تنفيذ خطط التجنيد الإلزامي في المحافظة، خاصة بعد أن زاد عدد قتلى النظام من أهالي السويداء عن ألف شخص منذ بداية الثورة.
ولفت مصدر من مدينة شهبا أن حالة من السخط الكبير ضد النظام انفجرت في المدينة من جراء فقدان 17 شاباً يعتقد أنهم قضوا في معارك الشيخ مسكين بداية هذا الشهر، كان النظام أجبرهم على القتال فيها وذلك بعد أن تم تحريرها على أيدي الجيش الحر في درعا أوائل الشهر الماضي. فبينما اعترف النظام بمقتل شابين من مدينة شهبا، من حديثي الخدمة في الجيش، في تلك المعارك، يواصل التعتيم على مصير الشباب الآخرين، الأمر الذي يعتبره الأهالي مواصلة لنهج النظام في تقديم جثث أبناء محافظة السويداء لأهلهم بالتقسيط، كي لا يشكل ذلك مزيداً من النقمة ضده.
وكان أحد رجال الدين الدروز البارزين أعلن منذ نحو شهرين أنه سيمنع أجهزة النظام من الاستمرار في سوق أبناء المحافظة للخدمة العسكرية، وجرى ذلك أثناء اجتماع عام لرجال دين دروز في منطقة المزرعة غربي السويداء.
وتزايدت الصدامات بين أهالي السويداء والأجهزة الأمنية بشكل لافت في الآونة الأخيرة، إذ منع سكان قرى وبلدات عديدة، الدوريات والحواجز الأمنية من اعتقال المطلوبين للخدمة الإلزامية، كما حدث في بلدة عريقة مطلع تشرين الثاني الماضي، وقبلها في بلدة المرعة، وفي بلدة الجنينة، حيث هاجم الشبان الغاضبون دورية للمخابرات كانت تقل أحد المعتقلين حيث تم تخليصه وإطلاق سراحه.
وتعد العملية الأخيرة سابقة في محافظة السويداء كونها استخدمت مبدأ الخطف للضغط على النظام، الذي خضع لعملية المبادلة.
وبحسب مصدر من داخل السويداء فإن هذه العمليات يدعمها رجال الدين الدروز. وأضاف المصدر المقرب من مجموعات رجال الدين المسلحين أنهم بصدد تأمين حماية جميع شباب محافظة السويداء ضد أية مخاطر أمنية تتهددهم بما في ذلك المخاطر الناتجة عن سياسات النظام. وأن هذا الميل الحديث نسبياً في المحافظة يعتبر خروجاً علنياً من عباءة النظام.
وقد وصف المصدر هذه السلسلة من العمليات بالثورة الناعمة، لاسيما بعد أن فقد النظام معظم عناصر قوته في المحافظة، وسحب معظم قواته العسكرية إلى المناطق الساخنة خارجها.
ميدانياً، قصفت قوات النظام مناطق في محيط بلدة كناكر في ريف دمشق، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي دير ماكر وسلطانة، وسقطت عدة قذائف على أماكن في منطقتي ضاحية حرستا والكباس، ما أدى لإصابة مدني على الأقل بجراح بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، كما استشهد رجل من بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية، جراء قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة.
ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلين من طرف آخر في منطقة القابون، بينما أصيب رجل برصاص قناص في حي القابون، كما سقطت عدة قذائف على مناطق في مخيم اليرموك.
وفي محافظة درعا، تعرضت مناطق في قرية كحيل صباح امس لقصف من قبل قوات النظام ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، كما سقط صاروخان من نوع أرض ـ أرض على مناطق في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا، وتجددت الاشتباكات بين عناصر من حزب الله« وقوات النظام من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في أطراف بلدة الشيخ مسكين ومحيط اللواء 82، وقصفت قوات النظام مناطق في السهول الشمالية لبلدة الغارية الغربية، ومناطق في مدينة إنخل. وفي المقابل استهدف مقاتلون معارضون بعدة قذائف هاون تمركزات لقوات النظام في مدينة بصرى الشام دون معلومات إلى اللحظة عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حلب، تتواصل الاشتباكات العنيفة في محيط المجبل بأطراف منطقة البريج عند مدخل حلب الشمالي الشرقي بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من «حزب الله« وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالتزامن مع فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على المنطقة الواقعة بين دواري الجندول وبعيدين على الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي. كما دارت اشتباكات على أطراف حي كرم الطراب بالقرب من مطار النيرب شرق حلب وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي إدلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة معرة النعمان بريف المحافظة، وتعرضت مناطق في بلدة أبو الظهور لقصف من قبل قوات النظام.
ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي المعارضة من طرف آخر، على الجهة الغربية لمدينة تلبيسة في محافظة حمص، أعقبها قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة، فيما واصلت قوات النظام قصفها لأماكن في حي الوعر بمدينة حمص، حيث سقطت اسطوانتان متفجرتان اطلقتهما قوات النظام.
وفي مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية واصلت قوات النظام حملتها في مداهمات لمنازل مواطنين في أحياء بمدينة جبلة، واعتقلت عدداً من المواطنين، ترافق مع اطلاق نار في المنطقة، بحسب نشطاء من المدينة.
وفي سياق الحرب على «داعش»، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إنه تم توثيق مصرع مقاتلين على الأقل من تنظيم «داعش» من الجنسية السورية، وأن مزيداً من الخسائر البشرية وقعت خلال اشتباكات دارت في محيط المطار بين قوات النظام والدفاع الوطني الموالية لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، عقب تفجير مقاتل من الجنسية الليبية نفسه بدبابة عند منتصف ليل الخميس ـ الجمعة في محيط مطار دير الزور العسكري.
وإلى ذلك، قال مسؤولون بالجيش الأميركي أمس إن الولايات المتحدة والدول الحليفة نفذت 27 غارة على أهداف للتنظيم المتطرف في العراق وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية، هي سبع غارات قرب مدينة عين العرب السورية وحلب وعلى الحدود مع العراق، ونحو 20 غارة في العراق قرب مدن الرمادي والرطبة والموصل والقائم وسامراء وراوة وعين الأسد.
سياسياً، رأى عضو الائتلاف السوري ميشال كيلو أن نتائج حركة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا في محاولة إيجاد حل سلمي في سوريا لن يخرج منها شيء ملموس وهو يحاول أن يتجاوز الجهات الرئيسة في المعارضة والموالاة ليشتغل على صعيد القاعدة الرئيسة السياسية والعسكرية على الأرض والنظام ومكوناته. وقال إن المفارقة أن المعارضة بمكوناتها داخل الاتئلاف المطلوب منها الموافقة على مبادرته وهي خارجها. وأوضح أن المبعوث الدولي لا يعرف طبيعة القوى الموجودة عبر الأرض، وأنه أدخل نفسه في مستنقع وسوف يغرق في المشهد السوري، لأنه لا يملك رؤية واضحة للحل.
وأضاف كيلو في حديث لإذاعة الشرق، أن دي مستورا يطلع الأميركيين على كل تحركاته وهو يتحرك بالتنسيق معهم، مشيرا الى ان الروس لا يلتزمون بما يتم الاتفاق عليه دولياً وعربياً وأنهم يخالفون قرارات الأمم المتحدة نفسها.
وأشار كيلو إلى أن الأميركيين يريدون أن يذهبوا إلى ما بعد الحرب السورية، إلى محاربة الإرهاب، وأن الأتراك محقين في ضرورة حسم مسألة النظام في سوريا، لكنهم لن ينجحوا في إقناع الغرب بذلك، داعيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يتفاهم مع المملكة العربية السعودية ومصر والخليج ليأخذوا مبادرة تنهي التراجيديا السورية القائمة وإلا الأمور إلى مزيد من التصعيد.
ودعا كيلو السوريين إلى الصبر، جازماً أن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة في دمشق، لكن أبدى خشيته من أن الحل النهائي في سوريا مرتبط بتعقيدات الحل الإقليمي والصراع الأساسي العربي ـ الإسرائيلي والمفاوضات الإيرانية ـ الغربية وعلى أساس ذلك ستبقى الأمور في سوريا معقّدة.
الاتحاد الأوروبي يحظر تصدير وقود الطائرات للنظام السوري
استثناءات لضمان استمرار الرحلات الجوية للمساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة
لندن: «الشرق الأوسط»
رحب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، توباياس إلوود، بموافقة الاتحاد الأوروبي على اقتراح بريطاني بحظر تصدير وقود الطائرات للنظام السوري، وقال في تصريح رسمي إن المملكة المتحدة «حشدت التأييد لاتخاذ هذه الخطوة، نظرا لأن وقود الطائرات يمكّن سلاح الجو لدى النظام السوري من قتل أفراد شعبه، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة».
وأضاف الوزير: «علينا بذل كل ما بوسعنا لمنع الأسد من قتل شعبه، فقد لقي ما يفوق مائتي ألف سوري مصرعهم، وكثيرون غيرهم تعرضوا لإصابات من بينها إصابات خطيرة، وهناك عدد كبير من المدنيين الأبرياء - من أطفال ونساء ورجال - فقدوا حياتهم، لأن سلاح الجو لدى نظام الأسد استهدفهم عن عمد بإلقاء الذخائر، بما في ذلك البراميل المتفجرة»، وتابع الوزير إلوود قوله إنه «من شأن هذه الترتيبات الجديدة ضمان ألا يبيع أي أفراد أو شركات من الاتحاد الأوروبي وقود الطائرات لسوريا»، وحث كل الدول على حظر تزويد نظام الأسد بوقود الطائرات.
أما إلى أي مدى سيؤثر هذا القرار على طلعات طيران النظام السوري ويخفض من عدد مرات الغارات التي تستهدف المدنيين، فقد قال عميد طيار أسعد عوض الزعبي لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصفاة حمص ومصفاة بانياس كانتا تنتجان وقود الطيران الحربي، ولم يكن يكفي وقتها كل الاحتياج المحلي»، ويضيف أنه مع «استهداف بئر الشاعر وآبار دير الزور، وعدم وجود قطع غيار، بدأ الإنتاج يخف والمتوافر منه أيضا، خصوصا أن كل طائرة لها خط إنتاج وقود مختلف، أما الوقود المدني فيستورد كله من الاتحاد الأوروبي، وهو ما استغله النظام الآن باتجاه الطيران الحربي، خصوصا مع كثافة الطلعات الجوية التي تصل إلى مائتي طلعة يومية تقريبا»، ويضيف أن «خطوط الوقود التي كانت تخزن بمعدل 3 مليون مكعب في خزانات قريبة من المطارات و10 مليون خارج المطارات، لم تعد متوافرة كالسابق، وهذا ما اكتشفه الجيش السوري الحر في محاولاته استهداف خزانات الوقود».
وعن الطرق البديلة المتوافرة للنظام السوري في مجال وقود الطيران الحربي، قال الزعبي إن «النظام بدأ يستورد من العراق قبل فترة، لكن نقطة حدود أبو الشامات بين سوريا والعراق أغلقت بسبب الأوضاع على الأرض، وقد يستمر في الاستيراد من إيران وروسيا عبر طائرات تعمل كصهريج لنقل الوقود فقط، وهو ما سيشكل عبئا لا على النظام فقط، بل على إيران وروسيا الداعمتين له أيضا».
ويخلص إلى أن أمام النظام الآن «اختيار الطائرات الأهم بالنسبة له، كان يستبعد ميغ 21 والاكتفاء بميغ 23»، غير أن الزعبي يرى أن «تأثير قرار الاتحاد الأوروبي مع أهميته ودلالاته، جزئي، ولن يكون له التأثير الحاد على حجم القصف الجوي على المدنيين».
يذكر أن المملكة المتحدة حصلت على موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعدم بيع وتوريد ونقل أو تصدير، مباشرة أو غير مباشرة، وقود الطائرات والمواد المضافة التي وضعت خصيصا لوقود الطائرات، وتشير مصادر بريطانية إلى أنه تم التأكيد على وجود استثناءات للمساعدات الإنسانية.
المصدر: مصادر مختلفة