أخبار وتقارير..وزير خارجية جوبا يكشف لـ «الشرق الأوسط» عن استعداد سلفا كير لإجراء لقاء مباشر ...مقتل تسعة أشخاص في أعمال عنف جنوب باكستان... كرزاي يرجئ إطلاق معتقلين من طالبان بعد احتجاجات واشنطن ...إردوغان يؤكد أن بلاده تتعرض لـ«مؤامرة» تستهدف مستقبلها واستقرارها... شارون يعيش لحظاته الأخيرة.. وعائلته تفقد الأمل في إفاقة «رجل إسرائيل القوي»

هل الجدال حول إيران سيؤدي إلى حدوث انشقاق بين إسرائيل والولايات المتحدة؟.....إنعدام الثقة بين واشنطن وبغداد يعيق التعاون ضد القاعدة

تاريخ الإضافة الإثنين 6 كانون الثاني 2014 - 7:30 ص    عدد الزيارات 1932    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

هل الجدال حول إيران سيؤدي إلى حدوث انشقاق بين إسرائيل والولايات المتحدة؟
روبرت ساتلوف
روبرت ساتلوف هو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.
مومنت
تبدأ إسرائيل عام 2014 بمواجهة لحظة ديكنزية حقاً [تلك التي وصفها الروائي الانكليزي تشارلز ديكنز بأنها] - تتمتع بأفضل الأوقات بينما تحدق وترى أنها في أسوأ الأوقات.
وبما أن الحمض النووي اليهودي يميل إلى إبراز الجانب السلبي، دعونا نركز أولاً على الجانب الإيجابي وهو: المرونة المدهشة التي أظهرتها إسرائيل في ظل المحنة الاقتصادية العالمية والهدوء الملحوظ الذي واجهت فيه إسرائيل الفوضى الإقليمية التي تحوم حولها.
أولاً، الاقتصاد: إذا شملت ذكرياتك المبكرة عن إسرائيل، كذكرياتي، رحلات متذمرة للمصارف التي تحاكي في منظومتها الطراز السوفيتي لشراء ما يكفي من عملة الشيقل لاجتياز الليل، خوفاً من أن يفقد الاستثمار نصف قيمته قبل شروق الشمس، فمن المذهل أن نفكر بأن لدى إسرائيل اليوم إحدى أقوى العملات في العالم. وهذا هو انعكاس للمعجزة الاقتصادية في إسرائيل. وفي هذا الصدد، كان سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين مولعاً بالإشارة إلى أن هذه المعجزة تمتد لتشمل مفاخر وإنجازات من نوع الوقاحة التكنولوجية وريادة الأعمال كتصدير النبيذ إلى فرنسا والكافيار إلى روسيا. وفي الصيف الماضي، تبوأت إسرائيل أعلى مكانة ثقافية في الحضارة الغربية عندما تم اختيار نوع من أكلة الحمص المطحون ذو علامة تجارية إسرائيلية كغمس رسمي لـ "الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة القدم".
ثانياً، الاستقرار: لم تخلص إسرائيل كلية من احتجاجات الشوارع التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط والكثير من بقية دول العالم خلال العامين الماضيين. فقد أقام عشرات الآلاف من الناس خيم في مدن إسرائيلية أيضاً. ولكن هناك فرقاً حقيقياً وهو أن الاحتجاجات التي اندلعت في القاهرة وحلب وتونس وكييف حول القضايا الأساسية المتعلقة بالحياة والموت والحرية، وقعت في إسرائيل حول أسعار العقارات والتكلفة العالية للجبنة البيضاء الطرية.
وفي الواقع، وعلى نفس القدر من الأهمية التي يشكلها الجدار الأمني الحاجز الذي شيدته إسرائيل للمساعدة على منع الهجمات الإرهابية، يبدو أن لديها نوعاً من الجدار السياسي الحاجز ضد عدم اليقين من الخارج. وعلى الرغم من أن الفوضى قد أصبحت الطبيعة الجديدة في أكبر دولتين على حدود إسرائيل هما مصر وسوريا، إلا أنها لم تؤثر على الاستقرار في الأراضي التي هي "تقريباً خارج" إسرائيل - الدائرة المقربة من إسرائيل، أي الضفة الغربية والأردن. وحتى أنه ينبغي على المشككين المتصلبين أن يلاحظوا أن احتمالات تحقيق تقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين هي اليوم أكبر من أي وقت مضى خلال عقد من الزمن، على الرغم من أن العقبات التي تحول دون تحقيق انفراجة حقيقية ما زالت متأصلة. وهناك العديد من السيناريوهات التي يمكن أن تتحول فيها، بطبيعة الحال، هذه الصورة الوردية نسبياً إلى ظلام، ولكن ذلك لم يحدث بعد. وهذا الهدوء لافتاً للنظر في قلب عاصفة الشرق الأوسط.
وإذاً، الخبر السار هو جيد حقاً. ومع ذلك، فالخبر السيئ، هو حقاً حقاً سيئ - على الأقل، يمكن أن يكون سيئاً. وكل ذلك يتعلق في النهاية بايران وأمريكا.
ويقول المدافعون عن الاتفاق النووي المعروف بـ "الخطوة الأولى" - الذي تم التوصل إليه بين إيران وتحالف مكون من دول بقيادة الولايات المتحدة - بأنه أوقف عقارب الساعة المتعلقة بالتقدم النووي الإيراني من أجل إعطاء فرصة للدبلوماسية لكي تحد من البرنامج بصورة تامة، وبالتالي تحرّم إيران من القدرة على أن تصبح دولة على عتبة إنتاج سلاح نووي. ويقول منتقدو الاتفاق أن إدارة أوباما قد أهدرت أقصى ضغط لديها مقابل حصولها على أدنى نتيجة، الأمر الذي ترك التحالف الدولي يتمتع بنفوذ أقل لفرض اتفاق شامل، يغلق الباب حقاً أمام إمكانية نجاح إيران في صنع قنبلة نووية. وعلى الرغم من أن متحدثي الإدارة الأمريكية هاجموا - بشكل معيب، من وجهة نظري - النوايا الحسنة للنقاد، إلا أنه يمكن لعقلاء الناس أن يختلفوا حول ذلك. إنني أأمل أن يكون مؤيدو الاتفاق على حق؛ لكنني أشك في ذلك. ومع هذا، فالأمر الذي لا جدال فيه هو أن مسيرة إيران نحو الحصول على نفوذ إقليمي تسير على قدم وساق - ففي سوريا، تكسب انتصاراً مذهلاً من خلال شراكتها مع «حزب الله» وبشار "الجزار" الأسد؛ وفي العراق، يزداد نفوذها في أعقاب خروج القوات الأمريكية؛ وحتى في الخليج، فإن بعض القادة المحليين يرون الكتابة على الحائط، ويحاولون تأمين رهاناتهم. ومع ذلك، لا يمكن لإسرائيل أن تؤمن رهاناتها - فعلاقتها مع أمريكا أمراً مهماً للغاية.
ومن باب التذكير الواجب: كانت هناك دائماً خلافات بين واشنطن والقدس، وبعضها عميقة حقاً. فبين عامي 1948 و 1967، عارضت أمريكا توسع إسرائيل خارج الحدود المتوخاة في قرار التقسيم الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم تعترف أمريكا أبداً بالقدس كعاصمة إسرائيل، على الرغم من طلبات إسرائيل المتكررة. وحتى أن البلدين اختلفا في بعض الأحيان حول سبب عدم إحراز تقدم نحو السلام - هل هو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية أم رفض العرب الاعتراف بشرعية الدولة اليهودية؟ وعلى الرغم من كل هذا، فقد وجدتا أمريكا وإسرائيل سبلاً لبناء شراكة أصبحت موضع حسد بلدان في جميع أنحاء العالم.
ولكن نظراً لعمق الانقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إيران، فقد تواجه هذه الشراكة في 2014 تجربتها الأشد حدة من أي وقت مضى. وقد مرت عقود (1982) منذ أن عارض رئيس وزراء إسرائيلي بصورة مباشرة جداً مبادرة دبلوماسية من قبل الرئيس الأمريكي. وقد مرت فترة أطول (1956) منذ أن صرح رئيس أمريكي علناً وبشكل قاطع أنه، وليس رئيس وزراء إسرائيل، يعرف ما الذي يخدم مصالح إسرائيل على النحو الأفضل.
وفي التطلع إلى المستقبل، فإن حتى الرئيس أوباما لم يمنح احتمالات تزيد عن 50 في المائة لنجاح الدبلوماسيين الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران. ومن المرجح أن يكون البديل لذلك هو تمديد الاتفاق المؤقت، الأمر الذي سيثير أزمة أعمق مع إسرائيل. ويمكن أن يسفر ذلك عن زيادة احتمالات شن هجوم عسكري إسرائيلي من جانب واحد على المواقع النووية الإيرانية، الأمر الذي سيؤدي إلى معاناة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أضرار جانبية ضخمة. وحيث تحتاج إسرائيل إلى دعم أمريكي عند انقشاع الغبار، فقد لا يصلح القول بأن ذلك جاء في أسوأ الأوقات، لكنه يقترب منه.
لذلك دعونا نأمل رؤية دبلوماسيون أمريكيون في عام 2014 وهم يسحبون "أرنب نووي من القبعة" يكون على شكل اتفاق نهائي مع إيران يتفهم قلق إسرائيل، ويخصص هذه اللحظة من الأزمة لفصول من بعض كتب التاريخ المستقبلية. وإلا فسيكون في تفكير الإسرائيليين ما هو أكثر من سعر الجبنة البيضاء الطرية.
 
 حكومة المالكي أوقفت عمليات الاستطلاع في سماء الأنبار
إنعدام الثقة بين واشنطن وبغداد يعيق التعاون ضد القاعدة
إيلاف....عبدالاله مجيد
في وقت تواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صعوبة في منع مسلحي تنظيم القاعدة من السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الانبار، تبدو الشكوك المتبادلة بين ادارة اوباما وبغداد عائقا أمام توحيد جهودهما ضد عدوم شترك.
عبد الإله مجيد من لندن: دفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتعزيزات الى الانبار فيما تقدمت عشائر لاسناد قوات الشرطة ضد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" الذين سيطروا على مناطق من مدينة الرمادي نشروا فيها قناصة وعلى القسم الأعظم من مدينة الفلوجة.
ولكن في مؤشر الى انعدام الثقة بين واشنطن وبغداد أوقفت حكومة المالكي مؤخرا عمليات الاستطلاع السرية التي كانت تقوم بها طائرات اميركية بدون طيار في سماء الانبار.
وعلى الجانب الآخر من الحدود في سوريا حيث يثير تعاظم نفوذ الجهاديين قلق الغرب والمعارضة السورية الوطنية، اشتبك مسلحو داعش يوم الجمعة مع مقاتلي الجيش السوري الحر في مناطق متعددة من ريف حلب.
ولاحظ مسؤولون اميركيون حاليون وسابقون ان البيت الأبيض لم يقرر حتى الآن الى أي مدى يريد ان يمضي في مساعيه لاحتواء خطر الجهاديين سواء في العراق أو في سوريا.
وقال راين كروكر السفير الاميركي في العراق من 2007 الى 2009 "ان الوضع كان سيئا بما فيه الكفاية عندما كان الوباء محصورا في سوريا ولكنه ينتشر الآن، وهذا اسوأ بكثير".
واضاف كروكر "ان لا شيء يمكن ان يكون أشد مدعاة للقلقمن خطة الجماعات الاسلامية المتطرفة لتوسيع قبضتها على الأرض واقامة قاعدة تنطلق منها لتنفيذ عمليات بعيدة المدى".
ونقلت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" عن مسؤول اميركي رفيع ان طائرات استطلاع اميركية بدون طيار كانت تحلق فوق محافظة الانبار على امتداد ثمانية اسابيع تقريبا لجمع معلومات من اجل استهداف مسلحي القاعدة "ولكنها أُوقفت بصورة مؤقتة بناء على طلب الحكومة العراقية".
كما رفضت الحكومة العراقية مقترحات لاستخدام طائرات اميركية مسلحة بدون طيار خوفا من غضب العراقيين وردود افعالهم على عودة الاميركيين من النافذة بعد خروجهم من الباب.
ويرى مراقبون ان جذر ما يحدث في الانبار سياسي سببه نهج حكومة المالكيالذي اشاع شعورا بالتهميش والاستبعاد بين قطاعات واسعة من السنة.
وان الجماعات الاسلامية المتطرفة تستغل هذا الوضع الذي تجد فيه حواضن بين الساخطين والناقمين بسبب سياسة الاقصاء والتهميش تحديدا.
ويصح الشيء نفسه على سوريا حيث استعدى نظام بشار الأسد الغالبية السنية بنظام دكتاتوري غاشم غالبية اركانه من الأقلية العلوية.
وكانت حكومة المالكي قامت طيلة الشهر الماضية بتحرك نشيط في واشنطن لشراء اسلحة ومعدات عسكرية متطورة.
ولكن المسؤولين الاميركيين يخشون ان تُستخدم هذه الأسلحة لا ضد الجماعات الجهادية فحسب بل ولقمع خصوم مالكي السياسيين من السنة ايضا.
كما تساور البيت الأبيض مخاوف من ان الأسلحة التي تُباع الى بغداد يمكن ان تجد طريقها الى سوريا ليستخدمها مقاتلون في تشكيلات مثل ميليشيا ابو فضل العباس العراقية وحزب الله اللبنانيفي الدفاع عن نظام الأسد.
وتتوجس حكومة المالكي من جهتها إزاء الأنشطة التجسسية التي تمارسها الولايات المتحدة بطائرات الاستطلاع بدون طيار وردود الأفعال الشعبية التي يمكن ان يثيرها التعاون مع قوة محتلة سابقا.
ويرى مسؤولون اميركيون ان المالكي لا يريد ان يبدو بمثل هذه الحميمية مع الولايات المتحدة في وقت يسعى الى الفوز بولاية ثالثة، يضاف الى ذلك ان ابقاء المالكي على مسافة بينه وبين واشنطن ليس بعيدا عن نفوذ ايران في العراق.
وقال الباحث المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في مركز التقدم الاميركي براين كاتوليس انه رغم التعاون الذي قام بين واشنطن وبغداد فان هناك "اختلافا اساسيا بين ما تكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديمه وما تكون مستعدة للقبول به" من المالكي.
وعرضت الولايات المتحدة مساعدتها في العمل الاستخباراتي والمعدات المرتبطة به، ولكن كاتوليس اشار الى ان حكومة المالكي لا تريد ذلك لأنه يتيح للاميركيين ان يروا ما تفعله بصورة مباشرة.
وطلب المالكي بدلا من ذلك بيع جيشه اسلحة يستطيع استخدامها بنفسه، بما ذلك طائرات اف ـ 16 ومروحيات اباتشي.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية ارسلت في كانون الأول/ديسمبر 75 صاروخا من طراز "نار جهنم" الى القوات الجوية العراقية لاسىتخدامها ضد مسلحي القاعدة وتعتزم ارسال طائرة استطلاع صغيرة ذات مدى تكتيكي محدود من طراز "سْكان ايغل".
ولكن محللين عسكريين قالوا ان العراق يحتاج الى أكثر من ذلك بكثير لمحاربة الجماعات الجهادية التي كثيرا ما تكون لديها اسلحة اثقل من أسلحة الجيش العراقي.
وكانت عمليات الاستطلاع السرية التي قامت بها طائرات اميركية بدون طيار بدأت بناء على طلب المالكي نفسه خلال زيارته للولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر داعيا الى مده بمساعدات عسكرية أكبر.
ورد المسؤولون الاميركيون وقتذاك قائلين ان تزويد الجيش العراقي بأسلحة يستغرق بعض الوقت ولكن عمليات الاستطلاع يمكن ان تبدأ على الفور تقريبا، فوافقت بغداد.
وقال مسؤولون اميركيون ان هذه العمليات تجمع معلومات أكثر مما تجمعه طائرات "سكان ايغل" الأصغر وانها كانت قادرة على استطلاع ما يجري في عمق سوريا فضلا عن المناطق الحدودية.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس عن جيمس جيفري السفير الاميركي في بغداد خلال ولاية اوباما الاولى انالادارة الاميركية "ليس امامها من خيار
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف ان اهتمام الادارة ينصباولا على المجهود الدبلوماسي لاقناع الحكومة العراقية بضم قواها الى القيادات السنية في محافظة الانبار ضد المتطرفين. واعلنت هارف "ان هدفنا اجمالا هو تشجيع المعتدلين من كل الأطراف وعزل المتطرفين".
 
شارون يعيش لحظاته الأخيرة.. وعائلته تفقد الأمل في إفاقة «رجل إسرائيل القوي» وأجهزته الحيوية بدأت في التوقف عن العمل

رام الله: «الشرق الأوسط» .. يزداد الوضع الصحي لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرييل شارون، تدهورا ويتراجع بشكل تدريجي، وسط «خطر فوري وحقيقي» على حياته.
وقال البروفيسور زئيف روتشتاين، مدير مركز شيبا الطبي الإسرائيلي، الذي يرقد فيه شارون، إن «حالته تزداد صعوبة». وأضاف للصحافيين أمس: «للأسف، لن يطرأ تحسن عليه، نلاحظ قصورا في عمل أجهزة جسم شارون، كما يحدث غالبا في حالات من هذا النوع. حتى هذه اللحظة تشير الفحوص المخبرية والإكلينيكية إلى تفاقم تدريجي. هو ليس في صدمة حاليا، ولكن هنالك تراجع بطيء في حالة أداء أعضائه».
ووفق التقديرات الطبية في إسرائيل، بقي أمام شارون ساعات قليلة على قيد الحياة، وربما غادر أو يغادر الحياة في أي لحظة.
وقال روتشتاين: «أشعر أنها أيامه الأخيرة، لقد صنع لنا سابقا مفاجآت، إذ واجه أوضاعًا حرجة سابقا وتغلب عليها. نتمنى له ألا يعاني، ونواصل دعمنا له ولعائلته».
وأفادت مصادر من عائلة شارون أن أبناءه وأصدقاءه توافدوا على مركز شيبا الطبي حيث يرقد، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وكان شارون (85 عاما)، الذي يعد أحد أقوى رؤساء وزراء إسرائيل، ويوصف في وسائل الإعلام بـ«رجل إسرائيل القوي» دخل في غيبوبة كاملة منذ 8 سنوات، بعد إصابته بسكتة دماغية ثانية عام 2006.
وكان نقل في ديسمبر (كانون الأول) 2005 إلى المستشفى إثر «جلطة دماغية بسيطة» تعافى منها بسرعة. وبعد الجلطة الثانية التي أدخلته في غيبوبة عميقة قرر أبناؤه إبقاءه على قيد الحياة بمساعدة أجهزة خاصة.
وكان الأطباء وعائلته يأملون منه الإفاقة من الغيبوبة، قبل أن تبدأ أجهزته الحيوية بالتوقف عن العمل يوم الجمعة.
وقال روتشتاين: «إن شارون يصارع مثل محارب حقيقي، كما فعل طوال حياته، ولكن مع مرور الوقت فإن الوضع لن يتحسن، ونحن نفهم ما يحدث في مثل هذه الحالات».
وولد شارون ولد في 26 فبراير (شباط) 1928 في كفار ملال في إسرائيل، وكان اسم عائلته الأصلي شاينرمان، ووالداه من اليهود «الأشكناز» الذين هاجروا من شرقي أوروبا. وعاش طيلة حياته مثيرا للجدل والتصقت باسمه الكثير من المذابح بحق الفلسطينيين.
وتولى رئاسة الحكومة في 2001 عقب تسلمه رئاسة حزب الليكود واستطاع التغلب على إيهود باراك في الانتخابات التشريعية ليقود حكومة يمين ليكودية مارست سياسة اغتيالات عنيفة ضد أبرز القيادات الفلسطينية، كما باشر بناء الجدار الفاصل لفصل أراضي إسرائيل عن الضفة الغربية وقطاع غزة.
في 2002، احتل الضفة وحاصر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وفي 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة. وانشق عن «الليكود» وأنشأ حزب كاديما في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بصحبة 13 عضو كنيست من «الليكود». ثم وفاز بالانتخابات، رئيسا للوزراء مرة ثانية.
وفي يناير 2006 غط في غيبوبة بعد جلطة دماغية، ونُقل بداية إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، وفي نوفمبر 2010، نُقل بطلب من أفراد أسرته إلى مزرعته في النقب، لفترات قصيرة، سعيا لإنتاج بيئة طبية داعمة له، لكن في نهاية المطاف تقررت إعادته إلى مركز شيبا، حيث يصارع الموت الآن.
 
إردوغان يؤكد أن بلاده تتعرض لـ«مؤامرة» تستهدف مستقبلها واستقرارها وغل يتخذ موقفا متحفظا ويؤكد: لا تعتيم على الفساد

إسطنبول: «الشرق الأوسط».... أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، الذي تواجه حكومته الإسلامية المحافظة فضيحة فساد، أمس، أن بلاده تتعرض لـ«مؤامرة» تستهدف «مستقبلها واستقرارها». وفي مأدبة غداء في إسطنبول مع عدد من المفكرين والكتاب والصحافيين الموالين للحكومة، جدد إردوغان التأكيد على أن ما يجري هو «مؤامرة» تهدف إلى الإطاحة به من السلطة. وقال في كلمة متلفزة «ما يحاولون فعله هو اغتيال الإرادة القومية».
وهاجم رئيس الوزراء بشكل خاص القضاة الذين يحققون في قضايا فساد أدت في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى اعتقال عدد كبير من المسؤولين من المقربين إليه، من بينهم أبناء وزراء، وأدت إلى تعديل وزاري واسع. وأضاف: «لقد حاولوا القيام بانقلاب قضائي في تركيا، لكننا سنواجه هذه العملية، مؤامرة 17 ديسمبر هذه التي تستهدف مستقبل بلادنا واستقرارها».
لكنه أعرب في الوقت نفسه عن ثقته بأن تركيا ستتغلب على الصعوبات الحالية. وقال «لن نسمح بأن يصبح مستقبل تركيا حالكا»، واعدا بالمضي قدما على طريق الإصلاحات الديمقراطية. وأضاف قائلا: «تركيا الجديدة توجد حيث تنتصر الإرادة الوطنية وإنها أصبحت كابوسا لأشخاص بعينهم كانت لهم مصالح في تركيا القديمة»، بحسب وكالة أنباء الأناضول.
وقال إردوغان «نجاح حزب العدالة والتنمية حتى يومنا هذا واهتمام وتأييد شعبنا المتزايد هو مؤشرات للتكهن بنتائج الانتخابات التي تجري في الثلاثين من مارس (آذار) المقبل». وأضاف أن نمو تركيا السلمي والمستقر يثير قلق بعض الأشخاص وأن هؤلاء الأشخاص يحاولون الآن وقف هذا النمو. وتابع: «من الواضح أن هدف عمليات مكافحة الكسب غير المشروع هو اغتيال الإرادة الوطنية لتركيا»، مشيرا إلى أن هذه العمليات التي بدأت في السابع عشر من الشهر الماضي كانت لها جوانب مختلفة ولم تكن عملية قانونية عادية. وقال «إننا ملتزمون بالقانون حتى إذا كان نجلي هو الذي تثار حوله الشكوك. غير أنه من الواضح أن الهدف ليس تحقيقا بشأن الفساد».
وشدد إردوغان على أن عملية مكافحة الفساد تستهدف بوضوح نمو تركيا. وأضاف أن «الجانب الإيجابي في تلك العمليات هو رؤية مواطنينا بوضوح قدرات منظمة متغلغلة في الحكومة»، في إشارة إلى حركة «خدمة» التي يرأسها العالم الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وأكد رئيس الوزراء التركي أنه خلال عمليات مكافحة الكسب غير المشروع، كانت هناك محاولة لانتزاع السيادة من الشعب ونقلها إلى القضاء، مضيفا: «تصدينا لهذا وسنقوم دائما بذلك». وتابع: «تتولى الحكومات السلطة من خلال الانتخابات. ولن نسمح لقوى غير إرادة الشعب بتغيير الحكومة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وينتقد إردوغان وكبار المسؤولين الحكوميين بشدة قضاة وبعض ممثلي الادعاء الموالين لحركة «خدمة» على خلفية التحقيق الحالي بشأن الفساد والكسب غير المشروع الذي شمل تورط أعضاء بالحكومة، وتتهمهم بأنهم وراء قضية الفساد.
يشار إلى أن تحقيقا في قضية كسب غير مشروع بدأ في 17 ديسمبر الماضي بعد أن أدت المداهمات التي قامت بها الشرطة في إطار تحقيقات رفيعة المستوى إلى اعتقال العشرات من الأشخاص من بينهم أبناء وزراء الداخلية والاقتصاد والبيئة والتخطيط العمراني والرئيس التنفيذي لمصرف «هالك بنك» الحكومي سليمان أصلان. واستقال الوزراء الثلاثة وأجرى إردوغان تعديلا وزاريا شمل تعيين تسعة وزراء جدد. وتتعلق الاتهامات بتلقي رشى لترسية عطاءات عامة وتهريب ذهب وصفقات غير قانونية مع الحكومة الإيرانية للتحايل على العقوبات الدولية.
من جهة أخرى أكد الرئيس التركي عبد الله غل، الأكثر تحفظا في هذه الأزمة، أنه إذا كانت هناك قضية فساد فلن يتم التعتيم عليها.
وصرح غل لقناة تلفزيونية خاصة: «إذا جرى التعتيم على أعمال فساد، فإن المجتمع سيتشتت»، مؤكدا أنه «لا يمكن إخفاء أي شيء.. على الذين لم يرتكبوا مخالفة أن لا يخافوا».
ويختلف إردوغان وغل، وهما رفيقا درب منذ عشرين سنة ومن مؤسسي حزب العدالة والتنمية في 2001، في أسلوبهما منذ الانتفاضة الشعبية ضد الحكومة في يونيو (حزيران)، مع أنهما يتفاديان أي مواجهة مباشرة.
ويبدي إردوغان تسلطا، بينما يظهر غل بمظهر الرئيس الموحد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس (آب)، والتي ستجري لأول مرة عبر الاقتراع المباشر، لكن لم يعلن أي منهما ترشحه إليها حتى الآن.
وتتخبط حكومة إردوغان التي تتولى السلطة منذ 2002 منذ أسبوعين في فضيحة فساد كشفت أمام الملأ مواجهة شديدة بين أنصار إردوغان وجمعية الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يحظى بنفوذ كبير في أوساط الشرطة والقضاء.
وخلال لقائه مع المفكرين قال إردوغان إن الجمعية وجهت له رسالة أخيرا أعربت فيها عن «إرادة مصالحة»، وفق ما أفاد الصحافي فكرت بيلا، الذي حضر اللقاء. وقال إردوغان للصحافيين إن «هذه الرسالة التي قد يكون كتبها غولن شخصيا، تطالب الطرفين بالتوافق».
غير أن الجمعية سارعت إلى نفي ما قاله إردوغان، مؤكدة أن ليس لديها أي نية للتصالح مع رئيس الوزراء.
وقالت: «مؤسسة الصحافيين والكتاب» التي تعتبر إحدى الهيئات الناطقة باسم جمعية الداعية غولن إن «هذه الرسالة ليست موجهة إلى رئيس الوزراء ولا تتضمن اي مساومة» مع الحكومة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة لكن رجب طيب إردوغان اتهم أنصاره بتدبير «انقلاب» من خلال التحقيق في فضيحة الفساد.
ولفترة طويلة ظل إردوغان وجمعية غولن حليفين إلا أن التحالف سقط بين الطرفين في نوفمبر (تشرين الثاني) مع كشف الحكومة النقاب عن مشروع لإغلاق كثير من المدارس التي تديرها الجمعية والتي تعود عليها بكثير من الأموال.
 
كرزاي يرجئ إطلاق معتقلين من طالبان بعد احتجاجات واشنطن وانفجار سيارة مفخخة يستهدف مركبة تابعة لـ«الأطلسي» في كابل

كابل: «الشرق الأوسط» ... أرجأ الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الإفراج عن 88 مقاتلا معتقلا محسوبين على حركة طالبان، إثر احتجاجات الولايات المتحدة، التي ترى أنهم قد يستأنفون القتال، وفق ما أفاد به مسؤولون، أمس.
وأثار إعلان الإفراج عن هؤلاء الرجال غضب ضباط ونواب من مجلس الشيوخ الأميركي، بينما تحاول الولايات المتحدة إقناع الرئيس الأفغاني بالتوقيع على اتفاق أمني ثنائي يؤطر لانتشار الجنود الأميركيين في أفغانستان، بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي العام المقبل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد الشكور دادراس العضو في لجنة المراجعة قوله إنه «تنفيذا لأمر صدر مؤخرا عن الرئيس بدأنا في مراجعة أوضاع المعتقلين الـ88. الرئيس أمر أيضا وكالتي الأمن والاستخبارات بالتحقيق في سوابقهم وملفاتهم للتأكد من إحقاق العدالة».
ورفع الجنرال الأميركي جوزف دنفورد قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان طعنا رسميا في هذه الإفراجات، بمبرر أنها تناقض الاتفاق المبرم خلال تسليم باغرام إلى السلطات الأفغانية.
وقد سلمت الولايات المتحدة سجن باغرام إلى السلطات الأفغانية في مارس (آذار) الماضي في حفل حضره الرئيس كرزاي، الذي عدّ أن السجن يرمز إلى جهود أفغانستان في استعادة سيادتها الوطنية. غير أن الأميركيين ما زالوا يسيطرون فيه على المقاتلين الأجانب المفترضين. وخلال زيارته إلى كابل، الخميس، انتقد السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام الإفراج المحتمل عن أولئك المقاتلين، مؤكدا أن «أيديهم ملطخة بالدماء». وقال إن هؤلاء الرجال مسؤولون عن مقتل 60 جنديا من التحالف و57 أفغانيا.
وفي شأن متصل، قالت الشرطة الأفغانية، أمس، إن انفجار قنبلة وُضِعت أسفل مركبة تابعة لحلف شمال الأطلسي هز منطقة في كابل تضم قاعدة لقوات الحلف وكثيرا من السفارات، بينها سفارات ألمانيا وفرنسا وتركيا. وأكدت قوة «إيساف» التابعة لحلف الأطلسي في أفغانستان وقوع الانفجار. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو مصابين. كما لم تتمكن الشرطة الأفغانية من دخول المنطقة، لكونها واقعة تحت سيطرة قوة «إيساف».
وجاء هذا الانفجار بعد مقتل جندي تابع لحلف الأطلسي بعدما هاجم مسلحون قاعدة عسكرية في شرق أفغانستان.
وقال أحمد ضياء عبد الزاي، المتحدث باسم حاكم إقليم ننغارهار، إن خمسة مسلحين بأسلحة خفيفة هاجموا القاعدة في منطقة غاني خيل. وأضاف: «فجروا سيارة مفخخة عند مدخل القاعدة، ثم شرعوا في إطلاق النار على الحراس». وتابع قائلا إن واحدا من المهاجمين لقي حتفه في الانفجار، بينما قتل أربعة آخرون برصاص حراس الأمن. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال مسؤول إن أربعة عملاء استخبارات، بينهم ضابط محلي، لقوا حتفهم في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق في وقت متأخر من يوم الجمعة في إقليم خوست.
 
مقتل تسعة أشخاص في أعمال عنف جنوب باكستان... اندلعت في كراتشي كبرى مدن جنوب البلاد

إسلام آباد: «الشرق الأوسط».. لقي تسعة أشخاص حتفهم وأصيب خمسة آخرون خلال أقل من 24 ساعة إثر اندلاع أعمال عنف في كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان. وخرج محتجون إلى الشوارع ضد العنف والقتل في منطقة غشلن إقبال، حسبما أفادت قناة «جيو» الإخبارية الباكستانية في موقعها الإلكتروني. ومنع المحتجون على حوادث العنف حركة المرور في شارع راشد منهاس بالمنطقة وأضرموا النار في إطارات السيارات. وأوضحت الشرطة أن تسعة أشخاص أصيبوا جراء إطلاق مسلحين مجهولين النار على أحد المحال في منطقة مسكن شورانجي، مشيرة إلى أن المصابين نقلوا سريعا إلى المستشفى حيث أعلن الأطباء وفاة ثلاثة منهم.
من ناحية أخرى عمد مسلحون أول من أمس إلى قتل اثنين من كوادر منظمة مسلمة متشددة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد التي هي بمنأى عموما عن أعمال العنف التي تهز البلاد. وقالت مصادر أمنية إن «الأمين العام للفرع المحلي لتنظيم أهل السنة والجماعة، وهو تنظيم سني مناهض للشيعة، المفتي منير معاوية وزميله قاري أسد محمود قتلا في أحد أحياء العاصمة». وقال غضنفر نياز أحمد المسؤول في الشرطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «مسلحين فتحا النار على سيارتهما ولاذا بالفرار فورا». وأكد المتحدث باسم تنظيم أهل السنة والجماعة محمد طيب حيدري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قادتنا قتلا في اعتداء استهدفهما». وتعد هذه الحركة بمثابة الفرع السياسي لعسكر جنقوي، وهي منظمة مسلحة تبنت الكثير من الاعتداءات ضد الأقلية الشيعية التي تشكل نحو 20 في المائة من سكان باكستان البلد الذي يعد أكثر من 180 مليون نسمة. وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت باكستان صدامات عدة بين مسلمين سنة وشيعة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، في اليوم الأول من السنة الجديدة، قتل شيعيان في اعتداء انتحاري في ضاحية كويتا عاصمة منطقة بلوشستان المضطربة (جنوب غرب).
من جهة أخرى أعلنت مصادر أمنية في تصريح لوسائل الإعلام الهندية المحلية أن «شخصين يرجح أنهما من مهربي المخدرات قتلا برصاص قوات الأمن الهندية على الحدود مع باكستان بولاية البنجاب شمالي البلاد». وأوضحت المصادر أن «المتسللين جرت محاولة القبض عليهما بالقرب من منطقة أمريتسار الحدودية في البنجاب»، مشيرة إلى أنه «عثر بحوزتهما على أربع عبوات من مخدر الهيروين تتعدى قيمتها السوقية 200 مليون دولار بالإضافة إلى سلاح ناري وأربعة هواتف جوالة وعملات باكستانية».
 
وزير خارجية جوبا يكشف لـ «الشرق الأوسط» عن استعداد سلفا كير لإجراء لقاء مباشر مع رياك مشار وبدء المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في جنوب السودان ووقف إطلاق النار يتصدر المفاوضات

جريدة الشرق الاوسط... لندن: مصطفى سري ... بدأ في وقت متأخر من مساء أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا طرفا النزاع في دولة جنوب السودان الدخول في المفاوضات المباشرة وسط أجواء جيدة بين الوفدين، ووضعت الوساطة الأفريقية في صدر أجندة التفاوض موضوع وقف إطلاق النار ووضع آلية لمراقبته، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إلى جانب بحث القضايا الخلافية حول الحزب الحاكم، في وقت كشف وزير الخارجية في جنوب السودان مريال بنجامين عن استعداد الرئيس سلفا كير ميارديت بإجراء لقاء مع نائبه السابق رياك مشار متى ما قامت الوساطة من دول الإيقاد، نافيا دخول الجبهة الثورية أو أي طرف منها في الصراع الداخلي في بلاده، وأعلن عن زيارة سيقوم بها إلى الخرطوم لتسليم رسالة إلى البشير يوم الثلاثاء.
وقال يوهانس موسيس فوك المتحدث باسم مجموعة رياك مشار لـ«الشرق الأوسط»، إن «وفدي جنوب السودان دخلا المفاوضات المباشرة مساء اليوم (أمس)»، وأضاف أن «الوفدين من حزب الحركة الشعبية الحاكم تمكنا من الاتفاق مبدئيا على الأجندة مما سهل الدخول في مفاوضات مباشرة»، وأوضح أن إفراج المعتقلين السياسيين ضمن الأجندة التي ستتم مناقشتها إلى جانب وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الخلاف هو بين أطراف في الحزب الحاكم وليس خلافا خارجيا، وقال: «حتى الرئيس سلفا كير نفسه أكد أن مشار ما زال نائبه الأول في حزب الحركة الشعبية ولم يفصله بسبب هذه الخلافات»، وقال «متفائلون بأن نتوصل إلى اتفاق لإنهاء الخلافات بيننا».
غير أن زعيم المتمردين رياك مشار قد كتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «نحن ملتزمون بالمفاوضات السلمية حيث تحترم آراء كلا الجانبين. وجانب سلفا كير غير مستعد للقبول بذلك»، ويريد الموالون لمشار أيضا مناقشة اتفاق لتقاسم السلطة.
وكان الطرفان على وشك الفشل في التوصل إلى اتفاق على أجندة التفاوض بينهما عندما تمسك كل طرف بمواقفه في التفاوض، خصوصا بنود وقف إطلاق النار ووضع آلية لمراقبته، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قادة الحزب الحاكم وتقاسم السلطة.
وكانت هناك آمال بأن يجتمع الجانبان بصورة مباشرة مطلع هذا الأسبوع لكن المعارضة لكير تطالب بإطلاق سراح السجناء كشرط للمحادثات.
من جهته قال تيولدي جيبرميسكال المتحدث باسم دول (الإيقاد) التي تتوسط بين الجانبين المتناحرين في جنوب السودان «بدأت المحادثات غير المباشرة أمس وهي مستمرة الآن» وقال، إن «الأمل ما زال يحدوه في إمكانية جلب الطرفين معا في مناقشات وجها لوجه خلال الأيام المقبلة».
من جانبه نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي جيتاتشو في تصريحات صحافية ما رددته بعض وسائل الإعلام بخصوص تعليق مفاوضات حل الأزمة في جنوب السودان في أديس أبابا، وقال في تصريحات إن «المفاوضات لم تعلق وتسير بصورة جيدة»، مشيرا إلى موافقة طرفي الصراع على معظم مقترحات الإيقاد التي تقوم بالوساطة بين حكومة جنوب السودان برئاسة سلفا كير ونائبه المنشق ريك مشار، وقال، إن «المفاوضات الجانبية بين الأطراف المتصارعة أثمرت عن تهيئة الأجواء لإجراء لقاءات مباشرة بين الفرقاء».
إلى ذلك كشف وزير الخارجية في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» عن استعداد رئيس بلاده سلفا كير ميارديت إلى إجراء لقاء مباشر مع نائبه السابق والذي يقود تمردا ضد الحكومة رياك مشار، وقال، إن «كير أكد منذ بداية الأزمة في البلاد والتي سببها مشار، إنه مستعد لإجراء لقاء معه وفي أي مكان لا سيما أنه وافق على الحوار من دون شروط مع مجموعة مشار»، وأضاف «إذا رأت الوساطة التي تقودها دول الإيقاد أن التفاوض في حال تقدمه يحتاج إلى لقاء مباشر بين كير ومشار فإن الرئيس سلفا أكد على استعداده لإجراء اللقاء للوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة»، مؤكدا أن مشار ما زال في موقعه النائب الأول في حزب الحركة الشعبية الحاكم وأن رئيس الحزب سلفا كير لم يقله حتى الآن.
ونفى بنجامين مشاركة أي من فصائل الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة السودانية في النزاع الدائر في جنوب السودان، وقال، إن «الجبهة الثورية أصلا غير موجودة في بلاده ولا علاقة لها بما يدور في شأن داخلي»، وأضاف «مجموعة مشار أطلقت هذه الكذبة حتى يستطيع أن يكسب الخرطوم إلى جانبه رغم أن الحكومة السودانية تعمل مع مجموعة الإيقاد في الوساطة التي تقودها لإنهاء النزاع» وأضاف «الخرطوم وجوبا لديهما آلية مراقبة على الحدود والسودان ويعلما تماما إن كانت هناك قوات دخلت من جنوب السودان تنتمي إلى الجبهة الثورية»، بيد أنه أعلن عن زيارة سيقوم بها غد (الاثنين) إلى العاصمة السودانية لتسليم رسالة من رئيس بلاده سلفا كير ميارديت تتعلق بالعلاقات بين البلدين والمساعدات التي قدمتها الخرطوم في إغاثة المتضررين من النزاع الدائر في الجنوب.
وكان نائب حاكم جونقلي السابق حسين مار الذي انضم إلى رياك مشار قد قال في تصريحات صحافية، إن «حركة العدل والمساواة إحدى فصائل الجبهة الثورية قد شاركت في القتال إلى جانب قوات جيش جنوب السودان في ولاية الوحدة».
وأكد بنجامين تواصل الاشتباكات بين الجيش الحكومي وقوات المتمردين بالقرب من مدينة بور الاستراتيجية، عاصمة ولاية جونقلي شرق البلاد وبانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط في الشمال التي لها حدود مع دولة السودان، وقال: «الجيش الشعبي سيدخل بور في الساعات القادمة وسيطرد المتمردين من بانتيو في أي لحظة»، وأضاف «نحن مع الحل السلمي وأرسلنا وفدا معدا جيدا لأجل ذلك ولكن العمليات العسكرية مستمرة طالما ليس هناك وقف إطلاق نار مع المتمردين»، مشيرا إلى وجود ضغوط كبيرة على جوبا ومجموعة مشار من قبل وسطاء الإيقاد والمجتمع الدولي للتوصل إلى وقف إطلاق نار في أول أجندة التفاوض.
من جهة أخرى أكدت الولايات المتحدة مجددا، التزامها بإنهاء العنف في جنوب السودان، وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري مارف، «حتى مع تقليل عدد عاملينا (الدبلوماسيين في جنوب السودان)، سنواصل المشاركة وتقديم الدعم القوي للجهد الإقليمي والدولي لإنهاء العنف».
وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طائرتين أول من أمس من أوغندا إلى جنوب السودان لإجلاء نحو 20 من السفارة الأميركية في عاصمة جنوب السودان جوبا، ومن المقرر أن تبقى السفيرة الأميركية سوزان بيج في جوبا، للمساعدة في مساعي إنهاء القتال.
من ناحية أخرى, أبلغت مصادر من جنوب السودان «الشرق الأوسط» أن هناك إطلاق نار كثيف في عاصمة البلاد جوبا ولم يعرف من وراء ذلك، وقالت، إن «المواطنين أصابهم الهلع وأعاد إليهم الأيام الأولى من بدء الحرب في الـ15 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وأضافت أن «أصوات إطلاق النار تأتي من جهة القيادة الجنوبية التي بها قيادة الحرس الجمهوري، ولم يتم الحصول على تعليق من المتحدث باسم جيش جنوب السودان».
وقال مصدر من جوبا «الشرق الأوسط»، إنه «يتحدث وهو على الأرض ومن تحت (سريره) خوفا من أن يصله رصاص طائش، وإنه على مقربة من جهة النيران في القيادة الجنوبية لقيادة الحرس الجمهوري».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,541,285

عدد الزوار: 6,995,131

المتواجدون الآن: 69