حلفاء «حزب الله» يلوّحون بـ«تغيير النظام» في لبنان...جعجع يواجه "حرب إلغائه": عون أسوأ ما أصاب المسيحيين و8 آذار "تزفّت" طريق التمديد

مهزلة تشريعية تشقّ الطريق للتمديد غداً والعونيون والقواتيون يستعيدون "حرب الإلغاء"

تاريخ الإضافة السبت 18 أيار 2013 - 6:04 ص    عدد الزيارات 1793    التعليقات 0    القسم محلية

        


مهزلة تشريعية تشقّ الطريق للتمديد غداً والعونيون والقواتيون يستعيدون "حرب الإلغاء"

 

 

حرب المشاريع أسقطت اقتراح برّي وجولة نهائية اليوم
 

مشاورات حثيثة لتمديد "معقول" لا يعرضه للطعن الدستوري
 

لم يشهد لبنان في تاريخ العمل التشريعي والحياة السياسية والنيابية فيه سابقة كتلك التي تتواصل فصولها في مجلس النواب منذ الاربعاء الماضي والتي تكاد تكون أشبه بعملية تشويه للتمثيل النيابي تحت شعارات ادعاء تحسين هذا التمثيل.
ذلك ان أي حقبة من حقب الحرب او السلم لم تشهد مهزلة تفريخ مشاريع انتخابية في ربع الساعة الاخير من المهلة الدستورية لسن قانون الانتخاب مثلما حصل ويحصل الآن. كما ان أي حقبة من حقب التمديد القسري لمجلس النواب ما بين 1975 تاريخ نشوب الحرب اللبنانية و1992 تاريخ الانتخابات النيابية الاولى بعد الطائف لم تعرف خفة تشريعية تهدف الى تسويغ التمديد وابتكار مبررات وذرائع له على غرار ما يجري راهناً.
هذه المهزلة التشريعية المرشحة للتمدد اليوم في اجتماعين اضافيين للجنة التواصل النيابية، قبل الفصل الختامي في الجلسة النيابية العامة التي ستعقد غداً كما أوردت "النهار" أمس، دارت في يومها الثالث على الوتيرة نفسها التي انطلقت بها الاربعاء ووفق خط بياني واضح رسمته حرب المشاريع التي يتناوب فيها الافرقاء المتصارعون على لعبة اسقاط المشروع تلو الآخر. وكما اسقط مشروع "اللقاء الارثوذكسي" ومن ثم المشروع المختلط في اليومين الاولين، جاء أمس دور مشروع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يزاوج قانون الستين الاكثري مع "الارثوذكسي" النسبي مناصفة، فاسقط ايضا ولم يصمد أكثر من ساعتين.
وعلى وقع معركة اسقاط المشاريع الانتخابية، كانت تتفجر معركة من نوع آخر اشد حدة وعنفا بين الفريقين المسيحيين الاساسيين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" على خلفية سقوط "الارثوذكسي" استعيدت معها في حرب اعلامية  اشتعلت بينهما كل مفردات الماضي العدائي بين الفريقين من اتهامات بالتخوين والالغاء وباقي "المشتقات" التي اشاعت مناخا شديد التوتر في صفوف الفريقين بعد فترة غير قصيرة من المهادنة والتواصل السياسي والخطاب الهادئ.
 

مخرج التمديد

وفي الوقائع السياسية التي تواكب بصمت الاحتدام المتصاعد في مجلس النواب وعلى الساحة المسيحية – المسيحية، كشف مطلعون لـ"النهار" ليل أمس ان البحث عن مخرج واخراج للتمديد اتخذ طابعا بالغ الجدية أمس وخصوصا في فترة بعد الظهر التي شهدت اسقاط محاولة الرئيس بري طرح مشروعه عله يشكل الورقة الاخيرة لوقف حرب استنزاف المشاريع واسقاطها. واسترعى الانتباه في هذا السياق ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان دخل  للمرة الاولى على نحو غير مباشر داعما لمسعى بري وذلك من خلال تصريح أدلى به معاون سليمان الوزير السابق خليل الهراوي لـ"النهار" اذ نقل عن الرئيس دعوته القوى السياسية المجتمعة في لجنة التواصل "الى مواكبة رئيس المجلس في ملاحظاته بهدف الوصول الى قانون مختلط توافقي تجمع عليه كل القوى". واعرب سليمان عن "ثقته بالدور الذي يضطلع به بري كراع للنظام المختلط وبقدرته على ايصال اللجنة الى بر الامان في اعتماد هذا النظام".
غير ان المطلعين انفسهم ابلغوا "النهار" ان اتصالات بدأت بعد  الظهر في موضوع التمديد للمجلس في جلسة غد على خلفية التحسب لاخفاق المحاولة الاخيرة اليوم في التوصل الى مشروع توافقي. وشملت هذه المشاورات التي جرت بعيداً من الاضواء المسؤولين الكبار وتركزت على نقطة اساسية هي مدة التمديد بحيث لا يكون طويل المدى بما يعرضه للطعن الدستوري من الرئيس سليمان وان تكون المدة "معقولة". وتردد ان المشاورات شملت ايضا رؤساء الكتل النيابية. وافاد المطلعون ان التمديد قد يراوح بين أربعة وستة اشهر ويمكن ان يستند الى سابقة عام 2000 التي مدد فيها قانون الانتخاب للمجلس ثمانية اشهر بحيث بلغ عمر ولايته أربع سنوات وثمانية اشهر، وذلك بغية نقل موعد الانتخابات الى فصل الصيف آنذاك. واشار هؤلاء الى ان التمديد للمجلس الحالي لا يحتاج إلا الى اضافة فقرة الى قانون الستين النافذ تلحظ تعديلاً لولايته باضافة المدة التي يتم التوافق عليها.
وعلى رغم تنامي المؤشرات التي ترجح التمديد خاتمة حتمية لهذه الازمة، أسفر الاجتماع المسائي للجنة التواصل النيابية عن اشاعة اجواء عن عدم اقفال الباب أمام المحاولة النهائية التي تمثلت بالعودة الى مناقشة المشروع المختلط عقب سحب الرئيس بري مشروعه بفعل رفض كتلة "المستقبل" هذا المشروع الذي ايدته كتل 8 آذار وتعامل معه حزب الكتائب ايجابا، فيما تجنب الحزب الاشتراكي و"القوات" اتخاذ موقف منه. وعاد نواب 8 آذار الى "إمطار" نواب الثلاثي "القوات" و"المستقبل" والاشتراكي بملاحظات واعتراضات على المشروع المختلط وحصلوا على عدد من الاجوبة قيل ان بعضها ذلل بعض العقبات، على ان يعاود النقاش اليوم في جلستين للجنة بعد الظهر ومساء.
 

"القوات" و"التيار"

في غضون ذلك، بلغ الاحتقان بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" ذروته مع حملات اعلامية حادة تبادلها الفريقان وعدد من نوابهما. وتوج هذا الانفجار بمؤتمر صحافي لرئيس حزب "القوات" سمير جعجع رد فيه بعنف على الحملة العونية التي اتهمته بـ"الخيانة"، معتبرا انها تذكر باجواء "حرب الالغاء" قبل 23 سنة، واتهم العماد ميشال عون بدوره بانه هو "من خان قضيته مقابل بعض المقاعد الوزارية"، وبانه "لا يجيد إلا البحث عن كبش محرقة". وقال ان "نية عون هي العودة الى قانون الستين".
وفي المقابل، اتهم الوزير جبران باسيل "القوات" بتوجيه "ضربة الى بكركي والتسبب بنكسة للمسيحيين وبتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة للمسيحيين". لكنه اعتبر ان المشروع الارثوذكسي "لا يزال مطروحاً"، مشدداً على ان "لا تنازل عن المناصفة".
 

الملف الحكومي

في سياق آخر، نقل زوار رئيس الجمهورية عنه أمس انه سيوقع اي تشكيلة يقدمها رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام اذا كانت تحظى باكثرية نيابية كي لا يتسبب تأليفها من دون اكثرية مؤيدة بمشكلة تزيد الامور تعقيداً في البلاد، وخصوصا على عتبة فصل الصيف الذي يأمل الرئيس سليمان في ان يكون مثمراً بما يضخ حيوية في الاقتصاد اللبناني، لذا، فان قيام مشكلة حكومية تضاف الى وجود حكومة مستقيلة من شأنه  ان يؤثر سلباً على مجمل الاوضاع في البلاد. ولفت هؤلاء الزوار الى ان صيغة الثلاث ثمانات التي طرحها الرئيس سلام وتبناها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تلقى قبولاً في قصر بعبدا، في انتظار ان يترجم ذلك بضمان اكثرية نيابية لهذه الصيغة في المرحلة المقبلة.

 

 

 
منال شعيا

خطوة خطوة نحو التمديد تمهد لها لجنة التواصل وعدوان "محبط" وفكرة بري لم  تصمد أكثر من ساعة وجولة اليوم على ملاحظات "المختلط"

 

جرعة جرعة نحو التمديد. تلك هي المعادلة التي بدأت تتبلور من خلال اجتماعات لجنة التواصل. اقتراح يسقط آخر، حتى نصل في نهاية المطاف الى تبرير التمديد المحتوم.
حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يرمي احدى اوراقه امس ليثبت مرة جديدة انه لاعب سياسي يمسك بزمام اللعبة.
طرح فكرته ربما لتساعد اكثر على كسب الوقت. استنفد كل اوراقه، وقد يبقي بعض الاوراق المخبأة الى حين موعد الجلسة العامة التي ستكون قبل ظهر غد السبت.
ظهر بري انه اللاعب الاساسي، فيما بعض المسيحيين تلّقوا اللعبة واستنفدوا الحملات بين بعضهم البعض، كما لو ان المعركة غدت في النهاية مسيحية – مسيحية، والاطراف الاخرون يتفرّجون، بلا اي شظايا.
سوّق بري لفكرته اعلامياً قبل الموعد الاول للجلسة العامة والذي كان مقرراً الاربعاء الفائت. هي فكرة انتخابية تقوم على المزج بين اقتراح قانون "اللقاء الارثوذكسي" وقانون الستين. استعمل رئيس مجلس النواب هذا  "الكارت" وسارع الآخرون الى ارسال نسخ من الصيغة الى ماكيناتهم الانتخابية لدرسها، ومعرفة مدى ملاءمتها لوضعهم الشعبي.
وافق "حزب الله" و"تكتل التغيير والاصلاح"، الى حدّ ان النائب علي فياض اعتبر ان " الصيغة تعطي افضلية للخصوصية المسيحية، وترفع صحة التمثيل المسيحي الى اعلى مستوياته، ولا تتيح لفريق الامساك بالغالبية، وانما توفر التوازن السياسي، ويؤمن فوز 60 نائباً بأصوات المسيحيين".
وفيما لفت النائب الان عون الى ان " الجميع قابل الفكرة بايجابية"، علم ان النائب سامي الجميل تلّقى الاقتراح بقبول واضح، ولا سيما انه يضمن التمثيل المسيحي، ووفق حسابات الكتائب، فان هذه الصيغة تعطي اكثر من 55 نائباً ينتخبون بأصوات المسيحيين.
لكن اقتراح بري لم يصمد اكثر من ساعة خلال الجلسة الثانية المسائية للجنة. اطاحته ملاحظات النائب احمد فتفت . وشرح فتفت رفضه بالقول: "اولا ان هذه الصيغة تجمع بين الارثوذكسي والستين، ونحن نرفض القانونين. ثانيا لان الصيغة غير متوازنة، فهي تعطي 8 آذار 65 نائباً و14 آذار 53 نائباً، وستة نواب دروز، ويبقى اربعة نواب حولهم علامات استفهام".
تمت تصفية فكرة بري، وهي التي كانت تؤدي الى ان ينتخب نصف النواب اي 64 نائبا (مسيحيون ومسلمون) على اساس قانون الستين، والنصف الآخر اي 64 نائبا (مختلطون ايضاً) على اساس "القانون الارثوذكسي". وتكون الدوائر 26 دائرة في قانون الستين، ولبنان دائرة واحدة في "القانون الارثوذكسي".
هكذا اعيدت الحياة مجدداً الى "النظام المختلط".

 

أجوبة ومسائل عالقة
 

تشعبت الاسئلة من جديد. وعلمت "النهار" انه بعدما كان نواب 8 آذار قدموا "ملاحظاتهم المبدئية" على الاقتراح خلال الجلسة الاولى من اللجنة، سأل عون عن المعيار الذي اعتمد في هذا الاقتراح، كي يستطيع ان يعطي ملاحظاته في تقسيم الدوائر. اما الجميل فطرح تعديلات عملية عليه، ولا سيما في ما يتعلق بالجبل والتقسيمات فيه.
عندها، اجاب فتفت عن بعض الملاحظات، وكان هناك تجاوب في موضوع بيروت تحديدا، في ردّ  اعتبر اقرب الى الايجابية.
كان الصامت الاكبر في الجلسة الصباحية النائب جورج عدوان، او ربما  "المحبط"، اذ علمت "النهار" ان عدوان كان مستاء جدا من "الحملة التي جبهت بها القوات اللبنانية"، وعبّرّ عن ذلك امام المجتمعين في مستهلّ اجتماع اللجنة. ومن ثم غادر الاجتماع لاكثر من ساعة، وقيل انه مرتبط سلفا بموعد.
غاب عدوان واستمر اجتماع اللجنة، قبل ان يعود ويدخل مكتب بري حيث اعضاء اللجنة، رافضا الاجابة عن اي سؤال. بدا مستاء، واكتفى بالقول: "سيكون لي كلام مطوّل بعد الجلسة".
لكن " الكلام المطوّل" سرعان ما تحول مغادرة سريعة وخاطفة من بين الاعلاميين، لحظة انتهاء اجتماع اللجنة الصباحي.
لم يتحدث عدوان، ولم يعط رأيه في صيغة بري، فيما عاد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع واكد ذهابه للتصويت على "الاقتراح المختلط" خلال الجلسة العامة، وكأن صيغة بري غير موجودة.
اما في جلسة المساء، وبعدما راجع عدوان قياداته، فاستفاض في اعطاء بعض الملاحظات على المختلط. لكن الصيغة المختلطة بقيت غير مقبولة عند البعض وتحديداً عند "حزب الله"، اذ اثار فياض جملة ملاحظات، وقال: " الاقتراح يحوي الكثير من الاستنسابية، وانا لدي ملاحظات جوهرية".
وعلمت "النهار" ان ابرز هذه الملاحظات هي: لماذا اعتمد النظام الاكثري في صيدا والنظام النسبي في حاصبيا، ولماذا ضمت بعبدا الى المتن، فيما بقيت الشوف وعاليه دائرة واحدة؟ ولماذا اعتمد النظام النسبي في زغرتا؟
بعدها، ذللت بعض العقبات. منها نقل النائب العلوي في طرابلس من النظام الاكثري الى النسبي، ونقل احد النواب الموارنة في بعبدا من الاكثري الى النسبي، فيما بقيت زحلة ضمن محيطها الاكثري، وتردد ان ثمة عملاً يجري في ما يتعلق بالشوف وعاليه.
أقل من ساعة امضاها النواب في مناقشة المختلط، قبل ان يخرج عدوان ليحصر المسألة عند "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، قائلاً: "نحن اجبنا عن الملاحظات، والآن رفعت الجلسة نحو نصف ساعة، حتى يتمكنّا من اعطاء اجوبتهما، واذا لم يكونا ايجابيين، فسأعقد مؤتمراً صحافياً غداً (اليوم) لافضح فيه كل شيء".
كان التوتر لا يزال مرسوما على وجه عدوان. انما المسألة بدت أبعد من اجوبة "التيار" والحزب، اذ ان للكتائب أيضاً ملاحظاتها على الاقتراح. وخلال رفع الجلسة، اكبّت غالبية اعضاء اللجنة، وليس فقط عون وفياض، على اعادة درس المختلط، من خلال الاجوبة التي حصلوا عليها ومقارنتها بالمسائل التي لا تزال عالقة، وعلمت "النهار" انه تم التجاوب مع خمسة أجوبة فقط، وبقيت خمسة أخرى عالقة، من ابرزها زحلة وجبل لبنان.
وحدهما فتفت والنائب سيرج طورسركيسيان كانا مرتاحين الى الاجواء. ذهبا خلال الاستراحة لتناول البوظة في أحد مقاهي وسط بيروت، وعادا فور استئناف الاجتماع.
في الجولة الجديدة، قدم فياض اجوبته وبدا ايجابيا في ردّه، فيما ينتظر ان يعطي عون اجوبته اليوم، اذ تعقد اللجنة جلستين لها، ظهرا ومساء.
في نهاية اليوم المارتوني، خفف عدوان توتره، وقال وهو يغادر ساحة النجمة: "غداً (اليوم)  سيكون القرار النهائي، الا ان اجواء الرئيس بري تشير الى احتمال ان يرتفع منسوب الايجابيات".
هو قرار نهائي، فهل ينضج غداً السبت، حين يدخل النواب ليمددوا لانفسهم، بحجة "تعذّر الاتفاق على قانون جديد حظي بموافقة الجميع"، وبالطبع من دون ان ينسوا القول انهم " لم يتركوا جهداً الا استنفدوه؟".


 

توزيع المقاعد النيابية وفق صيغة بري
 

وزعت دوائر مجلس النواب جدول توزيع المقاعد وفق الأرقام بين الطوائف، كما وردت في الصيغة التي تدمج بين "الأرثوذكسي" و"الستين"، والتي قدمها الرئيس نبيه بري امس خلال اجتماع لجنة التواصل، وهي كالآتي:
 64 نائبا على اساس اكثري وتقسيم لبنان 26 دائرة (قانون الستين).
 64 نائبا على اساس النسبي (الارثوذكسي).
نسبي مذهبي (لبنان دائرة واحدة): 29 نائبا مسلما- 35 نائبا مسيحيا.
اكثري: 26 دائرة - (الاقضية الحالية المعتمدة): 35 نائبا مسلما- 29 نائبا مسيحيا.
توزيع المقاعد التي ستنتخب وفق "الأرثوذكسي":
سنّة: 12
شيعة: 13
درزي: 3
علوي: 1
ماروني: 18
روم ارثوذكس: 8
روم كاثوليك: 4
ارمن ارثوذكس: 3
ارمن كاثوليك: 1
انجيلي: 1
اقليات: 0
توزيع المقاعد التي ستنتخب وفق قانون "الستين"
سنّة: 15
شيعي: 14
درزي: 5
علوي: 1
ماروني: 16
ارثوذكس: 6
كاثوليك: 4
ارمن ارثوذكس: 2
ارمن كاثوليك: 0
انجيلي: 0
اقليات: 1

 

 

باسيل: ما حصل ضربة لبكركي و"الأرثوذكسي" لايزال مطروحاً

 

 رأى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل "أن ما حصل هو ضربة لبكركي"، مشيراً  الى "أننا لم نغش وقد تكون الظروف تتغير لمصلحتنا، فالتوازن عاد والأقليات المسيحية سوف تحمى في الشرق وهي تأتي من جهات كبرى ووازنة".
وأشار في مؤتمر صحافي الى أن "الفرصة التي اعطاها الاقتراح الأرثوذكسي هي تكريس المناصفة وعدم اللعب بالعدد بعد ذلك، بعد حصول إجماع عليه تحت عباءة بكركي من زعامات مسيحية كبرى، كما حصل اجماع مسلم عليه.
وأمام هذا الواقع، رأينا ألا نفوت  فرصة ان يكون لدى المسيحيين 64 نائبا مسيحيا مختارا بتمثيل صحيح. التزمنا القوانين بمعايير واحدة وليس لحسابات خاصة ووفرنا النقاش مع حلفائنا بقوانين اخرى لكي نبقى انقياء في خياراتنا. لقد اعلنا اكثر من مرة ان هذا الخيار الإستراتيجي نقدمه على حليف او صديق، اي بمعنى اوضح قدمنا هذا الخيار على ورقة التفاهم مع "حزب الله" فاذا لم يسر معنا حلفاؤنا فأبلغناهم في الإعلام اننا لن نسير معهم بعد ذلك. ومن ثم قلنا انه اذا لم يتوافق على الخيار الأرثوذكسي فنحن مع اي بديل يؤمن التمثيل الصحيح والمناصفة. وهذه أول مرة يذهب أحد منا الى معراب لتقريب التفاهم لتأمين الضمانات والطمأنة، وقد أبدى العماد عون كل استعداد لهذا التفاهم. وعندما تأكد الأفرقاء الآخرون ان الاقتراح "الأرثوذكسي" سوف يمر بعد كل التشكيك الذي حصل حول امكان عقد الجلسة أو غير ذلك، أطاحوا بادىء الأمر الوحدة المسيحية، وحصلت من خلال موقف "القوات اللبنانية" نكسة للمسيحيين. ثم انهم فضلوا المصلحة الخاصة على المصلحة العامة اي القانون، الذي يُربح 14 شباط، واعلنوا قانونا آخر واسقطوا الفرصة، ولذلك وصفنا الأمر بأنه نكسة، واستطراداً  نكسة كبيرة لكل المسيحيين، فلا أحد انتصر ولا سجل انجازا، وبالتالي بعد 24 سنة من اتفاق الطائف حقنا أن نسأل من أجل ماذا حصل ذلك؟  لقد خسرنا فرصة حقيقية لإتحاد المسيحيين، وهذا الإتحاد يمكن وحده أن يعطينا مزيدا من المقاعد المسيحية، كما خسرنا ضبطا للوضع المسيحي وعدم العودة الى التفتيت المسيحي".
وأوضح أن الأرثوذكسي لايزال مطروحاً، "ولسنا مع الفراغ ولا مع التمديد، وسنكمل عملنا ونضالنا من اجل تأمين ظروف أخرى، لأن لا تنازل عن المناصفة. وسنبقى نعمل على الوحدة الوطنية والمناصفة والحفاظ على لبنان الواحد والعيش المشترك". وأشار الى "اننا اذا خسرنا الأرثوذكسي فنخسر جميعا، بينما في المختلط نخسر وحدنا". 

 

حلفاء «حزب الله» يلوّحون بـ«تغيير النظام» في لبنان

الرأي.. بيروت - من ليندا عازار
من خلف «غبار» عملية «عضّ الاصابع» التي بلغت ذروتها في الساعات الاخيرة في لبنان والمرشحة للاستمرار في «ربع الساعة الأخير» الفاصل عن «الجلسة الفصل» التي يعقدها البرلمان غداً كحد أقصى إما للتمديد لنفسه لأشهر قليلة او لتمرير قانون جديد للانتخاب يحتاج التوافق عليه الى «معجزة»، اشتدّت «حرب السقوف» والمناورات في إطار لعبة «حافة الهاوية» وتبادُل تسجيل «الأهداف» في مرمى «الخصوم».
ولم تكن قوى 8 آذار وفريق العماد ميشال عون استفاقا بعد من «ضربة» توافق غالبية قوى 14 والنائب وليد جنبلاط على مشروع مختلط لقانون الانتخاب يجمع بين الاقتراع الاكثري والنسبي أسقط عملياً مشروع «اللقاء الارثوذكسي» الذي أرادته «القوات اللبنانية» بمثابة «الرصاصة» لـ «قتل» قانون الستين النافذ حالياً وبلوغ قانون يحقق تمثيلاً أفضل بكثير للمسيحيين، حتى ارتفعت أصوات في 8 آذار ومن كتلة عون اعتبرت ان ما جرى بإجهاض «الارثوذكسي» هو سقوط للنظام السياسي اللبناني، معلنة ان البلاد تقف «عشية تغيير النظام السياسي» وداعية الى عقد «مؤتمر تأسيسي لإصلاح النظام».
واستوقف الدوائر السياسية توالي رسم هذا «السقف» من نائبين في تكتل عون هما عباس هاشم ونبيل نقولا كما من النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، مذكّرة بان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله كان اول من دعا في يونيو 2012 الى «مؤتمر تأسيسي في لبنان»، حين اعلن «اننا نتقاتل منذ ثلاثين سنة ويجب ان نرتاح، ولذلك أدعو الى مؤتمر تأسيسي أو مجلس خبراء جديد، فهناك من يتكلم عن الطائف وتنفيذه وهناك من يقول بتطويره، وهناك من يقول بالعلمنة، وهناك من يقول بإلغاء الطائفية السياسية وهناك من يقول بالتوافق على عقد اجتماعي جديد، فما المشكلة إذا كان هناك مؤتمر تأسيسي وحوار كيف نبني دولة، وإلا فسنبقى مياومين في السياسة».
وفي حين وضعت دوائر سياسية «الاندفاعة» التي برزت منذ ليل الاربعاء واستمرت امس تحت عنوان «أزمة النظام» في سياق «سقوط الأقنعة» وكشف «المخطط» الفعلي لقوى 8 آذار الرامي الى المس بالتركيبة اللبنانية وتوازناتها من «بوابة» تصحيح التمثيل المسيحي، وذلك من خلال السعي الى «فراغ ممنهج» يبدأ بالبرلمان ويُستكمل بالحكومة وصولاً ربما الى رئاسة الجمهورية، فان دوائر أخرى قلّلت من اهمية هذا الامر أقله في الفترة الراهنة معتبرة ان رفع سقف الازمة الى مصاف التهديد بنسف النظام هو في إطار السعي الى إحداث «توازن رعب» مع فريق 14 آذار الذي أطلق اكثر من اشارة الى انه لن يسير بأي تمديد «سياسي» للبرلمان وان مثل هذا الامر لن يحصل أقلّه «مجاناً».
وبهذا المعنى، تقول الاوساط نفسها ان الكلام «المنسّق» عن تغيير النظام هو بمثابة عملية «استطلاع بالنار» في لعبة الكرّ والفرّ الدائرة في البرلمان بالاقتراحات التي تتوالى حول قانون الانتخاب وكأن كلاً منها يستولد آخر على طريقة لعبة «الماتريوشكا» الروسية، وصولاً الى التمديد على طريقة «آخر الدواء الكيّ» وإن من ضمن «شدّ حبال» لا يُستبعد ان تزداد حدّته في الساعات المقبلة.
وكان النائب عباس هاشم اعلن في معرض تعليقه على توافق 14 آذار وجنبلاط على القانون المختلط وتراجُع «القوات اللبنانية» عن دعم «الارثوذكسي» انه «بسبب الانقلابات التي حصلت على التفاهمات التي تؤمن الشراكة الجدية في ادارة النظام بتنا امام عقد اجتماعي جديد»، معتبرا ان النظام «سقط وعلينا البدء جديا بالبحث بميثاق وطني جديد»، مشيرا الى ان «لا مجال للاتفاق على اي قانون انتخاب بعدما قام البعض بنكران التفاهمات ولا بديل عن عقد اجتماعي جديد»، وموضحاً انه «بحال كان الفراغ ضرورة وحاجة لعملية الوصول الى اتفاق سياسي جديد فليكن الفراغ وهذا ما يتجه اليه تكتل التغيير والاصلاح» (كتلة عون).
و«على الموجة» نفسها، «طمأن» النائب نبيل نقولا اللبنانيين الى «اننا عشية تغيير النظام السياسي اللبناني»، لافتاً الى ان «الموضوع بالنسبة لنا استراتيجي وليس الفوز بنائب»، معتبراً «ان القانون المختلط المقدم غير ميثاقي وغير دستوري ولن يمر وهو خطأ بالشكل والاساس، فلا يمكن وضع قانونين لبلد واحد»، ولافتاً الى «أننا توجهنا الاربعاء الى البرلمان كي لا يقول احد اننا نعطل الجلسات ولنرى توقيعهم على الجريمة بحق المسيحيين».
بدوره، اعتبر النائب طلال ارسلان «اننا في ازمة النظام السياسي في لبنان»، مطالباً القوى السياسية كافة «بعقد مؤتمر اصلاحي تأسيسي»، لافتا الى ان «النظام السياسي ضرب كل دساتير لبنان، ولا يمكن لاي نظام سياسي ان يحقق العدالة الاجتماعية من دون العدالة التمثيلية التي تتحقق في قانون انتخاب عادل وليس كما حصل بشكل معيب يوم الاربعاء في مجلس النواب».
اما الوزير السابق وئام وهاب فشدد على أنه ليس محبَطاً «لأن ما جرى من عدم التصويت على الاقتراح الأرثوذكسي في البرلمان هو بمثابة مسمار اساس دقّ في نعش النظام السياسي اللبناني ومن المفيد ان نخلص من هذا النظام السياسي للذهاب الى نظام جديد»، لافتا الى أن «هذا النظام السياسي سندفنه وما يجري هو ضرب لكل أسس الكيان اللبناني».
وفي ما اعتُبر تهديداً ضمنياً للنائب جنبلاط الذي كان دعا الرئيس سعد الحريري قبل اكثر من عامين الى «الجلوس على ضفة النهر وان ينتظر، ولا بد أن يوما ما ستمرّ جثة عدوه من امامه» في اشارة غير مباشرة الى الرئيس السوري بشار الاسد، قال وهاب: «ليعلم كل الذين ينتظروننا على جانب النهر، وأتمنى أن يجرفهم هذا النهر، أن جثة النظام السوري لن تمر وخلال الأسابيع المقبلة سيشهدون تدابير ميدانية كبيرة في المنطقة».

 

بري يقترح حلا وسطا لعقدة قانون الانتخاب اللبناني.. الكتائب وعون وحزب الله يرحبون.. و«المستقبل» يرفضه

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .. فاجأ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أعضاء لجنة التواصل النيابية المصغرة، التي تضم ممثلين عن أبرز الكتل السياسية، بتقديم اقتراح قانون انتخاب صباح أمس، يزاوج بين القانون الأرثوذكسي والقانون المختلط. ويشكل اقتراح بري عمليا حلا وسطا بين المصرين على أن تنتخب كل طائفة نوابها بحسب «الأرثوذكسي» والمطالبين بقانون مختلط يزاوج بين صيغتي النسبية والأكثرية.

ويقضي اقتراح الرئيس بري بإجراء الانتخابات على أساس أن يصار إلى انتخاب 50% من النواب على أساس النسبية الواردة في القانون «الأرثوذكسي» مع اعتماد دائرة انتخابية واحدة، في حين ينتخب 50% من النواب على أساس الأكثرية الواردة في القانون المختلط مع اعتماد 26 قضاء. وسارع أعضاء لجنة التواصل النيابية، بعد تسلمهم اقتراح بري، على توزيعه على ماكيناتهم الانتخابية.
وعكست المواقف الأولية الصادرة عن عدد من ممثلي الكتل السياسية حالة من الرضا حول اقتراح بري، فيما نقلت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله عن النائب في تيار المستقبل أحمد فتفت قوله قبل التئام لجنة التواصل مساء أمس التوجه لرفض اقتراح بري «لأنه يقوم في جزء منه على القانون الأرثوذكسي»، في وقت استمر فيه التراشق الإعلامي بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي اتهم خصمه المسيحي بالتخلي عن القانون «الأرثوذكسي» والتفريط بـ«حقوق المسيحيين».
وقال النائب في كتلة عون آلان عون لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد إسقاط (القوات) للقانون الأرثوذكسي مع الأسف الشديد والحسرة، نحاول من خلال جلسات لجنة التواصل التوصل إلى أي قانون يمكن أن يحصل على أكثرية داخل المجلس النيابي»، موضحا أن فريقه السياسي «يتعاطى بإيجابية مع اقتراح بري».
ووصف عون، هو ممثل كتلة (ميشال) عون في لجنة التواصل النيابية، اقتراح القانون الذي تقدم به بري بأنه «بمثابة حل أو تسوية بين نصف البلد الذي يريد (الأرثوذكسي) والنصف الآخر الذي يريد (المختلط)»، معتبرا أن «الصيغة عادلة للجميع ومتوازنة والساعات المقبلة قد تحدد مصيرها».
وفي موازاة اعتبار مصادر بري، وفق ما نقل عنها، أن مشروعه «يرفع صحة التمثيل للحد الأقصى ولا يعطي غلبة لفريق على آخر»، قال نائب حزب الله وممثله في لجنة التواصل النائب علي فياض إن اقتراح بري «يخلو من الاستنسابية ويوصل نحو 60 نائبا مسيحيا بأصوات المسيحيين». واعتبر أن اقتراح القانون المختلط، المقدم من قوى «14 آذار» بالتنسيق مع رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، قد «وضع بطريقة استنسابية ولا يحقق النتيجة المتوخاة»، داعيا «لإجراء تعديلات جذرية لتوفير العدالة والتوازن بين الطوائف والمحافظات والدوائر».
وبعد أن أبدى حزب الكتائب، الذي يرأسه الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل، اعتراضا شديد اللهجة على مشروع القانون المختلط، أبدت مصادر بارزة في «الكتائب» ارتياحها لمشروع بري. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «البحث الجدي يدور حوله الآن وهو جدير بالبحث»، موضحة أنه عبارة عن «خلطة» بين كل القوانين المطروحة على طاولة البحث.
ورغم إشارة المصادر الكتائبية إلى أن «نظرتها الأولية إلى اقتراح بري إيجابية»، لكنها لفتت إلى أن «الموافقة عليه تتطلب دراسة معمقة لا يمكن أن تتم خلال 24 ساعة»، وهي الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة العامة لمجلس النواب اللبناني المقررة عند السادسة من مساء اليوم. وأضافت المصادر عينها: «نشك في إمكانية حصول هذا الاقتراح على موافقة كلية لكن يمكن خلال الجلسة الاتفاق على خطوطه العريضة، على أن يصار في الأيام المقبلة إلى درسه تفصيليا في اللجان الفرعية ثم الهيئة العامة لمجلس النواب».
وكان رئيس حزب الكتائب أمين الجميل قد دحض أمس وجود أي خلاف مع فريق «14 آذار» بعد اعتراضه على القانون المختلط، وأكد أن حزبه يشكل «ركنا أساسيا في قوى 14 آذار، وإذا اعتبرنا أن هناك بعض الهفوات في المشروع المختلط بطبعته الأخيرة، فمن الطبيعي أن ندلي بوجهة نظرنا بهدف الإصلاح الحقيقي وتعديل بعض البنود الواردة فيه».
وأبدى الجميل اعتقاده بأنه «في حال لم نتوصل إلى قانون تتوافق عليه الأطراف، فلا مفر اضطراريا من تمديد ولاية مجلس النواب لفترة تقنية وجيزة مع مواصلة السعي بحثا عن القانون المفقود»، مؤكدا أن نواب الكتائب سيشاركون «في أي جلسة عامة لمجلس النواب يناقش فيها مشروع قانون الانتخابات».
وفيما حذرت مصادر الكتائب في تصريحها لـ«الشرق الأوسط» من رغبة أطراف لبنانية، من فريقي 8 و14 آذار، بالعودة إلى قانون الستين الأكثري والنافذ حاليا، رفضت الحديث عن «تمايز» كتائبي عن «14 آذار» في موضوع الانتخابات. وقالت: إن «الكتائب لا تزال على موقفها الأساسي لناحية التمسك بالقانون الأرثوذكسي»، ومن تمايز هو من خرج عن إجماع بكركي، في إشارة إلى حزب القوات اللبنانية.
ورد رئيس حزب القوات سمير جعجع أمس على حملة التخوين التي أطلقها بحقه عون ونوابه، معتبرا أن «الحملة أبعد من قانون الانتخاب بل تتعلق بوجود القوات». وقال: إن «أصحاب الحملة هم حزب الله سوريا لسببين هما: موقفنا من الربيع العربي والثورة السورية لأننا من أوائل الأشخاص الذين وقفوا بجانب الثورة السورية وهذا ليس بالأمر المستجد»، معتبرا أن فريقه هو «أكثر فريق على الأراضي اللبنانية يضايق حزب الله ويسبب له الإزعاج لأننا رأس حربة».
وأشار جعجع إلى أن حزبه «يتعرض لحرب إلغاء جديدة لأسباب شبيهة بالتي حصلت سابقا، ولكن كما فشلت حرب الإلغاء واضطهدنا سابقا سيفشلون اليوم».
في المقابل، رأى النائب في كتلة عون إبراهيم كنعان أن «الاتفاق الثلاثي بين المستقبل والاشتراكي والقوات أطاح بالمناصفة لكن المعركة لم تنته»، متهما القوات بـ«نقل الأكثرية من الأرثوذكسي إلى المختلط الذي لا توافق عليه، فباتت الأكثرية في مكان آخر». وأعرب عن اعتقاده أنه «منذ الطائف وحتى اليوم يبدو المستقبل والاشتراكي ملتزمين المسيحيين»، مبديا أسفه لأن «القوات أمنت لهم الغطاء في السابق ودفعنا جميعا الثمن وهي تؤمنه لهم اليوم، لكن هذا الاتفاق لن يمر».
 
غداً آخر فصول مسرحية قانون الإنتخاب وإزاحة الستارة عن التمديد للمجلس النيابي
بري يقدّم طرحاً يمزج الأرثوذكسي بالستين ويسحبه بعد إصطدامه برفض ممثلي 14 آذار
اللواء...بقلم كتب حسين زلغوط - هنادي السمرا:
لعلّ الوصف الذي ينطبق على ما جرى منذ عدة أشهر حتى هذه الساعة حول قانون الإنتخاب بانه كان كله حفلة تكاذب، وخداع،ومناورات ونصب افخاخ، حيث أظهرت كل المعطيات والمواقف المعلنة وغير المعلنة، أن كل فريقٍ سياسي كان وما يزال يغني على ليلاه، وكل جهةٍ تريد أن تفصّل قانون إنتخاب على قياسها، من دون ان يلتفت أحد إلى مصلحة البلاد والعباد.
فكل الإقتراحات والمشاريع التي طرحت قد تهاوت على عتبة التمديد الذي بدأ نجمه بالسطوع نتيجة ما ظهر من تجذر للخلافات وإنشطار قوي في المواقف السياسية حيال القانون الجديد، والتي وصلت بالأمس إلى تبادل الإتهامات حول شن حرب إلغاء خصوصاً على الساحة المسيحية التي إهتزت على وقع التراشق الكلامي، والذي بلغ الذروة بين الرابية ومعراب، والذي وصل صداه إلى ساحة النجمة حيث إنعكس تصلباً في المواقف، وحال دون إحداث خرق ولو بسيط في جدار الأزمة، خصوصاً وان الإقتراح الذي فاجاً به رئيس مجلس النواب نبيه بري كان يعوّل عليه، غير أنه لم يعمّر سوى بضعة ساعات، ليلتحق بركب ما سبقه من إقتراحات سقطت جميعها أمام حائط الخلافات «الإسمنتي».
وإذا كان «المقص»، قد فعل فعله في توزيع الدوائر، لكنه أستعصي عليه تلبية رغبات مختلف القوى السياسية التي كانت تلهث وراء تحصيل مقعد نيابي هنا أو هناك، مستخدمين السلاح الطائفي والمذهبي للوصول إلى مبتغاهم، وبات أمام هذا المشهد المحزن والمخيف أنه لم يعد هناك من مفر من الذهاب بإتجاه آخر الدواء «التمديد»، الذي لم يعد يحتاج إلاّ لمن يفك «القطبة المخفية» التي يخرج من خلالها سيناريو التمديد هذا ليصبح واقعاً يريح المواطنين من «خزعبلات» السياسيين الذين سيبقون قابعين على صدورهم لردح من الزمن.
فجلسة لجنة التواصل والتي يصح فيها القول بأنها كانت لجنة تخاصم، لن تخرج «الزير من البير» اليوم، وهي لن تكون أحسن حالاٍ من سابقاتها، فما سيجري مجرد تفاهم على صيغةٍ للتمديد يصار إلى التصويت عليها في الجلسة العامة التي ستعقد يوم غدٍ السبت، أي قبل يوم واحد من تلاشي قانون تعليق المهل وعودة قانون الستين ليصبح نافذاً. فهذا الأسبوع سيطوى على تمديد لأشهر وربما لسنة للمجلس النيابي والإثنين سيكون منطلقاً لرحلة بحثٍ جديدة في إطار فك اللغز الصعب بتأليف الحكومة.
ماذا جرى في الجلستين الصباحية والمسائية للجنة التواصل النيابية؟
انعقدت عند الحادية عشرة قبل الظهر الجلسة الصباحية برئاسة بري وحضرها عن فريق الثامن من آذار الوزير علي حسن خليل، علي فياض، هاغوب بقرادونيان، آلان عون، وعن فريق 14 آذار النواب سامي الجميل، جورج عدوان، احمد فتفت، سيرج طور سركيسيان، روبير غانم واكرم شهيب. ولوحظ ان النائب عدوان غادر الجلسة ظهرا من دون الادلاء بأي تصريح لافتا الى انه مرتبط بموعد مهم وعاد بعد ساعة ونصف الساعة ليعلن انه سيكون له موقف بعد الاجتماع.
وقد فاجأ الرئيس بري الوسط السياسي بطرح يقضي بانتخاب 64 نائبا على اساس النظام الاكثري مع تقسيم لبنان الى 26 دائرة و64 على اساس النظام النسبي المذهبي مع الدائرة الوطنية «ارثوذكسي»، على ان يكون التوزيع نسبيا، 29 نائبا مسلما و35 نائبا مسيحيا واكثريا 35 نائبا مسيحيا و29 نائبا مسلما. ووزع رئيس المجلس طرحه على اعضاء لجنة التواصل، للاطلاع عليها والعودة بالاجوبة في الجلسة المسائية، بعد التشاور مع القيادات.
وخلال استراحة استمرت قرابة النصف ساعة اجرى النواب اتصالات هاتفية وكانت لهم دردشة مع الصحافيين كشفوا خلالها عن اقتراح وزع عليهم من الرئيس بري يدمج بين الارثوذكسي والاكثري 50 بـ50 وستتم دراسته، ولفت النائب آلان عون الى ان هذا الطرح ليس سيئا وهناك تجاوب مع بعض الطروحات التي قدمناها والاسئلة والملاحظات حول توزيع المقاعد بين النسبي والاكثري، وتقسيم الدوائر.
أضاف: ان النائب احمد فتفت وافق على إعادة تقسيم المحافظات ونقل المقاعد.
وحول مغادرة عدوان الاجتماع قال عون: عدوان قال كلمته ومشى ويبدو انه مستاء من الحملة التي شنت عليه وانا قلت له انها ردة فعل طبيعية شعبية وعلى كل انسان ان يتحمل مسؤولية موقفه.
ولفت الى ان الجميع تعاطى مع اقتراح الرئيس بري بايجابية ولكنهم مضطرون للعودة الى فريقهم التقني وماكيناتهم الانتخابية لدرسه.
بدوره غادر النائب سامي الجميل لبعض الوقت واجرى سلسلة من الاتصالات ثم عاد وانضم الى المجتمعين.
النائب احمد فتفت ارسل نسخة من الاقتراح الى الفريق التقني لتيار المستقبل لدرسه كما قال.
النائب هاغوب بقرادونيان اعرب عن تفاؤله في امكانية الوصول الى صيغة توافقية وقال هناك بالفعل ايجابيات ويا ليت الاجتماعات السابقة للجنة التواصل كانت برعاية الرئيس بري، وتوقع الانتهاء من النقاش في اللجنة مساء غد، وهناك امكانية جدية للقبول بطرح الرئيس بري.
وقال النائب عدوان انه سيقدم في الجلسة المسائية ملاحظاته على الطرح الجديد.
وقال النائب فياض: لقد وزع الرئيس نبيه بري صيغة تتضمن جداول وتوضيحات وطلب من الجميع دراستها وهي ترفع صحة التمثيل المسيحي لمستويات عالية ولا تتيح لفريق ان يمسك بالغالبية انما توفر توازنا سياسيا وهي تقوم على وجهتين الاولى وجهة الارثوذكسي والثانية وجهة الستين يعني 64 على اساس الاقتراح النسبي ولبنان دائرة واحدة وفقا للاقتراع المذهبي. و64 نائبا على اساس اكثري وفق الدوائر الـ 26 اي الستين، وكل فريق يجد نفسه في هذه الصيغة.
اضاف: هناك معايير صارمة تتضمنها الصيغة وهي خالية من اي استنسابية تعطي افضليات للخصوصية انطلاقا نحو تحسين صحة التمثيل المسيحي وبالترجمة هذه الصيغة تعطي ما لا يقل عن 60 نائبا مسيحيا بأصوات المسيحيين.
الجلسة المسائية
وعند السادسة واصلت اللجنة جلساتها المفتوحة وقد حمل النواب الأعضاء الى الجلسة أجوبة على الاقتراح الذي كان تقدم به الرئيس بري كحل.
وأعلن النائب أحمد فتفت لدى دخوله «رفض كتلة المستقبل لهذا الاقتراح الذي اعتبره الرئيس بري بحسب النواب صلة الوصل، ولابعاد شبح الأزمة المفتوحة كمخرج وكحل لايجاد مساحة مشتركة.
وقدم النائب عدوان اجوبة على عشرة اسئلة كان قد طرحها نواب 8 اذار حول الصيغة المختلطة التي قدمها نواب المستقبل والقوات اللبنانية وجبهة النضال الوطني.
وعند تعليق الاجتماع قال فتفت:»قدمنا دراسة تفصيلية للاقتراح المختلط وهو الموضوع الأساسي الذي عقدت لجنة التواصل اجتماعاتها لدرسه فقط، ولم يكن في الأصل قد طرح اقتراح الرئيس نبيه بري. وهذا الطرح غير متوازن يعطي 65 نائبا لفريق 8آذار و53 نائبا لفريق 14آذار وستة نواب مضمونين للحزب الاشتراكي وأربعة حولهم علامات استفهام وغير معروفين لأي فريق ونحن في المبدأ ضد الارثوذكسي وهناك خطأين لا يمكن المزاوجة بينهما هو رفضنا بالأساس للارثوذكسي وكذلك رفضنا لقانون الستين، وبالتالي الدمج بينهما مرفوض. هذه المواقف دفعت بالرئيس نبيه بري الى سحب اقتراحه من التداول.
وعقد النائبان علي فياض وآلان عون اجتماعا في إحدى القاعات ليعودا الى اللجنة في السابعة والنصف ليجيبا عما إذا كانا يوافقان على أجوبة القوات اللبنانية والمستقبل والاشتراكي.
وعند الثامنة والنصف، رفع الرئيس بري الجلسة إلى الواحدة من بعد ظهر اليوم.
ولفت النواب الى أن هناك جلسة عامة عند العاشرة من قبل ظهر غد السبت وعلى جدول اعمالها الاقتراح الارثوذكسي والاقتراح المختلط.
وقال فياض بعد انتهاء الجلسة: «اخذنا وقتا اضافيا الى يوم غد(اليوم) لمزيد من الدرس وان الرئيس نبيه بري لن يذهب الى الهيئة العامة وفيها تصويت على قانون حوله خلاف. وشهدت الجلسة بحثا معمقا وتفصيليا وحاولنا تضييق الخلاف والبعض طلب العودة الى قياداته لاطلاعها على ما استجد وسيكون لنا موعد عند الواحدة والنصف، وكذلك في الجلسة المسائية عند السادسة من بعد ظهر غد(اليوم).اعطونا اجوبة على بعض النقاط وناقشناها في اجتماع جانبي وسنعطي فرصة اضافية لجلسة الغد (اليوم).
وابدى النائب عدوان، امتعاضه من الحملة التي شنت على القوات اللبنانية لاتهامها بالانقلاب على اقتراح اللقاء الارثوذكسي، وتوجه بالعتب على زميله النائب الان عون، لافتا الى ان «الجلسة التشريعية ستعقد قبل ظهر السبت المقبل للمناقشة والتصويت على قانون الانتخابات».
 
جعجع يواجه "حرب إلغائه": عون أسوأ ما أصاب المسيحيين و8 آذار "تزفّت" طريق التمديد
المستقبل..                       
بقي المأزق الانتخابي الذي سعى إليه فريق "حزب الله ـ ميشال عون" طاغياً على المشهد السياسي اللبناني برمته، ولم يبزّه إلا "حرب الإلغاء" التي يشنّها عون وحلفاؤه ضد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بعد اتهامه بـ "خيانة" المسيحيين، لكن رئيس "القوات" ردّ على عون معتبراً أن "أسوأ ما أصاب المسيحيين هو العماد عون" نفسه.
وإن كان مشروع "اللقاء الارثوذكسي" قد ذهب إلى مصيره البائس، فإن مسيرة المشروع المختلط الذي تم التوافق عليه بين تيار "المستقبل" و"القوات" والحزب "التقدمي الاشتراكي" والنواب المسيحيين المستقلين، لا تبدو بدورها سهلة في ضوء سياسة الكيد والنيّة "المبطّنة" للتمديد للمجلس النيابي الحالي، وهذا ما بيّنته تصريحات ومواقف "8 آذار" أمس والتي اتّسمت بمجملها بتوتّر قارب الهستيريا، وبإطلاق سلسلة تهديدات تتصل بالنظام السياسي اللبناني ودستوره بالإجمال.
لجنة التواصل
وكانت لجنة التواصل النيابية التأمت عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر أمس برئاسة الرئيس بري لكن الاجتماع الصباحي للجنة لم يدم أكثر من ساعتين ونصف ساعة تخللته استراحة نصف ساعة استغلها النائب جورج عدوان لمغادرة المجلس من دون الادلاء باي تصريح، سوى انه "مرتبط بموعد مهم". وقد بات واضحا اليوم ان النواب ورئيسهم، باتوا محشورين في زاوية الربع الساعة الاخير، وهم يسعون تحت ضغط المهل المختلفة الى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب.
غير أن الرئيس بري فاجأ أعضاء اللجنة بتقديم اقتراح قانون مختلط يجمع فيه بين مشروع "اللقاء الارثوذكسي" لانتخاب 35 نائباً مسيحيا و29 مسلما على اساس النسبي، وقانون الستين لانتخاب 35 نائبا مسلماً و29 مسيحياً على اساس 26 دائرة اكثري. فما كاد بري يوزع الاقتراح المختلط الذي توافقت عليه كتل "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" على النواب حتى ازاحه باقتراحه المختلط الجديد، ناسفا بدوره اقتراحه المختلط الاساسي الذي وزّعه في لجنة التواصل أثناء اجتماعاتها الماضية، والذي انبثق منه اقتراح القانون المختلط الذي تقدّمت به "14 آذار".
ورفع بري الجلسة الصباحية ليسمح للنواب بدراسة اقتراحه مع ماكيناتهم الانتخابية، على أن تعاود اللجنة اجتماعها مساء، وكان اول ما اعلنه النائبان علي فياض أن "حزب الله" وآلان عون عن التيار "الوطني الحر" هو "الموافقة" على اقتراح بري. لكن عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت اعلن رفض كتلته اقتراح بري على اساس ان فيه آثارا لاقتراح "اللقاء الارثوذكسي" المرفوض، وفيه "خلل كبير بالتوازن" ويمنح "انتصارا كاملا لقوى 8 آذار". وفي حسابات فتفت ان اقتراح بري يمنح 8 آذار 65 نائبا في مقابل 53 نائبا لـ14 آذار و6 نواب لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي"، في وقت تبقى علامات الاستفهام تحوم حول انتماء 4 نواب.
وسرعان ما اعلن رئيس المجلس سحب اقتراحه من التداول، معلنا عن وقف المناقشات الى الساعة السابعة والنصف مساء، في انتظار ان يعطي ممثلا "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" في اللجنة رأيهما من اقتراح 14 آذار
فتفت
إلى ذلك، لم توفّر وسائل إعلام "8 آذار" من انتقاداتها وحملاتها تيار "المستقبل" واتهامه بأنه كان وراء تقسيم محافظة جبل لبنان على الطريقة التي وردت في مشروع قانون المختلط، وهو ما أثار اعتراض حزب "الكتائب"، إلا أن عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت رد على هذه الاتهامات وقال لـ "المستقبل" إن "التيار لم يكن منذ البداية ضد ملاحظات الكتائب على ضرورة تقسيم كل المحافظات، وقد أكّدنا هذا الموقف داخل اجتماعات لجنة التواصل النيابية، مع العلم أنه أثناء المفاوضات التي سبقت الاتفاق على المشروع المختلط، ترك ملف جبل لبنان للتوافق بين حزبي القوات والكتائب ولم يتدخّل تيار المستقبل في هذا الموضوع".
شهيّب
من ناحية أخرى، قال عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيّب لـ "المستقبل" إن "موقفنا الأساسي هو ضد الفراغ في المؤسسات باي شكل من الأشكال، ومن هنا عملنا على إنتاج قانون للانتخابات يراعي خصوصية جميع مكوّنات المجتمع اللبناني وليس فئة واحدة منه" مضيفاً "على الجميع أن يخرج من لغة الماضي وأن ينظر إلى المستقبل لمصلحة الوطن".
جعجع
وبمقابل استمرار "حرب الإلغاء" الشعواء التي يشنّها فريق "8 آذار" وتحديداً فريق تيار "الإصلاح والتغيير" ضد جعجع، رد رئيس "القوات" في مؤتمر صحافي على ما درجت وسائل الإعلام العونية والتي تدور في فلك حلفائه على ترويجه، فاعتبر أن "أسوأ ما أصاب المسيحيين هو العماد عون" واصفاً التيار "الوطني الحر" بأنه "ليس وطنياً ولا حراً" مشدّداً على "كان الله في عوننا من العونيين".
وأكّد أن "الاجماع المسيحي في بكركي جرى على المختلط فقط اذكرهم بذلك. القرار غير الحكيم الذي قد اكون اخذته في الاسابيع الماضية، انني تحدثت معكم ويجب ان اعترف بذلك، فالناس تحترم كلمتها وكنا نقول لكم اولوياتنا ونتحدث معكم بها وكنت تعرفون التفاصيل".
واعتبر جعجع أن "القصة ابعد بكثير من قانون الانتخابات ولها علاقة بالقوات وكونها راس حربة في كل القضايا التي تخص بلبنان ومن يقوم بهذا الهجوم هو النظام السوري وحزب الله بشكل واضح. عون معتّر، دائما ما يصدق نفسه ولكنه ليس الا واجهة للهجوم بسبب موقفنا من الثورات العربية وخصوصا الثورة السورية. الهجوم علينا ايضا بسبب موقفنا من حزب الله حيث نشكل راس حربة بمواجهتنا لمشروع حزب الله".
واشار إلى أن "القوات اللبنانية تتعرّض لحرب الغاء جديدة لعزلها شبيهة بالـ1989. نتعرض لحرب كبيرة اساسها الشام والضاحية ادواتها عون وجماعته. محاولاتهم لم تؤد الى اي نتيجة ومرة جديدة لن تؤدي الى اي نتيجة".
وكشف أن "عون يريد العودة الى قانون الستين لا احد يخطئ بذلك، لنذهب كلنا غدا ونصوت على قانون غير الستين. ما زال عون متمسكا بقانون الستين. لماذا طرح وزراؤه مشروع الـ13 دائرة والنسبية ثم طرح لبنان دائرة واحدة مع النسبية. على من يزايد ميشال عون؟ من يريد ان يزايد عليه ان يلم كذبه اولاً".
وتوجه إلى عون قائلاً "اقول لعون نحن ساكتون عنك على الاقل اسكت ولا تتهمنا باشياء لا نقوم بها كي لا نقول امورا انت تقوم بها، على الاقل لا تتعدّ علينا والا المعركة ستكون مفتوحة ولتعلم ذلك ولن نقبل مرة ثانية ان تتحدث انت ونحن نسكت ويظهر للرأي العام ان ما تقوله صحيح فنحن بجعبتنا ملفات كثيرة وانت لا تملك الا الاكاذيب".
سلام
إلى ذلك، واصل رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام تتبّع ما آلت إليه اجتماعات مجلس النواب للوصول إلى توافق على قانون انتخابي، وهو بقي على اتصال دائم مع عدد من الأطراف والتشاور معها في آخر التطورات.
وأكّدت مصادر سلام أنه "يلتزم الصمت وهو باق على موقفه ويعطي مجلس النواب والاتصالات مزيداً من الوقت ليأخذ في أوائل الأسبوع المقبل الموقف الوطني المناسب".
واستقبل سلام الرئيس السابق أمين الجميل الذي قال بعد اللقاء إن "اجواء اللقاء مع الرئيس سلام كانت ممتازة، ونحن كلما التقينا مع دولة الرئيس الاخ العزيز تمام بيك، كلما زدنا ثقة بهذا البلد وبالجهود الخيرة التي تبذل لانتشال لبنان من المستنقع، نعرف تماما الصعوبات التي يمر فيها البلد في الوقت الحاضر على كل الصعد، ربما كان بالامس القريب الاولوية للحكومة والآن الاولوية لقانون الانتخاب، كنت افضّل ان يسير كل شيء بشكل ايجابي مع بعضه، انما لنكون موضوعيين، فهذه الظروف اليوم تحتم الاولوية لقانون انتخاب خاصة مع التعقيدات الاخيرة، وفي الوقت نفسه تواكبها جهود الرئيس بري، ونتأمل ان يتم التوصل لحلول من خلال الجهود التي يبذلها الرئيس بري مع اللجنة البرلمانية".
أرسلان
بموازاة ذلك، كان لافتاً الكلام الذي أدلى به رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان في مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة أمس وطالب فيه "القوى السياسية كافة المسارعة لعقد مؤتمر وطني تأسيسي لإصلاح النظام السياسي في لبنان نظام الفساد والمعتقلات المذهبية والتمييز العنصري، نظام التحليق في غير فلك الوطن الواحد الوطن الذي أردناه وطناً للانعتاق من المذهبية وطن المواطنية الحقة".
واعتبر أنه "ليكن معلوماً أن كل نظام سياسي مهما كان نوعه توافقياً كان أم ديمقراطياً ديكتاتورياً كان أم جمهورياً أم ملكياً إن كل نظام سياسي لا يؤمن العدالة الإجتماعية فهو نظام ساقط عملياً في عيون ناس أولاً وعلى الارض ثانياً لعدم واقعيته. لا يمكن لأي نظام سياسي أن يحقق العدالة الإجتماعية بين أبناء الوطن الواحد من دون العدالة التمثيلية لكل فئات المجتمع. هذه العدالة التمثيلية التي لا يمكن أن تتحقق بدورها من دون قانون إنتخابي عادل. من المعيب أن يحدث ما يحدث اليوم في لبنان من خلال هذه الحفلة من التكاذب على بعضنا البعض وعلى الناس الذين يأتمنوننا على عملية بناء وطن القانون والمؤسسات".

 

 
عكار - "النهار"

سوريا أبلغت اللبنانيين القاطنين حدودها عزمها على رفع سواتر ومدّ  أسلاك شائكة شمالاً"

 

افاد عدد من ابناء العائلات اللبنانية الذين لا يزالون يسكنون في القرى والبلدات السورية الحدودية، وخصوصاً في بلدات الهيت والبويت والمعاجير والعويشات المقابلة للبلدات والقرى اللبنانية في منطقة وادي خالد، انهم تبلغوا من السلطات الامنية السورية الحدودية انها ستقوم باعادة رفع سواتر ترابية ووضع اسلاك شائكة، الامر الذي سيحد من حركة الانتقال التي كانت تتم بين لبنان وسوريا عند الحدود الشمالية ـ الشرقية البرية المتداخلة في هذه المنطقة، وبات على الراغبين في الانتقال من لبنان الى سوريا اعتماد المعابر الحدودية الشرعية في هذه المنطقة وهي 3 معابر: البقيعة – جسر قمار، العبودية، العريضة.
ويشار في هذا السياق الى ان عناصر الجيش السوري كانت بدأت منذ اكثر من 6 ايام رفع السواتر الترابية في مواقع عديدة على طول الحدود الشمالية ـ الشرقية بدءاً من بلدة المشيرفة السورية التي يقطنها لبنانيون والقريبة جدا من معبر البقيعة - جسر قمار، الامر الذي لا يشكل للاهالي عائقا في تأمين حركة انتقالهم ذهابا وايابا الى اعمالهم واشغالهم، وصولا الى نقطة النبي بري، وهي بمجملها حدود برية متداخلة لا فاصل نهريا فيها بين لبنان وسوريا، وكانت السلطات السورية عملت منذ فترة طويلة على رفع سواتر ترابية حددت بموجبها هذه الحدود.
ويذكر أن القسم الاكبر من اللبنانيين والسوريين الذين يقطنون القرى السورية المشار اليها كانوا نزحوا مع بدء الحراك السوري، وهم بمجملهم اقرباء وانسباء للبنانيين المقيمين في منطقة وادي خالد".

 

مدير قسم أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية  أكّد للمسؤولين تمسّك بلاده باستقرار لبنان وتجنّب الفراغ

 

زار مدير قسم شؤون افريقيا الشمالية والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو مع وفد أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، في حضور السفير الفرنسي باتريس باولي.
 ونقل جيرو تحيات وزير الخارجية لوران فابيوس الى رئيس الجمهورية و"تقدير فرنسا لما يقوم به انطلاقا من "اعلان بعبدا" للحفاظ على الاستقرار في لبنان ومنع انعكاسات ما يحصل حوله".
 وجدد المسؤول الفرنسي تأكيد "تمسك بلاده باستقرار لبنان ودعمها له في كل المجالات"، معربا عن امله في تشكيل حكومة جديدة قريبا وإنتاج قانون انتخاب، ومشددا على "أهمية عدم حصول اي فراغ سياسي او مؤسساتي في لبنان وخصوصا في هذه الظروف".
 وتناول اللقاء أيضا طريقة المساعدة في موضوع النازحين وتخفيف العبء عن لبنان.
 كذلك نوه السيد جيرو بـ"الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني"، مشيرا الى "التعاون القائم تدريبا وتجهيزا بين وزارتي الدفاع في البلدين".
 من جهته، رحب سليمان بالمسؤول الفرنسي، شاكرا لفرنسا "موقفها التاريخي الداعم للبنان"، ومثمنا "مشاركتها الاساسية في القوة الدولية العاملة في الجنوب اللبناني". وحمل رئيس الجمهورية السيد جيرو تحياته الى الرئيس فرنسوا هولاند وتمنياته بـ"استمرار الاستقرار والازدهار".

 

عند سلام
 

 كذلك زار جيرو يرافقه السفير باولي الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة.
 وبعد اللقاء قال جيرو: "جئت حاملا دعم السلطات الفرنسية ورسالة صداقة وتأييد للبنان واللبنانيين في هذه الظروف الإقليمية الدقيقة، داعمين الجهود التي تبذل اليوم من أجل ضمان تأمين استمرارية المؤسسات واستقرار لبنان وسيادته واستقلاله ووحدة أراضيه".
 وأعرب عن تقديره لـ"كرم ضيافة اللبنانيين تجاه النازحين السوريين حيث تلقي الأزمة السورية ظلالها على المنطقة،وتلقي عليها أعباء كبيرة ". وأضاف "نقلت إلى الرئيس سلام تمنياتي له بالنجاح في تشكيل حكومته، وفرنسا تحمل في هذا المجال رسالة إحترام لخيارات لبنان"، مؤكدا "أن ليس هناك تدخل فرنسي ولا عدم مبالاة فرنسية، والأمر المهم هو احترام المؤسسات ودولة القانون والوفاق الداخلي والديموقراطيات لأن هذه القيم تشكل قوة المؤسسات اللبنانية".
وعن موضوع الانتخابات قال "نتابع باهتمام شديد النقاشات في البرلمان، وهنا تكمن رسالة فرنسا أيضاً في دعم إستمرارية المؤسسات وإحترام الإستحقاقات الدستورية".

 

السنيورة
 

ثم زار يرافقه السفير الفرنسي، رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في بلس، وبحث معه في الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة.

 

ميقاتي
 

 كذلك زار وباولي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
 وبعد اللقاء قال جيرو: "نحن نحيي الجهود المبذولة ونشجع على احترام عمل المؤسسات وركائز الدولة وروزنامة المواعيد الدستورية ومنها قانون الإنتخاب وتشكيل الحكومة، إنطلاقاً من روحية "إعلان بعبدا" وهاجس إحترام مواعيد الإستحقاقات. من البديهي أن لا علاقة لفرنسا بطرح أي معادلة أو حل، نحن ننقل فقط رسالة صداقة وتضامن ودعم، لكننا في الوقت عينه نحض المسؤولين الذين نلتقيهم على ما هو أساسي بالنسبة إلينا، وهو إستقرار لبنان وإستقلاله وإحترام سيادته. كما تعلمون فان فرنسا ملتزمة في إطار قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان، من خلال إستمرارية حضورها ومساهمتها، إستقرار بلادكم، وهي ترفض مبدأ "عدم العقاب" من خلال مؤازرة أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وخلال لقائي اليوم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ورئيس الحكومة المستقيل، جددت تأكيد مجمل هذه الرسائل من السلطات الفرنسية".
وزار مساء رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، في حضور الوزير غازي العريضي. ويتابع جيرو مشاوراته اليوم حتى المساء.

 

 

الأونروا شكرت للأميركيين مساهمتهم في الإغاثة و53 ألف لاجيء فلسطيني جديد في مخيمات لبنان

 

اعلنت وكالة "الاونروا" في بيان أمس، ان "المساهمة المقدمة من الولايات المتحدة إلى وكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة والبالغة قيمتها 32 مليون دولار أميركي ستؤدي إلى توفير المساعدة الطارئة اللازمة لآلاف النازحين واللاجئين الوافدين من سوريا، فضلا عن المجتمعات التي تستضيفهم في لبنان".
ورحب البيان الصادر عن "الأونروا" بهذه الهبة للتصدي للأزمة السورية في لبنان. ورأت ممثلة المفوضية في لبنان نينات كيلي أن هذه المساهمة تساعد على ضمان الدعم الذي يضمن استدامة الحياة للنازحين، وللبنانيين الذين فتحوا منازلهم ومجتمعاتهم لاستضافة النازحين والذين يحتاجون إلى المساعدة (...).  
وأشار البيان الى ان الهبة ستساهم في تحسين الخدمات المحلية في المناطق المتضررة، كما أنها ستساعد على ضمان استدامة جهود التسجيل والأنشطة لحماية الفئات الأكثر هشاشة وحاجة إلى المساعدة.
وأشارت ممثلة اليونيسيف في لبنان آنا ماريا لوريني ان هذه الهبة "ستساعد على معالجة مسألة حقوق عدد متزايد من الأطفال النازحين من سوريا وحاجاتهم، فضلا عن الأطفال اللبنانيين الأكثر تضررا جراء الأزمة". واوضح البيان ان "عدد اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا تجاوز حاليا53 الفاً،  تعمل "الأونروا" في لبنان على تقديم الغذاء والمساعدة لهم في مجال الإيواء والإغاثة والخدمات الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية.
ومعظمهم يبحثون عن ملجأ داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أو في جوارها، حيث اثنان من أصل ثلاثة فلسطينيين في لبنان يعيشون في الفقر، الأمر الذي يزيد بؤس أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الوافدين حديثا من سوريا (...)".

 

 
صيدا، بنت جبيل - "النهار"

ذكرى النكبة: اعتصام في مارون الراس ومسيرتان في صيدا وعين الحلوة

 

نظم "حزب الله" والفصائل الفلسطينية في الجنوب اعتصاماً رمزياً في مارون الراس أمس، في ذكرى النكبة ومرور عامين على سقوط "شهداء مسيرة العودة"، شارك فيه نحو 200 شخص في حضور السفير الفلسطيني اشرف دبور الذي وضع مع ممثلي قادة الفصائل الفلسطينية و"اللجان الشعبية" اكاليل امام النصب التذكاري، والقى كلمة شدد فيها على حق العودة. ثم اقيم مهرجان خطابي في قاعة "حديقة ايران" تخللته كلمات من وحي التطورات.
والاعتصام الذي واكبته تدابير امنية مشددة وانتشار كثيف للجيش وعناصر الاجهزة الامنية، قابله انتشار كثيف للقوات الاسرائيلية من الجانب الآخر للحدود قبالة البلدة. وفي الختام، أولم الحزب للحضور. كذلك احيت القوى و"الفصائل الوطنية" والاسلامية الفلسطينية والأحزاب اللبنانية الذكرى في صيدا ومخيم عين الحلوة.
ولوحظ أن المسؤول السابق عن ميليشيا "فتح" في لبنان والمسؤول عن "كتائب شهداء الاقصى في فلسطين والشتات" منير المقدح نظّم مسيرة غلب عليها الطابع العسكري، جابت شوارع المخيم وردد المشاركون فيها هتافات، والقى في ختامها كلمة شدد فيها على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة.
كذلك نظم "التنظيم الشعبي الناصري" مع "الاحزاب والقوى الوطنية" والاسلامية مسيرة في شارع رياض الصلح في صيدا، القى في ختامها امينه العام أسامة سعد كلمة دعا فيها إلى "عدم الالتفات للوجوه الزائفة التي يحاول البعض إظهارها للمدينة، لأن صيدا بقواها الوطنية حافظت على شراكتها مع الشعب الفلسطيني".
كما القى الصحافي علي حشيشو كلمة باسم الاحزاب. واحرق المشاركون العلم الاسرائيلي.

 

نقل رسالة إلى منصور من لافروف وزاسبكين: الغالبية قد لا تعكس الحقيقة

 

تلقى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور رسالة شفهية من نظيره الروسي سيرغي لافروف تتعلق بالاوضاع في سوريا، على خلفية الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بالنسبة الى المؤتمر الدولي، نقلها اليه في قصر بسترس أمس السفير الروسي ألكسندر زاسبكين.
إثر اللقاء، قال زاسبكين: "... ونحن نبذل الجهود في سبيل ترتيب هذا المؤتمر مع الاطراف المعنيين، نشير بقلق الى ما نسمعه مجددا من شروط تعجيزية مثل اللاءات الى المؤتمر من دون بشار الأسد، أو تحديد أي مواعيد لإيجاد إمكان بعد ذلك للضغط على الطرف الآخر في النزاع السوري. إضافة الى ذلك، هناك وضع خطير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في صناعة القرار الأخير الذي نعتبر أنه يعرقل هذه الجهود".
وقيل له: "يتوقع أن تعترف 110 دول بالإئتلاف الوطني المعارض بدلا من (المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير) بشار الجعفري، ألا ترضخون لهذا الاعتراف وتغيرون موقفكم؟". أجاب: "إن عدد الدول ليس مؤشرا للحقيقة لأن من الممكن في بعض الأحيان ألا يكون التصويت من الغالبية يعكس الواقع والحقيقة، لأن هناك تزويراً يعتمده بعض وسائل الاعلام غير مرتبط بالوضع الميداني، ونحن ننطلق من أولوية وقف سفك الدماء. ولدى البعض مصالح أخرى، لذلك نرى من المؤسف أن يكون المناخ العام بهذا الشكل. لكن لمعالجة الموضوع لا بد من أن يكون هناك موقف من مجلس الأمن الذي نعتبره الجهاز الأساسي".

 

 
ريتا صفير

سفير أسوج يضيء على قناة الاتصال مع دمشق.. هل يدفع الجمود المتواصل اسرائيل إلى تجديد اعتداءاتها؟

 

من مدينة كورونا الاسوجية هذه المرة، جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف ثقتهما بالدعوة التي وجهاها في 7 ايار لعقد مؤتمر دولي يجمع النطام السوري والمعارضة استنادا الى بيان جنيف.
ويكتسب لقاء كورونا أهمية خاصة، كون اسوج هي ضمن الدول الاوروبية القليلة (بعد رومانيا وتشيكيا) التي تحافظ على حضورها ولو المتقطع في العاصمة السورية. ويعزو السفير الاسوجي المعتمد في سوريا والمقيم في لبنان نيكلاس كيبون  ذلك الى العلاقات التي نسجتها بلاده مع المجتمع المدني السوري واعضاء في المعارضة فضلا عن اهمية الشروع في اتصالات رسمية تقتصر على مدير البروتوكول في الخارجية السورية للحصول على تأشيرات.
وتبدو الحاجة الى الابقاء على "قنوات تواصل" ولو في حدها الادنى، مهمة من وجهة نظر استوكهولم التي تعتبر ان "الاتصالات قد تبدو مفيدة في مرحلة مقبلة اذا اثمرت الجهود السياسية."
عمليا تتجه الانظار الى احتمالات تحول التعهد الروسي - الاميركي بتسوية، واقعا في ظل الخلافات المتواصلة حول تفسير "بيان جنيف" وتحديد مصير الرئيس السوري في أي عملية انتقالية، في حين تتركز الرهانات على مجموعة عناصر سياسية وعسكرية من شأنها اعادة تحديد موازين القوى.
اولا- يتطلع الاطراف الى معطيات داخلية ومنها العنف المتمادي الذي يستخدمه نظام الاسد من خلال المجازر التي سيقت في المناطق العلوية الساحلية بهدف تحويلها كيانا مستقلا وهو عنف يفترض وقفه. وتناول التقرير الاخير لـ"مركز كارنيغي - اوروبا" هذه النقطة. كما اعتبر ان انقسام المعارضة السورية ما زال يلعب دورا فاعلا في جمود العملية التفاوضية وكذلك عدم قدرتها على التواصل مع "عناصر منطقية" تابعة للنظام.
ثانيا- ثمة نقاش يتناول "نسبة" المنطق في الموقف الروسي المزمن، في ظل الثمن الذي يلازمه وخصوصا على مستوى صورة روسيا لدى العرب وتأثيره على تفاقم نفوذ الاسلام الراديكالي في مرحلة ما بعد الاسد، وكذلك على الاسلاميين داخل روسيا واوروبا نفسها مع تنامي الدعوات الجهادية. ويتحدث البعض عن " مؤشرات تعب" من الاسد في كل من طهران وموسكو.
ثالثا - ساهم الجمود المتواصل سوريا" في دفع اسرائيل الى اتخاذ المبادرة عبر الغارات التي استهدفت "اصول" النظام، وسط معطيات عن اثر بالغ ومعظمه نفسي، على الاسد وفريقه خلفته غارات 5 ايار الماضي.
رابعا - يبدو ان خيار رفع الحظر عن تسليح المعارضة والذي يتوقع ان يعاد طرحه على بساط البحث الاوروبي نهاية الجاري، لن يتبدل في ظل الانقسام المتواصل حياله فضلا عن رغبة الاطراف الغربية في تفادي "حرب بالواسطة" مع روسيا وايران على ارض سورية. وبحسب مصادر اوروبية فان استراتيجية النظام الراهنة تقضي بمواصلة الحفاظ على دمشق مع تأمين ممر الى الساحل السوري ولبنان.
ما هي انعكاسات هذا التحول على لبنان؟
لا شك في ان الحسابات التي يجريها "حزب الله" تأخذ حيزا واسعا من النقاش في الدوائر الغربية وخصوصا لجهة احتمال اندلاع نزاع سني - شيعي، على خلفية تدخل الحزب في سوريا وسعيه الى الحفاظ على ممر القصير الاستراتيجي. وهي تتزامن مع تساؤلات عن دخول عناصر متشددة الى لبنان ولا سيما المخيمات وسط شبه فراغ رسمي تعيشه البلاد. من هنا، ثمة خشية كبيرة من اللااستقرار المحلي.   


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,485,482

عدد الزوار: 6,952,567

المتواجدون الآن: 74