جنبلاط: المراهنة على وقوع الخلل في سوريا ضرب من الجنون

ميقاتي يتمسك بثوابته ··· والحكومة تقترب من الحسم

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 نيسان 2011 - 5:40 ص    عدد الزيارات 2548    التعليقات 0    القسم محلية

        


لقاء الأربعة في بكركي اليوم: رياضة روحية لتنظيم الخلاف السياسي
ميقاتي يتمسك بثوابته ··· والحكومة تقترب من الحسم
ناظم الخوري لـ<اللــواء>: قمة لبنانية - سورية غير مستبعدة

تقاطعت مصادر المعلومات ليل امس على اعتبار ان الملف الحكومي دخل نهاياته السعيدة، ما لم يخيّب <تطورات ما> التوقعات بولادة الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، وليس بالضرورة قبل عيد الفصح·

وبانتظار ما سيتكشف عنه اللقاء الذي جرى ليلاً مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وكل من النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل، قبل سفر الرئيس المكلف الى لندن في زيارة عائلية، وما سيعلنه العماد ميشال عون بعد اجتماع تكتل <الاصلاح والتغيير> الا اذا ارتأى الصوم عن الكلام، نظراً لدخول الملف الحكومي في مرحلة الحسم سلباً او ايجاباً والاستماع الى نصيحة اسديت اليه بأن يتجنب زف خبر غير ايجابي عشية الاعياد المسيحية، فإن المعطيات توحي بأن انجاز ملف الحكومة اقترب، سواء كان حسم الملف باعلان التشكيلة الحكومية، او اعلان امر آخر·

وتأتي هذه التطورات، بعدما ادركت القوى المؤتلفة داخل فريق 8 آذار ان التحديات الداخلية والعربية تستدعي الخروج من حالة اللاموقف والانتقال الى تحصين الوضع الداخلي، وهو الامر الذي سيفرض نفسه ولو من خارج جدول الاعمال، على اللقاء الذي سترعاه بكركي للقادة الموارنة الاربعة اليوم، والذي يؤمل ان يشكل بداية فتح صفحة جديدة، او ان يخرج في اقل احتمال <بمعاهدة عدم اعتداء بين مكونات هذه القيادات - التي تختصر الى حد ما- المجتمع المسيحي، او الاحزاب المسيحية الفاعلة على الساحة اللبنانية·

وشكل الاعلان عن الاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الاسد والذي تناول التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية، والاصالحات التي اعلنها الرئيس السوري، بحسب بيان المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، والذي اكد خلاله الرئيس سليمان على وقوف لبنان الى جانب استقرار سوريا وامنها وتطورها وازدهارها، مؤشراً لمحاولة رسمية لتحصين الوضع الداخلي، من خلال تطويق ازمة الاتهامات السورية لتيار <المستقبل> بالتدخل في الاضطرابات التي تحصل في بعض المناطق السورية، انطلاقاً ادراك المسؤولين لمدى الارتباط بين لبنان وسوريا، على صعيدي الامن والاستقرار·

ولم يستبعد المستشار الرئاسي النائب السابق ناظم الخوري، في اتصال مع <اللواء>، قيام الرئيس سليمان بزيارة سوريا في أي وقت يراه مناسباً، على اعتبار أن الأوضاع التي تمر فيها المنطقة تستدعي تشاوراً مكثفاً وعلى أعلى المستويات لتحصين البلدين في مواجهة الاخطار الكثيرة التي تحدق بالمنطقة، لكنه أشار إلى انه لم يتم تحديد اي موعد لزيارة قريبة، غير ان ذلك لا يمنع من حصولها متى كانت هناك ضرورة لذلك·

وقال أن الرئيس سليمان لا يمكن أن يقبل بأن يكون لبنان مصدر تهديد لسوريا، تحت أي ظرف من الظروف، سيما وأن أي محاولة لزعزعة استقرار سوريا ستترك انعكاساتها السلبية البالغة الخطورة على الوضع الداخلي·

الوضع الحكومي في هذا الوقت، لفتت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى حصول تقدّم في مشاورات التأليف، من دون أن تكشف عن اللقاءات التي أجراها أمس، باستثناء اللقاء مع المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل الذي زار الرئيس ميقاتي·

ووفقاً لما اشارت إليه <اللواء> أمس، فقد أكدت مصادر مواكبة أن العماد ميشال عون بدا ليناً في المفاوضات الجارية لتأليف الحكومة، في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبل يومين الوزير جبران باسيل بالامين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مشيرة إلى أن عون قبل بأن تكون حصته في الحكومة عشر وزارات من ضمنها ثماني حقائب ووزارتا دولة، خلافاً لما كان اشترط في السابق بأن تكون حصته عشر حقائب·

لكن المصادر لفتت إلى أن موضوع الحقائب لم يحسم نهائياً بعد، لا سيما بالنسبة لحقيبة الداخلية، وإن كان هناك بحث بأن تسند إلى شخص يرضى عنه كل من الرئيسين سليمان وميقاتي وعون·

الا أن مصادر مقربة من الرئيس سليمان قالت انه لا يزال يتمسك بزياد بارود للداخلية، وأن هذا الموضوع بالنسبة إليه مبدئي، وليس موضع مساومة، وبالتالي فإن ما قيل عن اقتراح بأن يسمي هو ثلاثة أسماء على أن يختار العماد عون أحدهم، كلام ليس دقيقاً، فضلاً عن أنه يجعله في موضع مساومة·

ولاحظت المصادر أن عقدة الداخلية ما زالت في إطار عملية شد حبال، مشيرة إلى أن ما يثار حول قضية الاعتداء على الأملاك العامة والبناء في المشاعات ليست بعيدة عن المعركة التي تخاض ضد وزير الداخلية الحالي لإحراقه،· على غرار ما جرى في حوادث سابقة، وبينها قضية السجون·

وكان الرئيس ميقاتي قد فاجأ <المركز المدني للمبادرة الوطنية> بحضوره الندوة التي أقامها أمس في فندق البريستول بعنوان <تكوين السلطة الاجرائية بين أحكام الدستور ووقائع السياسة>، وأكد خلالها على أهمية دور رئيس الجمهورية ورأيه الصائب في كل الأمور، ومن ضمنها تشكيل الحكومة، مشدداً على وجوب تحصين هذا الدور كما مقام الرئاسة، لافتاً النظر إلى ثلاث ثوابت دفعته لقبول التكليف، وهي:

منع الفتنة، والمحافظة على الاستقرار، والانطلاق من الدستور كقاعدة لكل خطوة يقوم بها، معلناً بأنه يفضل أن يبقى مرناً في التعاطي السياسي، ولا يريد أن يكون أسير موقف معين أو أن يرفع من سقف التوقعات حتى لا يصاب الشعب عند إعلان الحكومة بنوع من الإحباط·

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة على مسار المشاورات بأن عملية التفاوض الجارية لفكفكة العقد الحكومية دخلت مرحلة جدية، غير أنها رفضت الجزم بإمكانية ولادة الحكومة قبل حلول عطلة الفصح·

وأشارت إلى أن فكرة تبادل الحقائب ليست فكرة جديدة، حيث أنه سبق للرئيس نبيه بري أن اقترح التخلي عن حقيبة الخارجية مقابل إعطائه أي حقيبة أخرى كوزارة الطاقة على سبيل المثال، غير أن هذا الطرح لم يلق القبول في حينه·

وفي المقابل، بدا رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط، اقل تفاؤلاً، حيث ابلغ زواره انه لا يتوقع صدور مراسيم تأليف الحكومة قبل عيد الفصح، لافتاً الى ان الامور ما تزال موضع أخذ ورد، وكلما تحقق تقدم في مكان ما، يظهر شيء يعرقل العملية·

فرنجية وعكس رئيس تيار <المردة> النائب سليمان فرنجية الجو نفسه، عندما أعلن في مقابلة تلفزيون MTV اننا توصلنا الى حل 90 بالمائة من العقبات امام التأليف، وما زال هناك 10 في المائة، وهذه النسبة قد تؤدي الى التشكيل، وقد تنسف كل شيء·

موضحا، انه من ضمن الـ 10 بالمائة التي لم تتحلحل مسألة وزارة الداخلية، وحقيبة ضمن حصتنا وحقيبة اخرى ليست من ضمن هذه الحصة، إلا انه لم يشأ الكشف عنها، مشيرا الى ان العماد عون عندما طلب 13 وزيراً من حصته، كان يقصد انه سيعطي كلا من <المردة؛ والطاشناق وزيرين، والنائب نقولا فتوش او الحزب القومي والنائب طلال ارسلان، وه؛ذا لا يبقى له اكثر من ستة وزراء·

ولفت فرنجية الى اننا اقتربنا كثيراً من حسم عدد الحقائب والتوزيع، وكذلك موضوع المعارضة السنيّة يكاد ينتهي، معتبرا الى انه لا مبرر للتأخير اكثر من ذلك، الا اذا اراد احد ان يطير الاتفاق السياسي·

واذ كرر رفضه تسلم وزارة الداخلية، تساءل فرنجية: لماذا لا يحق لعون ان يطالب بهذه الوزارة، ولماذا يجب ان تكون لرئيس الجمهورية، معتبرا انهم يريدون ان تبقى الداخلية مع سليمان وبارود ليبقى (المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء) اشرف ريفي (والعقيد رئيس شعبة المعلومات) وسام الحسن في مركزهما>·

لافتاً <الى ان <بارود> لا يستطيع ان يترك رئيس الجمهورية، وهو قال لي انه لا يستطيع ان يصبح شارل رزق آخر>·

لقاء بكركي الى ذلك، يلتقي، اليوم في بكركي، الزعماء الموارنة الاربعة في سابقة استطاع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تسجيلها في بداية عهده البطريركي، مستفيدا من زخم انتخابه ومن الدعم الذي يلقاه من الفاتيكان ومن مختلف دوائره وخصوصا مجمع الكنائس الشرقية، وهو امر لم يتحقق زمن البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير·

واذ علمت <اللواء> ان أيا من الزعماء الأربعة لم يمانع اللقاء الذي ترك للبطريرك الراعي إعداد جدول أعماله، كشفت مصادر مطلعة أن الجزء الاكبر منه، لا سيما أنه يعقد في خلال أسبوع الآلام، سيكون روحيا بإمتياز وسيتخلله قداس وصلوات وتراتيل، على ان يستضيف البطريرك الراعي الزعماء الاربعة الى مأدبة غداء قبل الانتقال الى الجزء الأخير من اللقاء والمخصص للبحث في الملفات غير الخلافية والتي لا تثير الحساسية فيما بينهم، منها المشكلة الديمغرافية وبيع الاراضي والهجرة واللامركزية الادارية ومنح الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، والملفات التي تهم المسيحيين وموقعهم في المنطقة·

وقالت ان اللقاء تتخلله محاضرتان روحيتان، لا تغيّبان الهاجس الذي اقلق على الدوام الكرسي الرسولي وهو واقع المسيحيين المحفوف بالاخطار في منطقة الشرق الأوسط الحافلة بالتطورات المخيفة وبالانكشافات الامنية والمذهبية، مما ادى الى ضمور دراماتيكي في الحضور المسيحي·

واشارت المصادر الى ان اللقاء سيشكل بداية كسر جليد بين الزعماء الاربعة، لكنه سيكون بداية مسار طويل، اذ ان المصالحة التي ترغبها بكركي لا تتحقق في ساعات، بل هي في حاجة الى بحث لاحق، لان التركيز في لقاء اليوم سيكون على موقع المسيحيين ودورهم وليس الملفات الخلافية وخصوصا بين رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار <المردة> سليمان فرنجية·

ورأت ان المصافحة التي طال انتظارها بين الرجلين ستكون محور متابعة اعلامية لرمزيتها، لكن طي الصفحة بينهما يحتاج الى الكثير من الجهد، ويتطلب نقاشا في العمق لا يكون الا بلقاءات تمهيدية على غرار ما حصل بين المردة وحزب الكتائب·

واشارت الى ان معيار نجاح اللقاء ان يفلح في تحويل الخلاف المسيحي ? الايديولوجي الى خلاف سياسي منظم بين الزعماء المتنازعين على الموقع والصادرة بين المجموعات المسيحية، وهو امر يحتاج بدوره الى مجهود·

واوضحت ان الزعماء الاربعة يجمعون على التعاطي بايجابية مع اللقاء، في حين قالت اوساط كتائبية ان الرئيس امين الجميل سيحمل معه أوراق عمل ودراسات حول قضايا تعتبر من الثوابت المسيحية· ودعت الى عدم تعليق آمال كبيرة على اللقاء الاول المعوّل عليه لوضع حد لكل الخلافات، واصفة اللقاء بأنه اعلان نيات أكثر منه اعلان مواقف·

أما القوات اللبنانية فقرأت في اللقاء <الذي جاء متأخرا 21 عاما>، تقاطعا مع دعواتها المستمرة للقاءات مماثلة منذ ان وضعت الحرب اوزارها>، وهي <ستضع كل جهدها مع حزب الكتائب بغية توسيع علاقتها مع كل من التيار الوطني الحر والمردة>·

واشارت مصادر <التيار الوطني الحر> الى ان الاجتماع اللقاء لن يلغي التمايزات، لكنه سيحدد المساحة المشتركة بين القيادات المسيحية لتحديد أولويات الطائفة في ظل ما يحصل في المنطقة·

بدورها، عبّرت مصادر <المردة> عن رغبتها في أن لا يقتصر فقط على الصورة، بل أن يطال العمق والجوهر <لأن المطلوب تثبيت القواسم المشتركة بين المسيحيين والتي نادى بها البطريرك الراعي منذ انتخابه>·

واذ متوقع ان يخرج لقاء بكركي ببيان مشترك، او ببيان مقتضب توصيفي صادر عن امانة سر البطريركية، علم ان الاجتماع سيبقى بعيدا قدر الامكان عن الاعلام، بحيث قد لا يوثق حتى بصورة للمجتمعين، ما خلا امكان التقاط صور عند وصول الزعماء الاربعة، على ان التدابير المشددة اعلاميا تتعلق بخلفية المصافحة المنتظرة بين جعجع وفرنجية التي لا يمانع بها الاول ويتحفظ عنها الثاني·

 


 
فرنجية: لقاء بكركي ليس لقاء مصالحة بل لحماية مصالح المسيحيين في الشرق
اعتبر رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ان لقاء بكركي المقرر اليوم "ليس لقاء مصالحة لأن المصالحة لا تحصل بهذه الطريقة"، مشيرا الى ان "اللقاء قد يؤدي الى مشروع مسيحي مشترك وقد ينتهي مثلما بدأ"، لافتاً الى انه "اذا تصافحنا غداً فهذا لا يعني أن الإشكال حصل لأنه سياسي، ولو مدّ سمير جعجع يده قبل سنة أو 3 سنوات فنحن نصافحه ولا مشكلة لدينا"، موضحاً ان السؤال هو "هل سنجد مشروعاً سياسياً وساحة مشتركة ورؤية مشتركة لمستقبل المسيحيين والمشروع الذي يحمي المسيحيين في هذا الشرق والذي هو أهم منا كلنا وأهم من أن نصافح بعضنا، فنحن سنبحث وضع المسيحيين في الشرق ونظرتنا اليه"·

فرنجية، وفي حديث لـMTV، اعلن انه "يجب أن نترك المسائل الخلافية جانباً بلقاء بكركي غدا، وسنرى ما هي القواسم المشتركة بيننا للرؤية المسيحية في هذه المنطقة"، مشيراً الى انه يشارك بلقاء غد "من موقعي السياسي في لبنان وذاهبون لنتحاور على مشروع كيفية حماية المسيحيين في ظل التغيرات التي تجري في لبنان والمنطقة، ولكن المصالحة بحاجة لتحضير وكلام مسبق وغداً قد أتناقش مع جعجع ولكن بموضوع المسيحيين في المنطقة وهذا بحاجة الى نقاش في العمق"، لافتا الى انه "إذا أردنا أن نكون بقناعة مشتركة بالمصالحة فهناك أسئلة مطروحة ويجب أن يجيب عليها جعجع"·

فرنجية اشار الى ان اول ما بُحث كان معيار المشاركة بلقاء بكركي "وكان رأينا إما يشارك كل النواب والوزراء الموارنة أو الـ4 الأساسيين المعترف بهم مارونيا، والبطريرك بشارة الراعي حسمها وقال سيجتمع الأقطاب الأربعة، ولو البطريرك السابق نصرالله صفير حسم هذا الأمر سابقاً لكان تم اللقاء قبل 3 سنوات"·

ورأى رئيس تيار "المردة" ان "الموضوع مع جعجع لا يُحل بتبويس لحى فلا أستطيع التخلي عن كل الناس الذين وقفوا معي"، مؤكدا انه جاهز ليناقش كل شيء غداً·

ورد فرنجية على كلام جعجع عن أن بعد غد صفحة جديدة، فاعتبر ان "طي الصفحة بحاجة لنقاش بالعمق ولخريطة طريق"، مضيفا "بالنسبة لي غداً ليس مثل اليوم وسندخل بمرحلة جديدة ولكن هذا لا يعني انتهاء الخلاف المسيحي - المسيحي، ويجب أن نصل الى تحويل خلافنا الى خلاف سياسي وديمقراطي وكل شخص يحترم رأي الآخر وكلنا نصب بمصلحة استقلال وسيادة ووحدة لبنان وبالمصلحة الوطنية الكبرى"·

ولفت فرنجية الى انه "إذا تمكنا من أن نتوصل لإدارة الخلاف بطريقة ديمقراطية وتنظيمه دون أن يصل الى العنف فهذا انجاز كبير"·

فرنجية تمنى على البطريرك الراعي "أن لا يتدخل بالتفاصيل مثل موضوع الوزير زياد بارود فهذا خطأ لأنه إذا حصل تكون بكركي تدخلت مع فريق ضد آخر وإذا لم تحصل تكون بكركي انكسرت"·

وشدد فرنجية على انه "يحترم صفير كثيرا فهو برهن أنه انسان كبير واستقال عندما وصل لمرحلة معينة"، مقدّماً اعتذاره "إذا أخطأت معه بمرحلة من المراحل شخصياً ولكن قناعتي السياسية هي لي"·

 

 

معتبرا <إن أي مراهنة لبنانية، سياسية أو إعلامية أم أمنية، على وقوع الخلل في سوريا هي بمثابة ضرب من الجنون

>· وقال جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة <الأنباء> الصادرة عن الحزب التقدمي ينشر اليوم: يمكن القول بأن المبادىء الأساسية للاصلاح في سوريا قد وُضعت بعد الخطابين اللذين القاهما الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب وأمام مجلس الوزراء، والمهم التنفيذ المنهجي والمدروس والمتتالي والسريع من دون تسرع لهذه الاصلاحات، بصرف النظر عن بعض الأصوات التي تدين التأخير، ذلك أن الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي له أهمية كبرى في حياة الاوطان والشعوب·

ولفت الى ان رفع حالة الطوارىء والغاء القانون الخاص بها، وهي مطبقة منذ سنوات طويلة، بالتوازي مع إقرار وإصدار قانون جديد للاحزاب وإتاحة المجال أمام التنافس السياسي والديمقراطي، هي من التغييرات الكبرى في بنية الحياة السياسية السورية·

وهاتان الخطوتان ستتركان آثاراً بالغة الأهمية في الواقع الداخلي السوري·

واعتبر ان موقف الرئيس السوري بشار الأسد الأخير هو موقف مهم وجريء وشجاع، خصوصاً ما يتعلق بشهداء درعا والمناطق الأخرى، فكل الدماء التي سقطت هي دماء سورية، وهناك ضرورة للتلاحم بدل التباعد والتنافر في هذا الظرف السياسي الدقيق، وكل الذين إستشهدوا هم شهداء سوريا، ونضم صوتنا الى صوته في هذا المجال آملين لذويهم في درعا وغيرها الصبر وتخطي هذه المحنة الصعبة، ومعلقين أيضاً أهمية على لجنة التحقيق التي أعلن الرئيس الأسد عن قيامها لتحديد المسؤوليات ولتفادي تكرار أحداث كهذه مستقبلاً·

كما أن كلام الرئيس الأسد عن الحوار مع مختلف القوى السياسية مهم جداً لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي الانزلاق الى المعالجة الأمنية للملفات السياسية والوطنية· لذلك، من المهم إطلاق هذا الحوار مع أوسع الشرائح الثقافية والفكرية والقوى السياسية في الداخل وحتى في الخارج·

ورأى من موقع الحرص على سوريا وشعبها وإستقرارها وأمنها ودون أي تفكير بالتدخل في الشأن الداخلي السوري، أنه من الضروري إعادة النظر بالهيكلية والتركيبة الامنية الداخلية· اضاف: لبعض القوى اللبنانية التي قد تراهن على إختلال في سوريا، نذكرهم بالمعادلة الاستراتيجية التي أُثبتت بالتجربة والبرهان من أن أمن لبنان من أمن سوريا، وأن إستقرار لبنان من إستقرار سوريا·

وهذا ما أكدته معادلات الجغرافيا السياسية والتجارب التاريخيّة وإتفاق الطائف· لذلك، فإن أي مراهنة لبنانية، سياسية أو إعلامية أم أمنية، على وقوع الخلل في سوريا هي بمثابة ضرب من الجنون·

واكد انه من المعيب مقارنة النظام اليوم بالانتداب الفرنسي، واذا كانت المطالبة بالاصلاح هي حق مشروع، إلا أن التاريخ لا يُشطب ويُلغى بشحطة قلم أو بدعوة تظاهر على <الفايسبوك>· لذلك، قد يكون للمعارضة السورية أن تستفيد من هفوات معارضات بعض الدول العربية التي إما تستمع لتوجيهات السفير الأميركي أو حلف شمالي الأطلسي، وهنا نصيحة أخوية الى المناضلين في ليبيا واليمن بأهمية التيقظ لما قد ينجم عن التدخل الغربي والاستعماري من جديد، فالى أحفاد عمر المختار، لا بد من القول بأن الاصلاح والتغيير والحريات كلها مطلوبة، ولكن حذار من التدخل الخارجي· وقال :إذا كان الشيء بالشيء يُذكر، للذين أيضاً يتناسون في لبنان، فإن القوى الوطنية والتقدمية والمقاومة، مع القيادة والشعب والجيش العربي السوري، واجهت مشاريع التقسيم والتفتيت، وأسقطت إتفاق السابع عشر من أيار، مما فتح الطريق الى إتفاق الطائف، وحررت الجنوب اللبناني دون قيد أو شرط ودون السقوط في إتفاقات منفردة مع العدو الاسرائيلي أثبتت أنها كانت خيارات إستراتيجية فاشلة·

وامل ان تتخطى سوريا هذه الازمة التي تمر بها من خلال حكمة القيادة السورية وإدراكها بأهمية التغيير الجدي الذي بدأت فيه بالفعل وعبر وعي الشعب السوري وتحسسه بالمسؤولية الوطنية والقومية التي يستطيع من خلالها تطوير أوضاعه الداخلية، وفي الوقت ذاته، تحصين إستقرار وطنه الذي يؤدي دوراً عربياً وإقليمياً مهماً في المنطقة بأكملها·

وأستنكر جنبلاط قتل الناشط الايطالي فيتوريو أريجوني> بطريقة وحشية وهمجية·

 

 

جنبلاط: المراهنة على وقوع الخلل في سوريا ضرب من الجنون
أعلن رئيس جبهة <النضال الوطني <النائب وليد جنبلاط أن الحوار مع مختلف القوى مهم جدا في سوريا، لافتا الى ان من المعيب مقارنة النظام اليوم بالانتداب الفرنسي·
 

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,767,033

عدد الزوار: 6,964,982

المتواجدون الآن: 72