مسيحيّو العراق في لبنان... إحتضان يُخفّف مآسي التهجير..إضافة إلى توسيع مهمة يونيفيل للحدود السورية وفد اغترابي يسعى لإقناع الحكومة اللبنانية بتوطين مسيحيي العراق وسورية

8 سنوات على تموز 2006: حزب الله يكتفي بصواريخ "فولكلورية" من الجنوب...إقفال لمعسكرات التدريب في البقاع...و12 قتيل في القلمون....وساطة الأسرى العسكريين في بداية التعقيدات والتمديد بين الرفض المسيحي و"المؤتمر التأسيسي"

تاريخ الإضافة الجمعة 15 آب 2014 - 6:51 ص    عدد الزيارات 2100    القسم محلية

        


 

وساطة الأسرى العسكريين في بداية التعقيدات والتمديد بين الرفض المسيحي و"المؤتمر التأسيسي"
النهار...
على رغم عودة الملفات الاجتماعية وازماتها المفتوحة الى صدارة التطورات الداخلية في اليومين الاخيرين، لم تغب تداعيات مواجهة عرسال عن الواجهة وخصوصا قضية الاسرى العسكريين لدى التنظيمات الاصولية المتطرفة التي تحتجزهم ولا تزال مطالبها مشوبة بكثير من الغموض، الامر الذي يخشى معه نشوء فصول معقدة وطويلة في اطار وساطة "هيئة علماء المسلمين" التي تتولى منفردة الاتصال بالجهات الخاطفة والحكومة اللبنانية.
وقالت مصادر عسكرية بارزة لـ"النهار" امس ان الجولة الميدانية التي قام بها امس قائد الجيش العماد جان قهوجي على المواقع والمراكز العسكرية والامنية في عرسال خلفت ارتياحا واسعا لدى القيادة العسكرية لجهة تلمس المعنويات الممتازة لدى الوحدات العسكرية المتمركزة والمنتشرة في المنطقة ناهيك باستكمال الاستعدادات لدى الجيش وخطواته الاحتياطية الدائمة لكل الاحتمالات. واشارت الى تجاوز الكثير من الاخطار التي احدقت بعرسال وبمحيطها وعبرها بمناطق اخرى كانت هدفا للارهابيين، ومع ذلك فان حال الجهوز لدى الجيش ستبقى متحسبة لاي احتمال. اما في موضوع الاسرى العسكريين فقالت المصادر ان الوساطة جارية حاليا مع الحكومة ومن المتوقع ان يحصل لقاء بين الجهة الوسيطة والعماد قهوجي في نهاية الاسبوع.
وكانت معلومات افادت امس ان "هيئة علماء المسلمين " نقلت مطالب تنظيم "داعش" الى رئاسة الحكومة مع شريط فيديو يظهر سبعة من العسكريين الاسرى فيما لم تسلم "جبهة النصرة" بعد مطالبها الى الجهة الوسيطة. وافيد ان مطالب "داعش" تتناول ضمان امن المدنيين في عرسال والافراج عن سجناء من دون تحديد اسماء بعد في انتظار جواب الحكومة. لكن بعض المعطيات المتوافرة في هذا السياق أظهر ان ثمة مؤشرات لكون الخاطفين الموزعين على عدد من التنظيمات الاصولية يزمعون ادراج شروط للافراج عن ارهابيين موقوفين لدى السلطات والاجهزة اللبنانية في عمليات تفجير ارهابية او التخطيط لعمليات ومن هؤلاء زوجة سراج الدين زريقات مسؤول كتائب عبدالله عزام في لبنان التي أوقفت قبل فترة، وكذلك امرأة من آل حميد كانت أوقفت لدى محاولتها تفجير حاجز عسكري في الهرمل، الى موقوفين آخرين في عمليات ارهابية جرت قبل احداث عرسال. فاذا صحت هذه المعلومات فانها تشير الى ان المطالب الاساسية للخاطفين تتصل بارهابيين من هذه التنظيمات في الدرجة الاولى، كما ان كتائب عبدالله عزام كانت مشاركة في الهجوم الارهابي على عرسال مع "النصرة" و"داعش".
مجلس الوزراء
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية اليوم في السرايا، وعلمت "النهار" ان ملحقا ببنود جديدة في جدول الاعمال تسلمه الوزراء امس عشية الجلسة وفيه تمديد عقود لشركات ومطامر النفايات والتي قد تشهد مناقشات اضافة الى بنود في الجدول مثل انشاء جامعات وكليات جديدة. واوضحت مصادر وزارية ان التحركات المطلبية التي تشهدها البلاد ستحضر في المناقشات من زاوية ما سيعرضه وزير التربية الياس بو صعب. أما في ما يتعلق بهبة المليار دولار التي قررتها المملكة العربية السعودية لتلبية حاجات الجيش والقوى الامنية، فمن المنتظر ان تناقش من قبيل استيضاح مسلكها الى الخزينة وآلية صرفها ومرجعيتها وما هو دور الدولة والحكومة على هذا الصعيد. وكان الرئيس سعد الحريري غادر لبنان امس الى جدة حيث سيجري اتصالات بالمسؤولين السعوديين في شأن تنفيذ الهبة السعودية.
ولم يطرأ جديد أمس على المشهد المطلبي باستثناء الاجتماع الذي ضم هيئة التنسيق النقابية ووزير التربية والنائبة بهية الحريري التي نقلت الى الهيئة باسم الرئيس الحريري ان سلسلة الرتب والرواتب ستقر. ونقل نقيب المعلمين نعمة محفوض عن الحريري تشديدها على انها "ضامنة شخصياً لحقوقنا وهذا هو موقف الرئيس الحريري"، لكنها لفتت الى ان تحديد جلسة لمجلس النواب لاقرار السلسلة "ليس عندها بل هو موضوع يتعدى ذلك ويتعلق بالخلاف الرئاسي والنيابي"، على ما نقل محفوض. وعلم ان النائبة الحريري التقت وزير المال علي حسن خليل وعرضت عليه فكرة دفع سلفة بقيمة محددة من السلسلة، لكنه أكد لها ان "أي سلفة لن تمر ما لم تقر في مجلس النواب".
وقالت مصادر نيابية لـ"النهار" إن المعطيات المحيطة بالمناقشات في شأن سلسلة الرتب والرواتب تفيد ان حلحلة ستظهر على هذا الصعيد الاسبوع المقبل.
وهذه الحلحلة تعبّر عن قرار بتفعيل عمل مجلس النواب في فترة يجري فيها طرح موضوع تمديد ولاية المجلس. ورأت ان لا شيء مستعجلاً على صعيد اتخاذ قرار بالتمديد ما دام مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لم يصدر بعد. واعتبرت ان عدم انجاز التمديد الذي ترفضه كتل مسيحية رئيسية في ظل العجز عن اجراء الانتخابات الرئاسية ينطوي على احتمال دفع الامور نحو "المؤتمر التأسيسي" الذي سبق لبعض القوى السياسية ان طرحته.
وكرر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس رفضه التمديد للمجلس متسائلاً عن "فائدة التمديد لمجلس معطل لا يؤدي دوره كاملاً، فيما بدا ان "كتلة الوفاء للمقاومة " قد تتجه الى اتخاذ موقف مماثل. غير ان بري أبدى تفاؤلاً بالتطورات الاقليمية الاخيرة آملاً "ان تنعكس بدءاً من العراق انفراجاً في لبنان".
ومن المقرر ان تكون اطلالة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء غد الجمعة عبر محطة "المنار" في ذكرى انتهاء حرب تموز بعد نشر مقابلة معه اليوم في صحيفة "الاخبار".
جعجع
في المقابل، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع "انه يخجل مما سيقوله للناس ويتحير عندما يتكلم عن الإستحقاق الرئاسي، خصوصاً اننا قادرون بكل بساطة على ان ننزل الى مجلس النواب وننتخب رئيسا للجمهورية"، مشيرا الى ان "هناك كتلتين نيابيتين تعطلان رئاسة الجمهورية هما لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من جهة و"حزب الله" من جهة اخرى". ورأى انه "بعد ما جرى في العراق صار من الصعب على "حزب الله" ان يحلحل الأمر"، مؤكدا "اننا لن نستسلم لهذا الواقع وسنكمل". واضاف جعجع في حديث الى برنامج "بموضوعية " في محطة "ام تي في " انه "عندما نراجع كل التحركات يبقى هناك حس من المسؤولية يمنعنا من التصعيد"، مشيرا الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كانت له أفكار من هذا القبيل، لكن التحرك في هذا الاتجاه لا يضمن احد الى أين سيؤدي بنا".
وأكد "انه لم يشعر أبداً بوجود صفقة بعد وصول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وليس قبل وصوله، والقرار بسحب ترشيحي للرئاسة يلزمه دقيقة ولكن لا اراه في موقعه".
واضاف "انه لا يرى اي اتفاق بين الذين ينادون بمؤتمر تأسيسي"، واذ استبعد امكان عقد مؤتمر تأسيسي دعا الى "عدم العبث باتفاق الطائف"، لافتاً الى ان "حزب الله لا يريد الطائف منذ البداية". وأعلن ان نواب"القوات" سيصوتون ضد التمديد لمجلس النواب.
وتحدثت معلومات مساء أمس عن انتقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من عمان التي كان في زيارتها أمس الى جدة في المملكة العربية السعودية للقاء الرئيس الحريري والبحث معه في عدد من القضايا وخصوصاً الملف الرئاسي.
 
مَن هو "أبو محمد" الرفاعي؟ وما علاقته بطرابلس؟
النهار... محمد نمر
شهد مسجد السلام في طرابلس أمس بين صلاتي العصر والمغرب، عزاء لقائد لواء "واعدوا" في "الجيش السوري الحر" "أبو محمد" الرفاعي الذي قتل جراء سقوط برميل متفجر في جرود القلمون. خبر استدعى تساؤلات عديدة، أولها: لماذا الرفاعي؟
تقبل "اللقاء الوطني والاسلامي" وآل الرفاعي التعازي، وحضرت جهات عديدة العزاء، غالبيتها اسلامية وعلى رأسها "هيئة علماء المسلمين" وجمعية "البشائر" التي جرى تداول اسمها بعد مقتل الرفاعي، وقيل انه رئيسها.
وبحسب ما توافر لـ"النهار" من مصادر سورية معارضة واسلامية لبنانية تنشط في طرابلس، فإن "أبو محمد" سوري معارض من حمص، يحمل فكر "الاخوان المسلمين"، نزح إلى لبنان في الثمانينات، تزامناً مع الأحداث السورية (مجزرة حماه). استقر فترة في طرابلس ناشطاً في المجتمع المدني، ثم عاد وهاجر مع توسع رقعة الوصاية السورية، وعاد الى المدينة الشمالية مع بداية الأزمة السورية واستقر فترة في لبنان.
اهتمّ الرفاعي بدعم الجمعيات الخيرية بالمال، وخصوصاً الدينية منها، ومع انطلاق الثورة وبدء حركة اللجوء، كرس كل وقته لاحتضان اللاجئين السوريين وتأمين الغذاء والدواء والمأوى لهم. ثم عاد إلى سوريا مع بدء المعارك في المناطق الحدودية، وخصوصاً القصير. وتمركز في القلمون وأسس لواء "واعدوا" منذ نحو سنتين، معلناً انضمامه إلى صفوف "الجيش الحر". وقبل خمسة أشهر قتل ابنه محمد خلال المعارك مع النظام في رنكوس. تقاطعت المعلومات عن تردده الى لبنان. وفي حين أكدت مصادر أنه منذ خروجه الى سوريا لم يعد، لفتت أخرى الى ان "أبو محمد" كان يتردد الى طرابلس دورياً لرؤية عائلته، نافية أن يكون له أي نشاط عسكري في لبنان.
شعبية الرفاعي في طرابلس واسعة وله علاقات عديدة، نظراً الى عدم التزامه فكر "جبهة النصرة" أو "داعش"، رغم التزامه الديني، وتقول المصادر الاسلامية: "كان يمكنه البقاء واستغلال الثورة ومساعدتها، لكنه فضّل الذهاب والمشاركة في القتال".
المصادر السورية تؤكد أن الرفاعي زار القصير أكثر من مرة، مشددة على أن "لا لبنانيين في لوائه، بل جميعهم سوريون، وتقتصر علاقاته مع اللبنانيين على شؤون انسانية". وبحسبها كان الرفاعي من المعارضين لدخول المسلحين عرسال، وأثبت ذلك في بيان لـ"الجيش الحر" إذ كان أول الموقعين عليه.
"أبو محمد" الخمسيني ليس رئيس "جمعية البشائر اللبنانية" كما أورد بعض وسائل الاعلام، وليس حتى عضواً فيها، بل هو متبرع لها. ويوضح رئيس الجمعية لـ"النهار" الشيخ احمد مصطفى ان "الجمعية تعنى بأمور تربوية واجتماعية وخيرية وانسانية ورياضية. تأسست عام 2008 ولديها حملات عديدة لمساعدة المحتاجين، ولا تنتمي الى أي جهة حزبية، لكنها قريبة من "تيار المستقبل". ويقول: "اشتهر اسم الجمعية مع بداية اللجوء الى لبنان وتحديداً تلكلخ، حيث زارنا في وادي خالد وبدأنا بتوزيع المساعدات بعدما تأخرت الجمعيات المحلية والدولية في ذلك، وحصلنا على دعم من جهات دولية ومحلية على شكل واسع".
"أبو محمد" معروف في طرابلس منذ الثمانينات، وبحسب مصطفى "له علاقة قوية بسياسيين وأمنيين وعلماء، ولم نكن نتدخل في خصوصياته، وكان يطل علينا كما يطل على بقية الجمعيات كي يتبرع لدوراتنا بالمال، ومع بدء حركة النزوح، اهتم الرفاعي بالأمر وأمّن لنا مساعدات غذائية وأدوية لنقدمها"، مشدداً على أن "لا علاقة عضوية للرفاعي بالجمعية بل كان فاعل خير ومتبرعاً لها".
 
"حزب الله": تطورات المنطقة معقّدة والواقع اللبناني يتطلّب تفاهمات
النهار...
قال نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه رئيس "حركة الشعب" النائب السابق نجاح واكيم إن "تطورات المنطقة كثيرة ومعقدة، والكل مشغول بقضاياه، ويوجد شبه اجماع اقليمي دولي على استقرار الضرورة في لبنان، ما يعني ان تبقى رتابة الوضع اللبناني على حالها، فلا استحقاقات دستورية، ولا تشريعات لمصلحة البلد والناس، بل تجميد الوضع اللبناني. ولكن اذا صفت النيات وصمّم المسؤولون، فان بامكاننا ان نحقق بعض مصالح الناس. لدينا فرصة للاتفاق بدل انتظار التعليمات، وبامكاننا ان نهتمّ ببلدنا بدل تسخيره لخدمات وطموحات اقليمية، ولولا تسليم البعض رقبته السياسية الى الآخرين لوجدنا الطريق معبدة للتوافق والوحدة".
واضاف: "من ينتظر الحلول الاقليمية لمعالجة قضايا لبنان سيطل انتظاره لأن المنطقة في حال انعدام وزن وعدم استقرار لمسار الحلول فيها. ومن كان يتوقع هزيمة خصومه بالاجانب فسيجني الخيبة لأن الواقع اللبناني يتطلب حدّا من التفاهمات التي يربح منها الجميع، فلا مجال للمغالبة، ولا مجال للاستفراد والهيمنة، والحل الوحيد هو تفاهم الاطراف المختلفة".
وصرح واكيم اثر اللقاء: "في لبنان ليس هناك تحولات وتغييرات جدية في هذه المرحلة. من المهم ان نعمل او ان يعي جميع اللبنانيين خطورة هذه المرحلة وضرورة ان يتحلى الجميع بحس المسؤولية".
على صعيد آخر، طالب "حزب الله" في بيان أمس "السلطات في المملكة العربية السعودية بوقف محاكمة سماحة الشيخ النمر، ووقف كل الاجراءات القضائية بحقه، لأن اصدار احكام غير عادلة في هذا الملف سيؤدي الى الاضرار بالعلاقات الاسلامية الاسلامية، وسوف يصعّد اجواء التوتر في المنطقة التي تحتاج الى التعاون والتكاتف في وجه كل التهديدات التي تعاني منها امتنا العربية والاسلامية".
 
لبنان:رئاسة الحكومة تتسلّم شريطاً يُظهر 7 عسكريين ... ومطالب للمسلحين
بيروت - «الحياة»
بقيت أحداث بلدة عرسال اللبنانية الحدودية في الواجهة، مع بقاء ملف العسكريين المحتجزين لدى المسلّحين عالقاً، وتواصل الوقفات التضامنية مع الجيش. وتفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي الوحدات العسكرية المنتشرة في عرسال ومحيطها، وجال في مراكزها واطلع على الإجراءات الميدانية التي تنفذها حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها، واجتمع مع قادة الوحدات وأركانها وزودهم التوجيهات اللازمة، وفق بيان لقيادة الجيش. وكان قهوجي وصل إلى مركز قيادة اللواء الثامن في اللبوة في البقاع الشمالي على متن طوافة للجيش وسط إجراءات أمنية مشددة على طريق اللبوة.
وسلّم أمس وفد من «هيئة العلماء المسلمين» رئاسة الحكومة شريطاً مصوّراً لم يبث على وسائل الإعلام يظهر 7 عسكريين محتجزين لدى المجموعات المسلّحة وبدوا بصحّة جيّدة. وقال الناطق الرسمي باسم مبادرة «هيئة العلماء المسلمين» لدى الجهات الخاطفة للإفراج عن العسكريين الشيخ عدنان إمامة لـ «الحياة»، إن «عضوي هيئة العلماء الشيخين حسام الغالي وسميح عزّ الدين سلّما الشريط إلى رئاسة الحكومة». وأوضحت مصادر متابعة للملف لـ «الحياة»، أن «الشريط الأخير ظهر فيه العسكريون السبعة يتكلمون إفرادياً، وهو يختلف عن الشريط الذي بثّ ليل السبت الماضي على إحدى القنوات وظهر فيه العسكريون في شكل جماعي». وقالت المصادر نفسها إن «العسكريين عرفوا عن أنفسهم في الشريط الأخير وأكدوا أنهم بصحة جيّدة وأن المسلّحين ليس لديهم مشكلة معهم». وأفادت بأن «عضوين من هيئة العلماء المسلمين، غير الشيخين الغالي وعز الدين، دخلا الجرود وتواصلا مع الوسيط المفاوض مع داعش الذي بدوره سلّم وفد الهيئة أول من أمس لائحة مطالب والشريط». وتتضمن المطالب، وفق المصادر نفسها «عدم التشفي أو التنكيل بعائلات النازحين السوريين وفك الحصار عن المخيمات في عرسال مع حمايتها وضمانة أمنها وإيصال كل أشكال المساعدات من طبية وغيرها، عدم اقتحام الجيش تلك المخيمات بعدما ترددت معلومات عن التحضير لمداهمتها، ضمان سلامة الجرحى لأن المسلحين قالوا إنه تمت تصفية أحد الجرحى السوريين في أحد المستشفيات».
وأكدت المصادر أن «المجموعة لمّحت للوسيط الى أنها ستنتقل إلى المرحلة الثانية من المطالب وتتضمّن الإفراج عن7 أشخاص لم تحدد هوياتهم مقابل إطلاق العسكريين». وتوقّعت أن «يتم التفاوض مع جبهة النصرة خلال اليومين المقبلين على بقية العسكريين المحتجزين».
يذكر أن الأمن العام كان أوقف في حزيران (يونيو) الماضي علي إبراهيم الثويني في فندق «دو روي» في منطقة الروشة خلال عملية استباقية لإلقاء القبض على انتحاريين سعوديين، واعترف بأنه ينتمي إلى «داعش»، وكذلك أوقفت شعبة المعلومات الانتحاري من جزر القمر الفرنسي فايز بوشران في فندق «نابليون»، والذي أقرّ في التحقيق بانتمائه الى «داعش»، كما أوقف السبت الماضي على أحد حواجز الجيش في جرود عرسال السوري عماد أحمد جمعة الذي اعترف عند التحقيق معه بانتمائه إلى «جبهة النصرة» في وقت جرى بث شريط فيديو سابق على توقيفه ظهر فيه وهو يبايع «داعش». وفيما لم تعلّق رئاسة الحكومة على الشريط، قالت مصادر مطلعة إنه يفترض أن يسلم الى قيادة الجيش. وفيما بثّ بعض وسائل الإعلام أسماء الجنود الذين ظهروا في الشريط قالت مصادر معنية بمسعى «هيئة العلماء» إنه كان يفترض التكتّم على أسماء الجنود. والأسماء التي تسرّبت هي: عبد الرحيم دياب، خالد مقبل حسن، علي السيد، حسين محمود عمار، علي زيد المصري، سيف حسن ذبيان ومصطفى وهبة».
وأوضحت المصادر أن «هناك جهة خاطفة لديها جثة جندي كان اعتبر في عداد المفقودين تردد أنه علي العلي من بلدة طليا البقاعية».
وشيّع أول من أمس، في محلة باب الرمل في طرابلس العريف سهيل ضناوي الذي استشهد في عرسال.
 
بري يرفض التمديد لمجلس «معطّل» وسليمان لصرف الجهود للانتخابات الرئاسية
بيروت - «الحياة»
أعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «رفضه التمديد للمجلس»، مؤكداً ان موقفه هذا «لا يندرج في اطار المناورة السياسية كما يتراءى للبعض»، سائلاً: «ما هي فائدة التمديد لمجلس معطل لا يشرع ولا يلعب دوره كاملاً؟».
وأكد بري وفق ما نقل عنه نواب في لقاء الاربعاء امس «تمسكه بأولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وأن هذا الأمر كان موضع توافق مع الرئيس سعد الحريري في لقائهما الأخير».
وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، قال بري: «المدخل لحل هذا الموضوع هو نزول النواب الى المجلس لاستكمال مناقشة السلسلة ولإقرارها». وأمل بأن «تنعكس التطورات الإقليمية، بدءاً من العراق، انفراجاً في لبنان»، لافتاً الى أن «مواجهة الارهاب مسؤولية كل اللبنانيين، وهي تبدأ بوحدتهم».
والتقى بري الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الذي رأى ان «الافق لا يزال مسدوداً في ما يتعلق برئاسة الجمهورية». وقال: «نتمنى ان تبقى البلاد في حال أمن وآمان ونتمى عودة الجنود الأسرى بأسرع وقت ممكن إلى أهلهم ومنازلهم». وأوضح ان «بري لا يرى ضرورة لتمديد مجلس معطل».
وشدد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان على «ضرورة صرف الجهود لإجراء الانتخابات الرئاسية بدلاً من السعي إلى تسويق الأفكار التمديدية».
وأكد خلال استقباله نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وزيرة المهجرين أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة عبدالمطلب الحناوي «أهمية إيلاء الوضع الأمـــني والشؤون الحياتية المطلوب من مجلس الوزراء ادارتها، في هذا الظرف الدقيق، لا سيما دعم المؤسسة العسكرية والاسراع في تلبية متطلباتها تنفيذاً للهبة الإضافية، وعدم ترك مستقبل الطلاب رهينة التجاذب الحاصل حول السلسلة».
ورأى وزير الإتصالات بطرس حرب أن «عملية انتخاب رئيس للجمهورية يفترض أن تكون محطة أساسية ومفصلية في حياتنا البرلمانية الديموقراطية». وقال: «كنا ننتخب، فبات مطلوباً منا البصم على التعيين أو لا إنتخاب ولا رئيس، وعندما استحال التعيين، بفعل رفضنا الإذعان، بات علينا أن نخضع لسياسات التعطيل وتحمل الشغور والفراغ. لا، ليس هذا ما نريده ويريده اللبنانيون، ولا هذا ما ينص عليه الدستور، وإذا كانت حجة الميثاقية جعلتنا نقبل بضرورة نصاب الثلثين لانتخاب الرئيس، فإن أكثر ما نخشاه اليوم أن يتحول إدعاء التمسك بالميثاقية سبباً لاطاحة أعلى رمز لها أي رئيس الجمهورية. ومن هنا الحاجة إلى مبادرة، سأحاول إطلاقها في مطلع الأسبوع المقبل».
واعتبر عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماروني أن «التمديد اقتراح وارد»، مبدياً حرصه «على إجراء الإنتخابات النيابية وفق قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح لكل الفئات اللبنانية وبخاصة المسيحيين الذين يعانون الأمرين».
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح «أننا مع تمديد يحفظ المؤسسات لكن هذا لا يلغي أولوية انتخاب رئيس للجمهورية وإذا لم يقتنع الفريق الآخر بضرورة انتخاب رئيس فهناك اتجاه إلى تمديد طويل للمجلس».
وفي المقابل أشار عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب الى ان «القول بأن رئيس التكتل النائب ميشال عون هو سبب عدم اجراء انتخابات هو الهروب من الحقيقة». وقال: «سنصوت ضد التمديد للمجلس، كما في المرة السابقة».
 
إضافة إلى توسيع مهمة يونيفيل للحدود السورية وفد اغترابي يسعى لإقناع الحكومة اللبنانية بتوطين مسيحيي العراق وسورية
السياسة..لندن ...  كتب حميد غريافي:
يصل إلى بيروت في نهاية الاسبوع المقبل وفد لبناني اغترابي من الحزب الجمهوري المعارض في الكونغرس الأميركي يضم ثلاثة نواب من أصل لبناني لمحاولة إقناع حكومة تمام سلام بتقديم طلب الى مجلس الامن لتوسيع مهام قوات “يونيفيل” بموجب القرار الدولي 1701 الى الحدود اللبنانية – السورية في شرق وشمال البلاد بعدما تعالت الاصوات بنبرة اعلى خلال الاسابيع القليلة الماضية مطالبة بإقفال تلك الحدود التي يتسرب منها التكفيريون في اتجاه لبنان وميليشيات “حزب الله” في الاتجاه الآخر نحو سورية.
وقال ممثل ل¯”المجلس العالمي لثورة الأرز” في واشنطن, من ضمن اعضاء الوفد الاميركي الاغترابي, ان الوفد سيلتقي أيضاً قادة قوى “14 آذار”, الذين يبدو أن دعواتهم المتكررة لتوسيع مهمات “يونيفيل” باتجاه الحدود السورية بدأت تنضج بتغير الظروف سلباً على “حزب الله” وايران اللذين يشعران بفداحة خسائرهما في الحرب السورية.
وقال المهندس طوم حرب امين عام “المجلس العالمي لثورة الارز” من واشنطن ل¯”السياسة”, أمس, “إننا تلقفنا الدعوات الجديدة لتطبيق القرار 1701 الذي كان الاغتراب اللبناني وراءه العام 2006 بالنسبة لنشر قوات “يونيفيل” على الحدود اللبنانية – السورية بتفاؤل كبير, كما لمسنا تغييرا بطيئا في مواقف قوى “8 آذار” السورية – الايرنية باتجاه قبول هذه الخطوة التي طالما عرقلوا تنفيذها, إذ يبدو أن ظروفهم المأساوية مع الارهابيين المتطرفين في سورية ولبنان والعراق حتمت عليهم القبول الضمني بنشر قوات “يونيفيل” هناك, وهذه المواقف الجديدة الايرانية والسورية حيال هذا القرار تؤكد الورطة الكبرى التي وقعت فيها ميليشيات حسن نصرالله وتوابعها” في سورية.
من جهته, قال جو يعيني رئيس “المجلس العالمي لثورة الارز”: ان “الوفد الاغترابي الأميركي سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين والروحيين والحزبيين إمكانية السماح لنحو مليون مسيحي عراقي وسوري بالحصول على اقامات في لبنان كبدلاء عن المليون ونصف المليون مسيحي الذين هاجروه الى أصقاع الارض خلال السنوات العشرين الماضية, بحيث يعود التوازن للاستقامة, مع الاخذ بالاعتبار تمكين هؤلاء اللاجئين من الانتقال الى دول الغرب المسيحي كالولايات المتحدة وكندا واستراليا وفرنسا وألمانيا والدول السكندنافية, إذا ارادوا ان يبتعدوا نهائيا عن الشرق الأوسط ونيرانه”.
واضاف ان “دولا اوروبية تشجع مسيحيي سورية والعراق على الهجرة الجماعية الى لبنان, كما شجعت من قبل اقباط مصر وبعض مسيحيي الخليج العربي وبعض الدول الافريقية الشمالية المغاربية على التوجه الى لبنان قبل ان تبدأ استيعابهم في اراضيها, مع حمل اللبنانيين على القبول بلبننة من يشاء البقاء في لبنان, سيما في ظل قبول المسلمين وخاصة السنة, العيش نهائيا مع المسيحيين الذين وقفوا الى جانبهم في محنتهم القاسية التي أعقبت “تفريخ السرطان الايراني” المتمثل ب¯¯”حزب الله” في لبنان خلال العقدين الأخيرين من الزمن”.
 
مسيحيّو العراق في لبنان... إحتضان يُخفّف مآسي التهجير
الجمهورية...سندرا الصايغ
شكّل لبنان تاريخياً، ملاذاً آمناً لكل مضطهد في هذا الشرق، وهو البلد الذي يضمّ مجموعة أقليات، لذلك، كان الوجهة الأساسية لمسيحيّي العراق الهاربين من بطش «داعش»، كما أنّه البلد العربي الوحيد الذي يُشكّل للمسيحيين بقعة آمنة حرّة، لا تخضع لسيطرة الدكتاتوريّات أو التطرّف.
يبدو أنّ العراق يُواجه مسحاً لحضارته وثقافته التي تعتبر من أقدم حضارات العالم. فبعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين الذي حمى الوجود المسيحي في العراق، أتت حملة اغتيال المفكرين والأدباء والأكاديميّين العراقيين فيه، وسرقة آثاره وتدمير مكتباته، لتتبعها الحملة الأعنف وهي القضاء على الوجود المسيحي، الذي طالما شكّل رافعة حضارية وقيمة ثقافية وعلمية وتاريخية للعراق ودول الشرق. ومن هذا المنطلق، تلتقي «داعش» بتهجيرها المسيحيّين وترهيبهم مع حملة الإرهاب والإغتيالات التي تعرّض لها الأكاديميّون في العراق.
مساعدات
8 آلاف مسيحيّ عراقي وصلوا إلى لبنان، ولجأوا الى المراكز الدينية التابعة للكنائس السريانية والكلدانية في لبنان. وقد قامت بطريركية الكلدان وعدد من الجمعيات والأحزاب المسيحية بايوائهم، وتوزيع المساعدات لهم مثلما حصل بالأمس، حيث احتشد المئات من النازحين العراقيين الفارّين من العنف لأخذ المساعدات من مطرانية الكلدان في لبنان.
فاجتمعوا أمام الكنيسة حيث دقّق متطوعون تابعون للمطرانية بوثائقهم قبل إعطائهم المساعدات. وتوزعت المساعدات على الدعم المادي والمواد الغذائية والإستشفاء والبيوت. ويُقدّر المتابعون لهذا الملف أن عدد القادمين الى لبنان سيرتفع، ما يتطلب وضع آليات واستراتيجيات تحميهم وتتفادى أي أزمة جديدة.
لبنان ملاذ المضطهدين
أدخل الدستور اللبناني نصّاً يؤكد على حق التماس اللجوء هرباً من الإضطهاد، كما انّ القوانين اللبنانية تقرّ بالدخول والخروج من لبنان. إلّا أنّ هذا اللجوء له صفة موقتة، لأنّ لبنان بلد صغير المساحة وقليل الموارد، ولا يستطيع توفير مقومات اللجوء لكتل بشرية كبيرة، كما أنّ التركيبة الديموغرافية للمجتمع اللبناني لا تسمح بإدخال تعديلات عليها، لأنها حساسة جداً بالنسبة لنظام سياسي طائفي، تتصارع الطوائف فيه وفقاً لأحجامها، فضلاً عن مشكلة البطالة وصعوبة توفير فرص العمل والتقديمات الإجتماعية والضمانات اللازمة. ويعلم النازحون العراقيون أنّ لبنان هو محطة ترانزيت للإنطلاق منها إلى دول أخرى تُقدم لهم التأمينات والضمانات.
ومن هنا ضرورة أن تتحرك الحكومة اللبنانية لوضع آليات واستراتيجيات لتأمين الحاضنة للمسيحيين الفارين من الظلم والإضطهاد. كذلك، فإنه يقع على عاتق البطريركية المارونية مسؤولية الحفاظ على المسيحيين العراقيين في لبنان لإعادتهم الى بلدهم، وليس الإتكال على بطريركيّاتهم.
معاناة الوصول
مشهد وصول العراقيين الى لبنان كان مأسوياً. سليمة عزيز مسيحية عراقية وصلت منذ نحو الأسبوعين عبر سوريا. تنتظر في قاعة المطرانية الكلدانية في بعبدا، تحمل أوراقها في يدها، تكسو معالمها مظاهر الإرهاق والقلق، في عينيها ألم، تخفيه إبتسامة، وبصوت متردّد، تقول إنها «قدِمت إلى لبنان من أجل إنهاء أوراقها الثبوتية التي تمكنها من الرحيل في ما بعد، للإنضمام إلى أولادها في الولايات المتحدة الأميركية»، لافتة إلى أنها «لا تفكر في العودة إلى العراق، خصوصاً مع تضاؤل فرص حل الأزمة هناك».
وتشير عزيز الى أنّها «لا تعرف من تُحمّل مسؤولية ما يحصل في العراق». وتعتبر أنّ «الحكومة العراقية والشعب مسؤولان، ولا يمكن لأحد من غير الموجودين في العراق معرفة مستجدات المستقبل القريب». وتؤكد أنّ «الإرهاب يريد تسوية دولة إسلامية»، مشددة على «عزمها في ترسيخ إيمانها من دون فقدان الأمل، مهما حصل من تنكيل واستشهاد وإضطهاد».
تكتّم شديد
يتكتّم معظم العراقيّين الذين أتوا الى لبنان عن طريق هربهم وماذا حصل معهم خوفاً من إنتقام «داعش»، لأن لهم أقارب في العراق، وفي هذا السياق، ترى سندس خضر أنّها «مستعدة للذهاب إلى أي بلد آمن من أجل العيش مع زوجها وأولادها بسلام»، مشيرة إلى أنّ «الذي لديه إمكانات هاجر، فيما بقي عدد من المسيحيين الذين لا إمكانات لديه سوى البقاء بشكل خفي».
وتؤكد خضر أنّه «على رغم أعداد الشهداء الذين سقطوا، ما زال هناك مسيحيون متمسكون بأرضهم، لكنهم يعيشون في رعب وخوف وألم لا مثيل له»، مشيرة إلى أنّ «ابنتها بقيت مع زوجها وأولادها، لأنّ لا إمكانات إقتصادية تمكنها من تأمين معيشتها خارج الأراضي العراقية».
وتعتبر خضر أنّه «لا وجود لحكومة عراقية أصلاً، فهي صوَرية وبلا قيمة»، لافتة إلى أنّ «الدور الأساس الذي يترتب على حكومة ناجحة هو حفظ السلام والإطمئنان، وبناء دولة قوية حيث لا وجود للتفجيرات والتهديد والحرمان من الذهاب إلى الكنيسة للصلاة». وتشير إلى «أنّها لا تعلم السبب الذي يدفع البشر إلى التعامل مع بعضهم بعدوانية ووحشية وبلا رحمة»، لافتة إلى أنّ «ما يحصل يهدف الى إفراغ العراق والشرق الأوسط من المسيحيين من خلال دعم وتسليح المنظمات الإرهابية كـ»داعش».
ترانزيت... لبنان
يؤكد المسؤول عن ملف النازحين العراقيين في البطريركية الكلدانية الأب دنحا يوسف لـ»الجمهورية»، «أنّ لبنان هو بلد ترانزيت للاجئين العراقيين للوصول إلى أميركا وأوستراليا وغيرها»، مشدداً على أنّه «لا يمكن استمرار «داعش» في سوريا والعراق لأنّ الديكتاتورية مرفوضة من المسلمين والمسيحيين على السواء، ولذلك لا بدّ من تنظيم الحكومة العراقية نفسها بعيداً من الطائفية والمصالح واستجماع قواها لمحاربة «داعش» والقضاء عليه».
ويشير إلى أنّ «هجرة المسيحيين بدأت بعد سقوط صدام حسين في مناطق ومحافظات عدّة، أي في البصرة والموصل وكركوك وبغداد»، لافتاً إلى أنّ «الهجرة كانت قليلة عام 2004 ولكنها تضاعفت في ما بعد»، مؤكداً أنّ «عدد المسيحيين في العراق إنحدر من مليون وستة مئة ألف ليصل إلى 350 ألف مسيحي»، لافتاً إلى أنّ «العدد يتضاءل تدريجاً من جراء الهجرة «.
ويشدد يوسف على أنّ «السياسة الخارجية والداخلية في العراق هي المسؤولة عما يحصل من هجرة، بسبب غياب الأمان والعيش في خوف»، لافتاً إلى أنّ «العراقيين المسلمين أيضاً خائفون، ولهذا شمل النزوح نصف مليون مسلم في الموصل خوفاً من داعش».
مبادرات غربية مرفوضة
«مبادرة فرنسا خطرة جداً، لأنّ المطلوب هو حماية دولية بدلاً من التهجير». بهذه العبارة يُعبّر يوسف عن رفضه للطرح الفرنسي، مشيراً الى أنّ «الحماية الدولية التي حصلت سابقاً للأكراد جاءت نتيجة تحالف قوي بين فرنسا وبريطانيا وأميركا أدى إلى وضع خطّ فاصل بين الأكراد والنظام العراقي».
ويؤكد أنّ «الكنيسة في لبنان تُقدم الكثير من الدعم والحملات للعراقيين في لبنان، وتؤمّن الحاجات الضرورية والأساسية والخدمات لهم، وتُدخل الأولاد إلى المدارس وتؤمّن أماكن للسكن وفرص عمل، وتزور العائلات بشكل منتظم وتهتمّ بالشباب وتنظم حفلات وسفرات ترفيهية، وتحاول قدر المستطاع إخراج العائلات من الهلع والقلق»، لافتاً إلى أنّ «الإهتمام ينصبّ أيضاً على تأمين معالجات نفسية للأشخاص المحتاجين لذلك، كما يؤمّن أطباء إختصاصيّين للكشف الطبي وإجراء الفحوص للأمراض الجلدية في المراكز الطبية المتخصصة».
وشدّد يوسف على «ضرورة الحصول على المساعدات من المبادرات الفردية والقيادات المؤمنة بلبنان»، لافتاً إلى أنّ «العراقيين وضعهم مزرٍ، فهم نازحون وليسوا سياحاً».
قدامى النازحين
إنها الموجة الثانية من هجرة مسيحيّي العراق الى لبنان، حيث تروي الشابة هيا يوسف (28 سنة) أنها «واجهت صعوبة منذ نزوحها إلى لبنان قبل أن تنخرط في المجتمع الجديد»، مشيرة الى أنّها «تعيش في جنوب العراق، ولكنها قرّرت متابعة دراستها في البصرة، لكن الوضع كان خطراً هناك، ما دفعها إلى الهجرة إلى لبنان مع أهلها».
وتؤكد أنّها «واجهت مشكلات تعليمية بسبب اختلاف المنهج التربوي العراقي عن اللبناني»، مشيرة إلى أنّ «لبنان متنوّع في لغاته، فيما المنهجية التربوية في العراق ترتكز على اللغة العربية».
وتؤكّد يوسف أنّ «المسيحيين اليوم يشعرون بإهانة أكبر، وهم يُطردون من بيوتهم، وهم الذين عاشوا ألفي سنة في العراق»، مشيرة إلى أنها «ستبقى وعائلتها في لبنان، خصوصاً أنها تملك الجنسية اللبنانية من والدها الذي حاز سابقاً عليها، فيما والدتها تجدّد إقامتها دائماً».
وتشدد على أنّ «العراقيين النازحين إلى لبنان قادمون موقتاً ريثما تكتمل أوراقهم الثبوتية للسفر إلى السويد أو استراليا أو غيرها من الدول الغربية»، مشيرة إلى أنّ المبادرة الفرنسية باستضافة اللاجئين تعرّضت لإنتقادات كثيرة من العراقيين أنفسهم، لأنهم يأملون دعماً من هذه الدولة لإبقائهم في بلدهم الأم بدلاً من تشجيعهم على الرحيل».
وترى أنّ «الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية في كلّ ما حصل» إذ كان عليها أن تؤمّن كل التجهيزات اللازمة في الموصل في الوقت الذي تزداد مطامع الدول الأجنبية المجاورة كإيران والسعودية وتركيا وسوريا في تقسيم العراق»، لافتة إلى أنّ «المخطط في تفريغ الشمال العراقي من المواطنين المسيحيين أصبح أمراً واقعاً لأنّه لم يعد هناك من مسيحيّين».
وتفسر أنّ «المسيحيين زاد وضعهم سوءاً في العراق، خصوصاً بعد العام 2003»، مشددة على أنّ «المسيحيين العراقيين لطالما عانوا صعوبة في ارتيادهم الكنائس وأخذ العطل الرسمية كما في لبنان، إلّا أنهم كانوا أكثر أماناً من ذي قبل».
وترى أنّ «عودة المسيحيين النازحين إلى العراق أمر صعب في المستقبل القريب، فيما يبقى المستقبل البعيد في نفق غامض مجهول»، مشيرة إلى أنّ «العودة قد تحصل إذا استعادت الحكومة العراقية تحرّكها لتأمين وضع آمن والقضاء على الإرهابيين، إضافة إلى تدخّل الأمم المتحدة ووقف تسليح الإرهابيين».
ويبقى السؤال عن المدّة التي سيستغرقها حلّ قضية العراق، وهل سيعود المسيحيون الى بلاد ما بين النهرين، أو ستفرغ تلك الأرض من مسيحيّيها؟
 
8 سنوات على تموز 2006: حزب الله يكتفي بصواريخ "فولكلورية" من الجنوب...إقفال لمعسكرات التدريب في البقاع...و12 قتيل في القلمون
 المصدر : خاص موقع 14 آذار.... سلام حرب
لم يعد يخفي مسؤولو حزب الله مستوى الإرهاق الذي اصاب البنية العسكرية لتنظيمهم بعد أن فرضت عليهم طبيعة المعركة المفتوحة من سوريا الى لبنان وأخيراً العراق، التمدد على رقعة جغرافية شاسعة وتعرض وحداتهم للاستنزاف. هؤلاء القادة الذين خاض غالبيتهم معارك تموز 2006 باتوا "يترحمون" على تلك الأيام التي منحتهم القدرة على رصد العدو بشكل واضح وتدميره على أرض خبروها وعاشوا في كنفها، في حين أن الأراضي السورية سلبتهم أفضلية المعرفة المسبقة بالأرض وعرضتهم لكمائن حرب العصابات، باتوا هم ضحيتها.
وتشرح مصادر مقربة من حزب الله أنه تمّ توجيه المزيد من الوحدات القتالية الى البقاع والحدود مع سوريا وما بعدها من جديد ليصبح الجنوب شبه فارغ من الوجود الفعّال للحزب. وبحسب المصادر، فإنّ من يسيطر على الأرض الجنوبية حالياً هم عناصر حركة أمل والذين باتوا في العديد من القرى ينسقون ويأتمرون أحياناً بأوامر مسؤولي حزب الله المحليين بعد أن تحولوا هؤلاء إلى ما يشبه قادة من دون جنود عقب ارسال غالبية العناصر الى الجبهات التي يعتبرها "حامية". ولا يبدو أن الجنوب هو من الجبهات التي يخشاها حزب الله في الوقت الرهان او يخشى ان يفتح فيها معركة مع اسرائيل. وكان الدليل على "برودة" الجبهة الجنوبية هي الصواريخ التي اطلقها الحزب من الجنوب خلال معركة غزة بطريقة "فولكلورية" نحو فلسطين المحتلة (ما عدا صواريخ الشيخ حسين عطوي)، وبالتحديد من سهل القليلة. وكان الردّ الاسرائيلي المدفعي جاء استهدافاً لمرابض حزب الله ومعسكراته في بلدة زبقين. القصف العابر للحدود تحول عملياً الى رسائل بين الطرفين (أي إسرائيل والحزب) ومن ثم الى ما يشبه التفاهم لرسم خطوط حمراء التي من الواجب تجنبها.
وتتابع تلك المصادر أنّ الحزب أجرى سلسلة من المناقلات لمعسكراته التدريبية المنتشرة في البقاع ما يؤشر الى تغير استراتيجي محوري حيث انتقلت الكثير منها من محيط اللبوة والعين والحدود السورية خشية تعرضها لقصف صاروخي او اقتحامات، خصوصاً أن المتدربين هناك هم من اليافعين وقليلي الخبرة الذين بات المستنقع السوري يبتلعهم بسهولة. وقد نقلت أبرز معسكرات التدريب الى الجنوب خصوصاً الى منطقة وادي الليمون وهي منطقة جبلية كثيفة الأشجار وذات غالبية مسيحية تسمح للحزب باخفاء معسكراته بسهولة. وللتذكير فإنّ الحزب لجأ إلى إجراء مماثل في حرب تموز عندما افرغ معسكرات التدريب في البقاع لتجنيبها القصف الاسرائيلي من دون ان ينقلها الى الجنوب بطبيعة الحال.
وكشفت المصادر عما حدث مع مجموعة من حزب الله تقارب 12 مقاتلاً من صغار العمر الذين لجأوا الى أحد المنازل في مزارع القلمون للإحتماء. وقد تبيّن لاحقاً أن هذا المنزل قد تحول الى مثواهم قبل الأخير حيث استهدفته أحد ألوية الثوار الموجودة بالمنطقة بصواريخ شديدة الإنفجار توازي بقدرتها التدميرية صاروخ "بركان" الشهير والذي ابتكره حزب الله والنظام ما أدى الى مقتلهم جميعاً منذ أسبوعين. وظلت الجثث تحت الانقاض لعدة ساعات قبل ان يعمد الحزب الى انتشالها.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ " بركان" ابتكره الحزب في بادىء الأمر كآلة تدمير بدائية محلية الصنع من خلال تركيب برميل مملوء بالمتفجرات على شكل صاروخ متوسط المدى من طراز كاتيوشا. غير أن الوزن الذي حدّ من مدى هذا الصاروخ الى بضعة مئات من الأمتار فقط، منح "بركان" قدرة تدميرية هائلة كانت تطيح بأحياء وخنادق كاملة في القلمون والقصير. وقد استطاع الجيش السوري الحرّ ابتكار صاروخ مماثل وزهيد الثمن قادر على تدمير الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للنظام والشبيحة بضربة واحدة ولكن من مسافة قصيرة. وتعيب هذه المصادر على مجموعات حزب الله قليلة الخبرة لجوءها الى الإختباء في المنازل الفارغة عوضاً عن انتشارها في مناطق ما جعلها تتحول لأهداف سهلة ومركزة في منطقة ضيقة.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,447,628

عدد الزوار: 6,991,833

المتواجدون الآن: 86