نصر الله: الأيام ستؤكد صحة خياراتنا في لبنان أو سورية وصبحي الطفيلي: زج حزب الله بمعركة سوريا فتح الباب أمام حرب مذهبية وتوقع سقوط الأسد وقال إن القرار إيراني مائة في المائة..العسيري في الرابية "في زيارة لا تُزعج الحلفاء"؟ ...."النهار" أمضت يوماً في عرسال: لبنان أولاً على رغم تجربة الحصار النأي بالنفس مناقض للواقع...غياب الحكومة والفلتان الأمني رفعا حدة القلق على الوضع الاقتصادي

عن سجون "حزب الله".. و"ضيوفها" السوريين و"داتا" الاتصالات....كتلة "المستقبل": ننتظر أجوبة من الجيش لا بيانات حافلة بمواعظ وتهديدات وبلديّتا صيدا وعبرا نظّمتا لقاءً مع المتضرّرين - تقديرات أولية للخسائر بنحو 20 مليون دولار

تاريخ الإضافة الخميس 4 تموز 2013 - 5:35 ص    عدد الزيارات 1912    القسم محلية

        


 

عن سجون "حزب الله".. و"ضيوفها" السوريين و"داتا" الاتصالات
المستقبل..
في لبنان سجون متنوعة، وكثيراً ما سمع اللبنانيون عن سجون "حزب الله" التي اعتقل فيها عملاء العدو الاسرائيلي. يعرف سكان الضاحية الجنوبية أن جهاز أمن "الحزب" ويدعى "الأمن المضاد" لديه سجون قديمة جداً منذ العام 1984، عندما كان "الحزب" يخطف الأجانب، أو حينما اشتبك مع حركة "أمل" وكذلك اعتقاله الشيوعيين يوم مقتل الصحافي سهيل طويلة في 24 شباط 1986. ولكن اليوم ومع نزوح المواطنين السوريين الى لبنان، بدأت سيرة سجون "حزب الله" تطفو الى السطح مجدداً، مع خروج عدد كبير من الشبان السوريين من داخل هذه المعتقلات.
لا يتوانى شابان سوريان عن التحدث عن قصة اعتقالهما وسجنهما لأشهر عدة في أحد سجون "حزب الله"، فهما الهاربان من جحيم الحرب السورية الى مكان يحميان فيه رأسيهما من الموت، ليقعا بيد مجموعات تابعة لإحدى العشائر البقاعية، التي أوقفتهما بعد خروجهما من بلدة عرسال في أحد الطرق الداخلية لبلدة اللبوة. يقول أحدهما انه ورفاقه كانوا أربعة أشخاص في سيارة "تاكسي" ينتقلون من عرسال الى بيروت للبحث عن عمل. فجأة توقف "التاكسي" بسبب سيارة سدت طريقه وخرج منها ومن سيارات أخرى عدد كبير من المسلحين، ووجهوا بنادقهم الآلية باتجاههم مطالبين الشبان برفع أيديهم وعدم التحرك نهائياً.
أنزل المسلحون الشابين السوريين من السيارة ونقلوهما الى سيارة أخرى، وصعد في سيارة "التاكسي" ثلاثة مسلحين، فيما أنزل السائق "العرسالي" وترك واقفاً في منتصف الطريق يبكي خسارته سيارته وكذلك "الزبائن" الذين تعهد لهم بعدم توقيفهم عند أي حاجز للجيش اللبناني.
وصل موكب الخاطفين والمخطوفين الى منطقة قريبة من الهرمل حيث مرّ على حاجز للجيش اللبناني عند مفترق بلدة القاع من دون أن يتوقف. خرج عن الشارع العام، وتوغل داخل قطعة أرض كبيرة لمدة سبع أو ثماني دقائق، حيث توقف.
هناك، في تلك الأرض المقطوعة، تعرّض الشابان السوريان للضرب بأعقاب البنادق، وتغطية عيونهما قبل أن تتم اعادتهما الى السيارات والانتقال بهما الى مكان عرفا لاحقاً أنه قريب جداً من مدينة الهرمل.. بيت لم يكتمل بناؤه، فيه عشرات الشبان المسلحين، هم أبناء عشيرة بقاعية واحدة. في ذلك المنزل بدأت التحقيقات مع المخطتفين حول كل شيء وخصوصاً حول علاقتهما بـ"الجيش السوري الحر"، ومشاركتهما في الحرب داخل سوريا.
"الداتا"؟
خلال هذا التحقيق كان أبناء العشائر يأخذون رقم الهاتف السوري للمعتقل ويتصلون بأحد ما فيحصلون خلال عشر دقائق على "داتا" الاتصالات الكاملة لهذا الشخص مع كل الخطوط اللبنانية التي حادثها خلال العامين الماضيين. فيبدأ التحقيق من جديد عن علاقاته وعن كل شخص ورده منه اتصال من لبنان أو اتصل به من سوريا الى لبنان. التحقيق كان كل الوقت يعتمد على "داتا" الاتصالات هذه لكشف علاقات المخطوف بلبنانيين وسوريين موجودين في طرابلس وبيروت وعرسال. في هذا الوقت تستمر عمليات الضرب والتعذيب لأخذ اعترافات من المعتقلين وتهديدهم بالقتل في حال لم يتجاوبوا مع المحقق العشائري.
بعد ساعات من التوقيف والتحقيق والتعذيب لدى سجن العشيرة، وصلت سيارات رباعية الدفع تابعة لـ"حزب الله"، هبط "الرابط" الحزبي من إحداها وأبلغ أبناء العشيرة أن المخطوفين السوريين صارا بعهدته. ومنع أي كان من ضربهما أو تعذيبهما، وطلب تقديم المياه لهما كي يشربا كما استلم مع عناصره أمانات المخطوفين وتم نقلهما الى سيارات الحزب معصوبي الأعين أيضاً.
أعاد مقاتلو "الحزب" خفض رؤوس المخطوفين، ونقلوهما عبر طرق وعرة الى مكان قريب ولكنه ناء جداً، هناك أدخلوهما زنازين فردية، لتبدأ معهما التحقيقات الطويلة والشاقة، وعلى مدى ساعات يتناوب عليها عدد غير محدد من "المحققين".
"أكبر رأس"..
التحقيق لدى "حزب الله" يختلف كثيراً عن التحقيق لدى الجيش السوري، كما يقول أحد الشابين، فهنا المحقق ذكي جداً ولديه خبرة واسعة في ملف كل شخص يحقق معه، ولديه أساليب عديدة للايقاع بالموقوفين لديه وخصوصاً "داتا" الاتصالات الهاتفية. وهناك أسلوب واحد ممنوع من الاستعمال لدى سجون "حزب الله" وهو التعذيب الجسدي، فالأمر الذي أكده أحد المحققين لأحد الموقوفين لديه ان أي معتقل يتم ضربه يصمد قليلاً فيستطيع أن ينجو، ولكن وضع الأشراك خلال التحقيق وبين الأسئلة يوقع أكبر رأس".
الأسئلة في سجون "الحزب" تتمحور حول علاقة المخطوف بـ"الجيش السوري الحر"، وكذلك علاقته بتهريب الأسلحة، والمستشفيات الميدانية، بالاضافة الى أي معلومة عائلية أو شخصية من لحظة الولادة الى لحظة "الاعتقال". يحاول محققو الحزب أن ينهوا تحقيقاتهم سريعاً لتحديد وضع "الموقوف" وتحويله الى السجن وهي فترة تمتد من أسابيع قليلة الى اشهر طويلة. وأحد الأشخاص مخطوف في ذلك السجن منذ ثمانية أشهر وآخر منذ ستة أشهر وغيرهما منذ أسابيع.
غرف السجن متنوعة في الحجم. الكبيرة جداً بقياس ثلاثة أمتار مربعة وهي تحوي أعداداً كبيرة من المخطوفين السوريين. والوسطى وهي بقياس مترين مربعين وتستعمل للأشخاص الذين لم ينته التحقيق معهم. والصغرى وتستعمل للانفرادي وهي بقياس متر مربع واحد للاشخاص الذين يعتبرهم "المحقق" خطرين.
"ديليفيري"..
بالنسبة الى التيار الكهربائي، فيتم قطعه عن غرف السجن لمدة 12 ساعة يومياً، بشكل متقطع، حيث يغيب النور نهائياً لأنه لا توجد نوافذ تدخل الهواء النقي والضوء، فيما يعطى كل معتقل "بطانيتين" خاصتين به، واحدة للنوم، والثانية لرد صقيع الشتاء. أما الطعام فهو من مطاعم المنطقة "ديليفيري"، حيث كان الطعام يعطى للمساجين بحسب حاجاتهم!.
يؤكد الشاب الأول أن المولجين حماية السجن لديهم تكليف شرعي من "سماحته" بعدم تعذيب أي شخص من المعتقلين السوريين إلا ما هو لا يتعدى "ضربة كف" أو "لبطة" على الماشي في حال كان الحارس تعب جداً من تصرفات هذا المعتقل. أما في حال تعدّ من أي حرس على المعتقلين، فإن إخبار "المحقق" من قبل المخطوف بما حصل يعني إبعاد هذا الحارس مباشرة من السجن من دون أي نقاش.
في سجن "حزب الله" يوجد كتب للقراءة وهي تتعلق بالثقافة الشيعية فقط. كما أن المحققين يناقشون الأمور الدينية مع هؤلاء المخطوفين محاولين اقناعهم بضرورة الابتعاد عن التطرف "لأنه يؤذي الآخرين".
سجون لبنانية درجة ممتازة، هكذا يصف الشاب الثاني ما رآه وعاشه في سجون "حزب الله"، فهو أطلق سراحه بعد شهرين ونصف لأنه لم يحمل السلاح، ولكنه آوى في بيته في منطقة يبرود جريحين من "المعارضة" السورية، واعترف بذلك عند المحقق. يشير الشاب الى أنه في السجن سمع "شتائم" عديدة من سجانيه ضدّ بشّار الأسد، فيما كان هؤلاء السجانون يؤكدون له انهم لن يسلّموه للنظام السوري.
بعد شهرين ونصف من الاعتقال، طلب "المحقق" من الشاب كما غيره أن يرافق أحد المصورين الى غرفة، حيث حمل رقماً ووقف أمام المصور، التقط له صورة أمامية وصورة جانبية.
في ذلك اليوم أبلغ الشاب بقرار اطلاق سراحه، سُلّم من المبلغ الذي كان يحمله لحظة اعتقاله أقل من ربعه، ونُقل بعدها الى طريق الهرمل بعلبك، هناك كان أحد باعة الخضر يشير له بيده أن يتقدم لعنده، أوقف له سيارة "فان" متجهة الى بيروت، حملته وحملت معه شخصين اهتما به كل الطريق كي يأكل ويشرب وتركوه في منطقة الكولا بعد أن أمّنوا وصوله.
 
عسيري زار الرابية ودعا "حزب الله" الى إعادة النظر في سياساته.. وعباس في بيروت اليوم
"المستقبل" تسأل عن تصرفات رئيس فرع مخابرات الجيش قبل معركة صيدا وبعدها
المستقبل..
طغى الهدوء النسبي أمس على السجال السياسي الخاص بجلسة التشريع النيابية كما على الشارع في معظم المناطق من دون تسجيل أي حوادث أمنية تذكر! لكن اشتباكات عبرا وما رافقها وتلاها من ارتكابات وتجاوزات بقيت في صدارة المتابعة من قبل الصيداويين و"تيار المستقبل" الذي سألت كتلته النيابية "عن الاجراءات والخطوات والعقوبات التي اتخذت بحق من تولى تعذيب الشهيد نادر البيومي والتسبّب بوفاته. وحقيقة تقارير وتصرفات رئيس فرع مخابرات الجيش ومسؤولي الشرطة العسكرية في الجنوب قبل الواقعة وبعدها محمّلة مجدداً "حزب الله وسرايا الفتنة" مسؤولية ما جرى "من قتل وسرقة ونهب وتخريب والتعرض لكرامات الناس" في المدينة.
وأكدت الكتلة انها لا تزال "بانتظار الأجوبة من أجل معرفة الحقيقة كاملة، بنتيجة تحقيق عسكري وقضائي شفاف وعلني عما جرى في مدينة صيدا وذلك بما يريح الناس ويطمئنهم ويزيل هواجسهم وغضبهم". وتؤكد "ضرورة احترام حقوق المواطنة وحقوق الانسان، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة والمكاتب المسلحة في صيدا وتنفيذ الخطوات العملية في هذا المجال. وتطالب كما الشعب اللبناني بأجوبة صريحة وصادقة وسريعة وتحديد للمسؤوليات، وليس ببيانات غير مقبولة صادرة عن مديرية التوجيه حافلة بالمواعظ والتهديدات".
وفيما جدّدت من جانب آخر رفضها "الاخلال بعمل المؤسسات الدستورية القائم على مبدأ التوازن والتعاون بين السلطات"، رأت ان الأولوية هي "لتأليف الحكومة والاسراع في ذلك وتسهيل مهمة الرئيس المكلف تمام سلام".
عباس
الى ذلك، يبدأ اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة رسمية الى بيروت تستمر ثلاثة ايام، ويلتقي خلالها الرؤساء ميشال سليمان ونبيه برّي ونجيب ميقاتي وعدداً من القيادات السياسية والحزبية والروحية.
وأشارت مصادر بعبدا لـ"المستقبل" الى أن ملفات البحث "ستشمل محاولات اعادة احياء عملية السلام في المنطقة والأزمة السورية وتأثيراتها، النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان وتحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراعات الداخلية اللبنانية".
وسيشدد سليمان في كلمته خلال حفل عشاء على شرف الرئيس الضيف، على الثوابت اللبنانية بالنسبة الى القضية الفلسطينية ورفض التوطين وحق الفلسطينيين بالعودة وبقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعلى سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في شؤون الدول الصديقة العربية وغير العربية.
وعشية الزيارة رُفعت اعلانات نظّمتها السفارة الفلسطينية تؤكد على "حق العودة" باعتبار أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم أمر لا نقاش فيه على الاطلاق، ورفض التدخل الفلسطيني في شؤون لبنان الداخلية، باعتبار أن "أمن لبنان من أمن الفلسطينيين والمقيمين على أرضه".
وفي سياق منفصل، زار السفير السعودي في بيروت علي عوّاض عسيري رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في منزله في الرابية والتقاه في حضور الوزير جبران باسيل.
ووضع عسيري الزيارة في "إطار التواصل مع كل الأطراف انسجاماً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، حفظه الله، وحرصه على لبنان ومحبته لشعبه بكل فئاته ودعواته المتكررة الى أبناء هذا البلد العزيز أن يوحدوا صفوفهم ويدخلوا في حوار صريح ومعمّق يمكّنهم من ايجاد الحلول للمواضيع الخلافية".
وأكد "ان هذه المرحلة تتطلب من كل الحكماء والمسؤولين بذل جهود حثيثة في سبيل تقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات وتغليب لغة العقل على لغة التشنج والتوتر".
وأشار رداً على سؤال الى أنه سبق والتقى الوزير باسيل "في شكل مهني ثم توجّه معاليه الى العربية السعودية ثم التقينا به هنا. زيارتنا (الى الرابية) لا علاقة لها بما يحصل في لبنان، فالأمور الداخلية لا نتدخل فيها".
وكشف أن الحديث تطرق "الى كل المواضيع بما فيها ما خصّ حزب الله".
وقبل توجّهه الى الرابية، أعرب السفير السعودي عن "مخاوف جدية من المشاكل المتنقلة بين المناطق اللبنانية والتي لها ارتباط مباشر بتدخل حزب الله في الأحداث السورية". وأكد لـ"الوكالة الوطنية للاعلام"، انه "من المصلحة العامة أن يعيد حزب الله النظر في السياسة التي يتبعها تجاه الطائفة السنية والطوائف الأخرى لأن اللبنانيين محكومون في نهاية المطاف بالعيش معاً" معتبراً ان "الممارسات التي يقوم بها حزب الله بحق لبنان واللبنانيين تزيد من الانقسام وتعرض البلاد لأخطار لن تكون الطائفة الشيعية بمنأى عنها، لأن الكثيرين من أبناء هذه الطائفة الكريمة وعلمائها وشريحة كبيرة من اللبنانيين من مختلف الطوائف لا ترضى بتصرفات الحزب داخل لبنان وخارجه".
ويشار الى أن عون سيستقبل اليوم في الرابية السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن آبادي.
الطفيلي
وفي حديث مع وكالة "رويترز"، أكد الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي ان زجّ "حزب الله" في الأحداث السورية "فتح الباب واسعاً أمام حرب مذهبية". ورأى انّ الشيعة العرب يعدّون أقلية في محيط سني كبير وتساءل "كيف يمكن لعاقل أن يزجّ نفسه في سفينة صغيرة تواجه بحراً هائجاً؟". وأشار الى أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله زار ايران قبل أيام من معركة القصير "لأخذ مظلة شرعية للحرب بخاصة بعد أن ارتفعت أصوات بأن القتال في سوريا حرام شرعاً وضد الاسلام والمسلمين ونصرة للجور والظلم، وانّ من يُقتل في هذه الحرب ليس شهيداً.. ولتصوير أن القرار ايراني".
 
مسؤول في البنتاغون لنصرالله: يا أبوهادي ... أحب أنكم تحضّون اللبنانيين على دعم الجيش
الرأي... واشنطن - من حسين عبدالحسين
قد يكون الود منقطعا بين «حزب الله» وواشنطن التي تعتبره منظمة إرهابية، ولكن ذلك لا يمنع من تلاقيهما على دعم الجيش اللبناني، ففي خضم القتال الذي اندلع بين الجيش ومجموعة الشيخ احمد الاسير في صيدا الاسبوع الماضي، كتب مسؤول ملف لبنان في مكتب وزير الدفاع الاميركي اندرو اكسوم تغريدة على «تويتر» جاء فيها: «احب كيف يحث (حزب الله) اللبنانيين على دعم الجيش»، وأضاف متوجها بسؤال إلى أمين عام الحزب حسن نصرالله بالقول: «إذاً نحن الآن نتفق ان على الدولة احتكار العنف يا أبوهادي؟»
اتفاق الولايات المتحدة و«حزب الله» على دعم الجيش اللبناني، وقائده جان قهوجي الآن وربما مستقبلا في ادوار اخرى، قد يأتي من باب المصادفة، ولكن الموقف الأميركي في لبنان يبدو غير متناسق والسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. صحيح ان السياسة الخارجية متخبطة عموما في عهد الرئيس باراك اوباما، الا ان المواقف الاميركية في لبنان تبدو وكأنها صادرة عن حكومة اميركية غير تلك التي تدير السياسة تجاه سورية مثلا.
معركة صيدا الاسبوع الماضي اظهرت التناقضات الاميركية، فحماسة واشنطن لتصفية مجموعة الاسير لم تكن مبررة، خصوصا ان لا الاسير ولا مجموعته على لائحة الارهاب الاميركية، وهذه المجموعة لا تعدو كونها مجموعة مسلحة، شأنها في ذلك شأن مجموعات كثيرة اخرى مسلحة في لبنان من اقصى شماله إلى اقصى جنوبه، بعضها تعتبرها واشنطن ارهابية، وبعضها الآخر سبق ان تعرض للجيش اللبناني واوقع في صفوفه قتلى فيما لم يحرك الجيش ساكنا.
والتناقض الاميركي بين لبنان وسورية كان واضحا في الاجتماع الذي انعقد في بيروت بحضور السفيرة مورا كونيللي ونظرائها من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. وتقول مصادر في العاصمة الاميركية انه اثناء الاجتماع المذكور، استمعت ممثلة واشنطن «باصغاء وتأييد إلى محاضرات السفير الروسي حول ضرورة نجاح الجيش اللبناني بالتصدي لخطر التطرف والارهاب الذي يهدد لبنان والمنطقة».
هذا لا يعني ان كونيللي تتصرف بمفردها في بيروت، ففي واشنطن تحدث رئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي عن وجوب ارسال خبراء عسكريين لتدريب الجيش اللبناني، وهو نفس الجيش الذي كانت واشنطن قبل سنوات تخشى تسليمه مناظير ليلية وعتادا متنوعا خشية وقوعه في ايدي مقاتلي «حزب الله».
لكن يبدو ان محاربة الاسلاميين، متطرفين كانوا او غير متطرفين، تتصدر اولويات واشنطن، ما يعني ان الولايات المتحدة متمسكة بدعم الجيش اللبناني، حتى لو كان متحالفا مع «حزب الله»، بحسب البيان الحكومي اللبناني، بدلا من ان تطالب الجيش نفسه بفرض سيادة الحكومة وتطبيق قرارات مجلس الامن التي تدعو إلى نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان، مثل القرارين 1559 و1701.
ويبدو ان غياب الرؤية لدى اوباما وتخبط سياسته الخارجية، حتى بحسب مقربين منه من امثال الصحافي دايفيد اغناتيوس، هو الذي يسمح لمسؤولين من كل الدرجات بتقديم آرائهم الشخصية المختلفة على انها السياسة الاميركية.
وكان اغناتيوس كتب، نهاية الاسبوع الماضي، مقالا حمل عنوان «سياسة اوباما الخارجية المحيرة»، تناول فيها ارتباك واشنطن في التعاطي مع ازمتي سورية ومصر.
هكذا، يصبح مفهوما ان احد مهندسي دعم الجيش اللبناني، مساعد وزير الدفاع السابق كولن كال، دعا اول من امس في مقابلة صحافية إلى «مساومة كبرى» مع ايران على اثر انتخاب حسن روحاني رئيسا لها، فيما الديبلوماسي الذي يرجح ان يشغل منصب سفير اميركا في بيروت، دايفيد هيل، كان عمل بالاشتراك مع كال في تصميم سياسة الدعم للجيش اللبناني.
وكان الاثنان عقدا مؤتمرا صحافيا بعد أشهر قليلة على انتخاب اوباما رئيسا، تحدثا فيه عن دور اللجنة العسكرية الاميركية - اللبنانية المشتركة التي تم انشاؤها قبل عام، وقال هيل: «رسالتنا هي ان الولايات المتحدة تلبي حاجات الجيش اللبناني ليقوم بالدور المنوط به، وهذا جزء من مجهود طويل الامد، فنحن لا نبني ميليشيا»، فيما اشاد كال بزيارة قهوجي إلى واشنطن في مارس 2009، وهي زيارة كررها قائد الجيش اللبناني في اوكتوبر 2011، وهي وتيرة زيارات غير مألوفة لقادة الجيش اللبناني إلى العاصمة الاميركية.
وبين كال وهيل ودعمهما شبه المطلق للمؤسسة العسكرية في لبنان، يأتي ما يبدو انه اعجاب شخصي يكيله اكسوم لـ «حزب الله»، اذ يطلق المسؤول الاميركي على نفسه اسم «ابو مقاومة»، وهذه كلها قد تكون دلائل على ان اميركا و«حزب الله» لا يتفقان في دعمهما للجيش اللبناني فحسب، بل ان العداء الظاهر بينهما قد لا يكون بالشدة المفترضة عند كثيرين، رغم بعض الاختلافات في وجهات النظر.
 
تورّط «حزب الله» في سورية على «المائدة» بين عون والسفير السعودي
 بيروت - من وسام ابو حرفوش
لم تكن زيارة السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في دارته في الرابية ظهر امس، مجرد «علاقات عامة». فاللقاء بين الرجلين هو الثاني في فترة وجيزة، شهدت «إنفتاحاً» بين الجانبين أسست له زيارات متبادلة بين عسيري والوزير «فوق العادة» في «التيار الحر»، جبران باسيل.
ومهما تكن طبيعة «الوجبة» على الغداء السياسي بين عسيري وعون ومعهما باسيل «مهندس» علاقتهما المستجدة، فإن «حزب الله» كان بالتأكيد «الصحن الرئيسي» للمداولات التي تأتي في ظل «أزمة عنيفة» تنتاب العلاقة بين عون والحزب، وفي اللحظة التي صار «حزب الله» في نظر السعودية مجرد «جماعة إرهابية تشارك في إحتلال سورية».
ولم يكن مصادفة «البيان الصحافي» للسفير السعودي الذي اذيع وهو في طريقه الى الرابية، وكأنه يوحي بـ «جدول أعمال» لقائه مع عون، حين عبّر عن مخاوفه من «المشكلات المتنقلة بين المناطق اللبنانية، من طرابلس الى عكار وعرسال وصيدا، والتي لها إرتباط مباشر بتدخل حزب الله في الاحداث السورية»، معرباً عن إعتقاده «ان هذه المخاوف تنذر بعواقب سلبية اذا لم يتم تدارك مسبباتها»، لافتاً الى انه «من المصلحة العامة ان يعيد حزب الله النظر في السياسة التي يتبعها تجاه الطائفة السنية والطوائف الاخرى»، منبهاً من «ان الممارسات التي يقوم بها حزب الله بحق لبنان واللبنانيين تعرض البلاد لأخطار لن تكون الطائفة الشيعية في منأى عنها».
وعلى طريقة تأكيد المؤكد، خرج عسيري بعد لقائه زعيم «التيار الوطني الحر» ليعلن «إننا تطرقنا مع الجنرال عون الى كل الامور بما فيها تصريحي عن تورط حزب الله في سورية»، مشيراً الى «اننا اتفقنا على ما يضمن سلامة لبنان وأهله والتعاون بين ابنائه من اجل حفظ أمنه»، لافتاً الى «ان عون مرحب به في المملكة العربية السعودية التي هي البيت الحاضن لجميع اللبنانيين».
والأكثر إثارة للانتباه في «الغداء العلني» في الرابية امس، كانت الاشارة التي اطلقها عسيري عن زيارة قام بها الوزير باسيل اخيراً للسعودية، الامر الذي حظي باهتمام حلفاء عون وخصومه على حد سواء، من دون ان يتاح التأكد ما اذا كانت الزيارة تمت فعلاً للممكلة او كانت لسفارتها في بيروت. وعلمت «الراي» ان اطرافاً عدة باشرت تحريات لمعرفة حقيقة الامر نظراً لدلالاته في اطار العلاقة المستجدة بين السعودية وزعيم «تكتل الاصلاح والتغيير».
هذا التطور البالغ الاهمية طرح ثلاثة اسئلة جوهرية تبحث عن إجابات لها، لأنه في ضوئها تتقرر طبيعة بعض الوقائع اللبنانية الداخلية والمتصلة بالواقع الاقليمي وفي مقدمه الحرب الدائرة في سورية، وهذه الاسئلة هي:
* هل «إنكسرت جرة» التحالف بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله»، والذي كان ولد من رحم «ورقة التفاهم» بينهما في 6 فبراير 2006؟
* أي افق للعلاقة المستجدة بين السعودية، «العراب الاقليمي» لتحالف «14 اذار»، وبين العماد عون، الذي كان حتى الامس جزءاً من المحور السوري الايراني؟
* كيف ينظر «حزب الله» الى «تململ» حليفه «الاستراتيجي» في الداخل؟ وهل يخشى «حرق المراكب» مع عون؟ وكيف يمكن ان يرد على اي تغيير في قواعد اللعبة؟
الثابت ان العلاقة بين عون و»حزب الله» تمر بمرحلة «خريفية» تكاد ان تتحول معها ورقة التفاهم «ورقة توت»، لاخفاء ازمة ثقة متبادلة في الحد الادنى او التستر على انفراط التحالف بينهما رويداً رويداً في الحد الاقصى.
وثمة من يعتقد ان التحالف القائم بين مشروعين بلغ الحائط المسدود. مشروع «السلطة» لعون، الذي تعاطى مع ورقة التفاهم مع «حزب الله» على انه «زواج ماروني» (لا طلاق فيه)، ومشروع «حزب الله» الاقليمي الذي تعاطى مع هذا التحالف على طريقة «زواج المتعة».
ففي الاشهر الاخيرة لمس عون ان ما قدمه لـ «حزب الله» منذ الـ 2006 في «الاستراتيجي» لم يتمكن من «تسييله» كتيار على مستوى السلطة. وجاءت ثلاث محطات لتفاقم من الازمة المكتومة بين الطرفين، وهي:
* التمديد للبرلمان، الذي عارضه عون بشدة لاعتقاده بأن في امكانه تحقيق فوز مرموق في الانتخابات، على النحو الذي يمنحه ورقة عبور الى تطلعه الدائم الى رئاسة الجمهورية. وما اثار استياء زعيم «التيار الوطني الحر» في هذا السياق هو دفع حليفه «حزب الله» في اتجاه التمديد الطويل الامد للبرلمان الحالي بما يجعله «الهيئة الناخبة» لانتخاب رئيس جديد في مايو 2014، ما يعني عملياً سقوط آخر حظوظ عون بالوصول الى سدة الرئاسة.
* وقوف «الثنائي الشيعي»، اي «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري سداً منيعاً امام الطعن الذي تقدم به عون امام المجلس الدستوري في قانون التمديد، من خلال افقاد «الدستوري» النصاب الضروري لإنعقاده بتغيب العضوين الشيعيين، كما الدرزي.
* وقوف «حزب الله» في طليعة داعمي التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، مقابل رفض عون الحاسم لهذا الامر لرغبته المضمرة في ايصال صهره العميد شامل روكز، وهو ما يرفضه «حزب الله» رغم إلحاح عون.
ورغم ان عون، الذي لم يخف استياءه من مواقف «حزب الله» واتهم حلفاءه بأن مشروعهم ليس بناء الدولة ويقدمون الاستراتيجي على الداخلي، فهو حاول الايحاء بأن «إعادة النظر» التي يقوم بها لا تنسحب على الامور الاستراتيجية.
الا ان دوائر سياسية إعتبرت ان هذا الكلام لا ينطوي على تطمينات، ذلك انه في «الاستراتيجي» إنتقل «حزب الله» الى مرحلة اللعب على المكشوف وبلا قفازات ما يجعله في غنى عن اي غطاء داخلي من عون او سواه، وهي المرحلة التي دشنها انتقال الحزب العلني للقتال في سورية.
اما في البعد الداخلي لـ «إعادة النظر» من جانب عون، فهو ينطوي على محاذير لأن انتقال عون من ضفة الى ضفة او حتى الى منطقة وسطية يرتب تداعيات سياسية داخلية ذات مفاعيل استراتيجية بالنسبة الى الحزب، الذي من شأن غياب «الظهير العوني» إفقاده القدرة على الامساك بمفاصل السلطة وإدارة المعارك من خلال «الثلث المعطل» في الحكومة، مما قد يضطره الى البحث عن وسائل اخرى، لتحقيق اهدافه.
وأعلنت اوساط سياسية على صلة بالعلاقة بين عون و»حزب الله» لـ «الراي» انه رغم كل هذا المناخ المأزوم، فإن لقاء واحداً بين زعيم «التيار الوطني الحر» والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سيكون كفيلاً بترميم ما تصدع، رغم ما يشاع عن تصلب عون الذي يعتبر انه إستُنزف في علاقاته الداخلية والخارجية نتيجة تحالفه مع «حزب الله».
وفي تقدير دوائر مراقبة في بيروت انه لن يكون في وسع عون مغادرة تحالفه مع «حزب الله»، أقله لسببين هما:
* حاجته الى الحزب لضمان الابقاء على كتلة نيابية كبيرة، ولا سيما ان الكتلة الشيعية الناخبة ترجح كفة الفوز في اكثر من دائرة مسيحية.
* ولأن «حزب الله» يتعاطى مع عون على انه «الزعيم المسيحي الاول»، مع كل المفاعيل السياسية لهذا الامر، في البرلمان والحكومة والادارة، في حين ان أي انتقال لعون الى ضفة اخرى لـ «14 اذار» سيجعله واحداً بين اوائل كالرئيس امين الجميل ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
وتبعاً لذلك، فإن اقصى ما يمكن توقعه، حسب الدوائر المراقبة، ان يتحول عون الى «وليد جنبلاط آخر»، اي ان يكون في موقع وسطي يتعاطى من خلاله مع الوقائع بـ «المفرّق» وفق ما تقتضيه الظروف، ما يعني ان «حزب الله» قد يخسره من دون ان تربحه «14 اذار»، وهو ما يفسر ما نقل عن عون من انه يفضل ان يلعب وحيداً.
«نتائج ما يحصل ستكون لمصلحة المقاومة».. نصر الله: الأيام ستؤكد صحة خياراتنا في لبنان أو سورية
بيروت «الراي» :
أكّد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن كل الحملات التي يتعرّض لها شخصياً او الحزب، لن تؤثر على النهج المتبع، مبدياً ارتياحه لمسار الحوادث في لبنان والمنطقة، وجازماً أنه «رغم كل اجواء التصعيد، فإن نتائج ما يجري ستكون لمصلحة قوى المقاومة».
ونقلت صحيفة «السفير» عن نصر الله طمأنته كوادر وقياديي «حزب الله» خلال لقاء مغلق عُقد أخيراً أن الأيام المقبلة ستؤكد صحة الخيارات التي اتُخذت في العامين الماضيين، سواء تجاه الاوضاع في لبنان او ما يجري في سورية.
واذ شدد على العلاقة الوثيقة مع حركة «حماس»، لفت الى عدم صحة كل الشائعات حول مشاركة مقاتلي الحركة في الصراع في سورية»، مؤكداً أن التواصل بين الحركة والحزب مستمر، وهناك تعاون وتنسيق لمواجهة الأجواء المذهبية والفتنة في المنطقة.
واعتبر أن كل التطورات الميدانية والسياسية تتجه نحو الأفضل، مشيراً الى أن ما جرى في إيران على صعيد الانتخابات الرئاسية أكد صوابية المنهج الذي تتبعه الجمهورية الاسلامية، ولافتاً الى ان «هذه الانتخابات قدمت أفضل نموذج للديموقراطية الشعبية في الجمهورية الإسلامية وفي ظل حكم ولاية الفقيه، وأن نتائج الانتخابات كانت لمصلحة إيران والشعب الإيراني، وتؤكد وقوف القائد السيد علي خامنئي على الحياد».
 
طرابلس «تغلي» ومخاوف من «عبرا - 2» فيها
 بيروت - «الراي»
... هل تكون عاصمة الشمال طرابلس «التالية» بعد عاصمة الجنوب صيدا؟
سؤال يتردّد «دويّه» في طرابلس التي لا تخشى هذه الأيام تجدُّد المواجهات على «خط تماس» جبل محسن (العلوية) وباب التبانة (السنية)، بل «قلْبها» على إمكان تكرار سيناريو صيدا (23 و24 يونيو) فيها، اي فتح «جبهة» جديدة بين الجيش اللبناني ومجموعات سنية بدأت تتحدث عن «معركة بالواسطة» تخوضها المؤسسة العسكرية في عاصمة الشمال بـ«النيابة» عن «حزب الله».
«شرارة» المخاوف في طرابلس بدأت مع سريان خبر توقيف الجيش اللبناني احد ابنائها المدعو غالي حدارة الذي كان ظهر في شريط مصوّر إلى جانب الفنان السابق فضل شاكر خلال حديث الاخير عن «فطيستين» يؤكد الجيش ان شاكر قصد بهما عنصرين منه في حين كان احد الحاضرين في الفيديو المدعو احمد بلبل اكد ان المقصود بهما عنصرين من «حزب الله» قضيا في المعارك بين الشيخ احمد الاسير وسرايا الحزب في صيدا قبل ايام قليلة من اندلاع المواجهات بين الجيش ومجموعة الاسير في عبرا.
وسرعان ما بدا ان تداعيات مواجهات عبرا انتقلت الى طرابلس التي شهدت صِدامات وعمليات كرّ وفرّ بين مجموعات مسلحة والجيش على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت بعد انكشاف خبر توقيف حدارة في احد المنتجعات في كسروان، وتخللها اطلاق نار في الهواء وقنابل صوتية من مسلحين يستقلون دراجات نارية.
وبالتزامن مع إطلاق نار في أبي سمراء وعند مستديرة السلام عند المدخل الجنوبي للمدينة، قام متظاهرون بقطع الأوتوستراد قرب تعاونية موظفي الدولة في البحصاص بالإطارات المشتعلة التي التهمت سيارة كانت تحاول المرور فوقها، كما قطعوا الأوتوستراد قرب «محطة مكية» بمستوعبات النفايات والسيارات.
وذكرت معلومات ان مسلحين اطلقوا النار على نقطة للجيش في شارع الجميزات، قرب مركز لـ «الحزب القومي السوري»، فرد الجيش على مصادر النار بالمثل، ثم انتشرت وحداته في ساحة عبد الحميد كرامي وسط اطلاق نار كثيف لتفريق المسلحين.
وبعد ساعات، أحكم الجيش سيطرته على مناطق البحصاص والجميزات وساحة النور، بالتزامن مع وصول فوجي المغاوير والمجوقل اللذين قام عناصرهما بملاحقة المسلحين مستخدما في بادئ الأمر القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، لكنهم جابهوه بالرصاص، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين الذين انكفأوا إلى الأحياء الداخلية التي شهدت بدورها اشتباكات نتيجة استمرار الجيش بالملاحقات.
وأدت الاشتباكات الى مقتل سليم الأشقر الذي توفي اختناقاً من دخان حريق شب في أحد المحال في كرم القلة، كما أصيب عدد من المدنيين والعسكريين.
وصباح امس، استفاقت طرابلس على مشهد من الاضرار الكبيرة في المحلات التجارية والممتلكات وسط حبس أنفاس عبّرت عنه ارتفاع منسوب الاحتقان الذي تم تظهيره من خلال تطورين:
* دعوة «صدقاء» حدّارة الى اعتصام اعلنوا انه سيتخلله تصعيد غير مسبوق سيتخلله قطع كل الطرق المؤدية الى ساحة النور في طرابلس، في حين بدا الجيش على اهبة الاستعداد لأي طارىء بعدما اصدر بياناً اعلن فيه ان «مديرية المخابرات تواصل تحقيقاتها مع الموقوفين في حادث عبرا بإشراف القضاء المختص، وبنتيجة هذه التحقيقات أوقفت دورية تابعة لها بعد ظهر 2013/6/28، المدعو غالي حدارة في أحد المنتجعات السياحية على ساحل كسروان، حيث ضبطت بحوزته أدوات لتصنيع العبوات وهي عبارة عن صواعق كهربائية وفتيل تفجير»، موضحة ان «المدعو حدارة ظهر في أحد الأشرطة المصورة إلى جانب المدعو فضل شاكر الذي اعترف في حينه بأنه قتل اثنين من العسكريين. وخلال التحقيق مع المدعو حدارة اعترف بإقدامه على إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى ما سمّي بالمربع الأمني في عبرا، وكان آخرها قبل يومين من حصول الاعتداء على حاجز الجيش في المنطقة المذكورة».
* المؤتمر الصحافي الذي عُقد في دار إفتاء طرابلس بحضور هيئة العلماء المسلمين والمشايخ حيث كانت أبرز المواقف للشيخ سالم الرافعي الذي لفت الى شعور «بأن الطائفة السنيّة مستهدَفة وهناك من يريد تهميشها واذلال شبابها».
واذ ذكّر الرافعي، الذي كان حاول الاضطلاع بوساطة بين الاسير والجيش اثر مقتل عدد من عناصر الجيش على حاجز في عبرا وفشل، بـ «اننا سبق ان حذرنا مما جرى في عبرا»، قال: «لطالما سعينا الى سحب فتيل الفتنة بين الشباب والجيش. وما جرى أخيراً ان الجيش تواطأ مع حزب الله لقتل الشباب، وهل هذه دولة تحترم نفسها؟ لنفترض ان الشباب اخطأوا، فهل يعقل ان يقوم الجيش باستدعاء ميليشيا غير منضبطة وهي حزب الله من أجل تصفية حسابه مع الشباب؟ الجيش اصبح متواطئاً وهذه مسؤولية يتحملها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والساسة السنّة الذين لا يصح ان يبيعوا دم الشباب من أجل منصب أو غيره».
وتابع: «كنا نطالب الشباب بعدم الإنجرار إلى الفتنة والتصادم مع الجيش أما اليوم فالعكس هو الصحيح ونحن نطالب الجيش بعد التصادم مع الشباب لأنه متواطئ»، مؤكداً أن «ما جرى في عبرا تنفيذ لمخطط ايران، فقد سيطر حزب الله على عبرا والآن يريدون ان يسيطروا على طرابلس. والقضاء اليوم مسخر للمشروع الإيراني وهو يصدر الإستنابات ما يزيد في الإحتقان وبعد الإحتقان يأتي دور الجيش ليقتل الشباب».
وطالب الدولة «بفتح أقبية وزارة الدفاع لكشف ما يجري فيها من قتل وتعذيب وتعرية للشباب واهانات مذهبية»، وقال: «يريدون أن يشوّهوا صورة طرابلس عبر القول إنها المكان الوحيد لا أمن فيه لأنها دعمت الثورة السوريّة ليقوم بعد ذلك الجيش باستقدام ميليشيا حزب الله للسيطرة على طرابلس. لقد دخلوا بيوتنا وكتبوا على الجدران يا علي ويا زينب وأنا أقول لهم إن علياً براء منكم يا حزب الله».
 
صبحي الطفيلي: زج حزب الله بمعركة سوريا فتح الباب أمام حرب مذهبية وتوقع سقوط الأسد وقال إن القرار إيراني مائة في المائة

لندن: «الشرق الأوسط» ...هاجم الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله وأحد أبرز مؤسسيه تدخل الحزب في سوريا قائلا، إن «زج إيران له في المعركة سيفتح الباب واسعا أمام حرب بين السنة والشيعة». وقال أول أمين عام لحزب الله، إن «زج الحزب بمعركة في سوريا فتح الباب واسعا أمام حرب مذهبية»، مضيفا أنه «قبل الإعلان عن دخول حزب الله إلى سوريا في الحرب كان يأتي معارضون للنظام السوري لدعم الثورة. اليوم يأتي المقاتلون تحت عنوان الدفاع عن السنة ومواجهة الشيعة. كنا في إطار دعم الثورة صرنا بإطار حرب مذهبية».
وانخرط حزب الله بشدة في الصراع السوري الدائر منذ 27 شهرا وساعد قوات الرئيس بشار الأسد على استرداد بلدة القصير الحدودية.
وتحولت الحرب التي سقط فيها أكثر من مائة ألف قتيل وأجبرت 1.7 مليون على الفرار من البلاد إلى صراع طائفي يحارب فيه الأسد وطائفته العلوية معارضين أغلبهم من السنة. كما احتشدت قوى غربية وتركيا وراء مقاتلي المعارضة رغم قلقها من وجود متشددين إسلاميين بين صفوفهم في حين سلحت روسيا الأسد وقدمت له الدعم الدبلوماسي.
وقال الطفيلي من منزله في مدينة بعلبك معقل حزب الله، إن «الحزب تدخل في الحرب منذ زمن قريب في الشتاء الماضي وإن تدخله يهدد المقاومة ومع هذا التدخل نحن ذاهبون إلى مكان غير محترم».
وتمثل مشاركة حزب الله في معركة القصير نقطة تحول بالنسبة للجماعة التي شكلتها إيران في العاصمة السورية دمشق عام 1982 لمحاربة إسرائيل بعد غزو لبنان.
وأضاف: «الحقيقة لم أكن أتوقع نهائيا أن يشارك حزب الله في القتال داخل سوريا ولذلك كان حديثي في البداية عن ضرورة لم الشمل اللبناني والتخلص من الخلافات بين 14 و8 (آذار) وأن يكون هذا البلد موحدا في ما لو تصاعد الإشكال السوري حتى نتصدى له موحدين وحتى لا تنتشر الفتنة السورية».
وتساءل عن تداعيات هذه الحرب قائلا: «هل ستتطور هل ستنتشر إلى لبنان أو إلى العراق هل ستلف المنطقة بنيرانها وهل ستصل إلى أماكن أخرى أم أننا سنستطيع لجم هذه الحرب وتحجيم دائرتها وحجم انتشارها في البلاد». وقال: «الكارثة والفتنة حتما وقعت لكن هل ستبقى هناك قدرة على السيطرة عليها أم أنها ستأخذ مداها؟ طبعا القرار الغربي الأميركي هو قرار أساسي في إكمال نار الفتنة. يمكن أن يستخدموا الجموح الإيراني في مطحنة مذهبية قذرة تقضي على الإسلام والمسلمين وتقضي على الأمة وصمودها وبقائها لعقود من الزمن إن لم تكن قرونا».
ومضى الطفيلي الذي كان أول أمين عام لحزب الله ما بين عامي 1989 و1991 وولد عام 1948 يقول، إن «الشيعة العرب يعدون أقلية في محيط سني كبير» وتساءل: «كيف يمكن لعاقل أن يزج نفسه في سفينة صغيرة تواجه بحرا هائجا».
وأوضح أنه ليس من مصلحة حزب الله أن تستعر نار الفتنة السورية وتنتقل إلى لبنان قائلا: «لفترة قريبة كنت أعتقد أن المقاومة غاية عزيزة وغالية وكذلك سلاح المقاومة وأن المقاومة لها أولوية قصوى وعليه من يفكر بتحصين المقاومة فإنه لا يمكن أن يزج المقاومة بحرب بين السنة والشيعة والفتنة تأكل الجميع».
وقادت جماعة حزب الله صعود الشيعة في لبنان لتصبح أقوى فصيل في البلاد وأجبرت إسرائيل على إنهاء احتلال دام 20 عاما لجنوب لبنان وشكلت جبهة عسكرية مع سوريا وإيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. أما الآن فإن الكثير من اللبنانيين يعتبرون دعم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لنظام الأسد من الحسابات الخاطئة التي ستستدرج لبنان إلى مستنقع الصراع السوري وتصعد القتال في لبنان وتعمق الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة.
وقال الطفيلي، إن «الإيرانيين هم من دفعوا حزب الله إلى الانخراط بالمعارك في سوريا رغم أن الحزب كان يرغب أن ينأى بنفسه عن معارك سوريا وأوضح رأيه للقيادة الإيرانية لكن هذه القيادة كان لها رأي آخر بضرورة دخول الحزب في المعركة». وتوقع سقوط الأسد، وقال إن «مساعدة حزب الله قد تؤخر سقوطه غير أنها لن تلغيه». وأضاف: «منذ البداية كان قرارا إيرانيا. أنا كنت أمينا عاما وأعرف أن القرار قرار إيراني ولا بديل. البديل هو مواجهة الإيرانيين. القرار السياسي هو بيد القيادة الإيرانية مائة في المائة ولكن هذا لا يعني أن الإيراني يجلس ويأخذ قرارات بالتفاصيل اليومية اللبنانية مثل تعيين هذا أو ذاك لكن له قراره بالمواضيع العامة المهمة التي تمس المسائل الحيوية».
يشار إلى أن الطفيلي انتخب كأول أمين عام لحزب الله اللبناني. وفي عام 1991 حل محله عباس الموسوي الذي قتل في غارة إسرائيلية عام 1992. وانصرف الطفيلي بعد ذلك إلى الدعوة وسط أبناء الطائفة الشيعية فأنشأ حوزة عين بورضاي في منطقة البقاع.
 
العسيري في الرابية "في زيارة لا تُزعج الحلفاء"؟ "المستقبل" تنتظر إجابات من الجيش قبل الجمعة
النهار...
في غمرة التأزم السياسي الداخلي الناشئ عن ازمة الصلاحيات بين رئاستي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال والتي بدا انها أدت الى انقطاع جسور الوساطات حاليا، برزت امس حركة لافتة للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، إن عبر مضمون البيان الذي اصدره مستبقا به زيارته للرابية، وإن من خلال هذه الزيارة ولقائه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون في حضور الوزير جبران باسيل. واتخذ بيان عسيري قبيل الزيارة دلالة بارزة اذ ركز فيه على المخاوف الجدية من المشاكل المتنقلة بين المناطق اللبنانية التي حذر من انها "تنذر بعواقب سلبية اذا لم يتم تدارك مسبباتها". وشدد على ان "من المصلحة العامة ان يعيد "حزب الله" النظر في السياسة التي يتبعها تجاه الطائفة السنية والطوائف الاخرى". وبعدما دعا الحزب الى "توسيع مساحات الحوار والتقارب بدلا من أخذ الامور في اتجاه مزيد من التوتير والتفرقة خشية دخول البلاد في نفق مظلم"، خلص الى ان "الممارسات التي يقوم بها الحزب في حق لبنان واللبنانيين تزيد الانقسام وتعرض البلاد لأخطار لن تكون الطائفة الشيعية بمنأى عنها".
واسترعى هذا الموقف انتباه الاوساط المواكبة والمعنية التي رأت انه يشكل أول موقف بهذا الوضوح للسفارة السعودية، ويبدو انه جاء انعكاسا للتطورات التي شهدتها صيدا وما رافقها من معلومات عن تورط الحزب في بعض الممارسات التي حصلت.
اما بالنسبة الى لقاء السفير السعودي والعماد عون، فأوضحت الاوساط نفسها لـ"النهار" ان اللقاء الذي استمر قرابة ساعة قبل ان يستضيف عون السفير الى مائدة الغداء تخلله عرض عام للتطورات الداخلية وسادته أجواء ايجابية دللت على رغبة السفير في الانفتاح على مختلف القوى اللبنانية، اذ أفاد ان ارادة العاهل السعودي الثابتة والدائمة هي بذل الجهود من اجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان كثابتة اساسية لسياسة المملكة حيال لبنان وتجنب كل ما يمكن ان يؤثر سلبا على تعايش الجميع فيه. وأضافت ان اللقاء لم يدرج في الاطار الضيق الذي ربطه البعض بحسابات داخلية، لكن عون بدا مهتما بإضفاء طابع الانفتاح بدوره على المملكة السعودية اظهارا "لاستقلاليته" من جهة وحرصا منه على حماية الوجود الاغترابي في دول الخليج الذي أثيرت مخاوف واسعة على بعض فئاته اخيرا من جهة اخرى. وصرح عسيري بعد اللقاء بأن الزيارة تندرج في اطار التشاور مع الجميع "حرصا على لبنان ووحدة شعبه وعلى الحوار مع الجميع"، بينما اكد عون "ازالة اي توتر في العلاقات" مع السعودية ونفى في المقابل وجود اي توتر في علاقته مع "حزب الله".
وقال الوزير جبران باسيل لـ"النهار": "ان الزيارة ايجابية ويجب ألا تزعج حلفاءنا، وهم عندما ينفتحون على خصومنا، نأخذ الامر بطريقة ايجابية، وعليهم ان يفعلوا ذلك، لان هذه اللقاءات تقرب المسافات بين أطراف الداخل ومع الرعاة الاقليميين".
في المقابل، بث تلفزيون "المنار" ان اتصال رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا بالعماد ميشال عون "كان وديا وايجابيا بخلاف ما ذكرت احدى الصحف وتم التأكيد خلاله على استمرار التواصل وعمق العلاقات بين الحزب والتيار الوطني الحر".
"المستقبل"
واذا كان الوضع الامني أول الاستحقاقات لدى اللبنانيين حاليا، فان التدخل الحاسم للجيش في طرابلس، لم يحجب عن المؤسسة تداعيات الاحداث السابقة في صيدا، والتي تنذر بمزيد من المضاعفات على رغم محاولات الاستيعاب والاحتضان التي يعمل عليها اكثر من طرف. وفيما اتسم بيان كتلة "المستقبل" بحدة اللهجة حيال الجيش، أبلغت مصادر بارزة في الكتلة "النهار" انها تنتظر من قيادة الجيش ردودا على المطالب التي رفعها اليها رئيسها الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري قبل اتخاذ الموقف المناسب. وأعلنت ان اجتماع قيادات 14 آذار مساء اول من امس في بيت الوسط استمر حتى ساعة متقدمة من الليل وانتهى الى قرار بتنظيم لقاء تضامني مع صيدا لهذه القيادات الاحد المقبل، على ان يسبقه بعد غد الجمعة لقاء لفاعليات صيدا يحدد خطة التحرك لتحقيق المطالب، وفي طليعتها تحديد المسؤولية عمن "تولى تعذيب الشهيد نادر البيومي وحقيقة التقارير حول تصرفات رئيس فرع مخابرات الجيش ومسؤولي الشرطة العسكرية في الجنوب قبل واقعة مقتل البيومي وبعدها وكذلك حول المشاركة الواسعة لـ"حزب الله" في معارك عبرا التي توثقها شهادات مواطنين في المنطقة".
ورأت ان صدور ايضاحات عن قيادة الجيش قبل الاجتماع الصيداوي الجمعة واجتماع قيادة 14 آذار الاحد "يساعد كثيرا في معالجة الامور".
اما في طرابلس، فقالت اوساط متابعة للتطورات الامنية لـ "النهار" ان التدخل الحاسم للجيش أدى الى وضع حد للفوضى، وكان بمثابة رسالة واضحة الى ان الوضع الامني لن يفلت، وان الفوضى ستلقى ردا قاسيا.
وفي ما يتعلق بتوقيف غالي حدارة، فان التحقيق معه مستمر على خلفية اسلحة. ويبلغ عدد الموقوفين في احداث عبرا 27 الى ثلاثة آخرين في قضايا مرتبطة بحدارة الذي أوقفته مديرية المخابرات في أحد المنتجعات السياحية في كسروان وضبطت في حوزته أدوات ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﻮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻮﺍﻋﻖ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﻓﺘﻴﻞ ﺗﻔﺠﻴﺮ.
ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ معه، ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺈﻗﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻛﻤﻴﺎﺕﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﺎﻟﻤﺮﺑﻊ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺒﺮﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ تلك ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
 
كتلة "المستقبل": ننتظر أجوبة من الجيش لا بيانات حافلة بمواعظ وتهديدات
النهار..
جدّدت كتلة "المستقبل" في اجتماعها امس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، "تأكيد موقفها الحازم ونهجها القائم على التمسك بالدولة القادرة العادلة المدنية الديموقراطية، المرتكزة على العيش المشترك خيارا وحيدا"، معتبرة أن "الدولة لا يمكن ان تستقيم شرعيتها وسيادتها وسلطتها على ارضها من دون الارتكاز على الادوات الاساسية العسكرية والأمنية لحماية المواطنين وتعزيز الاستقرار واحترام القانون".
واكدت موقفها الداعم للجيش "ومساندتها لمهماته في حفظ الأمن ومواجهة الإخلال به دون تردد، وذلك في ظل احترام القواعد الديموقراطية القائمة على تلازم السلطة مع المسؤولية، وبالتالي المحاسبة على أساسها". وكررت تمسكها بالبنود والمطالب المحددة في المذكرة المرفوعة الى رئيس الجمهورية والمسؤولين في الدولة، مذكّرة بالاسئلة التي وجهتها الى قيادة الجيش من صيدا عن مشاركة "حزب الله" في القتال في عبرا، وعن الأسئلة التي طُرحت في الاجتماع الذي حضره قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتب رئيس حكومة تصريف الاعمال لمعرفة الحقيقة كاملةً، بنتيجة تحقيق عسكري وقضائي شفاف وعلني عما جرى في صيدا".
وطالبت "بأجوبة صريحة وصادقة وسريعة وتحديد للمسؤوليات، وليس ببيانات غير مقبولة صادرة عن مديرية التوجيه حافلة بالمواعظ والتهديدات".
وحمّلت الكتلة "حزب الله" مسؤولية "ما قام به هو وسرايا الفتنة من سرقة وقتل ونهب وتخريب والتعرض لكرامات الناس". وسألت "هل بات دور الحزب التنقل بقواته وشبيحته بين بيروت والقصير وحمص وعبرا".
ورأت أن "حزب الله" بسلاحه وميليشياته وتورطها في النزاع الدائر في سوريا، هو المسؤول الأساسي والوحيد عن الاستنزاف الهائل للمجتمع وللدولة ولحقوق المواطنين والوطن"، داعية الى ان "تظلَّ الجهودُ السياسيةُ والاجتماعيةُ موجَّهةً لمكافحة ظاهرة التسليح والشرذمة والاستيلاء بالسلاح على سائر مظاهر الحياتين العامة والخاصة بالبلاد وسط مظاهر وانقلابات الاضاعة والتضييع وصرف الأنظار".
وكررت الكتلة موقفها "الرافض للاخلال بعمل المؤسسات الدستورية القائم على مبدأ التوازن والتعاون بين السلطات"، معتبرة أن "الأولوية الآن هي لتأليف الحكومة".
ودعت الى تنظيم وجود اللاجئين السوريين" اذ ان الامر بدأ يتفاقم بشكل خطير، ومسؤوليته تقع على عاتق حكومة تصريف الاعمال. والفرصة ما زالت متاحة لتنظيم هذا الامر عبر انشاء مركز تجمع في مناطق قرب الحدود وتنظيم مؤتمر دولي لوضع حلول له، لان استمراره من دون معالجة سيؤدي الى مشكلات عميقة وكبيرة تهدد استقرار لبنان الاجتماعي والامني والاقتصادي".
 
"النهار" أمضت يوماً في عرسال: لبنان أولاً على رغم تجربة الحصار النأي بالنفس مناقض للواقع... وإيجار الخيمة 50 دولاراً
ديانا سكيني
ليست صنعة اقتلاع الصخور من الجبال ولا معايشة الجرود النائية وأفخاخها للعيش ولو بالتهريب، ما يصنع القسوة هنا فحسب. في الطريق من اللبوة الى عرسال، رسمت لعبة الدم خط تماس عنيداً لم يعهده البقاع الشمالي.
كان اختبار فتح الطريق من اللبوة الى عرسال، بعد الاتفاق الذي قضى بتسليم اثنين مشتبه بهما من ابناء عرسال بالمشاركة في جريمة وادي رافق التي اودت بحياة اربعة شبان، بينهم شريف امهز ابن اللبوة.
بدت الطريق الجبلية خالية من السيارات، فيما انتشرت على جانبي الطريق مشاهد الكسارات التي تعمل بلا كلل على استخراج الحجر العرسالي الشهير. "كلنا صدام"، و"حمص ترحب بكم"، وصورة لعبد الناصر، واخرى لرفيق وسعد الحريري، وعلم للثورة السورية... هي صور وشعارات تؤكد الوصول الى البلدة التي اختبرت اياماً قاسية من الانفصال الجغرافي عن لبنان بعد قطع أهالي اللبوة الطريق الوحيدة التي تصلها بلبنان.
لا يبرود ولا قارة ولا رنكوس ولا غيرها من قرى ريف حمص وريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، كانت كفيلة بالتعويض عن لبنان بالنسبة لأبناء البلدة التي تملك 50 كلم من الحدود المشتركة المفتوحة مع سوريا.
تمكن هذه الحدود، التي تنشط أعمال التهريب عبرها، أبناء البلدة من التزود بالبضائع والسلع بأسعار رخيصة من سوريا، وهي عمق معيشي اساسي للعرساليين الذين يقصدونها بسياراتهم، لكن هذه المناطق لا يمكن أن تكون بديلة عن لبنان بمؤسساته الرسمية ومستشفياته وجامعاته، ولا بأسواقه لتصريف المحاصيل الزراعية التي تعرضت للكساد، لاسيما موسما الكرز والمشمش.
كانت تجربة الحصار محطة لتأكيد الارتباط بلبنان بالنسبة للكثير من ابناء البلدة. يقول حسام، وهو مهندس وناشط يتنقل ما بين بيروت وعرسال، ان "البلدة تعاقب جماعيا على رأيها السياسي منذ بداية الثورة السورية". وفي رأيه، "لم يكن في الامكان تحييد البلدة عن سوريا، فكيف نقفل الحدود العصية على الضبط منذ القدم امام الجرحى واللاجئين من اهلنا؟". ويعبر حسام عن نقاش داخلي متفاعل في البلدة حول المدى الذي يمكن الذهاب اليه في تأييد الثورة، اذ تدعو شرائح من سكانها الى النأي بالنفس ما امكن والى المحافظة على علاقات طيبة مع الجيران، لاسيما بعد حصار البلدة من الجوار الشيعي المؤيد للنظام السوري، وبعد الغارات التي تعرضت لها من طيران النظام في ساحة بلدتها. وتزداد مخاوف بعض السكان حول ما يشاع عن نية "حزب الله" القيام بعملية عسكرية في المناطق الجردية الممتدة على السلسلة الشرقية المتصلة بالبلدة. ويخلص حسام الى ان "شعار "لبنان اولا" ينطبق لاسباب حياتية واجتماعية وسياسية على العرساليين، مهما ذهبوا في تأييدهم الثورة، وخصوصاً في ظل الواقع الميداني العسكري السوري".
من يزور البلدة سيدرك ان شعار النأي بالنفس يبدو عبثياً ومناقضاً للواقع، اذ تكفي جولة في الاحياء الرئيسية ورؤية اللاجئين السوريين الذي يعبرون الحدود بصورة يومية ويفترشون الطرق في حال انسانية مزرية للتبين أن تبعات الحرب تفرض نفسها على الجميع، وخصوصاً ان الامساك بملف اللاجئين الحساس ليس بيد الدولة في شكل مركزي.
قرب البلدية، تجمع لاجئون للحصول على بطاقات الاعاشة والمساعدات التي تقدمها في شكل رئيسي الامم المتحدة وجمعيات اوروبية ودول عربية. عدد اللاجئين قارب الـ25000 لاجئ يعيشون مع سكان البلدة التي تعد 40 الف نسمة. كل من التقيناهم من اللاجئين شكوا قلة المساعدات والظروف المأسوية التي يعيشون فيها.
ولا تصعب رؤية انعكاس ضغط اللاجئين الاجتماعي على البلدة حيث بات الفقراء من العرساليين واللاجئين يتزاحمون على لقمة العيش، ما يسبب المناوشات احياناً.
وبيوت عرسال امتلأت باللاجئين من غير القادرين على استئجار منزل، وانخفضت أجرة العامل اليومية بسبب كثرة اليد العاملة. في إحدى المدارس الخاصة، قام المالك بتأجير الغرف للاجئين مقابل 150 دولاراً للغرفة. وتسكن عائلتان من عشرة افراد احياناً في غرفة واحدة. الحمامات في المدرسة تستخدم بشكل مشترك. الاولاد هنا يستحمون مرة كل اسبوع بسبب قلة المياه. الشبان العاطلون عن العمل من اللاجئين والمنتظرون الفرج يجلسون في الاروقة يقطعون الوقت. معالم اليأس بادية على وجوههم. ينفث بعضهم الدخان. يتنهد آخر، وهو يراقب حركة وضجة الاولاد وهم يلعبون. "لا نملك سوى الانتظار. نشعر بالغربة وبأننا مرفوضون، فالانسان ثقيل مهما كان الضيف كريماً"، يقول خالد، الشاب العشريني الذي مضى شهران على وجوده في عرسال.
خيمة للايجار
في باحة المدرسة، قام المالك بتأجير مساحة الأرض لاقامة اللاجئين خيمة مقابل 50 دولاراً في الشهر. اما سعر الخيمة فيبلغ 150 الف ليرة. في احدى هذه الخيم، سكنت عائلة من 6 افراد وصلوا من القصير خلال المعركة الاخيرة. تبكي المرأة التي ينام اطفالها على فرش اسفنجية وضعت على الزفت في ظل حرارة مرتفعة جدا قائلة "مشينا اربعة ايام قبل الوصول الى عرسال، نحن مدنيون ولم يحمل زوجي السلاح، تنقلنا من منزل الى اخر في القصير، كلما دمر منزل انتقلنا الى آخر، عطشنا وجعنا على الطريق وكنت ادق اوراق الشجر بالحجارة لاطعام اطفالي". رغم الضجة التي يثيرها الحديث بصوت مرتفع داخل الخيمة، يلفت استغراق طفلة في النوم. تقول امها انها مريضة وتنام منذ عشر ساعات ولا مال لارسالها الى الطبيب.
هذه العائلة لا تتردد باعلان حيادها "لسنا مع احد، نكره الحرية ونكره النظام"، تقول المرأة صارخة "أريد العودة الى بلدي والتفيؤ بظله والعيش بكرامة". تجهش بالبكاء.
في خيمة موازية، تدعونا سيدة من قرية النهرية في حمص للاطلاع على احوال ولديها الجريحين اللذين كانا يقاتلان في القصير "دفاعا عن العرض وفي مواجهة "حزب الله" الذي غزانا واحتل قرانا". السيدة تذهب تارة الى البلدية وتارة اخرى الى احدى الجمعيات للحصول على المساعدة التي لا تأتي، وإن أتت لا تكفي. تمثل هذه المدرسة نموذجاً عن وضع اللاجئين الفقراء في عرسال والذين يقصدونها من ريفي حمص ودمشق. المأساة الانسانية بادية للعيان، وكذلك حال الاستنزاف الذي يشكلها هذا الملف الضاغط على البلدة، التي تنتشر فيها مستشفيات ميدانية في غير مكان يعالج فيها الجرحى من المدنيين والمقاتلين الذين يعبرون الحدود في صورة يومية. ويحذَر السكان من التحدث عن هذه المستشفيات علنا بعد الغارة الاخيرة التي يقولون في البلدة انها استهدفت غرفة استخدمت كمستشفى.
صلاة الجمعة
توجهنا الى مسجد دار السلام، الذي يؤم الصلاة فيه الشيخ السلفي مصطفى الحجيري والذي قُتل اخوه في كمين في الهرمل منذ اسبوعين. خارج المسجد يقف الشاب العشريني عبادة. هو ابن الشيخ وذراعه اليمنى. خاض تجربة القتال الى جانب الثوار، لكنه توقف بعد وقت قليل وتفرغ لمهمة مساعدة الجرحى في عرسال، كما يخبرنا. لا تبدو على ملامح عبادة الحدة، لكنه بعد مقتل عمه لم يتوان في فورة الغضب عن خطف عدد من الشبان من آل جعفر الذين يعملون مع عرساليين في تهريب المازوت قبل ان يتركهم لاحقا. من الغرائب او ربما من الاشياء الطبيعية التي تفرزها الحروب، ظاهرة التجارة المشتركة بين الاعداء. فالمعارضون السوريون يهربون المازوت عبر عرسال، فيتسلمه اشخاص من ال جعفر يقومون بدورهم بتهريبه الى سوريا، حيث يستفيد منه النظام في أغلب الاحيان! هذا ما يخبرنا به عبادة الذي يقر بأن "الجميع يعلم ان تجارة تهريب المازوت خيانة لكنهم يستمرون...".
في باحة المسجد، يُلاحظ ان العدد الاكبر من المصلين هم من اللاجئين السوريين الذين يستقطبهم خطاب الشيخ العالي النبرة والذي لا يهاود في دعم الثورة. من ضمن ما تحدث عنه الشيخ في خطبته، "الفتن الداخلية في عرسال". ودافع عن نفسه بعد ان وجهت اليه اتهامات من مشايخ وفعاليات عرسالية بإلحاق الضرر بالبلدة بسبب تشدد مواقفه. كذلك تحدث الشيخ الحجيري عن ضرورة "منع الفتن التي يخطط لها بين اهل عرسال واللاجئين" نافياً قيام مسلحين سوريين بحواجز داخل البلدة او تشكيله كتائب خاصة.
بعد الخطبة، قال لنا الشيخ الحجيري ان "مساعدة الجرحى السوريين تتم وفق القانون اللبناني، فالجريح يعبر من عرسال عبر حواجز الجيش". واضاف انه "يقوم بما يمليه عليه الضمير والشرع في مساعدة اهلنا المظلومين السوريين ". وشدد على عدم مغادرته البلدة لأن "رأسي مطلوب من "حزب الله" بسبب موقفي"، وعلى ان مقتل اخيه، الاب لولدين والذي كان يعمل سائق شاحنة لنقل الحجارة، "لا يستهدفه شخصيا بل يستهدف كل العرساليين، والارجح انه جاء كرد فعل على قصف الهرمل".
تناول الشيخ المساعي التي تبذل لمنع التصعيد قائلا: "اخبرنا ممثل رئيس الحكومة اللواء محمد خير بانتظارنا اخذ حقنا من الجاني". ونفى اي علاقة بين عملية وادي رافق والثأر لأخيه. وشدد على ان "علاقتنا بالجيش والدولة جيدة وتحكمها مطالبتنا بعدم وجود صيف وشتاء تحت سقف واحد، والسماح لـ"حزب الله" بما يمنع علينا، فهذا ليس عدلا".
وقال رئيس البلدية علي الحجيري ان فحوى الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد مساع امنية وسياسية بين اللبوة وعرسال يقوم على "حصر الجريمة بشخص وقيام عائلته بالتبرؤ منه. كما فعلوا بحصر جريمة الهرمل بشخص من آل ناصر الدين تبرأت عائلته منه، قمنا بحصر الموضوع بشخصين لم يرض، احدهما تسليم نفسه لكن عائلته تبرأت منه في حال كان متورطاً".
ما إن تدخل مبنى البلدية حتى تتذكر عملية قتل العسكريين في الجيش اللبناني في جرود عرسال خلال عملية مطاردة خالد الحميد. يشير احدهم الى المكان الذي جمع فيه الجرحى والشهداء من الجيش. "نحن حمينا الاحياء وطببناهم"، يؤكد الموجودون. الرواية هنا واحدة: "لم يعلم احد انهم من الجيش، وكان يجب ان يحدث تنسيق مسبق". وان سألت عن عدم انتشار الجيش في البلدة وعلى حدودها، الجواب واحد ايضاً: "لا شيء يمنع وجود الجيش داخل البلدة ونرحب به، مع العلم ان ضغط اللجوء والكثافة السكانية يجعلان الامر مشوبا ببعض التعقيد، اما ضبط الحدود فليبدأ من الهرمل اولاً".
"شريف... يا زينة الشباب ويا كل القهر"!
في ساحة بلدة اللبوة، كثف الجيش حضوره، لا سيما بعد اعلان اهالي البلدة وضعهم الطريق المؤدية الى عرسال في عهدة الجيش. لقد وضع رجال البلدة سلاحهم في البيوت بعد أيام من الغضب ومن قفل الطريق على العرساليين.
في دارة الشاب المغدور شريف امهز، تحلقت النساء المتشحات بالسواد في جلسة يتذكرن مآثر الشاب ابن الـ22 سنة، والذي مضت على زواجه سنتان وخمسة اشهر فقط. تتناقل الايدي الطفل الرضيع الذي يتمّ قبل ان ينطق "بابا". تروي أم شريف انه وبعد الحادثة، اتى لها شبان غاضبون من البلدة بأربعة رجال من عرسال، فقامت بتهريبهم قائلة "ابني ظلم ولن ارضى بظلم الآخرين".
وتتندر قريبة للفقيد "كيف ان هذه الجريمة الممزوجة بالابعاد الطائفية نالت من بيت لاطائفي"، مرددة "شريف يا زينة الشباب ويا كل قهر العالم".
في القسم المخصص للرجال من العزاء، يستمر توافد ابناء القرى المحيطة للتعزية، ومنهم من فعاليات عرسال. وفي الجلسة يطغى حديث الوحدة والتعايش وتستعاد الذكريات التي سبقت الانقسام السياسي الحاد بين 8 و14 آذار، ومع وضد الثورة السورية... والد شريف الذي علّق صورة ابنه على قميصه، يتحدث عن "الزمن النضالي المشترك" الذي جمع البلدتين، وعن الاعمال التجارية والزراعية المشتركة بين الجيران، كما عن المصاهرة بينهما.
الوالد يقول: "نريد حصر الجريمة بالمرتكبين ونترك أمرنا للدولة. واذا لم ننل حقنا عبرها، فنحن ابناء عشائر في نهاية الامر وعلينا التصرف".
من جهته، رئيس البلدية رامز أمهز، وهو خال الفقيد، يقول أن قطع الطريق على عرسال اثمر "علما اننا لسنا نحن من اقفل الطريق وانما حجم الجريمة الكبير، وما قمنا به كان وأداً للفتنة". ويضيف "ان هناك خيوطا عن الفاعلين سلمت الى مخابرات الجيش، والآن سننتظر الى اين ستصل الامور". ويرفض القول أن ابن اخته ذهب ضحية لمشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، فـ"ليواجهوا مقاتلي الحزب وليس المدنيين".
 
بلديّتا صيدا وعبرا نظّمتا لقاءً مع المتضرّرين - تقديرات أولية للخسائر بنحو 20 مليون دولار
النهار..احمد منتش
يوماً بعد يوم ينكشف حجم الخسائر المادية الكبيرة التي اصابت ممتلكات مئات المواطنين في عبرا، من جراء الاشتباكات الأخيرة في محيط "المربع الامني" لامام مسجد بلال بن رباح سابقا الشيخ احمد الاسير. واستنادا الى مصادر لجان محلية تقوم بأعمال المسح والكشف على مجمل الاضرار في الأبنية والشقق السكنية وفي المحال والمؤسسات التجارية والسيارات، قدرت الخسائر الاولية بنحو عشرين مليون دولار اميركي.
ونظمت بلديتا صيدا وعبرا لقاء موسعا عصر أمس في قاعة القصر البلدي للمدينة، مع المتضررين من الاشتباكات الاخيرة في عبرا وتعمير عين الحلوة، شارك فيه النائبة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي ونائب رئيس بلدية عبرا الياس مشنتف، في حضور المهندس علي الحاج ممثل شركة "خطيب وعلمي" المكلفة من الهيئة العليا للإغاثة الكشف على الأضرار، المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود، رئيس "اتحاد الهيئات الاغاثية" كامل كزبر، وممثلين لعدد من القطاعات والهيئات الأهلية.
بداية شرح السعودي الخطوات التي قامت بها بلديتا صيدا وعبرا بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة على صعيد مسح الأضرار تمهيدا لتعويض المتضررين، فأكد "أن العمل سيكون عبر اتحاد بلديات صيدا الزهراني وفي كل الأماكن التي طاولتها الأضرار".
وأوضح علي الحاج "أننا باشرنا كاستشاري للهيئة بالتنسيق مع الجيش، تكليف لجنة مسح مشتركة، كشفت حتى الآن على نحو 150 وحدة متضررة بين سكن او سيارة او مؤسسة تجارية، من 400 طلب كشف مقدمة لتاريخه، وفي المرحلة الثانية سنقوم بعملية مسح للأبنية لاجراء دراسات ترميم انشائي، وسيتم تلزيم شركات لتقوم بأعمال الترميم".
وشدّدت الحريري على "أن التحدي الكبير بالنسبة الينا ان تكون غالبية المواطنين المتضررين او جميعهم عائدين الى بيوتهم في عيد الفطر". ومما قالت: "الآلية التي يجري درسها هي انه كما جرى في مناطق اخرى في حالات مماثلة، تنجز لائحة بالبيوت المدمرة كليا وغير الصالحة للسكن، وترسل بسرعة لتصرف الأموال وتعطى بدلات ايجار لشهرين او ثلاثة قابلة للتجديد".
وكانت مداخلة لمشنتف تحدث فيها عن آلية التعويضات، وضرورة تضافر جهود الجميع من اجل اعادة الحياة الى طبيعتها.
وسئلت الحريري عن المخاوف من تحركات جديدة في اتجاه مسجد بلال بن رباح، فأجابت: "مهما سمعتم، المسجد تسلمته دار الافتاء في صيدا ويشرف عليه القاضي الشيخ محمد ابو زيد، ولا أحد غيره يدخله".
"الحريري"
وكانت الحريري عقدت اجتماعاً في مجدليون مع محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبدالله وقائد سرية درك صيدا العقيد ماهر الحلبي ورئيس فرع المعلومات في الجنوب العقيد عبد الله سليم، واطلعت منهم على التدابير الآيلة الى مواكبة العودة الى عبرا.
واستقبلت مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، في حضور السيدين شفيق الحريري وعدنان الزيباوي، فوفدا من رابطة مخاتير صيدا برئاسة المختار ابرهيم عنتر.
وكانت اتصلت بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتشاورت معه في اوضاع صيدا، في اعقاب الحوادث الأخيرة.
سعد
من جهته، رأى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد "أننا نشهد اليوم حملة متجددة من الشحن المذهبي والتحريض على الجيش والمقاومة تقوم بها قوى وزعامات تدعي زورا الانفتاح والاعتدال، بينما هي في الحقيقة تستعير لغة (الشيخ أحمد) الأسير ومفرداته نفسها. وهذه القوى والزعامات تواصل بحملتها هذه العدوان على صيدا وموقعها ودورها وتراثها وكرامة أبنائها".
أضاف: "لقد بات جليا أن هناك تنافسا بين هذه الزعامات والقوى المذهبية على وراثة الأسير، لذلك تلجأ إلى المزايدة والتصعيد في الشحن المذهبي والتحريض، وما ذلك إلا بهدف الكسب السياسي الرخيص، وتحسين الشروط في أي تسوية مقبلة مع الزعامات الطائفية والمذهبية الأخرى".
عين الحلوة
وفي مخيم عين الحلوة، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قبل يومين حملة مسح الأضرار الناتجة من الحوادث الأخيرة، من أمام مسجد زين العابدين في حي الطوارئ، في حضور نائب المسؤول السياسي للحركة أحمد عبد الهادي، والمسؤول السياسي في صيدا "أبو أحمد" الفضل.
وأوضح عبد الهادي "أن المساهمة الرمزية التي ستقدمها الحركة الى المتضررين من أبناء مخيم عين الحلوة، تأتي انطلاقاً من شعورها بالمسؤولية نحو شعبنا".
 
غياب الحكومة والفلتان الأمني رفعا حدة القلق على الوضع الاقتصادي
وزني لــ«اللــواء»: ضبابية المرحلة وسلبية التصنيفات الإئتمانية تؤثران على سعر الصرف
صراف لـ«اللــواء»: إجتماع للهيئات الإقتصادية سيعقد قريباً لمتابعة تداعيات الأزمة
بقلم «المحرر»
عميد الصناعيين جاك صرّاف
ثابتتان بات يجمع عليهما مجتمع رجال الأعمال هذه الأيام، ويعمل بالتالي على أساسهما: الثابتة الأولى، هي انه لا حكومة جديدة في المدى المنظور.
الثاتبة الثانية هي ان الوضع الأمني سيبقى مهزوزاً، لكن دون أن يعني ذلك حصول حرب مفتوحة في الداخل اللبناني، وهو الأمر المحظور حتى الساعة أقله من دول اقليمية ودولية على أساس ما تقدم لا يرى مجتمع رجال الأعمال وسائل أو آليات متاحة اليوم لتنشيط الوضع الاقتصادي، وتوفير الدعم لقطاعات أساسية تعاني من ضغوط شديدة قد تدفع ببعض مؤسساتها إلى الاقفال، كما هو حال مؤسسات القطاع السياحي، وبعض مؤسسات القطاع العقاري.
وفي قراءة رجال الأعمال، كما الخبراء والتابعين لمسار الاقتصاد اللبناني خلال النصف الثاني من 2013، فإن أحداً لا يتوقع تغييراً مؤثراً في المشهد الاقتصادي العام، الكل مجمع على أن نتائج الفصل الثاني لن تكون بأفضل من نتائج الفصل الأول ا لمتواضعة، وفي هذا السياق يقول الخبير الاقتصادي غازي وزني لـ«اللــواء» انه من غير المتوقع أن تشهد في النصف الثاني من العام 2013 أي تحسن يذكر على المستوى الاقتصادي، كون هذه الفترة ستكون شبيهة أمنياً وسياسياً بالفترة السابقة .
ويتابع: هناك ضبابية في الأوضاع السياسية وفشل في تأليف الحكومة وتصاعد في الأزمات الأمنية، وتزايد على مستوى تمدد الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني، ان كل من المؤشرات التي ذكرتها لا توحي بحصول صدمات إيجابية للاقتصاد في النصف الثاني من العام الحالي.
ويلفت وزني إلى المعاني السلبية لتخفيض مؤسسات التصنيف الدولية توقعاتها للسندات السيادية للدولة اللبنانية من مستقر إلى سلبي، إذ أن ذلك يعني مالياً ارتفاع المخاطر على الديون السيادية للدولة اللبنانية بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة التي تؤثر على النمو الاقتصادي، إضافة إلى تأزم الأوضاع المالية العامة وارتفاع العجز إلى أكثر من 9.6 في المائة من الناتج المحلي ووصول الدين العام إلى أكثر من 60 مليار دولار أي حوالى 139 في المائة من الناتج المحلي.
ويضيف وزني: كما ان تخفيض المؤسسات الدولية للسندات اللبنانية السيادية يترجم منظرياً بتهديد سعر صرف النقد الوطني وارتفاع كلفة الاستدانة للدولة ويؤثر في لبنان على القطاع المصرفي بفعل إنكشافه على الدين السيادي وتعمله حوالى 35 في المائة من الدين العام ما قد يتسبب بتكلفة اضافية في اصداراته في الأسواق الخارجية والداخلية.
ووسط هذه الأجواء الضبابية والرمادية التي تسود مجتمع رجال الأعمال تعاود الهيئات الاقتصادية تحركها باتجاه مواجهة الأزمة الاقتصادية، وذلك انطلاقاً من المواقف والقرارات التي خرج بها مؤتمر البيال الأخير الذي جمع أركان الهيئات الاقتصادية.
وفي هذا السياق أي ترقب عودة تحرك الهيئات الاقتصادية قال «عميد الصناعيين اللبنانيين» جاك صراف لـ«اللــواء» أن اللجنة التي انبثقت عن اجتماع «البيال» والتي أنيط بها مهمة ترجمة توصيات المؤتمر الاقتصادي الأخير إلى قرارات قابلة للتنفيذ ستعرض أمام رؤساء الهيئات الاقتصادية في غضون أيام قليلة ما وصلت إليه، أي ان اجتماعاً قريباً للهيئات سيعقد لمتابعة مسار الوضع الاقتصادي، ولمتابعة رفع الصوت في آذان السياسيين لحثهم ودفعهم إلى التوافق وإراحة الوضع السياسي مما يؤمن تسريع عملية تشكيل الحكومة وتهدئة الشارع وتمكين المؤسسات من العمل بشكل طبيعي.
وأوضح صراف أن تأخر معاودة اجتماعات الهيئات مرده إلى وجود رئيسي الهيئات الاقتصادية عدنان القصار خارج لبنان من الفترة القليلة الماضية حيث تم منحه جائزة «القمة المصرفية العربية العالمية».
وفي سياق ما تقدم ومتابعة له دعت «الاسكوا» إلى جلسة مناقشة يوم غد الخميس لموضوع التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الأزمة السورية على الاقتصادين اللبناني والأردني.
وبحسب الاسكوا فإن الهدف من الاجتماع المقرر، الذي يشارك فيه وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني ابراهيم سيف، هو مناقشة ما توصلت إليه دراسات الاسكوا حول العلاقة في معدلات النمو بين الاقتصاد السوري والاقتصاديين الأردني واللبناني. كما يرمي الاجتماع إلى مناقشة ما توصلت إليه دراسات الاسكوا حول أثر العمالة السورية وهجرة اليد العاملة السورية على البطالة ومستويات الأجور في لنبان والأردن.
ويناقش الاجتماع أيضاً الآثار النابعة عن الأزمة في سوريا على الاقتصاديين اللبناني والأردني في حال استمرت الأزمة وفي حال عدم استمرارها.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,579,385

عدد الزوار: 6,996,690

المتواجدون الآن: 72