صنعاء تترقب مظاهرات حاشدة معارضة للنظام وأخرى مؤيدة اليوم.. ومخاوف من مواجهات

تاريخ الإضافة الجمعة 1 نيسان 2011 - 5:40 ص    عدد الزيارات 3281    القسم عربية

        


صنعاء تترقب مظاهرات حاشدة معارضة للنظام وأخرى مؤيدة اليوم.. ومخاوف من مواجهات
«شباب الثورة» في اليمن يحذرون المواطنين من الممارسات «الانتقامية والقمعية» للنظام
الجمعـة 27 ربيـع الثانـى 1432 هـ 1 ابريل 2011 العدد 11812
جريدة الشرق الاوسط
صنعاء: عرفات مدابش
أصيب العشرات من المحتجين المطالبين برحيل النظام اليمني، أمس، بإصابات مختلفة في محاولة لفض اعتصامهم بمدينة حجة الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء، هذا في الوقت الذي يتواصل فيه توافد حشود غفيرة إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في مظاهرات مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح وأخرى تطالب برحيله.

وقال شهود عيان في محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط» إن العشرات من قوات الأمن ومسلحين مدنيين ممن يسمون «البلاطجة»، هاجموا، عصر أمس، ساحة الاعتصام بمدينة حجة بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، وإن ما لا يقل عن 50 شخصا سقطوا جرحى في الهجوم وإن بعضهم في حال خطرة، وأشارت مصادر طبية في المستشفى الميداني إلى أن قوات الأمن استخدمت «غازات سامة» ضد المعتصمين وإلى أن المستشفى لم يستطع استيعاب الحالات المصابة وخاصة الخطيرة منها.

في هذه الأثناء، توافد إلى العاصمة صنعاء عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف المناطق، وذلك للمشاركة في المظاهرات المقررة اليوم، فقد دعت أحزاب تكتل «اللقاء المشترك» المعارضة أنصارها إلى التظاهر في اليوم الذي أطلقت عليه «جمعة الخلاص»، في الوقت الذي حشد فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أنصاره إلى العاصمة من أجل المشاركة في «جمعة الإخاء»، والتي تأتي تأييدا لنظام الرئيس علي عبد الله صالح وردا على المظاهرات المطالبة برحيله عن السلطة.

وتأتي هذه المظاهرات المعارضة والمؤيدة، بعد يوم واحد على رفض المعارضة لمبادرة جديدة من الرئيس صالح تقضي بتشكيل حكومة انتقالية من المعارضة والحزب الحاكم بالمناصفة وبرئاسة المعارضة، وذلك مقابل بقائه في الحكم حتى نهاية ولايته في 2013، وطلبت المعارضة «رحيله فورا».

وشهدت العديد من المدن اليمنية، أمس، مظاهرات للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وضمن فعاليات «يوم الشهيد»، شارك عشرات الآلاف من النساء اليمنيات في مظاهرة داخل «ساحة التغيير»، تحية للقتلى الذين سقطوا في قمع قوات الأمن ومجاميع «البلاطجة» وتأييدا لمطالب المعتصمين، وقد شارك في المظاهرة أمهات وشقيقات وزوجات الكثير ممن سقطوا قتلى خلال الأسابيع الماضية في الساحة.

وأصدرت اللجنة الإعلامية لثورة الشباب السلمية بالعاصمة صنعاء، بيانا حذرت فيه كافة اليمنيين، على اختلاف مشاربهم، من قيام من سمتهم «فلول النظام المخلوع»، في بعض المحافظات وبالأخص الجنوبية من البلاد، بـ«مخططات إجرامية ناقمة»، ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر على «أرواحهم وممتلكاتهم والحرص على عدم الانجرار وراء أي مهاترات من شأنها أن تفضي إلى حشرهم في معارك مع أولئك النفر من البلطجية والمرتزقة»، على حد تعبير البيان الذي أدان فيه الشباب «المجزرة الدامية والبشعة التي أرتكبها الطاغية صالح وزبانيته من أفراد تنظيم القاعدة تجاه شبابنا ونسائنا وأطفالنا المسالمين في مدينة جعار محافظة أبين»، واعتبروها لا تقل «بشاعة عن مجزرة (جمعة الكرامة) في الـ18 من الشهر الماضي، في ساحة التغيير».

وأدان «شباب الثورة» في صنعاء ما سموها «الممارسات الانتقامية والأعمال الإجرامية» في محافظة أبين والتي تمثلت في «إخلاء المعسكرات والمصالح الحكومية ودفع المواطنين للقيام بنهب محتوياتها بما في ذلك الأسلحة والمعدات العسكرية، وذلك بهدف إلصاق التهمة بتنظيم القاعدة وهو الأمر الذي لوح به وأشار إلية الرئيس في كل خطاباته الأخيرة»، وقالوا إن هذه «ألاعيب باتت مفضوحة ولم تعد تنطلي على أحد من اليمنيين عموما، ولن تثنيهم عن هدفهم المصيري الذي ثاروا من أجله والمتمثل في إسقاط النظام».

وطالب الثوار النائب العام بإصدار مذكرة توقيف رسمية ضد «الرئيس المخلوع صالح، بتهمة الخيانة العظمى وفقا للدستور، وذلك لسماحه للطائرات الأميركية بقصف المدنيين في محافظة أبين، وهو الأمر الذي كشف عنه ضباط في قاعدة العند، حيث أكدوا قيام الطائرات الأميركية بالقصف في المحافظة»، وأن إقلاع طائرات يمنية من القاعدة اليمنية هو لـ«التمويه فقط».

وتضمن بيان الشباب المعتصمين في صنعاء، جملة من الإدانات لتصرفات حكومية منها قتل طفل بأعقاب البنادق في صنعاء ومواصلة «النظام المخلوع» لـ«الأعمال البلطجية» وأعمال القمع والاعتداءات ضد المواطنين الذين يخرجون في مسيرات سلمية في عموم المحافظات اليمنية، وجددوا رفضهم «الصريح والمطلق» لأي مبادرات أو أفكار لا تنص صراحة على «التنحي الفوري للسفاح علي عبد الله صالح»، حسب تعبير بيانهم الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، والذي طالبوا فيه محافظ البنك المركزي وكل مسؤولي ورؤساء البنوك الحكومية المحلية بـ«سرعة إيقاف صرف الأموال الحكومية المودعة لديهم وعدم الامتثال والتجاوب مع التوجيهات والأوامر بالصرف التي ترد إليهم من قبل الرئيس المخلوع وأفراد أسرته وأركان نظامه كون تلك الأموال ملكا للشعب»، وأشار إلى أنه تم، الفترة الماضية، القيام بعملية «تبديد وإهدار جزء كبير من تلك الأموال في مسائل وأمور شخصية تهدف إلى حمايتهم وتحصينهم من غضب الشعب المطالب برحيلهم ومحاكمتهم، ونحملهم جميعا مسؤولية تبديد وإهدار أموال الشعب المؤتمنون والمعنيون بحمايتها».

من جانبه، جدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تفهمه لـ«مطالب الشباب»، وقال خلال لقائه، أمس، بشخصيات اجتماعية من محافظة المحويت المجاورة للعاصمة صنعاء: «أما بالنسبة للشباب المعتصمين فسنعمل بكل ما نستطيع على تلبية احتياجاتهم ومطالبهم المشروعة وندعوهم إلى سرعة تشكيل حزبهم ليعبروا من خلاله عن أنفسهم وتطلعاتهم وأن لا يبقوا أدوات لدى أحزاب اللقاء المشترك ونحن مع الشباب».

في موضوع آخر، عاشت العاصمة صنعاء، أمس، في ظلام دامس جراء انقطاع الكهرباء، وقالت مصادر رسمية إن «عناصر تخريبية» قامت بإطلاق النار على عدد من أبراج الخطوط التي تمد العاصمة صنعاء وبعض المحافظات بالتيار الكهربائي والتي تقع في محافظة مأرب بشرقي البلاد، وجاءت هذه الحادثة بعد نحو أسبوع، فقط، على إصلاح أعطال مماثلة جراء أعمال مماثلة، وهي ليست المرة الأولى التي يقطع فيها التيار الكهربائي عن صنعاء، فهي أزمة متواصلة طوال العام.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,171,893

عدد الزوار: 6,681,012

المتواجدون الآن: 101