تقرير حقوقي: الساحة الحمراء تُصبغ بالدم السوري ...الغارات الروسية عبر إيران تتواصل

أطفال مضايا المرضى يدفعون ثمن الحصار..قتال عنيف في حلب والمعارضة تصدّ هجمات عدّة للنظام وكي مون يحذِّر من مأساة...«تداخل» عمليات الطيران الأميركي والروسي في سورية

تاريخ الإضافة الخميس 18 آب 2016 - 5:11 ص    عدد الزيارات 1755    القسم عربية

        


 

قتال عنيف في حلب والمعارضة تصدّ هجمات عدّة للنظام وكي مون يحذِّر من مأساة
غارات روسية جديدة إنطلاقاً من إيران وموسكو لا تعتبرها إنتهاكاً للقرارات الدولية
 («اللواء» - وكالات)
قصف الطيران الروسي امس لليوم الثاني على التوالي مواقع للمعارضة في سوريا منطلقا من قاعدة همدان الجوية في ايران، على ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة في بيان «في 17 آب (الاربعاء) اقلعت طائرات قاذفة سو-34 من مطار همدان في الاراضي الايرانية لضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في منطقة دير الزور» في سوريا.
وأوضحت «ان الطائرات كانت محملة بقدرتها القصوى من القنابل». وهذه الضربات سمحت بحسب الوزارة بتدمير موقعي قيادة ومعسكرات تدريب لتنظيم الدولة الاسلامية وكذلك «القضاء على اكثر من 150 مقاتلا بينهم مرتزقة اجانب». وقد ضربت روسيا للمرة الاولى الثلاثاء اهدافا في سوريا انطلاقا من مطار همدان الواقع في شمال غرب ايران، في خطوة اضافية في اطار التعاون العسكري بين ابرز حليفين داعمين للنظام السوري.
وهي المرة الاولى التي تستخدم فيها روسيا اراضي بلد اخر للقيام بضربات في سوريا منذ بدء حملتها العسكرية قبل حوالى السنة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس «في الحالة الراهنة لم يجر اي بيع او تزويد او نقل طائرات حربية الى ايران» معتبرا انه لا يوجد اي انتهاك لحظر بيع اسلحة لايران.
واضاف «ان هذه الطائرات الحربية تشارك في عملية لمكافحة الارهاب في سوريا بطلب من السلطات الشرعية السورية وبموافقة ايران».
 واستخدام القاعدة الايرانية اضافة الى قاعدة حميميم في شمال غرب سوريا يوفر برأي عدد من الخبراء تقدما تكتيكيا لموسكو اذ يسمح لها بارسال طائرات قاذفة ثقيلة محملة بعدد اكبر من القنابل في مهمة اذا كان وقت طيرانها اقل.
وقد اكدت روسيا امس انها لا تنتهك قرار الامم المتحدة الذي يستهدف ايران، فيما قصف الطيران الروسي لليوم الثاني على التوالي مواقع جهاديين في سوريا منطلقا من قاعدة همدان.
واعتبر لافروف ان استخدام بلاده لقاعدة همدان لا يشكل في اي حال انتهاكا لحظر الاسلحة او نقلها الذي يستهدف الجمهورية الاسلامية كما قال متحدث باسم الخارجية الاميركية الثلاثاء. وقال «في الوضع الراهن، لم يحصل بيع او تسليم او نقل طائرات عسكرية الى ايران. هذه الطائرات تشارك في عملية لمكافحة الارهاب في سوريا بناء على طلب السلطات الشرعية السورية وبموافقة ايران».
من جهته، رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف ان الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا انطلاقا من قاعدة انجرليك التركية تتنافى وميثاق الامم المتحدة. وهي المرة الاولى التي تستخدم فيها روسيا اراضي بلد اخر للقيام بضربات في سوريا منذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو عام.
وبررت ايران امس استخدام الطيران الروسي لقاعدتها، مؤكدة انها تتحرك «بما ينسجم مع المعايير الدولية».
 وقال علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة السياسة الخارجية والامن القومي في مجلس الشورى الايراني ان «الامر الوحيد الذي يحصل هو ان المقاتلين الروس سمح لهم باستخدام هذه القاعدة لتلقي الامدادات». 
من جهة ثانية، شنت المقاتلات الروسية صباح امس غارات جديدة على أحياء مدينة حلب الشرقية ومنطقة الراموسة جنوب المدينة وكذلك على ريفها. وقصفت طائرات روسية بالقنابل العنقودية والفراغية مستشفى «الريح المرسلة» في دارة عزة بريف حلب الغربي لتدمره بشكل كامل، كما قتل شخصان في القصف ولحقت أضرار بسيارات الإسعاف.
وبالتوازي مع الغارات الروسية والسورية الكثيفة، قالت المعارضة أن مقاتليها صدوا هجمات لقوات النظام والمليشيات على مشروع 1070 شقة في حي الحمدانية، وعلى سوق الجبس بمنطقة الراشدين غرب حلب.
كما قال جيش الفتح إنه صد محاولة تقدم أخرى باتجاه الكلية الفنية الجوية، وقتل عددا من ضباط وعناصر قوات النظام، بينما قالت مواقع موالية للنظام إن قائد المدرسة الفنية الجوية في حلب اللواء ديب بازي قتل في مواجهات بالمنطقة. كما شهدت حلب قصفا روسيا بالفوسفور الحارق، بينما دمرت طائرات التحالف الدولي جسرا إستراتيجيا للمعارضة جنوب المدينة وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين.
وقتل شخصان وأصيب آخرون بجروح جراء تعرض سيارة كان يستقلها القتيلان على طريق الراموسة لقصف من الطيران الروسي، الذي استهدف أيضا مناطق متفرقة من الحي الذي بات يشكل الشريان الوحيد لقوات المعارضة الواصل إلى مناطق حلب الشرقية.
واستهدفت الغارات الروسية أحياء الهلك والسكري والصاخور، بينما تعرضت مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي لسبع غارات جوية وقصف عنيف غير مسبوق، كما استهدفت غارة جوية مشفى «الريح المرسلة» في المدينة مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إن طائرات التحالف الدولي دمرت جسر خان طومان الحيوي، مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من بينهم نازحون من داخل حلب إلى ريفها الجنوبي.
ويربط الجسر بين ضفتي طريق حلب دمشق الدولي مع الممر الإنساني الوحيد الذي فتحه جيش الفتح أخيرا إلى مناطق سيطرة المعارضة داخل المدينة، كما سيُفقد تدمير الجسر المعارضة ميزة الاستفادة من الطرق الرئيسية بدل الاعتماد على الطرق الترابية، وهو ما يعد جزءا من استراتيجية التحالف في معاركه، بحسب المصادر.
وفي ريف دمشق الغربي، تعرضت مدينة داريا لقصف بعشرات البراميل المتفجرة، كما شمل القصف مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بينما شنت المعارضة هجمات في بلدتي حوش نصري وقدسيا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود النظام.
كما تصدت المعارضة في دمشق لمحاولة تقدم قوات النظام في حي جوبر، ودارت اشتباكات بين الطرفين في حي تشرين، قتل فيها عدد من عناصر النظام وأصيب اثنان من الثوار، بحسب شبكة شام. وشمل القصف بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومعركبة في حماة، وبنش وسراقب ومعرة مصرين وأرمناز في إدلب، والرستن وتلبيسة وغرناطة وتيرمعلة والفرحانية والسخنة في حمص، وكباني في اللاذقية.
ميدانياً أيضاً، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل، كريس غارفر، إن التحالف يلاحق ما بين 100 إلى 200 عنصر من داعش استخدموا مدنيين دروعاً بشرية للفرار من منبج السورية، بعد اختطافهم ووضعهم في سيارات وشاحنات خاصة بهم.
وحسب غارفر فإن المدنيين شوهدوا مع المسلحين في كل المركبات التي استخدموها أثناء عمليات الهروب، ما دفع قوات سوريا الديمقراطية لعدم الاشتباك معهم، تجنباً لوقوع خسائر بين المدنيين. وأكد غارفر أن التحالف يواصل ملاحقتهم، من دون الخوض في التفاصيل، موضحاً أنه تم الإفراج عن مئات المدنيين في القافلة، فيما تمكن آخرون من الفرار.
«كارثة إنسانية»
في هذا الوقت، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من «كارثة إنسانية» لم يسبق لها مثيل في حلب وحث روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سوريا.
وأبلغ بان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات «في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري». وأضاف قائلا «القتال للسيطرة على الأرض والموارد يُباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال». وقال بان «جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين». وجدد بان دعوة للأمم المتحدة لوقف إنساني لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات وحث أيضا موسكو وواشنطن على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.
أوضاع متردِّية للاجئين السوريِّين في تركيا
اللواء..(ا.ف.ب)
سلّط تقرير اصدره مجلس اوروبا الثلاثاء، الضوء على صعوبات يواجهها سوريون يعيشون خارج مخيمات اللاجئين في تركيا، بدءا بعمالة الأطفال مرورا بالزواج المبكر بدافع الفقر، وصولا الى الظروف المعيشية المتردية.
 وفي التقرير، اكد توماس بوشيك الممثل الخاص للامين العام لمجلس اوروبا للهجرة واللاجئين في تركيا، ان «الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين، ومن طالبي الحماية الدولية والمستفيدين من تصاريح الاقامة «الانسانية» تعيش خارج المخيمات».
وأضاف ان هؤلاء الاشخاص لا يحصلون على «سكن او مساعدة مالية لايجاد سكن»، الامر الذي «ادى الى افقار الاف اللاجئين الذين تزداد اعدادهم نظرا الى اسعار الايجارات التي ارتفعت سريعا بسبب وصول مزيد من الوافدين الجدد».
في هذا السياق، فإن «عدد الاطفال السوريين الذين يعملون، بما في ذلك في صناعة الغزل والنسيج والزراعة» قد شهد ارتفاعا ضخما بحسب التقرير الذي عبر عن الاسف لأن «تعرض الاطفال للاستغلال والمخاطر المادية والمعنوية يشكل تهديدا خطيرا لحقوقهم الاساسية».
ودعا التقرير السلطات التركية الى العمل على تأمين التعليم لهؤلاء الاطفال، خصوصا من خلال دعم ذويهم ماليا.
وسلط بوشيك ايضا الضوء على ارتفاع نسبة زواج الفتيات تحت سن 15 عاما، مبديا قلقه من أن انعدام اوضاع عدد كبير من العائلات قد يؤدي الى الاتجار بالاطفال المهاجرين.
«تداخل» عمليات الطيران الأميركي والروسي في سورية
واشنطن - جويس كرم < لندن، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
واصل الطيران الروسي لليوم التالي استخدامه قاعدة عسكرية إيرانية لشن غارات في سورية، حيث «تداخلت» أمس مع غارات شنتها قاذفات التحالف الدولي شرق سورية قرب حدود العراق، وسط نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهامات أميركية بخرق القرار الدولي ٢٢٣١ الذي حظر تصدير أسلحة إلى إيران، في وقت قتل وجرح عشرات في قصف عنيف على حلب وإدلب حيث دارت أمس معارك شرسة بين القوات النظامية وفصائل معارضة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات روسية من طراز «سوخوي- 34» أقلعت من قاعدة همدان الجوية أصابت أهدافاً لـ «داعش» في دير الزور شرق سورية، ودمرت مركزين للقيادة وقتلت أكثر من 150 «متشدداً»، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «طائرات يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي شنت ضربات على مناطق في قرية خلوف الضعيف في جبل المعزة في منطقة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي قرب دير الزور «ما أدى إلى مقتل مواطن، وإصابة طفل ومواطنة بجروح».
ويعتقد بأن شن الطيران الأميركي والروسي تطلب حداً أدنى من تبادل المعطيات لعدم حصول تداخل بين مسار الطائرات. واستخدمت روسيا القاعدة الإيرانية في شن ضربات جوية في سورية للمرة الأولى الثلثاء. ووصفت واشنطن الخطوة بأنها «مؤسفة» وقالت إنها تبحث ما إذا كانت الخطوة الروسية تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يمنع توريد أو بيع أو نقل طائرات حربية لإيران. لكن وزير الخارجية الروسي قال أمس إنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو يمثل انتهاكاً للقرار. وأكد أن موسكو لا تمد إيران بالطائرات. وقال لافروف في مؤتمر صحافي بعدما أجرى محادثات مع موراي مكولي وزير خارجية نيوزيلندا: «هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية».
سياسياً، دافع روبرت مالي مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في شؤون الشرق الأوسط عن رصيد الإدارة في الأزمة السورية، محدداً ثلاثة أهداف لواشنطن هي خفض نسبة العنف، هزيمة «داعش» و «جبهة النصرة» والدفع «في حل سياسي بعيداً من (الرئيس بشار) الأسد». وقال مالي لمجلة «فورين بوليسي» أن منتقدي أوباما «لا يمكن أن يقولوا وبأي نسبة من الثقة بأنه كانت هناك خيارات أخرى لتفادي الكارثة»، وأن «التحرك العسكري كان ليقود لنتائج أفضل أو أسوأ ضد الإرهاب». واعتبر أن الجهود مع روسيا هي باتجاه الأهداف الثلاثة لخفض العنف ضد المدنيين وضرب «النصرة وداعش وإيجاد تسوية بعيداً من الأسد». وأشار إلى أن واشنطن «لا تعول على روسيا» بل «نمتحنها... وإذا كانت روسيا لا تعني ما تقوله وإذا لم تكن قادرة على الضغط على النظام، فنحن لم نخسر شيئاً، فالدعم للمعارضة مستمر والنظام لا يمكنه أن يسود».
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف والرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب أكدا خلال لقائهما في الدوحة «عدم وجود بديل من التسوية السياسية للأزمة التي طال أمدها من خلال الحوار الشامل بين الأطراف السورية، على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي».
وجاء استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية وسط تصاعد القتال للسيطرة على حلب، وفي الوقت الذي تعمل موسكو وواشنطن على التوصل إلى اتفاق في شأن سورية قد يسفر عن تعاونهما في شكل أوثق. وأفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات مستمرة على أشدها بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والمسلحين الموالين في محيط الكليات العسكرية في منطقة الراموسة ومنطقة الـ1070 جنوب غربي حلب، مترافقة مع قصف مكثف للقوات النظامية على مناطق الاشتباكات، واستهداف الفصائل آليات حكومية وتمركزات لها في المنطقة وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
معارك شرسة على أبواب حلب ... وهدوء حذر في الحسكة
لندن - «الحياة» 
صدت فصائل معارضة وإسلامية هجمات عنيفة شنتها القوات النظامية السورية والميلشيات الموالية تحت غطاء من القصف الروسي في جنوب غربي حلب وسط استمرار عمل ممر الراموسة إلى أحياء المعارضة شرق حلب بعد تعرضه لغارات من قاذفات روسية انطلقت من قاعدة إيرانية، في وقت ألقت مروحيات النظام عشرات «البراميل المتفجرة» على مدينة داريا جنوب غربي دمشق. وساد مدينة الحسكة شرق سورية هدوء حذر بعد مواجهات بين مقاتلين أكراد وموالين للنظام السوري.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس إن «فصائل المقاومة السورية تصدت لمحاولة قوات النظام والميليشيات التي تسانده التقدم على محاور الكلية الفنية الجوية وحي النصر 1070 وسوق الجبس بالقرب من الراشدين في مدينة حلب»، لافتة إلى أن القوات النظامية «شنَّت ثلاث هجمات عنيفة على مواقع الثوار، تزامنًا مع عشرات الغارات الجوية الروسية على مدخل حلب الجنوبي الراموسة».
وأضاف «الدرر الشامية» أن المناطق «شهدت معارك عنيفة انتهت بالتصدي لكل محاولات التقدم، وتكبيد قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد، حيث تم تدمير عربة مدرعة قرب الكلية الجوية، فيما قُتل عدد من العناصر على جبهة حي النصر 1070».
وتحاول قوات النظام الميليشيات العراقية بشكل يومي التقدم على حي النصر بالحمدانية، بهدف تأمين المنطقة واستعادة السيطرة على الكليات، لقطع الطريق الواصل من وإلى حلب.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال: «لا يزال مفتوحاً الممر المؤدي من منطقة الكليات بجنوب غرب مدينة حلب، إلى أحياء حلب الشرقية، مروراً بمنطقة الراموسة في أطراف مدينة حلب، والذي تمكنت الفصائل من فتحه في ٦ الشهر الجاري خلال هجومها العنيف على المنطقة»، لافتاً إلى أن «الممر لا يزال يعمل، ولم يتم إغلاقه، بعد تدمير جسر خان طومان الواقع إلى الجنوب من مدينة حلب، بقصف للطائرات الروسية (أول من) أمس حيث سلكت الآليات طريقاً ترابياً مجاوراً للجسر»، في وقت شهدت مناطق سيطرة الفصائل في الراموسة «قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على منطقة الراموسة والممر فيها، ما أدى لاستشهاد سائق وإصابة آخرين بجروح، خلال محاولة قافلة تحمل مواد غذائية عبور الممر».
وكان «المرصد» أشار أمس إلى أنه «ارتفع إلى 10 بينهم مواطنتان وطفل وطفلة وفتى في الثامنة عشرة من عمره، عدد القتلى الذين قضوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب».
وأفاد أمس بان «الاشتباكات مستمرة على أشدها بين قوات النظام المدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفــــصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محيط الكليات العسكرية بمنـــــطقة الراموسة جنوب حلب ومنطقة الـ1070 جنوب غربي حلب، مترافقة مع قصف مكثف لقوات الــنظام على مناطق الاشتباكات، واستهداف الفصائل آليات لقوات النظام وتمركزات لها في المنطقة وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «طائرات حربية شنت غارات على مناطق في مدينة إدلب، ما أدى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، ولا يزال بعض الجرحى بحالات خطرة، بالإضافة لوجود مفقودين».
وواصلت طائرات حربية قصف مناطق في بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي التي تعرضت الى اكثر من مئة غارة منذ إسقاط فصائل معارضة مروحية روسية. وأشار الى تعرض جسر الشغور بين إدلب واللاذقية لغارات عنيفة أمس.
في وسط البلاد، قصفت طائرات حربية أماكن بالقرب من جبل عنتر، الواقع في بادية تدمر، في الريف الشرقي لحمص، بحسب «المرصد» وأشار إلى أن القوات النظامية «قصفت مناطق في بلدتي أم حارتين وعطشان بريف حماة الشمالي الشرقي وسط حالة من التوتر في مناطق سيطرة قوات النظام بريف حماة الغربي، بعد مقتل 5 عناصر من الأمن العسكري في بلدة السقيلبية بريف حماة الغربي، خلال مداهمتهم قرية الخندق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والواقعة في شمال غرب بلدة السقيلبية، بحثاً عن مطلوبين»، قالت مصادر أهلية، أن «قتل العسكريين جاء رداً من ذوي عسكري فار من صفوف قوات النظام قتله عناصر من قوات النظام الأمنية، حيث تجري عمليات مداهمة وتفتيش في القرية من قبل قوات النظام بعد استقدام مؤازرة إلى المنطقة».
في شمال شرقي البلاد، نفذت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركا ضربات على مناطق في قرية خلوف الضعيف في جبل المعزة، في منطقة مركدة بريف الحسكة الجنوبي «ما أدى لاستشهاد مواطن، وإصابة طفل ومواطنة بجروح»، بحسب «المرصد».
على صعيد آخر، قال «المرصد» إنه «لا يزال الهدوء الحذر يسود مدينة الحسكة بعدما شهدت المدينة اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن الداخلي الكردي «(أسايش) من جانب، وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ترافقت مع قصف متبادل بقذائف هاون بين الجانبين، واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات مخلفة 6 قتلى على الأقل من قوات الدفاع الوطني وعدد آخر من الجرحى، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى من قوات أسايش بعضهم إصاباتهم بليغة، وإصابة طفل بطلق ناري خلال هذه الاشتباكات»، في حين سمع دوي انفجارات عدة خلال الأيام الفائتة في منطقة البحرة الخاتونية القريبة من الهول بريف الحسكة الشرقي.
واتهم أهالي من المنطقة «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بتفجير منازل ومحال لعدة أشخاص من أهالي المنطقة، التي لا تزال هذه القوات تمنع أهاليها من العودة إليها بعد مرور أكثر من 9 أشهر على سيطرة هذه «القوات» على المنطقة.
في الجنوب، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 16 عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، وأطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في المدينة» جنوبي غربي دمشق، في وقت «ارتفع إلى 5 بينهم طفلان اثنان ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية». وأفاد لاحقاً بأن مروحيات النظام ألقت «ما لا يقل عن 26 برميلاً متفجراً، على داريا إضافة إلى 14 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام وقصف مكثف من طرفها على مناطق في المدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط المدينة وأطرافها».
المعارضة في حلب تنتزع بلدة الراعي من «داعش»
الزياني: مصير سورية سيكون وثيق الارتباط بالتنظيم ونهاية لعبته
20 قتيلاً في إدلب بغارات روسية وتحذير أممي من كارثة «لم يسبق لها مثيل» في حلب
الرأي...عواصم - وكالات - سيطرت المعارضة السورية على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، بعد معارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال قائد ميداني إن «قواتنا سيطرت اليوم (أول من أمس) على بلدة الراعي، بإسناد مدفعي من الجيش التركي، ومن طائرات التحالف الدولي، وان مقاتلي داعش انسحبوا باتجاه الشرق إلى القرى المحيطة بالبلدة، ومنهم من توجه الى مدينة الباب وجرابلس».
وكانت المعارضة سيطرت على منطقة الصوامع ومحطة القطار وعدد من المواقع المحيطة في البلدة من الجهة الغربية، إلا أن عناصر «داعش» استعادوا ثلاث نقاط، ثم عادت المعارضة لتسيطر على البلدة في شكل كامل.
وفي حلب المدينة، صدّت المعارضة محاولة جديدة لقوات النظام والميليشيات الداعمة لها، لإعادة السيطرة على مناطق انتزعتها المعارضة اخيراً في في بلدة الوضيحي جنوب حلب، باتجاه قرية العامرية وتلة المحروقات المجاورتين، وسط غطاء جوي روسي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل قائد المدرسة الفنية الجوية، وهو ضابط برتبة عقيد، في اشتباكات في محيط الكلية الفنية الجوية في الراموسة ومحيط «مشروع 1070 شقة» جنوب غربي حلب.
وكانت المعارضة أحبطت 4 محاولات خلال الأسبوع الماضي، لتقدم قوات النظام على محاورجنوب حلب، وتحديداً محور منطقة الدباغات.
في المقابل، أفاد الاعلام الرسمي السور بمقتل 12 شخصا، بينهم طفل، جراء قذائف اطلقتها المعارضة على حي صلاح الدين غرب حلب.
وأمس، خرج مستشفى «الريح المرسلة» في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي عن الخدمة، بعد استهدافه بغارات روسية تسببت باشتعال النيران وبدمار كبير فيه.
كما دمرت مقاتلات التحالف الدولي جسر خان طومان، الذي يربط بين ضفتي طريق حلب - دمشق الدولي مع الممر الإنساني الوحيد الذي فتحته المعارضة أخيراً، ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين، بينهم نازحون.
وفي إدلب المجاورة، قتل 20 شخصاً في غارات روسية على المدينة.على صعيد مواز، اعتبرت الولايات المتحدة توجيه مقاتلات روسية، انطلقت من إيران، ضربات جوية في سورية تطورا «مؤسفاً» ولكنه ليس مفاجأة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر: «إنه أمر مؤسف لكن ليس مستغرباً. صراحة، إن ذلك يعقّد وضعا صعبا بالفعل. هذا يبعدنا عما نريده: وقف الأعمال العدائية في كل الاراضي (السورية)، وعملية سياسية في جنيف تؤدي إلى انتقال سلمي».
ونفى الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك، التوصل إلى اتفاق مع موسكو حول تعاون عسكري في سورية، لافتاً إلى «وجود محادثات للتعاون مع روسيا ضد الجماعات الإرهابية»، لكنه دعا إلى «عدم استباق الأمور»، مشدداً على أن أي «تعاون يجب أن يبدأ بتثبيت الهدنة في سورية، وأن تضغط روسيا على النظام في دمشق لوقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة».
وكانت موسكو أعلنت أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا هاتفيا الوضع في حلب وسبل تنفيذ اتفاقهما بشأن تنسيق العمل في سوريا والتوصّل إلى وقف للنار.
من ناحيته، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أنه لا أساس لاتهام روسيا بخرق القرار الأممي 2231 على خلفية نشر قاذفات، تشارك في العمليات الروسية في سورية، في قاعدة همدان الإيرانية.
ونقلت «روسيا اليوم» عن لافروف:»لا توجد أي أسس للاشتباه بأن روسيا تخرق القرار 2231 . ففي هذه الحالة لم يتم توريد أو بيع أو تسليم أي طائرات حربية لإيران».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن مقاتلات لها أقلعت، أول من أمس، من مطار همدان الإيراني، ووجهت ضربات جوية استهدفت مسلحين في محافظات حلب ودير الزور وإدلب في سورية.
من جانبه، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في كلمة في جامعة كامبريدج، خلال افتتاح ملتقى «أبحاث الخليج»، على التزام دول المجلس التعاون بالعملية السياسية في سورية، مشيراً إلى أن مصير سورية سيكون وثيق الارتباط بـ «داعش» ونهاية لعبته.
بدوره، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من «كارثة انسانية» لم يسبق لها مثيل في حلب، داعياً روسيا والولايات المتحدة إلى التوصّل سريعا إلى اتفاق على وقف للنار في المدينة ومناطق أخرى في سورية.
وأبلغ بان مجلس الامن، في أحدث تقاريره الشهرية: «في حلب، نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة انسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري».أضاف: «القتال للسيطرة على الارض والموارد يباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية».
«أمراء الحرب» في دمشق حكام الظل في مناطق النظام... والمعارضة
دمشق - «الحياة» 
بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب، برز في شكل واضح دور «أمراء الحرب» في مناطق القوات النظامية والمعارضة، وباتت لهم الكلمة العليا، ذلك أنهم يتحكمون بالطرقات، وبأمان الناس ولقمة عيشهم.
في وسط دمشق، أصبح عمل شرطي المرور الوقوف في النقطة المخصصة له فقط من دون التعرض للسيارات التي تخالف الإشارات الضوئية، وبات مألوفاً للسائق الواقف على إشارة ضوئية أن يرعبه زمور قوي لمرات متتابعة من سيارة سوداء تقف خلفه، يريد من فيها أن يتم فتح المجال لهم للمرور على رغم أن الإشارة مغلقة... أو أن يتعرض من يقف أمامه للعديد من اللكمات والشتائم.
بالنسبة للشرطي لم يحصل شيء، وفي كثير من الأحيان يعمل على فتح الطريق لهم، فـهو «في غنى عن أن يسمع شتى أنواع الشتائم»، على حد تعبير أحد العناصر، والذي يضيف: «الأمور ضاعت... ثمن الإنسان صار طلقة».
مشهد أخر، يصادفه المرء على الأفران، فالحصول على ربطتي خبر أو ثلاث (ثمن الربطة 50 ليرة سورية) يمكن أن يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات للشخص العادي، ذلك أن الأولوية لعناصر «قوات الدفاع الوطني» التي باتت مادة الخبز تشكل لعناصرها تجارة مربحة على الأرصفة كون الربطة تباع بضعف ما تباع في الفرن.
السقف الأعلى المسموح به للشخص العادي ثلاث ربطات، في حين يحصل عنصر المليشيات على أي عدد يريد، ويمكن أن يحصل كل 15 دقيقة على عشر ربطات، وهو ما يجري فعلاً، وسط صمت مطبق من ثلاثة طوابير (مدني – نساء – عسكري) يصطف فيها الناس أمام ثلاث منافذ للبيع، لأن من يتفوه ببنت شفه «لن يكتفوا بشتمه بل يصل الأمر إلى الاعتداء عليه بالضرب المبرح وطرحه أرضا أمام أعين الناس، وحرمانه من الخبز».
أحد الموظفين انتظر لثلاث ساعات ولم يتمكن من الحصول على الخبر، تمتم بصوت منخفض وهو يغادر: «هم مواطنون من الدرجة الأولى. نحن من الدرجة الثانية. يعتقدون أن خبز الأفران لهم وحدهم. يقولون لنا اشتروا من الرصيف». ويضيف بصوت أعلى بعدما اطمئن لابتعاده عن الفرن: «يمنون علينا أنهم يسمحون لنا بالسكن في المناطق التي يسيطرون عليها».
سطوة ميليشيا «قوات الدفاع الوطني»، طاولت أيضاً محال بيع الوجبات الجاهزة، إذ أصبحت مسألة عدم دفع فاتورة الطعام من قبل عناصر «قوات الدفاع الوطني» أمراً اعتيادياً، ويقول أحد أصحاب تلك المحال: «أن يأكل هو نص مصيبة. أما أن يأكل ويأخذ وجبات لكافة أفراد عائلته مصيبة كبيرة. (سندويشة الشاورما بألف ليرة) بلد ما عاد ينعاش فيها».
مدينة التل في ريف العاصمة الشمالي على طريق دمشق - حمص الدولي، لا تبعد عن العاصمة سوى 14 كيلومتراً، وغدت ملاذاً لما يزيد على المليون شخص فرّوا من القتل والقصف من شتى أنحاء سورية، وهي ترزح منذ حزيران (يونيو) العام الماضي تحت حصار قوات النظام ومليشياته عبر خمسة حواجز تحيط بها. وقام وجهاء بجهود بين التنظيمات المسلحة المعارضة وقوات النظام من أجل إبرام اتفاق تسميه السلطة «مصالحة وطنية» على غرار ما حصل في عدد من المدن والقرى، يؤدي إلى فك الحصار عن المدينة، لكن تلك الجهود وفي كل مرة تبوء بالفشل.
في بداية الأسبوع الماضي، كادت الجهود المبذولة أن تفلح في التوصل إلى اتفاق، إلا أن «الصراع بين الجيش والقوى الأمنية ومليشيا الدفاع الوطني (الجهات التي تشرف على الحواجز المؤدية إلى المدينة)، حال دون التوصل إلى اتفاق وفتح الطرق المؤدية إلى التل»، بحسب معارض من المدينة، يوضح أن الجهة الرافضة من تلك الجهات «تستفيد يومياً بلايين الليرات من السمسرة التي تفرضها على دخول وخروج الناس وكذلك إدخال المواد الغذائية والخضروات والبضائع إلى المدينة». ويضيف: «العمولة تبلغ 100 ليرة سورية على كل كيلو أكل»، ويتساءل: «إذا فك الحصار من أين سيأتون بالمال..؟».
على الضفة الأخرى في مناطق المعارضة، الوضع ليس بأفضل مما هو عليه في مناطق سيطرة النظام، فالتنظيمات المسلحة تتناحر وهمّها الوحيد النفوذ والمال، والمواطن آخر همها، ويقول أحد الخارجين مؤخراً من مخيم اليرموك جنوب دمشق المحاصر من قبل قوات النظام ومليشياته منذ نحو أربع سنوات: «ما يجري في الداخل حرب تصفيات. الفائز يسيطر على كل شيء. يتحكم بكل شيء، مال، ماء، وقود، أكل». ويضيف: «لا مبدأ لهم. عندما تكثر المواد الغذائية يكدسونها، وحين تشح يعرضونها بأسعار خيالية. كيلو الرز وصل في فترات إلى ستة آلاف ليرة وعلبة السجائر إلى 15 ألف. يكتنزون ملايين الدولارات والناس تتخبط بالجوع».
ويتداول خارجون من اليرموك أسماء قادة مجموعات مسلحة كانت في المخيم وباتت الآن في دول مجاورة أو أوروبية، ويتساءل أحد هؤلاء: «من أين خرجوا. الأمر واضح عن طريق أمراء الحرب الذين يتقاضون مئات آلاف الدولارات»، بينما يقول آخر: «هناك من لا يريد لهذا الوضع أن ينتهي لأنه مستفيد. اليرموك محاصر منذ أربع سنوات وقبل أكثر من عام تم إحكام الحصار عليه. أما آن للسلاح الذي بين أيديهم أن ينفذ».
وشهدت في الفترة الأخيرة غوطة دمشق صراعاً على النفوذ ظهر في اقتتال دموي بين «جيش الإسلام» من جهة و»جيش الفسطاس» الذي يضم «فيلق الرحمن» و»جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من جهة ثانية، أدى إلى مقتل المئات من كلا الجانبين، استغل خلالها النظام وحلفاؤه الأمر وسيطروا على عشرات البلدات والقرى هناك.
الغارات الروسية عبر إيران تتواصل
المستقبل... (أورينت.نت، الهيئة السورية للإعلام، كلنا شركاء، فارس، أ ف ب، رويترز، سي إن إن، الجزيرة)
استخدمت روسيا لليوم الثاني على التوالي قاعدة جوية إيرانية في شن ضربات جوية داخل سوريا، رافضة الإشارات الأميركية بأن هذا التعاون العسكري بين موسكو وطهران ينتهك قراراً للأمم المتحدة. وقصفت المقاتلات النفاثة الروسية التي انطلقت من قاعدة همدان شمال غرب إيران، الأحياء المحررة من حلب وكان نصيب إدلب مجزرة جديدة سقط فيها عشرات الضحايا ما بين قتيل وجريح، إثر استهداف الأحياء السكنية بالصواريخ الفراغية .

وانتقدت الولايات المتحدة لليوم الثاني استخدام روسيا قواعد إيرانية لقصف سوريا، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن قانونييها يعكفون على دراسة ما إذا كانت روسيا انتهكت قراراً لمجلس الأمن من خلال استخدامها قاعدة جوية إيرانية لشن ضربات عسكرية داخل سوريا، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة حاسمة بعد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن استمرار استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية لضرب أهداف في سوريا «لا يساعد» في الوصول إلى وقف الاقتتال في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد بين قوات الأسد والمعارضة، واعتبر أن هذا الأمر يعقّد وضعاً متوتراً ومعقداً في الأساس.

وقال تونر إن الخبراء القانونيين بالحكومة الأميركية لم يقرروا بعد ما إذا كان استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي أقر في إطار الاتفاق النووي الإيراني.

ويقيد القرار بعض المعاملات العسكرية بين إيران والدول الأخرى بما في ذلك إمداد وبيع أو نقل التكنولوجيا العسكرية أو تقديم التدريب أو المساعدة المالية المتعلقة باكتساب تقنيات جديدة.

وأوضح المسؤول الأميركي «كما أفهمه (القرار)، فهو لا يقتصر على مجرد إمداد الإيرانيين بأسلحة معينة أو أسلحة هجومية معينة. هو أكثر تعقيدا من ذلك«.

وتابع أنه علاوة على مسألة استخدام روسيا لقاعدة في إيران، فإن ضرباتها الجوية تصيب أهدافاً مدنية في كثير من الأحيان «دون تمييز» وجماعات المعارضة السورية المعتدلة. وأضاف «هذا غير مفيد لأنه.. يستمر في تعقيد وضع خطير بالفعل..، ولذلك لا تزال مخاوفنا قوية للغاية.. نحاول التركيز على.. محاولة إعادة تطبيق اتفاق وقف الاقتتال في سوريا. وهذا لا يساعد في ذلك«.

وأوضح تونر أن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على التنسيق مع روسيا في قتال تنظيم «داعش» لكن «لدينا قضايا معينة نريد حلها» قبل الدخول في مثل هذا الاتفاق. وأضاف «نريد الوصول الإنساني الكامل على الفور.. ولم نحقق ذلك«.

ورفضت موسكو التصريحات الأميركية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أي استياء أميركي بشأن التعاون العسكري بين موسكو وإيران يجب ألا يصرف الانتباه عن الجهود الرامية إلى تطبيق اتفاق أميركي- روسي بشأن تنسيق العمل في سوريا وضمان وقف لإطلاق النار.

وأضاف لافروف أنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي قائلاً إن موسكو لا تمد إيران بالطائرات العسكرية لاستخداماتها الداخلية وهو شيء يحظره القرار.

وقال في مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات مع موراي مكولي وزير خارجية نيوزيلندا «هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية«.

وقال الميجر جنرال الروسي إيغور كوناشينكوف في بيان «ليس من عادتنا تقديم النصح لقيادة وزارة الخارجية الأميركية، لكن من الصعب أن نحجم عن أن نوصي ممثلي وزارة الخارجية بأن يراجعوا منطقهم ويتحققوا من معرفتهم بالوثائق الأساسية الخاصة بالقانون الدولي».

وميدانياً، أفاد ناشطون أن صواريخ فراغية أصابت ثلاث مناطق في مدينة إدلب بينها دورا الكورة ومحيط مستشفى ابن سينا حيث سقط 23 قتيلاً وعشرات الجرحى. كما شمل القصف مدينة سراقب وبلدات أخرى بريف إدلب الذي يشهد تصعيداً انتقامياً من قبل موسكو، منذ أسقطت المعارضة السورية مروحية عسكرية روسية قبل أسبوعين.

وفي حلب، شنت طائرات روسية وسورية منذ الفجر سلسلة من الغارات على أحياء حلب الشرقية وبلدات في الريفين الغربي والجنوبي، ما أسفر عن ضحايا من المدنيين.

وكانت منطقة الراموسة جنوب حلب من المناطق التي تعرضت لأكبر عدد من الغارات، وذلك بهدف غلق الطريق الذي سيطر عليه جيش الفتح وفصائل معارضة أخرى قبل عشرة أيام تقريباً، مما سمح بفك جزئي للحصار عن الأحياء الشرقية من حلب.

وقصفت طائرات روسية بالقنابل العنقودية والفراغية مستشفى «الريح المرسلة» في دارة عزة بريف حلب الغربي لتدمره بشكل كامل، كما قتل شخصان في القصف ولحقت أضرار بسيارات الإسعاف. وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد المستشفيات التي استهدفتها غارات روسيا والنظام السوري في حلب وريفها خلال الأسابيع الأخيرة. وفي وقت سابق، دمرت غارة جوية جسراً في منطقة خان طومان الخاضعة للمعارضة جنوب حلب، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص.

واستهدفت الطائرات الروسية كذلك قرى تلتيتا وكوكو وكوكنايا في جبل السماق بريف إدلب الشمالي، والتي تقطنها عائلات من الطائفة الدرزية. وقال الناشطون إن طيران النظام أغار أيضاً على أطراف مدينة سراقب، وبلدات التح، وحيش، وزردنا، ورام، وحمدان، ومنطف وقرية المزرعة، ما أحدث دماراً كبيراً.

وعلى الرغم من الغارات المتواصلة، تمكن ثوار حلب أمس من التصدي لقوات الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، التي حاولت التقدم على جبهات عدة في حلب، وذلك بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الأخيرة، من بينهم قائد الكلية الفنية الجوية التابعة للنظام العميد ديب بزي.

وقال ناشطون إن قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الطائفية وبغطاء جوي روسي حاولت اقتحام الكلية الفنية الجوية ومشروع 1070 شقة، إلا أن الثوار استطاعوا التصدي لها وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

كما دارت اشتباكات بين الطرفين في بلدة الضويحي، ومنطقة أرض الجبس، وبالقرب من تلة المحروقات، قُتل وجُرح خلالها عدد من عناصر قوات الأسد والميليشيات الطائفية.

وأفاد ناشطون بمقتل عدد من عناصر الميليشيات الشيعية خلال إحباط «جيش الفتح» محاولتها التقدم من مواقعها في بلدة الوضيحي، باتجاه قرية العامرية وتلة المحروقات المجاورتين.

وكانت فصائل «جيش الفتح» أحبطت 4 محاولات للميليشيات الشيعية خلال الأسبوع الماضي، للتقدم على محاور عدة في جنوب حلب، وتحديداً محور الدباغات، بينما شنت هجوماً واسعاً قبل أيام على معمل الأسمنت في منطقة الراموسة جنوبيّ حلب، كبرى معاقل الميليشيات الشيعية في المدينة.

وشن طيران النظام وروسيا غارات جوية مكثفة على أحياء الفردوس، والهلك، والصاخور، والراموسة، والسكري، والشيخ سعيد، ومساكن هنانو وطريق الباب، ما أحدث دماراً هائلاً. كما أغار الطيران على كل من مدينتي حريتان وعندان، وبلدات كفرجوم، وابين، وتقاد، وأورم الكبرى، وكفرناها، وريف المهندسين وبزاعة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

وفي حلب أيضاً، أعلنت فصائل من الجيش السوري الحر أمس سيطرتها على كامل بلدة الراعي الاستراتيجية والحدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أيام مع تنظيم «داعش«، أسر الثوار خلالها عدداً من عناصر التنظيم.

وفي ريف دمشق، قتل أربعة مدنيين على الأقل بينهم طفلة جراء غارة للنظام السوري على مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية.

وفي درايا بريف دمشق، قال المجلس المحلي للمدينة إن طائرات النظام واصلت قصف المدينة بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن إضرام حرائق، كما لحق دمار كبير بالمستشفى الميداني ومركز الدفاع المدني ومنازل المدنيين وممتلكاتهم.

في غضون ذلك، برزت تناقضات في المواقف الرسمية للنظام الإيراني بشأن استخدام طائرات روسية للمرة الأولى لقواعدها العسكرية منذ ثورة العام 1973.

وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني إن إيران لم تمنح قاعدة عسكرية لروسيا أو أي دولة أخرى، معتبراً تعاون إيران مع روسيا كحليف في قضايا المنطقة مثل سوريا لا يعني منحها قاعدة عسكرية.

وفي تصريح أدلى به خلال اجتماع المجلس للرد على التساؤلات المطروحة من قبل النائب حشمت الله فلاحت بيشة، قال لاريجاني إن «إيران لم تضع أي قاعدة تحت تصرف أي دولة. إن تعاوننا مع روسيا كحليف في قضايا المنطقة مثل سوريا، لا يعني أننا منحنا روسيا قاعدة من الناحية العسكرية، ولو طرح أحد الموضوع بهذه الصورة فهو كلام مرفوض«.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي أن تحليق الطائرات الحربية الروسية من قاعدة نوجة الجوية في همدان غرب إيران يأتي وفقاً لقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وفي إطار التعاون الرباعي بين إيران وروسيا وسوريا والعراق.
تقرير حقوقي: الساحة الحمراء تُصبغ بالدم السوري
 (زمان الوصل)
سجل تقرير حقوقي أن القوات الروسية قتلت 2704 مدنيين سوريين، بينهم 746 طفلاً، و514 امرأة، وذلك منذ تدخل تلك القوات لمساندة نظام بشار الأسد في 30 أيلول 2015 حتى 1 آب 2016.

التقرير، الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحت عنوان «السَّاحة الحمراء في روسيا تُصبغ بالدَّم السوري»، استعرض أبرز الحوادث التي تم توثيقها سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية أو في مناطق سيطرة تنظيم «داعش».

وأكد التقرير أن العدد الأكبر من الضحايا كان في محافظة حلب 1178 مدنياً، تلتها محافظة إدلب 652 مدنياً، ثم دير الزور 331 مدنياً.

واستندت الشبكة السورية في تقريرها إلى عمليات المراقبة والتوثيق اليومية، إضافة إلى التحدث مع ناجين من الهجمات أو مع أقرباء للضحايا أو مع شهود عيان على الحوادث حيث استعرض التقرير 15 رواية.

واتهم التقرير القوات الروسية بأنها خرقت بشكل لا يقبل التشكيك قراري مجلس الأمن 2139 و2254، وبيان وقف الأعمال العدائية 27 شباط 2016 في أبشع صورة ممكنة، وبشكل رئيس جريمة القتل العمد المادة الثامن من قانون روما الأساسي، ما يُشكل جرائم حرب.

كما أكد أن القصف قد استهدف أفراداً مدنيين عُزّلا، وبالتالي فإن القوات الروسية انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة، إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة.

وورد في التقرير الذي جاء في 18 صفحة أنه تم رصد انخفاض في وتيرة القصف الروسي منذ تطبيق اتفاقية وقف الأعمال العدائية في 27 شباط الماضي حتى انقضاء يوم واحد من إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تأجيل مشاركتها في مباحثات جنيف في 19 نيسان 2016، لتعاود القوات الروسية قصفها المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية، خاصة في حلب وإدلب، حيث شنَّت حملة عسكرية على مدينة إدلب في نهاية أيار 2016، تسببت في نزوح عشرات الآلاف من السكان، كما سعت تلك القوات لدعم تقدم قوات النظام في حلب لحصار الأحياء الشرقية.

وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «لم تَقم الحكومة الروسية أو البرلمان الروسي حتى الآن بالمطالبة بإجراء تحقيق واحد في جميع تلك الجرائم، بل لم يطرح أحد ذلك مطلقاً، وهذا مؤشر صارخ على حجم الاستهتار بحياة السوريين الذين قتلتهم القوات الروسية خلال عملياتها العسكرية في سوريا».

وأضاف «لقد طالبنا سعادة السفير الروسي السيد بوغدانوف في مقر البعثة الروسية بنيويورك بضرورة فتح تحقيقات جدية مستقلة في جميع الحوادث التي يُعتقد أن القوات الروسية متورطة بها».

وطالب التقرير مجلس الأمن بإيجاد حلول في حال انتهاك قراراته من قبل أنظمة مارقة كالنظام السوري، ومن قبل عضو دائم فيه كروسيا الاتحادية.

وأوصى بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بما فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه بارتكاب جرائم حرب، وطالب التقرير أيضاً بإحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين، لحفظ أرواح السوريين وتراثهم وفنونهم من الدمار والنهب والتخريب.

وأكد التقرير على ضرورة قيام الحكومة الروسية بفتح تحقيقات جدية في المجازر التي يُحتمل أن قوات تابعة لها قد نفذتها والتوقف عن استخدام أسلحة محرمة دولياً حتى في حالة الحرب كالذخائر العنقودية.

كما شملت توصيات التقرير مطالبة المفوضية السامية بتقديم تقرير إلى مجلس حقوق الإنسان وغيره من هيئات الأمم المتحدة عن هذه الحوادث الضخمة الموثقة ضمنه.

ودعا إلى تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، بعد أن تم استنفاد الخطوات السياسية عبر اتفاقية الجامعة العربية ثم خطة كوفي عنان، وبالتالي لابد من اللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب ما جاء في التقرير.
أطفال مضايا المرضى يدفعون ثمن الحصار
اللواء..(ا.ف.ب)
 قبل شهر تجاوزت حرارة الطفل يمان الاربعين درجة، ليصاب بعدها بتشنج في جسده وهلوسة جعلته طريح الفراش على مرأى والديه اللذين لا يجدان الا المسكنات لتخفيف ألمه في بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق.
 ويمان عز الدين البالغ من العمر عشر سنوات، هو احدى الحالات الطبية التي تحتاج الى اجلاء عاجل من بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام السوري وحلفاؤها في ريف دمشق، وسبق للامم المتحدة ان اعلنت قبل اسبوع استعدادها لاخراجهم فورا لتلقي العلاج اللازم.
 ويروي علاء عز الدين، والد الطفل عبر الهاتف من بيروت ان حرارة يمان تجاوزت لايام «الاربعين درجة. وضعنا له الكمادات والمياه الباردة من دون جدوى»، مضيفا «بعدها اصيب بآلام في الرقبة وتشنج في الظهر وبحالة من الهلوسة الدائمة. لم يعد يعرفنا وبات ينزعج كثيرا من الضوء».
ويتابع الوالد بتأثر بالغ: «لا يكف عن الصراخ من شدة الالم. يتلوى ابني امام اعيننا ولا نتمكن ان نفعل له شيئا. ليس بمقدورنا سوى اعطائه اكثر من ثلاث حبوب مسكنة في اليوم الواحد».
ويشرح الطبيب محمد درويش (25 عاما) الذي يتابع حالة يمان لفرانس برس عبر الهاتف «عالجناه في البداية باعتبار ان العوارض التي اصابته تدل على التهابات السحايا، تحسن لفترة قبل ان ينتكس مجددا وهو الان لا يستجيب لاي علاج». ومنذ احكام قوات النظام وحزب الله اللبناني الحصار على مضايا الصيف الماضي، بات درويش المتخصص في طب الاسنان يعمل مع اثنين من زملائه، احدهما بيطري والاخر طبيب اسنان، في علاج شتى انواع المرضى داخل المستشفى الميداني الوحيد في البلدة في ظل النقص في الادوية والمعدات والتجهيزات.
وتحاصر قوات النظام وحزب الله اللبناني مضايا المجاورة لمدينة الزبداني منذ عامين قبل ان تحكم حصارها بشكل مطبق العام الماضي، تزامنا مع احكام فصائل مقاتلة منضوية في «جيش الفتح» سيطرتها على محافطة ادلب وحصارها بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام.
وتحولت البلدة، التي تؤوي اكثر من اربعين الف شخص الى رمز لمعاناة المدنيين في سوريا بعد وفاة اكثر من ستين شخصا بينهم اطفال جراء الجوع وسوء التغذية. وبرغم ادخال الامم المتحدة اليها قوافل عدة من المساعدات العام الحالي لكنها ظلت غير كافية.
ويوضح درويش: «هناك 14 حالة (بينها يمان) في البلدة بحاجة لاجلاء فوري بسبب تعذر علاجهم هنا»، محذرا من انه في «كل يوم تأخير يزداد الوضع سوءا».
ويعمل درويش وزميلاه على علاج هذه الحالات، وبينها 13 طفلا لا تتخطى اعمارهم العشر سنوات، بما هو متوفر لديهم من مستلزمات وادوية في «غياب كامل لاجهزة التصوير والاشعة والتحاليل اللازمة لتشخيص العوارض المتقدمة التي يشكو منها المرضى» على حد قوله.
 تعاني بيسان الشماع التي بالكاد بلغت عامها الاول من تسمم في الدم جراء تناولها وهي رضيعة حليبا مغشوشا ممزوجا بمادة الجبص، بحسب الطبيب.
ونشرت صفحة مضايا على موقع فيسبوك التي يديرها الناشط الاعلامي عبد الوهاب احمد، وهو مسعف يتعاون مع منظمة «اطباء بلا حدود» صورة لبيسان يبدو فيها رأسها اكبر من جسدها لكثرة ما هو هزيل.
وظهر في صورة اخرى الطفل اسامة علوش (6 سنوات) مرتديا سروالا داخليا اصفر اللون وجسده نحيل للغاية حتى ان عظام قفصه الصدري بدت بارزة.
وتعد نسرين الشماع (22 عاما) من الحالات الاكثر الحاحا بعدما فقدت بصرها واصيبت بشلل نصفي لتعذر اجراء التحاليل الضرورية لتشخيص وضعها الصحي المتازم، وفق درويش.
وفي بيان نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك امس، ناشدت الهيئة الطبية في مضايا الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري وكل المعنيين «الضغط على الاطراف المعنية» للسماح بتلقي الحالات الملحة الرعاية الطبية اللازمة.
 وحذرت من ان الوضع «يزداد سوءا» حيث يشكو سكان البلدة كافة من فقر في الدم ونقص في الكالسيوم، مشيرة الى رصدها 45 حالة تيفوئيد.
وكان الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا اعلن الخميس في مؤتمر صحافي في جنيف استعداد الامم المتحدة لاجلاء 16 حالة طبية ملحة من مضايا بينهم الطفلة غنى قويدر التي اخرجها الهلال الاحمر السوري الاحد، وحالتين من بلدة الفوعة.
 وتشكل مضايا مع مدينة الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا اربع مناطق تم التوصل فيها الى اتفاق في ايلول بين النظام السوري والفصائل المقاتلة باشراف الامم المتحدة يتضمن وقفا لاطلاق النار.
 وينص على وجوب ان تحصل كافة عمليات الاجلاء وادخال المساعدات بشكل متزامن. ويقول الطبيب درويش «هذا الاتفاق سيء من الناحية الانسانية».
 وتساءل «ما ذنب الاطفال اذا اصيبوا او تعرضوا للمرض وما علاقتهم بالثوار او النظام؟». وفي الاطار ذاته، يقول المسعف احمد «نتواصل كهيئة طبية وناشطين مدنيين مع الامم المتحدة والهلال الاحمر ليتم الضغط على كل من النظام وجيش الفتح» لاجلاء حالات بشكل متزامن.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتقاتلة كافة.
 ويعيش بحسب الأمم المتحدة نحو 600 الف شخص في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام.
 وازاء الوضع الطبي المأساوي في مضايا، يقول والد يمان «لا اعرف لمن اتوجه، اناشد العالم كله، الامم المتحدة والهلال الاحمر التدخل وايجاد علاج لابني». ويضيف بصوت مخنوق «اخشى ان يصيبه شيء اذا تأخر علاجه». ويردد باللهجة المحكية «الله لا يلوع قلب حدا على ولده».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,714,881

عدد الزوار: 7,001,249

المتواجدون الآن: 69