السنيورة: أنترك الراية العربية لإيران وميليشياتها أم للإرهاب؟....اختبار فرنسي لإيران في تأييد رئيس توافقي والفاتيكان يتعهد تعديل موقف عون

لبنان يُطلق اليوم خطة الاستجابة للأزمة وإلياسون في بيروت ولا مبادرات لدى الموفدين..إطلاق عضو في "هيئة العلماء" بعد توقيفه و4 سوريين أحدهم يحمل حزاماً ناسفاً

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 كانون الأول 2014 - 7:19 ص    عدد الزيارات 1662    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان يُطلق اليوم خطة الاستجابة للأزمة وإلياسون في بيروت ولا مبادرات لدى الموفدين
النهار..
محطتان بارزتان في بيروت اليوم: الاولى إطلاق خطة لبنان للاستجابة للأزمة، بدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والمنسق المقيم لنشاطات الامم المتحدة والشؤون الانسانية في لبنان روس ماونتن، في رعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السرايا الحكومية، وفي حضور نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون.
وعرض الوزير درباس لـ"النهار" لأهمية الخطة فقال: "اننا نأمل في رصد 37 في المئة من مجمل الدعم المالي من الدول المانحة للاستقرار اللبناني، وقد ارتكزنا على هذه المعادلة المالية انطلاقاً من خريطة الطريق التي اعدتها الحكومة عن الحاجات المالية للبنانيين، ولتوفير الدعم المالي لقطاعات التربية والصحة والكهرباء وسواها".
وحذّر من تداعيات توقف برنامج الغذاء العالمي في نهاية الشهر الجاري عن توفير التموين للاجئين السوريين في لبنان. وقال: "تمكنت الحكومة من توفير الدعم المالي من المملكة العربية السعودية لتغطية نفقات التموين الغذائي للاجئين السوريين لشهر كانون الاول".
والمحطة الثانية، حركة اتصالات ولقاءات يجريها الياسون في بيروت مدة يومين، أبرزها لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للبحث في ملف الاستحقاق الرئاسي وانهاء ازمة الشغور في الموقع الاول بالدولة.
لكن مصدراً وزارياً تحدث الى "النهار" لم يبد تفاؤلاً كبيراً بحركة الموفدين الدوليين اذ رأى "ان طهران ودمشق الممسكتين بجزء من هذا الملف عبر حلفائهما في الداخل، وفي طليعتهم "حزب الله"، غير مستعجلتين لتقديم تنازلات على هذا الصعيد، خصوصا ان زوار دمشق ينقلون عن مسؤولين هناك عدم اقتناعهم بأي من الاسماء المطروحة حتى الان والتي يمكن ان تسمى توافقية".
جعجع الى السعودية
في المقابل، علمت "النهار" ان الزيارة المفاجئة التي قام بها أمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للرياض ذات صلة بالمعطيات الاخيرة على صعيد استحقاق الانتخابات الرئاسية، وهو سيلتقي في السعودية الرئيس سعد الحريري، الى عدد من كبار المسؤولين السعوديين. وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ"النهار" إن هذه الزيارة تتزامن مع تحرك الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو في اتجاه طهران اليوم، والرياض لاحقا، بعد جولة مشاورات قام بها في بيروت، وهي تتقاطع مع تحرك روسي مماثل. ولفتت الى ان محادثات وزيريّ خارجية الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف تناولت الوضع اللبناني من خلال التركيز على الملف السوري. وفهم ان التحرك الفرنسي غير البعيد من المظلة الدولية والاقليمية أثار تساؤلات عند أفرقاء محليين معنيين بالاستحقاق الرئاسي انطلاقا من أن ثمة تحضيرا يجري لإنضاج مخرج من المأزق الرئاسي قد لا يكون مواتيا لحسابات هؤلاء.
العسكريون المخطوفون
ومن المتوقع ان تتحرك مجدداً مجموعة ملفات في مقدمها ملف العسكريين المخطوفين الذي شهد تجميداً ملحوظاً خلال سفر رئيس الوزراء الى فرنسا، ويترافق الاهتمام به مجدداً مع الاعتصام الموسع الذي نفذه الاهالي مع عدد من النقابات والمنظمات الشبابية الحزبية، أمس، في مرور اسبوع على قتل الدركي علي البزال. وكان الاهالي زاروا السبت المختارة حيث أعاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تكليف الوزير وائل ابو فاعور اجراء مشاورات مع القيادات السياسية من اجل بت مسألة التفاوض. لكن مصدرا في "هيئة علماء المسلمين" أبلغ "النهار" ان الهيئة بدأت تحركاً تفاوضياً بناء على طلب الاهالي ومن أجل حقن الدماء، لكنها لم تحصل على تفويض رسمي من الحكومة، وربما لن تحصل عليه لان "حزب الله" المشارك فيها يؤيد مبدأ المقايضة، لكنه يرفض التفويض الرسمي للهيئة التي يعتبرها وسيطا غير نزيه وغير محايد.
وعن الشيخ حسام الغالي الذي قبض عليه الجيش، وفي رفقته أربعة سوريين أحدهم مزنر بحزام ناسف، الى كمية من السلاح، روى المصدر "ان الشيخ الغالي كان متوجهاً للقاء مسؤولين في "جبهة النصرة" في جرود عرسال لطلب تعهد لعدم قتل العسكريين، وان مسؤولي "النصرة" ضربوا له موعداً وحددوا له مرافقين لاصطحابه الى الجرود، ولم يكن يعرفهم ولا يملك صلاحية تفتيشهم، مما استدعى اطلاقه لاحقاً. لكن الغالي تحدث ليلا فقال ان تحركه كان منسقا مع اجهزة امنية لبنانية، وان السلاح الذي كان في السيارة مرخص لمرافقيه، باستثناء الحزام الناسف الذي يعود الى الوسيط السوري. ومن المقرر ان تعقد الهيئة مؤتمراً صحافياً اليوم لشرح الملابسات، علما ان الغالي ينتمي الى "الجماعة الاسلامية" والهيئة معاً.
ولم تسم قيادة الجيش في بيانها الموقوفين السوريين، لكن معلومات أوردت ان المزنر بحزام ناسف هو الشيخ السوري محمد حسين يحيى أحد اعضاء "هيئة العلماء المسلمين" في القلمون، وأحد المقربين من زعيم "النصرة" في القلمون أبو مالك التلي.
 
وقفة تضامنيّة مع العسكريّين المخطوفين في رياض الصلح "الحراك المدني" حاوَل منع غاريوس من الكلام
النهار...عباس الصباغ
لولا الحركة الاستعراضية التي قام بها عدد لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة من "الحراك المدني للمحاسبة" عبر محاولتهم منع ممثل العماد النائب ميشال عون النائب ناجي غاريوس من القاء كلمته امس، لكانت الوقفة التضامنية مع اهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية المسلحة في جرود عرسال اضخم تحرك منذ خطف العسكريين قبل 135 يوماً.
الوقفة التضامنية قبالة السرايا الحكومية شارك فيها سياسيون وحزبيون وممثلون لمنظمات شبابية ووفد من المنظمة العالمية لحقوق الانسان وفرقة كشافة تابعة لـ"حزب الولاء" واهالي محرري اعزاز وحشد من اهالي العسكريين وذوي شهداء الجيش في عرسال وجرودها.
بعد آي من القران والنشيد الوطني، تحدث عدد من اهالي العسكريين مطالبين بالتعجيل في الخطوات للافراج عن أبنائهم.
ولفت رئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا الى أن "لبنان والوطن يقوم على 3 دعائم أساسية هي الشعب والارض والقوى الامنية، وعلى رأسها الجيش، فاذا سقط الشعب سقط الجيش، واذا سقط الجيش سقطت الارض، فلا يبقى لنا وطن"، مشددا على "ضرورة أن نسمع الشعب والامه وهمومه، ومن لا يسمع الشعب لا يستحق السلطة ولا يستحق أن يكون مسؤولا عن الشعب".
وشدد على أن "اللامبالاة تقتل أكثر من الموت والذبح، ودوركم ايها المسؤولون أن تكونوا مع الجيش والقوى الامنية، فبفضلهم يبقى لبنان"، داعيا اللبنانيين والقوى الأمنية الى "تشكيل فريق يهتم مع الاهالي بعودة الاسرى وتشكيل حكومة ظل كي لا تنام حتى يعود كل أسير، وهكذا يقوى لبنان".
ثم كانت كلمات لمنظمات شبابية، وتلتها كلمة لممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عباس زغيب الذي حض الحكومة على الاسراع في التفاوض لاطلاق العسكريين. وطالب "الحكومة بموقف موحد بعيداً من المناكفات السياسية والمصالح الشخصية، وان تعمل خلية الازمة بجد مع كل من يساهم في انهاء هذه المعاناة". وتوجه الى الحكومة "اذا لم تكن على قدر المسؤولية فلتغادر".
غاريوس "نحن معكم"
وبعد كلمة للمتحدث باسم الاهالي عمر حيدر، توجه النائب غاريوس الى المنبر، وعندها اعترض ثلاثة اشخاص من "الحراك المدني" وطالبوه بالابتعاد. وبعد هرج ومرج واصرار من اهالي العسكريين على الاستماع الى كلمة عضو "تكتل التغيير والاصلاح"، ومناشدة والدة الشهيد علي البزال غاريوس العودة الى المنبر، اكد أن "الحكومة هي المسؤولة عن ملف العسكريين الرهائن، ويجب أن يبحثوا في هذا الملف بطريقة غير علنية"، مشددا على أنه "لو كان البحث العلني يفيد لكنا وصلنا الى نتيجة منذ زمن". ولفت الى أن "الحكومة مجبرة على انتقاء موفد واحد ليحاور بطريقة غير مكشوفة"، موضحا أن "الذي أتى والقى كلمة على هذا المنبر ليس فقط هو من يتضامن معكم، فالشعب اللبناني كله معكم، ونحن معكم". وسألت "النهار" بعض اهالي العسكريين عن سبب محاولة منع غاريوس من القاء كلمته فأكدوا انهم يرحبون بكل من يتضامن معهم وانهم يستنكرون ما حدث، وكانوا طلبوا من "الحراك المدني" عدم التشويش على الاعتصام.
ثم تحدث رامز البزال والد الشهيد علي البزال، فأكد ان دم ابنه لن يذهب هدراً. وكانت كلمة لملكة جمال الشرق الاوسط ولسفير المنظمة العالمية لحقوق الانسان علي عقيل خليل. واختتمت الوقفة التضامنية بكلمة لحسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد، شكر فيها كل من تضامن مع الاهالي، وناشد الحكومة اعادة المخطوفين.
وكان وفد من اهالي العسكريين التقى النائب وليد جنبلاط اول من امس واعلن تفويضه بالكامل حل العقد والعقبات لإنهاء الملف وعودة المخطوفين بسلام، بالتعاون مع رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة تمام سلام.
 
إطلاق عضو في "هيئة العلماء" بعد توقيفه و4 سوريين أحدهم يحمل حزاماً ناسفاً
المصدر: بعلبك – "النهار"
أوقفت عناصر حاجز للجيش على معبر وادي حميد في بلدة عرسال، العضو في "هيئة علماء المسلمين" الشيخ حسام الدين الغالي، وكان يرافقه داخل سيارته وهي جيب "نيسان أرمادا" أربعة سوريين عرف منهم الشيخان محمد المحمد ومحمد يحيى، على اثر العثور على حزام ناسف وقنابل يدوية داخل سيارة الغالي.
ولدى وصول الغالي الى حاجز وادي حميد على اطراف بلدة عرسال متوجهاً الى المنطقة الجردية حيث يتمركز المسلحون، وهو المعبر الوحيد الذي يمكن الوصول من خلاله الى الجرود بعد اقفال بقية المعابر وخضوع المارة عليه لتفتيش دقيق، وخلال تفتيش سيارة الغالي عثر على قنبلتين يدويتين وأسلحة فردية، مما استدعى تفتيش المرافقين ليتبين ارتداء محمد يحيى حزاماً ناسفاً كان ملفوفاً على خاصرته، فأوقف الجميع، واحيلوا على ثكنة أبلح للتحقيق.
وأوضح بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش أن بين الموقوفين السوريين اثنين مطلوبين وضبط مع أحدهم حزام ناسف، إضافة إلى ضبط قنبلتين يدويتين وثلاث بنادق حربية وأربعة مسدسات وكمية من الذخائر وجهاز اتصال.
وعملت قوى الجيش على تفجير الحزام الناسف، فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص.
وليل أمس أعلن عن إطلاق الشيخ الغالي بعد الاستماع إلى إفادته.
 
السنيورة: أنترك الراية العربية لإيران وميليشياتها أم للإرهاب؟
بيروت - «الحياة»
دعا رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة الى «العمل على تعزيز مؤسساتنا وتأكيد عنصر الحوكمة فيها وأيضاً على مبدأ تداول السلطة». وسأل: «لمن نترك نحن العرب الراية العربية في فلسطين، إلى إيران وميليشياتها، أم الى التطرف الديني والإرهاب؟ إن استعادة الوعي الفلسطيني والعربي كله وقف على استعادة الوعي بقضية فلسطين والقدس».
كلام السنيورة جاء في احتفال اقامته مؤسسة «التعاون» تكريماً لرئيس مجلس ادارة شركة «سي سي سعيد خوري» في عمان، في حضور حشد من الشخصيات العربية والاردنية والفلسطينية، اشار فيه الى ان «خوري من رجال فلسطين الكبار، وعاش على قدسية قضية فلسطين واسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني، وهو لذلك بنى قناعاته على أساس تمسكه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة للشعب الفلسطيني».
ولفت السنيورة الى ان «الأمة العربية تعاني ضياع الأولويات التي تحددت وتشكل على أساس منها الوعي العربي العام بعد نكبة العام 1948 والأولويات كانت النضال من أجل تحرير فلسطين، وقد آل هذا النضال الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على حدود العام 1967. وعلى هذا كانت المبادرة العربية للسلام (2002) التي حددت مرتكزات حل الصراع العربي- الإسرائيلي والتي لم تحظ بما تستحق من اهتمام ودعم ومتابعة لا من قبل الجامعة العربية ولا من قبل الدول التي عملت على طرحها وكان يفترض بها الترويج لها.
وربما لذلك لم تحظ هذه المبادرة أيضاً بالاهتمام من قبل دوائر القرار الدولي ولا من قبل المجتمع الدولي».
وقال: «الجامعة العربية لم تكن في السنوات الاربع الماضية على مستوى الهول الذي نزل وينزل بالعرب الذين ينقسمون اليوم على ولاءات لدول غير عربية في المنطقة وخارجها.
هذا فضلاً عن استظلالهم جميعاً إحدى القوى الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية. والمصيبة أنه عندما يذكر العرب اليوم في العالم يذكرون مقرونين بالقاعدة أو داعش، أو باعتبارهم خطراً على أمن العالم واستقراره».
وأضاف: «أما ثانية الأولويات فتتمثل بإقامة أنظمة الحكم الرشيد في فلسطين وفي كل البلدان العربية التي ابتليت بالعسكريين والأمنيين الطامحين للإمساك بالسلطة وليس لإقامة الحكم المتبصر. وقال: «أما رابعة الأولويات فهي التكتل العربي، فلا نستطيع الإطلال على العالم والمشاركة في تقدمه من دون تكتل، وتكامل عربي. وهي تجارب خاضتها أمم وشعوب ونجحت فيها، فلنبادر لننجح».
وزاد: «أما خامسة الأولويات فهي الإصلاح الديني. لقد حدثت في أوساطنا انشقاقات دينية. وهي ناجمة عن التراجع الفكري والثقافي. لكنها ناجمة أيضاً عن فشل الدولة الوطنية العربية في مرحلتها العسكرية والأمنية.. نحن نقاتل منذ عقود على جبهة مواجهة العدو الصهيوني، وعلى جبهة منع الاختراقات من دول الجوار، وعلى جبهة الغلبة الدولية، والآن على جبهة مواجهة التطرف والإرهاب باسم الإسلام. وهذه الجبهة الأخيرة هي أخطر الجبهات».
 
اختبار فرنسي لإيران في تأييد رئيس توافقي والفاتيكان يتعهد تعديل موقف عون
الحياة...بيروت - محمد شقير
يفترض أن يشكل الحوار المرتقب بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» حافزاً للقيادات المسيحية للدخول في حوار مباشر لعله ينتج تفاهماً يدفع في اتجاه التوافق على رئيس جديد للبنان، خصوصاً أن بعض هذه القيادات أخذت تتصرف كأن هذا الحوار المنتظر سينتهي بصفقة ثنائية بين السنّة والشيعة ستكون مرجحة في انتخاب الرئيس، مع أنها تدرك سلفاً أن سقفه لن يتجاوز تنظيم الاختلاف بينهما وسيبقى محصوراً في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي.
وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات الجارية لبدء الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله»، أنها لا تستبعد إمكان انعقاد الجلسة الأولى قبل نهاية العام الحالي مع أن لا شيء محدداً حتى الآن، بانتظار عودة نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري من الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت المصادر نفسها أن تحديد الموعد النهائي لبدء الحوار الذي يواكبه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من خلال معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، يتوقف على التفاهم على جدول أعماله ومكان انعقاده والمشاركين فيه، وقالت إن انعقاد الجلسة الأولى من الحوار قبل نهاية هذا العام يمكن أن يشكل مناسبة لخفض منسوب التوتر بين الطرفين على قاعدة إقرارهما بضرورة ربط النزاع بينهما حول نقاط الاختلاف وأبرزها: سلاح «حزب الله» في الداخل ومشاركته في القتال في سورية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والخلل في تطبيق الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، وأخيراً «سرايا المقاومة» المدعومة من الحزب، والتي تسببت أخيراً بإشكال مع شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في حي التعمير في صيدا.
ولفتت المصادر عينها إلى أن الحوار يمكن أن يؤدي إلى التداول في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية من دون أن يثمر أي تبدل في موقف الطرفين من هذا الملف. وقالت إن مقاربته تبقى في حدود ضيقة لئلا «تستفز» بعض الأطراف المسيحيين الذين يمكن أن يستغلوها للتحريض عليها من زاوية أنهما يحتكران القرار في حسم الملف الرئاسي.
وسألت هذه المصادر عن الأسباب التي تمنع الأطراف المسيحيين من الحوار، مع أن الحريري كان نصح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون عندما التقاه منذ حوالى السنة، بضرورة قيام حوار مسيحي - مسيحي لأن لا شيء يمنع من حصوله.
واستغربت المصادر تردد عون في فتح حوار مع المسيحيين بالتوازي مع حواره مع «المستقبل»، على رغم أنه لم يترك تهمة إلا ألصقها به.
وكشفت أيضاً أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نصح الوزير جبران باسيل بضرورة التسريع في الحوار المسيحي - المسيحي، وأبلغه بأن المملكة تدعم أي توافق بين القيادات المسيحية حول رئاسة الجمهورية. وقالت لا صحة لما يتردد من حين إلى آخر بأن الرياض تضع «فيتو» على انتخاب عون رئيساً للجمهورية. وتابعت المصادر أن عون لم يكترث للنصائح التي أسديت له وكان آخرها من الحريري الذي أكد له أن لا «فيتو» من جانبه على ترشحه للرئاسة، وأنه يدعم كل ما تتفق عليه القيادات المسيحية في هذا الشأن، لكنه اعتبر أن كل من يدعمه في ترشحه يضع «فيتو» على وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
ولفتت إلى أن أي حوار لا تكون فيه القيادات المسيحية حاسمة في قرارها حيال رئاسة الجمهورية سيبقي على التوازن في البلد هشاً وإن كان يؤدي إلى تبريد الأجواء. وقالت إن نجاح الحوار يتطلب إخراج ملف الرئاسة من التأزم والمراوحة لأن أي خطوة أخرى ستبقي على الشلل المسيطر على حكومة الرئيس تمام سلام التي ما زالت عاجزة عن التصدي لعدد من القضايا العالقة وأصبحت بمثابة هيئة رسمية لإدارة الأزمة بسبب تعدد الرؤوس فيها الذي سمح لأي وزير بأن يكون له حق الـ «فيتو» حتى في الأمور العادية.
ورأت أن وضع البرلمان ليس أفضل حالاً من الحكومة، مبدية تفهمها لامتناع أطراف مسيحيين عن حضور الجلسات المخصصة للتشريع لئلا يسود الرأي العام في لبنان انطباع بأن الأمور ماشية في البلد وأن لا شيء يعيق تسييرها على أحسن ما يرام في ظل الفراغ السائد في سدة الرئاسة الأولى.
واعتبرت المصادر أن البرلمان سيواجه مشكلة تتعلق بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، ما لم يسبقه انتخاب الرئيس، وقالت إن هناك شبه إجماع على ترحيل إقرار القانون إلى ما بعد انتخاب الرئيس، وعزت السبب إلى أمرين الأول يتعلق باستحالة تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة تشريعية لإقراره والثاني لغياب الرئيس الذي يفترض أن يكون له رأي في القانون، مع أن جهات نيابية تعتبر أن هناك إمكانية لإقراره شرط عدم نشره في الجريدة الرسمية ليصبح نافذاً إفساحاً في المجال أمام أول حكومة تشكل فور انتخاب الرئيس لأن تطلب استرداده لإعادة النظر فيه.
لذلك، فإن الحوار الذي يجرى التحضير له بين «المستقبل» و «حزب الله» سيبقى في حدود تعليق الاشتباك السياسي القائم بينهما، إضافة إلى أنه يؤدي إلى تمرير الوقت، إنما على «البارد» هذه المرة، بانتظار أن تصبح الظروف ناضجة لانتخاب الرئيس كما أن هذين الطرفين - وفق المصادر - لا يستطيعان أن يقولا «لا» للحوار، خصوصاً «المستقبل» الذي لم ينفك يدعو، في كل مناسبة إلى الحوار.
الحوار في الداخل ينتظر التحرك الفرنسي
لكن المصادر المواكبة لا تغفل أهمية التحرك الفرنسي من خلال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو الذي سيتوجه في الساعات المقبلة إلى طهران ومنها إلى الرياض، وتعتبر أن هناك ضرورة لاختبار مدى جدية القيادة الإيرانية في قرارها دعم تفاهم اللبنانيين على رئيس توافقي، خصوصاً أنها لم يسبق لها أن وافقت على مثل هذا التوجه.
ورأت هذه المصادر أن الموقف الإيراني من انتخاب رئيس توافقي يبقى في حدود رغبة طهران في تسجيل موقف جديد يمكن أن تبيعه للولايات المتحدة الأميركية مع استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، بعدما تقرر تمديد المفاوضات بينهما لسبعة أشهر جديدة، ما لم تقرنه بخطوات عملية أولها حضّ قيادة «حزب الله» على السير في هذا الاتجاه الذي لن يرى النور إذا لم تبدل موقفها من عون بذريعة أنها تدعمه طالما أنه يصر على الترشح، وتترك له القرار في هذا الخصوص. وأكدت أن جيرو لم يكن ليتواصل مع طهران لو لم تشجعه على التحرك لإخراج لبنان من التأزم الذي يلف الملف الرئاسي، فارتأى بالتالي أن هناك ضرورة لاختبار موقفها لمعرفة ما إذا كانت جدية في قررها أم إنها تبيع موقفاً اعلامياً غير قابل للصرف ظناًَ منها أن عون لن يتجاوب مع رغبتها وأنه سيحرج «حزب الله» في ما لو فكر بالتخلي عنه.
ورأت أن لا مشكلة تعترض جيرو في المحادثات التي سيجريها في الرياض باعتبار أن لا لبس في موقفها، وهي كانت وما زالت تؤكد تأييدها للتوافق بين المسيحيين حول الرئيس الجديد، لكنها سألت في المقابل عن مدى التفويض الأميركي - الفاتيكاني للموفد الفرنسي إلى طهران، وما إذا كانت الأخيرة ستترجم رغبتها في تبدل موقفها إلى خطوات عملية أم إنها تفضل أن تبيع موقفها لواشنطن؟
إلا أن هذه المصادر اعتبرت أن إيران في مأزق اقتصادي كبير مع خفض أسعار النفط وهي تحاول الآن أن تخفف الضغط المفروض عليها، وتعتقد أن لا مفر أمامها سوى «التنازل» في مكان ما، وربما في لبنان لأنها لا تستطيع أن تتراجع عن دعمها النظام في سورية، وبالتالي فإن تنازلها لن يفقدها ورقة الضغط من خلال إصرارها على موقفها من الحرب الدائرة في سورية.
أين الفاتيكان من تحرك جيرو؟
لذلك، فإن تواصل جيرو مع الفاتيكان يطرح سؤالاًَ يتعلق بقدرته على إقناع عون بتعديل موقفه لأنه يخفف عن حليفه «حزب الله» اتخاذ القرار الذي يصب في خانة التوجه الإيراني الرامي إلى دعمه للتوافق على الرئيس، خصوصاً أن طهران لا تستطيع أن تعزو عدم قدرتها على الالتزام بما وعدت به إلى تصلب «حزب الله» في موقفه المؤيد بلا شروط لعون.
وتردد في هذا السياق أن أكثر من مسؤول في الفاتيكان أكدوا امتلاكهم المعرفة التامة في كيفية التعامل مع عون لإقناعه بتعديل موقفه وهذا ما أسروا به إلى عدد من السياسيين اللبنانيين الذين زاروا الفاتيكان أخيراً.
وماذا عن موقف موسكو؟
أما في خصوص الموقف الروسي من التحرك الفرنسي، فأكدت المصادر المواكبة أن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كان تحدث في لقاءاته مع القيادات اللبنانية باللغة نفسها التي تحدث معهم فيها جيرو، وركز على تأييد موسكو إعلان بعبدا الحفاظ على الاستقرار في لبنان وضرورة التوافق على انتخاب الرئيس.
وبدا للذين التقوا بوغدانوف في طريقه إلى دمشق ولدى عودته منها متوجهاً إلى موسكو، أن الأخير على تناغم تام مع جيرو، كأنه مع تحييد لبنان عن الصراع في المنطقة بما يؤمن الظروف لانتخاب الرئيس.
ونقلت المصادر عن بعض الذين التقوا بوغدانوف قولهم إن موسكو وطهران لا تعترضان على تقديم «تنازلات» في لبنان تسمح بانتخاب الرئيس بذريعة أن روسيا لا تستطيع أن تتنازل في أوكرانيا أو في الملف السوري، على رغم أنها تحاول أن تجمع النظام السوري ومعارضيه تحت سقف واحد...
وأكدت نقلاً عن هؤلاء قولهم إن موسكو تسعى للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها بسبب تدخلها في أوكرانيا، وترى أن لبنان يبقى البلد الأقل كلفة إذا ما سهلت انتخاب الرئيس.
عليه، فإن لا ضرر من الحوار أكان بين «المستقبل» و «حزب الله» أو بين المسيحيين أنفسهم، ويمكن أن يدفع في اتجاه تمرير الوقت ريثما تتكشف النيات الروسية والإيرانية على صورتها الحقيقية للتأكد من مدى جدية البلدين في إنجاح تحرك جيرو الذي كان وراء الاستنفار السياسي لعون الذي يشغّل محركاته السياسية والإعلامية تصعيداً كلما لاح في الأفق أي تحرك يصب في خانة التوافق على الرئيس، وهذا ما فعله خلال وجود جيرو وبوغدانوف في بيروت.
 
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,714,280

عدد الزوار: 7,001,233

المتواجدون الآن: 72