باريس تريد سحب المسألة اللبنانية من «سلة المشكلات» الشرق أوسطية ومصادر واسعة الاطلاع تكشف تفاصيل ولادة المبادرة الفرنسية من أجل لبنان..درباس يتعهّد خطة خلال ساعات في حال قبول دمشق إعادة النازحين

"خرق" كتائبي وملف المخطوفين الى تفاعل الياسون ايضا يدفع نحو انهاء الفراغ الرئاسي....رعد: حزب الله لا يسعى إلى السلطة ومستعد للحوار مع الجميع

تاريخ الإضافة الإثنين 15 كانون الأول 2014 - 7:21 ص    عدد الزيارات 1989    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

"خرق" كتائبي وملف المخطوفين الى تفاعل الياسون ايضا يدفع نحو انهاء الفراغ الرئاسي
النهار...
مع عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته الرسمية لباريس امس من المتوقع ان تتحرك مجددا مجموعة ملفات في مقدمها ملف العسكريين المخطوفين الذي شهد تجميدا ملحوظا خلال الزيارة في انتظار بت موضوع التفاوض العالق منذ أعلنت قطر سحب وساطتها في هذا الملف . وإذا كان هذا الملف سيعود دائرة المداولات الحكومية والسياسية مع مطلع الاسبوع خصوصا في ظل تحرك جديد بدأه أهالي العسكريين المخطوفين امس بزيارة المختارة حيث أعاد على الأثر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تكليف الوزير وائل ابو فاعور اجراء مروحة واسعة من المشاورات مع القيادات السياسية من اجل بت مسألة التفاوض لا يبدو ان عرض هيئة العلماء المسلمين لتولي الوساطة بتكليف رسمي من الحكومة يحظى بفرصة الحصول على بموافقة حكومية جامعة نظرا الى وجود خلافات حول هذا التفويض داخل الحكومة . ولكن الحكومة ستكون امام حتمية بت موقفها واتخاذ الخيار الذي تراه ملائما الامر الذي يرجح معه ان يعقد اجتماع قريب لخلية الازمة قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الخميس المقبل لبت هذا الامر الضاغط .
في غضون ذلك بدا المناخ السياسي الداخلي على جانب واسع من البرودة اللافتة في الايام الاخيرة ولم تخرقه سوى الزيارة التي قام بها امس الرئيس أمين الجميل لمنطقتي مرجعيون وحاصبيا للمرة الاولى منذ الثمانينات من القرن الماضي حيث دشن مقرا جديدا لإقليم الكتائب في جديدة مرجعيون . هذه الخطوة اكتسبت بعدا لجهة انها شكلت عنوانا لعودة حزب من أحزاب قوى ١٤ آذار الى منطقة يحظى فيها الثنائي الشيعي " أمل " وحزب الله " بنفوذ اساسي وقد حصلت وسط اجواء انفتاح لافتة ترجمها حضور الوزير علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري والنائب علي فياض ممثلا " حزب الله " حفل افتتاح المقر الكتائبي كما أقام الوزير حسن خليل مأدبة تكريمية للجميل في الخيام . واذ حرص الجميل على توجيه التحية لمقاومة الجنوبيين مع الجيش للاحتلال الاسرائيلي فانه حرص ايضا على اطلاق مجموعة رسائل سياسية قرن فيها الانفتاح بمواقف مبدئية من ابرزها دعوة المقاومة الى الانخراط في العمل السياسي وعدم تجاوز الحدود اللبنانية في إشارة الى تورط حزب الله في سوريا . اما في البعد الرئاسي فان الجميل اطلق شعار انتخاب رئيس وفاقي لا توافقي بمعنى ان يضمن بشخصه الوفاق طوال عهده ولا ينتهي التوافق عليه بانتخابه .
في اي حال فان الملف الرئاسي يبدو عرضة لاجتهادات شديدة التناقض على المستوى الداخلي خصوصا وسط موجة زيارات الموفدين الأجانب الى بيروت والتي اتخذت في الآونة الاخيرة بعدا مثيرا للاهتمام . فالرئيس سلام تجنب عقب لقائه والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الإفراط في التعويل على التحرك الفرنسي حتى انه تجنب استعمال مفردة مبادرة فرنسية الامر الذي فسر بان باريس لا ترغب في اثارة الكثير من الآمال على تحركها قبل ان تتضح أمامها خريطة المواقف الاقليمية المؤثرة ولا سيما منها الإيرانية والسعودية . ولكن ذلك لا يقلل اهمية مضي باريس في إنضاج مسعاها بهدؤ من خلال التحرك المكوكي للموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي سيزور قريبا الرياض وطهران . كما ان التحرك الروسي الذي برز مع زيارتي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لبيروت في الايام الاخيرة شكل أوسع عملية استطلاع روسية للمواقف اللبنانية من مجمل التطورات ولا سيما منها الملف الرئاسي الذي غالبا ما كانت موسكو لا تمثل لاعبا دوليا مؤثرا فيه مما يحمل على الاعتقاد ان روسيا ترى في البوابة اللبنانية راهنا ما يحتم ايلائها الأولوية بموازاة سعيها الى تسوية سياسية صعبة جداً في سوريا .
حتى ان الزيارة التي سيبدأها غداً نائب الامين العام للأمم المتحدة يان الياسون لبيروت ليومين يبرز فيها شق اساسي متصل بالأزمة الرئاسية خصوصا عبر اللقاء المقرر للموفد الأممي مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي . ويبدو واضحا ان حركة الموفدين الدوليين في اتجاه لبنان بدأت ترسم معالم تقاطعات خارجية على الدفع بقوة نحو الانتخابات الرئاسية اللبنانية كركيزة موازية لدعم الجيش في عملية الحفاظ على الاستقرار في لبنان الذي بات يتطلب بإلحاح إنهاء الازمة الرئاسية.
 
عنصر ثانٍ من «سرايا» التعمير في قبضة «المعلومات».. وأهالي العسكريين يفوّضون الى جنبلاط «حلّ العُقد» والكرة في مرمى الخاطفين: تعهّد علني بوقف القتل
المستقبل...
بينما لا تزال ارتكابات «دواعش» الترهيب والتشبيح في «سرايا حزب الله» محور شكاوى المواطنين ومتابعات فاعليات صيدا والقوى الأمنية. وقد برز أمس تسلّم شعبة «المعلومات» عنصراً ثانياً من عناصر «السرايا» المعتدين على دورية الشعبة ليل الخميس الفائت، يطغى على ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«جبهة النصرة» حال من الستاتيكو البنّاء وضَعَ كرة المفاوضات في مرمى التنظيمين من خلال طلب الجانب اللبناني الحصول منهما على «تعهّد علني» بوقف مسلسل قتل الأسرى كشرط أساس لاستئناف عملية التفاوض.

وفي هذا الإطار، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«المستقبل» أنّ «الحكومة لن تخوض في أي نقاشات متصلة بملف التفاوض لتحرير العسكريين المخطوفين طالما أنّ الخاطفين لم يُقدّموا تعهداً بوقف القتل»، مجدداً التشديد من هذا المنطلق على أن استئناف المفاوضات بات مشروطاً بصدور هذا التعهّد بشكل «واضح وعلني» من الجهتين الخاطفتين.

أما على صعيد تحركات أهالي العسكريين، فقد زار وفد منهم أمس قصر المختارة حيث التقى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي أكد متابعة العمل وبذل الجهود من أجل إنهاء قضية اختطاف أبنائهم. وفي المقابل أعرب الوفد لجنبلاط عن «الثقة المطلقة» بمساعيه ومحضه «التفويض الكامل لحلّ العقد وتذليل العقبات» في هذه القضية، بالتعاون مع رئيسَي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام.

وفي الغضون، أكد الأهالي استمرار تحركاتهم الميدانية ولقاءاتهم السياسية حتى بلوغ ملف أبنائهم خواتيمه المرجوّة، مشددين في هذا السياق على وجوب إبعاد الملف عن أي تجاذبات سياسية. وقد دعا الأهالي إلى تنفيذ اعتصام اليوم في ساحة رياض الصلح للمطالبة بضرورة الإسراع في تحرير أبنائهم.

«سرايا» التعمير

بالعودة إلى مستجدات الأحداث في قضية الاعتداء الذي شنّه مسلحو «سرايا حزب الله» ليل الخميس على دورية تابعة لشعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، فقد ارتفعت حصيلة الموقوفين الضالعين في الاعتداء إلى اثنين. إذ وبينما تتواصل التحقيقات مع عنصر «السرايا» الفلسطيني الموقوف محمود عدنان أحمد أحد المشاركين الرئيسيين في إطلاق النار على الدورية الأمنية في منطقة تعمير عين الحلوة، علمت «المستقبل» أنّ عنصراً جديداً من «السرايا» أصبح في قبضة «المعلومات» بعدما جرى تسليمه أمس إلى الشعبة في إطار المساعي الجارية من قبل القيّمين على «السرايا» لإنهاء ذيول اعتداء الخميس.

وفي حين أكدت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ الموقوف الجديد هو «من المشاركين في هذا الاعتداء»، أشارت المصادر في الوقت عينه إلى أنّ عمليات تعقّب «الضالعين الرئيسيين» في إطلاق النار على دورية «المعلومات» مستمرة حتى توقيف كافة المرتكبين وسوقهم إلى العدالة.
 
جنبلاط يلتقي أهالي العسكريين ويؤكد العمل لإنهاء الملف
المختارة ـ «المستقبل»

التقى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة امس، عدداً كبيراً من الوفود الشعبية والمناطقية عرضت معه أوضاعها واحتياجاتها الخدماتية، بمشاركة الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، والنواب المرشح هنري حلو، فؤاد السعد وعلاء الدين ترو. وأبرز الوفود وفد من أهالي العسكريين الاسرى لدى «جبهة النصرة» و«داعش» الذين أعربوا في كلماتهم عن «الثقة المطلقة بالنائب جنبلاط الذي وقف الى جانبنا وقفة ضمير إنسانية، وتفويضه بالكامل من أجل حل العقد والعقبات لإنهاء هذا الملف وعودة الاسرى بسلام، بالتعاون مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام، وإبعاد هذا الملف عن المواقف والتجاذبات السياسية».

ودعا الاهالي الى اعتصام اليوم في ساحة رياض الصلح، مؤكدين استكمال التحركات واللقاءات لوصول الموضوع الى خواتيمه السليمة. فيما أكد جنبلاط متابعة العمل والجهد من أجل إنهاء الملف، ووقوفه الى جانب الأهالي.

والتقى جنبلاط وفداً من عشائر منطقة الهرمل طالبه بالوقوف الى جانب مطالبهم لجهة الواقع الزراعي المتعلق بمنطقتهم وخصوصاً تشريع زراعة القنب الصناعي، أو ايجاد البدائل المناسبة، وكلف جنبلاط الوزير شهيب متابعة الموضوع عبر الوزارة والمشروع الاخضر.

وزار المختارة وفد من المحامين والفائزة بعضوية نقابة المحامين في الانتخابات الاخيرة ندى تلحوق، بحضور مفوض العدل في الحزب «التقدمي الاشتراكي« نشأت الحسنية. وشكرت تلحوق النائب جنبلاط والحزب «التقدمي« على الوقوف الى جانبها لتحقيق الفوز. ومن الوفود أيضاً وفد كبير من مياومي مؤسسة كهرباء لبنان من المناطق كافة شرح مطالبه المحقة بعد التسوية التي كلف إنضاجها الوزير شهيب، وأكد جنبلاط متابعة شهيب الموضوع لتحقيق المطالب المحقة، كذلك شرح شهيب للوفد كل الامور المتعلقة بالملف. وشكره وفد من عين بعال في صور على اهتمامه وعرض لبعض المطالب، كما شكرته وفود على اهتمامه بشؤونها وأبرزها من عائلات بلدة كفرفاقود، معاصر الشوف، غريفة، بتلون، بعذران، البيرة (الحرف)، دير القمر، مجدليا، حاصبيا، راشيا، كفرقوق، راس المتن، الشويفات، شحيم، المغيرية، بعقلين، الى جانب وفود من اتحادات ومجالس بلدية في منطقة الجبل، وتلقى سلسلة مراجعات مع هيئات وجمعيات وأندية مختلفة.
 
باريس تريد سحب المسألة اللبنانية من «سلة المشكلات» الشرق أوسطية ومصادر واسعة الاطلاع تكشف تفاصيل ولادة المبادرة الفرنسية من أجل لبنان

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم ... أبدت أوساط الوفد الحكومي اللبناني إلى باريس «ارتياحا تاما» لما حصل أثناء زيارة الأيام الثلاثة لرئيس الوزراء تمام سلام والوفد الحكومي المرافق وللاستجابة الفرنسية التامة، إن من قِبَل مجلسي النواب والشيوخ أو من قبل رئيس الجمهورية والوزراء. وفي عملية تقويم معمقة لما جرى خلال الزيارة، قالت مصادر الوفد إن الجانب الفرنسي كان «كامل التجاوب» بالنسبة للمحاور الثلاثة التي دارت عليها محادثات باريس وهي تباعا: المحور الأمني العسكري، والمحور السياسي، وأخيرا المحور الإنساني الاقتصادي.
في المحور الأول، أبدت باريس رغبة في تعجيل البدء بتسليم لبنان الأسلحة المتفق عليها في إطار الهبة السعودية التي أعلن عنها العاهل السعودي قبل عام بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس هولاند إلى الرياض. وبعد الانتهاء من الشكليات الأخيرة، سيبدأ تنفيذ العقد المقرر لـ45 شهرا. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع تحدثت إليها «الشرق الأوسط» فإن آخر ما سيتسلمه لبنان هو المروحيات. ويعود التأخير لضرورات التصنيع فيما خص المروحيات، ولكن أيضا الزوارق البحرية التي سيحصل عليها الجيش اللبناني على أن تكون بوادر التسليم أوائل شهر فبراير (شباط) القادم. وأفادت المصادر اللبنانية أن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إليزابيث غيغو طلبت من الرئيس سلام أن يطلعها على تطور تنفيذ العقد وأن يعلمها عما إذا كان لبنان بحاجة لأن يقوم البرلمان بالضغط من أجل تلبية الحاجات اللبنانية. كذلك، عمدت غيغو إلى تشكيل لجنة خاصة من نواب اليسار واليمين برئاسة النائب اليميني أكسل بونياتوفسكي للقيام بدرس معمق للحاجات اللبنانية على كل الأصعدة. كذلك حظي لبنان بتفهم ودعم اليمين واليسار في مجلسي الشيوخ والنواب إلى درجة أن مسؤولا لبنانيا قال لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان «جمع الأضداد وحقق وحدة اليمين واليسار».
أما في المحور السياسي، فقد حظي الرئيس سلام بدعم فرنسي على أعلى مستوى للنهج الذي يسلكه في إدارة الشؤون اللبنانية وحرصه على المحافظة على وحدة الحكومة رغم الانقسامات الداخلية والصعاب الجمة التي يواجهها على رأس الحكومة وفي ظل الفراغ الرئاسي. وأفادت هذه الأوساط أن الرئيس هولاند قال لسلام إن «أية سياسة أخرى ما كانت لتحافظ على لبنان»، مجددا تمسكه بوحدة واستقرار واستقلال لبنان. بالمقابل، عرض سلام الصعوبات اليومية التي يواجهها في إدارة الدفة الحكومية. وإزاء التساؤلات النيابية الفرنسية «المشروعة» بصدد الفراغ الرئاسي، حرص سلام على استباقها بالتأكيد على الحاجة لرئيس للجمهورية لأنه بمثابة «الرأس في الجسم» ومن دونه «لا تستقيم الديمقراطية». وقال أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية: «الانتخاب ليس واجبا دستوريا فقط، بل عنصرا للمحافظة على التوازن والعيش المشترك والميثاق الوطني». وشددت المصادر اللبنانية على «رمزية» المعاملة البروتوكولية التي حظي بها سلام، وعلى تمسك فرنسا ورغبتها في مد اليد للبنان، الأمر الذي تعكسه كذلك مهمة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان فرنسوا جيرو في لبنان وعدد من بلدان المنطقة.
تتوقف المصادر اللبنانية طويلا عند شخصية جيرو، السفير السابق في العراق وسوريا وأحد أكثر المطلعين على دقائق الوضع الشرق أوسطي وعلى الوضع في إيران، كما أنها تشير إلى الثقة التي يحظى بها من الرئيس هولاند ومن وزير الخارجية لوران فابيوس. وتعتبر هذه المصادر أن التحرك الفرنسي الذي يقوم به جيرو انطلق من «وعي متزايد من أن استمرار الفراغ الرئاسي» بدأ يشكل خطرا كبيرا على لبنان وعلى قدرة الطبقة السياسية اللبنانية على الاستمرار في إدارة الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، أخذت باريس تنظر بقلق إلى تبعات الفراغ على موقع المسيحيين في تركيبة الدولة وتأثير ذلك على المنطقة بأسرها وأخيرا لوصولها لقناعة بأن اللبنانيين «لن يستطيعوا بأنفسهم» الخروج من الطريق المسدود وانتخاب الرئيس العتيد.
انطلاقا من هذه الحالة، عادت باريس، كما تقول المصادر اللبنانية، «تستكشف» إمكانيات التحرك مركزة على العواصم المؤثرة إقليميا ومتسلحة بدعم أوروبي وأميركي وفاتيكاني. فالوزير فابيوس تناول الملف اللبناني مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في اجتماع ضمهما في باريس وجيرو ذهب في زيارة «استكشافية» إلى طهران، حيث فهم أن هناك «نافذة للتحرك» وبادرة «انفتاح إيراني»، مما شجع الدبلوماسية الفرنسية على إطلاق جولة مشاورات واسعة لبنانيا وإقليميا. وتسعى فرنسا لـ«سحب المسألة اللبنانية من سلة المشكلات الشرق أوسطية» التي يدور خلاف بشأنها بين الأطراف الإقليمية والدولية والتشديد على أن الانتخابات الرئاسية يمكن أن تكون الضامن للاستقرار في لبنان، وقد تكون أقل المشكلات خلافية في الداخل اللبناني وبالتالي باب للولوج إلى المسائل الأخرى. وخلاصة الأمر، وفق مصادر لبنانية وفرنسية، أن باريس «أقدمت» لأنها وجدت أن هناك فرصة سانحة، ولأنها تلقت قبولا أميركيا وبعضهم يقول «وكالة» ودعما أوروبيا أقله من الدول التي تهتم بالمصير اللبناني.
لكن ما زالت في هذا المشهد «منطقة ظل» تتناول الحالة الإيرانية. والتساؤل الذي يتردد على ألسنة دبلوماسيين في العاصمة الفرنسية يدور حول «هوية» الأطراف الإيرانية التي رأت باريس في موقفها «انفتاحا» لتسوية الاختلاف الرئاسي وربما وعدا بالتأثير على الأطراف الداخلية وتحديدا حزب الله لتسهيل الانتخاب. وكما في حالة إيران، تسعى الدبلوماسية الفرنسية لدفع الأطراف المؤثرة إقليميا على «تليين» مواقف حلفائها المحليين الذين جال عليهم جيرو في بيروت الواحد بعد الآخر. وفي الأيام القليلة القادمة سيحمل مجددا عصا الترحال وينتقل إلى الرياض وطهران ثم إلى الفاتيكان وربما إلى عواصم أخرى عساه يعثر على الكلمة السحرية التي تخرج لبنان من النفق المظلم وتعيد للبنانيين أملا فقدوه منذ شهور.
أخيرا وفي الملف الإنساني - الاقتصادي وتحديدا لمواجهة أعباء الوجود السوري في لبنان، قررت باريس وفير منحة مالية جديدة للبنان والعمل على تمويل مشروعات إنسانية قدمها الوفد اللبناني فضلا عن العمل مع الأطراف الأوروبية والمؤسسات المالية الدولية لزيادة مساعداتها للبنان في إطار الصندوق الائتماني أو في إطار تمويل المشاريع المرتبطة مباشرة بتحمل أعباء مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى لبنان.
 
درباس يتعهّد خطة خلال ساعات في حال قبول دمشق إعادة النازحين
بيروت - «الحياة»
اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية رشيد درباس، أن «الحكومة أصبحت بحكم المخطوفة والعاجزة نتيجة خطف العسكريين»، مشدداً على أنه «لا يمكن العصابة الخاطفة أن تستدرج الدولة الى التصرف مثلها واتباع سلوكها ومخالفة القوانين»، لكنه أكَّد أنه «إذا أعلن جميع الأطراف والقيادات السياسية التوافق على موقف موحَّد بفتح الحرب أو فتح أبواب السجون، حينها يمكن الحكومة أن تشرع إلى التنفيذ باطمئنان وإلا فإنها لا يمكنها تحمّل مسؤولية هكذا قرار».
وأكد درباس في حديث إلى «صوت لبنان»، أن «ما جرى في عرسال وأدى الى خطف العسكريين كان مخططاً القيام به في طرابلس أيضاً غير أن وعي أهالي المدينة قطع الطريق أمام تنفيذه»، لافتاً إلى أن «رئيس الحكومة تمام سلام لديه القدرة على امتصاص ما يجري لكن في النهاية من الممكن أن تصل الأمور الى حدود الحسم، كما فعل عند تشكيل الحكومة حين أنجز البيان الوزاري، وكما حصل في ملف طرابلس». وشدد على أن «لبنان لا يمكنه وضع أجندته الداخلية وفقاً لأجندات خارجية أياً كانت، إذ يجب أن تؤخذ بالاعتبار الهشاشة التي تعتري دولة بلا رأس»، داعياً إلى «انتخاب رئيس للجمهورية يتحمل مسؤولية القرارات التي تؤخذ».
وعن نتائج مؤتمر جنيف الذي انعقد مطلع الأسبوع للبحث في نقل نازحين من الدول التي نزحوا إليها إلى دولة أو دول ثالثة، أوضح أن «الشغور الرئاسي يعرقل منح لبنان مساعدات في هذا الملف وهو ما سمعناه في المؤتمر»، مشيراً إلى أن «كلفة نقل السوريين إلى المناطق الآمنة في سورية أقلّ من كلفة نقلهم الى دول ثالثة وهو أمر لا بد من تنفيذه برعاية سورية وتسهيل لبناني ومساعدة دولية». وأكد استعداد الحكومة للتنسيق مع السلطات السورية، لكنه سأل: «لماذا يخدم التنسيق السياسي هذا الهدف؟ إنه يعني أننا خرجنا عن قرار سياسي بالنأي بالنفس». وشدد على أن «أي تنسيق سياسي لبناني سوري غير ممكن، لأنه سيوقع لبنان في مشاكل هو بغنى عنها ولسنا بصدد الاشتباك مع القرار الدولي».
وتعهّد درباس بـ «ايجاد خطة متكاملة في خلال 24 ساعة إذا كان هناك استعداد سوري حقيقي لإعادة النازحين الى المناطق الآمنة داخل سورية، متحدثاً عن مرارة عميقة تجاه مجلس الأمن والمجتمع الدولي على هذا الصعيد».
وأكد درباس أنه «نتيجة النزوح السوري تكبَّد لبنان خسائر بقيمة عشرين بليون دولار، إضافة الى خسارة الحدود البرية و500 ألف سائح بري». وأشار إلى «تراجع عدد النازحين الداخلين إلى لبنان من مليون و 200 ألف إلى مليون ومئة ألف». وقال إن «لبنان ينتظر أن يحصل في شكل عاجل على بليون و100 مليون دولار، 36 في المئة منها يفترض أن تأتي للدولة والـ63 في المئة تستهدف مليوني شخص يعيشون على الأرض اللبنانية.
 
رعد: حزب الله لا يسعى إلى السلطة ومستعد للحوار مع الجميع
بيروت - «الحياة»
وصف الرئيس السابق للمجلس النيابي اللبناني حسين الحسيني ما تمر به البلاد بأنه «أزمة حكم وحكومة ونشرف على ازمة نظام ولاحقاً ازمة كيان للأسف». وقال انه لن يشارك «في تدمير الدولة ومؤسساتها خصوصاً انني ارى الجميع في الوطن ومن دون استثناء يريدون دولة من دون مؤسسات ويريدون وطناً بلا ممثلين حقيقين عنه».
وإذ لم ينكر نظام المحاصصة الذي كان سائداً قبل العام 2008 او ما يعرف بـ «الترويكا»، لفت الى انه في ذلك الوقت «كان هناك امكان ان تعبر المعارضة عن نفسها، وإذا عدنا الى الضربات الأساسية التي اتت بعد اتفاق الطائف نجد ان «اول ضربة حصلت كانت للقرار 1559 والذي كلفت الدول الكبرى بتنفيذ القرارات الدولية في الجنوب اللبناني وأعفت سورية من التزاماتها حل المليشيات وسحب الأسلحة مقابل انسحابها من لبنان، وبالتالي ركزوا على ما هو مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي ولكن عليكم ان تسحبوا سلاح المقاومة وهذا الكلام غير مقبول وغير قابل للتنفيذ لأنه يصنع فتنة داخلية ويعيق تحرير الأرض. والضربة الثانية كانت في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وترددات هذا الاغتيال الذي نعيش سلبيته حتى اليوم. وتلافياً للضربة الثانية حصل التحالف الرباعي واستبعد المسيحيون من القرار الوطني، وألغى الحياة السياسية عند المسلمين من حيث تلزيم الطوائف لأشخاص ومن وراء الأشخاص جهات اجنبية وإقليمية. فأوجدت خلافات ولم توجد ديموقراطية. ولاحقاً اتى اتفاق الدوحة بعد النتائج الكارثية للتحالف الرباعي والذي بموجبه علّق قيام الدولة وما زالت معلقة حتى اليوم، والدليل انه منذ العام 2005 لا توجد موازنة في البلد وهناك جباية للأموال من دون قانون وهناك انفاق من دون قانون».
وذكر وزير الاتصالات بطرس حرب بأن لبنان كان «البلد العربي الوحيد الذي لديه رئيس جمهورية سابق، أما اليوم فأصبحنا البلد العربي الوحيد من دون رئيس، لأن هناك من استهواه النهج الديكتاتوري القائل «أنا أو لا أحد».
وشدد حرب في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر السنوي الثالث لمؤسسة مي شدياق حول «الإعلام الرقمي وأثره على التوجهات الفكرية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية»، بالشراكة مع «مؤسسة فريديريك ايبرت» الألمانية، أن «على رغم كل الصعوبات التي نمر بها، علينا أن نبقى كلبنانيين مصدراً للإبداع بالنسبة للآخرين، ولا يجب علينا أن نفقد هذه الميزة لأننا بذلك نكون فقدنا سبب وماهية وجود لبنان».
ولفت إلى أن «أبناءنا من الجيش يدفعون كل يوم من دمائهم للحفاظ على لبنان، والحكومة مصرة على تحرير العسكريين المخطوفين، غير أن كثرة الكلام والسجالات والتسريبات الإعلامية تعقد الأمور وتعيق المفاوضات»، داعياً «إلى التصرف بروح المسؤولية».
وقال وزير العدل أشرف ريفي في ندوة عن التنمية الإستراتيجية للمدينة ان «التبانة دفعت عنا ضريبة الكرامة والعنفوان، ومن غير المقبول أن تبقى هذه المنطقة العزيزة على ما هي عليه من إهمال وترد». وطالب بحل لقضية «السكن بين مقابر في منطقة الغرباء».
وجدد «تأييدنا لنداء الحوار من أجل الإنقاذ، على قاعدة الاحتكام الى الدولة ومؤسساتها، ورفض السلاح غير الشرعي، والانسحاب من المغامرات غير المحسوبة في سورية، وانتخاب رئيس للجمهورية، واجراء الانتخابات النيابية، واطلاق التنمية الاقتصادية، أو بالحد الأدنى، تخفيف الاحتقان المذهبي. ووقف هدر حياة أجيالنا في مشاريع الانتحار، التي ينخرط بها بعض القوى، التي عطلت البلد وغامرت به».
واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن «حزب الله» لا يسعى خلف السلطة بل حريص على حفظ كرامة الوطن والإنسان في هذا الوطن»، مؤكداً جاهزية الحزب للحوار مع كل الناس». وقال في احتفال تأبيني: «سنبقى حيث نحن، وسنبسط يدنا وقد حققنا ما حققناه، وما زلنا في مواقعنا ونحمل سلاحنا وجاهزون للحوار مع كل الناس، لأننا قوم لا نبتغي سلطة بل نبتغي كرامة لوطننا»، مؤكداً أن «كل السلطات لا تعنينا، وماذا نفعل بالسلطات إذا لم تكن لحفظ الكرامات»، وقال: «نقاتل من أجل حفظ كرامة إنساننا ومن أجل ألا يعتدي أحد في العالم على حقوقنا، ولسنا مكسر عصا لا لإسرائيل ولا لأسياد إسرائيل ولا للأنظمة المتواطئة مع إسرائيل».
وكشف عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار «وجود تفاوت في وجهات النظر داخل «المستقبل» حول الهدف من الحوار مع «تيار المستقبل»، لكنه أكد أنه «عندما يكون هناك قرار يلتزم به الجميع». وقال إن «الهدف الأساس من الحوار حماية البلد، في ظل ما يحصل من احتقان داخلي مذهبي وفي خضم توتر الوضع في المنطقة، وحماية الدولة والعمل على حلّ أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية»، مشيراً إلى أن «موعد الحوار يتحدد بعد استكمال الاتفاق على الخطوات التنفيذية كبنود جدول الأعمال ومكان اللقاء وممثلي الجانبين».
وتمنّى الحجار أن «يحل موضوع رئاسة الجمهورية لبنانياً»، معتبراً أن «ما يُعرقل هذا التوافق داخلياً الموقف المتعنت للتيار الوطني الحر».
 
الجميل: في الجوهر كلنا في خط واحد ولا نقبل بوجود جالية لبنانية في إسرائيل
بيروت - «الحياة»
أمل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل في ان «نتوحد جميعاً ونتفق على ثوابت وطنية واضحة، لنتمكن من مواجهة المستقبل»، مؤكداً «وضع يدنا بيد القيادات لنتعاون سوياً مع أي حزب وفئة ليكون الجنوب وطن المحبة والانفتاح والانصهار الكامل».
وكان الجميل جال في بعض المناطق الجنوبية بعد غياب دام أكثر من 20 سنة يرافقه وزير العمل سجعان قزي، الوزير السابق سليم الصايغ، ونواب الحزب، وقيادات فيه.
وزار بداية بلدة القليعة، حيث نُظّم له استقبال امام مبنى البلدية. واكد رئيس بلديتها بسام الجميل ان «القليعة رفضت منطق آلة الحرب والتدمير ولم تترنح بخطابات واهية بل صمدت ضاربة عرض الحائط كل قوانين العزل». واكد الجميل «انا موجود في قلعة الصمود والوطنية والمحبة والانفتاح»، آملاً ان «تبقى القليعة مجموعة دائماً بكل عائلاتها وكل الطاقات الخيرة»، ومشدداً على اننا «نريد من الشباب ان يتمسكوا ويتجذروا بالارض، ما يحمّلنا مسؤولية تجاه الانماء».
وانتقل الى خلوات البيّاضة وكان في استقباله ممثل عن وزير الصحة ورجال دين وفي مقدمهم الشيخ غالب قيس والشيخ سليمان جمال الدين شجاع، واشاد الجميل بهذا «الصرح الكبير البياضة الشريف، ليس فقط لطائفة الموحدين الدروز بل لكل لبناني مخلص، نرجع الى قيمه وتوجهاته ومواقفه الوطنية المتمسكة بوحدة لبنان ودوره ورسالته. ولا يسعنا الا ان نتوقف عند الجهود التي يبذلها وليد جنبلاط ليوحد بين الجميع في هذه الظروف الصعبة، ويقترح الحلول للخروج من هذا المأزق المتعلق برئاسة الجمهورية وغيره، فجهوده لا بد ان تثمر». ونوه بجهود الوزير وائل ابو فاعور والنائب طلال ارسلان.
ونوّه الشيخ قيس بزيارة الجميل وشدد على «تجسيد العيش المشترك والوحدة الوطنية». اما الشيخ شجاع فقال: «إننا في حاجة لمواقف شجاعة لأن الشعب امانة في عنق السياسيين، وما يشير الى العجز في السياسة شغور مقام رئاسة الجمهورية حتى الآن».
حاصبيا والخيام
والى حاصبيا، حيث قرعت اجراس كنيسة مار جاورجيوس للروم الارثوذكس احتفاء بوصول الجميل والتقى لفيفاً من الكهنة وحشداً من ابناء البلدة. ثم انتقل الى بلدة كوكبا ومن ثم الى منزل وزير المال علي حسن خليل في الخيام حيث أولم على شرفه والوفد المرافق. وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض من منزل خليل: «نرحّب بكم في الجنوب الذي هو ميزان الاستقرار والسياسة على مدى عقود من السنوات ولا يزال، ونرحب بكم خصوصاً في منطقة مرجعيون-حاصبيا ارض المقاومة والاعتدال التنوّع والتعايش»، متمنياً «لو ان اللبنانيين ينفتحوا على بعضهم بعضاً ويعتمدوا الحوار إطاراً لمعالجة الخلافات السياسية في ما بينهم».
وتابع: «لطالما شكّل الحوار استراتيجيتنا الدائمة لتقريب المواقف بين اللبنانيين، فكل مبادرة للانفتاح وكل موقف مرن وإيجابي ومعتدل كنا ولا زلنا على استعداد أن نبادله بكل انفتاح وتعاون وانشداد نحو الوحدة الوطنية في سبيل حماية الوطن وبناء الدولة وفي سبيل ان نمضي معاً على درب السيادة والاستقلال».
ورحب الوزير خليل بضيفه في «المدينة التي يوجد فيها 4 كنائس ومسجد وهي صورة مصغّرة لهذا التنوع الكبير الذي يعكس صورة لبنان الحقيقية». وقال: «نحن على مقربة امتار من العدو الاسرائيلي الذي هدم هذه البلدة اكثر من مرّة، لكنها كانت مصرّة على النهوض وعلى الحياة كما كل قرى وبلدات جبل عامل والجنوب وكل بلدات لبنان. ونؤكد بحضوركم ارادة الحياة لدى ابناء هذه المنطقة وإرادة الحياة التي نريدها على شاكلة لبنان الذي رسم ملامحه الامام السيد موسى الصدر وطن نهائي لجميع ابنائه، وما قام به الرئيس نبيه بري في عمله السياسي من اجل الحفاظ عليه وعلى وحدته».
واذ اشار الى التهديدين الاسرائيلي والتكفيري، اكد «الحرص والاصرار على الانفتاح والحوار، ودعم كل قنوات التواصل بين القوى السياسية اللبنانية»، مشيراً الى ان «الاختلاف السياسي امر مشروع وربما يكون امراً ضرورياً وهو غنى للبنان، لكن الخطر ان ننقسم على القضايا الوطنية الكبيرة التي توحّد. ونؤكد حرصنا على انجاح كل قنوات الحوار القائمة والتي نستعد لها بين كل المكوّنات السياسية، وعلينا ألا نخاف من بعضنا بعضاً وان نلتقي ونتبادل كل المشاكل والقضايا والهموم، ومن خلال الحوار نريد الوصول الى تفاهمات كبرى تفتح الآفاق امام اعادة الحياة لمؤسساتنا الدستورية وعلى رأسها انتخاب سريع لرئيس جمهورية لتستقيم الامور».
ورد الجميل قائلاً: «في الجوهر كلنا في خط واحد وهناك انسجام وتواصل بكل ما يتعلق بالقضايا الوطنية»، وحيّا الرئيس بري على «الجهود التي يبذلها، فهو الحارس الامين لمؤسسة مجلس النواب ويُجسّد الحركة والحياة الديموقراطية في لبنان». وتوقف عند «العلاقة المميزة التي كانت بيننا وبين الامام الصدر».
وعبّر عن تأثره منذ دخوله الجنوب بما شاهده «في هذه المنطقة الجميلة والشعور بالاطمئنان والبحبوحة نظراً لغنى الارض»، متمنياً ان «يتعلق لبنان اكثر بأرضه وتكون رسالة للشباب للتمسك بأرضهم والكفّ عن الهجرة»، معتبراً ان «التنوع الموجود اليوم اكبر رسالة لكل من يُدمر الشر للبنان». ورأى ان «المآسي الناجمة عن الحركات الاصولية يجب ان تشجعنا على التماسك ووضع خلافاتنا جانباً حتى يستعيد لبنان دوره. كلنا على مركب واحد ولا يمكن لأحد ان ينقذ لبنان وحده».
وشدد على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لاعادة احياء رمز الوحدة والسيادة»، وقال: «صحيح هناك خلافات لكن لا يجب ان نسمح ان تتطور».
مرجعيون
واختتم الجميل جولته الجنوبية في بلدة مرجعيون وسط حشد من الكتائبيين واهالي البلدات الجنوبية جاؤوا للمشاركة في افتتاح إقليم الكتائب فيها. وأزاح الجميل الستار عن لوحة تذكارية باسمه في الاقليم، والقى كلمة حيا فيها «الجنوب شعباً وأرضاً ومؤسسات والجيش رمز التضحية والوفاء، والمقاومة والقوات الدولية التي وقفت الى جانب لبنان في المراحل الصعبة وأحيي المبعدين عن أرضهم علهم يعودون»، كما حيا «قادة الجنوب وأعيانه ووزراءه ونوابه ونخبه وخصوصاً الصديق الرئيس نبيه بري ورجال الدين فيه مسيحيين ومسلمين ودروز وأحزاب الجنوب وشهداءه».
ولفت الى ان «المقاومات التي نجحت عبر التاريخ المعاصر التي التزمت حدود اوطانها وانخرطت في بناء دولها، اي انتقلت من المقاومة العسكرية الى المقاومة السياسية». وشدد على ان «الدولة تتحمل مسؤولية كبيرة من مأساة الجنوبيين المبعدين، فبعد انقضاء 15 سنة على التحرير الكبير عام 2000 لا بد من استكمال قانون العفو ولن نقبل بوجود جالية لبنانية في اسرائيل، نريد أن نشعر بوجود الدولة، نريد دولة ترفع رأسنا ونرفع بها رأسنا».
واشار الجميل الى ان «قضية عسكريينا المخطوفين دليل ساطع على مسؤولية قرارنا الوطني، ونحض الدولة على القيام بكل الجهود لتحريرهم، فمواجهة الخطر مسؤولية الدولة وكل مواطن والجيش مستعد ومجهز وقادر على هذه المهمة واعطانا النماذج الناجحة من نهر البارد مروراً بعرسال وطرابلس والضاحية».
وقال: «بالأمس تحدانا الأعداء فانتصرنا عليهم واليوم تناشدنا الدولة فلننصرها وهي تحتاج لكل العناية، وسلوكنا السياسي الحالي وان حفظ الاستقرار يعرض وحدة الكيان لأخطار اعتقدنا أنها صارت وراءنا بعد اتفاق الطائف وآن الاوان ان نتعظ من هذه الأحداث التي نشهدها من حولنا، ألم يلاحظ احد ان اي مكون لبناني اعاد انتماء طرحه للبنان، الم يلاحظ ان الدولة التي كانت تخشى على لبنان أن يتقسم تقسمت هي وبقي لبنان موحدا؟».
وعبر عن خشيته من «أن تكون محاولة اسقاط لبنان من خلال شغور المؤسسات والتمديد لها بعدما فشلت في اسقاط لبنان من خلال السلاح، وحان الوقت لننتخب رئيساً يحيي الأمل باستمرارية وحدة لبنان، لا نريد مرشحاً وفاقياً ينتهي التوافق عليه بعد انتخابه، نريد رئيساً يجمع الشعب حوله، يبقى أن نقوم بجهد انمائي شامل لنعيد الشباب الى أرضهم ورهان الكتائب على الانماء والعدالة الاجتماعية.
وتوقف عند «وطأة بطالة شبابنا، فالنزوح السوري بات عبئاً على لبنان وإن كنا نشعر مع الإخوة السوريين إنسانياً، فقد تجاوز النزوح 40 في المئة من نسبة عدد سكان لبنان وبلدنا لا يستطيع تحمل وجود شعب ثالث على أرضه، وادعو الى إقامة منطقة آمنة حدودية داخل الاراضي السورية تبنى عليها وحدات سكنية لائقة باشراف الأمم المتحدة».
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,766,544

عدد الزوار: 7,002,762

المتواجدون الآن: 62