تقارير..ظاهرة عمالة الأطفال في العراق تنتج أجيالًا من الأميين وتهدد المجتمع....هدوء في تقسيم والمحامون اعترضوا على التعامل الوحشي معهم وأردوغان التقى "ممثلين" للمحتجّين .....خامنئي يدعو إلى مشاركة كثيفة في الانتخابات ودعوات إلى وقوف المحافظين خلف مرشح واحد

الآلاف يتظاهرون في موسكو ضد بوتين.....بوتين لا يحمي الأسد بل يهوى تذلل الغرب أمام أبواب الكرملين

تاريخ الإضافة الجمعة 14 حزيران 2013 - 6:50 ص    عدد الزيارات 1777    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الآلاف يتظاهرون في موسكو ضد بوتين
(اف ب، رويترز)
تجمع الاف من سكان موسكو أمس تلبية لدعوة من المعارضة للمطالبة بالافراج عن الموقوفين على اثر تظاهرة نظمت لدى عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين قبل سنة.
وكان اكثر من خمسة آلاف متظاهر من كل الاعمار، حسب تقديرات وكالة "فرانس برس"، تدفقوا ظهراً الى ساحة كالوغا في وسط موسكو للمشاركة في هذه التظاهرة التي سميت "مسيرة من اجل حريتكم وحريتنا".
ورفع المشاركون من مختلف التيارات السياسية لافتات كتبت عليها شعارات مثل "الحرية لمعتقلي 6 ايار" و"بوتين، عار على روسيا" و"فلتسقط الاستبدادية الرئاسية".
وشارك في التظاهرة ابرز معارضي الرئيس الروسي، اليكسي نافالني الذي يحاكم في الوقت الراهن بتهمة اختلاس اموال، ومسؤولان عن حركتي سوليدارنوست وبارناس الليبيراليتين ايليا لاشين وميكايل كاسيانوف.
وسار المتظاهرون حتى ساحة بولوتنايا المواجهة للكرملين حيث جرت تظاهرة في 6 ايار 2012 احتجاجاً على تنصيب فلاديمير بوتين في الكرملين لولاية رئاسية ثالثة، فيما سدت مجموعات من أفراد الشرطة وجرافات وشاحنات مياه جسرا على النهر في اتجاه الكرملين. وقالت الشرطة إنها احتجزت تسعة أعضاء في جماعة معارضة تم حظرها مع تجمع المحتجين.
وكانت المسيرة بدأت قبل ساعات من الموعد المتوقع لرئاسة بوتين الجبهة الشعبية التي أسسها عام 2011 وسعيه لتوسيع قاعدة سلطته والحد من الاعتماد على حزب روسيا الموحدة الحاكم في أول فترة حكمه التي تمتد ست سنوات وربما لا تكون الأخيرة.
وكانت مواجهات اندلعت في السادس من أيار 2012، خلال الاحتجاجات على تنصيب بوتين لولاية رئاسية ثالثة، اصيب خلالها عشرات المتظاهرين ونحو ثلاثين شرطيا.
ولا يزال اندلاع تلك المواجهات مثار جدال لان المعارضة تتهم قوات الامن بالتسبب بها لتبرير التشدد مع اي احتجاج.
ومنذ ذلك الحين وجهت التهم الى نحو ثلاثين شخصا، وبدأت محاكمة اثني عشر شخصا منهم الاسبوع الماضي.
وفي اليوم الاول من هذه المحاكمة قرر القضاء ان يمدد ستة اشهر حبس عشرة من المتهمين الذين وجهت الى البعض منهم تهمة المشاركة في "اضطرابات كثيفة" وقد يحكم عليهم بالسجن ثمانية اعوام.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت انستازيا يوريفا (21 عاما) احدى المشاركات في التظاهرة "جئت لأطالب اولا بالافراج عن موقوفي بولوتنايا، هم ليسوا مجرمين وهم مسجونون".
وقالت المتقاعدة تاتيانا (70 عاما) ان المشاركة في تظاهرات المعارضة هي "الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من ان نقول شيئا للسلطات". واضافت "انها تسمعنا وإلا لما انتشر هذا العدد الكبير من عناصر الشرطة هنا. انها تخاف منا".
 
بوتين لا يحمي الأسد بل يهوى تذلل الغرب أمام أبواب الكرملين
إيلاف...لميس فرحات         
سوريا مهمة في نظر فلاديمير بوتين، ففيها مصالح روسية مالية وسيادية وجغرافية، كما أن تصلبه في حماية الأسد يدفع الغرب إلى التذلل أمام أبواب الكرملين، وهذا ما لم يسبق أن حصل في روسيا من قبل.
بيروت: منذ بداية ايار (مايو) الماضي، تدفقت مواكب من عمالقة السياسة إلى روسيا لإقناع الرئيس فلاديمير بوتين بوقف دعمه لسوريا والحرب الأهلية المستعرة فيها. لكنهم فشلوا في تغيير رأيه، أو حتى لهجته، وهذا الأمر لم يفرح أحدًا باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد، ورجال البروباغندا السياسية في الكرملين.
أحد هؤلاء هو ميخائيل ليونتيف، الذي يظهر باستمرار على شاشات التلفزة الروسية، لا سيما التلفزيون الحكومي، ويقول: "الغرب يركض إلينا"، في إشارة إلى الوفد الأوروبي الذي زار روسيا الأربعاء. وأضاف: "إنهم في حاجة إلينا، يريدون التحدث الينا، متى كانت آخر مرة يحدث ذلك؟".
الإجابة في الواقع هي أن ذلك لم يحدث يومًا على الإطلاق. فبوتين لم يقف مرة واحدة في حياته السياسية لاستقبال هذا العدد الكبير من رجال الدول الأقوى في العالم، في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. ففي الأسابيع الأربعة الماضية، استضاف بوتين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل منهم ناشده وقف تزويد سوريا بشحنات الأسلحة ورفع الغطاء الديبلوماسي عن الأسد.
يتقاطرون إلى موسكو
تجاهل كل هؤلاء الزوار حقيقة أن حكومة بوتين قضت العام الماضي بتنفيذ أكبر عملية قمع سياسي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. لكن هذا لم يمنع أي من المبعوثين الغربيين من التدفق على روسيا. في 4 حزيران (يونيو) الحالي، وصل إلى الكرملين اثنان من أهم المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، هما رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، للقاء بوتين والتذمر من دعمه لنظام سوريا. وعلى الرغم من أنهما لم يحققا الكثير، إلا أنهما على الأقل استطاعا انتزاع تنازل غامض.
قال بوتين خلال مؤتمر صحافي في مدينة ايكاترينبرج الروسية إن بلاده لم تنفذ حتى الآن خططها لتسليم أنظمة دفاع جوي متطورة لسوريا، خوفا من أن أنها تخل بالتوازن في المنطقة.
وهذا الكلام يتناقض بشدة مع تصريحات سابقة من وزير الدفاع وكبار المسؤولين الآخرين، الذين قالوا مرارًا إن روسيا ستنفذ عقود التسلح الخاصة بها. لكن بوتين لم يذكر خطط روسيا لتسليم طائرات مقاتلة وصواريخ ياخونت المضادة للسفن إلى سوريا. كما أن الموقف الروسي الذي تبثه قنوات التلفزيون الروسية في تغطيتها للحرب الأهلية في سوريا يتمحور حول فكرة أن سوريا ضحية "العم سام".
ثلاثة عوامل
مثل هذه المواقف تصب في صالح بوتين في الداخل الروسي، إذ تساعد على تسليط الضوء عليها باعتبارها حصنًا منيعًا ضد الغرب، وهذه مواقف يتردد صداها مع جمهور الناخبين الذين نشأوا على صور من الحرب الباردة. هذا السرد الذي يعتمد على صراع الحضارات بين روسيا والغرب يمكن أن يساعد أيضًا في تفسير موقف بوتين حول الازمة السورية. فدعم بوتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد غالبًا ما يفسَّر بناء لثلاثة عوامل هي المال والسيادة والجغرافيا السياسية، وجميع هذه التفسيرات صحيحة.
تملك الشركات الروسية عقودًا بمليارات الدولارات مع الحكومة السورية، بما في ذلك صفقات لبيع الأسلحة، وحفر آبار النفط وبناء البنية التحتية، وأي تدخل خارجي في شؤون دولة ذات سيادة سيغضب بوتين، الذي لا يريد أن يصبح هدفًا لمثل هذا التدخل.
أما على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، فالقاعدة العسكرية الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق هي في ميناء طرطوس السوري، وتشكل موطىء قدم روسي على البحر المتوسط، تحرص موسكو على حمايته.
لكن حسابات صانعي صورة بوتين لا تقل أهمية في تشكيل سياسته بشأن سوريا. يقول سيرغي ماركوف، الذي عمل بالكرملين لفترة طويلة ويرأس قسم العلوم السياسية في جامعة بليخانوف للاقتصاد: "مواقف بوتين بشأن سوريا تعطيه صورة الرجل القوي البارد الذي لا يلين، فبوتين لا يساوم عندما يتعلق الأمر بالمصالح الروسية، ولا يرضخ للضغوط الغربية".
الغرب المتذلل
شخصية بوتين الصلبة تعني أنه لا يوجد أي مؤشر للتوقع بأنه سيلين، خصوصًا في الوقت الذي تعاني فيه شعبيته في الداخل من الركود. خلال هذا العام، حافظت أسهم بوتين الشعبية على نفس مستوياتها منذ أواخر العام 2011، بالرغم من اندلاع احتجاجات ضخمة ضده في الشوارع للمرة الاولى في مسيرته السياسية.
وبالرغم من أن شعبيته ما زالت فوق مستوى 50 بالمئة في جميع استطلاعات الرأي الرئيسية، إلا أن الكرملين لا يستطيع العثور على علاج للملل سياسي الذي تشعر به الأمة، بعد ما يقرب من 13 عامًا تحت حكم الرجل نفسه.
يقول ماشا ليبمان، المحلل السياسي في مركز كارنيغي في موسكو لصحيفة تايم الأميركية: "سياسات بوتين بشأن أمن الوطن، والفساد، والاقتصاد وغيرها تفقد الدعم الشعبي باطراد، لكن هذا الوضع لا ينطبق على سياسته الخارجية التي لا تزال العامل الأكثر شعبية في تصنيفه الإجمالي داخل روسيا".
يضيف: "الأمريكيون يريدون السيطرة والتحكم بالجميع، لكننا لن نسمح لهم بذلك"، مشيرًا إلى أن هذا يجعل بوتين شخصية حيوية للحفاظ على قوة بلاده في وجه واشنطن، "وليس هناك من طريقة للقيام بذلك أجمل من رفض طلبات الوفود الغربية المتذللة، الواحدة تلو الأخرى".
في ما يتعلق بسوريا، يعتبر الكرملين أن سياسة بوتين حصدت نجاحًا كبيرًا، فيقول ليونتيف: "في البداية حاول الغرب إهانتنا، ثم تخويفنا، والآن يريدون التفاوض معنا، وهذه واحدة من الحالات النادرة في سياستنا الخارجية".
 
اردوغان يلتقي ممثلين عن المعارضة وسط هدوء حذر في ساحة تقسيم و"العدالة والتنمية" ينظر في إجراء استفتاء ويحذر من استمرار التظاهرات
(ا ف ب، قنا)
طلب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا مساء امس، من المحتجين في حديقة غازي في وسط اسطنبول مغادرة الحديقة فورا، وقال انه سينظر في اجراء استفتاء بشأن خطط تطوير الحديقة التي اثارت احتجاجات عنيفة على مدى نحو اسبوعين. وسط هدوء حذر خيّم على ساحة تقسيم في اسطنبول، بعد عنف الليلة اول من امس بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين وذلك بالتزامن مع لقاء اعتبره البعض زائفا بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان و"ممثلين" عن المحتجين.
وفي صبيحة اليوم الـ13 للاحتجاجات ضد اردوغان بدت الساحة الشهيرة في قلب اسطنبول خاضعة لسيطرة مكثفة لقوى الامن التي تحصنت خلف مدافع المياه على مدخل كل من الشوارع المتفرعة.
وتمت ازالة الاعلام واللافتات والحواجز والسيارات المحروقة والبلاط وعبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة اي جميع اشارات الاحتجاجات والمواجهات الكثيفة التي جرت حتى الفجر.
وقال نائب رئيس الحزب حسين جيليك في مؤتمر صحافي: "اصحاب النوايا السيئة او من يسعون للاستفزاز والبقاء في الحديقة سيواجهون الشرطة".
فصباح الثلاثاء فاجأت قوى الامن الجميع وسيطرت على ساحة تقسيم بعد مغادرتها في الاول من حزيران، بحيث باتت معقلا للتحرك الاحتجاجي. وحصلت مواجهات بين الطرفين استمرت نحو 20 ساعة استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف.
وبحسب ممرضة متطوعة، فقد تمت معالجة نحو 500 شخص الثلاثاء في مراكز العناية الميدانية التي فتحت امام المتظاهرين في محيط ساحة تقسيم.
وبمحاذاة الساحة لا تزال حديقة جيزي التي شكل الاعلان عن ازالتها شرارة انطلاق الاحتجاجات في 31 ايار بايدي المتظاهرين. ففيما غادر بعض المعتصمين خيمهم تحت المطر خشية اخلاء الشرطة للحديقة ليلا اصر المئات منهم على تمضية ليلة اخرى بلا راحة للدفاع عن "حديقتهم" واشجارها الـ600.
وصرحت فوليا دالي طالبة الحقوق البالغة 21 عاما: "لم يعد الناس يخشون الحكومة، وهذا امر حققناه ولن نتخلى عنه". وتابعت "نريد ان يستيقظ الناس...لذلك لن نغادر".
وفي العاصمة انقرة تدخلت الشرطة كذلك في وقت متأخر ليل الثلاثاء لتفريق نحو 5000 شخص كانوا يهتفون "طيب (اردوغان)، استقل!" وصباح امس سعت الشرطة الى اخلاء حديقة كوغولو في وسط العاصمة من عشرات المتظاهرين الذين يعتصمون فيها.
ودعا رئيس حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار اوغلو الرئيس التركي عبد الله غول الذي يعرف بانه اكثر اعتدالا من اردوغان الى جمع الاحزاب كافة لمحاولة الخروج من الازمة.
وادى تشدد اردوغان ورد الشرطة العنيف الى تصاعد الانتقادات لاردوغان حول العالم حيث دعا امين عام الامم المتحدة الى "الهدوء" و"الحوار" واعرب البيت الابيض عن "القلق" حيال مجرى الاحداث. كما اعتبرت منظمة العفو الدولية ان تصريحات اردوغان "ستفاقم العنف". كما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى "التهدئة وضبط النفس" في تركيا و"الحوار" بين الحكومة التركية والمتظاهرين، موضحا انه يخشى ان تكون السلطات تلعب ورقة "تدهور الوضع".
اما وزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي فوصف تدخل الشرطة في قمع التظاهرات بانه "مؤشر سيء"، في حين اعتبرت نظيرته الايطالية ايما بونينو ان تعاطي انقرة مع الاحتجاجات "اول اختبار جدي" على طريق انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
واشارت الحصيلة الاخيرة التي نشرتها نقابة الاطباء الاتراك الثلاثاء الى مقتل 4 اشخاص منذ انطلاق الاحتجاجات في البلاد هم ثلاثة متظاهرين وشرطي فيما اصيب نحو 5000 بجروح من بينهم العشرات اصاباتهم خطيرة.
الى ذلك، اكد وزير المال التركي محمد سيمسيك امس ان الحركة الاحتجاجية التي تشهدها تركيا حاليا لم يكن لها "اي اثر سلبي مهم" على الاقتصاد التركي. الا انه لم يستبعد تداعيات للاحتجاجات على اسواق المال ومستويات الاستثمارات الاجنبية او السياحة وذلك بسبب "التضليل" الاعلامي الاجنبي.
 
وص ف، رويترز، أب
هدوء في تقسيم والمحامون اعترضوا على التعامل الوحشي معهم وأردوغان التقى "ممثلين" للمحتجّين ومزيد من الانتقادات الدولية له
ساد هدوء حذر أمس ساحة تقسيم في اسطنبول، بعد عنف ليلي بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين وقبل اللقاء "الزائف" لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان و"ممثلين" للمحتجين.
صبيحة اليوم الـ13 للاحتجاجات على اردوغان، بدت الساحة الشهيرة في قلب اسطنبول تحت سيطرة قوى الامن التي تحصنت خلف مدافع المياه عند مدخل كل من الشوارع المتفرعة منها.
وأزيلت الاعلام واللافتات والحواجز والسيارات المحروقة والبلاط وعبوات قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمت في المواجهات الكثيفة التي استمرت حتى الفجر.
فصباح الثلثاء، فاجأت قوى الامن المحتجين، وسيطرت على ساحة تقسيم، بعد مغادرتها اياها في الاول من حزيران، فتحولت معقلا للتحرك ضد رئيس الوزراء. ووحدها حديقة جيزي التي شكل اعلان تدميرها شرارة انطلاق الاحتجاجات في 31 ايار كانت لا تزال أمس تثير استياء الشرطة.
وفيما غادر بعض المعتصمين خيمهم تحت المطر خشية اخلاء الشرطة الحديقة ليلاً، أصر مئات منهم على تمضية ليلة اخرى بلا راحة للدفاع عن "حديقتهم" واشجارها الـ600.
وصرحت فوليا دالي طالبة الحقوق البالغة من العمر 21 سنة: "لم يعد الناس يخشون الحكومة، وهذا امر احرزناه ولن نتخلى عنه... نريد أن يستيقظ الناس... لذلك لن نرحل".
وفي العاصمة انقرة، تدخلت الشرطة كذلك في وقت متقدم من ليل الثلثاء لتفريق نحو 5000 شخص هتفوا "طيب، استقل!".
وصباح أمس، سعت الشرطة الى اخلاء حديقة كوغولو وسط العاصمة من عشرات المتظاهرين الذين يعتصمون فيها.
المحامون أيضاً
الى ذلك، نفذ محامون بأثوابهم السود احتجاجات في أنقرة واسطنبول على التعامل الوحشي للشرطة مع عشرات من زملائهم أوقفتهم هذه في اسطنبول على هامش تظاهرات الثلثاء.
وقالت نائبة رئيس جمعية محامي أنقرة سيما أكسوي إن الشرطة كبلت أيدي المحامين ورمتهم أرضاً، واصفة عمل الشرطة بأنه اهانة للنظام القضائي التركي.
لقاء أردوغان و"الممثلين"
وبعد الظهر، التقى أردوغان ممثلين للاحتجاجات لمناقشة مطالبهم.
ونشرت صحيفة "زمان" التركية أن وزراء الداخلية معمر غولر والثقافة والسياحة عمر سيليك والتخطيط البيئي والمدني أردوغان بيرقدار، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين سيليك شاركوا في اللقاء.
وكان المحتجون انتقدوا لائحة من نحو 20 "ممثلا" لهم، بينهم مندوبون لمنظمات غير حكومية من المجتمع المدني وخبراء وفنانون، وافقت الحكومة التركية على لقائهم، معتبرين ان هذا اللقاء الاول ليس الا لذر الرماد في العيون.
وقالت المتظاهرة انيسة: "نريد أن تحاور الحكومة ممثلينا نحن، لا من اختارتهم هي".
ولم تدع هيئة "التضامن مع تقسيم" التي تعد 116 جمعية تنظم الاحتجاجات، فيما رفضت هيئات مدعوة مثل "غرينبيس" المشاركة في اللقاء اعتراضاً على القمع الذي مارسته الشرطة الثلثاء وعلى تشدد رئيس الوزراء.
وفي تصميم واضح على انهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة التي تهز بلاده، أبلغ اردوغان نواب حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي، ان حكومته لن تبدي "اي تسامح" بعد الآن مع المتظاهرين، واصفا هؤلاء مجددا بانهم "متطرفون" او "عصابات نهب".
ودعا رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو الرئيس التركي عبد الله غول الذي يعرف بانه اكثر اعتدالا من اردوغان، الى جمع الاحزاب كلها لمحاولة الخروج من الازمة.
ونشرت صحيفة "حريت" التركية أن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون غرّم عدداً من القنوات التلفزيونية لـ"إلحاقها أذى بالنمو النفسي والأخلاقي والجسدي للأطفال" بنقلها الاحتجاجات في متنزه جيزي باسطنبول.
انتقادات دولية
وادى تشدد اردوغان والرد العنيف للشرطة الى تصاعد الانتقادات لرئيس الوزراء حول العالم.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الى "الهدوء" و"الحوار".
وأبدى البيت الابيض "قلقه" من مجرى الاحداث.
واعتبرت منظمة العفو الدولية ان تصريحات اردوغان "ستزيد العنف تفاقما".
وفي روما، صرحت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو بان التظاهرات في تركيا تمثل "الاختبار الجدي الاول" لانضمام هذا البلد الى الاتحاد الاوروبي، منتقدة "استخداما غير متكافئ للقوة" في اسطنبول.
وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بان باريس تأمل في "التهدئة وضبط النفس"، وتدعو الى "الحوار" بين الحكومة التركية والمتظاهرين، موضحا انه يخشى ان تكون السلطات تلعب ورقة "تدهور الوضع".وقال:"في ديموقراطية، يجب التحاور. هذا ما طلبه الرئيس عبد الله غول وآمل ان نتوجه اليه".وعندما سئل هل تبتعد تركيا عن اوروبا، أجاب: "لا أعتقد، ولكن صحيح ان هناك بعض الممارسات التي لا نريد ان نراها تتطور في اوروبا".
وأعرب عن اعتقاده أنه لا يمكن الحديث عن "ربيع تركي"، قائلاً: "هذه ليست الظاهرة نفسها. اولا لأن تركيا تشهد تطورا اقتصاديا بينما لم تكن الدول العربية كذلك عند حصول الربيع العربي، وثانيا اردوغان انتخب والامر لا ينطبق على (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك او الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين) بن علي".
 
روما تلوح بورقة الاتحاد الأوروبي.. وبرلين وباريس تدعوان للحوار مع المحتجين
ردود أفعال دولية واسعة على أحداث إسطنبول.. وواشنطن تبدي قلقها
لندن: «الشرق الأوسط»
اتسعت ردود الأفعال الأوروبية والأميركية والدولية من حادثة اقتحام الشرطة التركية لميدان تقسيم وإخلائه من المحتجين المطالبين باستقالة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أول من أمس. وجاءت ردود فعل ألمانيا الأقوى إذ طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالحوار مع حركة المعارضة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أمس عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الألماني، إن الحكومة الألمانية تتابع «بقلق كبير» تطورات الأوضاع في إسطنبول، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف المتحدث: «فقط عن طريق الحوار يمكن تهدئة الأوضاع على نحو دائم»، مؤكدا ضرورة بدء «محادثات بناءة رصينة من كل الأطراف».

وأعاد المتحدث تذكير تركيا بأن حرية التجمهر والتعبير عن الرأي من الحقوق الأساسية الديمقراطية التي يتعين احترامها، وقال: «تهدئة الأوضاع مطلب الساعة. وهذا يعني أيضا التهدئة في نبرة الحديث».

وأعلن المكتب الرئاسي في ألمانيا أمس أن الرئيس الألماني يواخيم جاوك أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي عبد الله غل أعرب خلاله عن قلقه من «العنف المفرط» في تركيا. ويأتي إعلان المكتب الرئاسي في برلين تأكيدا لما أوردته صحيفة «حريت» التركية عن هذه المكالمة.

وأوضح المكتب الرئاسي أن جاوك كان قد أجرى الاتصال بغل مساء أول من أمس للاستعلام عن الوضع الراهن في تركيا، وخلال الاتصال أشار الرئيس الألماني إلى الأجواء القلقة داخل الطائفة الألمانية التركية في ألمانيا بسبب الأحداث الجارية في تركيا. وأضاف المكتب أن الرئيسين اتفقا على أن الحوار بين الحكومة التركية والمعارضين أمر «بالغ الأهمية».

من جانبه دعا الرئيس التركي خلال المكالمة إلى الحوار والتروي، ونقل المكتب الرئاسي الألماني عن غل قوله إن لكل مواطن الحق في الاحتجاج السلمي. وأعرب الرئيس الألماني عن أمله في أن تجري الأمة التركية «حوارا داخليا سلميا»، مشيرا إلى أن ظهور مجتمع مدني في تركيا يعد من الأمور المشجعة.

من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس إن الحكومة التركية تبعث بإشارات خاطئة في الداخل والخارج من خلال رد فعلها على الاحتجاجات، ووصف الصور الواردة من ميدان تقسيم بوسط إسطنبول بأنها «مقلقة»، حسبما نقلت «رويترز».

وقال فسترفيلي في بيان: «نتوقع من رئيس الوزراء أردوغان تخفيف حدة الموقف بروح القيم الأوروبية والسعي إلى حوار سلمي».

من جهتها صرحت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو أمس بأن المظاهرات في تركيا تمثل «الاختبار الجدي الأول» لانضمام هذا البلد إلى الاتحاد الأوروبي، منتقدة «استخداما غير متكافئ للقوة» في إسطنبول.

وقالت بونينو أمام النواب الإيطاليين إن «الحكومة التركية تجتاز امتحان النضوج (الديمقراطي) في الساحات والشوارع. وهذا على الأرجح الاختبار الجدي الأول للتعامل الديمقراطي في تركيا ولعملية انضمامها إلى أوروبا». وأضافت: «كان البعض يعتقد أن تركيا اجتازت هذا الامتحان بسبب حيويتها الاقتصادية، لكنها تحتاج في الواقع إلى القيام بمزيد من الخطوات». ودعت إلى «البدء بحوار» بين السلطة والمتظاهرين.

وذكرت بونينو أن إيطاليا دائما ما دعمت دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن «العنصر الديمقراطي لا يتلاشى مع انتخابات حرة». وأضافت وزيرة الخارجية الإيطالية: «على تركيا أن تقرر هل تريد أن تصبح ديمقراطية ناضجة. والاستخدام غير المتكافئ للقوة وتوقيف 20 محاميا أمور غير مقبولة». وأوضحت الوزيرة الإيطالية أن «الحق في التظاهر بطريقة غير عنيفة هو إحدى الدعائم الأساسية للديمقراطية»، و«استخدام القوة مؤشر ضعف». واعتبرت بونينو أن «ساحة تقسيم ليست ميدان التحرير، والأتراك ليسوا عربا»، رافضة المقارنة بين «الربيع العربي» و«ربيع تركي» مفترض. وخلصت بونينو إلى القول إن المظاهرات في تركيا تذكر أكثر ما تذكر بالمظاهرات التي تجرى في كبرى المدن الغربية كحركة «احتلوا وول ستريت».

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن «باريس تأمل في التهدئة وضبط النفس» في تركيا وتدعو إلى «الحوار» بين الحكومة التركية والمتظاهرين، موضحا أنه يخشى أن تكون السلطات تلعب ورقة «تدهور الوضع». وقال فابيوس لقناة «فرانس 2» التلفزيونية: «ندعو إلى التهدئة وضبط النفس»، موضحا أنه بحث الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو الوضع في سوريا. وأضاف: «تحدثنا عن تركيا أيضا. أوضح لي وجهة نظره وعبرت له عن موقف فرنسا. نأمل في ضبط النفس والتهدئة والحل عبر الحوار، هناك وفي كل مكان آخر». وتابع ردا على سؤال: «يجب التوصل إلى تهدئة ديمقراطية وآمل أن يتم ذلك بسرعة»، لكنه اعترف بأن الحكومة التركية تلجأ إلى ورقة الحزم «وحتى تدهور الوضع». وأكد الوزير الفرنسي: «في الديمقراطية يجب التحاور. هذا ما طلبه الرئيس عبد الله غل وآمل أن نتوجه إليه».

وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا تبتعد عن أوروبا، أجاب قائلا: «لا أعتقد، لكن من الصحيح أن هناك بعض الممارسات التي لا نريد أن نراها تتطور في أوروبا». وتابع أنه لا يمكن الحديث عن «ربيع تركي». وقال: «هذه ليست الظاهرة نفسها. أولا لأن تركيا تشهد تطورا اقتصاديا بينما لم تكن الدول العربية كذلك عند حدوث الربيع العربي، وثانيا أردوغان انتخب، والأمر لا ينطبق على (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك أو (الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين) بن علي».

وحثت الأمم المتحدة والحكومة الأميركية السلطات في تركيا مساء أول أمس الثلاثاء على احترام حق المحتجين في التجمع. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كايتلين هايدن: «نحن قلقون من أي محاولة لمعاقبة أفراد يمارسون حقهم في حرية التعبير».

 
 و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
خامنئي يدعو إلى مشاركة كثيفة في الانتخابات ودعوات إلى وقوف المحافظين خلف مرشح واحد
في اليوم الأخير من حملة الانتخابات الرئاسية الايرانية، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الى المشاركة الكثيفة في الاقتراع، فيما تكثفت الدعوات الى انسحاب مرشحين في تيار المحافظين لتعزيز فرص مرشح قوي للتيار من أجل قطع الطريق على فوز حسن روحاني المرشح الوحيد للاصلاحيين والمعتدلين.
ونقلت شبكة "برس تي في" الايرانية للتلفزيون عن خامنئي لدى استقباله وفوداً شعبية، إن التصويت الكثيف سيحبط الاعداء ويقلل الضغوط على البلاد. ورأى أن مناظرات المرشحيتن للرئاسة الايرانية فضحت من يتهم إيران بعدم توفير حرية التعبير.
وقال إن مسار عملية الانتخابات "جيد حتى الآن"، مضيفاً أن "إحدى النقاط البارزة هي ان خطاب الشعب هو خطاب التزام القانون، فالشعب قد تضرر عام 2009 (خلال الاحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية السابقة) من تبعية البعض وإساءتهم الى القانون".
وذكّر وزير الداخلية بان امام المرشحين مهلة حتى صباح اليوم الخميس الساعة 8:00 بالتوقيت المحلي لوقف حملاتهم الانتخابية. وستبدأ عمليات الاقتراع غداً الجمعة الساعة 8:00 (3:30 بتوقيت غرينتش).
ودعي نحو 50,5 مليون ناخب لاختيار خلف للرئيس محمود أحمدي نجاد وكذلك لانتخاب 207 الاف عضو في مجالس محلية وبلدية.
واتحد معسكرا المعتدلين والاصلاحيين خلف المرشح حسن روحاني. وفي المقابل تكثفت الدعوات لمطالبة المرشحين المحافظين الاربعة الذين لا يزالون في السباق للانسحاب لمصلحة الأوفر حظاً بينهم. وافادت وسائل الاعلام ان محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي يعتبران الأوفر حظاً.
وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة: "نتوقع الان من المرشحين المحافظين ان يجلسوا معاً من دون اضاعة الوقت وان يختاروا احدهم مرشحاً للمحافظين... الاصلاحيون يؤكدون انهم يسعون الى الفوز، لكن نظراً الى ماضيهم، الذي يعتبر بالنسبة الى بعضهم غير مشرف، ليس لديهم اي أمل في الفوز".
واطلقت دعوات أيضاً في الاتجاه عينه لمطالبة وزير الخارجية سابقاً علي أكبر ولايتي بالانسحاب من السباق. ويؤكد كل المرشحين المحافظين حتى الآن، انهم باقون في السباق حتى النهاية.
وقال الأمين العام لجبهة مناصري نهج الامام التي تضم مجموعات سياسية عدة حبيب الله أصغر أولادي إن "المحافظين، من أجل الفوز، يجب ان يتحدوا بشكل ضروري وتجري مشاورات حاليا مع مسؤولين محافظين من أجل التوصل الى ذلك".
وحذر رجل دين محافظ آخر هو حجة الاسلام حسين ابرهيمي من انه في حال "عدم الاتحاد، ستحصل دورة ثانية وستكون نتيجتها غير اكيدة... في حين انه اذا اتحد المحافظون يمكنهم الفوز من الدورة الاولى".
وأظهر احد استطلاعات الرأي النادرة التي نشرت علنا واجرتها وكالة "مهر" الايرانية للانباء على عينة من عشرة آلاف شخص، ان قاليباف يتصدر السباق مع 17,8 في المئة من الاصوات، أمام روحاني (14,6 في المئة) وبعدهما جليلي (9,8 في المئة). وقبل يومين من الانتخابات لا تزال ثمة نسبة 30 في المئة من المترددين، بينما يتوقع ان تبلغ نسبة المقترعين 77 في المئة.

 

 

ظاهرة عمالة الأطفال في العراق تنتج أجيالًا من الأميين وتهدد المجتمع

إيلاف...وسيم باسم
تهدد ظاهرة عمالة الأطفال المجتمع العراقي، إذ يهجر الأطفال مدارسهم لتأمين القوت، بسبب شظف العيش، فيغدون أميين لا مكان لهم في عالم مهني يعتمد الشهادات والعلم.
بغداد: تتوسع ظاهرة عمالة الأطفال غير المشروعة في العراق مع اطلالة جديدة لليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي يصادف في الثاني عشر من حزيران (يونيو) من كل عام. وعلى الرغم من أنها ظاهرة قديمة في العراق، لكن اتساعها أصبح مثيرًا للقلق في الوقت الحاضر، يهدد المجتمع في ظل حاجة الاسر إلى تأمين لقمة العيش، مع غياب التشريعات المنظمة، لانها تخرّج اطفالًا أميين ليس لديهم القدرة على التعلم مستقبلًا، اضافة إلى فقدانهم قدرات التواصل مع العصر الرقمي المعاصر.
شظف العيش
تبدو الظاهرة جلية اليوم في كراجات السيارات، ومعامل الطابوق الأهلية، وأماكن جمع القمامة، ومناطق الطمر، اضافة إلى الساحات العامة في مراكز المدن. يعمل راشد حسين (13 سنة) منذ ثلاث سنوات مع والده في معمل طابوق أهلي جنوبي بغداد، بعدما ترك المدرسة. ومن أجل خمسة دولارات في اليوم، يجهد راشد نفسه في العمل من السادسة صباحًا حتى الثالثة ظهرًا.
ويعترف راشد انه نادم على ترك المدرسة، ويأمل أن يبدأ في الدراسة المسائية في السنة القادمة، بحسب والده الذي قال إن تأمين لقمة العيش اضطره إلى هذا الخيار الصعب. فوالد راشد يعمل في معامل الطابوق منذ سبع سنوات ولا يتجاوز دخله الشهري منها 300 دولار.
قال: "لا رقابة على عمل الأطفال، فالكثير من الصبية يعملون في المعامل المجاورة. ويجر راشد الطوب الجاف في عربة جاهزة إلى مكان التجهيز، كما تقع على عاتقه مهمة حمل الطوب الرطب وتجهيز الفرن به. وعلى الرغم من أن المهمة شاقة لفتى بعمر راشد، لكنه يقول إنه يعمل بسرور طالما انها تساهم في اعانة الاسرة على العيش.
عمالة رخيصة
تقول منظمة يونيسيف في تقرير لها إن نسبة العمالة بين الأطفال في العراق تزيد عن 11 بالمئة من الأيدي العاملة، في حين تشير إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء وجود مليون ونصف طفل يتيم في العراق. لكن صاحب العمل هاشم سلطان يؤكد انه لا يرغم احدًا على العمل معه، وان رفضه عمل هؤلاء الأطفال معه معناه قطع ارزاقهم.
يضيف: "في كل الاحوال انا ابحث عن الايدي العاملة الرخيصة، والأطفال والفتيان هم الاقل كلفة في الوقت الحاضر، وتأتي بعدهم النساء". وأطلقت منظمة العمل الدولية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في العام 2002، لتسليط الضوء على مدى انتشار الظاهرة في العالم، والعمل على وضع حد لها.
ويخرج عليوي كاظم يوميًا في الصباح الباكر مع زملائه إلى مناطق جمع النفايات والطمر الصحي في الحلة، لجمع قناني البلاستك والعبوات الزجاجية لبيعها إلى مخازن تدوير النفايات. وبحسب كاظم، فان معدل دخله في هذه الصنعة غير الدائمة حوالى خمسة دولارات في اليوم، إذا تمكن من الحصول على مخلفات ثمينة، مثل علب الألمنيوم و البلاستيك والنحاس.
دخل شحيح
يعمل الفتى ياسر حسن في معمل لصناعة البلوك الاسمنتي، وتتلخص مهمته بحمل الحصى والرمل إلى القوالب في عربات. يقول حسن (13 سنة ) إنه ترك المدرسة منذ أربع سنوات، ليعمل اولًا في معمل تدوير النفايات البلاستيكية، حيث تصنّف وتباع إلى اصحاب المعامل.
ومنذ حوالى السنة، عمل في هذه الصنعة لانها توفر له دخلا اكثر، سبعة دولارات في اليوم، "وهذا المبلغ يكفي والدتي لشراء الخبز والطماطم والخضراوات".
ولدى ياسر شقيق آخر هو علي (16 سنة)، يعمل في مطعم في مدينة المحمودية، فيوفر الشقيقان مبالغ بسيطة لتأمين لقمة العيش حيث يعيشان مع والدتهما في بيت من الطين والطوب في اطراف المدينة، على ارض متجاوز عليها.
ويجمع الفتى سعد هاشم على حماره بقايا المواد الغذائية، لكنه لا يتلقى على عمله دخلا، لأنه يجمعها إلى الماشية التي يربيها والده في البيت حيث يتم تأمين جزء من علفها من أماكن الطمر الصحي.
تهدد المجتمع
تقول الاكاديمية والباحثة في علوم الاجتماع هدى الخفاجي أن الدراسات التي اعدها طلابها في الجامعة وباحثون آخرون تتفق على أن عمالة الأطفال تهدد مستقبل المجتمع العراقي بكامله، "لأنها تخرّج اطفالًا اميين ليس لديهم القدرة على التعلم في المستقبل، اضافة إلى فقدانهم قدرات التواصل مع العصر في المستقبل، في ظل حياة تتحول شيئا فشيئا إلى حياة رقمية تعتمد على العلم والدراسة".
وبحسب الدراسات، اغلب البالغين الذين قضوا طفولتهم في العمل مصابون بأمراض نفسية وتنتابهم عدائية شديدة ورغبة في الانتقام من مجتمع لم يتح لهم التعلم وتذكر طفولة سعيدة.
أضافت: "تؤكد الدراسات أن الطفولة السعيدة وقضاء الطفل فترتها الزمنية في المدرسة هي الاسلوب المثالي للتربية، لكن الحياة العصرية تغيرت، ففي السابق كان الاباء يدعون ابناءهم الصغار يعملون لأن الحياة كانت تعتمد على الاعمال والمهن العضلية والخشنة، اما اليوم فأغلب الاعمال تعتمد على التفكير والعقل".
وأقر الدستور العراقي في العام 2005 حقوق الأطفال، وجاء في المادة 29 منه: "يحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال كافة وتتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحمايتهم". وترى الخفاجي أن ما يقلص الظاهرة هو توفير فرص العمل، وشمول الاسر الفقيرة بالحماية الاجتماعية، وتطبيق الزامية التعليم بشكل جدي على ارض الواقع، ومحاسبة الاسر التي لا تلتزم بذلك.

 

 

صدمة في اليونان بعد إغلاق التلفزيون الرسمي
الحكومة تتحجج بغياب الشفافية وتبذير المال.. والأحزاب ترفض والنقابات تدعو لإضراب
جريدة الشرق الاوسط
أثينا: عبد الستار بركات
أحدث قرار الحكومة اليونانية المفاجئ بوقف بث هيئة الإذاعة والتلفزيون «إي آر تي» الحكومية بحجة عدم شفافيتها وتورطها في تبذير المال العام، صدمة في البلاد؛ إذ تضامن الآلاف من أفراد الشعب من الموظفين الذين سيتم تسريحهم بسبب الإجراء، ودعت النقابات إلى إضراب عام اليوم الخميس.

كما أحدث قرار حكومة رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس شرخا كبيرا داخل الائتلاف الحاكم؛ إذ أعلن الحزب الاشتراكي وحزب اليسار الديمقراطي (الشريكان الصغيران في الائتلاف) رفضهما للقرار، وأكدا أنهما لن يصوتا لصالحه عندما يعرض على البرلمان.

وذكرت الحكومة مساء أول من أمس أنها أقدمت على هذه الخطوة لأن هيئة الإذاعة والتلفزيون (إي آر تي) تتسم «بعدم الشفافية وتبذير المال العام»، مشيرة إلى أنه سيجري استبدال هيئة أخرى بها تكون تابعة للدولة لكن تحت إشراف إداري واقتصادي تابع للقطاع الخاص.

وأعلنت الحكومة عبر بيان مقتضب أمس عن إيداع مشروع قانون ينظم كل قطاع الإعلام المرئي والمسموع في البلاد ضمن كيان جديد أطلق عليه اسم «نيريت» بعد إغلاق الشبكة العامة «إي آر تي»، مشيرة إلى أن المشروع سيجري بحثه خلال اجتماع تعقده لجنة مشاريع القوانين. وينص مشروع القانون الذي ستبحثه الأحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحكومي ثم يرفع إلى البرلمان من أجل اعتماده، على تشكيل «شركة مغفلة عامة تملكها الدولة» لكن «تكون لها منظمتها الإدارية والاقتصادية الخاصة وتحت إشراف الدولة». وتنص المادة الأولى من المشروع على أن «عمل الهيئة الجديدة للتلفزيون والإذاعة» اليونانية التي سيطلق عليها اسم «نيريت إس إيه» «ليس رهنا بالدولة»، وستملك «استقلالية في التحرير والبرامج».

ومن شأن إغلاق «إي آر تي» التي يعود تاريخها إلى الخمسينات، والمتهمة بممارسة المحسوبية السياسية، أن يؤدي إلى إقالة نحو 2700 موظف، بينهم 677 صحافيا.

وواصل موظفو شبكة التلفزيون العامة اليونانية برامجهم صباح أمس وتمكن الناس من متابعتها على الإنترنت وعلى قناة محلية للحزب الشيوعي، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفور الإعلان عن قرار الإغلاق مساء الثلاثاء سارع آلاف الأشخاص إلى المقر الرئيسي للشبكة اليونانية في ضواحي شمال أثينا للتعبير عن دعمهم. ووصل الغضب بآخرين حد توجيه دعوات من أجل تنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارات اليونانية في عواصم أوروبية مثل لندن وباريس.

وقال المتحدث باسم الحكومة سيموس كيديكوغلو مساء أول من أمس إن «إي آر تي» تمثل «حالة استثنائية لغياب الشفافية والنفقات غير المعقولة، وهذا الأمر ينتهي الآن». وجاء إعلانه هذا بعد أشهر من إضرابات متكررة يقوم بها الموظفون احتجاجا على خطط الإصلاح التي تطالب بها الترويكا الدائنة لليونان.

وتجمع نحو 500 شخص أمام فرع الشبكة في تسالونيكي (شمال اليونان)، فيما دعت نقابة الصحافيين بويسي إلى إضراب تضامني فوري في وسائل الإعلام الخاصة، وقالت إن «الحكومة مصممة على التضحية بالتلفزيون العام والإذاعة لتلبي طلب دائنيها». ودعت نقابتا موظفي القطاعين العام والخاص في اليونان أمس إلى إضراب عام لمدة 24 ساعة اليوم الخميس، وتجمع أمام مقر شبكة التلفزيون والإذاعة الرسمية «إي آر تي» في أثينا للاحتجاج على قرار الحكومة المفاجئ إغلاق المحطة الرسمية الوحيدة في البلاد.

وفيما توقف البث في أنحاء البلاد، عبر موظفون في أروقة المحطة عن دهشتهم، وقال الصحافي في «إي آر تي» بانتيليس غونوس: «هذه صدمة قوية. إننا نجري اتصالات مع مستشار قانوني ومنظمات إعلامية دولية».وأبقت «إي آر تي» على البث مع تدفق المزيد من المؤيدين إلى المقر الرئيسي للمحطة، لكن بعيد الساعة الحادية عشرة من ليل الثلاثاء - الأربعاء توقف بثها بعد أن عطلت الشرطة جهاز الإرسال الرئيسي قرب أثينا، بحسب مصدر نقابي.

وبحسب وكالة أنباء أثينا فإن عملية وقف أجهزة البث بدأت تدريجيا في أنحاء البلاد نحو الساعة السابعة من مساء الثلاثاء. وقال نيكوس روكوناكيس المهندس في المحطة منذ 30 عاما، إن «الشرطة توجهت إلى الجبل وقامت بوقف عمل موظفينا» الذين كانوا يشغلون أجهزة البث. ومع توقف البث أصدرت وزارة المالية بيانا قالت فيه إن الشبكة ألغيت. وأعلنت الحكومة أن جميع الموظفين البالغ عددهم حاليا 2655 سيتلقون تعويضا وستتاح لهم فرصة التقدم للعمل في الهيئة الجديدة.

وعبر شريكا حزب الديمقراطية الجديدة (حزب رئيس الوزراء) في الائتلاف الحكومي، عن معارضتهما لقرار الحكومة. وقال الحزب الاشتراكي باسوك: «نحن تماما ضد هذه القرارات وإدارة الحكومة لهذه القضية». أما حزب اليسار الديمقراطي ديمار فقال: «نجدد رفضنا الحازم لغلق (إي آر تي)». ويمكن أن يؤدي الخلاف داخل الائتلاف الحكومي إلى أزمة سياسية في التحالف الهش الحاكم في اليونان.

وقال ديميتريس باباديميتريو المدير العام لهيئة الإذاعة، وهو مؤلف موسيقي يوناني معروف، إنه حتى المجلس العسكري الذي كان حاكما في اليونان في 1967 وحتى 1974 لم يتخذ مثل هذه الخطوة. وقال: «مثل هذا الأمر لم يحصل أبدا في السابق، ولا حتى في ظل الديكتاتورية».

ويأتي الإعلان المفاجئ في وقت يزور أثينا مسؤولو ترويكا الدائنين من الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. فقد بدأ ممثلون عن الترويكا الاثنين التدقيق الدوري في الحسابات لمعرفة مدى تقدم البلاد في تطبيق برنامج التقشف والإصلاحات الهيكلية. والإصلاحات المطلوبة من اليونان تشمل خفضا كبيرا لموظفي القطاع العام ودمج أو إغلاق منظمات حكومية. وشبكة «إي آر تي» هي بين المؤسسات الحكومية التي ينبغي إعادة هيكلتها أو دمجها بموجب الاتفاق الذي وقعته اليونان مع دائنيها.

من جانبه دعا اتحاد الإذاعات الأوروبية (إي بي يو) البلاد إلى العودة عن قرار الإغلاق، معتبرا أنه يشكل ضربة كبرى لاستقلالية الإعلام. وقال في بيان إن رئيس الاتحاد جان بول فيليبو ومديره العام انغريد ديلتنر وجها رسالة إلى رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس لحثه على «استخدام كل سلطاته فورا من أجل إلغاء هذا القرار».


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,030,694

عدد الزوار: 6,976,002

المتواجدون الآن: 82