في محصلة المواقف ان الحكومة في جلستها عصر اليوم لن تحيل على مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب، وهي تفضل استيعاب الخسائر التي يسببها الاضراب الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية غداً الخميس، على مواجهة الهيئات الاقتصادية التي اطلقت أمس ما سمته " صرخة أخيرة".
وهكذا يعود موضوع سلسلة الرتب والرواتب مادة متفجرة على طاولة مجلس الوزراء الذي قرر الاستعانة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي ينصح بتقسيط الزيادات وهو ما ترفضه هيئة التنسيق النقابية.
وتتمسك الهيئة بإحالة السلسلة بصفة المعجل في جلسة اليوم، ومن دون تقسيط على مجلس النواب، على رغم أنها منفتحة على نقاش هذا الأمر استناداً الى مصادرها. وفي حال عدم حصول الإحالة اليوم، فهي ماضية في الإضراب الشامل في المدارس والثانويات الخاصة والرسمية ومدارس التعليم المهني والوزارات والادارات العامة والبلديات والقائمقاميات ووقف كل الأعمال الإدارية والمعاملات على اختلاف أنواعها طوال يوم الإضراب، مما يعني شل القطاع العام والمدارس.
واذ تركت هيئة التنسيق النقابية اجتماعاتها مفتوحة، وأعلنت هيئاتها المختلفة، ورابطاتها ونقاباتها، التزامها الإضراب غداً في حال عدم إحالة السلسلة، صرح رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب لـ"النهار" بان مطلب هيئة التنسيق النقابية هو إحالة مشروع السلسلة على مجلس النواب بصفة المعجل ومن دون تقسيط، اضافة الى مطالب اخرى. وأكد ان الهيئة ستجتمع لتقرير خطوات تصعيد.
 وبعد الزيارة التي قام بها وفد من الهيئات الاقتصادية لحاكم مصرف لبنان لاطلاعه على الموقف من الزيادات وتبعاتها، طالبت الهيئات بما سمته "صرخة اخيرة" او “جرس انذار خطيراً" الحكومة والحرصاء على مصلحة الاقتصاد الوطني "بعدم احالة مشروع السلسلة لان فيه طعنة كبرى للاقتصاد، وله نتائجه الكارثية على كل القطاعات والمرافق".
وفي معلومات لـ"النهار" ان مجلس الوزراء سيستمع اليوم إلى ما سيقدمه وزير المال محمد الصفدي وسلامة، من مقاربات لمفاعيل الإجراءات الضريبية المقترحة لتأمين التمويل، مع العلم أن مجلس الوزراء كان أقر،  مبدئياً في جلستين سابقتين جزءا لا بأس به من الاجراءات الضريبية على أن يتم إقرارها نهائياً إنطلاقا من تقويم الصفدي وسلامة لإنعكاساتها على الاقتصاد ومخاطرها على التضخم في ظل عدم تسجيل البلاد أي نمو.(راجع مقالة سابين عويس في مقالات)

 

على صعيد آخر، يستمر الرئيس ميشال سليمان في حركة اتصالاته لتوفير مخرج من الازمة الراهنة بانعقاد هيئة الحوار الوطني أو من دونه.
وأبلغ مصدر بارز في قوى 14 اذار "النهار" ان الحوار مع رئيس الجمهورية مفتوح من اجل قيام حكومة جديدة، ولكن لا حوار اطلاقا الى طاولة مع "حزب الله" . وهذا ما عبر عنه بوضوح البيان  السياسي لقوى 14 آذار، ولا تراجع عن مطلب حكومة انقاذ ورفض محاولات العمل لقيام حكومة وحدة وطنية.
ورجحت مصادر ان يزور قصر بعبدا في الساعات المقبلة موفد لـ 14 آذار لنقل الرسالة واظهار حسن النية.
في المقابل، قال مرجع في 8 اذار لـ"النهار" ان "كل ما يتناقله أفرقاء 14 اذار عن اشكال لحكومة حيادية وتوزيع مقاعدها لا اساس له من الصحة، ولا اتصالات في هذا الشأن. ورأى ان "المطلوب تلبية دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار. ولا مانع من الدخول في تفاصيل حكومة وحدة وطنية وهذا ما يؤكده النائب وليد جنبلاط ونحن معه".
وصرح الوزير محمد فنيش لـ"النهار" عقب لقاء جمعه وقيادات في "حزب الله" الى آخرين مع الحزب التقدمي الاشتراكي في منزل الوزير غازي العريضي "انه تم البحث في الوضع الراهن في البلاد بعد الازمة الاخيرة، وكنا متفقين على أهمية عدم الانزلاق الى الفراغ الذي من شأنه ان يهدد الاستقرار، وأكدنا السعي لتفعيل عمل الحكومة على كل المستويات ما دام متعذراً الاتفاق على البديل الحكومي".

 

وفي شأن على علاقة بالاتصالات الجارية على أكثر من صعيد لمساعدة لبنان على الخروج من ازمته، وبعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت الاحد الماضي، وقبله مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى اليزابيت جونز، وصل أمس الى بيروت وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي بدأ نهاره في معراب وختمه في بيت الوسط، مروراً بعين التينة والرابية والصيفي، مؤكدا دعم استقرار لبنان وعدم الوقوع في الفراغ من غير ان يتطرق مباشرة الى الشأن الحكومي لان"الامر متروك للشعب اللبناني".

على شاشة الـMTV، وصف وزير السياحة فادي عبّود قانون الحدّ من منع التدخين بـ"الغباء التشريعي"، وكأنه بذلك ينسف سنوات النضال التي خاضها المجتمع المدني منذ عام 2004 للتوصل إلى قانون عصري يرتقي بالبلد وشعبه على المستوى الصحّي، إلى الحدّ الأدنى من المستوى الحضاري الذي نفتقده في مرافق متنوّعة تتّصل بحقوقنا الإنسانيّة والسياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة.
وكان رئيس لجنة الصحّة النائب عاطف مجدلاني قد أصدر بياناً استغرب فيه ما صدر عن عبّود "وخصوصاً أنه وزير مسؤول في السلطة التنفيذية، وعلى المستوى الشخصي، إنسان مثقف يعتمد على العلم، أو هكذا يفترض، في إنجاح عمله الصناعي. هذه المواصفات لا تنطبق على مضمون الكلام الذي أدلى به عبّود إلى محطّة الـMTV عندما وصف قانون الحدّ من التدخين بأنه غباء تشريعي". وتساءل "لا أعرف أين اشتمّ رائحة الغباء، ولا أعرف إذا كان حلفاؤه في المجلس الذين صوتوا لمصلحة إقرار القانون يشاطرونه الرأي ويتضامنون معه في الغباء. لا شكّ أن عبود ضلّ الطريق في هذا التصريح. إما أنها زلة لسان نتوقع منه تصحيحاً والإعتذار عنها، وإما أنها حماسة مفرطة في غير محلها دفعته إلى هذه "الدّعسة الناقصة" التي أصابته قبل أن تصيب المجلس النيابي".
كذلك استغرب عضو لجنة الصحّة النائب رياض رحال "اعتبار قانون الحد من التدخين سببا لضرب السياحة، فهذا رأي سخيف لأننا لم نمنع الناس من التدخين، غير أننا منعناهم من التسبب بالضرر لغيرهم عبر التدخين في الأماكن المغلقة، إذ تترتب على ذلك أمراض سرطانية وزيادة في الكلفة الصحية على كاهل الدولة، فمن أراد أن يضرّ بنفسه حرّ، لكنني أكرّر ان هذا رأي سخيف ومتسرّع". وأضاف "حتى الآن لم أصادف مواطناً ممتعضاً من المشروع، والحريّ بالوزير أن ينفّذ لا أن يعترض، وخصوصاً أن الحكومة هي من أضرّت بالسياحة لا القانون، فالوضع الأمني المتردي والخطف وإقفال الطرق هي ما ألغت حجوز السيّاح. هم يلقون مسؤولية التراجع السياحي على المجلس متذرّعين بقانون الحدّ من التدخين لأنهم عجزوا عن القيام بمسؤولياتهم، لذلك أدعوهم الى الإستقالة".

 

ما هو موقف الحملة المدنية من هذا الجدل؟
 نائبة رئيسة جمعيّة "حياة حرّة بلا تدخين" منسّقة "الحملة المدنيّة لمراقبة تطبيق القانون 174" رانيا بارود قالت ان "قانون الحدّ من التدخين من أفضل القوانين التي أقرّت واستحقّت تهنئة منظمة الصحة العالمية، التي وصفته بالإنجاز التاريخي. وقد زار ممثل المنظمة شخصياً الرؤساء الثلاثة ليهنئهم، لأن المنظمة تدرك تماماً فاعلية تطبيقه لكونها تملك كل الدراسات التي تظهر أن التدخين هو القاتل الأول في لبنان، ولا شيء يحدّ منه غير قانون صارم يمنعه في الأماكن العامّة".
وأضافت "إن نسبة تطبيق القانون اليوم 90 في المئة وهي من الأكبر في العالم، وتوازي النسب في أبرز الدول المتقدمة، مما أذهل منظمة الصحة العالمية. والملحوظ أن هذا الإلتزام قائم حتى في المناطق الجبلية البعيدة".
وهل امكان تعديله قائم، أجابت: "عقدنا مؤتمرا لمنع تعديل القانون، وانضمّ إلينا رؤساء جامعات ونقابات والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار وفاعليات تربوية ونواب عن كل الكتل النيابية، وقد أعلنوا جميعهم أنهم ضدّ تعديل القانون، لذلك ربح المجتمع المدني معركة معارضة تعديله. أما المعركة الجديدة اليوم فهي معركة وقف القانون، فهم عجزوا عن تعديله لذلك يعملون على وقفه، ولكن هذه هرطقة إذ لا يجوز وقف القانون، فهو لا يعلّق إلا بقانون آخر. نشدّ على أيدي الوزارات المعنية لتطبيق القانون، وإلا تكون هي المخالفة".
وعن رأيها في موقف عبّود قالت "أدرك أنه ضمناً مع القانون، وقد التقينا قبل وقت طويل من تطبيقه، وندرك أنه يؤيده لأنه يعرف تأثيره على الصحّة العامّة، وهو واثق أنه لا يؤثر على القطاع السياحي، بل إن الوضع في سوريا والخطف والإنفجارات هو ما يؤثر". وأضافت: "لا أعتقد أنه يعتبره غباء، أظن أنها زلة لسان".
"النهار" حاولت الإتصال بعبّود لاستيضاحه موقفه، غير أن خطّه كان خارج الخدمة.

أعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن الرسالة المحددة من الرئيس المصري محمد مرسي الى اللبنانيين "هي أننا نرغب في أن نرى لبنان في أطيب حال، وأن نرى توافقا لبنانيا، إذ إن لبنان مر بأزمات كثيرة وخرج منها منتصراً، ونحن على ثقة بقدرة الشعب اللبناني على تخطي أي عقبات، والتاريخ يقول هذا".
بدأ الوزير المصري أمس زيارة للبنان تستغرق يومين، فاجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في حضور السفير أشرف حمدي والوفد المرافق، الى المستشار الاعلامي علي حمدان. واستبقاهم بري على الغداء.
إثر اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف ساعة، صرح عمرو: "مصر تؤكد مرة أخرى وقوفها مع الشعب اللبناني، وتؤيد اختياراته. وقد ذكرت لدولته أن مصر جاهزة وحاضرة للقيام بأي أمر يرى الشعب اللبناني ان هناك مصلحة في القيام به".
وهل لدى مصر مبادرة لجمع الاطراف في لبنان، وهل لمس توافقا بين الموقفين حيال الازمة السورية؟ أجاب: "بالنسبة الى المبادرة في الازمة اللبنانية، انا لم آت بمبادرة، جئت لأعبّر عن الاهتمام المصري والتضامن مع الشعب اللبناني، وهذا كان واضحا، ونحن نرى ان اي حل لما يحدث في لبنان يجب ان يخرج من لبنان نفسه، بتوافق بين كل الاطراف اللبنانيين. أما بالنسبة الى الازمة السورية، فأنا ما زلت في بداية المشاورات، ونحن نستمع الى الآراء ونستفيد منها، ونقول وجهة نظرنا. وفي النهاية يهدف الجميع الى مصلحة الشعب السوري ووقف نزف الدم وتحقيق التحول المطلوب في سوريا نحو دولة ديموقراطية".

 

وزار عمرو الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي لمدة ساعة، في حضور نائب الرئيس سجعان قزي والمستشار ساسين ساسين. كذلك زار النائب العماد ميشال عون في الرابية في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشادارفيان.
بعد لقاء الصيفي، سئل هل تناول البحث الوضعين العربي والسوري، فأجاب: "بحثنا في أمور كثيرة، والوضع السوري قد نبحثه، وطبعا كلنا مهتمون بالوضع السوري وتأثيره ليس على دول الجوار المباشر فحسب انما دول الجوار الأبعد. الوضع مأسوي وتسقط دماء غالية علينا جميعاً، وهذه امور يصعب التعايش معها. من هنا كان الموقف المصري الواضح منذ البداية الذي اكدته مبادرة الرئيس مرسي الأخيرة في الإجتماع الطارىء لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة في رمضان الماضي. ونرى انه يجب العمل بسرعة على حدوث التغيير المطلوب في سوريا، ويفضل ان يكون من خلال عملية سياسية من دون تدخل عسكري اجنبي".
واعتبر الجميل "أن زيارة الوزير عمرو أمر مطمئن لأنها تبين أن مصر عادت الى دورها الإيجابي والبنّاء لمصلحة لبنان واستقراره والوفاق بين ابنائه".

 

كذلك زار معراب حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور النائب انطوان زهرا، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي، الى السفير المصري. وصرح بعد المقابلة: "لقد حرصنا أن تشمل الزيارة الجميع ليكون لبنان دوماً وطناً يقوم على المواطنة والديموقراطية".
ورأى أن تشكيل حكومة جديدة "أمر متروك للشعب اللبناني"، مؤكداً "ان مصر لا تفرض أي تصوّر بل تستمع الى ما هو موجود، اذ لا نريد ان نرى خلافات ودماء تُسفك بل نريد ان نرى العدل يتحقق. ويجب أن يحصل تحقيق جاد في حادثة الاغتيال الأخيرة التي طالت اللواء وسام الحسن، ومن ارتكب هذه الجريمة يجب أن ينال عقابه طبقاً للقانون والعدل".
وأشار جعجع للإعلاميين الى "ان اجتماع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حصراً برئيس الجمهورية دون سواه، هو مؤشر لان كل الدول اصبحت محرجة في التعامل مع الحكومة (...)".
وقال: "نحن نؤيد الحوار من أجل تشكيل الحكومة ولكن تبعاً لما ينص عليه الدستور".
    
 

وأصدرت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً أعلنت فيه ان الوزير المصري اتصل برئيس الحزب النائب وليد جنبلاط الموجود في المختارة، وقد حال إزدحام المواعيد لديه دون عقد لقاء بينهما في المختارة. واعتذر جنبلاط عن عدم تمكنه من النزول الى بيروت.
وأوضحت أنه جرى "التركيز على أهمية الاستقرار في لبنان ودعم جهود رئيس الجمهورية في الحوار، وقد جدد جنبلاط موقفه الثابت الذي يكرره لكل الأطراف العربية والدولية والمرتكز على ضرورة عدم وقوع البلاد في الفراغ تحت أي ظرف كان مبدياً "الانفتاح الكامل لمناقشة إمكان تأليف حكومة وحدة وطنية لحماية البلاد دون ربط ذلك بإستقالة الحكومة الحالية".

"مصر مهتمة جدا بما يدور في لبنان، وهي مستعدة للقيام بأي دور يطلبه الاطراف، مع حرصها على وحدة اللبنانيين وثقتها بقدرتهم على التغلب على الازمة". بكلمات قليلة، اختزل وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الرسالة التي نقلها من الرئيس محمد مرسي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والقيادات في اليوم الاول لزيارته لبنان.
وعمرو الذي يتضمن جدول اعماله اجتماعات مع كل الاطراف، بمن فيهم "حزب الله"، جدد في لقاء اعلامي عقده ليلا في فندق "فينيسيا" الموقف المصري من الملفات العربية وفي مقدمها سوريا. فذكر بالدعوة الى حل الازمة في اطار عربي وعبر حل سياسي يتفادى التدخل العسكري الاجنبي، "مع الاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة وتحقيق التغيير".
وفيما كرر دعوته الاطراف اللبنانيين الى التوافق، انطلق كغيره من الزوار العرب والدوليين من أهمية تحقيق الاستقرار "وخصوصا ان لبنان تعرض للكثير والمفروض تجنيبه مشكلات اخرى." وقال ان "ثمة رؤى كثيرة ووسائل عدة. والمطلوب الاتفاق على الهدف". وعن تأييد مصر حكومة تكنوقراط او حكومة وحدة وطنية، اكتفى بالقول:" ندعم ما سيتوصل اليه الاشقاء، ونحن واثقون بأن الحكمة ستسود".
وتزامنا مع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للمنطقة والتي شملت مصر والاردن، كشف عمرو ان المحادثات التي اجراها مع نظيره الروسي تناولت الوضع في سوريا وفلسطين. وقد تخللها تكرار التأييد المصري للسلطة الفلسطينية في طلب العضوية في الامم المتحدة، مستعيدا الاتصالات التي اجراها مع بعض الدول الغربية في هذا المجال ومنها فرنسا واسبانيا والمانيا.
وجدد موقف القاهرة الداعي الى احترام الاتفاقات الدولية، بما فيها تلك الموقعة مع اسرائيل، على خلفية تبادل الرسائل بين الرئيسين المصري والاسرائيلي، وتطرق الى الجهود لتوحيد فصائل المعارضة السورية في الدوحة والتباينات التي تشوب الخطوة. فدعا الى "اتحاد المعارضة في الداخل والخارج، وليس شرطا في تنظيم واحد، انما تحت اهداف"، مجددا اهمية "قيام معارضة موحدة ولا سيما معارضة الداخل التي تحمل معظم التضحيات والاعباء.
وبعد اشهر على اطلاق الرئيس المصري مبادرته المتعلقة بقيام الرباعية الاقليمية في قمة مكة، تحدث عمرو عن اجتماعات مقبلة متوقعة في هذا الاطار، مذكرا "بان المملكة العربية السعودية شاركت في بعضها ونحن نحوطها علما بكل ما يحصل". وقال: "هذه ليست مجموعة مغلقة بل نواة، ونرحب بأي طرح ومن اي طرف".
ووسط الانقسامات التي تحوط اقتراح حكومة المنفى، رأى "ان الطرح لن يكون مفيدا، ونعتقد ان توحيد المعارضة تحت مبادىء واضحة هو الاهم الآن". وقال " ثمة اضرار كثيرة ستنجم عن التدخل العسكري الاجنبي ولاسيما في ظل النسيج السوري المركب"، مكررا ان الموفد الاممي العربي المشترك "يواصل استكشاف آراء الاطراف من الازمة السورية". وآثر عدم الخوض في تحديد مصير الرئيس السوري بشار الاسد، مكتفيا بالقول: "متفقون على التغيير وحتميته، اما كيفية الوصول اليه فهذا هو الخلاف، والنقاش يتناول ما اذا كان للقيادة السورية الحالية دور في الحل".

زار وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مساء أمس "بيت الوسط" حيث التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في حضور النائب نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والمستشار محمد شطح ومستشار الرئيس السنيورة للشؤون الاقتصادية مازن سويد، كما حضر عن الجانب المصري مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير شوقي اسماعيل، سفير مصر في لبنان أشرف حمدي والوفد المرافق.
وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع في لبنان وآخر المستجدات في سوريا والوضع العربي عموماً. وشرح السنيورة للوزير المصري موقف "كتلة المستقبل" من الأوضاع السائدة في لبنان ورؤيتها لكيفية الخروج من هذه الأزمة، مثمناً التحرك المصري تجاه لبنان والاهتمام الذي تبديه القيادة المصرية بما يحصل فيه.

عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماعه مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في عين التينة امس عن ارتياحه الى عودة القاهرة الى المسرح العربي والافريقي والدور الذي كانت تؤديه لاعوام خلت. وشجعه على المضي في هذه الطريق التي خبرتها مصر في ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وسأل عمرو رئيس المجلس عما يمكن ان تقدمه بلاده لمساعدة لبنان على خروج الافرقاء من المأزق الذي يمرون فيه.
وتناول بري امام ضيفه العقبات والخلافات التي تهدد اللبنانيين وحياتهم السياسية والاقتصادية اذا استمروا بالسير على هذا المنوال. وكرر عمرو السؤال ثانية. "ما هي مشكلتكم يا اخوان؟".
فرد بري بتصوير حال اللبنانيين بأنه عريس يريد الزواج من عروس وهما لا يتكلمان، والمفارقة ان الاصدقاء وجميع من حول الشاب والفتاة يطلبون منهما انجاب الاطفال.
واوضح بري ان الخروج من هذه الازمة لا يتم من دون حوار.
وطلب اليه ان يخبر الرئيس المصري محمد مرسي والقيادة المصرية ان الصراع وممارسة التحدي امر ينبغي ان يكون ممنوعا ومرفوضا بين اللبنانيين، وكل شيء غير ذلك قابل للبحث والاخذ والرد والابحار في مركب الحوار.
وعلى الرغم من الخلاف الحكومي بين 8 و14 آذار، تبين ان عمرو لم يتناول هذا الموضوع، وشدد من موقعه على ضرورة الحوار والتلاقي.
ولم يغب الموضوع السوري عن لقاء عين التينة الذي تخلله غداء، وحضر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في الجلسة ايضا.
وأيد بري المبادرة التي يقودها الرئيس المصري حيال ايجاد حل او مخرج للازمة السورية، بدل لغة المدفع واعمال القتل مؤكدا ان تطوير المساعي المصرية يجب ان يكون باشراك الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، ولا بد للسوريين في النهاية من مؤتمر حوار وطني حقيقي.
وابلغه عمرو ان موسكو ترحب بمبادرة مصر وانها سترسل موفدا روسيا سيقيم في القاهرة لمواكبة المبادرة.

علمت "النهار" من مصادر الوفد المرافق لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو انه استهل اجتماعاته في لبنان برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب "نظرا الى تقدير القاهرة والرئيس محمد مرسي لمواقفه".
واشارت الى ادخال تعديل على برنامج قضى بتقديم موعد انطلاق الطائرة التي اقلته من العاصمة المصرية لساعات كي يجتمع مع جعجع الذي شكر ضيفه على تكبده هذا العناء.
وفي المعلومات ان الاجتماع استمر نحو ساعة ونصف الساعة، وقد بدأه الوزير المصري مبدياً خشيته من انتقال الازمة السورية الى لبنان، وطالبا الاستماع الى التفاصيل الكاملة للاوضاع في البلاد. فعرض جعجع رؤيته وقوى 14 آذار الى اسباب الازمة معتبرا ان ايران وسوريا لا تفوتان فرصة للتدخل في شؤون لبنان عبر "حزب الله" وحلفائه، وعدّد جعجع امثلة على ذلك ليس آخرها طائرة التجسس والمراقبة "ايوب" التي قال الحزب انه اطلقها فوق اسرائيل رداً على انتهاكاتها لسيادة لبنان على اجوائه، ليتبين بعد ذلك انها تنقل صوراً جوية لمصلحة ايران.
وتحدث جعجع لضيفه عن "دعم حزب الله العلني للنظام في سوريا ومحاولته الدائمة تطويع الامن اللبناني لهذه
الغاية".
واضاف ان "الفريق الآخر" عاد فوق ذلك كله الى اسلوب الاغتيال السياسي وبعدما اخفق في محاولتي اغتيال متتاليتين من ستة اشهر الى اليوم نجح للأسف في العملية الثالثة باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، مما دفعنا الى رفع الصوت عاليا هذه المرة من اجل وضع حد نهائي لهذا التصرفات".
وسأل جعجع الوزير المصري: "حيال هذا الوضع كيف تريدوننا ان نتصرف؟ هل نقبع في منازلنا ونبكي شهيدنا ونعود الى العمل في اليوم التالي وفقا لقاعدة "العمل كالعادة"؟
بالطبع لا. لذلك قررنا ان نتصرف باعلى درجة من الاستنفار السلمي والديموقراطي، فرفضنا اولا الجلوس مع "الفريق الآخر" الذي يتحمل المسؤولية عن الاغتيالات في لبنان بشكل او آخر، ونادينا ثانياً بسقوط الحكومة لانها جزء لا يتجزأ من الفريق الذي يتحمل هذه المسؤولية. صحيح ان اسقاط الحكومة ليس هو الهدف في ذاته، لكنه ضروري في مسيرة تحرير القرار الوطني ووقف آلة القتل".
 

تبين للسياسيين الذين التقاهم وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو امس، من معراب الى عين التينة الى السادات تاور الى الصيفي، واخيرا الرابية، انه لم يحمل اي مبادرة لمساعدة لبنان على الخروج من الازمة السياسية التي يجتازها منذ اغتيال الرئيس السابق لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في 2012/10/19، بل اتى لابلاغ المسؤولين الذين سيلتقيهم ايضاً اليوم الاربعاء، رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونظيره عدنان منصور، مدى اهتمام القيادة المصرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية محمد مرسي بالحالة السياسية المتوترة في البلاد، مشددا على "تضامن" شعب بلاده مع الشعب اللبناني، وطارحا اسئلة محددة عن التأزم. ونقل القلق الرئاسي من حالة التشنج التي تتضاعف يومياً وتبعد الافرقاء عن الحوار الذي يدعو اليه الرئيس سليمان، والذي اضطر الى تأجيله نظرا الى رفض قوى 14 آذار له ومطالبتها باستقالة الحكومة.
وأفادت مصادر المجتمعين "النهار" ان عمرو حرص على افهام من قابلهم ان مرسي لا يريد التدخل في هذه الازمة، ويعول على حكمة الافرقاء اياً تكن خلافاتهم في تذليل العقبات التي برزت في الاسابيع الاخيرة انطلاقا من توافق في ما بينهم، لانهم ادرى بما يجب
القيام به.
واوضحت انه تطرق الى انعكاسات الازمة السورية على البنان، واكد للذين التقاهم ان بلاده ضد الخروق التي تحصل على الحدود مع سوريا، لان ذلك يشكل مساسا بالسيادة الوطنية، والقاهرة تدين دمشق على سقوط القذائف داخل الاراضي اللبنانية القريبة من الحدود.
وقالت انه استفسر عما اذا كانت التحقيقات والتعقبات اظهرت معلومات دقيقة عن قتلة الحسن، وقيل له ان هناك خيوطا بدأت تظهر ويجري التكتم عليها من اجل انجاح التحقيقات.
ولفت احد رؤساء الاحزاب الذي استقبل عمرو الى انه لا يستغرب ألا يكون يحمل اي مبادرة، لان مصر محمد مرسي غير مصر حسني مبارك، ولا سيما في سنواته الاخيرة، اذ ان الخطوط كانت مفتوحة مع عدد من الزعماء في قوى 14 آذار، وكان رئيس المخابرات عمر سليمان يطلع على الشاردة والواردة والتفاصيل الدقيقة، وكان وزير خارجية مصر اول الواصلين الى بيروت مع اي ازمة سياسية تنشأ. وتجدر الاشارة الى ان الوزير السابق للخارجية احمد ابو الغيط كان آخر وزير خارجية مصري زار لبنان لتقريب وجهات النظر في الخلافات. اما مع مصر بعد "الربيع العربي" فان عمرو هو اول مسؤول من هذا المستوى يوفده مرسي للدعم.
ولفتت الى ان عمرو اوحى للمسؤولين الذين التقاهم ان بلاده على استعداد لما تطلبه منها الحكومة مجتمعة لبذل المساعي الحميدة التي توحد اللبنانيين ولا تفرقهم. وتبين له ان الانقسامات بين الحكومة والمعارضة على اشدها، ومن الصعوبة حل الخلافات
بزيارة.
وذكرت المصادر أن عمرو، الذي سينهي زيارته اليوم، سيرفع تقريرا الى مرسي فور عودته الى القاهرة يتضمن ما سمعه من الزعماء الذين قابلهم. ولاحظت ان المسؤول المصري ركز على العلاقات التي تربط البلدين ووصفها بأنها "قديمة ووثيقة
وعميقة".
 

"محلولة" او "قربت تنحل"... كلام يتردد على ألسنة من يتابعون العمل لحل اشكال الامانة العامة لقوى 14 آذار. اما كيف سيكون شكل هذا الحل فالعلم عند الله وعند الفريق الذي يخوض في معالجة "اشكالية" الامانة العامة.

اذاً لا تفاصيل ولا افكار عن طبيعة هذا الحل وشكله والجميع يتكتمون على الموضوع رغم علامات التساؤل التي يثيرها   على مستوى الرأي العام والناشطين المؤيدين لحراك 14 آذار ومبادئها، وان كان الارجح ان فترة التأمل والتفكير التي طلبها اركان الامانة وخصوصاً النائب السابق فارس سعيد شارفت الوصول الى خواتيمها، بدليل دعوته الى عقد اجتماع للامانة العامة ظهر اليوم في الاشرفية جرياً على العادة كل نهار اربعاء. فالرجل لا يستطيع ان يبقى خارج الحركة السياسية من دون ان يتفاعل معها، وكذلك حزب الكتائب الذي لم يقرر العودة الى اجتماعات الاشرفية قبل ان يحسم الكثير من الامور والملاحظات التي يرفعها في مواجهة اداء "مكتب الاشرفية". والكلام، استناداً الى اوساط متابعة، ان الحوارات او النقاشات الداخلية تجري على قدم وساق ضمن حلقة تضم الرئيس امين الجميل وقيادة الكتائب من جهة، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اضافة الى اركان "تيار المستقبل" وعدد من الشخصيات المستقلة بهدف ارساء صيغة يتفق عليها الجميع لمرة واحدة ونهائية تحت عنواني: "المصالحة والتطوير"، وذلك من اجل اعادة اطلاق عجلة التنسيق بين مختلف القوى والاحزاب والتيارات والشخصيات والهيئات التي شكلت في وقت ما ائتلاف 14 آذار العريض.
ويندرج تحت عنوان "المصالحة" اعادة التفاهم بين الكتائب من جهة والنائب السابق  سعيد، وتجاوز ذيول التصريح الذي ادلى به منسق الامانة العامة الى برنامج "كلام الناس" وكان الشرارة التي اشعلت فتيل المواجهة على نحو سافر بين الجانبين ووصلت الى مستوى غير مسبوق من التحديات والمواقف السياسية. ويقول سعاة الخير انه رغم النيات الطيبة لدى الجانبين، الا ان ثمة تفاصيل لا تزال عالقة ويجري العمل على معالجتها وبعضها متصل بالجانب الشخصي للخلاف.
 اما عنوان "التطوير" فتندرج تحته سلسلة من الافكار القديمة الجديدة التي نوقشت سابقاً وتم الاتفاق عليها بين مختلف مكونات 14 اذار لكنها لم تبصر النور لاسباب معلومة – مجهولة. وفي مقدم هذه الافكار: الانطلاق الى تفعيل دور الامانة العامة في شكل جدي بدءاً بتشكيل اطار تنظيمي واسع يضم جهاز امانة عامة والى جانبه جهاز تنفيذي بحيث تتحول الامانة العامة فعلاً  اداة عملانية وتنفيذية لمتابعة شؤون قوى 14 آذار والتنسيق في ما بينها والاشراف على تنفيذ المهمات الموكولة اليها لا ان تبقى مجرد منتدى او صالون سياسي يكتفي باصدار بيان كل نهار اربعاء دون الانطلاق منه الى الفعل العملاني. وفي المعلومات ان الافكار المتداولة تلحظ ان تضم الامانة العامة الجديدة الامناء العامين للاحزاب والتيارات المشاركة في ائتلاف 14 آذار، الى  ممثلين عن قوى المجتمع المدني المؤيدة لهذا الائتلاف، اضافة الى النواب الحاليين السابقين والمستقلين.
  الامور لا تبدو سهلة، فثمة عراقيل في مكان ما على طريق "المصالحة والتطوير"، ويقال ان الاهم بالنسبة الى من يناقشون تفعيل دور الامانة العامة ويطالبون بتطويرها وتنظيمها وتحديد المسؤوليات، هو ألا يتكرر ما جرى يوم تشييع اللواء  وسام الحسن وما نجم عنه من ارتدادات سلبية على مجمل قوى 14 اذار. 

اكد وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي "ان البلد امام مأزق سياسي وليس امام ازمة دستورية، ولا بد من ايجاد مخرج، فلا بديل من الحوار للتواصل والوصول الى حل". وابدى خشيته من "اتساع دائرة المشكلة التي تحتاج الى مبادرة سياسية انقاذية جماعية من الجميع من اجل حماية لبنان واستقرار امنه".
وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده امس في الوزارة ان "لا مانع من تشكيل حكومة اخرى"، داعيا المعارضة الى الجلوس معا للاتفاق".
وعن اللقاء الذي جرى بين الحزب التقدمي وحزب الله في منزله قال: "يندرج ضمن اللقاءات الدورية التي تعقد بيننا، وكل منا يتحدث بصراحة ويطرح ما لديه. هذا الشكل في التعاطي نموذجي، ونحن كحزب وكجبهة نضال نقول ما نفكر فيه ونراه من ملاحظات على اداء او موقف او قراءة سياسية، بدءا من الحدث في سوريا التي نختلف عليها مع الحزب. انما نظمنا هذا الخلاف ولا نزال مختلفين عليه. ينبغي للجميع العمل على منع تدهور الاوضاع في لبنان وضرورة الحوار، والدولة هي الضمان الوحيد.
وتابع: "نفضلها حكومة شراكة وطنية، فلنتفق على مبدأ الحكومة. البعض قال ان هذا الكلام غير دستوري، ولكن هل مطالبة فريق لآخر بالاستقالة هي دستورية، واذا رفض الفريق الآخر ذلك يكون خرج عن الدستور؟ ان البلد امام مأزق سياسي وليس امام ازمة دستورية، ويجب ايجاد مخرج، ولا بديل من الحوار للتواصل والوصول الى حل".
وابدى خشيته من اتساع دائرة المشكلة "التي هي اكبر من الحكومة وكل اللاعبين في لبنان اذا استمر الوضع على ما هو. المسألة بحاجة الى مبادرة سياسية انقاذية جماعية حقيقية من الجميع من اجل حماية لبنان واستقراره وامنه ومستقبله".

لفت الرئيس اميل لحود الى "الحرص الذي يبديه المجتمع الدولي على استقرار لبنان والذي تجلى اخيرا في زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واعرابه عن قلقه من تداعيات الحرب في سوريا على لبنان". وقال: "البارز في هذا الحرص امران، اولهما ان هذا المجتمع الدولي، بما فيه الامانة العامة للامم المتحدة، يبدو اكثر حرصا من بعض المسؤولين اللبنانيين على استقرار لبنان والامتناع عن سياسة المغامرة والمقامرة التي من شأنها ضرب العيش المشترك و القضاء على الكيان، وثانيهما انه فات هذا المجتمع الدولي بمعظم مكوناته الوازنة ان الوسيلة الانجع لوأد الفتنة في لبنان وتوفير عوامل الاستقرار الكامل فيه هو وقف الحرب الكونية على سوريا، ما من شأنه ان يزيل اية تداعيات او مخاطر قد تنتقل من سوريا الى لبنان بواسطة الارهاب نفسه الذي يضرب سوريا".
واشار الى انه "من الظلم بمكان ان تكال الاحداث بمكيالين، فاذا قضى شيخ معمم في الكويخات على حاجز للجيش قامت الدنيا وعلت صيحات الغيارى على الدين، في حين ان مقتل الشيخ المعمم عبد الرزاق الاسمر من حركة التوحيد الاسلامي في طرابلس مر مرور الكرام. ان هذه المقارنة تؤكد ان من يستهدف اهل السنة في وحدتهم انما يستهدف اهل السنة والتشيع في وحدتهم الاسلامية ايضا، كما يستهدف بالتالي الوحدة المسيحية – الاسلامية وصيغة لبنان الفريدة وركائز الكيان".
والتقى لحود وفدا من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة الوزير علي قانصو الذي حمل بعد اللقاء فريق 14 آذار "مسؤولية التأزيم السياسي من خلال مقاطعته للمؤسسات الدستورية ومن خلال رفضه الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية الى الحوار، ومن خلال هذا الخطاب التحريضي الذي يعتمده، يزيد منسوب الاحتقان والتوتر في الشارع".
كما التقى النائب السابق حسين يتيم ثم وفدا من قيادة الجيش هنأه بعيد الاستقلال ودعاه الى المشاركة في العرض العسكري الذي سيقام في المناسبة.

زار السفير الروسي الكسندر زاسبكين الرئيس امين الجميل في بيت الكتائب المركزي وناقشا في حضور رئيس مجلس الإعلام في الكتائب جورج يزبك التطورات على الساحة اللبنانية والاقليمية. وصرح السفير بعد اللقاء "بأن روسيا "تؤيد بقوة سيادة لبنان وندعم من خلال هذا الموقف الحياد مع ما يفترضه من تحصين لبنان من اية تداعيات ناتجة من الأزمات في المنطقة وخصوصا الأحداث في سوريا".
واضاف: "نؤيد بالقدر ذاته الجهود التي يبذلها المسؤولون اللبنانيون والجيش اللبناني لضمان الأمن والإستقرار في البلاد ووقف الإغتيالات". وعن هيئة الحوار، اشار الى وجود نوع من "سوء تفاهم بين الافرقاء اللبنانيين حول اختصاص طاولة الحوار، بين ان تكون مخصصة فقط لمناقشة السلاح او ان تنصرف ايضا الى مناقشة المسائل الوطنية المستجدة وبخاصة موضوع الحكومة". واكد اهمية استمرار التشاور والحوار بين الافرقاء اللبنانيين، قائلا "ان تشكيل الحكومة اختصاص لبناني صرف وأي تاثيرمن الخارج لن يكون مفيدا نظرا الى عدم وجود موقف موحد لا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى الدولي حول هذا الموضوع".

تبرعت الحكومة البلجيكية بمبلغ 785 الف دولار أميركي، منها 300 الف دولار لدعم جهود الصليب الاحمر اللبناني وذلك بشراء أربع سيارات اسعاف طبية ستقدمها سفيرة بلجيكا في لبنان الى فرق المسعفين في الصليب الاحمر اللبناني في السابع من تشرين الثاني الجاري.
أما باقي المبلغ، فسيستخدم لشراء مواد غذائية وغيرها للنازحين في سوريا ولبنان المحتاجين الى اغاثة ومساعدة في هذا السياق. وستوزع هذه المساعدات بحسب الحاجة بواسطة الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر.
وأوضح بيان صادر عن السفارة البلجيكية في بيروت أن وزير التعاون الانمائي البلجيكي أراد بهذه المبادرة "أن يوجه تحية الى عمل الصليب الاحمر اللبناني المميز منذ بداية العنف في سوريا، فهو بذلك يشيد بمنظمة تقوم بواجباتها بطريقة مثالية، وبآلاف المتطوعين الذين يواجهون يوميا وقائع صعبة وأحيانا خطيرة، ويلتزمون من دون حساب مساعدة رجال ونساء وأطفال محتاجين ومعرضين للمعاناة. وهم يقومون بهذه المهمة محترمين الحياد وعدم الانحياز من دون تمييز بين معتقد أو دين".
وقال انه "منذ 2009 والصليب الاحمر البلجيكي يعمل بدعم من الحكومة البلجيكية بشكل وثيق مع الصليب الاحمر اللبناني في مشاريع تهدف الى ترويج معايير الحق الانساني بين الشباب اللبناني".

استغرب وزير السياحة فادي عبود، في تصريح ما سماه "التضليل الاعلامي الذي بات سائدا في لبنان، إذ تتم مهاجمة أي شخص دون التثبت من صدقية المعلومات التي أدلى بها".
وقال: "نأسف لبيان النائب عاطف مجلاني، الذي سارع الى اتهامي من دون أن يعود حتى الى الحلقة التلفزيونية المذكورة، ففي سياقها الذي اتهم السلطة التشريعية بالغباء هو رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي بول عريس وليس أنا، بل على العكس لقد استهجنت ما تفوه به عريس"، معتبرا "أن من غير اللائق لرئيس نقابة وصف 128 نائبا بالغباء".
وطالب عبود النائب مجدلاني بـ"اعتذار علني"، متمنيا عليه "التحقق من مصادر المعلومات قبل التسرع في اصدار بيانات تحرجه وتحرج الكتلة النيابية التي يمثلها"، متمنيا على الرأي العام "الرجوع الى الحلقة والمتوافرة على الموقع الالكتروني لقناة الـMTV لتبيان حقيقة ما حصل".
وفي اتصال بالـMTV، أكد فريق اعداد البرنامج ان الوزير عبود سأل "هل الغباء من السلطة التنفيذية أم من التشريعية؟ انه من التشريعية".

قال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "لا موضوع للحوار اليوم،وهناك مواضيع تتناقض". ولفت اثر الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية امس الى "اننا لسنا متفقين على ان هناك مشكلة مشتركة نحتاج الى حل لها".
واستغرب مقاطعة قوى 14 آذار مجلس النواب، واصفا اياها بأنها "مشروع قتل للوطن واغتيال للشعب، اذ كان سيقر في جلسة مجلس النواب دفع مستحقات البلديات، لكن الامر توقف بسبب المقاطعة". وسأل "من سيقر سلسلة الرتب والرواتب عندما تحال على المجلس؟".
وشدد على انه "لا يجوز المقاطعة، وسنرسل المعلمين ورؤساء الاتحادات الى منازل المقاطعين عندما تحال السلسلة على مجلس النواب". وقال: "لمصلحتهم وقف المقاطعة، واذا لم يقر قانون الانتخاب فهم يتحملون المسؤولية".
واكد ان "محاولة اغتيالي جرت ولكن على موكب وهمي، وبعد 3 ساعات من كلامي قالوا ان القصة كاذبة، وهذا اسرع تحقيق حصل في محاولة اغتيال في العالم"، لافتا الى ان "النيابة العام اكدت صحة المحاولة". وكشف انه ادعى على تلفزيون "المستقبل" و"ال بي سي" و"ام تي في"، وعلى صحف "اللواء" و"المستقبل" و"الجمهورية" و"النهار" وموقع "القوات" ومصدر مجهول في فرع المعلومات". واشار الى "اقرار مبادئ في اعلان بعبدا لم يحصل اتفاق على تطبيقها"، لافتا الى ان "طرح حكومة مصغرة جدي ولكن شرط عدم حصول فراغ". وسأل "من سيعين حكومة تكنوقراط او محايدة؟".
وكان عون استقبل السفيرة الكندية هيلاري تشايلدز – آدامس، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان.

أعلن النائب روبير غانم ان "التوجه اليوم هو لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفق قانون الستين مع ادخال بعض التعديلات". وقال لـ"وكالة الانباء المركزية": "لا احد يتهرب من قانون انتخاب جديد، إلاّ أننا نقف أمام أزمة وطنية كبيرة وبالتالي المسألة ليست مقاطعة لإسقاط حكومة، بل مسألة تهديد للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وأحد المداخل لتغيير هذا الواقع ولوقف الاغتيالات هو إسقاط الحكومة الحالية".
واعتبر انه "من غير الممكن ان يصدر قانون للانتخابات قبل سبعة أشهر من موعد اجرائها، لذلك اقترحت سابقا أن يعمل المجلس على قانون جديد لا يطبق في الـ 2013 بل في انتخابات 2017، شرط أن يصدر بالتوازي مع قانون اللامركزية الإدارية والبطاقة الانتخابية".
ورأى أن "المخرج هو بتقديم الحكومة استقالتها، بعد فشلها في كل الميادين، لا سيما في المواضيع الأمنية، ويفترض الإتيان بحكومة إنقاذ أو حياد كما حصل في 2005".

أطلع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس السنيورة اعضاء الكتلة على نتائج لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور وفد من الكتلة. وشرح وفق بيان صادر عن الكتلة إثر إجتماعها الاسبوعي امس "اهمية التوصل الى حكومة جديدة تكون حيادية الطابع وانقاذية المهمة للاشراف على الانتخابات النيابية، ونقل البلاد الى مرحلة مختلفة تنخفض فيها مستويات التوتر والتشنج، ولكي يعبر لبنان هذه المرحلة بأقل الأضرار".
وشدد السنيورة على "أهمية التلاقي مع البطريرك الراعي الذي أبدى تفهما لمندرجات وجهة النظر التي عرضتها الكتلة، في ما يتعلق بالحكومة وضرورة تغييرها، وبالنظرة الى قانون الانتخاب وطرق التعامل معه. وكان نيافة الكاردينال الراعي في حديثه على مستوى عال من المسؤولية الوطنية في كل المواضيع، مبدياً رغبته في استمرار التواصل مع الكتلة".
ورأت الكتلة في زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان "ايجابية كبيرة، رغم سرعتها وقصر مدتها، لكنها صبت في اتجاه دعم قيم لبنان البلد السيّد المستقل وحمايته من المخاطر التي تعصف في المنطقة".
واستغربت "إمعان الحكومة في التغاضي عن المشاكل الاقتصادية والمعيشية وعدم تحسسها بالأخطار التي تهدد العديد من المؤسسات بالإغلاق أو الإفلاس، بما في ذلك عدم تنبهها للتداعيات الناشئة عن قراراتها المتعجلة وغير المدروسة لسلسلة الرتب والرواتب".
ورفضت الاعتداء على عناصر من قوى الامن الداخلي في بلدة عرسال، مجددة المطالبة بنشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية وطلب مساعدة القوة الدولية "لضبط هذه الحدود ومنع التعديات المتكررة من جيش النظام السوري او آي أطراف اخرى تعتدي على السيادة اللبنانية”.
واستغربت كلام نواب في "حزب الله" عن أن الاعتراض على سلاح المقاومة وأسلوب عملها مخالف لاتفاق الطائف و"يطرح علامات استفهام كبرى على الميثاق الوطني برمّته". ورأت فيه "مخالفة صريحة لاتفاق الطائف وللميثاق الوطني ومحاولة تضليلية لحرف الانتباه عن جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن.
وحذرت من "تجدد محاولات التهديد وآخرها ما تعرض له والد النائب هادي حبيش".
ورأت أن "استمرار هذه الحكومة في موقعها هو الفراغ بعينه وهو الإضرار الكبير بالمصلحة الوطنية".

في تحرك هو الثالث هذا الأسبوع، نفذ أهالي المخطوفين اللبنانيين في سوريا اعتصاما قبل ظهر أمس امام السفارة القطرية في بيروت، مطالبين بالافراج عن ابنائهم. وأوضح عوض ابرهيم، الذي أفرج عنه أخيراً، أن سبب تحركهم أمام السفارة عائد الى كون الثورة السورية كلها مجتمعة راهنا في الدوحة، وطلب من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المساعدة في ملف المخطوفين "لأنه مؤيد للثورة السورية"، متمنيا عليه "أن يفرح قلوب أهالي المخطوفين".
وهل من اتصالات بالمخطوفين؟ أجاب: "لا اتصال أو تواصل معهم، المسؤولون لا يفعلون شيئاً سوى إطلاق الوعود".

 

توفي عاملان أحدهما لبناني والآخر أردني اختناقاً وأصيب ثالث إثر تسرب غاز النيتروجين خلال عملية مد وتركيب خطوط أنابيب الفيول الخاص بالطائرات في المبنى الجديد لمطار الملكة علياء الدولي جنوب عمان.
وصرح الناطق باسم مديرية الدفاع المدني العقيد فريد الشرع بأن "حادث اختناق تعرض له ثلاثة عمال في إحدى الشركات المتخصصة في مد وتركيب خطوط الفيول الخاص بالطائرات، نتجت منه وفاة عاملين أحدهما لبناني الجنسية والآخر أردني وإصابة عامل ثالث بصعوبة في التنفس".

طالب رؤساء بلديات المتن الشمالي العالي بالإسراع في حل ازمة طريق المتن السريع عند نقطة النهاية في منطقة بعبدات حيث تشكل ازمة سير خانقة للسيارات العابرة، "علماً ان الحل موجود وهو طريق بشلاما – زحلة والتي اقر تنفيذها قبل اكثر من سبع سنوات". كذلك طالبوا في اجتماع بمبنى بلدية الشوير - عين السنديانة  ضم رؤساء بلديات ضهور الشوير ومرجبا والمروج والعيرون ومار موسى وعين الصفصاف ومار مخايل بنابيل وترشيش وعينطورة ومخاتير المنطقة وفاعلياتها، ببت  مسألة تزفيت الطريق الرئيسية التي تربط البقاع شرقا بطريق المتن السريع قبل حلول موسم الشتاء، والاسراع في تنفيذ محطة تكرير الصرف الصحي في الجهة الجنوبية من وادي العربانية.

 

أعلنت الهيئة العليا للاغاثة في بيان انه "على اثر تسلمها المبلغ المقرر لدفع التعويضات لمتضرري انهيار مبنى فسوح – الاشرفية، ستقوم بدفع هذه التعويضات (ضحايا، الشقق السكنية المتضررة في المبنى المجاور، السيارات)، وذلك في 7  و8 و9/ 11/ 2012 اعتباراً من الساعة 9:00 الى الساعة 15:00 يومياً في مكتبها على العنوان الآتي: بيروت – ميناء الحصن – مبنى ستاركو – بلوك C – الطبقة الثامنة".
وذكرت الهيئة المستفيدين بضرورة اصطحاب لكل الاوراق الثبوتية التي تخولهم تسلم التعويضات.

 

عكار - "النهار"
نقل السوري فداء العلي (38 سنة) الى مستشفى في القبيات بعكار مصاباً بطلقين من سلاح حربي في كتفه، وادعى ان اشخاصا خطفوه من مزرعة في منطقة الدريب لكنه تمكن من الافلات منهم في منطقة وادي خالد، فأطلقوا النار عليه. 

أعلن وزير الأشغال والنقل غازي العريضي، بالأسماء والأرقام، المخالفات القائمة على الاملاك البحرية والمسجلة في الوزارة، لافتاً الى أن "ثروة لبنان مبدّدة بين أيدي بعض المحميين تحت غطاء سياسي". ودعا القوى السياسية والأمنية والقضائية إلى التحرك "لإنقاذ الأملاك البحرية".
تحدث العريضي في مؤتمر صحافي عقده امس في وزارة النقل، في حضور المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ورئيسة مصلحة النقل البحري الهام خباز.
واعتبر أن "مجموع المخالفات على الأملاك العامة البحرية في الشمال والجنوب وبيروت وجبل لبنان بلغ 1،068 مخالفة، ونوعية هذه المخالفات ردم للبحر. كذلك توجد مخالفات على الأملاك العامة البحرية وأصحاب المخالفات لديهم مراسيم صادرة وفق الأصول إنما تجاوزوا ذلك عبر الاعتداء على المساحات المرخصة لهم"، مشيراً إلى أنه أرسل إلى الجهات المعنية القضائية والتفتيش المركزي ومفرزة الشواطىء منذ تسلمه الوزارة، "مراسلات حول الاعتداءات الجديدة لإزالتها ودفع الغرامات وفق المراسيم الموجودة، والوزارة تبذل جهداً ومتابعة دقيقة لواقع الأملاك البحرية ورفض كل ما يجري على هذا المستوى".
وشدد على أن "ثروة لبنان مبدّدة بين أيدي مجموعة من الناس المحميين بغطاء سياسي، ولولا حمايتهم لما أقدموا على ارتكاب الاعتداءات"، وطالب الدولة بـ"التحرك مباشرة على مستوى كل الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية بهذا الأمر، استناداً إلى الشكاوى والملاحظات التي تذهب إليها من وزارة الأشغال والنقل".

الهيئات تناشد الحكومة عدم احالة السلسلة: تداعيات كارثية للتوجه نحو اقرار الضرائب

بعد الزيارة التي قام بها وفد من الهيئات الاقتصادية الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس "بغية تنسيق المواقف واطلاع حاكم المركزي على موقفنا من سلسلة الرتب والرواتب"، كان للهيئات موقف صريح ناشدت فيه الحكومة عدم احالة المشروع على مجلس النواب في هذا الظرف الصعب، محذرة من تداعيات كارثية للتوجه نحو اقرار المزيد من الضرائب.

طالبت الهيئات بما سمته "صرخة اخيرة" و"نداء" و"جرس انذار اخير" الى الحكومة وجميع الحرصاء على مصلحة الاقتصاد الوطني لعدم احالة مشروع سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب في هذا الظرف الصعب "الذي تشكل احالة المشروع فيه طعنة كبرى للاقتصاد اللبناني"، مؤكدة حرصها على عدم ارتباط اسم الحكومة رئيساً ووزراء بمشروع "له نتائجه الكارثية على كل القطاعات والمرافق".
وفي بيان لها امس، اشارت الهيئات الى انه بلغها وجود توجه لاحالة مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب في ظرف يمكن اعتباره استثنائياً تمر فيه البلاد، "والهيئات انطلاقاً من حرصها على الاقتصاد اللبناني وتخوفها من النتائج الكارثية التي ستنتج من اقرار مشروع القانون المذكور على كل القطاعات الاقتصادية، ترى ان توجّه الحكومة لإقرار المزيد من الضرائب التي تطول بجزء كبير منها القطاع الخاص لتمويل السلسلة وموازنة العام المقبل، سيرتّب تداعيات كارثية خطيرة على بنية الإقتصاد وهيكليته، علما انه يعاني أسوأ ظروفه منذ عقود عديدة، وخصوصا في ظل ما خلفته الأوضاع الأمنية والسياسية الداخليّة من تأثيرات سلبية مباشرة على معظم القطاعات، ولا سيّما على القطاع السياحي الذي تواجه العديد من مؤسساته خطر الإفلاس والإقفال، وأيضا على القطاع الإستثماري كون معظم المستثمرين العرب والأجانب جمّدوا إستثماراتهم في لبنان أو نقلوها إلى بلدان أكثر أمنا وأمانا، مما أدى إلى إضاعة الفرصة مرة جديدة على لبنان وحرم تاليا الخزينة العامة ملايين الدولارات التي كان من الممكن الإفادة منها لسد العجز المتنامي".
وسألت في بيانها عما اذا كانت الحكومة تستطيع ان تتحمّل العواقب التي يمكن أن تصيب القطاع الإقتصادي "الذي يرزح تحت عبء دين عام وإرتفاع مستمر في عجز الموازنة، إضافة إلى انخفاض مخيف في معدّلات النمو التي وفق التقارير الصادرة عن أهم المراجع الإقتصاديّة العالميّة قد لا تتجاوز الـ1% في أحسن الأحوال، وأقل من صفر% في حال بقاء الأزمة الداخلية على حالها، وتدهور الوضع المضطرب أصلا في سوريا والمنطقة العربية".
واعتبرت الهيئات ان صرختها هي بمثابة نداء وجرس إنذار أخير إلى الحكومة وكل الحرصاء على مصلحة الإقتصاد الوطني، آملة من مجلس الوزراء الاخذ في الاعتبار هواجسها "والتراجع عن قرار تمويل السلسلة، كي لا يكون هذا التوجّه بمثابة المسمار الأخير في نعش الإقتصاد اللبناني وان لا يرتبط اسم هذه الحكومة رئيساً ووزراء بمشروع له نتائجه الكارثية على الاقتصاد اللبناني بكامله".

يبدو أن مشروع تنفيذ خطة تطوير الكهرباء بقيمة مليار و200 مليون دولار دونه معوقات، بعدما تبين أن كلفة الخطة ستزيد 160 مليون دولار بسبب تجاوز مشاريع تطوير معامل دير عمار والجية والزوق خطة الحكومة في زيادة القدرة الانتاجية من 700 الى 850 ميغاواط.

3 مناقصات جرت في اطار تطبيق الخطة. الاولى، لانشاء معمل جديد في دير عمار على الغاز أو الفيول اويل الثقيل لانتاج ما بين 450 و500 ميغاواط، مع زيادة او نقصان بنسبة 5% (لتأمين المنافسة بين الشركات المصنعة لهذا النوع من المعدات مثل “جنرال الكتريك” و”سيمنز”، اذ تتفاوت قدرة التوربينات بينهما). والثانية والثالثة لإقامة مجموعات ديزل ارتدادية في معملي الجية (72 ميغاواط) والزوق (180 ميغاواط). وتجاوزت القيمة الاجمالية للمشاريع الثلاثة مبلغ 850 مليون دولار المخصصة لبند زيادة الانتاج في خطة الحكومة .
وعلمت “النهار” أن كلفة المجموعات الجديدة في الجية والزوق 348 مليون دولار بحسب المناقصتين اللتين رستا على شركة Bwsc الدانماركية بفارق 68 مليون دولار عن “كاتربيلار” الاميركية. واقترح وزير الطاقة جبران باسيل على مجلس الوزراء، ارساء احدى المناقصتين على الشركة الدانمركية والاخرى على الاميركية. لكن طلبه رفض التزاما بقرار ادارة المناقصات التي ارست المشروعين على الشركة الدانماركية وحدها. وتجاوزت المشاريع الثلاثة خطة الحكومة أولا في زيادة القدرة الانتاجية من 700 الى نحو 850 ميغاواط، وتاليا زادت الكلفة المقررة في الخطة (850 مليون دولار) بـ160 مليون دولار مطلوب تأمينها.
ووفق مصادر متابعة، يتعين على مجلس الوزراء، ان يقرر مصير المناقصات الثلاث عبر رفد موازنة خطة الكهرباء بـ160 مليون دولار اضافية للحصول على 150 ميغاواط.

 

ما هي مواصفات معمل دير عمار الجديد وفق دفتر الشروط الموضوع من وزارة الطاقة؟
بحسب المصادر عينها، فإن المعمل الجديد متكامل حيال طريقة “الدائرة المختلطة”، اذ يعمل على الفيول الثقيل أو الغاز، علما ان الموقع هو الوحيد في لبنان المجهز بخط لتموين الغاز من الشبكة السورية - التركية (توقف العمل فيه بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري). ينتج المعمل سنوياً 5 مليارات كيلوواط/ساعة، وتبلغ كلفة الكيلوواط/ساعة 9.2 سنتات في حال توافر الغاز أو 13.6 سنتا في حال استعمال النفط الثقيل، ذلك عوض كلفة 29 سنتا حالياً في معمل دير عمار. وفي حال توافر الغاز عند انجاز المعمل، يكون الوفر السنوي بمليار دولار. أمّا إذا حالت الظروف دون وصول الغاز، فيصبح الوفر 750 مليون دولار أو 65 مليون دولار شهريا.
تبلغ كلفة المعمل الجديد 1260 دولارا/ميغاواط، موزعة على تجهيزات معمل التوليد الكهربائي (مفتاح باليد): نحو 960 دولارا/ميغاواط، واعمال البنى التحتية في المشروع بما في ذلك المرساة البحرية وخطوط وخزانات المحروقات ومعمل تحلية المياه وحماية الشاطئ وخلاف ذلك 300 دولار للميغاواط.
وتم وضع دفتر شروط المناقصة من استشاري سويسري، واعتمد من مجلس الوزراء بعد الموافقة عليه من البنك الدولي. وجرت المناقصة على نحو شفاف من إدارة المناقصات التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، اذ رسا الإلتزام على مجموعة BUTEC-ABENER الادنى كلفة وفقاً لشروط المناقصة.

 

جرت مناقصتان لإقامة مجموعات ديزل في كل من معملي الزوق (180 ميغاواط) والجية (72 ميغاواط). تقدمت للمناقصتين شركتان، دنماركية واميركية. وجرت المناقصة في ادارة المناقصات العامة التي ارست الالتزامين على الشركة الدنماركية الاقل كلفة، رغم فارق في الاسعار لمصلحة شركة “كاتربيلار” والذي بلغ 68 مليون دولار.
إشكالية التمويل
لحظ القانون 181 لتمويل خطة توليد 700 ميغاواط، مبلغ 850 مليون دولار لمعامل الإنتاج و250 مليونا لمحطات وخطوط نقل الكهرباء من المعامل. بلغت الكلفة الإجمالية للمشاريع الثلاثة الفائزة بقدرة 836 ميغاواط وفقاً لشروط المناقصة، 1010 مليون دولار أي بزيادة 160 مليون دولار عن المبلغ الملحوظ في الخطة، وجاء سعر الميغاواط أدنى من تقديرات الخطة. ووفق المصادر عينها، فإنه بغية اطلاق مشروع توليد الكهرباء، يجب على مجلس الوزراء توفير 160 مليون دولار اضافية او سد العجز من خلال تعديلات معينة في المشاريع بما يتناسب مع قرارته السابقة ومع القانون 181 ومع اصول اجراء المناقصات، وذلك كالآتي:
- حذف أعمال غير أساسية من مشروع دير عمار بحدود 10%.
- وقف مشروع بناء مجموعات الديزل في الجية الاعلى كلفة الكيلواط/ساعة (85 ميغاواط بسعر 115 مليون دولار)، مما يتيح توفير الاموال اللازمة لتغطية كامل تكاليف معملي دير عمار والزوق (750 ميغاواط تقريباً).
واذا تعذر وقف مشروع الجية، يمكن حذف أعمال الدائرة المختلطة في معملي الجية والزوق، مما يوفر نحو 65 مليون دولار، واستقطاع نحو 50 مليونا من بند أشغال نقل الكهرباء الملحوظة في القانون 181 لتغطية كلفة محطات التحويل وخطوط النقل من ضمن المشاريع الحالية.