حماده: قرارات اتهامية جديدة قريبا....28% من اللبنانيين تحت خط الفقر....

الردّ الأعنف لنصر الله على 14 آذار

تاريخ الإضافة السبت 18 شباط 2012 - 5:56 ص    عدد الزيارات 2400    التعليقات 0    القسم محلية

        


الردّ الأعنف لنصر الله على 14 آذار

هوف يفاجئ بيروت بدفع ملف النفط

 

جريدة النهار...رسمت الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مساء أمس في "الذكرى السنوية للقادة الشهداء"، وخصوصا في شقها الداخلي، سقفاً مرتفعاً اضافيا لمناخ الاستقطاب الحاد الذي يعيشه لبنان نتيجة انعكاس الازمة السورية عليه.
ذلك ان رد السيد نصر الله على خطباء قوى 14 آذار في مهرجان "البيال" الذي أقيم الثلثاء الماضي، اتسم بجملة مفارقات استرعت الانتباه من حيث خروجه عن بعض الخطوط التقليدية التي غالباً ما طبعت اطلالاته. فهو تعمد للمرة الاولى منذ مدة طويلة الرد شخصيا وبالاسم على كل من الخطباء الثلاثة في مهرجان "البيال" الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، واستثنى في ردوده الرئيس امين الجميل وحده مما اكسب هذا "التحييد" للجميل دلالة.
كما ان نصر الله ركز هجومه على قوى 14 آذار وخصوصاً في مسألة اتهامها "بالتورط" في الازمة السورية حتى من زاوية "التسليح والتحريض"، مما عد محاولة لاحداث "توازن الرعب" بين اعلان قوى المعارضة اللبنانية تحالفها مع المعارضة السورية وموقف "حزب الله" وحلفائه في تأييد النظام السوري.
اما المفارقة الثالثة فتمثلت في نبرة الرد اذ تعد كلمة نصر الله اعنف هجوم على قوى 14 آذار منذ عام 2005، وان يكن قرن هذا الهجوم تكراراً بابداء استعداده لحوار من دون شروط.
ومن خارج سياق هذا الرد استرعى الانتباه ايضا تجاهل الامين العام لـ"حزب الله" ملف المحكمة الخاصة بلبنان تجاهلا تاماً، الامر الذي اكتسب دلالة بارزة ايضا، خصوصا ان كلمته جاءت غداة اعلان قصر بعبدا صيغة "اخذ العلم" بالتمديد للمحكمة.
وقد تناول نصر الله في كلمته موضوع الحوار فقال ان "اي دعوة الى الحوار الوطني من دون شروط مسبقة هي دعوة مقبولة ونؤيدها ونشارك فيها، اما اذا كانت الى حوار بشروط فهذه ليست دعوة". ثم اورد ردوده على خطباء  مهرجان "البيال"، فقال: "كنت افضل في بعض ادبيات الخطاب لو عدّد اسماء المجازر (في سوريا) احد غير الدكتور جعجع لكان أفضل". واضاف: "ساخراً: "اما عن خطاب الاسطنبولي ("المجلس الوطني السوري") فاذا كان المتحدث باسمه فارس سعيد هذه بداية جيدة". وتوجه الى قوى 14 آذار قائلا: "ارونا معياركم الواحد" وذكر بكلام للرئيس سعد الحريري قبل سنة رد فيه على موقف الحزب من حوادث البحرين واتهمه بزج لبنان في خضم تحركات بعض البلدان العربية. وطالب نصر الله "بوضع هذا الكلام امام خطب البيال" متسائلا: "اين المنطق؟ ولماذا تقاتلون بالمال والسلاح وانتم كلكم متورطون في تسعير القتال في سوريا؟". كما تسأل: "اذا ذهبت سوريا الى حرب اهلية وهذا ما تعمل عليه اسرائيل واميركا ماذا تحضرون انتم للبنان؟".
واثار موضوع التمويل فقال: "نحن اموالنا من ايران لدعم المقاومة، اما انتم فقولوا لنا اموالكم من اين؟". واضاف: "منذ عام 2005 انفقت قوى 14 آذار ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار، من اجل اي شيء هذا المال؟". واستدرك: "يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يضع الشروط او يمليها ولستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان لان اللعبة في المنطقة اكبر منكم، والحريص على منع الفتنة بين الشيعة والسنة يجب ان يعمل على وقف نوابه ووسائل اعلامه التي تحرض بلغة طائفية ليلا ونهاراً".
ونفى نصر الله من جهة أخرى أي علاقة لـ"حزب الله" بالتفجيرات التي حصلت في الهند وجورجيا وتايلاند قائلا: "ثأرنا لدماء الحاج عماد مغنية ليس في مجندين أو ديبلوماسيين اسرائيليين وسيأتي يوم نثأر فيه لعماد مغنية ثأرا مشرفا".

 

سعيد

وفيما يتوقع أن يرد جعجع على نصر الله في الاحتفال الذي تقيمه "القوات اللبنانية" اليوم لاعلان شرعتها الحزبية الجديدة، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد معلقا على خطاب نصر الله: "انتظرنا منه جوابا عن عرض فريق 14 آذار ان يعود "حزب الله" الى الدولة بشروط الدولة، وهي التعاون مع المحكمة الدولية بتسليم المتهمين وتنظيم تسليم السلاح ليكون في كنف الدولة. لكن الجواب أتى ملتبسا فلم نفهم هل يريد أو لا العودة الى الدولة بشروطها، أم انه يريد استمرار الانقسام السياسي الذي يتمحور على سلاحه".
وأضاف: "في الشكل لم نعتد لجوء السيد نصر الله الى اهانة الناس وهذا لا يليق به وبمركزه. واذا كان مؤمنا فعلا فليتذكر ان لا شجرة مهما علا رأسها تصل الى ربها".

 

هوف والنفط

وسط هذه الاجواء قام المنسق الاميركي الخاص لشؤون المنطقة فريديريك هوف بزيارة مفاجئة وخاطفة امس لبيروت اجتمع خلالها مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقيادة الجيش. وأفادت السفارة الاميركية ان هوف "شجع لبنان على التوصل الى حل لموضوع حدوده البحرية"، معربا عن "تأييده لتطوير احتياط النفط والغاز في الحقول البحرية على نحو يساهم في السلام والاستقرار والازدهار".
وأبدى بري مساء لـ"النهار" ارتياحه الى نتائج لقائه هوف، وقال: "الاجواء ايجابية والموقف جيد وأكدت أمامه حق لبنان في ثروته في النفط والغاز والحفاظ عليها، كما أكدت له ان موقف لبنان هو عدم التنازل عن كوب من النفط وهذا حق لنا ولأجيالنا المقبلة وأمانة لن نتنازل عنها".
وأفادت معلومات لـ"النهار" ان زيارة هوف تركت انطباعات ايجابية لدى من التقاهم، ووصف موقفه من ملف الحدود البحرية والثروة الطبيعية العائدة الى لبنان بأنه يساهم في التوصل الى حل.

 

بديل نيابي

أما على صعيد الأزمة الحكومية، فأكدت أوساط الرئيس ميقاتي لـ"النهار" استمرار المراوحة وإن تكن تحدثت عن مساعٍ جدية تجري بعيدا من الاضواء وبتكتم شديد لضمان نجاحها.
وبرز في هذا السياق مسعى نيابي لتجاوز مأزق امتناع وزير العمل شربل نحاس عن توقيع مرسوم بدل النقل، إذ أدرج على جدول اعمال الجلسة الاشتراعية لمجلس النواب الاربعاء المقبل اقتراح قانون معجل مكرر قدمه النائب نبيل دو فريج يجيز للحكومة تحديد بدل النقل اليومي والمنح المدرسية. كما أدرج اقتراح آخر قدمه النائبان مروان حماده ونديم الجميل بصفة المعجل المكرر يهدف الى حل أزمة وصلة المنصورية لنقل الطاقة الكهربائية بواسطة خطوط تحت الارض ويجيز اعطاء وزارة الطاقة 60 مليار ليرة.
وقالت أوساط ميقاتي عن الاقتراح الاول إن إقراره يحل مشكلة العمال لكنه لا يحل الازمة الحكومية بل يعمقها اذا لم يتم التوصل الى حل قبل الاربعاء، باعتبار ان امتناع الوزير نحاس عن توقيع المرسوم سيشكل سابقة دستورية لن يقبل ميقاتي ان تسجل في عهد حكومته.
ويشار الى ان ميقاتي انتقل ليل امس الى طرابلس للاطلاع على الاوضاع الامنية السائدة فيها.

 

 

 
عباس الصباغ

نصرالله تجاهل المحكمة  وردَّ على 14 آذار:

لستم في موقع من يضع الشروط ويعطي ضمانات

 

جريدة النهار...وجه الأمين العام لـ"حزب الله" انتقادات قاسية الى قوى 14 آذار آخذاً عليها اتباع الازدواجية في مقاربتها متغيرات العالم العربي ودعاها الى الاعتراف بامتلاكها السلاح مؤكدا انها "ليست في موقع املاء الشروط". كلام نصرالله ورد خلال احياء "حزب الله" احتفال "الوفاء للقادة الشهداء – ارادة لا تعرف الهزيمة" في مجمع "سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية.
بعد اناشيد من وحي المناسبة وكلمة لعائلات الشهداء، اطل السيد نصرالله عبر شاشة ضخمة وتحدث نحو ساعة ونصف ساعة عن لبنان والمنطقة متجاهلا دعوة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى تسليم المتهمين الاربعة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

 

احتفال 14 شباط

وقدم نصرالله تعازيه الى عائلة الرئيس الشهيد الحريري وقال: "مرت ذكرى عزيزة على اللبنانيين هي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط ونعبر دائما عن مؤاساتنا لعائلته ومحبيه وادانتنا كل نوع من الاحداث المماثلة، ولكن مع الوقت تحولت الذكرى احتفالا".
وتابع: "نحن اهل حوار ومنطق ونحترم الطرف الآخر ايا تكن لغته ولسنا الغائبين ونعترف بالآخر وبوجوده"، مضيفا ان "اي دعوة للحوار الوطني من دون شروط مسبقة هي دعوة جيدة نؤيدها ونشارك فيها".
وأضاف: "في أي حوار وطني يتفق أطراف الحوار على جدول الاعمال ولا يفرض أحد شروطا على الآخرين. اما اذا كانت الدعوة للحوار بشروط فهي ليست دعوة بل تسجيل نقاط (...).
في احتفال قوى 14 آذار بذكرى الحريري تركز جزء كبير من الهجوم على "حزب الله" والنظام السوري. علاقتنا بسوريا هي علاقة استراتيجية". وتمنى "عند الحديث عن المجازر لو أن عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده هو من تولى تعداد المجازر بدلا من (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع".
وقال: "في موضوع مجزرة فتح الله، نحن لم نقاتل الجيش السوري من أجل فلسطين، في حين ان الذين قتلتهم ميليشيات وقوات بعض المتحدثين، لماذا قتلوا؟ رافضا الخوض في التفاصيل. وتوقف عند تلاوة (منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور) فارس سعيد رسالة "المجلس الوطني السوري" وقال ممازحا "هذا فأل خير".

 

المال والسلاح

وبعدما تمنى "وجود نهج ووحدة معايير لدى قوى 14 آذار، اتهمها بتسعير القتال في سوريا، وعاد بالذاكرة الى قضية خلية سامي شهاب في مصر وتهريب السلاح الى غزة، وكيف أن 14 آذار "أقامت الدنيا يومها". واستشهد بحديث للرئيس الحريري نشرته "النهار" في 23 آذار الماضي انتقد فيه موقف نصرالله من الاحداث في البحرين. وأضاف: "أين المنطق؟ لماذا تقاتلون بالمال وبالسلاح وأنتم كلكم في 14 آذار متورطون في تسعير القتال في سوريا؟ ربطتم في 14 آذار خياراتكم كلها برهان واحد هو الخارج وتأملون في سقوط النظام في سوريا"، مضيفاً: "ليس عندي لبنان اولاً، بل هناك ثانياً وثالثاً وانتم تزجون بلبنان في آتون الحرب".
واعتبر ان "لا خيار أمام اللبنانيين سوى الجلوس معاً حول طاولة الحوار". وتوجه الى جعجع بسؤال: "هل أن القوانين في سوريا تسمح لك ولقوى 14 آذار بان تدخلوا المال والسلاح لتحريض السوريين بعضهم على بعض؟".
كذلك سأل 14 آذار: "من أين أموالكم"؟ مضيفاً أن هذه القوى "انفقت ما يزيد على 3 مليارات دولار منذ 2005، ولدينا اثبات على ذلك". وكرر "ان المال حصلنا عليه من ايران لأننا مقاومة ضد اسرائيل، وكل قوانين العالم تسمح بدعم الدول لحركات المقاومة". لماذا لا تكونون واضحين مثلنا؟، نحن نقول اننا نزداد تسلحاً كماً ونوعاً، وهناك اسلحة معروفة وأخرى مخبوءة وغير معروفة لأننا نريد ان نحمي بلدنا. اما انتم يا 14 آذار فلماذا لا تتحدثون عن السلاح الذي عندكم؟ سلاحنا للدفاع عن لبنان ومواجهة التهديد الاسرائيلي. نحن متمسكون بسلاحنا حتى اشعار آخر للدفاع عن لبنان، ولا نبرر سلاحنا بوجود سلاح للآخرين". وسأل أيضاً: "هل تصدقون ان الربيع العربي هو نتيجة لثورة الارز؟ وهل انتم من اسقط نظام حسني مبارك؟ ولو نجحت اسرائيل في تموز 2006 وعلى غزة وقام الشرق الاوسط الجديد الذي كنتم جزءاً منه، فهل كان سيولد الربيع العربي؟".
وتابع: يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يضع الشروط او يمليها، لطالما امليتم الشروط في 2006 ولم تنجحوا. لستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان امام التغييرات في المنطقة. اللعبة في المنطقة أكبر منكم بكثير".
ودعا "كل من يطالب باسكات الفتنة السنية الشيعية بأن يعمل على اسكات نوابه العاملين على التحريض ليلاً ونهاراً". واكد جهوزية حزبه للحوار والانفتاح ومشدداً على دعم الاستقرار الامني والسياسي "مع بقاء هذه الحكومة التي حتى لو لم تفعل شيئاً، فان الحفاظ على الاستقرار انجاز".
ونفى بشدة اية علاقة لـ"حزب الله" بالتفجيرات في الهند وجورجيا وغيرهما، معلناً "أن ثأرنا لدماء عماد مغنية هم يعرفون أين سيكون، ومن المهين لحزب الله ان يثأر من خلال قتل مدنيين اسرائيليين".

 

 

حماده: قرارات اتهامية جديدة قريبا

هذه حكومة عدم العمل وتمزيق الوطن

 

جريدة النهار..اعتبر النائب مروان حماده أن مهرجان "البيال" يظهر "عودة العزم الى أفرقاء 14 آذار ويؤكد التمسك بثورة الارز".
ووصف في تصريح استحقاق الانتخابات النيابية سنة 2013 "بالمفصلي كونه يعطي صورة لما سيؤول اليه لبنان بعد 2014 ويحدد مصيره وما إذا كان سيتحول كوريا شمالية أخرى أو فنزويلا أو أن السلاح سيعود الى الدولة أو يندحر في دويلته"، متوقعا قرارات اتهامية جديدة عن المحكمة قريبا".ودعا "حزب الله" الى "عدم التمسك بالمتهمين كي لا يصبح خارج العدالة اللبنانية والدولية، ولا بالسلاح كي لا يصبح خارج الشرعية" مناشدا الأمين العام السيد حسن نصرالله التجاوب مع دعوة الرئيس سعد الحريري في هذا المجال.
واذ اكد "أن الطائفة الشيعية ليست فيلقا عسكريا تابعا لطهران"، اعرب عن اقتناعه بأن "قرارات الاغتيال متخذة في عواصم مثل طهران ودمشق الامس وليس دمشق الغد" ووصف "حكومة كلنا للعمل كلنا للوطن" بأنها "حكومة عدم العمل وتمزيق الوطن"، محملا "التيار الوطني الحر" المسؤولية.
وقال: "ليس عون من أتى بالرئيس ميشال سليمان الى الرئاسة ولن يكون رئيسا للجمهورية بعد 2013، وحتى حلفاؤه لا يريدونه". وتناول اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب مع رئيس المجلس نبيه بري موضحا انه "تم التأكيد أنه لا يحق للوزير ألا يوقع مرسوم بدل النقل، وما دام رئيس الجمهورية وهو رأس الهرم مقيد بمهلة 15 يوما للتوقيع فلرئيس الحكومة مهلة أقل وللوزير مهلة أقل". واشار الى ان مواقف جنبلاط "متقدمة حتى على مواقف 14 آذار"، مؤكدا أن "النظام السوري بات مثل السلطة الاسرائيلية، ومثلما ليس هناك ملحق درزي في دولة اسرائيل، لا ملحق درزياً في نظام سوريا".

 

 
ايلي الحاج

تأثيرات الأزمة السورية في كلام السياسة اللبنانية:

سليمان وميقاتي يبتعدان وعون يفتعل وجعجع يَعبُر الحدود

 

الأجواء والإنطباعات الآتية مستقاة من مجموعة لقاءات مع نواب ووزراء، حاليين وسابقين، وفاعلين في الشأن العام من أكثر من اتجاه، بتصرف في الأسلوب لا المضمون:
■ "بعد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس الجمعة المقبل 24 هذا الشهر، ستقرر مصارف العالم المركزية وقف التعامل نهائياً مع المصرف المركزي السوري. ماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية؟".
- ستستجيب. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا ينفك يردد أن المصرف ملتزم كل القرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي. ولن تكون مشكلة. فالقيادة السورية تحسبت وتتحسب لاحتمالات كهذه. وستتعامل معها بالتعاون مع المصرف المركزي الإيراني وتلجأ أكثر فأكثر إلى المال الخاص وإلى رجال أعمال وشخصيات صديقة غير ملتصقة بالنظام.
■ "في نتيجة لمؤتمر تونس، ولتصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على مشروع القرار السعودي - القطري، ستقرر الدول الغربية والدول العربية إقامة ممرات آمنة لمساعدة المدنيين والثوار في سوريا. ماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية؟".
- لن تستجيب، بل ستتحفظ. والأرجح أن لبنان لن يكون له دور ولا موقف في هذه المسألة. الممرات الآمنة تُسأل عنها تركيا والأردن والعراق، وقبرص إنطلاقاً من وجود القواعد البريطانية فيها.
■ "ماذا إذا تعرضت الحكومة اللبنانية لضغوط عربية ودولية متنوعة لإمرار مساعدات إنسانية على سبيل المثال من وادي خالد إلى أهالي تلكلخ، أو من عرسال إلى ريف دمشق؟".
- ستظل قادرة على الرفض. والأرجح أنها لن تتلقى طلباً في هذا الشأن. فالممرات الإنسانية الآمنة هي تمهيد لتدخل عسكري خارجي. لا يتحمل لبنان أن يكون ممراً لضرب فريق في سوريا، لا جيش النظام ولا الثائرين عليه.
■ "كيف يُمكن أن تتشكل القوة التي يُفترض أن تحمي الممرات الآمنة؟".
- قبل الوصول إلى تشكيل القوة يُفترض أن توافق السلطات الرسمية السورية. إذا لم توافق فنكون نتكلم على سيناريو حرب. كما حدث في العراق عندما قررت الولايات المتحدة ومجموعة من حلفائها خوض الحرب من دون غطاء مجلس الأمن الدولي. أي دولة عربية مستعدة لإرسال فرق من جيشها إلى سوريا؟ لا مصر ولا السعودية ولا أي دولة. ولا دول الغرب مستعدة لهذا الخيار. ولكن بعد مزيد من العنف وسقوط الضحايا في سوريا قد تتشكل لاحقاً قوات حفظ سلام من دول إسلامية غير عربية، مثل إندونيسيا، وآسيوية مثل الهند، وبدعم لوجستي من دول الغرب على أن تكون المشاركة العربية في القيادة.
(البند 5 في قرارات مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة الأحد 12 من الجاري ينص على الآتي: "دعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار". دعوة أسقطها ويسقطها "الفيتو" الروسي بافتراض أن الموقف الصيني قابل للتعديل. أما قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة فغير مُلزم وتأثيره معنوي لا غير).
■ "لماذا صرّح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل يومين أن انشغالات الرئيس السوري بشار الأسد تحول دون لقائهما؟".
- لو كان السؤال موجهاً إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لأجاب أنه يتحدث معه هاتفياً بانتظام كل أسبوع. بالطبع لا الأسد دعا ميقاتي ولا ميقاتي طلب اجتماعاً لكنهما يظلان صديقين. وشقيق رئيس الحكومة السيد طه ميقاتي لا تنقطع زياراته لدمشق. في العموم إذا واصل ميقاتي مراكمة الأرصدة في الداخل والخارج فقد يقدر على تشكيل جبهة سياسية - مالية وازنة في طرابلس بالتحالف مع الوزير محمد الصفدي وأحد رجال الأعمال (قريب له يقيم في اليونان وقريب من الرئيس نبيه بري) وبالتحالف الطبيعي مع الوزير فيصل كرامي. يزداد وزن هذه الجبهة إذا استمر الشح المالي في "تيار المستقبل" ومعه سياسة تقليص الخدمات والمساعدات الإجتماعية والإنسانية. لكن هذه حسابات انتخابات وأوزان ليس وقتها.
يقود الحديث إلى تأثر سلوك المسؤولين والسياسيين بما يجري في سوريا: هل تلاحظون أن الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي يزدادان نأياً عن سياسة النظام السوري كلما ازداد ضعفاً؟ باريس ولندن وواشنطن تزداد إعجاباً بأداء الرجلين هذه الأيام، لا سيما إدارة أزمة تمويل المحكمة وتجديد البروتوكول مع الأمم المتحدة في شأنها. أما النائب الجنرال ميشال عون فمن مصلحته كلما لمس غرق الرئيس الأسد في أزمته أن يفتعل معارك سياسية داخلية، تارة مع سليمان وطوراً مع ميقاتي لئلاً يُستدرج إلى سؤاله عن سوريا فيُضطر إلى إعلان تأييده النظام مجدداً. النائب وليد جنبلاط ابتعد وسيبتعد أكثر عن الأسد، والرئيس سعد الحريري تجاوز منذ زمن بعيد نقطة اللاعودة. أما "حزب الله" فسيشتد تمسكه بالحكومة حتى لو اضطر إلى "تحنيطها".
■ "وماذا سيكون مفعول القرار الإتهامي الجديد والمُحدث أواخر هذا الشهر لدى حزب الله"؟
- سيزيده إحراجاً. لربما كان أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها الحزب في تاريخه - بعد العملية التي أدت إلى حرب تموز 2006 – هو رفضه عرض المصالحة الذي وجهه إليه الرئيس سعد الحريري. لو قبل بالمصالحة لكان رد الفعل على القرار الإتهامي عند الناس العاديين، وحتى عند فريق 14 آذار نفسه: "حسناً. قد يكون هذا ما حصل فعلاً. لكن المسألة أصبحت وراءنا".
■ "ما هي العبارة الأشد تلخيصاً لاحتفال "البيال" الثلثاء الماضي؟".
- "الدكتور سمير جعجع عَبَرَ الحدود اللبنانية".

 

 
خليل فليحان

لبنان يقاطع "مؤتمر أصدقاء سوريا"

ليس تحت علم الجامعة وله محاذير

 

تقرّرت مقاطعة لبنان لاعمال "المؤتمر الدولي لأصدقاء سوريا" الذي يعقد في تونس في 24 من الجاري، مما يعني ان وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور سيتغيب عنه نظرا الى ما يمكن ان يصدره من قرارات لا يمكن ان يتحملها لبنان. وتجدر الاشارة الى انها من المرات القليلة التي يغيب منصور عن اجتماعات وخصوصا عربية، لمعالجة الازمة السورية. ومبرر غياب لبنان عن اجتماع تونس انه لا ينعقد تحت علم الجامعة العربية، وهناك مشاركون من دول اجنبية واقليمية. ومعلوم أن وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام هو الذي اقترح انعقاد هذا المؤتمر في عاصمة بلاده. اللافت ان سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين أيّد امس بعد اجتماعه بالوزير منصور، انعقاد هذا المؤتمر شرط ان تدعى اليه جميع فئات المجتمع السوري لا ممثلو المعارضة فقط. وافادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان موانع مشاركة لبنان في مؤتمر تونس، تعود الى محاذير جعلت منصور يتحفظ عن قرارات سبق أن اتخذت في الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي التأم في القاهرة الاحد الماضي، حيث لا يزال صالحا ما كان أكده – خلال الجلسة ان هناك محاولة للاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري". ولفت المجتمعين الى ان مثل هذا القرار "لا يسهم في البدء بالحوار المطلوب بين ممثلين للنظام من جهة، وآخرين للمعارضة، وفي حال موافقة الجامعة  على مثل هذا القرار سيؤدي الامر الى اشعال الفتن في سوريا وتدمير شعبها.
كذلك تحفظ منصور عن تدويل الازمة السورية الذي تمثل في قرار اتخذه المجلس الوزاري، بناء على اقتراح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وهو إعادة طرح الازمة السورية على مجلس الامن من اجل تدعيم بعثة المراقبين العرب لتشكيل قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة والامم المتحدة وتجهيزها وزيادة عددها من أجل الاشراف على وقف جميع اعمال العنف في الاراضي السورية ومراقبة تنفيذ الوقف الشامل لاطلاق الناروتوفير الحماية للمدنيين من اعمال العنف والانتهاكات، وكذلك الاشراف على تنسيق مهمات الاغائة الانسانية العاجلة ممن تضرّر من الحوادث التي تقع في البلاد منذ اكثر من 11شهرا. والدليل على تدويل الازمة ان العربي أكد ضرورة التحرك من خلال مجلس الامن وحشد التأييد الدولي وجميع الاطراف المعنيين لكسر دائرة العنف الجارية ولتحقيق تطلعات الشعب السوري الى مستقبل أفضل ."
وقد تحفظ منصور ايضا عن القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري، وهو "وقف جميع أشكال التعاون الديبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات والمؤتمرات الدولية (...)" وغني عن البيان ان انشاء العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق يعود لسنوات قليلة بعد مطالبة دامت نحو ربع قرن .
والنقطة الرابعة التي تحفظ عنها هي اجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية، والخامسة هي تقديم مشروع قرار للجمعية العمومية في أقرب الآجال يتضمن المبادرة العربية وبقية القرارات الصادرة عن الجامعة في شأن الازمة السورية. كذلك تحفظ لبنان عن البند التاسع ونصه "فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي لها ودعوتها الى توحيد صفوفها والدخول في حوار جاد يحفظ لها تماسكها وفاعليتها قبل انعقاد مؤتمر تونس". وهذا يعني دعوة سابقة لتفويض الرئيس بشار الاسد صلاحياته الى نائبه فاروق الشرع من اجل برنامج الاصلاح وتشكيل حكومة موقتة.

 

 

           
نفَذ من استحقاق التجديد للمحكمة عبر «نافذة» أخْذ العلم
لبنان أمام استقطابات... أشدّ حدّة: نصفه مع الأسد ونصفه مع معارضيه
 بيروت - «الراي»
اتجه المشهد السياسي الداخلي في لبنان نحو مزيد من الجمود والإرباك في ظلّ طغيان عامليْن متلازميْن تمثلا في ردود الفعل على المهرجان الذي أقامته قوى 14 آذار في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري واستمرار الأزمة الحكومية على مراوحتها من دون أي أفق ملموس للتوصل الى حلّ يضع حداً لها.
وبدا واضحاً ان غرق القوى السياسية في هذه المراوحة أتاح للبنان الحكم والحكومة ان يَنْفذ بأقل ضوضاء ممكنة من استحقاق التمديد للمحكمة الخاصة بلبنان الذي مر «اللاجواب الرسمي» عليه بصيغة «اخذ العلم» باعتزام الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون التمديد ثلاث سنوات للمحكمة، من دون ان يقدّم لبنان اي ملاحظات على الرسالة التي كان بعث بها بان الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا الصدد بل اكتفى الاخير بالاتفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على صيغة «اخذ العلم» بالرسالة ما يعني عملياً بأن السكوت «علامة الرضا».
وبات في حكم المؤكد ان هذه الخطوة أزاحت ثقلاً من طريق الاستحقاقات المتراكمة امام الحكومة، ولكن من دون ان يعني ذلك ان ما يواجهها من تعثر وإرباكات اخرى ستكون قابلة للتذليل بسهولة. ذلك ان الاوساط المتتبعة لمجريات الوضع السياسي والحكومي لا تخفي قلقها من تصاعد حدة الاستقطابات في المرحلة المقبلة نظراً الى مجموعة تطورات تكوّنت في الايام الاخيرة ورسمت اطاراً اشد تعقيداً للمنحى الذي يسلكه الوضع اللبناني عموماً.
وتقول هذه الأوساط لـ «الراي» ان اندفاع قوى 14 آذار الى اعلان ما يشبه التحالف الواضح مع المعارضة السورية، لم يكن تطوراً عادياً في سياق التطورات العربية والدولية المتصلة بالازمة السورية، بل جاء بمثابة اتصال لنصف لبنان على الاقل تمثله هذه القوى بمعسكر عربي ودولي عريض، ولم يكن الامر على الصورة التي حاولت قوى 8 آذار وخصوم قوى 14 آذار تصويرها في محاولة لتقزيمها او لمجرد اتهامها بالتورط في الازمة السورية. لكن المصادر نفسها تعتقد ان حلفاء النظام السوري في لبنان سيستفيدون من هذه الفرصة للمضي أبعد في دفاعهم عن النظام السوري واتباع سياسات اكثر التصاقاً به انطلاقاً من قناعة لا يخفونها حيال استقواء النظام بالحسم العسكري والموقفين الروسي والصيني وطرح الدستور الجديد على الاستفتاء.
وتعتقد الاوساط ان ما سيشهده لبنان في المرحلة المقبلة سيكون نوعاً من تجاذب حاد بين حسابات شديدة التناقض والحدة حول مصير النظام السوري من شأنها ان ترفع وتيرة الحماوة السياسية بين فريقي 14 آذار و8 آذار خصوصاً مع طرح عناوين كبرى حيال الوضع الداخلي. وقد لفت الاوساط في هذا السياق ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي توجّه امس الى تركيا، ذهب ابعد من المشهد المباشر الذي خلفته اصداء مهرجان قوى 14 آذار حين اعلن ان «الطائف انتهى، ونحن بحاجة الى طائف جديد» أعطاه صفة مذهبية حصرية اساسية هي صفة الطائف السني - الشيعي.
ولاحظت هذه الأوساط ان جنبلاط الذي لم يُخف انتقادات لقوى المعارضة اللبنانية، تفوّق عليها حين وجّه سهامه الى النظام السوري منادياً برحيله رغم «ان مصالح روسيا والصين تقضي بان لا تسوية الا مع الاسد»، وهازئاً من «معجزة اصدار دستور جديد والغاء المادة 8»، ولكنه في الوقت نفسه بدا راغباً في لجم اندفاعة قوى 14 آذار في المنحى الداخلي لجهة الكلام عن سلاح «حزب الله»، وهو ما يعكس ثباته على المعادلة التي اختطها بعد الازمة السورية حيث انفصل عن النظام السوري وحيّد علاقته مع الحزب عن هذا النظام.
وتضيف الاوساط نفسها ان خروج المشهد اللبناني الى هذا المستوى من الاستقطاب السياسي جعل الازمة الحكومية بمثابة تفصيل اقل اهمية رغم خطورة التراكمات المعيشية والخدماتية والاقتصادية التي تزداد حدة مع تعليق جلسات مجلس الوزراء. ولم تعد هذه الازمة نتاج خلافات بين قوى حكومية على ملفات التعيينات والاجور وحتى الاصول الدستورية والقانونية فحسب، بل تداخلت فيها الحسابات السياسية الكبيرة التي تعود لكل من قواها بازاء الصراع الداخلي المقبل على مرحلة شديدة الغموض والحذر نتيجة تأثُّر لبنان بقوة برياح الازمة السورية وما تلفح به الوسط السياسي فيه من تموجات حارة. وهو امر يستدعي تقويماً مختلفاً للمرحلة المقبلة قد يحتاج الى انتظار اسابيع قليلة لمعرفة طبيعة التسوية التي سيجري على اساسها تعويم الحكومة واعادة انعاشها لان هذه العملية ستكون اشبه باعادة تموضع لحلفاء النظام السوري خصوصاً، سواء حيال حلفائهم داخل الحكومة او تجاه خصومهم المعارضين.
وكان «الإخراج» لـ «الموافقة الضمنية» على التمديد للمحكمة الدولية ابتداء من الاول من مارس تم من خلال استقبال الرئيس سليمان كلاً من وزيري الخارجية عدنان منصور والعدل شكيب قرطباوي لاطلاعهما على مضمون الكتاب الوارد اليه من الامين العام للأمم المتحدة، والذي يؤكد فيه عزمه على التمديد لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقضاة الملحقين بها مدة 3 سنوات. ووفق بيان صدر عن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري تم «أخذ العلم» بذلك، «نتيجة الاتفاق مع رئيس الحكومة «كون المسألة محصورة بموضوع مدة التمديد»، علماً ان هذا الموقف صدر في اليوم الاخير من المهلة التي تمنى فيها بان في رسالته الى رئيس الجمهورية تلقي «ملاحظاته» على اعتزامه التمديد للمحكمة.
وسط هذا المناخ، شنّ رئيسا الجمهورية والحكومة «هجوماً دفاعياً» على زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون على خلفية الأزمة الحكومية ورفض وزير العمل شربل نحاس توقيع مرسوم بدل النقل وعقدة التعيينات المسيحية، اذ اعلن سليمان أنه «لا يجوز ترك موضوع بدل النقل للعمال من دون حل»، داعيا الى «احترام قرار مجلس الوزراء»، وموضحاً أنه «لا يجوز حرمان أي مواطن حقه في التعيين في الادارة بسبب رأيه او انتمائه، بل يقتضي تطبيق آلية التعيينات»، آملاً «أن تتم العودة الى الاصول لإنهاء هذا الوضع الشاذ».
بدوره، أكد ميقاتي غامزاً من قناة عون «ان الشراكة الوطنية الحقيقية لا تكون بالرفض والفرض أو الإثنين معا»، ومشدداً على أن «من غير المقبول ان يعتبر بعضنا انه يختصر في شخصه وتياره سائر شركاء الوطن وانه يحمل عنهم وكالة يتصرف بها حيثما يشاء وكيفما يشاء»، ومضيفاً: «ما حصل في الأيام الماضية على الصعيد الحكومي ليس تهربا من المسؤولية بل حماية للمؤسسات الدستورية التي يجب ان تبقى فوق المناكفات والخلافات».
أميركا قلقة من احتمال تنفيذ «حزب الله» هجوماً «إرهابياً» على أراضيها
واشنطن - يو بي اي - أعربت وزيرة الأمن القومي الأميركي جانيت نابوليتانو عن قلقها من أن يحاول «حزب الله» تنفيذ هجوم «إرهابي» على الأراضي الأميركية.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن نابوليتانو، خلال جلسة استماع خصصت لبحث مسألة الموازنة الأميركية أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النواب، ردا على سؤال حول تهديد «حزب الله» لأميركا: «نحن نراقب بشكل دائم نشاطاتهم بمختلف أنحاء العالم». وأضافت: «حالياً ليس لدينا أي تهديد محدد أو موثوق ضد أي منظمة أو هدف بالولايات المتحدة لكن الوضع يستحق اليقظة».
وإذ أشارت إلى لقائها الأسبوع الماضي مع مجموعات يهودية «كانت أهدافاً في الماضي»، شددت: «نحن على اتصال دائم معها»، لكن أميركا ليست على اطلاع حول أي تهديد محدد من قبل حزب الله في شأن التخطيط لهجوم»...
           
السفير السوري في لبنان: تنظيف البؤر المتوترة يسير بشكل جيد
 بيروت - «الراي»
هنّأ وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي على مشروع الدستور الجديد الذي وُضع أخيراً في بلاده والدعوة للاستفتاء عليه في السادس والعشرين من الجاري.
وأعلن علي بعد زيارته منصور امس ان الاستفتاء على الدستور سيتم في موعده، موضحاً «ان الأمور تسير بشكل متواتر وجيد في تنظيف معظم البؤر المتوترة والأمن يُسترد بشكل متسارع وغالبية المناطق السورية تنعم بالأمان والاستقرار، والجيوب الباقية تجرى معالجتها بتعاون من مختلف فئات الشعب السوري التي أصبح مطلبها الحسم في مواجهة هذه القوى المتطرفة والمسلحة».
وتعليقاً على رفض دمشق إرسال قوات عربية - أممية الى سورية، قال: «ان دمشق ترفض أي تدخل خارجي يمس سيادتها وهي الأقدر على معالجة قضاياها وشعبها يريد ذلك، وقيادتها هي الضامنة للمعالجة وللاستجابة لتطلعات هذا الشعب»، مؤكداً «ان اي طروحات تستهدف تدمير دور سورية وموقعها وبنيتها الداخلية هو تحقيق لمصالح اسرائيلية وغربية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة وتفكيكها وفق هذه المآرب».
واوضح رداً على سؤال، انه بحث مع زير الخارجية اللبناني في «الاجواء التي سادت في الجامعة العربية قبل ايام وموقف لبنان الرافض للتدخل الخارجي في الشأن السوري»، وقال: «تحدثنا عن العلاقات الثنائية وضرورة الاستمرار في صون الحدود وتمتين النشاط في التشاور الذي ينعكس صوناً وحفظاً للامن في البلدين وتنسيقاً لضمان استمرار هذا الأمن والتعاون لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين».
وعن المشروع السعودي - القطري بشأن الازمة السورية في الامم المتحدة، قال: «ان رغبات بعض القوى العربية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة في التدويل لم تكن خافية، وليست خافية الآن. لكن هذه الرغبة تصطدم أولا برفض دولي واسع وبالوحدة الوطنية السورية الداخلية الحريصة على إصلاح يقوده الرئيس الاسد»..
توقع انتهاء "مسرحية" الأزمة الحكومية           
فتفت لـ"السياسة": كلام جنبلاط عن "طائف جديد" دعوة للحوار
بيروت - "السياسة" والوكالات: توقف مراقبون سياسيون عند أبعاد إثارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط قضية النظام السياسي في لبنان, لجهة اعتباره أن اتفاق الطائف "انتهى" ودعوته إلى "طائف جديد" بين السنة والشيعة, داعين الى قراءة الموقف بتمعن وتبصر.
وأكدت مصادر قريبة من جنبلاط ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الأخير, الذي لطالما استشعر خطورة الازمات وتلقفها قبل حصولها, يجد نفسه حالياً في موقع المسؤولية التي تقتضي الدفع باتجاه ايجاد اطار لحل الخلاف الناشئ بين بعض المكونات اللبنانية والذي يهدد البلاد عند كل استحقاق ومفترق.
وأوضحت ان جنبلاط ينتظر ردة الفعل على دعوته التي تتلاقى في جانب منها مع دعوة الرئيس سعد الحريري الحوارية ومد اليد للفريق الآخر لبناء الدولة. من جهته, قلل عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت من أهمية كلام جنبلاط عن أن اتفاق "الطائف" انتهى.
وقال ل¯"السياسة" إن مواقف النائب جنبلاط تذهب في المنحى الإيجابي الذي ينتهجه فريق "14 آذار", معتبراً أن "كلامه عن طائف جديد دعوة غير مباشرة لإطلاق الحوار, ما يعني أنه استخدم هذه العبارة للحض على الحوار وليس لنعي اتفاق "الطائف" والدعوة ل¯"طائف جديد" كما فسرها البعض".
واشار فتفت إلى أن البوادر الأولية لمواقف "حزب الله" لن تذهب باتجاه الرد على الرسائل الإيجابية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري لإصراره على التمسك بالسلاح, مشيراً إلى تأكيد القيادي في الحزب محمود قماطي ونائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنه لولا سلاح "حزب الله" لما كان هناك سلام وأمن في لبنان.
وفي الشأن الحكومي, توقع فتفت عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد وتسوية الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العمل شربل نحاس بعد أن مر "قطوع" بروتوكول المحكمة بسلام. واضاف إن الساعات القليلة المقبلة قد تشهد وساطات لحلحلة هذه المسألة التي هي جزء من مسرحية كبيرة ذات أهداف شعبوية لإراحة "حزب الله" في موضوع المحكمة الدولية. من جهة أخرى, اعربت مصادر سياسية عن ارتياحها البالغ لتجاوز "قطوع" التجديد لبروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بسلاسة وهدوء تماما كما التمويل, من دون إلحاق الضرر بالوضع السياسي اللبناني المأزوم اصلا.
واشارت الى ان المخرج, المتمثل بأن لبنان "أخذ علماً" بالتجديد للمحكمة 3 سنوات إضافية, شكل نقطة تقاطعت عندها المصالح الوطنية بالخاصة, فسجل الرئيس ميشال سليمان موقفا دستوريا مهما في ما تبددت هواجس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من إمكان ان يشعل النقاش على التجديد فتيل الأزمة على طاولة مجلس الوزراء.
أما "حزب الله" فلم تخف المصادر ارتياحه للخطوة وعبورها بهدوء بعدما ثبت لديه بالوجه القانوني من خلال دراسات كافية ووافية بشأن القضية, أن ثمة استحالة في تبديل حرف واحد او اجراء تعديل على الاتفاقية الاساسية او اعادة النظر في البروتوكولات الخمسة الموقعة بين لبنان ممثلاً بوزارة العدل, وبين المدعي العام للمحكمة الدولية.
28% من اللبنانيين تحت خط الفقر....
 موقع 14 آذار..لارا الخوري
المآسي كثيرة والنتيجة واحدة: مزيد من الفقر، ومزيد من الفقراء... معضلة تستفحل في مجتمعاتنا، وتنال من مئات آلاف المواطنين من كل المناطق والفئات دون اي تمييز.
الفقر، آفة اجتماعية خطيرة تعد من ابرز المشاكل التي يواجهها لبنان، اسبابها اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، وسياسية في كثير من الأحيان ... غالبا ما نشاهد اطفال في الشوارع، حُرموا من طفولتهم وحقهم في نيل الأمان والصحة والعلم، حلموا بالذهاب الى المدرسة، وبعيش حياة تليق بهم وبمستقبلهم، الا ان القدر قد قرر عكس ذلك، فتخلت عنهم احلامهم، وابتعدت عنهم امالهم، وانتصر فقرهم على ارادتهم بغد افضل... ببساطة، فإن حالتهم الاجتماعية وفقرهم حولتهم الى اطفال شوارع، يتسوّلون ويشحذون الرغيف، وحفنة من أوراق المال أو ما توفّر من القطع النقديّة، في طقس ماطر، وفي قيظ لا يطاق. ما ادى الى رميهم على الطرقات، مرددين تعابير تثير الشفقة والنقمة في آن واحد، يدعون لك بطول العمر او يمسحون زجاج سيارتك في عجقة نهار حافل.
اليوم، وفي طريقي الى عملي ،التقيت رجلا عجوزا على الطريق، تحت العواصف والامطار، مرتديا ثيابا ممزقة،يبيع العلكة، سألته اذا كان لديه عائلة، فرد متأثراً والدمعة في عينه "الحرب اخذت مني كل شيء".
تؤكد التقارير الصادرة عن جمعيات المجتمع المدني "ان الاسر المحرومة قد تزداد سنة بعد سنة خصوصاً بعد حرب تموز 2006 ،التي تسببت بخسائر مادية، كما ادت الى انعكاسات اقتصادية واجتماعية سلبية"، وتشير معلومات الى ان احدى مشاكل الفقر في لبنان لا تكمن فقط في نقص المشاريع انما سوء ادارتها وادارة اموال المساعدات القادمة، وهذه مشكلة تحتاج الى استراتجية قائمة بذاتها".
وفي اتصال مع الدكتور جان مراد، منسق العمليات في مشروع دعم الاسر الاكثر فقرا في وزارة الشؤون الاجتماعية، اعتبر انه و"بحسب الاحصاءات المنشورة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، فهناك 28% يعيشون تحت خط الفقر الاعلى، حيث ان مدخول الفرد لا يتجاوز "6300 ليرة يوميا"، 3600 ليرة من دخل الفرد لخط الفقر الادنى، ومن اصل 28% هناك 8% يعيشون في فقر كبير".
ولفت مراد الى "ان هذه الحالة الاجتماعية التي تعاني منها معظم دول العالم يجب محاربتها على كافة الاصعدة الاجتماعية، الطبية والتعليمية، ومن خلال السعي الى خلق فرص عمل".
ويقوم برنامج دعم الاسر الاكثر فقراً بدراسات وابحاث عن الاسر اللبنانية التي تعاني من هذه الحالة لمساعدتهم والاطلاع على اوضاعهم، وبحسب البرنامج فهناك حوالي 55000 شخص قدموا طلباتهم للحصول على الدعم، اما المساعدة فتتم عبر تأمين طبابة كاملة، ودواء للامراض المزمنة بموجب وصفة طبية من الطبيب.
وللبرنامج مشاريع مستقبلية وخطوات لاحقة ستتابع على اكثر من صعيد ومستوى، من "مساعدة افراد الاسرة لايجاد عمل، مروراً بتمكين المرأة، وصولاً الى التعليم المجاني من تسجيل وتأمين ثمن الكتب من صفوف الروضة حتى صفوف الثانوية قي المدارس الرسمية".
ووسط هذه الفوضى، وهذا الواقع المريب، يطرح السؤال التالي: "هل يعقل ان يعيش اللبناني في حال من التخبّط والاذلال كل يوم؟، وهل يعقل ان تبقى دولتنا دون كهرباء والمياه عنها مقطوعة، وهل من الطبيعي ان ترتفع معدلات الفقر كل يوم في وطن الارز والسياحة والأمل؟. متى تقوم الدولة بواجبها كاملاً في حماية حقوق الانسان، وهل ما وصلنا اليه اليوم نتيجة الاهمال الحكومي المتعمد للمواطنين على مدى سنوات...
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,946,577

عدد الزوار: 6,972,809

المتواجدون الآن: 73