أخبار لبنان..جردة حساب ميدانية لحزب الله.. وتل أبيب تتحدث عن ساعة الصفر!..أفكار هوكشتين لـ«اليوم التالي لبنانياً»: معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية..ميقاتي يُحذّر من خطورة محاولات جر لبنان إلى حرب إقليمية..اجتماعات البرلمان اللبناني رهينة الانتقائية السياسية في ظل الفراغ الرئاسي..موفدون دوليون في بيروت يخترقون «الضبابية اللبنانية» لتطويق احتمالات توسع الحرب..

تاريخ الإضافة السبت 6 كانون الثاني 2024 - 5:46 ص    عدد الزيارات 267    التعليقات 0    القسم محلية

        


جردة حساب ميدانية لحزب الله.. وتل أبيب تتحدث عن ساعة الصفر!..

بري على خط إبعاد تسونامي النفايات.. وتعيينات المجلس العسكري رهن اتفاق سليم وعون..

اللواء..انقضى الاسبوع الاول من الشهر الاول في السنة الجديدة على الحرب التي باتت بحكم المفتوحة في الجنوب، عطفاً على حرب غزة التي اعلنتها تل ابيب في 7 ت1 الماضي، والتي حوّلت القطاع الى دمار وخراب، ولم يبقَ فيه الا صمود اهله، وقدرة مقاومته على مطاردة جنود الاحتلال وضباطه في طول قطاع غزة وعرضه من شماله الى جنوبه. ومع هذه الحرب في عناوينها الكبرى، الآخذة في التبلور، تتراجع الاهتمامات بالملفات المحلية، باستثناء ما هو داهم منها، كملف النفايات، او استحقاقات المتقاعدين والموظفين، وسوى ذلك من الخلافات المالية بين الحكومة ولجنة المال النيابية، مع تسجيل تطور ايجابي، تربوياً، باعلان المدارس الكاثوليكية العودة الى التدريس مع انتهاء العطلة المدرسية الاثنين المقبل. وفي ما يشبه جردة حسابات حول العمليات المستمرة منذ ثلاثة اشهر، وعلى امتداد جبهة واكثر من 100 كلم، كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن خسائر الاحتلال، والنتائج التي تحققت لجهة جعل تحرير الارض الجنوبية من المحتلة، ممكنا من النقطة «OMEB» حتى الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وقال: لبنان امام فرصة تاريخية للتحرير وتثبيت معادلة تمنع الاحتلال من اختراق سيادته. وحول القرار 1701 أوضح الامين العام لحزب الله، ان اي كلام او تفاوض على هذا الصعيد لن يتم الا بعد وقف العدوان على غزة، فالكلمة الآن للميدان وبعدها لكل حادث حديث.. واكد السيد نصر الله انه لا يمكن السكوت عن اغتيال القيادي صالح العاروري في قلب الضاحية لان «هذا يعني ان لبنان سيصبح مكشوفا، وان الرد آتٍ» حتما وقطعا، ولن يكون بلا رد او عقاب. ومن امكانية تحرير ما تبقى من ارض محتلة في الجنوب اعتبر نصر الله ان من بركات التضامن مع غزة، ان هناك فرصة تاريخية لتغادر قوى التحالف الدولي العراق.. مشيرا الى انه من باب المندب اصبح اليمن جزءاً من المعادلة الدولية.. وفي الوضع الميداني على الحدود قال نصرالله « على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات على المدنيين. تابع: حزب الله نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً في خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة. اردف: في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه الجيش وهو مجبور على التكتّم لكي لا يذهب الى حرب يعرف أنها صعبة جداً. اضاف: من سأل عن الفائدة لفتح الجبهة الجنوبية أقول أن هدف هذه الجبهة امران الاول الضغط على حكومة العدو من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً، كاشفا الى انه عندما «اضطر العدو الى سحب الفرق في الأعياد جاء بفرق من غزة وليس من الجبهة الشمالية». وقرأت مصادر سياسية في الاطلالة التلفزيونية الثانية للامين العام لحزب الله للسيد حسن نصرالله خلال ثلاثة أيام فقط، مطالعة دفاعية لتفرد الحزب باشعال الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، تحت عناوين التضامن مع غزّة واشغال قسم كبير من قوات الاحتلال الاسرائيلي عن المشاركة بالحرب ضد الشعب الفلسطيني، وتهجير سكان المستوطنات الإسرائيليين الى خارج المنطقة، مفندا حجم الخسائر التي تسبب بها تدخل الحزب العسكري بالأرقام والوقائع التي يخفي معظمها العدو الاسرائيلي حسب قوله، وفي المقابل تجاهل نصر الله وجود الدولة اللبنانية بالكامل، او اراء معظم الشعب اللبناني الرافض لهذه العملية الخطيرة وتداعياتها المأساوية التي تسببت بها، لجهة الخسائر الكبيرة بأرواح المقاومين الذين استشهدوا جراء الاشتباكات الدائرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، او الخسائر بصفوف المدنيين وتهجير قسم كبير منهم من مساكنهم واراضهيم والضرر التي تسببت بها القنابل الفسفورية بالبساتين والإحراج والممتلكات، والدورة الاقتصادية والمالية بالبلاد عموما. ووصفت المصادر كلام الامين العام لحزب الله حاول، ان الرد على جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه لن تمر وستكون بالميدان، بالعبارة المطاطة التي تخرج عن السياق التقليدي لدول محور الممانعة، بالرد في المكان والزمان المناسبين، وتحمل في طياتها اكثر من تفسير، وان كانت بمجملها تصب في خانة استيعاب تداعيات الجريمة وتهدئة مشاعر متهورة واستيعاب منتقدي الاختراق الامني الاسرائيلي للمربع الامني للحزب، باعتبار ان امكانيات الرد الفوري محدودة او غير ممكنة حاليا. واعتبرت المصادر ان خلاصة قول نصرالله ان مايحصل يشكل فرصة تاريخية لتحرير كل شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف التدخلات والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، بأنه يفتح باب المفاوضات السلمية مع إسرائيل بعد بلوغ الوضع الحائط المسدود بالاشتباكات الدائرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، ويشكل محاولة لاستيعاب نقمة الرافضين للمواجهة العسكرية مع إسرائيل والتخفيف من حدة التهديدات الإسرائيلية بانزلاق الوضع نحو حرب شاملة ،في حين يعلم القاصي والداني ان لبنان تبلغ خلال الزيارة الاخيرة للمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، مقترحات إسرائيلية لحل مشكلة النقاط المختلف عليها لترسيم الحدود، باستثناء النقطة b1 على رأس الناقورة التي ماتزال تعترض التوصل إلى اتفاق شامل للترسيم. وإزاء المواقف المعلنة ارجأ اموس هوكشتاين زيارته الى بيروت.

جدول بوريل

والوضع برمته، سياسياً وجنوبياً، وعلى مستوى المنطقة، سيكون على جدول محادثات بعثة الاتحاد الاوروبي الى لبنان برئاسة جوزيب بوريل، والمقررة بين 5ك2 و7ك2 (امس الجمعة الى الاحد). واعلنت البعثة ان بوريل سيلتقي «رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو». وأوضحت أن الزيارة «ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولاسيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو». وقالت: «سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة».

المجلس العسكري تفاهم بين سليم وعون

سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الاتصالات التي تنطلق بهدف بت تعيينات المجلس العسكري ورئيس الأركان في الجيش اللبناني داخل الحكومة ليس مضمونا أنها ستتمكن من النجاح في حسم الملف لاسيما أن هذه التعيينات وفق ما هو متعارف عليه في القانون تحتاج إلى تفاهم بين وزير الدفاع وقائد الجيش، فضلا عن أن إشكالية حسم مجلس الوزراء الذي يصرف الأعمال تعيينات أمنية أو غيرها. ورأت هذه المصادر أنه بغض النظر عن تصنيفها بين الأهمية أو الأكثر اهمية فإن بعض الأفرقاء لاسيما الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يوفد نوابه من أجل التواصل مع المعنيين وتحريك الملف انطلاقا من ضرورته، مشيرة إلى أن خطوة التمديد لقائد الجيش والتي جنبت خضة في المؤسسة العسكرية يراهن عليها أن تنسحب في توافق غالبية الأفرقاء على التعيين. وأعلنت أنه لا بد من التأكد من موقف التيار الوطني الحر الذي سبق ونقل عنه عدم ممانعته في التعيين إنما قبل التمديد لقائد الجيش.

تعديلات الموازنة في بكركي

والوضع المالي، حضر بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، فضلا عن التعثر في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال كنعان بعد اللقاء: «هناك كارثة كانت محالة الى مجلس النواب، باجماع كل اللبنانيين، وكنا أمام خيارين، اما تركها تنفجر فينا، أو نحاول تعطيلها، لجهة تعديلها. وهو ما حصل من خلال تعديلات بنيوية وجوهرية، ليست مثالية بالطبع، ولن تكون بديلاً عن الرؤية الاقتصادية الغائبة في مشروع الحكومة، ولكنها على الأقل، عدّلت الزيادات والغرامات والضرائب والرسوم التي كانت ستضرب المواطن مباشرة في هذا الوضع الاقتصادي السيىء».

بري على خط احتواء ازمة بيئية

بيئياً، دخل الرئيس نبيه بري، بطلب من اللقاء الديمقراطي على خط السعي لدى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لارجاء العمل او العودة عن قرار الاتحاد بـ «وقف العمل بقرار مجلس الوزراء بجمع النفايات الصلبة المنزلية من اقضية عاليه والشوف وبعبدا وقسم من بيروت، لتعذر البدائل لدى البلديات للاسباب المالية المعروفة.. ويتابع الموضوع اليوم في اجتماع يعقد في مكتب وزير البيئة لوضع خطة مرحلية وثابتة طويلة، الامد، حسب تعبير النائب اكرم شهيب بعدلقاء عين التينة.. وكشف شهيب ان بري لبى التمني حتى لا يغرق البلد في النفايات في ظرف بالغ الصعوبة.

إتفاق الهيئات والعمال

توصلت الهيئات الاقتصادية الى اتفاق خلال لقاء جمع الامين العام للهيئات الاقتصادية محمد شقير والاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الاسمر مساء أمس، في ما خص الأجور وبدل النقل، قضى الاتفاق:- رفع بدل النقل من 250 ألف ليرة الى 450 الف ليرة كل يوم عمل أسوة بالقطاع العام.- البحث في موضوع الأجور في فترة لاحقة.وأوضح البيان ان «البحث في موضوع الأجور في فترة لاحقة يأتي على خلفية التداعيات الإقتصادية السلبية والخسائر التي تكبدتها المؤسسات نتيجة حرب غزة والأحداث في جنوب لبنان وعدم قدرتها على تحمل اي أعباء إضافية، مشيراً الى أن هذا الموضوع سيتم مناقشته في وقت لاحق بعد استتباب الأوضاع وعودة النشاط الإقتصادي الى وضعه الطبيعي السابق لحرب غزة.وأعلن الطرفان استمرار التواصل والتشاور لمواكبة الأوضاع وإتخاذ المواقف المناسبة لتدعيم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. واتفق الطرفان على وضع وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم في جو الاتفاق ليأخذ الموضوع مساره القانوني».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على القرى والبلدات اللبنانية حيث واصل استهداف المنازل بشكل تصعيدي ادى الى تدمير الكثير من المنازل والاضرار الاخرى، وردت المقاومة باستهداف مواقعه كافة وتحقيق اصابات مباشرة، كما شيعت شهداءها الذين سقطوا بفعل العدوان في اليومين الماضيين. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي المعادي صباح امس بلدة عيترون وأطراف بلدة يارون. كماشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية المعادية غارتين بين بلدتي شيحين ومجدل زون. بدورها، واصلت المقاومة استهداف جنود الاحتلال، في موقع المرج عند الحدود الجنوبية. واعلنت المقاومة الاسلامية مساء استهداف بركة ريشا بصواريخ بركان، وحققت اصابات مباشرة. واعتبر وزير الدفاع غالانت خلال زيارة الجهة الجنوبية ان اسرائيل تعطل الحل السياسي على العسكريين ولكن ساعة الصفر باتت تقترب.

أفكار هوكشتين لـ«اليوم التالي لبنانياً»: معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية

وعودة «توتال» للحفر في البلوكات 8 و9 و10

الاخبار..ابراهيم الأمين .. أفكار هوكشتين لـ«اليوم التالي لبنانياً»: معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية وعودة «توتال» للحفر في البلوكات 8 و9 و10.. من بين الأشياء الكثيرة التي يجيدها السيد حسن نصرالله، رميه الأحجار الثقيلة في المياه الراكدة. هو قال بشكل عفوي، إنه لا يريد التحدث في الوضع الداخلي اللبناني. حكماً، لم يكن يقصد اعتبار أن الوضع لا يستأهل النقاش. لكنه، كان يردّ على السائلين حول فوائد لبنان من عمليات المقاومة على الحدود، بأن فتح ملفاً تحت عنوان «بركات طوفان الأقصى على لبنان»، قائلاً بأن لبنان أمام فرصة جدية لتحرير ما تبقّى من أراضيه المحتلة. وذهب إلى التسمية المباشرة بالحديث عن نقطة الـB1 البحرية والغجر وصولاً إلى مزارع شبعا المحتلة. لكنه، كان حاسماً أيضاً في القول بأن البحث والتفاوض حول أي أمر رهن توقف الحرب على غزة.كلام السيد نصرالله مقرّر ومدروس، وهدفه الإضاءة على أمور لا يلتفت إليها الجمهور، ولا يهتم بها السياسيون أيضاً. حتى إن بعض الخارج الذي يدّعي الحرص على لبنان، يدرك أن تفاصيل هذا الملف، موجودة حصراً بيد الولايات المتحدة الأميركية، ليس فقط لأنها الطرف الأقدر على ممارسة الضغط على إسرائيل، بل لكون من يرغب بالوصول إلى نتائج، يعطي المهمة لمن بيده الأمر.

بحسب معلومات «الأخبار» فإن الحديث عن «اليوم التالي لبنانياً»، قد بدأ فعلياً، وخصوصاً عند الجانبين الأميركي والإسرائيلي. وهو حديث له صداه في لبنان. وإن كانت الجهات الرسمية اللبنانية ليست اليوم في موقع المفاوض الجدي. وهذا ما دفع الجانب الأميركي لأن يتجه مباشرة صوب الطرف الذي بيده الأمر لبنانياً. وعلى طريقة رجال الأعمال المحبّذة أميركياً، تسعى واشنطن إلى «عقد صفقة» مع حزب الله، من أجل توفير «الضمانات الواضحة التي تريدها إسرائيل لجهة الأمن في مناطقها الشمالية». والفظاظة الأميركية هنا مفيدة أحياناً. بمعنى أن الأميركيين لا يحتاجون إلى اللعب على الكلام عندما يعرضون إتمام صفقة. ولذلك، باشروا دراسة الثمن الذي على إسرائيل أن تدفعه للبنان، مقابل الحصول على الهدوء.

أميركياً، أوكل الرئيس جو بايدن الملف إلى مستشاره لشؤون الطاقة (ولبنان) عاموس هوكشتين. وهو هذه المرة يعمل وحدَه. لأن فريق السفارة في بيروت لا يقدر أن يفيده بشيء. السفيرة السابقة دوروثي شيا سافرت وخليفتها ليزا جونسون، تستعد للقدوم خلال عشرة أيام، وهي مشتاقة إلى هذا البلد الذي عاشت فيه أياماً جميلة، مهنياً وشخصياً أيضاً. وسوف يخرج الكثيرون غداً، دفاتر ذكرياتهم مع الشابة الشقيّة قبل أن ينال منها العمر. وليزا، تعرف الكثير عن لبنان وعن المقاومة، وسوف يكون لها دورها إلى جانب هوكشتين. لكن، إلى أن تنطلق العملية، فإن الرجل أدار وحدَه اتصالات عبر وسيط لبناني كان ينقل الرسائل بينه وبين حزب الله، الذي كان يستمع إلى الكلام المنقول ويجيب بعبارة واحدة: ليوقفوا الحرب على غزة وبعدها لكل حادث حديث!.

المقاومة غير قلقة على ملف السلاح وتحضّر ملفاتها لمنع تكرار تجربة الخطين 23 و29 في البرّ

لم يأخذ هوكشتين وقتاً طويلاً حتى يقتنع بأن لا مجال لأي خطوة ولو بالشكل، قبل توقّف العدوان على غزة. لكنه قرّر إنجاز مهمته على مرحلتين، الأولى نظرية، وتشتمل على فكرة الفرضية التي تقول: «في حال توقفت الحرب على غزة، وصار بالإمكان التحاور حول الوضع على الحدود مع لبنان، فما الذي يمكن القيام به». وهو لم يفعل ذلك مع اللبنانيين فقط، بل هو قال للإسرائيليين صراحة، إنه لا مجال لأي بحث قبل وقف الحرب. ونصحهم بألا يصدّقوا «خبريات الفرنسيين والموظفين الأمميين» لأن هؤلاء «لا يعرفون أي شيء، ويقدّمون أفكارهم على أنها مقترحات صادرة عن الطرف الآخر، ويبحثون عن دور بأي طريقة». وفي جولتين معلنتين من البحث بين هوكشتين والقيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية خلص الرجل إلى تحديد أولويات تل أبيب:

أولاً: إنهم يعانون الأمرّين جراء ما يجري على الحدود مع لبنان، وإنهم تحت ضغط كبير جراء النزوح الكبير والكبير جداً، الطوعي منه أكثر من القسري الناجم عن عمليات حزب الله، وإن هناك مشكلات كبيرة تنشأ بفعل ما يحصل، ليس فقط على صعيد ما يطلبه المستوطنون، بل تتجاوز ذلك إلى الآثار الناجمة عن التعثر في النشاط الاقتصادي والسياحي والزراعي في هذه المنطقة.

ثانياً: إن إسرائيل تملك ملفات هائلة بالمعلومات حول ما تسميه الانتشار الكثيف لعناصر حزب الله على طول الحدود، وخصوصاً قوات الرضوان، قبل الحرب وبعدها، وإن اسرائيل تعتبر أن الأمن المثالي يتحقق من خلال إبعاد هؤلاء عن الحدود، وخلق واقع أمني في عمق الحدود اللبنانية يضمن عدم عودتهم.

ثالثاً: إن إسرائيل باتت تعرف أنه لا يمكن مطالبة لبنان بإجراءات من دون أن تبادر هي إلى خطوات تشير إلى التزامها بالقرار 1701، إضافة إلى خشية عادت لتظهر عند قيادة العدو، على منصات الغاز ومستقبل هذا القطاع الذي سيكون عرضة لتهديد حقيقي ما لم يتح للبنان الحصول على حقوقه في مياهه الإقليمية والاقتصادية.

التحرير الكامل والتسوية السياسية

بناءً عليه، جاءت زيارة هوكشتين الأخيرة لتل أبيب، وقد خرج منها بفكرة «معقولة» عن المدى الزمني الذي ستأخذه الحرب الإسرائيلية على غزة من جهة، كذلك عن مدى الاستعداد الإسرائيلي للتجاوب مع الطلبات اللبنانية من جهة ثانية. ويبدو أنه وصل إلى استنتاجات، جعلته «متفائلاً إلى حدود معينة» وفق ما رشح عن اتصالات جرت معه أمس. لكنّ الرجل يلحّ على ضرورة إنجاز التصور الذي يكون مادة لبحث مباشر وسريع ومركّز عند إعلان وقف الحرب مع غزة. وهو يسعى عملياً إلى «ترتيب مقترح قابل للعيش يكون طرحه متوفراً وسريعاً بعد توقف الحرب، بما يسمح بعدم استهلاك وقت طويل قبل الاتفاق عليه».

وفي المقترحات العملانية هناك نقاط أبرزها:

أولاً: معالجة نقاط النزاع على الحدود البرية، الـ13 الرسمية منها أو الـ17 التي هي قيد الإعداد من قبل المعنيين، سواء في الدولة أو المقاومة، علماً أن قيادة حزب الله، لا تريد أن يدخل لبنان في ملف الترسيم البري على خلفية خلافات مهنية، ما أوجب فتح النقاش مع خبراء وقانونيين وطبوغرافيين لوضع تصور متماسك وتفادي الثغرات التي رافقت الترسيم البحري والإشكال الذي ظهر على الخطوط ما بين الخطين 23 و29. ومن الواضح للجانبين الأميركي والإسرائيلي أن البحث يبدأ مع الإقرار بحق لبنان بالنقطة B1 عند رأس الناقورة.

ثانياً: إعداد التصور العملاني، لأجل انسحاب العدو من الجزء اللبناني من خراج بلدة الماري (الغجر) وتسليمها للدولة اللبنانية من دون الحاجة إلى أي ترتيبات مع أي جهة أخرى.

ثالثاً: الطلب إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة «الاستفادة» من الفقرة العاشرة للقرار 1701 التي تنص على أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بوضع تصور لحل مشكلة مزارع شبعا، وسط رغبة إسرائيلية بأن تكون تحت وصاية القوات الدولية إلى مدى زمني مرهون بمستقبل الصراع مع سوريا. وطلب لبناني واضح، بإقرار العدو والعالم بلبنانية المزارع، ومن ثم تركها للدولة اللبنانية، التي تقرر هي كيفية إدارتها وكيفية معالجة أي نقاط خلاف مع سوريا.

الموفد الأميركي سمع «صراخاً» إسرائيلياً بشأن مستعمرات الشمال واستكشف المدى الزمني للحرب على غزة

رابعاً: بدء الاستماع الأميركي لفكرة بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، شرط حيوي لقيام حكم قوي ومتماسك قادر على ممارسة دوره، بما يعفي من البحث عن ضمانات أي جهات خارجية، وأن لبنان يعرف أن المقاومة ليست في وارد البحث حول سلاحها لا الآن ولا بعد توقف الحرب على غزة، بل إن ما حصل، يعزز القناعة لديها ولدى قسم من اللبنانيين بأهمية هذا السلاح. وهذا كلام سمعه هوكشتين نفسه، ولذلك تجنّب هو طوال الوقت ترداد «الهذيان الإسرائيلي والأوروبي» حول ضرورة سحب قوات حزب الله من جنوب نهر الليطاني.

خامساً: إدراك هوكشتين، بأن لبنان بحاجة إلى عناصر تعزز الاستقرار فيه، وهذا أمر له علاقة بمعالجة ملفات عالقة، سياسياً (الملف الرئاسي والحكومي وخلافه)، وأخرى، اقتصادياً (الحصار المالي على لبنان وموضوع النفط والغاز). وعُلم في هذا الإطار، أن هوكشتين نفسه، أبلغ جهات لبنانية مسؤولة، بأن شركة «توتال» الفرنسية سوف تعود لتقوم بأعمال حفر وتنقيب من جديد في البلوك 9، بعد اختيار نقطة حفر جديدة، إضافة إلى العمل في البلوكين 8 و 10. وقد أقر هوكشتين ضمناً، بأن التوقف الذي حصل كان له سببه السياسي.

على أي حال، فإن كلام الأمين العام لحزب الله أمس، حسم الكثير من الجدل القائم في غرف مغلقة أو عبر الإعلام، عن أن الحزب قد يعرقل مساعيَ لتفاهمات حول الترسيم البري خوفاً على سلاحه، وقال لمن يعتريه الشك أو الظن، بأن «السلاح باق وله دوره الدفاعي، بمعزل عما يجري التوصل إليه لاحقاً، وبالتالي، فإن ليس لدى المقاومة أي قلق حول هذا الأمر».

ميقاتي يُحذّر من خطورة محاولات جر لبنان إلى حرب إقليمية

الجريدة..حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة من خطورة محاولات جر لبنان إلى حرب إقليمية، وذلك بعد أيام من هجوم إسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية أودى بحياة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري. وذكر بيان صدر عن مكتب ميقاتي أنه تلقى اليوم اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ناقشا فيه «الوضع في لبنان وآخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة». وأعرب ميقاتي خلال الاتصال «عن خطورة المحاولات الرامية إلى جر لبنان إلى حرب إقليمية». وحذّر من أن «اتساع رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة ستكون له عواقب وخيمة في حال تمددها، لا سيّما على لبنان ودول الجوار». وشدد ميقاتي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي. وتأتي تحذيرات ميقاتي بعد أيام من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري و6 من كوادرها الثلاثاء الماضي في قصف صاروخي نفّذته مسيرة إسرائيلية على مكتب لحركة المقاومة الإسلامية في ضاحية بيروت الجنوبية، وفق الإعلام الرسمي اللبناني. وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في وقت سابق اليوم بالرد على اغتيال العاروري و«الخرق الخطير» للضاحية الجنوبية لبيروت أحد معاقل الحزب اللبناني. على الصعيد السياسي، أوعز وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إلى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي عقب «اعتداء» إسرائيل على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية. ونصت الشكوى على أن «الاعتداء يُمثّل الفصل الأكثر خطورة في مسلسل الاعتداءات، حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ العام 2006 كونه طال منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية بيروت، وانتهاكاً إسرائيلياً سافراً لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه وحركة الطيران المدني». كما أن «الاعتداء يدعو للقلق لأنه قد يؤدي إلى توسع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين»، وفق الشكوى. وطلب لبنان في شكواه «إدانة الاعتداء والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد، وإلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وشعبه، وذلك للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمرة سيصعب احتواؤها». تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل مواجهات عسكرية متقطعة وقصفاً متبادلاً بين حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

غالانت من قرب الحدود مع لبنان: نفضّل التسوية على الحل العسكري لكن الوقت آخذ في النفاد

الراي..قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من قرب الحدود مع لبنان إننا «نفضّل التسوية على الحل العسكري لكن الوقت آخذ في النفاد» وأضاف غالانت «لدينا خطة عسكرية متكاملة للتعامل مع الجبهة الشمالية».

رئيس حزب «القوات اللبنانية»: الوضع في لبنان غامض جداً..وكل الاحتمالات واردة..

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذّر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، اليوم (الجمعة)، من أن الوضع في لبنان «غامض جداً». وقال إن كل الاحتمالات واردة؛ نظراً للأوضاع في جنوب البلاد والمنطقة، حسبما أفادت وكالة «أنباء العالم العربي». وقال جعجع، في تصريحات نقلتها الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام، «الوضع العام في لبنان غامض جداً وغير مستقر، باعتبار أن الاحتمالات كلها واردة، إذ إن أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) ما زالت تتفاعل بشكل كبير، وباتجاهات مجهولة النتائج»، في إشارة إلى الحرب على قطاع غزة، التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي. وأشار جعجع إلى وصول تداعيات هذه الحرب إلى منطقة البحر الأحمر، وإلى اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في بيروت، وحدوث انفجار في إيران عند مرقد قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، في ذكرى مقتله. وقُتل العاروري، الأسبوع الحالي، في هجوم بطائرة مسيّرة بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل «حزب الله». وفيما يتعلق بـ«حزب الله»، قال جعجع إن الحزب «لا يريد التدخل في الحرب على ما يبدو، بل جل ما يسعى إليه إثبات وجوده، وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية، إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافية على مستوى المنطقة». وتفجّر قصف متبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى، في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة.

اجتماعات البرلمان اللبناني رهينة الانتقائية السياسية في ظل الفراغ الرئاسي

«الدستوري» أباح سنّ القوانين في كل الظروف... ومصالح الكتل المسيحية ترسم حدود «تشريع الضرورة»

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. أسهمت «الانتقائية السياسية» وضرورات تسيير أمور الدولة في دفع كتل سياسية إلى المشاركة في جلسات تشريعية يعقدها البرلمان اللبناني، رغم الشغور الرئاسي. وتخطّي البرلمان قيود «تشريع الضرورة» المعتمد في ظلّ الفراغ الرئاسي، واستعاد المجلس لبعض الوقت صلاحياته تحت عنوان «المجلس سيّد نفسه»، ليقرّ مجموعة «قوانين مهمّة» مستنداً إلى رأي المجلس الدستوري الذي أباح سنّ القوانين بكلّ الأوقات والظروف، وإلى حاجة بعض الأطراف السياسية المسيحية لتمرير قوانين معينة. ومع دخول البلاد عهد الفراغ الرئاسي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 مع مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري، نجح البرلمان اللبناني في عقد جلستَي تشريع أقرّ خلالهما عدداً من القوانين الملحّة، وأخفق مرتين في عقد جلسات مماثلة جرّاء مقاطعة كتلتي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» لها وتطيير النصاب، علماً بأن كلاً منهما شاركت لحسابات خاصة بها، فكتلة «لبنان القوي» التي يرأسها النائب جبران باسيل شاركت في الجلسة التمديد للبلديات والمخاتير في 18 أبريل (نيسان) الماضي وقاطعتها كتلة «الجمهورية القوية»، ومنذ ذلك الوقت بقي المجلس معطلاً إلى أن عقد جلسة تشريعية عنوانها الأول التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة إضافية، بعد أن قدمت كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) اقتراح قانون التمديد لقائد الجيش وحضرتها مما أمّن نصابها العددي والميثاقي، وهي جلسة قاطعتها كتلة «لبنان القوي»، وأعلنت أنها ستتقدّم بطعن أمام المجلس الدستوري لإبطال هذا القانون. واستفاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من رغبة «القوات اللبنانية» في إقرار قانون التمديد لقائد الجيش، فأدرج على جدول الجلسة عدداً من مشاريع القوانين؛ بعضها ضروري والبعض الآخر يحتمل التأجيل.

حق البرلمان في التشريع

وأعلن النائب قاسم هاشم، عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها بري، أن المجلس «أقرّ في الجلسة الأخيرة 14 قانوناً أبرزها التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، وقانون ضمان الشيخوخة الذي يشكل مطلباً تاريخياً للبنانيين». وشدد هاشم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «المجلس النيابي صاحب الحق المطلق للتشريع في كلّ الظروف، بدليل قرار المجلس الدستوري الذي ردّ الطعن المقدّم بقانون التمديد للبلديات، وأكد فيه أن المجلس يحق له التشريع بكلّ الأوقات». صحيح أن المجلس النيابي نجح في عقد جلستين منذ بدء الفراغ الرئاسي؛ الأولى التأمت في 18 أبريل (نيسان) الماضي والأخرى منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لكنه أخفق في عقد جلستين دعا إليهما برّي خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي وأغسطس (آب) الماضي بسبب مقاطعة أكبر كتلتين مسيحيتين لهما، وغياب الميثاقية (تمثيل الطوائف الأساسية) وتطيير النصاب القانوني، ورأى النائب هاشم أن «الميثاقية تشترط توفرها في كلّ الأوقات حتى في وجود رئيس الجمهورية وحكومة دستورية». وقال: «هذه الجلسة لم يكن مقدراً لها أن تُعقَد لولا توافق ضمني على القوانين التي جرى إقرارها». وأمل في أن «ينسحب نجاح الجلسة الأخيرة على ملفّ انتخاب رئيس الجمهورية التي ستسرّع وتيرتها مع بداية العام الحالي».

مراسيم تطبيقية

القوانين التي أقرتها السلطة التشريعية تحتاج إلى مراسيم تطبيقية لتصبح نافذة، وقد لوّح البعض بأن القوانين لن تسلك طريقها إلى التنفيذ ما دام هناك وزراء (التيار الوطني الحرّ) يرفضون توقيعها، إلّا أن مصدراً وزارياً لفت إلى أن أحداً لن يستطيع تعطيل هذه القوانين، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدستور أناط صلاحيات رئيس الجمهورية بالحكومة مجتمعة، وبالتالي يصبح لزاماً على الوزراء توقيع القانونين وليس تعطيلهما». وأكد أنه «حتى لو رفضت الحكومة توقيع القوانين، فإنها (القوانين) تصبح نافذة بعد شهر من إحالتها إلى مجلس الوزراء وتُنشر في الجريدة الرسمية»، مذكّراً بأن «الآلية الدستورية التي تسري على رئيس الجمهورية (إعطاؤه مهلة شهر للتوقيع على القوانين، وفي حال لم يردّها للبرلمان ولم يوقّعها تصبح نافذة) تسري حكماً على الحكومة».

المصلحة العليا للدولة

وتعدّ كتلة «الجمهورية القوية» رافعة قانون التمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية، لأنها كانت السبّاقة في تقديم اقتراح القانون وتأمين الميثاقية لجلسة التشريع الأخيرة، غير أن عضو الكتلة النائب غياث يزبك، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوات اللبنانية كانت وما زالت ترفض التشريع في غياب رئيس الجمهورية، وتعد البرلمان مجرّد هيئة ناخبة». وقال: «لأننا نقرأ الدستور بإيجابية، نرى أن هناك محطات أساسية ترتقي إلى مصاف المصلحة العليا للدولة، ومعها يصبح الأمر قابلاً لفتح الأبواب للتشريع، وأهمها عدم ترك الجيش من دون قائد». وذكّر يزبك بأن «كتلة الجمهورية القوية حضرت الجلسة الأخيرة ولم تناقش أي مشروع أو اقتراح قانون، وعندما وصل النقاش إلى قانون التمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية شاركنا وصوّتنا وذلك حفاظاً على مصلحة البلد ووحدة المؤسسة العسكرية»، معتبراً أن «الصيغة التي فتحت الباب أمام التوافق للتمديد لقائد الجيش، يمكن أن تفتح الباب أمام عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس».

تباين بتفسير القانون

وأقرّ البرلمان اللبناني في جلسته الأخيرة 14 قانوناً أبرزها قانون التمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية. وتباينت الآراء الدستورية حول القوانين الملحّة التي لا تحتمل التأجيل والأخرى التي لا تحمل صفة العجلة، فأشار الخبير القانوني والدستوري المحامي سعيد مالك، إلى أنه «عملاً بأحكام الدستور لا سيما المادتين 74 و75 منه، فإن المجلس النيابي يتحوّل إلى هيئة ناخبة للرئيس طيلة فترة الشغور في رئاسة الجمهورية»، لكنه شدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «مشاركة بعض كتل المعارضة، خصوصاً كتلة القوات اللبنانية في جلسة التمديد لقائد الجيش، راعت بالدرجة الأولى المصلحة الوطنية العليا، عندما رأت أن الفراغ في قيادة الجيش ستكون له نتائج كارثية». وأضاف مالك: «انطلاقاً من مقولة (الضرورات تبيح المحظورات) فإن المشاركة لم تخالف الدستور لا بل كانت ضرورية، خصوصاً أن اجتهاد المجلس الدستوري، قال ما حرفيته (عند المفاضلة بين مبدأ دستوري وبين المصلحة العليا للبلاد نختار المصلحة العليا)». يبدو أن المجلس النيابي سيكون على موعد مع جلسات تشريع في العام الحالي، وبالتالي ثمة مبررات دستورية لمشاركة الكتل فيها وتحت شعار مراعاة الأمن القومي. وقال المحامي سعيد مالك: «عندما تُعرض الموازنة على المجلس النيابي يُفترض أن تحضرها الكتل النيابية، لأن الموازنة مرتبطة بالأمن الاجتماعي، فلا يمكن لأي إدارة أن تعمل بالإطار الصحيح، إلّا مع موازنة كاملة وشاملة، وبالتالي فإن إقرار الموازنة يقع ضمن المصلحة الوطنية العليا». من جهته، قدّم أستاذ القانون الدستوري المحامي عادل يمين، قراءة مختلفة لتشريع الضرورة «الذي تَمثّل بالتمديد التقني للمجالس البلدية والاختيارية لمدة سنة، والذي شارك فيه التيار الوطني الحرّ حتى لا يقع البلد في أزمة الفراغ على مستوى المخاتير، وبيّن التشريع غير الضروري المتمثّل في التمديد لقائد الجيش». ورأى يمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التمديد للبلديات والمخاتير جاء في حكم الضرورة القصوى، لأنه لو لم يمدد للمخاتير لكانت البلد وقعت في أزمة تتعلّق بوثائق الزواج والوفيات والولادات وبيانات القيد وبطاقات الهوية، التي لا يمكن لأحد أن ينوب عن المخاتير في إنجازها». أما فيما يخص التمديد لقائد الجيش، فلا يجد يمين «أي ضرورة لذلك، لأن القانون صدر على قياس شخص وكان يمكن للمرفق العام (قيادة الجيش) أن تستمرّ بتولي الضابط الأعلى رتبة مهام القيادة»، محمّلاً الأكثرية النيابية المسيحية وقواها السياسية مسؤولية التشريع في غياب رئيس الجمهورية، معتبراً أن الرئيس برّي «نجح في تمرير جدول قوانين فضفاض خارج نطاق الضرورة، وكسر التقليد الذي تكرس طيلة السنة المنصرمة، مستفيداً من اضطرار القوات اللبنانية إلى تمرير بند التمديد لقائد الجيش». ورغم أن المجلس الدستوري أقرّ خلال ردّ الطعن بقانون التمديد للبلديات والمخاتير بتشريع الضرورة، لا بل أعطى البرلمان حق التشريع في كلّ الظروف، فإن المحامي يمين ذكّر بأن المجلس الدستوري «أباح التشريع في كلّ الأوقات»، لكن يمين دعا إلى «عدم استسهال ذلك في غياب رئيس الجمهورية»، معتبراً أن المجلس الدستوري «خالف قراره الذي أصدره في عام 2005 وأفتى بعدم التشريع في ظلّ الحكومة المستقيلة».

موفدون دوليون في بيروت يخترقون «الضبابية اللبنانية» لتطويق احتمالات توسع الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط».. تسابق زيارات الموفدين الدوليين إلى لبنان احتمالات توسع الحرب في ظل إصرار إسرائيلي على إخلاء «حزب الله» للمناطق المتاخمة للحدود، وضبابية لبنانية حول تطورات الوضع واحتمالات التدحرج إلى حرب أوسع. ووصل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، إلى بيروت، الجمعة، في زيارة تستمر حتى الأحد، وتسبق زيارة ممثل الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستاين إلى بيروت في الأسبوع المقبل، بعد زيارته تل أبيب التي ستزورها أيضاً وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، يوم الأحد، وذلك ضمن حراك دولي مكثف لتطويق احتمالات توسع الحرب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن الحكومة الألمانية تراقب الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أن «خطر التصعيد حقيقي للغاية للأسف»، فيما تغادر وزيرة الخارجية الألمانية، يوم الأحد، متوجهة إلى إسرائيل للقاء نظيرها الجديد يسرائيل كاتس والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، بحسب المتحدث. ومن المقرر أيضاً أن تجري محادثات في الأراضي الفلسطينية. في هذا الوقت، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان في بيان، الجمعة، أن بوريل يزور لبنان بين 5 يناير (كانون الثاني) الحالي و7 منه، حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» اللواء أرولدو لآثارو. وأوضحت البعثة أن الزيارة «ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولا سيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو». وقالت: «سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة. كما سيكون التعاون الثنائي والقضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام جزءاً من المناقشات». ويأتي الحراك الدولي في ظل حالة عدم يقين لبنانية حول احتمالات التصعيد، بعد اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الثلاثاء، وتهديد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بالرد على الاغتيال.

جعجع

ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الوضع العام في لبنان غامض جداً وغير مستقر، باعتبار أن كل الاحتمالات واردة؛ إذ إن أحداث (7 تشرين) ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النتائج، فتداعياتها وصلت إلى منطقة البحر الأحمر، مع التوقف عند اغتيال صالح العاروري في الضاحية، بالإضافة إلى الانفجار الذي شهدناه في إيران عند مرقد قاسم سليماني، ناهيك عن القصف الذي استهدف القياديين في فصيلة النجباء في العراق». وقال جعجع في تصريح: «(حزب الله) لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى إليه إثبات وجوده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية، إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافية على مستوى المنطقة». وأضاف: «لكن إسرائيل غير راضية عن استمرار الحال في الجنوب كما هو عليه اليوم، فهي تضغط إما باتجاه انسحاب الحزب كلياً من المنطقة حتى جنوب الليطاني، ولو أنني أرى أن هذا التراجع سيقارب الـ10 كلم، وإما ستحقق ذلك بالقوة. فهي تطالب بانسحاب الحزب من دون رجعة، وليس كما حصل في عام 2006، ليتسلم عندها الجيش اللبناني الحدود، بشكل جدي، بالتعاون مع القوات الدولية». وتابع جعجع: «انطلاقاً من هنا، نشهد حركة مفاوضين وآخرها زيارة آموس هوكستاين في الأسبوع المقبل، بغية إقناع الحزب الابتعاد عن الحدود كي لا ندخل في حرب فعلية في الجنوب»، مضيفاً: «حتى الآن، ردة فعل (حزب الله) ما زالت غير معروفة، ولكن كل الأدلة تشير إلى عدم قبوله السير في هذه التفاهمات، والأشهر القليلة المقبلة ستظهر ما إذا كان سينسحب الحزب (بالتي هي أحسن)، أو سيتطور الوضع». وطرح جعجع علامات استفهام حول عملية اغتيال العاروري، ولفت إلى أن «حزب الله» كان يؤمّن عناصر حماية لنائب رئيس حركة «حماس» منذ وجوده في لبنان، مع الإشارة إلى أن الاستهداف تم في منطقة لـ«حزب الله» بامتياز. وقال: «ثمة سؤال في هذا السياق، هل هناك تواصل أو اتفاق بين الحزب أو إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى غير المفاوضات التي تُجرى في عمان؟ وفي حال كان هناك اتفاق فعلي، فلماذا لم ينسحب حول قضيتي البحر الأحمر والعراق؟ مجموعة علامات استفهام تشكّلت لا أجوبة عليها».

كل الاحتمالات واردة

من جهته، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، أن «كل الاحتمالات واردة»، مشدّداً على أن «الحكمة في التعاطي من الجانب اللبناني ضمن قواعد الاشتباك مشروطة بنجاح الجهود للجم إسرائيل». وقال هاشم في حديث إذاعي: «في ضوء التطورات الأخيرة، فإن مخاطر توسيع الحرب قائمة في ظل محاولات العدو الدائمة واليومية استدراج لبنان إلى حرب أوسع وأشمل في العمق». وأضاف: «إن الدليل على النوايا الإسرائيلية العدوانية، استهداف قادة (حماس) في الضاحية الجنوبية».

بوريل سيزور لبنان لبحث الوضع على الحدود الجنوبية

الراي..قال الاتحاد الأوروبي في بيان اليوم، إن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل سيزور لبنان في الفترة من الخامس إلى السابع من يناير لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية وأهمية تجنب التصعيد الإقليمي.وذكر في البيان أن «(بوريل) سيعيد التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود الديبلوماسية مع زعماء المنطقة»...

الأمم المتحدة: أكثر من 76 ألف نازح من جنوب لبنان جراء التصعيد مع إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. نزح أكثر من 76 ألف شخص في لبنان جراء التصعيد العسكري بين «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران وإسرائيل في المنطقة الحدودية بجنوب البلاد تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفق أرقام أفادت بها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلاً يومياً للقصف منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأوردت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير جديد الخميس أن التصعيد عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان أدى إلى نزوح 76018 شخصاً ضمن الجنوب حيث المنطقة الحدودية، والعاصمة بيروت ومنطقة بعبدا القريبة منها، مشيرة إلى أن ما يقرب من 81 في المائة يقيمون حالياً مع أقاربهم، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضافت المنظمة أن اثنين في المائة فقط من النازحين يقيمون في 14 مركز إيواء جماعي موزّعة في جنوب البلاد، ولا سيّما في مدينة صور الساحلية (جنوب) وحاصبيا (جنوب شرق). أما البقية فقد استأجروا شققاً، أو انتقلوا للعيش في منازل أخرى يملكونها في مناطق أبعد من المناطق الحدودية المتوترة. وأسفر تبادل القصف على الحدود عن مقتل 175 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 129 عنصرا من الحزب. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين. ويعلن الحزب الحليف لطهران أنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافا عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناد مقاومته». في المقابل، تقوم إسرائيل بشنّ غارات جوية وتقصف بالمدفعية مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة استهداف «بنى تحتية» للحزب. واتهمت السلطات اللبنانية والحزب و«حماس»، الثلاثاء، إسرائيل باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وستة من رفاقه في قصف استهدف مكتباً للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله». وحذّر الحزب من أن الجريمة لن «تبقى دون ردّ أو عقاب»، ما أثار مخاوف إضافية من اتساع نطاق التصعيد. وتعهدت إسرائيل «القضاء» على «حماس» بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

الجيش الإسرائيلي: دمرنا بنى تحتية وموقعاً عسكرياً لـ«حزب الله» بجنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الجمعة)، شن غارة في بلدتي عيتا الشعب ومجدل زون بجنوب لبنان، أسفرت عن تدمير بنى تحتية ونقطة وموقع عسكريين لجماعة «حزب الله» اللبنانية الموالية لإيران. وتَقدّم لبنان اليوم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي عقب هجوم شهدته الضاحية الجنوبية في بيروت هذا الأسبوع، وأسفر عن مقتل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وفق «وكالة أنباء العالم العربي». وجاء في الشكوى: «هذا الاعتداء يمثّل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات، حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ عام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت»، حسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

لبنان يتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن عقب هجوم على الضاحية الجنوبية في بيروت

بيروت : «الشرق الأوسط».. ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، اليوم (الجمعة)، أن لبنان تقدّم بشكوى، ضد إسرائيل، إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هجوم على الضاحية الجنوبية في بيروت. وجاء في الشكوى: «هذا الاعتداء يمثّل الفصل الأكثر خطورة في مسلسل الاعتداءات، حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ عام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت»، بحسب الوكالة الرسمية. كانت طائرة مسيّرة قد شنّت هجوماً هذا الأسبوع بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل جماعة «حزب الله»، قُتل فيه صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس». وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم، إنه جاء في الشكوى المقدمة من لبنان أن الهجوم يمثل «انتهاكاً إسرائيلياً سافراً لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه ومواطنيه، وحركة الطيران المدني، وهو أمر يدعو للقلق؛ لأنه قد يؤدي إلى توسع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميَّين». ودعا لبنان في الشكوى مجلس الأمن إلى إدانة الهجوم، والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد؛ للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمرة يصعب احتواؤها.

سكان شمال إسرائيل يخافون هجوماً محتملاً لـ«حزب الله»..

الشرق الاوسط..على بعد كيلومترات من كيبوتس «دفنا» الذي يقيم فيه على الحدود مع لبنان والذي غادره بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يخشى شين أميت العودة إلى منزله خوفاً من دخول «حزب الله» إلى شمال إسرائيل وأخذ رهائن. بعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب، إثر الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، بات هذا المدرب الرياضي البالغ 38 عاماً، مقتنعاً بأن مقاتلي الحزب اللبناني «مدربون ولديهم خطط» لتنفيذ هجمات مماثلة في شمال البلاد. وتسبب هجوم «حماس» الذي تم تنفيذه في 7 أكتوبر، انطلاقاً من قطاع غزة، بمقتل نحو 1140 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية. وخطف 250 شخصاً واحتجزوا رهائن في غزة، ثم أفرج عن نحو 100 منهم خلال هدنة نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). كما أن الحرب التي خلفت أكثر من 22 ألف قتيل في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة في غزة، أحيت ما يسميه الإسرائيليون «الجبهة الشمالية» مع لبنان. ومنذ 7 أكتوبر، بات تبادل القصف المدفعي وإطلاق الصواريخ والقذائف يومياً بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» المدعوم أيضاً من إيران. وفي الأيام الأولى للحرب، أجلت السلطات الإسرائيلية آلاف الأشخاص من المنطقة الحدودية شمال البلاد. وحالياً يقيم أميت وسكان «دفنا» ويقدر عددهم بنحو ألف، على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب الكيبوتس في قرية العطلات في هاعون على الضفة الجنوبية الشرقية لبحيرة طبريا.

عمل عسكري

بعد اغتيال صالح العاروري الرجل الثاني في «حماس»، مساء الثلاثاء، في ضربة نسبت إلى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، يقول أميت إن مخاوفه ازدادت «لأننا نعلم بأنه ستكون هناك أعمال انتقامية» من «حزب الله». ويضيف أن «حزب الله أقوى من حماس»، لذا فإن «العمل العسكري ضروري» لمواجهته. على ضفاف البحيرة، لا يرى ليئور بلوم أستاذ اللغة الإنجليزية البالغ 45 عاماً، نفسه عائداً إلى «دفنا» مع زوجته وأطفاله الثلاثة، «ما لم يتم حل المشكلة مع حزب الله لصالحنا». ويوضح أنه متأكد من أن «ما حدث في الجنوب في 7 أكتوبر، جعلنا ندرك أنه لا يمكننا أن نعيش التجربة نفسها في الشمال». ورغم الخوف عاد إلى «دفنا» عدة مرات لجمع بعض الأغراض، لكنه لا ينوي العودة مع عائلته ما دام «التهديد» لا يزال قائماً.

«الكيبوتس جزء منا»

في هذا الكيبوتس الذي تأسس عام 1939، وتمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من دخوله خلال زيارة نظمت للصحافيين تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، الشوارع مقفرة منذ 3 أشهر تقريباً باستثناء بعض القطط والجنود الذين يقومون بدوريات. الشرط الوحيد لعودة السكان إلى الكيبوتس «أن يكون الوضع آمناً» على الحدود، كما يقول إريك يعقوبي المتحدث باسم «دفنا». يحمل إريك مسدساً ويتجول في شوارع الكيبوتس الواقع عند سفح هضبة الجولان التي ضمتها إسرائيل، مشيراً إلى آليات الجيش المموهة أمام أحد المباني. تقول إيتسي رايف (76 عاماً) إلى جانب زوجها عوزي (81 عاماً): «نعم نشعر بالخوف». هما من أبناء مؤسسي الكيبوتس، وانتقلا أيضاً للعيش في هاعون. وتضيف رايف: «لا أعرف بالضبط كيف ستؤثر علينا الفظائع (...) التي ارتكبت في 7 أكتوبر». تصر على العودة إلى الكيبوتس في أسرع وقت، «حتى لو لم يتغير الوضع لأن الكيبوتس جزء منا».



السابق

أخبار وتقارير..دولية..قادة إسرائيل لأميركا: جاهزون لعمل عسكري ضد حزب الله..بعد ضرب بغداد.. كيربي "ممتنون لدعم الحكومة العراقية"..البيت الأبيض يتهم كوريا الشمالية بتزويد روسيا بصواريخ لحربها في أوكرانيا..زعيم كوريا الشمالية يأمر بزيادة إنتاج قاذفات الصواريخ..«البنتاغون»: حاملة الطائرات فورد تعود من شرق المتوسط كما هو مقرر..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مقتل 14 شخصاً على الأقل في قصف منزلين بدير البلح وخان يونس في غزة..بعد الحديث عن إدارة قطاع غزة..الرئاسة الفلسطينية: الأولوية لوقف الهجمات الإسرائيلية..«صحة غزة»: ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 22 ألفاً و600..أسير فلسطيني عن سجن النقب: نسخة طبق الأصل من «أبو غريب» و«غوانتنامو»..غضب في الأردن.. خضراوات وفاكهة تصدّر لإسرائيل..أميركا: لا نعلم متى تنتهي الحرب في غزة..وزيرة خارجية فرنسا: ليس من حق إسرائيل تحديد مستقبل غزة..زيارة بلينكن للمنطقة..حلحلة للوساطة المصرية - القطرية في غزة أم دعم لإسرائيل؟..أميركا تعرض 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مُمولي «حماس»..«سيرك» في حكومة الحرب الإسرائيلية..رفض فلسطيني شامل لخطة العشائر في قطاع غزة..توقعات بوجود 12500 جندي إسرائيلي معوق جراء حرب غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,837,701

عدد الزوار: 6,968,049

المتواجدون الآن: 59