هدوء حذر في البقاع.. والجيش اللبناني ينتشر في عرسال واللبوة وسقوط ثلاثة جرحى في طرابلس.. وصواريخ سورية تستهدف مناطق حدودية....هل يطوّق "حزب الله" عرسال؟!

ستريدا “تغازل” “حزب الله” في رسالة قاسية إلى الحريري...قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: نرد من الجولان للقول إننا حاضرون للحرب..الحكومة أحْيَت المجلس وثِقة وافرة اليوم الجيش في عرسال إيذاناً باحتواء واسع.

تاريخ الإضافة الخميس 20 آذار 2014 - 7:00 ص    عدد الزيارات 1939    القسم محلية

        


 

الحكومة أحْيَت المجلس وثِقة وافرة اليوم الجيش في عرسال إيذاناً باحتواء واسع
النهار..
مع أن "الطلة" النيابية الأولى لمجلس النواب بهيئته العامة بعد غياب استمر عشرة أشهر منذ جلسة التمديد للمجلس في أيار من العام الماضي لم تحدث دوي الحدث الذي افتقده اللبنانيون لفرط ما اعتادوا مشاهد منبرية وكلامية من جهة، ولاتسام الجلسة أمس بطابع اثبات مواقف معروفة سلفاً من جهة اخرى، فإن المناخ العام في البلاد أكسب جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة بعض الأبعاد المهمة.
ذلك أن اللبنانيين الذين سهروا حتى ساعة متقدمة من ليل الثلثاء متخوفين من تداعيات حرب تقطيع الطرق والأوصال في عدد كبير من المناطق اللبنانية في "انتفاضة" التضامن مع عرسال استفاقوا أمس على مشهد جمع الكتل النيابية والقوى السياسية في مجلس النواب الذي عكس التزام الجميع بما فيهم الأقلية المعارضة للحكومة التسوية ببعدها الأمني والسياسي التي كما أفضت الى مثول الحكومة أمام المجلس في آخر خطوات تثبيتها اكدت كذلك متانة التزام احتواء التوترات التي شكلت المعمودية المبكرة للتعايش الحكومي الطري العود. وتبعا لذلك فإن الإجراءات التي نفذها الجيش وقوى الامن الداخلي وأدت الى فتح كل الطرق المقطوعة ومن ثم دخول الجيش الى عرسال إيذاناً بمعالجة أمنية لواقعها المعقد، اتخذت بعداً محصناً سياسياً أقله في بداية خطة الانتشار العسكري.
أما على صعيد الأبعاد السياسية التي تجاوزت رتابة معظم المداخلات النيابية في يومها الأول باستثناء محطات بارزة عكست أبعاداً تتصل بآفاق الاستحقاق الرئاسي، فإن الحكومة ستخرج اليوم بثقة تناهز الـ109 أو الـ110 أصوات على الأرجح مما يشكل رقماً ذا دلالة وأن يكن الفارق بين رقم التكليف ورقم الثقة سيهبط بمعدل 15 صوتاً تقريباً. ولم يكن أدلّ على التغطية السياسية الواسعة للحكومة من استئثار نواب "القوات اللبنانية" بالمعارضة للحكومة وبيانها الوزاري مع تعهد عدم عرقلة عملها، الأمر الذي عكس موقع "القوات" الذي وازن بين حكومة تضم كل حلفائها وعدم مشاركتها فيها. لكن المفاجأة "القواتية" جاءت على لسان النائبة ستريدا جعجع التي، فيما كان زملاؤها الآخرون يسددون سهام الانتقاد والحملات النارية الى "حزب الله"، تميّزت كلمتها بانفتاح لافت على الحزب من خلال مقارنتها بين "القوات" وهذا الحزب معدّدة أوجه التشابه بينهما لتخلص الى دعوة الحزب الى تسليم سلاحه "تماماً كما فعلت القوات عام 1990 والانخراط في الدولة والاستفادة من طاقاته". لكن الخطاب الانفتاحي للنائبة جعجع لم يحدث الأثر الايجابي الفوري لدى الحزب اذ انبرى النائب علي عمار للرد على منتقدي الحزب قائلاً: "لدينا أطنان من الملفات، لكن المصلحة الوطنية تقتضي منا هذا الصمت الذي هو ابلغ من الكلام".
أما رئيس الوزراء تمام سلام فبدأ مداخلته قبل تلاوة البيان الوزاري بالاشارة الى الوضع الأمني، موضحاً أن الاجتماع الذي انعقد في القصر الجمهوري صباحا تناول "خطورة هذا الوضع وضرورة المعالجة الفورية التي ستبدأ اولى خطواتها في عرسال واعتمدت توجهات فورية تأخذ في الاعتبار البعد الأمني والبعد السياسي وموقف القوى والقيادات السياسية وتقرر دعوة مجلس الدفاع الأعلى قريباً لدرس كل الهواجس ولنعيد هيبة الدولة ومكانتها".
ومن المقرر أن تستكمل في الجلسة التي سيعقدها المجلس قبل ظهر اليوم مداخلات طالبي الكلام ومن أبرزهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنائبان جورج عدوان وسامي الجميل ومن ثم يلقي الرئيس سلام ردّ الحكومة على المداخلات ويجري التصويت على الثقة بالحكومة.
في غضون ذلك، بدأت تتصاعد ملامح تحمية أولية لمناخ الاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ مهلته الدستورية الثلثاء 25 آذار الجاري. وقد أدرجت مداخلة النائبة جعجع أمس في اطار موقف انفتاحي كان أعلنه سابقاً رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الذي يستعد للترشح للانتخابات الرئاسية، بينما أعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أمس أن ترشحه للانتخابات هو "احتمال جدي" وقرن ذلك بمواقف من أبرزها تأكيده انه مع انسحاب كل المسلحين من سوريا وخصوصاً العرب منهم على الأقل احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية. وقال في سياق مقابلة مع محطة "العربية" إن "حزب الله" قد يكون تدخل (في سوريا) لحماية نظام الرئيس السوري بشار الاسد وقد يكون تدخل لحماية نفسه.
الى ذلك، حصل تطوّر إيجابي أمس في اطار معالجة الوضع الأمني في عرسال، إذ رفعت السواتر الترابية التي حاصرت البلدة وقطعت أوصالها ودخلت البلدة قوة من الفوج المجوقل وسط ترحيب أهاليها. وعزّز الجيش انتشاره في مناطق البقاع الشمالي الحدودية في منطقتي عرسال واللبوة، كما أحدثت قوى الامن الداخلي فصيلة لها في بلدة عرسال.
 
النص الرسمي لبيان حكومة "المصلحة الوطنية"
النهار..
هنا النص الحرفي للبيان الوزاري لحكومة "المصلحة الوطنية" الذي تلاه الرئيس تمام سلام:
"رغمَ الظروفِ الاستثنائيةِ التي طَبعَتها الهواجسُ الأمنيةُ والهمومُ المعيشيةُ، ورغمَ الضغوطِ المحليةِ والاقليميةِ القاسية، كان لا بدَّ للمصلحةِ الوطنيةِ من أن تَسودْ. وها هي المصلحةُ الوطنيةُ في شكلِ حكومةٍ توافقيةٍ تتقدمُ من مجلسِكم الكريم، آملةً نيلِ ثقتِه بعدما نالتْ ثقةَ القوى السياسيةِ المشاركةِ فيها، وهي الحكومةُ التي رأى فيها اللبنانيونَ بارقةَ أملٍ لتحسينِ أحوالِهم وتعزيزِ أمنِهم وأمآنِهم ومَناعتِهم الوطنية.
أبصرتْ الحكومةُ النورَ لتمهّدَ للاستحقاقاتِ الكبرى وتواكبَها. إنها لا تدّعي قدرةً على تحقيقِ كلِّ ما يطمحُ اليه المواطنون في الفترةِ القصيرةِ المتاحةِ لها، ولنْ تَعِدْ إلا بما هو منطقيٌّ وممكنٌ ومُتاح، وبما يحتلُّ الأولويةَ القُصوى في سُلِّم الاهتمامات. وفي مقدم هذه الأولويات بلا منازعٍ موضوعُ الأمنِ والاستقرار.
لذا، فإنَّ حكومتَنا تطمحُ لأنْ تُشكلَّ شبْكةَ أمانٍ سياسيةٍ منْ أجلِ تحصينِ البلادِ أمنياً، وسدِّ الثغراتِ التي ينفَذُ منها أصحابُ المخططاتِ السوداء لزرعِ بذورِ الفتنةِ وضرْبِ الاستقرار.
إنَّ حكومتَنا تُشدّدُ على وَحدةِ الدولةِ وسلطتِها ومرجعيتِها الحصريّةِ في كلِّ القضايا المتّصلِةِ بالسياسةِ العامةِ للبلاد، بما يضمنُ الحفاظَ على لبنانَ وحمايتِه وصونِ سيادتِه الوطنية. كما تُشدّدُ على التزامِها مبادىءَ الدستورِ واحكامِه وقواعدِ النظامِ الديموقراطيّ والميثاقِ الوطنيّ وتطبيقِ إتّفاقِ الطائف.
إنَّ حكومتَنا تُولي اهميةً استثنائيةً لمواجهةِ الاعمالِ الارهابيّةِ بمُختلفِ اشكالِها واستهدافاتِها بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ للدولة، وهي ستتابعُ تعزيزَ قُدراتِ الجيشِ والقوى الأمنيةِ لتمكينِها مِنَ القيامِ بهذا الواجب، اضافةً الى واجباتِها في حمايةِ الحدودِ وضبطِها وتثبيتِ الامن. وفي هذا المجال، نؤكد أننا سوفَ نُسرّعُ عمليّةَ تسليحِ الجيشِ وتجهيزِه من خلالِ مُختلفِ مصادرِ التمويل، وعلى وجهِ الخصوصِ بفضلِ المساعدةِ السعوديةِ الكريمة بقيمةِ ثلاثة مليارات دولار.
إنّنا نعتبرُ أنَّ أهمَّ التحدياتِ المُلحّةِ أمامَ حكومتِنا، هو خلقُ الأجواءِ اللازمةِ لإجراءِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في موعدِها، احتراماً للدستورِ وتطبيقاً لمبدأ تداولِ الُسلطةِ الذي تقتضيهِ طبيعةُ نظامِنا الديموقراطي.
كذلك، فانَّ الحكومةَ تتعهّدُ السعْيَّ الى إقرارِ قانونٍ جديدٍ للانتخاباتِ النيابية. كما أنها ستعملُ على إنجازِ مشروعِ قانونِ اللامركزيةِ الاداريّةِ واحالتِه على المجلسِ النيابي لإقرارِه.
إنَّ هذه الحكومةَ، بطبيعتِها الجامعة وأدائِها، سوف تعملُ على تأمينِ مناخاتٍ ايجابيةٍ للحوارِ الوطني الذي يدعو اليهِ ويرعاهُ فخامةُ رئيس الجمهورية، ولاستئنافِ النقاشِ حولَ الاستراتيجيةِ الدفاعيّةِ الوطنية. كما ستعملُ الحكومةُ على متابعةِ وتنفيذِ مقرراتِ جلساتِ الحوارِ السابقة.
ستسعى حكومتُنا الى تأكيدِ مبدأ الحوارِ والتمسّكِ بالسلمِ الاهلي وعدمِ اللجوءِ الى العُنفِ اوالسلاحِ، والابتعادِ من التحريض الطائفيّ والمذهبيّ والحؤولِ دونَ الانزلاقِ بالبلادِ الى الفِتنةِ، بما يحقّقُ الوَحدةَ الوطنيةَ ويعزّزُ المِنعةَ الداخليةَ في مواجهةِ الاخطارِ، احتراماً ومتابعةً وتنفيذاً لمقرراتِ الحوارِ الوطنيِ الصادرةِ عن طاولةِ الحوارِ في مجلسِ النوابِ وعنْ هيئةِ الحوارِ الوطنيّ في القصرِ الجمهوري في بعبدا.
إنَّ الصدىَ الطيّبَ الذي تركهُ تشكيلُ هذه الحكومةِ انعكسَ إيجاباً على المناخِ العام في البلاد. ونحن نأملُ أن تكونَ هذه الاجواء، التي لمسنا مؤشراتها في أسواقِ المال، مدخلاً الى مرحلةٍ جديدةٍ تشهدُ انتعاشاً للدورةِ الاقتصاديّةِ الوطنيّةِ بما ينعكسُ خيراً على المستوى المعيشي للمواطنين.
إنَّ الحكومةَ تُدركُ مشاكلَ الماليّةِ العامةِ للدولة، وهي ستعملُ على معالجتِها وعلى إقرارِ مشروعِ الموازنةِ العامّةِ وستتخذُ كلَّ الاجراءاتِ الممكنةِ لتحريكِ القطاعاتِ الاقتصاديّةِ الرئيسيةِ، وفي مقدَمِها قطاعُ السياحةِ الذي يعاني تدهوراً كبيراً. وستتصدى في موازاةِ ذلك لمعالجةِ المسألةِ المعيشيةِ بالحوارِ مع أربابِ العمل والنقابات العمّاليةِ ومن ضِمْنِ الامكاناتِ المُتاحةِ، وستواكبُ مشروعي قانون سلسلةِ الرُتبِ والرواتب وقانون التقاعدِ والحماية الاجتماعية (ضمانَ الشيخوخة) الموجوديْن في مجلس النواب.
إنَّ حكومةَ المصلحةِ الوطنيّةِ ستُولي عنايةً خاصةً لملفِّ الطاقةِ، وتتعهّدُ الاستمرارِ والإسراعِ في الإجراءاتِ المتعلّقةِ بدوْرةِ التراخيصِ للتنقيبِ عن النفطِ واستخراجِه، وهي تؤكّدُ التمسّكَ الكاملَ بحقِّ لبنانَ في مياههِ وثروتِه من النفطِ والغازِ، وتتعهّدُ تسريعِ الإجراءاتِ اللازمةِ لتثبيتِ حدودِه البحريّة في المنطقة الاقتصاديّةِ الخالصة في لبنان.
إنَّ ورشةَ العملِ هذه تستوجبُ بالضرورةِ ضخَّ الحيويةِ في إداراتِ الدولةِ عبْرَ ملءِ الشواغرِ الكثيرةِ في ملاكاتِها. وهذا ما ستسعى الحكومةُ الى القيامَ به بشكلٍ حثيث.
إنَّ الحكومةَ انطلاقاً من احترامِها القراراتِ الدولية، تؤكّدُ حرصَها على جلاءِ الحقيقةِ وتبيانِها في جريمةِ اغتيالِ الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وستتابعُ مسارَ المحكمةِ الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لإحقاقِ الحقّ والعدالةِ بعيداً من أيّ تسييسٍ او انتقام، وبما لا ينعكس سلباً على استقرارِ لبنان ووحدتِه وسلمِه الاهلي .
وفي جريمةِ إخفاءِ الإمام موسى الصدر واخويه في ليبيا، ستضاعفُ الحكومةُ جهودَها على كل المستويات والصُعد، وستدعمُ اللجنةَ الرسميّةَ للمتابعةِ بهدفِ تحريرِهم وعودتِهم سالمين.
تطويراً للإجراءاتِ المعتمدة،ِ ستعملُ الحكومةُ على وضعِ الآليات اللازمةِ للتعاطي مع مِلفِّ النازحين السوريين الذين تجاوزَ عددُهم قدرةَ لبنان على التحمُّل لانعكاساتِه على الأوضاعِ الامنيّةِ والسياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ، بما يسمحُ بمعالجةِ وجودِهم الموقّتِ ونتائجِه على مُختلفِ الصُعد، وتحميلِ المجتمعيْن العربي والدولي مسؤولياتِهما في هذا الامر، ليتسنى للبنان القيامَ بواجباتِه الاخلاقيّةِ والانسانيّةِ وبما يسهّلُ عودتَهم في الوقتِ عينه الى ديارِهم.
ان حكومتَنا ستلاحقُ تنفيذَ خُلاصات مجموعةِ الدعم الدولية للبنان المقررة بتاريخ 25 أيلول 2013 في نيويورك، والتي تبناها مجلسُ الأمن لاحقاً، وتلك المقررة بتاريخ 5/ 3/ 2014 في باريس، كما ستواكبُ الاجتماعاتِ المرتبطةَ بها في فرنسا وايطاليا وغيرِها. وفي هذا الإطارِ ستقومُ بإقرارِ المشاريع والبرامج الهادفةِ الى الحدِّ من الآثارِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيِّة الناتجة من الازمةِ السورية وآليّةِ تمويلِها من طريقِ الهبات المودَعةِ في الصندوقِ الائتماني الذي اطلقَهُ البنكُ الدولي، على أن يجري ذلك وفقاً لاحكامِ الدستورِ والقوانين المرعيّةِ الاجْراء.
إن حكومتَنا حريصةٌ على تعزيزِ العلاقاتِ مع الدول الشقيقة والصديقة والتعاون معها، والتأكيدِ على الشراكةِ مع الاتحاد الاوروبي في إطارِ الاحترامِ المتبادلِ للسيادةِ الوطنية. كما أنها ستسعى الى إقامةِ أفضلِ الصلاتِ مع هيئات الشرعيّةِ الدوليّةِ واحترامِ قراراتِها والالتزامِ لتنفيذِ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، للمساعدةِ على بسْطِ السيادةِ اللبنانية على كاملِ أراضي البلاد، والتزامِ مواثيق الامم المتحدة، وجامعةِ الدول العربية.
واستناداً الى مسؤوليّةِ الدولةِ ودورها في المحافظةِ على سيادةِ لبنانَ واستقلالِه ووحدةِ اراضيه وسلامة ابنائِه، تؤكّدُ الحكومةُ واجبِ الدولةِ وسعيهِا الى تحريرِ مزارعِ شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر بشتى الوسائلِ المشروعة، مع تأكيد الحقِّ للمواطنين اللبنانيين في المقاومةِ للاحتلالِ الاسرائيلي وردِّ اعتداءاتِه واسترجاعِ الارضِ المحتلة.
تقتضي الحِكمةُ، في هذه الاوقاتِ العصيبةِ التي تمرُّ بها منطقتُنا، أن نسعى الى تقليلِ خسائرِنا قدْرَ المستطاع، فنلتزمَ سياسةَ النأي بالنفس ونحصّنَ بلدَنا بأفضلِ الطُرقِ حيال تداعياتِ الأزمات المجاورةِ، ولا نعرّضْ سِلمَه الأهليّ وأمانهُ ولقمةَ عيشِ ابنائه للخطر.
هذه هي "المصلحة ُالوطنية" كما نفهمُها. وعلى هذا الاساس نتقدمُ من مجلسِكم الكريم طالبين الثقة”.
 
التطورات السورية ترفع منسوب التوتّر في الجولان وإسرائيل لن تسمح بتعزيز قدرات "حزب الله"
النهار... باريس - سمير تويني
استهدفت اسرائيل قبل عشرات المرات على طول حدودها الشمالية مع لبنان وسوريا، من دون تصعيد التوتر. غير ان العمليات الاخيرة زادت بين اسرائيل و"حزب الله" في الجولان مما يحمل على التساؤل هل التطورات العسكرية والميدانية على الساحة السورية ادت الى هذا التوتر؟ وهل يحمي التوافق الدولي حول الاستقرار في لبنان من حدة التوتر بين الحزب واسرائيل؟
بعد ثلاث سنوات على بدء القتال في سوريا، لم تعد هضبة الجولان الحدود الاكثر هدوءاً، اذ ان الجانب السوري من الهضبة يشهد معارك بين النظام السوري ومعارضيه تصل شظاياها الى اسرائيل، فيما نشهد تعرض بعض المواقع الاسرائيلية على الحدود اللبنانية لهجمات.
وادى انفجار لغم عند مرور دورية اسرائيلية في ١٤ آذار الجاري الى رد اسرائيلي، اذ اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان بلاده "سترد بعنف شديد" فيما قصف الجيش الاسرائيلي مواقع داخل الحدود السورية.
وتشير مصادر عسكرية الى ان الجيش الاسرائيلي بدأ بتعزيز مواقعه على هضبة الجولان، فاستبدل فرق الاحتياط بقوات نظامية، وعزّز نشاطه الاستخباري مع اقتراب النزاع السوري من المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود التي تسيطر على قسم كبير منها المعارضة السورية.
وتزايدت المخاوف الاسرائيلية مع موجود اطراف جهاديين في المنطقة، رغم اعدادهم الضئيلة نسبياً، اذ تخشى اسرائيل ان تكون هدفهم التالي بعد انتهاء صراعهم مع الجيش السوري.
ورغم هذه التطورات، لا يزال ارتفاع حدة التوتر مع "حزب الله" الهاجس الاسرائيلي الاكبر، إذ ان الوضع على طول الخط الازرق يبدو اقل استقرارا منذ دخول الحزب المعارك الى جانب النظام السوري. وتعتبر مصادر عسكرية ان هذا لم يضعف قدرات الحزب العسكرية، بل ان مقاتليه في سوريا اكتسبوا ويكتسبون خبرة ميدانية فيما يحصل الحزب على مزيد من الاسلحة المتطورة".
وما تخشاه اسرائيل استنادا الى هذه المصادر هو استفادة الحزب من الوضع في سوريا للحصول على صواريخ طويلة المدى. وتشير إلى ان الحزب يحاول ردم الهوة النوعية بين سلاحه والسلاح الاسرائيلي، بنصب مزيد من الصواريخ البعيدة المدى لزيادة قدرته الرادعة. وقد قام الطيران الاسرائيلي أخيرا خلال ست غارات في الاراضي السورية على قصف مواقع او قوافل لنقل اسلحة متطورة الى "حزب الله".
كذلك رفع "حزب الله" حدة التوتر بعدما قصفت اسرائيل احدى قواعده على الاراضي اللبنانية، وتوعّد في حينه بالرد على هذا العدوان . ويبدو ان الرد أتى سريعا عندما انفجرت الخميس الماضي عبوتان في شمال هضبة الجولان أدتا الى جرح ثلاثة جنود اسرائيليين. فرد الجانب الاسرائيلي بقصفه مواقع للمدفعية يقال انها تابعة لـ"حزب الله" في الجولان.
وتقول مصادر عسكرية ان التصعيد على أشدّه، ومن الآن فصاعدا يمكن أي شرارة ان تعجل المواجهة بين اسرائيل و "حزب الله" ، على رغم ان ذلك ليس بالضرورة مبتغى كلا الطرفين". وتضيف ان الجيش الاسرائيلي يقوم بالتحضيرات اللازمة لمعركة حاسمة، اذ ان "حزب الله" يمتلك نحو ١٠٠ الف صاروخ وقذيفة يصل مدى بعضها الى مسافة ٢٥٠ كيلومتراً، ولن "يمتنع الجيش الاسرائيلي عن استخدام القوة ضد مواقع للحزب في مناطق سكنية لحماية المدنيين الاسرائيليين من القصف الصاروخي".
وعلى صعيد أخر، انتقدت اسرائيل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قرر تسليح الجيش اللبناني لانها تخشى وصول بعض هذه الاسلحة المتطورة الى "حزب الله".
غير ان مصادر ديبلوماسية تعتبر ان الحزب لا يمكنه في الوقت الحاضر، بسبب انخراط عناصره في الصراع السوري، الخوض في صراع جديد مع اسرائيل. كما ان الجيش الاسرائيلي ليس لديه مصلحة في توحيد القوى المتقاتلة في سوريا ضده. غير انه حريص على المحافظة على التفوق العسكري وحماية أراضيه بضربه اي امدادات عسكرية متطورة، ايرانية او روسية، ترسل الى "حزب الله". فلماذا اليوم اعيد الكلام على التصعيد العسكري المتبادل؟ ومن المستفيد؟
 
سليمان ترأس إجتماعاً أمنياً عرض الأوضاع بقاعاً وشمالاً تدابير لتمكين القوى العسكرية من تركيز الاستقرار
النهار..
ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، اجتماعاً حضره رئيس الحكومة تمام سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية. تم خلاله البحث في الوضع الأمني عموماً وفي منطقتي عرسال وطرابلس خصوصاً، واطلع المجتمعون على الاجراءات المتخذة لمعالجة المشكلات والتوترات الحاصلة والخطوات اللاحقة لذلك، إضافة الى المستلزمات والمتطلبات الضرورية لتمكين القوى العسكرية والامنية من القيام بواجباتها في ضبط الوضع الأمني وتركيز الأمن والاستقرار للمناطق والطمأنينة للأهالي، وقد تم اعطاء التوجيهات اللازمة في هذا الاطار.
وكان سليمان عرض مع سلام قبل الاجتماع الأوضاع الراهنة والأجواء السائدة مع بدء انعقاد جلسات المناقشة النيابية للبيان الوزاري.
واستقبل رئيس الجمهورية وفداً من نقابة المهندسين في طرابلس عرض له الوضع مطالباً بتثبيت الأمن في المدينة ومحيطها واستكمال تنفيذ عدد من المشاريع ذات الطابع الانمائي. ثم النائب السابق سليم دياب، فرئيس "منتدى الحوار" فؤاد مخزومي.
وزار بعبدا وفد من جمعية "جاد - شبيبة ضد المخدرات" دعاه الى المتحف الذي يقام عن المخدرات، وتشارك فيه مدارس وجمعيات في اطار عمل الجمعية في مكافحة هذه الآفة.
 
عرسال أُعيد وصلها بجيرانها بعد تقطّع أوصالها الجيش دخلها تحت زخـّات من الزهور ووسط نحر الخراف
النهار..بعلبك – وسام إسماعيل
رفعت السواتر الترابية عن بلدة عرسال بعدما تقطّعت أوصالها عن جيرانها لأربعة أيام، وأعيد وصلها السابعة والنصف صباح امس، اذ عملت قوة من الفوج المجوقل في الجيش على إزالة السواتر الترابية ودخلت عرسال من بابها العريض بـ 30 آلية لمكافحة الإرهاب، معززة بحاملات جند وسيارات طبية لضبط الأمن فيها وخصوصا أن الدخول حظي بمباركة دينية وسياسية، لأن الوضع في البلدة لم يعد يحتمل بعدما باتت سفوحها ملجأً لبعض المسلحين.
واستقبل اهالي عرسال الجيش بنثر الزهور والأرز، ونحر رئيس بلديتها علي محمد الحجيري الخراف بنفسه، وبدأت دوريات الفوج المجوقل تجوب البلدة في تنفيذ مهمة ضبط الأمن في عرسال وعززت وحداته انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية وخصوصا في منطقتي عرسال واللبوة حيث احدثت نقاط ثابتة في التلال بعد مناشدات من عدد كبير من أهالي عرسال ضبط الأمن في البلدة.
بدورها أحدثت قوى الأمن الداخلي فصيلة لها في البلدة تحت أمرة المقدم بشارة نجيم بعدما كان وجودها يقتصر على مخفر صغير لا يتعدى عدد عناصره عدد أصابع اليد الواحدة.
المنظمات الانسانية دخلت أيضا البلدة حاملة مساعداتها الى اللاجئين بعد انقطاع دام أربعة ايام فيما نظم طلاب مدارس عرسال مسيرة جابت شوارع البلدة دعما للجيش رفعت خلالها لافتات كتب عليها “نحن مش ارهابية”، إضافة إلى رفع العلم اللبناني وعلم”تيار المستقبل”.
وأكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ “النهار” أن أهالي عرسال “يضعون ثقتهم بالجيش اللبناني رافضين أن يكون هنالك أمن ذاتي لأي جهة”، وقال: “تركنا سابقاً وحيدين نحفظ أمن عرسال، واليوم أزيل هذا الحمل وتسلمه الجيش اللبناني. انا شخصيا مع الثورة السورية، ولكن لا نسمح بأن ينتقل أي من مسلحيها إلى بلدتنا المفتوحة فقط أمام النازحين والحالات الإنسانية. هنالك 400 عائلة لاجئة دخلت خلال معركة يبرود جميعها من المدنيين”.
وأوضح الحجيري أن هناك نحو 10 أشخاص خارجين عن القانون في البلدة، فلتتخذ الدولة تدابيرها، وخصوصا أنهم يتخذون الجرود مسكناً لهم، والدولة اليوم هي المسؤولة الوحيدة عن أمن الحدود وهي من تحمي بلدتي عرسال واللبوة، لافتا إلى أنه تعرض لمحاولات اغتيال عدة و”حملت دمي منعا للفتنة، ولن تكون هنالك فتنة”.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه:”إلحاقاً ببيانها السابق، تواصل وحدات الجيش منذ مساء الاثنين تعزيز انتشارها في البقاع الشمالي، وخصوصاً في مناطق عرسال واللبوة، حيث أعادت فتح جميع الطرق بينهما، كما قامت بتسيير دوريات داخل البلدتين وجوارهما، فيما تتابع اتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية، وسيستكمل الجيش إجراءاته الأمنية تباعاً”.
وذكرت مصادر أمنية مساء أن الجيش أوقف على حاجز وادي الشعب في عرسال بعد الظهر، 15 سوريا دخلوا الأراضي اللبنانية بأوراق مزورة أو عدم حيازة أوراق ثبوتية. وفي الإطار نفسه فتح الجيش الطرق التي كانت أقفلت يوم الثلثاء تضامنا مع أهالي عرسال، وهي طرق قب الياس وعميق وجديتا وشتورة وأوتوستراد سعدنايل - تعلبايا.
قصف صاروخي
في هذا الوقت تجدد القصف الصاروخي على مدينة الهرمل من سلسلة الجبال الشرقية، حيث سقط صاروخان على وادي الخنازير في بلدة القاع الحدودية وطريق عام الهرمل- القاع قرب "مستشفى الهرمل الحكومي" واقتصرت الخسائر على الماديات.
كذلك سقط صاروخان مصدرهما السلسلة الشرقية الحدودية في بساتين زراعية عند تلال بيت شاما وبلدة العقيدية غرب بعلبك، احدهما سقط بالقرب من قلعة الحصن الأثرية من دون سقوط أضرار.
توقيف 5 سوريّين من "النصرة" نقلوا سيارة مفخّخة إلى عرسال
أعلنت المديرية العامة للامن العام أن عناصرها أوقفوا خمسة سوريين كانوا قد دخلوا لبنان خلسة واعترفوا خلال التحقيق معهم امس بانتمائهم إلى شبكة إرهابية قامت بنقل سيارة مفخخة من نوع "بيك آب" من بلدة يبرود السورية إلى جرود بلدة عرسال في لبنان لمصلحة جبهة النصرة".
وأحيل الموقوفون على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر لاستكمال الاجراءات القضائية وفقا للأصول".
وأكدت المديرية في بيانها انها "لن تتوانى عن ملاحقة المجموعات الإرهابية والعصابات التخريبية والشبكات التي تتعاطى الهجرة غير الشرعية، بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية، ضمانا لسلامة المواطنين وحفاظا على الأمن والاستقرار في البلاد".
 
بري ينفي كلاماً في "النهار" مصدره مُثبت
النهار..إ. ح.
رد الرئيس نبيه بري في الجلسة الأولى لمناقشة البيان الوزاري أمس، على النائب الدكتور عمار حوري الذي أثار- استناداً إلى "النهار" - موضوع مشاركة مجلس النواب اللبناني في مؤتمر الدول الداعمة للنظام السوري في طهران، ممثلاً بالنائب الوليد سكرية، فقال: "الكلام الذي صدر في جريدة "النهار" او عن صحافي في جريدة "النهار" هو مناف للحقيقة تماما. كان هناك مؤتمر لرؤساء اللجان الخارجية في الدول الصديقة لسوريا. الكلام الذي قيل عن لسان الزميل سكرية ليس صحيحا، والمؤتمر توصل الى نتائج، حل الأزمة سياسياً والالتزام العملي للقرار الصادر عن مجلس الامن الدولي، وإرسال المساعدات الانسانية. أما أن هناك هجوما على المملكة السعودية فهذا أمرغير صحيح".
وكانت "النهار" استندت إلى تغطية وكالة "سانا" السورية للمؤتمر، وفيها كلمة للنائب سكرية، جاء فيها حرفياً أن "المعارضات السورية والائتلاف هم من صنيع الغرب" و"أن الإرهاب أصبح خطرا عالميا وعلى المنطقة حتى أن السعودية الداعمة له أصبحت تخشى خطره".
يشار الى أن الرئيس بري لم يرد على السؤال الذي طرحته "النهار" في المقال (عدد الثلثاء 18 آذار) عمّن اتخذ قرار مشاركة لبنان في مؤتمر طهران الداعم للنظام السوري، والذي يشكل خروجاً رسمياً على سياسة "النأي بالنفس"، ولماذا؟".
 
لا هدنة في طرابلس على رغم الاتفاقات
طرابلس – "النهار"
على رغم المساعي والاتصالات واجتماعات نواب المنطقة وقيادة الجيش التي تدفع الثمن الباهظ بسقوط العديد من الشهداء العسكريين وإصابة عدد آخر بجروح بالغة، لم تتوقف الاشتباكات اليومية بين المسلحين في منطقتي التبانة وجبل محسن.
ويوم أمس، وعلى رغم ما تم الاتفاق عليه مساء أول من امس بين قادة المحاور على وقف هذه الاشتباكات، فقد شهدت المدينة ومعظم المحاور ليل الثلثاء – الاربعاء معارك عنيفة استخدمت الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والهاون وخصوصاً بين حارة البرانية – القبة – البقار. وتدخل الجيش المتمركز في قلعة طرابلس فردّ على المسلحين الذين راحوا يطلقون الرصاص عليه عشوائياً.
كذلك شهدت طرابلس ليل أول من امس اعتصامات وقطع طرق في ساحة النور والقبة، واعتصاماً في مسجد السلام للعلماء المسلمين تم خلاله حرق صورة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على مستديرة النور. واشتد التوتر والقنص بعد وفاة قائد محور أحد شوارع التبانة عمر بلح الملقّب "بأبو خطّاب"، الذي شيّع ظهر أمس وسط زخات كثيفة من الرصاص في الهواء. وأصيب العنصر في قوى الأمن الداخلي عمران حبوس برصاص القنص على محور الريفا بعد ظهر أمس.
وبقيت المدارس والجامعات مقفلة وكذلك المحال التجارية القريبة من محاور القتال، بينما شهدت أسواق طرابلس حركة خجولة مع استنكارات ونداءات من تجارها وفاعلياتها. ولوحظ أمس وضع إعلانات على بعض المحال التجارية لبيعها أو عرضها للإيجار بسبب الوضع الاقتصادي في المدينة.
وعلمت "النهار" أن عدداً من المحال في سوق الخضر وسوق القمح والزاهرية والقبة عرض للبيع بداعي الهجرة.
 
قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: نرد من الجولان للقول إننا حاضرون للحرب
في تبنٍ غير مباشر للهجمات الأخيرة ضد إسرائيل
خاص - «الراي»
لماذا خرج خط التماس مع اسرائيل، الممتد من مزارع شبعا اللبنانية الى الجولان السوري عن صمته اخيراً؟ هل في الأفق ما يوحي بتبدل «قواعد الاشتباك» ام ان الامر مجرد «رسائل موضعية»؟ ما المتوقع في ضوء التطورات العسكرية وما رافقها من «اشارات» على طرفي خط المواجهة؟
مصادر لصيقة بقيادة «حزب الله» ابلغت «الراي» ان «اسرائيل خرقت قواعد الاشتباك حين قصفت موقعاً لحزب الله في جرود جنتا الواقعة في المقلب اللبناني من الحدود مع سورية، معتقدة - أي اسرائيل - ان الوضع في سورية يضغط على الحزب ولا يسمح بفتح اكثر من جبهة»، معلنة ان «رد (حزب الله) كان سريعاً ليقول لاسرائيل باننا لن نكتفي بالرد على الضربة بأخرى بل نرد عليها بأحسن منها ونزيد عليها ايضاً».
وقالت هذه المصادر لـ«الراي» ان «اسرائيل ارادت جس نبض (حزب الله) عندما قصفت جنتا معتقدة ان الحزب سيتبع الاسلوب السوري بعدم الرد، الأمر بالنسبة الينا يختلف لان سورية دولة ولا تريد في وضعها الحالي الرد كدولة لان قدراتها العسكرية تتركز على ضرب الارهابيين في الداخل، وتالياً فانها تتجنب الدخول في صراع على اكثر من جبهة»، كاشفة عن ان «(حزب الله) رد على الضربة الاولى من سورية لسببين:
الاول ليثبت وجود الحزب على مقربة من جبهة جديدة (الجولان) قدمها النظام السوري وفتحها لكل من يريد مقاومة اسرائيل، والسبب الثاني يتمثل في ان الحزب لن يسكت على ضيم».
وتحدثت المصادر عن ان «الرد الثاني أتى في مزارع شبعا للقول لاسرائيل بان هذا الرد هو بمثابة انذار لئلا تعاد الكرة في استهداف (حزب الله) أو أي اراضٍ لبنانية لان المقاومة بالمرصاد».
واشارت المصادر القيادية الى ان «الرد الثالث في الجولان جاء ليقول للاسرائيليين ان (حزب الله) مستعد للحرب وهو على اهبة الاستعداد، وبانه لا يكتفي بالرد بل يتحدى اسرائيل، التي اثبتت قوتها الصاروخية الردعية بانها تعمل بنسبة 10 في المئة امام صواريخ المقاومين في غزة، فكيف سيكون حالها امام آلاف الصواريخ اليومية البعيدة المدى التي احصتها اسرائيل بأكثر من مئة ألف؟»، لافتة الى ان «الرسالة الاخيرة المضمرة هي ان (حزب الله) اكتسب خبرات قتالية عالية المستوى ويتحرق لتجربتها مع اسرائيل وداخل اسرائيل ايضاً، اذ ان المعركة المقبلة لن تكون بمثابة رد دفاعي بل سينتقل (حزب الله) الى الهجوم اذا فرضت عليه المعركة، واسرائيل تعرف ذلك من خلال مراقبتها ومتابعتها للقصير والغوطة والقلمون وغيرها من المناطق في سورية».
وانهت المصادر كلامها بالقول ان «(حزب الله) يزج بجزء بسيط من قواته داخل سورية لاسباب اصبحت معروفة. اما الجزء الاكبر فلايزال مرابضا على ثغور القتال والجبهات الامامية... ينتظر».
تهديدات بمحو إسرائيل يوم 4 أبريل «إنترنتياً»
 إعداد عماد المرزوقي
حذرت إسرائيل جميع أجهزة مكافحة الجريمة الإلكترونية بأن «مؤسسات وشركات إسرائيلية تتعرض لهجمات إلكترونية مركزة بدأت منذ 10 مارس وستتواصل الى يوم 4 أبريل من الشهر المقبل».
وكشف موقع «ديفانس أبدايت» أن إسرائيل «تلقت رسالة من المهاجمين مفادها ان قراصنة مجهولين أطلقوا على أنفسهم اسم (انون غوست) أي الشبح بدأوا حملة مهاجمة مكثفة ضد مواقع إسرائيلية تحت عنوان # OpIsraelBirthday بهدف تدمير كل المواقع الإسرائيلية يوم 4 ابريل المقبل». وكتب الأشباح حسب ما نقل الموقع جملة مفادها «نريد محو اسم إسرائيل من على الإنترنت».
ووفق تقرير الموقع «ترجح أجهزة إسرائيلية ان القراصنة المجهولين ينشرون برامج خبيثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» والتي يدمن عليها الإسرائيليون، ولذلك عمدت شركات إنترنت إسرائيلية الى تشفير ملفات مواقع كثيرة على الإنترنت».
وترجح إسرائيل حسب ما ذكر الموقع «ان المهاجمين الذين شنوا حملة ضد مواقع إسرائيلية في ابريل من العام الماضي هم أنفسهم الذين يستهدفون المواقع الإسرائيلية هذا العام».
 
ستريدا تُطلق شرارة الحوار مع «حزب الله»
الجمهورية... مرلين وهبة
كان مجلس النواب على موعد اليوم، وبعد طول غياب، مع نوّابه الذين اشتاقَ إلى سجالهم، وصقورهم وحمائمهم وصداهم، إلّا أنّه لم يشتَق بالطبع إلى تشريعهم، لأنّهم تشارعوا في السابق تحت سقفه أكثر ممّا شرَّعوا.
بعد اعتكاف دامَ قرابة العام لأكثرية نيابية وشغورٍ صارم لمقاعدهم لاعتراضهم على ما عُرف بالمسلّمات الوطنية التي رفضوا التنازل عنها، عاد هؤلاء النواب ليجتمعوا مع خصوم الأمس وحلفاء اليوم تحت قبّة البرلمان وكأنّ شيئاً لم يكن، مثل غالبية القضايا العالقة في لبنان، التي لا يستمتع المواطن في خواتيمها ولا يفهمها!
بعض هؤلاء النواب عادوا اليوم الى مقاعدهم سالمين، إنّما الصقور منهم بقيت مقاعدهم شاغرة، واختفى الصدى المدوّي لكلماتهم لأسباب وطنية ووفاقية، حسب توصيف البعض، ما استوجب انتقالهم الى المنصّة الأمامية الوزارية ليتصدَّروا فوق، منتظرين الثقة أو الإدانة، فتتبدّل قواعد اللعبة!
الأمر الذي أفقد الجلسة حماستها المعهودة كان غياب النائب بطرس حرب عن مقاعد النوّاب، فهو لم يحارب رئيس الجلسة من مقعدِه النيابي ولم يعترض على المخالفات الدستورية لينقذ المعارضة، هذه المعارضة التي ارتاحت أيضاً من حدّة الوزير نهاد المشنوق، فأرخَت الحبل عن عنقها واكتفت بمحاربة ما تبقّى من النواب «الصقور»، الذين لم يحالفهم الحظ للصدارة، فظلّوا مسمَّرين على كراسيهم النيابية «يفشّون خلقهم» بالاستيضاح مرّة وبالتصفيق مرّات اخرى، ولا سيّما عند إلقاء النائب ستريدا جعجع كلمتها، إذ قال برّي: «مبَلّشة الجلسة منيح اليوم».
وعلى الرغم من السواد الأنيق الذي اتّشحت به عند دخولها القاعة، لاقت كلمة جعجع، وباعتراف الخصوم قبل الحلفاء، صدىً ونموذجاً إيجابياًفي المقاربات السياسية البنّاءة والإيجابية، فبرقت عيون الخصوم وصفَّق لها النائب نوّاف الموسوي بعدما أصغى نوّاب «حزب الله» الى كلمتها بدقّة وتمعّن وقبول.
فوصف البعض مقاربتها السياسية بالرائعة، بعدما قاربت مواقع المواجهة المشابهة الماضية والحاضرة عند «القوات» و«حزب الله»، وكانت مُلفتة عندما طالبت الحزب بلباقةٍ التخلّي عن سلاحه، واصفةً إيّاه بالحزب الأقوى، داعيةً إيّاه الى تسليم سلاحه ليبقى الأقوى، كما فعلت «القوات» عندما كانت قوية في الماضي حين قرّرت تسليم سلاحها إلى الدولة، مستغربةً كيف تمكّن الحزب من التحالف مع «الشيطان الأكبر» ولم يستطِع التفاهم معنا، الأمر الذي استدعى من النائب علي فيّاض إعادة قراءة كلمتها أثناء إلقاء النائب ابراهيم كنعان كلمتَه.
وكذلك فعل وزير التربية الياس ابو صعب الذي أشاد بكلمة جعجع، وقال لـ«الجمهورية» إنّ كلمتها مُلفتة، وقد شكّلت الجديد في هذه الجلسة. ورأى فيها «مَدّ يد بيضاء قواتية لحزب الله، في مقاربة جميلة ومحترمة»، ولو أنّه لا يؤيّد البعض منها.
وقد أيّده النائب آلان عون فأشاد بكلمة ستريدا التي اعتبرها الوحيدة المهمّة والملفتة والجديدة في الجلسة، لما فيها من طروحات سياسية مختلفة وجديدة ومشوّقة.
أمّا الكلمة القوية والمؤثّرة، أيضاً فكانت للنائب عصام عراجي الذي لوحظ تأثّره أثناء إلقائه كلمته، ليسود القاعة هدوء ملفِت بعد النبرة العالية التي استوقفت الموالاة والمعارضة، ولا سيّما عند حديثه عن خطورة الحرب والانفجار الآتي من منطقة البقاع، خصوصاً الحرب التي سيفجّرها عشائرها، غير عابئين بكلّ الأحزاب. ومن أبرز الوجوه الوزارية الجديدة تلك التي ركّزت نظراتها على الكراسي النيابية، طامحةً إلى الجلوس عليها ماضياً وحاضراً.
رجل الاعتراض في جلسة الأمس كان النائب نقولا فتوش الذي سجّل رقماً قياسياً، لينافس زميله النائب سيرج طورسركيسيان، فقاطع الرئيس تمّام سلام مراراً، وطالبه بتفسير البيان الوزاري الذي على أساسه سيعطون الثقة، وليس الوعظ السياسي والخطب الكلامية.
وحين برَّر سلام أنّ الكلمة عن المحكمة الدولية سقطت سهواً»، علّق فتّوش: «هل يسقط سطران سهواً»! لتحتدم المشادة الكلامية بين فتوش والرئيس نبيه برّي، ولم يتدخّل فيها سلام، تاركاً لبرّي معالجة الوضع، وكذلك لم يهبّ حرب لمجادلة فتّوش، كما فعل في الماضي، وربّما فضَّل استعراض عضلاته في القضايا القانونية ليعين وزير العدل الجديد أشرف ريفي الذي لم يبارح مكانه ولم تفارق الجدّية ملامحه وهو ينصت الى كلمات النواب، ليعطي انطباعاً سياسياً متّزناً، ويُظهر وجهاً حضارياً، غاب عن عيون البعض من خصومه وعرفه آخرون.
فيما لم يشأ الوزير سجعان قزي الجلوس الى جانب وزراء الكتائب الجُدد، بل آثر الجلوس قرب الوزيرة أليس شبطيني التي لم تفارق البسمة ثغرَها. وعند انتهاء سلام من كلمته، سارعَ قزّي إلى التقاط صورة له من جهازه الخلوي.
من جهته، عدّل النائب حسن فضل الله كلمة مكتوبة، بعد اطّلاع النائبين محمد رعد وعلي عمّار عليها، وانهمك نوّاب «الوفاء للمقاومة» في التشاور عند إدلاء سلام بكلمته، فيما تابع ريفي كلمة سلام باهتمام الى جانب زميله القديم الجديد، المشنوق، وقد جلس على يمين الوزير محمد فنيش.
الجلسة المسائية
الجلسة المسائية تميّزت بحضور لافت لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر والنائب نايلة تويني. وقد لاقى حضور المر ترحيباً حميماً من أغلبية النواب، وكان استقباله لافتاً جدّاً. كذلك كان لافتاً السلام الحار المتبادَل بين برّي والمر الذي اختلى معه خارج القاعة لبعض الوقت.
وبعدما توقّع الحضور كلمة للسنيورة، تأجّلت كلمته بسبب تأخّر الوقت إلى صباح اليوم، وكذلك كلمة النائب سامي الجميّل الذي طلب تأخيرها مرّات عدة، لتؤجّل الى اليوم، بعد عدول غالبية النوّاب عن إلقاء كلماتهم.
وتميّزت الجلسة المسائية بتصعيدين مهمّين، أحدُهما للنائب علي عمّار، والآخر للنائب إيلي كيروز، فتوجّه عمّار إلى الذي صوَّر عرسال بأنّها محاصَرة، قائلاً: هذا كلام غير صحيح.
وحذّر من فتح السجالات، وقال: كلامنا اليوم ليس تهديداً وليس وعيداً لأنّه لدينا أطنان من الملفّات، ونحن صمَتنا وصمتُنا ليس دليل ضعف، إنّما حرصاً منّا على المصلحة الوطنية. فيما صوّرَنا البعض أنّنا لسنا لبنانيّين. ونقول لهم أنتم لستم أعداءَنا، فعدوّنا هو إسرائيل التي كانت غائبة عن محادثاتنا.
في المحصّلة، قال مراقبون: «قويةً كانت ستريدا جعجع، إبنة بشرّي، وزوجة الحكيم، ونائب «القوات»، عندما وصفَت حزب الله بالأقوى اليوم، وعندما توجّهت إلى حلفائها في 14 آذار فضحكت وضحكوا معها، ولا سيّما الرئيس برّي، فقالت، وقد علت وجهَها ضحكةٌ ذكيّة: «نحن في انتظاركم بعد أن تتأكّدوا من فشلِ هذه التجربة».
أمّا كيف سيتلقّف حزب الله هذه الضحكة وهذه الدعوة، فهذا أمر سنستشفّه ربّما في جلسة اليوم، في ظلّ تعليق مُلفت للنائب نوّاف الموسوي لـ«الجمهورية»، حين سُئل عن أهمّ الكلمات التي لفتته في جلسة الأمس، فأجاب كلمة ستريدا جعجع!
في انتظار أنّ نرى إذا كان للغد كلامٌ آخر، ولا سيّما بعد الكلمة المسائية التصعيدية للنائب إيلي كيروز في وجه حزب الله، الأمر الذي استوقف الصحافيّين، ليتساءلوا: هل الانفتاح القوّاتي صباحاً سيؤثّر عليه هجوم المساء؟
 
أجواء هادئة في اليوم الأول من مناقشة البيان الوزاري
ستريدا “تغازل” “حزب الله” في رسالة قاسية إلى الحريري: جعجع ونصرالله متشابهان ومستمران إلى جانب جمهورهما
بيروت – “السياسة” والوكالات:
على وقع أجواء التشنج القائمة وارتفاع منسوب القلق لدى اللبنانيين جراء ما يحصل في الشمال والبقاع, بدأ مجلس النواب, أمس, مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام في جلسات صباحية ومسائية على مدى يومين, ينتظر في نهايتها أن تحصل الحكومة على ثقة ما يقارب 110 نواب, فيما سيكون أبرز الذين سيحجبون الثقة عن الحكومة نواب “القوات اللبنانية” والنائبان مروان حمادة ودوري شمعون.
وأكدت مصادر نيابية “قواتية” ل¯”السياسة”, أن حجب الثقة عن الحكومة مرده إلى أسباب عدة أبرزها وجود حزب السلاح (حزب الله) داخل الحكومة بما يشكله من تقويض لمؤسسات الشرعية وسلطتها السياسية والعسكرية, بالتوازي مع استمرار تورطه بالأزمة السورية, إضافة إلى تجاهل البيان الوزاري “إعلان بعبدا” الذي أقر بإجماع المشاركين في الحوار.
واستهل سلام جلسة المناقشات النيابية, فاعتبر أن ما يحصل في الشمال وطرابلس والبقاع هو ترد وتراجع, مؤكداً دعوة مجلس الدفاع الأعلى لوضع خطة أولية لحل كل المشكلات, ومشدداً على وجود تجهيز الجيش اللبناني وتسليحه.
ورحب سلام بالهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجيش, مطالباً بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها احتراماً للدستور, ولفت إلى أن حكومته ستعمل على وضع آلية واضحة للتعاطي مع ملف النازحين السوريين الذي تجاوز عددهم قدرة لبنان على التحمل.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية الأولى عدد من النواب أبرزهم نجيب ميقاتي الذي منح الحكومة الثقة باسمه وباسم النائب أحمد كرامي, كما تحدث النائبان عمار الحوري ومحمد قباني اللذان منحا الحكومة الثقة, وطالبا بإجراء تحقيق في مقتل المواطن حسام الشوا في محلة قصقص, فيما أعلن نواب “القوات اللبنانية” حجب الثقة عن الحكومة.
ولعل أبرز ما ميز اليوم الأول من النقاشات هي كلمة عضو كتلة “القوات” النائب ستريدا جعجع زوجة رئيس “القوات” سمير جعجع, المرشح لرئاسة الجمهورية.
وتوقف مراقبون عند ما جاء في كلمة جعجع حين عددت نقاط الشبه بين “القوات” و”حزب الله” الذي وصفته ب¯”الشريك” وبين سمير جعجع وأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله اللذين بقيا على الرغم من المخاطر إلى جانب جمهورهما, بعكس رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الموجود خارج لبنان منذ فترة طويلة لأسباب أمنية.
وبحسب المراقبين, فإن جعجع التي شبهت وجود نصرالله “تحت سابع ارض” بدخول جعجع الى السجن, أرادت توجيه رسالة قاسية إلى الحريري, في ظل ما يتردد عن تقارب بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون, على أبواب الانتخابات الرئاسية.
وقالت جعجع في كلمتها: “بقدرِ ما توجَدُ نِقاطُ اختلافٍ بيننا كقوات لبنانية وبين شركائنا في حزبِ الله, بقدر ما توجدُ نقاطُ تشابه, فالحزبان شعبيان بالمعنى العريضِ والواسع للكلمة والحزبان منظمان, لديهما مشاريعُ سياسية واضحة, ولو كانت مختلفة جداً, وهما يناضلان جدياً للوصول الى أهدافهما. فالأمينُ العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله, استُشهِد ابنُه هادي في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيلي, ومن ثَم اضطُرَّ للعيش تحتَ “سابع أرض”, وعلى الرُّغم من هذا كله, ها هو مستمرٌ إلى جانب جمهوره ليُكملَ نضالَه إيمانا بقضيته. ورئيسُ حزبِ القوات اللبنانية سمير جعجع, رفض المناصبَ الوزارية وسواها مراتٍ عدة واعتُقِلَ, وزُجَّ به في السجن تحت الأرض لأحدَ عشر عاماً, ومن ثمَّ تعرض لمحاولاتِ اغتيالٍ عدة, لم تكن آخرَها في ابريل من العام 2012, وما زالتِ الطائراتُ من دون طيار تحوم فوق رأسه, وعلى الرغم من كل ذلك, ما زال واقفاً إلى جانب شعبِه يخوض غمارَ المواجهة في سبيل القضية التي يؤمنُ بها. وحتى في موضوعِ الحكومة الحالية, فإن حزبَ الله اكتفى تقريباً بلا شيء فيها من أجل قضيتِه, والقواتُ اختارت لا شيءَ كلياً في سبيل ما تؤمن به”.
وأضافت: “بعدما رأيتُ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من الوصول الى اتفاقٍ ما حتى مع شيطانِها الأكبر (الولايات المتحدة), قلتُ في نفسي: كيف بالحري بيننا وبين مواطنينا في الجانبِ الآخر, الذين, ولو فرقتنا أمورٌ كثيرة, يبقَونَ شركاءَنا ونبقى شركاءَهم في الوطن”, في اشارة إلى “حزب الله” المدعوم من إيران.
وبعد أن أعلنت عن قرار “القوات” حجب الثقة عن الحكومة, توجهت إلى “الشركاء” في “حزب الله” بالقول: “إذا ما استمرَرنا على هذا النحو, لن نصلَ إلى نتيجة تُرضينا جميعاً, ولذلك نحن في حاجة إلى قرارٍ شجاعٍ وواضح من قبلِكم, كمثل القرار الذي كنا قد اتخذناه كقوات لبنانية في العام 1990 بتسليم سلاحنا الى الدولة, لنكونَ سوياً في كنَفِ الدولة ونعيشَ سوياً على هذه الأرض. والأفضل أن تأخذوا القرارَ اليوم طالما أنكم اليومَ أقوياء, لأن هذا القرارَ ستأخذونَه حتماً عاجلاً أو آجلاً لمصلحة لبنان”.
وأضافت: “تعالوا نضعَ طاقاتِنا معاً في خدمة الدولة, وطاقاتُكم بالتأكيد كبيرةٌ قيادةً وإمكاناتٍ عسكرية وخُبرات متنوعة, لِنغلبَ خِيارَ الدولة, وإلا فنحن جميعاً خاسرون لا محالة في لعبة الكبار”.
 
جعجع تخطف الاضواء باناقتها وبنبرتها الهادئة تجاه "حزب الله"
النهار...ف. ع.
قبل وخلال وبعد القاء كلمتها على منصة مجلس النواب، خطفت النائبة ستريدا جعجع الاضواء في الجلسة الاولى لمناقشة البيان الوزاري. باناقتها المعتادة دخلت قاعة البرلمان حيث بدا الترحيب واضحاً على وجوه حلفاء وخصوم السيدة التي تألقت بثوب اسود. وبعبارات خلت من اي تحد اعتادت عليها قيادات "القوات اللبنانية" في السنوات الماضية، توجهت جعجع الى "حزب الله" الذي وصفته بالشريك في الوطن طالبة منه العودة الى كنف الدولة وتسليم سلاحه. لعل المطالب نفسها لم تتغيّر، لكن اسلوب المطالبة اختلف، وسقف التهديد انخفض كما لاحظ العديد من متابعي خطاب جعجع.
كلمة الشراكة وردت 6 مرات في الخطاب الذي اصغى اليه نواب الامة بامعان لاسيما رئيس المجلس نبيه بري كما بدا من الصورة التي ركزت عليه. واصغاء بري المركز برز عندما اخطأت جعجع فقالت عبارة " الى حلفاء 14 اذار" بدلاً من "الى حلفائنا في 14 اذار"، وهنا كان بري جاهزاً للتعليق بابتسامة عريضة: "حلووووو.." قابلتها ابتسامة من ستريدا ومن الحاضرين في القاعة.
وركزت جعجع على الشراكة مع "حزب الله"، منطلقة من النضال العسكري في سجل الفريقين مروراً بالتضحية، مستحضرة استشهاد نجل السيد حسن نصر الله في مواجهة العدو الاسرائيلي، توازيه معاناة سجن "الحكيم" 11 عاماً وهو الذي رفض المساومة على مبادئه كما "حزب الله" لا يتخلى عن مبادئه، وصولا الى القول ان الفريقين ينطلقان من ارضية شعبية قوية تشكل حاضنة القضية. والزهد ايضاً يجمع بين الحزبين، كما رأت جعجع، فلا "القوات" ارتضت التخلي عن قناعتها من اجل كرسي وزاري، ولا الحزب نال ما يجب ان يناله من حصة وزارية.
واستغلت جعجع التقارب الحاصل بين ايران والولايات المتحدة، لتقول للحزب ان لا شيء مستحيلاً في السياسة بعد جلوس ايران مع الشيطان الاكبر. نبرة جعجع المهادنة لـ"حزب الله" لم تساوم على مطلب تسليم السلاح في فعل شجاعة يوازي ما قامت به "القوات" بعد انتهاء الحرب الاهلية، لكنها استحوذت على اهتمام المراقبين في زمن تكاد تختلط فيه الاوراق مع انفتاح "عوني-مستقبلي" ماضٍ في النضوج في الكواليس. لكن مهلاً، لا تموضع "القوات" ولا "صلابة" مواقفها يسمحان للمخيلة بالذهاب بعيداً. كان يكفي انتظار بدء جلسة مناقشة البيان الوزاري المسائية والاستماع الى كلمة النائب ايلي كيروز ذات النبرة الحادة ضد "حزب الله" للتيّقن من الامر، ومن ثبات تشخيص الازمة الكيانية الذي يمثله مشروع "حزب الله" بالنسبة الى "القوات".
 
هل يطوّق "حزب الله" عرسال؟!
الجمهورية..
لم يشكل احتفال "حزب الله" ومناصريه بسقوط مدينة يبرود مفاجأة لأحد، فالمعركة معركته، مهما حاولت وسائل إعلامه الخاصة أو التابعة له ولحلفائه، التضليل والترويج لمقولة إن الجيش النظامي السوري هو الذي أسقطها. وذهب الحزب في احتفاله إلى حد مساواة انتصاره هذا، بما يعتبره انتصاراً تاريخياً على إسرائيل في حرب حزيران 2006.
ورأى مصدر سياسي مطلع أن هذا السلوك يؤشر على ما سيفعله "حزب الله" تالياً، أي استثمار هذا الحدث محلياً من خلال محاولة فرض وقائع جديدة تخالف الأجواء الإيجابية التي رافقت تشكيل الحكومة وإنجاز بيانها الوزاري. وبمعنى آخر، فإن الحزب تجاوب مع المسعى الإيراني الذي حاول "بيع" الإفراج عن الحكومة اللبنانية للغرب، مقابل تيسير مفاوضاته النووية، ولكن المقايضة انتهت عند هذه الحدود. كما أن المحور الإيراني – السوري لم يكن واثقاً من سقوط يبرود بهذه السرعة، وكانت كل المؤشرات تدل على معركة قد تستمر لأشهر، أما وقد انتهت بهذا الشكل فسيحاول أطرافها الرابحون استثمارها سياسياً.
واعتبر أن الأمر ليس سهلاً ويسيراً على الحزب، والاستثمار يتطلب أرضية لبنانية مهيأة. ولأن المعركة خلف الحدود وخسائرها تصيب السوريين فقط فسيتوجب على "حزب الله" ممارسة الضغط على الأرض اللبنانية، وهذا هو فحوى الحصار الذي بدأ يضرب على عرسال بذريعة مناصرتها ليبرود، وبحجة احتوائها على قواعد لـ"جبهة النصرة" وغيرها من فصائل المعارضة السورية.
واستبعد المصدر اجتياح عرسال نظراً لخطورة اللعب على الوتر المذهبي, لكن "حزب الله" باشر بإجراءات عسكرية ضد المدينة البقاعية، مثل نصب الحواجز لمحاصرتها وإطلاق الصواريخ على جرودها، في محاولة لجر ممثليها السياسيين للتفاوض. والمقصود هنا بالطبع تيار "المستقبل" برئاسة سعد الحريري.
هذا على المستوى السياسي، أما على الصعيد الأمني فـ"حزب الله" يعرف أن سقوط يبرود لن يوقف مسلسل السيارات المفخخة التي تضرب معاقله، وهو سيحتاج إلى مدينة أخرى متهمة بإيواء الإرهاب الذي يطاله، وستكون عرسال هي المرشحة الوحيدة لهذا الاتهام، وذلك كي يبرر عجزه عن حماية مناطقه واستمرار قتاله في الداخل السوري.
 
هدوء حذر في البقاع.. والجيش اللبناني ينتشر في عرسال واللبوة وسقوط ثلاثة جرحى في طرابلس.. وصواريخ سورية تستهدف مناطق حدودية

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم .... عاد الهدوء إلى البقاع اللبناني بعد ثلاثة أيام من التوتر بين منطقتي عرسال (ذات الغالبية السنية) واللبوة (ذات الغالبية الشيعية) على خلفية سقوط مدينة يبرود في ريف دمشق على يد القوات النظامية وحزب الله اللبناني، فيما لم تتوقف عمليات القنص المتقطعة في طرابلس (شمال لبنان) بين جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) وباب التبانة (ذات الغالبية السنية)، وأدت عمليات القنص إلى سقوط ثلاثة جرحى أمس، بينهم عسكري.
وعزز الجيش اللبناني صباح أمس انتشار وحداته في مناطق البقاع الشمالي الحدودية، وخصوصا منطقتي عرسال واللبوة، بحيث أعاد فتح جميع الطرقات كما سير دوريات داخل البلدتين وجوارهما، وفق ما جاء في بيان لقيادة الجيش، مشيرا إلى استمراره في اتخاذ المزيد من الإجراءات الأمنية.
ومنذ صباح أمس، دخلت وحدات الجيش إلى عرسال وسط ارتياح واضح من الأهالي في المنطقتين الذين أكدوا تمسكهم بالعيش المشترك ورفضهم الفتنة بين البلدتين. واستقبل حشد شعبي وحدات الجيش عند مدخل عرسال، تقدمه رئيس البلدية علي الحجيري وعدد من أعضاء البلدية، إضافة إلى مخاتير وفاعليات من البلدة، على وقع نثر الورود والأرز ونحر الخراف.
وأكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن، المحسوب على حزب الله، أن «مطلب انتشار الجيش في عرسال هو مطلب وطني»، وقال قبيل جلسة مناقشة البيان الوزاري: «لا يجوز أن يكون هناك عائق لحفظ الأمن، وهذا الأمر لا يختص بعرسال فقط، بل بكل منطقة في لبنان، وسوف يساعد على ضبط الأمن ومن يسيئون إلى عرسال».
من جهته، عبر نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، عن الارتياح الكامل لقرار انتشار الجيش، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كنا نطالب القوى الأمنية بدخول المنطقة والتأكد من أن عرسال ليست بؤرة إرهابية كما يحاول البعض تصويرها، وهذا ما ثبت للجيش الذي نفذت وحداته انتشارا واسعا وقامت بدوريات مؤللة في كل البلدة وفي جرود عرسال وحتى في الأماكن التي توجد فيها مخيمات اللاجئين السوريين، ولم يعثروا على مسلحين، ما يدحض كل الاتهامات التي تتهمنا بإيواء الإرهابيين أو السيارات المفخخة». وشدد الفليطي على «وقوف البلدة وأهلها إلى جانب الجيش في أي إجراءات قد يتخذها بحق المخلين بالأمن»، مشيرا إلى «تعرض جرود عرسال لغارتين من قبل الطيران الحربي السوري خلال قيام الجيش بمهمته».
وكان أبناء عرسال عاشوا منذ الأحد الماضي في حصار إثر إقفال أهالي اللبوة الطريق المؤدي إلى بلدتهم، بعد التفجير الذي تعرضت له بلدة النبي عثمان وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى، الأمر الذي أدى إلى إشعال الوضع على جبهات أخرى، تضامنا مع عرسال، وأقفلت طرقات في بيروت وجبل لبنان والبقاع سقط خلالها قتيل في منطقة قصقص في بيروت، هو الشاب حسام الشوا. وشهدت المنطقة نفسها توترا بعد ظهر أمس، بعد الإعلان عن وفاة شاب آخر متأثرا بجروحه وخلال تشييع الشوا الذي تخلله إطلاق للنار وإقفال الطريق بالإطارات المشتعلة.
وفي متابعة منه للمستجدات الأمنية، عقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس اجتماعا أمنيا في القصر الجمهوري حضره رئيس الحكومة تمام سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية. وبحث المجتمعون الوضع الأمني بشكل عام وخاصة في منطقتي عرسال وطرابلس، مطلعين على الإجراءات المتخذة لمعالجة المشكلات والتوترات والتفجيرات القائمة والخطوات اللاحقة لذلك، إضافة إلى المستلزمات والمتطلبات اللازمة والضرورية لتمكين القوى العسكرية والأمنية من القيام بواجباتها في ضبط الوضع الأمني وتركيز الأمن والاستقرار للمناطق والطمأنينة للأهالي، وأعطيت التوجيهات اللازمة في هذا الإطار.
وفي سياق متصل، واستمرارا للقصف بالصواريخ والغارات التي تطال مناطق لبنانية من الأراضي السورية، من النظام السوري والمعارضة، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أمس، أن صاروخين مصدرهما سلسلة الجبال الشرقية سقطا على وادي الخنازير في القاع وطريق عام الهرمل - القاع قرب مستشفى الهرمل الحكومي، واقتصرت الخسائر على الماديات. كما سقط صاروخان في منطقة العقيدية في جرود بيت شاما في البقاع الأوسط، غرب مدينة بعلبك، التي وصلتها الصواريخ أمس للمرة الأولى، ليعود بعدها، ما يسمى «لواء أحرار السنة» ويتبنى إطلاق صواريخ بيت شاما ردا منه على مقتل حسام الشوا، وفق ما أشار في بيان له على موقع «تويتر».
ونتيجة المداهمات التي قام بها الجيش في عرسال، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بتوقيف 15 سوريًّا على حاجز وادي الشعب كانوا قد دخلوا الأراضي اللبنانية بأوراق مزورة، مشيرة إلى أن من بينهم عناصر من جبهة النصرة، وسيجري تسليمهم إلى الشرطة العسكرية للتحقيق.
كذلك، أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن اعتراف خمسة موقوفين سوريين كانوا قد دخلوا خلسة إلى لبنان، بانتمائهم إلى شبكة إرهابية قامت بنقل سيارة مفخخة لصالح جبهة النصرة من بلدة يبرود السورية إلى جرود بلدة عرسال. وأحيل الموقوفون إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لاستكمال الإجراءات القضائية وفقا للأصول، وأكدت المديرية أنها «لن تتوانى في ملاحقة المجموعات الإرهابية والعصابات التخريبية والشبكات التي تتعاطى الهجرة غير الشرعية، بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية، ضمانا لسلامة المواطنين وحفاظا على الأمن والاستقرار في البلاد».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,210,748

عدد الزوار: 6,983,057

المتواجدون الآن: 74