قاسم: عرسال ممرّ للسيارات المفخخة و«المستقبل» رفع الصوت دفاعاً عنها....شبان الضاحية الجنوبية لبيروت يلونون الدشم وأكياس الرمل لتغيير وجه الشارع ...شكّل لجنة لدرس الخطوات اللازمة لانتخاب المفتي قبل أيلول و"الشرعي الأعلى" يشيد بمذكرة بكركي ويطالب بتشكيل الحكومة

هولاند في واشنطن غداً للقاء أوباما ولبنان وسورية وإيران في صلب المحادثات..باريس تربط إجراءات مجموعة الدعم بالحكومة..."حزب الله" يهمّش المذكرة ..ويعتزم تطوير "ورقة التفاهم"...الافراج عن جوليان انطون وأهله تسلموه في ثكنة أبلح...لا قطع للشعرة الاخيرة تجنبا لانهيار التسوية جولة جديدة لتعويم الحكومة .. من يصدق؟

تاريخ الإضافة الإثنين 10 شباط 2014 - 6:55 ص    عدد الزيارات 1564    القسم محلية

        


 

لا قطع للشعرة الاخيرة تجنبا لانهيار التسوية جولة جديدة لتعويم الحكومة .. من يصدق؟
"النهار"
مع ان كل المعطيات والوقائع المتصلة بالمأزق الحكومي أفضت في نهاية أسبوع كان يفترض ان يشهد النهاية الحاسمة والولادة الموعودة للحكومة السلامية في بداية الشهر الحادي عشر لأزمة التأليف الى انتكاسة كبيرة عادت معها الأزمة الى مربعاتها الاولى برزت مساء أمس ملامح "مكابرة" سياسية جديدة اذا صح التعبير في عدم الاعتراف بوصول الامور الى الانسداد الكامل. وعلى رغم ان الساعات الاخيرة لم تسجل اي تحرك علني يعتد به في اطار الجهود السياسية لتذليل اخر العقبات التي اصطدمت بها عملية البحث عن مخارج لتعويم تشكيلة الثلاث ثمانيات والتوصل الى تسوية اللحظة الاخيرة قبل ان ينطلق سيناريو اعلان التشكيلة من دون حل عقدة مطالب العماد ميشال عون وإمكان انسحاب وزراء قوى ٨ آذار منها بدا ان قنوات المشاورات لم تقفل عند التشاؤم الذي اشاعته تطورات الأيام السابقة وان المساعي عادت لتتجدد في اتجاهات عدة.
وقالت أوساط معنية بهذه المشاورات لـ"النهار" ان الاتصالات التي جرت في الساعات الاخيرة ومن بينها تلك التي اجريت بين الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة تركزت على إيجاد مخرج لموضوع حقيبة الداخلية الذي تحول في الأيام الاخيرة احد محاور أساسية في التعقيدات الإضافية التي اصطدمت بها عملية اعلان الولادة الحكومية. وإذ تحفظت الاوساط عن اسم الوزير الذي يمكن ان تسند اليه هذه الحقيبة بعدما بدا ان مشاورات سلام والسنيورة قد أفضت الى اسم توافقا عليه أشارت الى ان إطار التحركات السياسية التي تجددت لا تقف فقط عند حقيبة الداخلية بل يجري السعي الى التوصل لحل لعقدة حقيبة الطاقة التي تعد في الإطار المباشر للأزمة ام العقبات والتعقيدات. وتوقعت في هذا السياق ان تشهد الساعات المقبلة وخصوصا بعد القداس الاحتفالي اليوم بعيد القديس مارون في الجميزة الذي سيحضره مبدئيا كل أركان الدولة (رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام) ان تنطلق جولة مساع جديدة يبدو ان الجميع وضعوا في أجوائها وأبدوا استعدادا لملاقاتها بما يعني ان الرغبة في التوصل الى تسوية لم تسقط امام تعقيدات الأيام الاخيرة. ولفتت في هذا الإطار الى ان الجهات المعنية في كتلة المستقبل حرصت على التوضيح لمن راجعها أمس بان عودة عدد من نوابها الى المناداة بحكومة حيادية لا يعني ان قيادة تيار المستقبل قد تخلت عن الحكومة الجامعة بل ان الكتلة وقوى 14 آذار عموما لا تزل تنتظر الآخرين لتنفيذ التزاماتهم وتعهداتهم حيال الأسس التي اتفق عليها في شأن هذه الحكومة.
هل يعني ذلك ان قوى 8 آذار بدورها باتت جاهزة لاستجابة متطلبات التسوية بما يكفل ولادة حل معقول ومقبول من الجميع لمشكلة حقيبة الطاقة الكأداء؟
لم تتضح حتى البارحة اي آفاق واضحة في هذا الموضوع لكن الاوساط المعنية نفسها لاحظت مجموعة مؤشرات متعددة الطرف لا يزال من الممكن البناء عليها في ما يعتبر مشروع الإنقاذ الأخير للتشكيلة الجامعة والحيلولة دون انهيارها. فكتلة المستقبل أعطت الدليل الواضح على تجنبها التصعيد لدى إصدارها بيانها الأخير كما في التواصل بين الرئيس السنيورة والرئيس المكلف في الساعات الاخيرة لبحث موضوع حقيبة الداخلية. والرئيس المكلف بدا بدوره متمسكا بالتوصل الى مخارج والانفتاح على أفكار جديدة بدليل تريثه في زيارة قصر بعبدا في الأيام الاخيرة منعا لأي انطباع انه قطع اخر شعرة مع إمكانات التوصل الى تسوية مع فريق 8 آذار. وفريق 8 آذار بدوره على رغم تحمله عمليا تبعة العرقلة لم يظهر اي مؤشر الى إقفال الباب امام اقتراحات تجريبية جديدة حتى ان ثمة من أوحى من هذا الفريق ان تسوية لمطالب عون لا تزال ممكنة من ضمن اعادة توزيع للحقائب الوزارية سيادية كانت ام خدماتية لئلا تبلغ الأمور حد سحب وزراء هذا الفريق تضامنا مع عون بما يفهم نفي هذا الفريق لوجود خلفية اقليمية للتعقيدات القائمة مع ان كثيرين من خصومه وسواهم لا يقتنعون بهذا المنطق ويعتقدون بوجود مثل هذه الخلفية .
تبعا لذلك لا تفتح السوابق الكثيرة المحبطة في مسار هذه الأزمة الأبواب على توقعات متفائلة في إمكان استدراك أزمة اكبر من الأزمة الحالية خصوصا في ظل انعدام اي معطيات واضحة حتى الساعة حول اي مخرج محتمل لمشكلة حقيبة الطاقة ومطالب عون التي استدرجت التعقيدات الاخيرة . ويسود الجهات السياسية المراقبة انطباع مفاده ان اي طرف لا يملك ان يتحمل تبعة انهيار المراحل الاخيرة من استيلاد الحكومة لان الإخطار الأمنية المحدقة بالبلاد تضع الجميع على محك يصعب معه الاستهانة بالتسبب بإسقاط الحكومة العتيدة من دون التحسب لأسوأ الاحتمالات التي ستنجم عنه. ولذا تبدو الأمور امام تجربة جديدة لكنها تكتسب بعدا حاسما وقصير الأجل هذه المرة يقاس بالساعات والأيام القليلة ولا يتجاوز الأيام الاولى من الأسبوع الطالع.
 
الافراج عن جوليان انطون وأهله تسلموه في ثكنة أبلح
"النهار"
افرج مساء اليوم عن الشاب جوليان أنطون الذي اختطف منذ 12 يوماً في منطقة عيون السيمان. وقد تركه الخاطفون قرب مفرق ايعات عند أطراف حي الشراونة في بعلبك، حيث اتصل بالجيش اللبناني وأبلغهم بمكان وجوده، وتسلمه أهله في ثكنة أبلح. وفي معلومات "النهار"، ان عمليات الدهم التي قام بها الجيش خلال الأيام الماضية شكلت عاملاً ضاغطاً على الخاطفين الذين يبدو أنهم اضطروا للافراج عن جوليان. يذكر ان الخاطفين كانوا قد طلبوا فدية بقيمة 3 ملايين دولار مقابل اطلاقه.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه "بنتيجة التقصي والتحريات المكثفة والمداهمات المستمرة من قبل مديرية المخابرات وقوى الجيش منذ تاريخ اختطاف المواطن جوليان أنطون في عيون السيمان، تم الإفراج عنه، وتستمر قوى الجيش بتعقب المتورطين لتوقيفهم واستكمال التحقيقات بإشراف القضاء المختص".
 
وقف تسرّب الانتحاريين رهن الحل في سوريا
المستقبل...ثريا شاهين
في انتظار تشكيل الحكومة، ومعاودة المساعي في هذا الاطار، تكشف مصادر ديبلوماسية انّ لبنان يتقدّم في مجال مراقبة حدوده مع سوريا، ويبذل جهوداً بدرجة عالية درءاً لمخاطر انتقال الانتحاريين والسيارات المفخّخة عبر الحدود، بحيث أنّ كل المعطيات تؤكد انتقال هؤلاء إلى لبنان من سوريا.
كما تكشف أنّ هناك تعاوناً بين لبنان وعدد من الدول في مجال هذه المراقبة، لكن لا تزال المشكلة في وجود معابر غير شرعية والحدود مليئة بالفجوات، لا سيما وأنّ الانتقال عبرها يتمحور حول الحدود الشرقية. لبنان كما كل الدول يدرك جيداً أن ليس هناك من بلد يستطيع ضبط حدوده مئة في المئة، حتى الولايات المتحدة لم تستطع ضبط حدودها بالكامل. ويشكل موضوع اللجوء إلى لبنان من سوريا مسألة إضافية لا يمكن منعها، وجزء منه سلك المعابر غير الشرعية.. والتهريب بين لبنان وسوريا موجود منذ الاستقلال لكن الآن يتم تهريب السلاح والبشر والسيارات المفخخة.
وتفيد المصادر أن ليس هناك من دولتين استطاعتا توقيف عمليات التهريب بالكامل، إنّما جرى تبادل تعاون بين الأجهزة الأمنية في كلتا الدولتين. إنّما في حالة لبنان وسوريا، فإنّ التعاون الأمني في حدوده الدنيا، وعندما يجد الوضع السوري حلاً بتوافق دولي، سيكون لبنان أوّل المتعاونين مع السلطة الجديدة في المجال الأمني ووقف تهريب السيارات المعدّة للتفجير والانتحاريين، وعندها أيضاً معظم المناطق السورية تكون قد خضعت للحكومة المركزية، ما يعني أنّ حل مشكلة التفجيرات الانتحارية مرتبط بالحل في سوريا.
حالياً هناك تعاون مع دول أخرى غير سوريا بالنسبة إلى الإرهاب. لبنان تمكن من توقيف قائد "كتائب عبدالله عزام" ماجد الماجد بعدما تم تزويده بمعلومات من الولايات المتحدة. في لبنان مصدر الإرهاب سوريا أكان من "جبهة النصرة" أو من "داعش". هناك بحث داخلي في كيفية العمل لمنع دخول الإرهاب إلى لبنان عبر تعزيز مراقبة الحدود، إنما الرغبة في الانتحار والتفجير ستبقى مستمرة، وإيجاد حل للموضوع مرتبط بما يلي:
ـ وقف التحريض الديني.
ـ وقف تمويل الإرهاب ومَن وراءه.
ـ مراقبة دقيقة للحدود مع سوريا.
ـ إيجاد حل للأزمة السورية.
ـ ضرورة الإضاءة على الفكر الذي يتحكّم بالإرهابيين والتحذير منه، لأنّ هناك مَن يفتي بالانتحار ويحرّض عليه، ويقنع بأنّ سلوكه إنجاز، من هنا ضرورة التعاون مع السلطات الدينية.
في العراق بدأت التفجيرات في العام 2003 نتيجة التوتّر المذهبي. وكان العراق ولا يزال بمثابة مغناطيس لتلك الحركات، التي باتت الآن تعتبر أنّ لبنان بعد سوريا يشكّل مغناطيساً لها. في لبنان الآن يتم استهداف منطقة معينة بالتفجيرات لأسباب أولاً مذهبية، وثانياً، مشاركة "حزب الله" في حرب سوريا، كون الانقسام أو التوتّر المذهبي، يعزّز فرص عمل هذه الحركات. وعندما يخفّ التوتر المذهبي يتراجع نشاطها. لكن ليس مؤكداً أنّ نشاطها سيبقى محصوراً في تلك المناطق، لا سيما أنّ فكر هؤلاء يعتبر أنّ كل ما يعارضه هو عدو له. في سوريا ازدياد التوترات المذهبية والطائفية شكّل بيئة حاضنة للإرهاب، بعدما بات الوضع السوري ساحة حرب.
هذا الإرهاب بدأ في العراق، واستهدف الشيعة عندما دخل الأميركيون. لكن لم تكن لديه مقاومة للأميركيين، بل استهدف المدنيين، وكان ذلك نتيجة الفوضى وسقوط النظام وتفكّك الجيش العراقي، ما ساعد في تسهيل مهمّته.
العامل الأساسي وراء ذلك في العراق، فقدان السنّة السلطة، لكن دخول الفكر التكفيري على الخط هدف إلى السيطرة بالقوّة وفرض آرائه على الآخرين. وتغذّى من جراء المشكلات السياسية ومن الحروب. الآن تعاني منه كل الدول وكذلك مصر، فهو يكفّر كل الناس، ومَن ليس معه يعني انّه ضدّه. مشاركة "حزب الله" في حرب سوريا تعدّ من العوامل الإضافية لاستهدافاته في لبنان، كون هؤلاء يجنّدون عدداً أكبر من الإرهابيين للتوجّه إلى لبنان، بحسب المصادر.
معالجة منابع التمويل والتحريض مسألة أساسية. جرم التحريض المذهبي والطائفي يجب إلقاء الضوء عليه، والقانون اللبناني عاقب مثل هذا الجرم. والحكومة الجامعة عندما تشكّل، ستعمل على تفعيل تحرّك أوسع، لمكافحة هذا الجرم وإطلاق يد القضاء في محاسبة الجميع ممَّن يلجأون إلى هذا الجرم، ذلك أنّ التحريض يساعد في تعزيز مثل هذه الحركات.
 
"حزب الله" يهمّش المذكرة ..ويعتزم تطوير "ورقة التفاهم"
المستقبل...
يواصل "حزب الله" سياسة تهميش المذكرة الوطنية الصادرة عن بكركي، عبر تعمّد عدم الإشارة إليها في أي من مواقف وتصريحات كتلته ونوابه ومسؤوليه منذ تاريخ صدور هذه المذكرة.. على أنّ تجاهله لهذه المذكرة يختزن بحد ذاته موقفا سلبيا من مضامينها لا سيما وأنها جاءت لتكرّس ثوابت وأولويات وطنية لا تتواءم مع ثوابت وأولويات أجندته العقائدية العابرة لحدود الوطن. وفي وقت يبدو الحزب وحليفه "التيار الوطني الحر" واقفين على جزيرة معزولة عن سيل المواقف المرحّبة بمذكرة بكركي، برز تصريحان أمس لعضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين علي فياض ونواف الموسوي ترواحت عناوينهما بين المحلي لجهة التشديد على تمسّك "حزب الله" بالتفاهم المبرم مع الرابية وضرورة "تعزيزه وتطويره" وفق تعبير فياض، والإقليمي لناحية تأكيد الحزب أنّ كل ما يحققه في لبنان يندرج في إطار خطواته "على الطريق إلى فلسطين" حسبما جاء على لسان الموسوي في ندوة لمناسبة "انتصار الثورة الإسلامية في إيران".
[ رأى النائب فياض، في حفل لاتحاد بلديات جبل عامل في بلدة السلطانية أنّ "توقيع ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" شكل علاقة مضيئة في التاريخ السياسي الحديث للبنان، وتحديدا في مرحلة ما بعد إتفاق الطائف"، واعتبر أنّ هذا التفاهم "يؤكد أنّ إرادة التلاقي بين الإرادتين المسيحية والإسلامية لا تقتصر على المبادئ الميثاقية الكبرى، بل تطال قضايا وموضوعات كان يظن معظم اللبنانيين أنها إشكالية ومبعث للتناقض الإسلامي المسيحي"، معربا عن تمسك "حزب الله" بهذا التفاهم، مع تشديده على ضرورة "تعزيزه وتطويره من دون أن يلغي خصوصية أي طرف".
[ تطرق النائب الموسوي خلال ندوة سياسية لمناسبة في "مخيم البص" لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، إلى "الإرهاب التكفيري الذي يحاول ضرب سوريا"، فقال: "إنّ أكبر التحديات التي نواجهها اليوم في المقاومة هو الفكر التكفيري لأنه ينقل الحرب إلى الزواريب الداخلية بحيث تتحول إلى احتراب بدل من أن تكون مقاومة ومواجهة"، داعيا في المقابل إلى "العمل معا على مواجهة هذا الإرهاب عن طريق تفكيك بناه التحتية حيث وجدت، ومواجهة منابره"، وشدد في هذا السياق على "الحاجة إلى عمل ميداني لا يتيح للتكفيريين إقامة بنى تحتية أو قواعد انطلاق"، وأضاف: "نحن بعد عام 2006 كنا أقرب من أي وقت مضى إلى فكرة الانتصار على العدو الصهيوني، وكان بإمكاننا في المقاومة اللبنانية وفي المقاومة الفلسطينية ولا زلنا قادرين على أن نستهدف أية بقعة من بقاع الكيان الصهيوني المحتل، ولكن مع نشوب الأزمة في سوريا وجدنا أن العدو ينظر بعين الفرح والسرور إلى ما يجري"، إلا أنّ الموسوي عاد فأكد أنّ "حزب الله" قادر على "مواصلة المنحى التصاعدي، والمقاومة على الرغم مما تقوم به من واجب وطني وقومي في مواجهة التكفيرية القتالة، إلا أنها لم تتوان عن مواجهة العدو الصهيوني"، خاتما بالقول: "نحن منذ انطلاقتنا تعلمنا مع الحاج عماد مغنية أنّ هدفنا الحقيقي والأبعد هو فلسطين، وأن ما نحققه في لبنان هو خطوة على الطريق إلى فلسطين، ونحن نواصل السير على هذه الطريق حتى استعادة فلسطين كاملة بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني".
 
شكّل لجنة لدرس الخطوات اللازمة لانتخاب المفتي قبل أيلول و"الشرعي الأعلى" يشيد بمذكرة بكركي ويطالب بتشكيل الحكومة
المستقبل...                      
أشاد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، بالوثيقة الصادرة عن مجلس المطارنة الموارنة وبمضامينها الوطنية التي "تشكل خطوات متقدمة على الصعيد الوطني والميثاقي والسياسي، وتسهم في بناء الدولة وترسخ المسيرة الديموقراطية في البلاد"، داعياً الفرقاء السياسيين إلى "ضرورة تشكيل الحكومة فوراً وبدون أي إبطاء أو تسويف". وأعلن أنه "شكل لجنة قانونية وعملانية لدرس وإعداد التدابير والخطوات اللازمة للانتخابات المقبلة لمنصب مفتي الجمهورية قبل أيلول 2014 موعد انتهاء ولاية المفتي الحالي".
عقد المجلس جلسته العادية برئاسة عمر مسقاوي في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ـ مسجد محمد الأمين أمس، بحضور القاضي عبد اللطيف دريان، المفتي الشيخ خليل الميس، المفتي الشيخ حسن دلي، بسام برغوت، جلال حلواني، محمد المراد، محمد راجي البساط، محمد أمين الداعوق، الشيخ رئيف عبد الله، محمد الصميلي، سامي السنيورة، عبد الحليم الزين، محمد سعيد فواز، محيي الدين دوغان، رياض الحلبي، محيي الدين قطب، القاضي طلال بيضون ومنذر الضناوي، بحضور الأمين العام للمجلس الشرعي الشيخ خلدون عريمط.
وبعد المداولة في الشؤون الوقفية والإسلامية واتخاذ القرارات الإدارية المناسبة، تدارس الأعضاء الأوضاع الوطنية على الساحة اللبنانية والعربية. وأصدر المجلس في نهاية جلسته بياناً تلاه البساط، دعا فيه جميع الفرقاء السياسيين إلى "ضرورة تشكيل الحكومة فوراً وبدون أي إبطاء أو تسويف، نظراً الى الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد على مختلف المستويات والأصعدة الأمنية والاقتصادية والمعيشية، على أن يتحمَّل الفريق المعرقل كامل المسؤوليات الوطنية والسياسية الناتجة عن أعمال العرقلة". ودان "أعمال التفجير الإجرامية التي تطال البلاد ويدفع ثمنها الأبرياء من المواطنين"، مؤكداً "رفض كل أشكال التطرف والعصبية". وشدد على أن "الدين الإسلامي الحنيف براء من هذه الأعمال". ونوه بـ"الوثيقة الصادرة عن مجلس المطارنة الموارنة وبمضامينها الوطنية التي تشكل خطوات متقدمة على الصعيد الوطني والميثاقي والسياسي، والتي تسهم في بناء الدولة وترسخ المسيرة الديموقراطية في البلاد". واستنكر "خروج بعض وسائل الإعلام عن الأصول والقيم الدينية والأخلاقية، مما يربك أوضاع البلاد بمزيد من التأزم والإشكالات"، داعياً الى "مساءلة وسائل الإعلام عن كل الأعمال المخلة بشدة وصرامة". وأوضح أنه استعرض "مستجدات دار الفتوى واستمرار أوضاعها الشاذة على جميع الصعد المشكو منها، وشكل لجنة قانونية وعملانية لدرس وإعداد التدابير والخطوات اللازمة للانتخابات المقبلة لمنصب مفتي الجمهورية قبل أيلول 2014 موعد انتهاء ولاية المفتي الحالي".
ودان "أعمال جرائم القتل والإبادة التي يرتكبها النظام السوري على مختلف الأراضي السورية"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"التعاطي الجدي مع هذه المأساة، التي تجاوزت كل الحدود وفاقت كل التصورات"..
 
باريس تربط إجراءات مجموعة الدعم بالحكومة
باريس – رندة تقي الدين؛ بيروت – «الحياة»
علمت «الحياة» من مصادر في قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» أن الاتصالات لمعالجة توزيع الحقائب في الحكومة السياسية الجامعة التي ينتظر أن يصدر رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تأليفها تمام سلام مراسيمها في الأيام المقبلة، يفترض أن تتضح نتائجها خلال اليومين المقبلين، وأنها انحصرت في الساعات الماضية بالمساعي لإيجاد مخرج لمطالبة 14 آذار بالحصول على حقيبتي الداخلية والدفاع أسوة بحصول قوى 8 آذار و «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي بزعامة العماد ميشال عون على حقيبتين سياديتين هما المالية لحركة «أمل» والخارجية لتكتل عون.
وفيما أكدت مصادر متابعة عن كثب للاتصالات التي جرت في الساعات الماضية أن قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» يتجهان الى مراعاة مطلب الرئيس سليمان إسناد الدفاع لمن يسميه هو، في موازاة إصرارها على تسمية المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لحقيبة الداخلية، فإن مصادر ديبلوماسية فرنسية أبلغت «الحياة» أن سليمان أعطى انطباعاً للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حين التقاه في تونس أول من أمس أن هناك حكومة جديدة في سرعة وأنه حريص على أن تتشكل الحكومة قبل مدة من مغادرته الرئاسة الأولى (في 25 أيار/ مايو المقبل)، وأنه يحتاج أيضاً الى وجود وزير للدفاع من أجل تنفيذ الاتفاق السعودي الفرنسي على دعم الجيش بسلاح فرنسي من الهبة السعودية بقيمة 3 بلايين دولار أميركي.
وإذ أشارت المصادر الديبلوماسية الفرنسية الى أن الوضع في لبنان سيكون على بساط البحث خلال القمة الأميركية – الفرنسية المنتظرة غداً في واشنطن، حيث يقوم هولاند بلقاء نظيره باراك أوباما، إضافة الى ملفي سورية وإيران، أوضحت أن البحث سيتطرق الى «أي مدى يمكن إشراك إيران في خطة لحماية لبنان وتمكين اللبنانيين من تشكيل حكومة وإجراء انتخابات رئاسية في ظروف طبيعية». وأكدت المصادر أن التحرك الفرنسي لعقد اجتماع لمجموعة دعم لبنان مطلع الشهر المقبل يحتاج الى وجود شريك لبناني إذا كان الاجتماع سيتخذ إجراءات عملية لمساندة لبنان إزاء موضوع النازحين السوريين ودعم الجيش والاقتصاد، على رغم أن الرئيس سليمان سيحضره.
وعلى صعيد حلحلة العقد من أمام الحكومة قالت مصادر مواكبة للاتصالات إن عودة الرئيس سليمان ليل أول من أمس من تونس أتاحت تسريع الاتصالات، وسبقها الاجتماع الذي عقده رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة مع الرئيس سلام ليلاً للتداول في مطالب الكتلة وقوى 14 آذار الحصول على حقيبتي الدفاع والداخلية معاً، وأوضحت المصادر أن السنيورة أبدى ليونة حيال ترك الدفاع لمن يختاره الرئيس سليمان طالما أنه يحرص على أن يتولاها شخص يسميه هو ليتابع معه مسألة المساعدة السعودية – الفرنسية للجيش. وقالت المصادر إن قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» لن تذهب الى خلاف مع الرئيس سليمان في هذا الصدد. أما في شأن حقيبة الداخلية، التي كان «حزب الله» اعترض على إسنادها للواء ريفي، معتبراً أنه استفزازي، فقالت مصادر «المستقبل» لـ «الحياة» إن الأخير ظل مرشح زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لهذه الحقيبة.
وكان رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أجرى اتصالاً أول من أمس بالرئيس الحريري الموجود في فرنسا للتداول في إيجاد مخرج لحقيبة الداخلية، حتى لا تتحول الى عقدة بعدما كان الحريري سهّل عملية تأليف الحكومة واتخذ مواقف كان لها دور في إحداث اختراق سمح بالبحث في الحكومة الحيادية.
ومع تأكيد مصادر تيار «المستقبل» إصرار قيادته على تسمية ريفي رافضة طرح الشروط على من تسمي، ولاعتقادها أن ريفي من موقعه في الداخلية يمكنه أن يلعب دوراً في ضبط الوضع الأمني في طرابلس، فإن المصادر المواكبة للاتصالات الجارية قالت لـ «الحياة» إن اسم اللواء ريفي يبقى مطروحاً لحقيبة وزارية أخرى غير الداخلية، وإن الأمر سيبتّ خلال الساعات المقبلة، وسط تقديرات بأن «المستقبل» قد يتجه الى تسمية غيره للداخلية تسهيلاً لمهمة سلام إعلان الحكومة.
وذكرت المصادر أن معالجة قضية حقيبة الداخلية لا تلغي الأزمة الأهم التي ستنجم عن تأليف الحكومة والتي ستقود الى انسحاب الوزراء الشيعة الأربعة تضامناً مع انسحاب وزراء عون وحلفائه في تكتل التغيير والإصلاح من الحكومة تضامناً مع اعتراض الأخير على المداورة في الحقائب وعدم إسناد وزارة الطاقة الى الوزير الحالي جبران باسيل.
وكانت المساعي التي بذلها جنبلاط من أجل تأخير انسحاب بعض حلفاء، عون مثل ممثل الطاشناق وممثل «المردة» ووزيري حركة «أمل»، على أن يتضامن وزيرا «حزب الله» مع عون، فشلت في إقناع الحزب بهذا السيناريو الذي يتوخى ربح الوقت من أجل البحث في تسهيل ملء الفراغ في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يفترض أن تتولى سلطاته الحكومة القائمة. وأوضحت المصادر المتابعة لهذه المساعي أن «حزب الله» أصر على تضامن كل قوى 8 آذار مع عون وبالتالي على انسحاب وزرائها الثمانية.
وتقول المصادر إن السيناريو البديل يمكن أن يكون رفض استقالة الوزراء الثمانية لأن استقالتهم لا توجب استقالة الحكومة ولأن الدستور ينص على اعتبارها مستقيلة إذا استقال «أكثر من ثلث أعضائها»، وإن سليمان وسلام سيستبقان هذا الأمر بتعيين وزراء بالنيابة عن هؤلاء يكونون مقبولين من فريق 8 آذار ولا يشكلون تحدياً لهم، على أن تسمح فترة الشهر الفاصلة بين إعلان الحكومة وتقدمها ببيانها الوزاري بإجراء مداولات تسمح بعودة قوى 8 آذار أو بعضها الى الحكومة... وأكدت أن هذا السيناريو يقتضي ألاّ يستقيل الرئيس سلام فور انسحاب وزراء 8 آذار وعون من الحكومة.
على الصعيد الأمني، داهمت قوة من الجيش اللبناني بعد ظهر أمس منزل المدعو ن. ج. في بلدة جلال في البقاع الأوسط وأوقفته. وتردد أن إلقاء القبض عليه جاء بناء لاعترافات الموقوف الشيخ عمر الأطرش لدى مخابرات الجيش والذي كان أفاد بأنه نقل سيارات مفخخة بينها سيارتان انفجرتا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسلحة وصواريخ استخدمت في إطلاقها في الجنوب وفي الاعتداءات على «يونيفيل».
 
هولاند في واشنطن غداً للقاء أوباما ولبنان وسورية وإيران في صلب المحادثات
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غداً زيارة دولة لواشنطن بدعوة من الرئيس باراك أوباما. وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية متابعة للزيارة إن الرئيسين سيبحثان ملفات عدة من بينها سورية وإيران ولبنان. وأضافت أن الرئيس الفرنسي سيبلغ لنظيره الأميركي أن القضية السورية تحتاج إلى تعزيز التأييد السياسي لمسار جنيف، كما سيتطرقان إلى أي حد سيستمر مسار جنيف من دون أي نتيجة نهائية. فالجانب الأميركي، بحسب المصادر الفرنسية، غير مقتنع بأن جنيف سيؤدي إلى نتيجة نهائية، ولكن ليس لديه خيار سياسي آخر حالياً. وبالنسبة إلى الشق الإنساني لمسار جنيف ترى المصادر أن هناك مجالاً للتوجه إلى مجلس الأمن تأييداً للمعارضة السورية وللشعب على الأرض لإظهار حسن نيات الأسرة الدولية. ولكن، تضيف المصادر، سيواجه ذلك فيتو روسي، وبشار الأسد سيبقي على أدنى الجهود لتنفيذ الإجراءات الإنسانية المطلوبة منه، وسيطرح هولاند الحاجة أيضاً للتحرك على صعيد تنفيذ النظام المطلوب منه بالنسبة إلى تدمير السلاح الكيماوي بشكل كامل. والرسالة الأساسية التي سيحملها هولاند لأوباما حول الموضوع أن هناك حاجة لتنسيق دولي لتأييد المعارضة السورية على الصعد كافة وخصوصاً في مسألة مكافحة الإرهاب. وكانت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سمانتا باور أكدت خلال زيارتها باريس الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لن تشرك بشار الأسد في قضية مكافحة الإرهاب المتزايد في سورية وأن النظرتين الفرنسية والأميركية متطابقتان لجهة أنه ينبغي مكافحة الإرهاب المتطرف المتزايد في سورية، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن بشار الأسد أن يكون شريكاً مفيداً في مكافحة الإرهاب. إلا أن هنالك انطباعاً دولياً بأن أوباما يبقى غير منخرط بما يكفي على هذا الصعيد.
أما في الموضوع الإيراني فهناك تطابق بين باريس وواشنطن حول الملف النووي وخريطة طريقه وتنفيذ الاتفاق النهائي من الجانب الإيراني. وعن زيارة وفد من الشركات الفرنسية إيران وانتقاد وزير الخارجية الأميركي ذلك قالت المصادر إنها مبادرة من جمعية أرباب العمل الفرنسية. ولكن الرسالة الفرنسية أن ليس هناك علاقات اقتصادية مع إيران قبل رفع العقوبات الأوروبية بعد انتهاء مدة الاتفاق المرحلي التي هي ستة أشهر وأن المصارف الفرنسية والقطاعات الاقتصادية الفرنسية الحساسة ليست في وضع العودة حالياً إلى إيران قبل رفع العقوبات والشركات تعرف ذلك ولكن على الأميركيين أن ينظروا أيضاً إلى أن الشركة الأساسية الصاعدة اليوم في إيران هي شيفروليه الأميركية.
وعلى صعيد الملف اللبناني سيتطرق هولاند إلى الموضوع وهناك تطابق في الموقفين حول تعزيز الجيش اللبناني وتأكيد قراري مجلس الأمن 1559 و1701 وسياسة النأي عن الصراع السوري. وسيبحث الجانب الفرنسي مع الجانب الأميركي تقدير مدى هامش التحرك لديهما والى أي حد بإمكانهما إشراك الإيرانيين في خطة تحمي لبنان لتشكيل الحكومة وإجراء انتخابات رئاسية في ظروف طبيعية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقد اجتماعاً مع نظيره الإيراني في ميونيخ كما التقاه جون كيري وهناك قضيتان منفصلتان مع إيران: المسألة النووية والسياسة الإقليمية إذ ترفض واشنطن وباريس أن يكون لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف توكيل سياسي أو تأثير، لا على سورية ولا لبنان.
وكان هولاند التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تونس يوم الجمعة لمناقشة موضوع تسليح الجيش اللبناني والوضع في لبنان. وقالت المصادر إن تسلم الجيش اللبناني السلاح الفرنسي في إطار الاتفاق الفرنسي السعودي هو مسألة معقدة في غياب حكومة، ولكن سليمان أكد أن تشكيل الحكومة سيتم.
وتبحث باريس في عقد مؤتمر في ٥ آذار (مارس) لدعم لبنان بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن هناك احتمالين في حال تم تشكيل حكومة لبنانية. فبالإمكان عقد اجتماع بمساهمة شركاء أساسيين لدعم لبنان واتخاذ إجراءات عملية إزاء موضوع اللاجئين والجيش ومساعدة اقتصادية أما إذا لم يتم تشكيل حكومة فلا يمكن عقد مثل هذا الاجتماع لأنه لن يكون هناك شريك لبناني لتأكيد هذه الإجراءات. فإذا لم يتم تشكيل حكومة سيكون اجتماع على نمط ما تم في نيويورك في أيلول (سبتمبر) للدول الداعمة للبنان. والرئيس سليمان سيحضر في الحالين ولكن في الوقت الحاضر لم يتم بعد اعتماد الصيغة الرسمية النهائية. وأعطى الرئيس سليمان لهولاند الانطباع بأن مسألة تشكيل الحكومة ستحل بسرعة فهو يحتاج إلى وزير دفاع إذا أراد تنفيذ الاتفاق اللبناني السعودي الفرنسي.
 
شبان الضاحية الجنوبية لبيروت يلونون الدشم وأكياس الرمل لتغيير وجه الشارع واطلاق مبادرة تطوعية بموازاة تصاعد التدابير الأمنية

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .... شرع أكثر من 20 شابا من الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، بتلوين المكعبات الإسمنتية وأكياس الرمل التي تحيط بالمؤسسات التجارية والأمنية، بهدف تغيير صورة المدينة، والتخفيف من حدة الخوف الذي يعتري السكان، نتيجة التفجيرات.
وتأتي هذه المبادرة التطوعية التي تحمل اسم «ألوانفجار»، وهو عبارة عن جمع لكلمتي «ألوان» و«انفجار»، بموازاة ازدياد التدابير الأمنية في الضاحية. وسارع كثيرون من أصحاب المحال التجارية إلى إنشاء دشم من أكياس الرمل أمام محالهم، واستبدال زجاج المحال التجارية بزجاج يتحمل ضغط التفجيرات، إلى جانب نصب عوائق حديدية ووضع مكعبات إسمنتية إلى جانبي الطرق، تمنع وقوف السيارات.
وحاول الشبان، وجلهم من الطلاب الجامعيين ورسام الجرافيكي، تغيير «اللون الواحد» الذي يسيطر على شوارع واسعة في الضاحية، وهو لون المكعبات الإسمنتية التي تضاعف عددها بشكل قياسي في الشهرين الأخيرين، تنفيذا لخطة أمنية اتخذتها بلدية حارة حريك وحزب الله للحد من التفجيرات.
وبدأ المتطوعون بتنفيذ المشروع في الشارع العريض في منطقة حارة حريك الذي تعرضت لتفجيرين انتحاريين خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأسفرا عن وقوع 10 قتلى وعشرات الجرحى. وامتد العمل من الشارع، باتجاه مناطق محيطة به، وصولا إلى منطقة الرويس. وأكد أحد منظمي المشروع علي بحسون لـ«الشرق الأوسط» أن «ألوانفجار» يسعى لتغيير صورة المدينة، وطليها بالألوان، للحد من الخوف الذي يعتري السكان نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت في المنطقة عقب وقوع خمسة تفجيرات فيها، مشيرا إلى أن المشروع يسير على ثلاث مراحل، أولها «تلوين مكعبات الإسمنت، وتلوين الدشم وأكياس الرمل، إضافة إلى رسم رسومات غرافيكي على الجدران»، وقد بدأ ذلك فعلا في منطقة الرويس التي شهدت تفجيرا بسيارة مفخخة في 15 أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن وقوع 35 قتيلا وأكثر من 300 جريح.
وقال بحسون، وهو فنان غرافيتي معروف، إن «أكياس الرمل والدشم التي يبادر السكان إلى إنشائها بشكل عفوي وغير منظم، من شأنها أن تشوه الشكل العام للمدينة»، وهو ما دفعهم إلى طليها بألوان مفرحة، مشيرا إلى أن «بلوكات الإسمنت القائمة في الشارع لإعاقة وقوف السيارات، تبدو بشكل متتال ومكرر، يزيد من الخوف»، مؤكدا أن المشروع «يهدف إلى التخفيف من القلق عبر رسم البلوكات وتغيير لونها لصرف النظر عن الغرض الأساس من وضعها، لما في اللون من قيمة وفعالية مهمة».
ولفت بحسون إلى أن هذا المشروع الذي يتمتع بجانب علاجي نفسي «يستند إلى تجارب سابقة في مدن عالمية في البرازيل والهند وجدار برلين وفلسطين، حيث طلي جدار الفصل العملاق على يد فناني غرافيتي عالميين لتغيير معالمه والتخفيف من أثره».
وبدأ العمل باختيار بلوكات إسمنتية وجدران في منطقة الشارع العريض في حارة حريك، مرورا بجانبي الجسر خارج المنطقة وصولا إلى منطقة الرويس، ومجمع «سيد الشهداء» الذي تحاط به المكعبات الإسمنتية من كل جانب. وإذ أكد بحسون، «أننا مستمرون بالعمل لتلوين كل الدشم»، أشار إلى أن الألوان «اختيرت بشكل عفوي، حيث رسم كل من المشاركين ما يراه مناسبا». ويشارك في المشروع التطوعي مخرجون في التلفزيونات المحلية، ورسامو غرافيتي أبرزهم محمد مهنا، ومصممون فنيون على الكومبيوتر، بالإضافة إلى طلاب في كلية الإعلام ومعهد الفنون. ويحظى المشروع بدعم من بلدية حارة حريك، ومؤسسة «قصعة» للدهانات التي تضررت بفعل تفجيري حارة حريك.
وكان الشارع العريض في منطقة حارة حريك، تعرض لتفجيرين انتحاريين، الأول في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من 75 آخرين، وتلاه تفجير آخر في 21 من الشهر نفسه وأسفر عن وقوع أربعة قتلى و46 جريحا.
وضاعفت الأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان من تدابيرها على مداخل الضاحية الجنوبية، للحد من دخول الانتحاريين والسيارات المفخخة، فيما اتخذ السكان تدابير احترازية تمثلت إلى جانب الإجراءات التي ضاعفها حزب الله قرب المقار الدينية والخدماتية والسياسية في الداخل.
 
قاسم: عرسال ممرّ للسيارات المفخخة و«المستقبل» رفع الصوت دفاعاً عنها
بعد أيام على تقرير «الراي» عن بدء «حزب الله» حصاراً عسكرياً عليها
بيروت - «الراي»
أعلن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله ان «بلدة يبرود السورية هي المصدر الأساسي للسيارات المفخخة (في لبنان)»، مشيراً في اشارة ضمنية الى بلدة عرسال اللبنانية في البقاع الشمالي الى ان «يبرود تستفيد بالتفخيخ والإدارة والتخطيط من بلدة لبنانية كمحطة للانطلاق إلى الأراضي اللبنانية، كما تستفيد (يبرود) من مجرمين متعددي الجنسية ومنهم الجنسية اللبنانية، يقتلون أنفسهم والناس مبررين لأنفسهم أنهم موعودون بالجنة».
وتم التعاطي مع كلام الشيخ قاسم على انه تأكيد على الأولوية التي يمنحها «حزب الله» عسكرياً لمعركة يبرود، وسدّ ما يعتبره الحزب «الخاصرة الرخوة» لأمن بيئته اي عرسال، وذلك انسجاماً مع التقرير الذي كانت نشرته «الراي» قبل ايام ونقلت فيه عن قياديين في غرفة العمليات المشتركة للجيش السوري النظامي وقوات «حزب الله» «ان التحضيرات بدأت لعملية عسكرية، وفي شكل واسع، على الحدود اللبنانية ـ السورية، اي في مناطق القلمون وسلسلة الجبال الشرقية»، لافتين الى «ان الهجوم على منطقة يبرود سيبدأ في وقت قريب»، ومشيرين الى «ان حزب الله قرر ايضاً وضع حد للفلتان الحاصل على الحدود اللبنانية - السورية عبر ممر يشكل عرضه ما بين 40 و60 كيلومتراً، وخصوصاً لناحية بلدة عرسال»، وموضحين ان حصاراً عسكرياً بدأ لعرسال «لتحوّلها مستودعاً استراتيجياً لجبهة النصرة ومنها تنطلق العمليات لضرب حزب الله في لبنان من دون ان تكون المدينة بأسرها متورّطة في ذلك».
واذا كان «تجفيف مصادر الدعم لمسؤولي التفجيرات التي تطال المناطق اللبنانية» هو العنوان الذي يعطيه «حزب الله» لعمليته العسكرية التي سينفذها «بكامل القوى والأذرع المتاحة لإنهاء هذا التهديد في تلك المنطقة (سلسلة الجبال الشرقية)»، فان الموقف الذي أصدرته «كتلة المستقبل» قبل يومين بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة عكست الحساسية التي يكتسبها ملف عرسال، تلك البلدة ذات الغالبية السنية في محيط شيعي، اذ ردّت الكتلة ضمناً على الشيخ قاسم محاوِلةً رسْم «خط دفاعي» عن عرسال بتأكيدها «لن نقبل أن تستمرّ العلاقة بين عرسال وجوارها على تردّيها، وأن تصبح محاصَرة بين القصف السوري وحواجز «حزب الله»، داعية الجيش «للتدخل وتصحيح الوضع ومنع التعديات على اهالي البلدة والمنطقة». وكان نائب الامين العام لـ«حزب الله» اعتبر انه «من خلال الانتحاريين المتنقلين في المناطق المختلفة (في لبنان) يتبيَّن أن المستهدف كل الناس وليس جماعة محددة»، وقال: «نعم بيئة المقاومة بناسها وشعبها وأطفالها ونسائها ورجالها مستهدَفة بالكامل، بدون تمييز وحتى أولئك الذين قد يخالفون المقاومة في توجهاتهم، وكذلك هناك استهداف حقيقي للجيش اللبناني... وعندما يُستهدف الجيش الوطني يعني تُستهدف أداة القوة الأساسية التي تحمي لبنان وتجمع شعب لبنان، وهذا استهداف لكل لبنان».
ورأى ان «التكفيريين هم مشروع تدميري وإجرامي شاركت فيه ثلاث جهات هي أميركا وإسرائيل والتكفيريين»، لافتاً الى «ان هؤلاء أرادوا أن يُسقِطوا سورية ليُسقِطوا بعد ذلك دول المنطقة واحدة بعد الأخرى، ويصنعوا شرق أوسط جديداً ينسجم مع المشروع الإسرائيلي والاستكباري، وأرادوا أن تكون سورية منصة ينطلق منها هؤلاء التكفيريون لتدمير المقاومة ولبنان وكل المحيط».
 
حكومة لبنان وشروط الولادة
طوني فرنسيس *صحافي من أسرة الحياة..

انتهى العام اللبناني 2013 باغتيال رمز سياسي وديبلوماسي يحمل زبدة فريق 14 آذار من أفكار ومبادرات. على الأثر اندفع قادة هذا الفريق إلى التلويح بمقاومة مدنية، فـ «ما كان قبل اغتيال محمد شطح لن يكون بعده». بلغ التوتر السياسي ذروة جديدة مع انسداد أفق الوضع الداخلي بمتاريس الحرب السورية: فريق الشهيد شطح لا يرى مخرجاً إلا بانسحاب حزب الله من سورية، وفريق حزب الله يبحث عن ترجمة لبنانية لصمود محور المقاومة والممانعة في تشكيلة حكومية تضمن له الثلث المعطل واستمرار العمل بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»... في سورية.

كان مؤتمر جنيف2 يقترب، يسبقه موعدان حساسان لبنانياً وإيرانياً ودولياً: انطلاق المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 16 كانون الثاني (يناير) وبدء تنفيذ الاتفاق الدولي بشأن الملف النووي الإيراني في العشرين منه.

فجأة، سرت دماء جديدة في عروق الأزمة اللبنانية المستحكمة. قيل إن حزب الله تخلى عن شرط الثلث المعطل في الحكومة، وإنه مستعد لإبداء مرونة في صيغة البيان الوزاري اللاحق ليقترب مرة أخرى من تبني إعلان بعبدا الخاص بتحييد لبنان عن الحالة السورية، على رغم إحالته في وقت سابق هذا الإعلان على التقاعد.

وسارع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى ملاقاة الأجواء الجديدة، مرحباً بحكومة «ربط نزاع» تجمعه مع حزب الله. أعلن موقفه في ختام الجلسة الأولى للمحكمة الدولية، ثم فصله في وقت لاحق في حوار متلفز. وبدا في لحظة ما أن ما يشهده اللبنانيون المتشككون أكبر من أن يتصوره عقل: هل قرر طرفا النزاع الأساسيان في لبنان الولوج إلى مرحلة جديدة مختلفة؟

الخلافات السياسية القائمة بين الأحزاب والأطراف والطوائف اللبنانية ليست قليلة الأهمية، لكن ما بدأ يرتسم في عمق هذه الخلافات من صراع مذهبي سني– شيعي، بات يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الأهلي اللبناني ولمستقبل البلد على مختلف الصعد، وخطورة هذا الصراع تتأتى من كونه يرتبط بصراع أوسع على مستوى المنطقة يتجذر في سورية ويتفاقم في العراق وينشر روائحه الكريهة على امتداد المشرق العربي.

كانت ملامح التهدئة بين الفريقين في لبنان أجمل من أن تصدق، فهي خطوة عكس السير في المنطقة الملتهبة، وعودة إلى الالتزام بثوابت البناء الوطني اللبناني يمكنها أن تؤسس للدفع مرة أخرى نحو إرساء توافقات داخلية تعزز دور المؤسسات تحت سقف الدستور، وتمنع تحول البلد إلى ساحة تتلقى انفجارات المنطقة. وقيل الكثير في الكواليس عن سر التحول في موقف حزب الله وفي موقف الحريري. واجتهد البعض فرأى أن استمرار الحرب في سورية من دون رابح وخاسر كان سبباً كافياً لفرض انكفاء أطراف لبنانية مشاركة في الصراع إلى الداخل.

وقال آخرون إن إيران التي تقدم نفسها شريكاً في معالجة أزمات المنطقة عملت على التهدئة لتقديم أوراق اعتمادها إلى مؤتمر جنيف السوري...

وأضاف غيرهم الحاجة الإيرانية إلى إثبات حسن نواياها عشية بدء تنفيذ اتفاقها النووي مع الدول العظمى.

وفي المقابل، كانت المملكة العربية السعودية تؤكد حرصها على «تفاهم وطني» في لبنان، وعلى دعم المؤسسات الرسمية فيه، وجاءت المعونة المادية الضخمة المقدمة إلى الجيش اللبناني لتشير إلى وجهة الاهتمام السعودي في السعي إلى استقرار لبنان ومحاربة الأخطار الداخلية والخارجية والإرهابية التي تتهدده، عبر دعم المؤسسة الأمنية الشرعية.

مهما اختلفت التفسيرات، كان لبنان للمرة الأولى منذ اتفاق الدوحة أمام فرصة «ذهبية» تفتح الطريق أمام مرحلة اختبار تتوَّج، إذا حسنت النيات، بتشكيل الحكومة أولاً، ثم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعده الإسراع في إجراء انتخابات نيابية. إلا أن العملية كلها تعثرت، ولن يصدق أحد أن المداورة في المناصب الوزارية هي سبب هذا التعثر، وعادت الاجتهادات والتفسيرات السابقة لتحضر في تحليل الخلفيات بعدما حضرت في تفسير «انفراجات» مطلع العام.

قيل إن إيران عدلت موقفها من التسهيل إلى العرقلة، لأنها استبعدت عن مؤتمر جنيف-2، وقيل إنه لا بد من الانتظار حتى استئناف المؤتمر السوري في العاشر من شباط (فبراير) الجاري لمعرفة ما إذا كانت طهران ستدعى إلى المشاركة، وعندها يتم تخطي «مؤامرة المداورة» وتولد الحكومة اللبنانية العتيدة، وسيقال المزيد في الأيام الآتية، إلا أن سؤالاً ملحاً سيبقى مطروحاً في رؤوس اللبنانيين المرهقين في الأمن والتوتر والمعيشة، وفي تحملهم أعباء المليون ونصف المليون نازح من سورية، وهو: أليس الأجدى اغتنام الفرصة التي أطلقها سعد الحريري استناداً إلى «تحول في مكان ما» في موقف حزب الله، والسير في اختبار مرحلي لا مفر منه لاستعادة الأمل بدولة لبنانية يحتاجها الجميع؟

هنا يكمن جوهر الموضوع، وليس في الحصص الوزارية. والأمل معقود على أن لا تكون فرصة تقارب بين فئتين أساسيتين مدعوتين إلى الصدام القاتل قد ضاعت مرة أخرى، وأن يعي الآخرون، وفي مقدمهم المسيحيون، أن دورهم في هذه المرحلة أكبر بكثير من حقيبة. إنه في مقدرتهم على تقريب المسافات وحصر الأضرار. هنا دورهم وموقعهم في مستقبل بلدهم.


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,105,599

عدد الزوار: 6,978,628

المتواجدون الآن: 76