سنة 2013: محطات الأزمات والحروب في لبنان والمنطقة - اللاجئون يتجاوزون المليون على أبواب 2014... لبنان: خطف شخصين عمانيين في بعلبك

أزمة في تلفزيون حزب الله على خلفية الاعتذار من البحرين ومدير عام «المنار» يستقيل بعد تحوله «كبش فداء»...قاسم: التشكيل يهم كل القوى السياسية والحكومة الحيادية تعطل انتخاب الرئيس...القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس "قتل" في تفجير السفارة الايرانية...واشنطن لتأليف حكومة وعدم المسّ بالإستقرار ولقاء غير ناجح بين سلام و«الخليلين»

تاريخ الإضافة السبت 28 كانون الأول 2013 - 7:48 ص    عدد الزيارات 1787    القسم محلية

        


 

لقاءات كسر القطيعة تسابق العدّ العكسي أي حكومة على وقع المواجهة المتجدّدة؟
النهار..
أطلقت التوقعات المتنامية لامكان تشكيل حكومة جديدة في الاسبوعين الاولين من كانون الثاني المقبل، دينامية سياسية واسعة افتقدتها البلاد منذ شهور طويلة غابت خلالها كل المبادرات وانقطعت جسور الوساطات الى حد الانعدام والشلل التام. وبدا من الرسم البياني لهذه الدينامية التي شكلت الحركة الكثيفة التي شهدتها بكركي يومي الثلثاء والاربعاء المحور الاساسي فيها، انطلاقا من المواقف البارزة التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان انها تنحو في اتجاهين متناقضين: الاول تلقف التحرك الجديد في شأن الملف الحكومي وانطلاق جولات من الاتصالات والمشاورات المتعددة القناة رسميا وسياسيا لتحديد طبيعة المعطيات التي يمكن ان ترسو عليها صورة الحكومة الجاري العمل على بلورتها. والثاني احتدام تبادل الرسائل والردود والشروط وحتى التحذيرات المتصلة بالصيغة الحكومية المحتملة كامتداد للوسائل الضاغطة التي تتبعها معظم قوى 8 آذار في مواجهة المسعى الرئاسي خصوصاً لبت الملف الحكومي سريعا.
ولم تقتصر الحركة السياسية الطارئة في الشأن الحكومي على المواقف والردود والمشاورات الكثيفة التي شهدتها بكركي على هامش التهاني بعيد الميلاد، بل بدا ان دارة المصيطبة بدورها عادت لتشهد طلائع مشاورات بعيدة من الاضواء. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان الرئيس المكلف تمام سلام استقبل في الساعات الأخيرة "الخليلين" المكلّفين أساساً تولّي المشاورات في الملف الحكومي وهما معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حسين الخليل. وتركّز اللقاء وهو الاول للجانبين منذ مدة طويلة على عرض الملف الحكومي والمواقف منه. وادرجت مصادر مطلعة على حركة المشاورات الجارية هذا اللقاء في اطار الحركة النشيطة والكثيفة التي بدأت في صدد تحريك الملف الحكومي، وقالت ان هذه الحركة تعكس جدية كبيرة ولكن لا شيء محسوماً بعد في شكل الحكومة حيادية كانت ام سياسية ام مختلطة. وتوقعت ان تكون الفترة الفاصلة عن 15 كانون الثاني المقبل حافلة بالتحركات والمشاورات لانضاج شيء جدي.
جنبلاط وجعجع
وليس بعيداً من هذا المناخ، جمع لقاء ثنائي للمرة الاولى منذ مدة طويلة ايضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في دارة النائب نعمة طعمة في الرابية الجمعة الماضي على هامش عشاء اجتماعي وسياسي اقامه الاخير. وكشف مصدر اشتراكي لـ"النهار" ان اللقاء جاء في اطار حرص جنبلاط على عدم حصول أي فراغ في كل المواقع الدستورية وان المشاورات بينه وبين جعجع تركزت خصوصا على الاستحقاق الرئاسي والملف الحكومي. واشار المصدر الى ان جنبلاط زار بكركي الثلثاء من المنطلق نفسه وهو يجري اتصالات بكل القوى المسيحية، كما انه التقى قبل يومين النائب بطرس حرب. وقال ان جنبلاط يحرص في هذه الاتصالات واللقاءات على توسيع دائرة انفتاحه على الجميع ودعوة الجميع الى تجنب الفراغ وتشكيل حكومة توافقية وكذلك حضور جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سليمان و"حزب الله"
في المقابل، اتخذت المواجهة السياسية حول الملف الحكومي بعداً متوهجاً في ظل الردود الفورية على مواقف الرئيس سليمان التي اطلقها من بكركي على هامش مشاركته في قداس الميلاد والخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وتميّزت هذه المواقف باعلان سليمان ان 25 آذار موعد بداية المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي هو "خط احمر"، مستعجلا تشكيل الحكومة الجديدة التي تحتاج الى شهر على الاقل لنيل ثقة مجلس النواب، كما طرح افتراض عدم نيلها الثقة وضرورة الافساح لتأليف حكومة اخرى. كذلك قال سليمان الذي كشف تبلغه إيضاحات لكلام السيد نصرالله عن رفضه حكومة امر واقع، ان صلاحيات رئاسة الجمهورية مستمدة من الدستور وليس من الاطراف السياسيين "ونقطة على السطر".
واذ عد موقف سليمان بمثابة رسالة حازمة عن نيته المضي في تشكيل حكومة جديدة ضمن فترة قصيرة، سارع نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم امس الى الرد ضمناً عليه، مجدداً رفض الحزب لحكومة حيادية او حكومة "اللون الواحد او حكومة الامر الواقع"، وعدها "مسميات لامر واحد هو الفوضى والخطر والتعقيدات والمجهول". وذهب الى القول ان تشكيل الحكومة "يعني جميع القوى السياسية وليس امرا مرتبطا برئيس الجمهورية ولا برئيس الحكومة وحدهما".
وفي موقف مماثل، أكد رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية رفضه أي حكومة غير وفاقية وكذلك التمديد للرئيس سليمان. وقال: "نحن لا نطالب بحكومة من 8 آذار لان الحكومة الوفاقية هي المنطقية والواقعية ولا أرى استقرارا للبلد بتأليف حكومة حيادية او من لون واحد". ولفت في كلام فرنجية اعلان ترشحه للرئاسة قائلا انه والعماد ميشال عون "مرشحا 8 آذار للرئاسة"، مشيرا الى انه يؤيد ترشيح عون وليس لديه اي مشكلة في هذا الموضوع.
مؤتمر طرابلس
الى ذلك، من المقرر ان ينعقد في بيت الوسط عند التاسعة والنصف من صباح اليوم اجتماع لقيادات 14 آذار ونواب الشمال من أجل متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر طرابلس السياسية ومناقشة آفاق المرحلة المقبلة على مستوى لبنان، على ان يصدر بيان في ختام اللقاء. وكان الوضع في طرابلس شهد امس انتكاسة امنية محدودة اعادت الخوف من احتمال حصول تصعيد جديد، لكن الجيش اتخذ التدابير الفورية للحؤول دون تصاعد التوتر.
وفود
وفي سياق آخر، أبلغ عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني "النهار"، ان وفودا من مسيحيي الكتلة يستعدون لتحرك خارجي مطلع السنة الجديدة يشمل روسيا وايران وقطر من اجل طرح قضية مسيحيي سوريا في وجه المخاطر التي تتهددهم بسبب الحرب المستعرة هناك. وقال ان قرارا في هذا الصدد اتخذته الكتلة والعمل جار على تنفيذه. وقد بدأ التحرك بمتابعة قضية المطرانين المخطوفين في سوريا يوحنا ابرهيم وبولس يازجي، وتلا ذلك بدء اتصالات مع موسكو عبر ممثلي "المستقبل" في العاصمة الروسية لترتيب مواعيد اللقاءات مع المسؤولين الروس ومجلس النواب الروسي على ان تستكمل التحضيرات مع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين. وستتم اتصالات مماثلة مع طهران والدوحة تمهيداً لزيارة ايران وقطر.
 
«حزب الله» ماضٍ في «نصائحه» إلى سليمان: الحكومة الحيادية فوضى ومجهول
بيروت ـ «الراي»
قبل ايام قليلة من بداية سنة 2014 التي سيكون لبنان معها امام زحمة استحقاقات يمكن ان ترسم مصيره، لا يبدو اي طرف سياسي ولا حتى اي مرجع رسمي قادراً على رسم خريطة السيناريوات المحتملة للتعامل مع هذه الاستحقاقات بدءاً بما يثار حالياً عن الاتجاه الى تشكيل حكومة جديدة في الاسبوعين الاولين من يناير المقبل.
وكان بارزاً ما شهدته عطلة عيد الميلاد من مواقف أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من مقر البطريركية المارونية في بكركي بالاضافة الى مواقف اخرى للرؤساء الروحيين للطوائف المسيحية على اختلافها، وعكست رفعاً لوتيرة التوقعات في شأن مرحلة محفوفة بكثير من الغموض والترقب وحبس الانفاس، اذ اوحت هذه المحطة بأن البلاد دخلت في مرحلة شديدة الدقة والحساسية على مستوى الصراع السياسي.
وقالت مصادر اطلعت على أجواء اللقاءات التي عُقدت في مقر البطريركية المارونية في بكركي والمداولات التي تخللت حركة المهنئين للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة الميلاد خلال اليومين الماضيين، انه يبدو واضحاً ان الرئيس سليمان حظي بدعم قوي من البطريركية المارونية بل بغطاء كامل في اتجاهه والرئيس المكلف تمام سلام الى بت الازمة الحكومية قريباً باعتبار ان بكركي ما انفكت تطالب بتسريع تشكيل الحكومة كمنطلق للتخفيف من تداعيات الازمات التي تثقل على لبنان. كما ان الاهم من ذلك ان بكركي سجلت موقفاً واضحاً عبر عظة الراعي اعتبرت فيه ان سليمان وحده يتبع المسلك الدستوري السليم بما فُهم منه دعمه في مواجهة الحملات التي تستهدفه من اطراف في قوى 8 آذار. وتشير المصادر لـ «الراي» الى انزعاج بكركي من النبرة التي طبعت الخطاب الاخير للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في تحذيره ضمناً الرئيس سليمان من مغبة تشكيل حكومة امر واقع، وهو ما ترجم في استعمال سليمان نفسه عبارة «نقطة على السطر» التي كان نصرالله استخدمها في خطابه، الامر الذي يدلّ على استمرار شد الحبال والتباين العميق بين رئيس الجمهورية و«حزب الله» رغم الزيارة التي قام بها النائب محمد رعد لقصر بعبدا مطلع الاسبوع الجاري. وكان لافتاً اعلان الراعي امام زواره امس أن «الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية إذا حصل فهو إهانة للوطن وللرئاسة».
ولكن المصادر التي اطلعت على اجواء بكركي اشارت الى ان من غير المعروف بعد اذا كانت البطريركية المارونية، التي استقبلت امس وفداً من «حزب الله» (ضم عضوي المكتب السياسي غالب ابو زينب ومصطفى الحاج علي) قدّم التهاني بالميلاد باسم نصر الله، تؤيد تشكيل حكومة حيادية او نصف حيادية ونصف حزبية على ما يتردد في شأن الصيغة الاكثر احتمالاً التي ينوي الرئيسان سليمان وسلام الاقدام عليها في الاسبوعين المقبلين. ويبدو ان سليمان وضع الراعي في أجواء المشاورات التي باشرها والتي ستُستكمل في الايام المقبلة وخصوصاً بعد رأس السنة بما يوحي ان الامور لم تبلغ بعد حدود البت النهائي بالصيغة الحكومية النهائية، كما وضعه في أجواء المعطيات التي يجري التحضير لها لحصول لبنان على دعم ملموس من المجتمع الدولي في مسألة اللاجئين السوريين (مؤتمر الدول المانحة في الكويت في 15 يناير) ودعم الجيش اللبناني (المؤتمر المرتقب في روما) عملاً بتوصيات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي انشئت في نيويورك في سبتمبر الماضي. وهذا الامر الاخير يعد تطوراً مهما في نظر سليمان اذ سيثبت عدم تخلي الاسرة الدولية عن لبنان والوقوف بجانبه في استحقاقاته وظروفه الصعبة مما قد ينعكس ايجاباً على الازمة الداخلية.
غير ان المشهد السياسي والحكومي بدا متجهاً الى مزيد من التعقيد وربما التصعيد الاعلامي الحاد اذ ان تصريحات لنائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم امس بدت بمثابة ردود جديدة على كلام سليمان في بكركي وشكلت إثباتاً اضافياً على خطورة الكباش التصاعدي الذي تشهده البلاد. فالرجل الثاني في «حزب الله» اعتبر ان تشكيل الحكومة يعني القوى السياسية ايضا وليس مهمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وحدهما، في رد واضح على اعتبار سليمان ان بت هذا الملف يجري بالاحتكام الى الدستور في النهاية. كما ان قاسم عاود اطلاق التحذيرات من ان «الحكومة الحيادية او حكومة اللون الواحد او حكومة الامر الواقع كلها مسميات لامر واحد وهو الفوضى والخطر والتعقيدات والمجهول»، موضحاً ان «الحل الوحيد هو الحكومة الجامعة، وننصح رئيس الجمهورية ان يحمل هذه المسؤولية الخطيرة والكبيرة بما يؤدي الى وحدة لبنان لا الى تفككه». ولم تفاجئ مواقف قاسم الاوساط المطلعة على حقيقة ما يجري تداوله لدى 8 اذار التي تعدّ بقوة لمواجهة احتمال تشكيل اي حكومة بغير صيغة 9-9-6 وذلك برفضها وبتصعيد المواجهة. وتقول هذه الاوساط ان بعض قوى 8 اذار فوجئ بان سليمان لمح الى إمكان إسقاط الحكومة الجديدة في مجلس النواب في معرض تشديده على ضرورة استعجال تشكيل الحكومة ليبقى المجال متاحاً امام تشكيل حكومة اخرى في حال عدم نيل الاولى الثقة النيابية. وتتساءل هذه القوى عن المغزى من الاقدام على حكومة يدرك رئيس الجمهورية انها ستُواجَه برفض فريق اساسي والخلفيات التي تدفعه الى المضي في هذا الاتجاه.
واللافت في السياق عيْنه انه بعدما فقدت «8 آذار» الامل في امكان ثني سليمان عن المضي في خيار الحكومة الحيادية، تتجه صوب الرئيس المكلف تمام سلام لحضه على التراجع عن خطوة من هذا النوع.
وقالت مصادر في «8 آذار» لـ «الراي» ان سلام هو صاحب الدور الرئيسي في تشكيل الحكومة التي يمكن ان يقبلها سليمان او لا يوافق عليها، وتالياً فان سلام مطالب باثبات الروح التوافقية التي اتت به رئيساً مكلفاً.
ورأت انه «اذا عمد الرئيس سلام الى تشكيل حكومة حيادية يعني انه غلّب خياره الشخصي والحزبي كواحد من فريق 14 آذار، وتالياً سيتم التعاطي معه على هذا الاساس كونه خرج عن الاطار التوافقي». وتكتسب مجمل هذه الاجواء والمعطيات دلالات مستجدة اذ تكشف ان مناخاً شديد السخونة سياسياً سينفتح مع مطلع السنة يصعب معه التكهن من الان بأيّ سيناريو محدد ولكن المواجهة السياسية تبدو على قدر من الخطورة التي ستتضح معالمها مع الكلام المنتظر للرئيس سليمان يوم الاحد في لقاء سيعقده مع المراسلين والاعلاميين في قصر بعبدا.
 
واشنطن لتأليف حكومة وعدم المسّ بالإستقرار ولقاء غير ناجح بين سلام و«الخليلين»
الجمهورية..
لم تخلُ عطلة عيد الميلاد من السجالات السياسية على خلفية التأليف الحكومي والإستحقاق الرئاسي، وترافقَ ذلك مع بقاء الهاجس الأمني الحاضر الأبرز على الساحة، في ضوء سلسلة الحوادث الأمنية المتنقلة في المناطق، خصوصاً في طرابلس مع عودة التوتّر مجدّداً إليها.
إرتفعت في الساعات المنصرمة وتيرة المواجهة حيال موضوعي الاستحقاق الرئاسي والتأليف الحكومي، ولم تشمل الأطراف السياسية في فريقي 8 و14 آذار فحسب، بل المرجعيات الرئاسية والدينية، وفي مقدّمها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
الفراغ الرئاسي
وقد تصدّر هاجس الفراغ الرئاسي اهتمامات المعنيين عموماً وبكركي خصوصاً، التي اعتبرت بلسان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "انّ الفراغ في موقع الرئاسة الأولى، اذا ما حصل، هو إهانة للوطن ولرئاسة الجمهورية"، سائلاً: "لماذا يريدون الفراغ في الرئاسة في حين أنّه عندما يتمّ انتخاب مجلس نواب جديد ينتخب بعده رئيساً لمجلس النواب، وعند استقالة الحكومة يُكَلّف رئيس آخر لتأليف حكومة جديدة، فلماذا الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى"؟
سليمان
وكان سليمان نبّه بعد خلوة مع الراعي في بكركي أمس الاوّل الى "أنّ 25 آذار خط أحمر، فالحكومة يجب ان تكون قد تألفت، ويجب التفكير جدّياً منذ اليوم بإطلاق الحكومة". وأكّد في ردّ ضمني على الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله: "أنّ صلاحيات رئيس الجمهورية مستمدّة من الدستور وليس من الأطراف السياسية ولا من الزعامات. وعلى رغم ذلك، فإنّ الإيضاحات التي وصلتني انّه ليس تهديداً، بل على العكس، هو تسهيل لرئيس الجمهورية، ونقطة على السطر".
وعُلم انّ سليمان أجرى بعد ظهر أمس اتصالاً طويلاً بالراعي تركّز على بعض الملفات التي تناولاها في خلوتهما أمس الأوّل، وحصيلة المشاورات المفتوحة مع جميع الأطراف. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" إنّ سليمان "قال كلمته في الإستحقاق الحكومي ووضعَ الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية، نظراً للحاجة المُلحّة الى حكومة جديدة تتمتع بكل المواصفات التي تسمح لها بالحكم وملء الفراغ في وجود حكومة مستقيلة منذ تسعة أشهر ولا تتمتع بأبسَط مقوّمات الحكم.
وأكّدت انّ الإتصالات جارية على مستويات عدة، والمراجع السياسية تتفهّم الظروف التي دفعت رئيس الجمهورية الى الإصرار على هذه الخطوة في الفترة الفاصلة عن نهاية الولاية. ولفتت الى أهمية وَقف الجدل القائم حول موضوع التمديد او التجديد، في اعتبار انّ الأمرين غير واردَين في ظلّ المعطيات المتوافرة.
ولفتت المصادر نفسها الى انّ حركة المشاورات أخذت أبعاداً واسعة، وأنّ حركة ناشطة سجّلت للمستشارين في اتجاهات سياسية وديبلوماسية عدة، خصوصاً أنّ بعض الجهات الديبلوماسية أبدَت اهتماماً بالغاً بطروحات رئيس الجمهورية.
برّي والإستحقاق
في غضون ذلك، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده انّه لن يتكلم في موضوع انتخابات الرئاسة قبل 25 آذار المقبل، "لأن لا دور لي فيه قبل هذا التاريخ. فالدور الماروني في هذا الإستحقاق أكبر من دوري ودور سعد الحريري". وسأل: "مَن قال إنّنا ضد وصول رئيس ماروني قويّ"؟
وقال برّي لمجلس نقابة الصحافة أمس: "إنّنا أمام استحقاقين أساسيّين اليوم، هما: تأليف الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس الجمهورية، ولا بدّ من العقلانية في هذه المرحلة لأننا لا نريد لأيّ منهما أن يؤثّر في الآخر سلباً". وأضاف: "إنّ ما نسمعه مِن معالجات تنطبق عليه مقولة "من تحت الدلفِة لتَحت المِزراب".
وكشف برّي انّه عرضَ على رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة "السَّير في الحكومة لمدة 3 أشهر بُغية تمرير الإستحقاق الرئاسي، لكنّ التصريحات من هنا وهناك وَتّرت الأجواء". وشدّد على "ضرورة تكاتُف الجهود من أجل تأليف الحكومة الجديدة".
وكرّر التأكيد "أنّ هناك قراراً لدى الشعب اللبناني وجميع المسؤولين والقيادات اللبنانية بعدم العودة الى الحرب الاهلية"، وقال: "لا عودة الى الـ 75 وحتى الـ 58 ولا الـ 1860 ولا 7 أيّار ولا 70 أيّار". وحذّر من "الشرخ السياسي العمودي الحاصل، خصوصاً في حال حصول حادث جلل، لا سمح الله، في البلاد".
الملفّ الحكومي
وعلى خط الملف الحكومي، أكّدت المعلومات المتوافرة تصميم رئيس الجمهورية على تأليف الحكومة واستعداد الرئيس المكلّف تمّام سلام للسَّير في حكومة حيادية، لكنّ قوى 8 آذار تتمسّك برفضها أيّ حكومة من هذا النوع، في حين لا تملك قوى 14 آذار موقفاً حكوميّاً موحّداً.
وعلمت "الجمهورية" انّ اتصالات جرت أمس بين سليمان وسلام، وأنّ المفاوضات ستستمرّ. وأوفدَ سليمان أحد مستشاريه الى المصيطبة، في إطار مواصلة الإتصالات وتبادُل المعطيات، وفق ما جرى الاتفاق بينهما خلال لقائهما نهاية الأسبوع الماضي والتفاهم في شأن التوصل الى تشكيلة لا تستفزّ أحداً ولا تشكّل تحدّياً لأحد على الإطلاق، لا بل يمكن ان تحقّق إجماعاً حولها طال انتظاره.
وذكرت مصادر مطلعة أنّ سليمان ينتظر نتائج زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للسعودية بعد غد الأحد، وكذلك ينتظر نتائج اتصالات تُجريها بريطانيا مع إيران، مشيرةً الى أنّه إنْ كان مِن حكومة ستؤلَّف فليسَ قبل منتصف الشهر المقبل.
«حزب الله»
في غضون ذلك، شدّد "حزب الله" على "أنّ تأليف الحكومة موضوع يعني جميع اللبنانيين وجميع القوى السياسية، وهو ليس مرتبطاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقط، ولا باجتماعهما معاً".
وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: "إنّ الحكومة الحيادية أو حكومة اللون الواحد أو حكومة الأمر الواقع كلّها مسمّيات لأمر واحد وهو الفوضى والخطر والتعقيدات والمجهول". ورأى أنّ "الحلّ الوحيد والحصري هو الحكومة الجامعة"، ونصحَ رئيس الجمهورية بأن "يتحمّل هذه المسؤولية الخطيرة والكبيرة بما يؤدّي الى وحدة لبنان لا إلى تفكّكه، وإلى جَمع الاطراف لا الى تفريقهم".
واعتبر "أنّ الحكومة الجامعة هي الحلّ، وغير ذلك لا يُعتبر حلّاً". ونصَحَ "بألّا يكون هناك عمل فيه أذيّة للبنان، وبأن يكون هناك حكومة تستطيع أن تنقلنا الى المرحلة المقبلة في هدوء، وتهيّئ المناخات المناسبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا ننصح بأمر آخر. أمّا إذا حصل هذا الأمر الآخر، فبالتأكيد البلد مفتوح على مجهول".
وأكّد قاسم "أنّ المقايضة بين الحكومة ورئاسة الجمهورية ليست مطروحة، ومَن يفكّر بالبحث عن حكومة كيفما كان، على قاعدة أنّه حسم الأمر أنّ انتخابات الرئاسة لن تنجح، إنّما يساهم في عدم نجاح انتخابات الرئاسة، وإلّا يفترض أن نهيّئ كلّ الظروف المناسبة لتنجح انتخابات الرئاسة، حتى ولو لم ينجح اختيار الحكومة". واعتبر "أنّ الحكومة الحيادية، أو حكومة الامر الواقع هي حكومة معطّلة لانتخابات رئاسة الجمهورية وليست مُسهّلة لها".
تحرّك هيل
وأمام هذا المشهد، برزت أمس زيارة السفير الأميركي ديفيد هيل صباح أمس لرئيس الجمهورية، حيث عرضا للعلاقات الثنائية وتطوّرات الأوضاع والمساعدات العسكرية الأميركية للجيش، والتحضيرات لمؤتمر "جنيف - 2"، وتفعيل خلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان.
ثمّ زار هيل سلام في المصيطبة، وتناول الغداء الى مائدته بعيداً من الأضواء.
وعلمت "الجمهورية" أنّ واشنطن ترحّب بتأليف الحكومة، لكنّها لا تحبّذ أيّ خطوة أو مبادرة يمكن أن تسيء الى الاستقرار الأمني الهَشّ، الأمر الذي يترك انطباعاً مزدوجاً حول الموقف الأميركي.
وقالت مصادر واكبَت حركة هيل إنّه كان في جولته الأخيرة على السياسيّين، سائلاً أكثر ممّا كان متكلّما، ومركّزاً على إستطلاع مواقف اللبنانيين ممّا يجري في المنطقة عموماً، وفي سوريا ولبنان خصوصاً، وما يمكن بلاده أن تقوم به للحفاظ على استقرار لبنان ومَنع انتقال العدوى السورية إليه، وإعادة اعتباره ساحة بديلة من ساحات النزاعات الإقليمية والدولية.
«الخليلان» عند سلام
وكان سلام التقى مساء الأربعاء الوزير على حسن خليل والحاج حسين خليل المعاونين السياسيين لبرّي والأمين العام لحزب الله بناءً على طلبهما، للمعايدة وشرح وجهة نظرهما من ملفّ التأليف. وأدرجت مصادر قوى 8 آذار اللقاء "في إطار الحرص على إبقاء التواصل قائماً بين الطرفين، وتأكيداً لإستمرار التعاطي إيجاباً مع سلام تماماً مثلما كان الأمر في اليوم الاوّل لتكليفه بالإجماع.
وقالت هذه المصادر: "إنّ الجلسة عُقدت في أجواء ومواقف، وكأنّ تسعة اشهر على التكليف لم تمرّ، فما سمعناه من سلام هو نفسه الذي سمعناه منه في اليوم الأوّل من تكليفه، وهو حكومة حيادية غير مسيّسة تستطيع ان تقود هذه المرحلة الانتقالية، والجديد فقط تمثّل في ما قاله الرئيس المكلّف إنّ الحكومة ضاقَ وقتها وليس أمامه من خيار إلّا إعلان التشكيلة الوزارية".
وأكّدت أنّ سلام تبلّغ من "الخليلين" رسالة واضحة تضمّنت وجهة نظر 8 آذار مجتمعة، وهي تشدّد على "أهمّية تأليف حكومة وحدة وطنية وفقاً لصيغة 9+9+6 تفتح البلاد على حوار سياسي يمكن ان يشكّل بداية طريق لحلّ الأزمات الداخلية".
وفي المعلومات أنّ كلّ المؤشرات تؤكّد أنّ قراراً اتّخذ بإعلان الحكومة خلال النصف الاوّل من كانون الثاني، وتحديداً في الاسبوع الثاني منه. وعلمت "الجمهورية" أنّ سليمان أبلغ الى كلّ من الراعي والنائب وليد جنبلاط انّه ابتداءً من 7 كانون الثاني "ستصبح المسألة جدّية وأنّ خيار إعلان الحكومة هو الخيار الوحيد المتاح أمامه".
وأبدت مصادر عاملة على خط التأليف قلقها من المرحلة التي سيدخل فيها لبنان مطلع السنة الجديدة عند تأليف الحكومة، وقالت "إنّ "أمر العمليات" السعودي قد وصل بضرورة تأليف حكومة حيادية، لا وجود لـ"حزب الله" فيها، وتنزع الحقائب من قوى 8 آذار، خصوصاً من التيّار الوطني الحر و"حزب الله"، حتى ولو لم تنل الثقة. ولفتت المصادر إلى "أنّ السيناريو المطروح هو إعلان حكومة ينسحب منها الوزراء الشيعة والدروز، وهو ما تبلّغه سليمان وسلام من قوى 8 آذار وجنبلاط، وبالتالي لا تنال هذه الحكومة الثقة، فيُجري عندئذ رئيس الجمهورية استشارات نيابية جديدة.
وذكّرت هذه المصادر بأنّ هذا السيناريو كان مطروحاً بقوّة منذ 4 أشهر لكنّ سليمان تلقّى نصائح من دول كبرى بعدم الإقدام على خطوة كهذه، فيما تريّثت السعودية في حينه.
وكشفت المصادر أنّ جنبلاط كان حذّر سليمان من الإقدام على حكومة حيادية أو حكومة أمر واقع "لأنّ خطوة من هذا النوع ستُعتبر ضدّي وسأضطرّ إلى مواجهتها بدوري". واستخلصت المصادر ممّا يجري "أنّ حفلة جنون سياسيّ ستُختتم بحكومة، وتبدأ معها مرحلة سياسية جديدة سيبلغ فيها التوتّر والتشنّج الداخلي أقصى درجاته".
فرنجيّة وعون
في هذا الوقت، كرّر رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أنّه لن يؤيّد التمديد لسليمان "مهما كان موقف الحلفاء"، معتبراً أنّ "سليمان ليس وسطيّاً، بل هو طرف". وأعلن أنّه ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون مرشّحان لرئاسة الجمهورية، قائلاً: "على فريقنا الإتفاق على مرشّح". ولفتَ الى أنّ "ناقوس الخطر سَيدقّ في حال تأليف الحكومة بطريقة خاطئة".
قانصوه
وفي المواقف، اعتبر نائب حزب البعث العربي الاشتراكي عاصم قانصوه أنّ التمديد مَعناه "راح البلد"، وأكّد لـ"الجمهورية" أنّ قوى 8 آذار لم تتفِق بعد على مرشّح واحد لرئاسة الجمهورية، وقال: "شخصيّاً، أنا مع المرشّح الذي يجمع وليس مع المرشّح الذي يفرّق.
وعلى رغم تقديري للنائب ميشال عون إلّا أن لا اتّفاق عليه مع الطرف الآخر، والأمر نفسه بالنسبة الى النائب سليمان فرنجية على رغم محبّتي له، فالواقع يشير الى أنّه لا يستطيع أن يجمع كافّة الأطراف حوله، وينطبق الأمر نفسه على الدكتور سمير جعجع".
وإذ حذّر قانصوه من مغبّة اللجوء الى حكومة أمر واقع "لأنّ هذا معناه تفجير البلد من الداخل، ومعناه أيضاً أنّها ستكون آخر حكومة تؤلّف في لبنان، لأنّه سيذهب عن الخريطة"، وقال: "إذا شاء رئيس الجمهورية تأليف حكومة كهذه فمعناه أنّه يضع لغمَ التفجير قبل رحيله، وعليه ألّا يتصرّف بنحو خاطئ، فالمصلحة الوطنية تفرض تأليف حكومة سياسية جامعة. ولماذا يريدون حَشرنا قبل أيام من موعد 25 أيّار لنؤلّفها؟ ولماذا لا يقدِم سليمان من الآن على تأليفها؟
الراعي وجعجع
على صعيد آخر، علمت "الجمهورية" أنّ اللقاء الذي جمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والبطريرك الماروني دامَ نحو ساعة، استهلّه البطريرك مرحّباً بزائره قائلاً: "هَلّق صار العيد عيدَين"، تبعَ ذلك مصافحة حارّة بين جعجع والكاردينال نصرالله صفير. وبعد المعايدات والكلام العام دعا الراعي جعجع إلى مكتبه لمتابعة الحديث.
وكشفت المعلومات أنّهما ركّزا على ثلاثة ملفّات: الوضع في سوريا، الملف الحكومي، الاستحقاق الرئاسي، حيث رفضا تهديد موقع الرئاسة الأولى، وأكّدا أنّ الكلام عن الفراغ مرفوض رفضاً باتاً، وشدّدا على إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
على صعيد آخر، ذكرت معلومات أنّ لقاءً عُقد الأسبوع الفائت بين جنبلاط وجعجع على هامش مأدبة عشاء أقامها النائب نعمة طعمة في منزله. وتناول اللقاء الذي أحيط بكثير من الغموض مسألتي الإنتخابات الرئاسية والتشكيلة الحكومية، على أن يستتبع بلقاء يوم الإثنين المقبل بين نواب وقيادات من حزبي التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية".
أمن طرابلس
أمنيّاً، شهدت طرابلس مساء أمس هزّة أمنية خفيفة نتيجة إلقاء قنبلة يدوية على مركز للجيش اللبناني في المدينة، أوقعت ثلاثة جرحى بينهم عسكريّان. وسبق ذلك سماع دويّ قنبلتين وإطلاق نار في شارع سوريا. وأفاد تقرير أمني أنّ مجهولاً أطلق النار على شخص من جبل محسن لدى عبوره في شارع سوريا.
وقال مرجع أمنيّ لـ"الجمهورية" إنّ ما جرى في طرابلس لا يخيف ولا يُقلق، أمام الخطة الجاري تنفيذها في المدينة، وإنّ مرتكبي هذه الاعتداءات سيكونون خلال ساعات في يد القوى الأمنية التي حدّدت هويّاتهم بدقّة وأماكن اختبائهم، وقد صدرت مذكّرات قضائية بتوقيفهم.
 
مصادر فرنسية رسمية: لبنان موضوع رئيس في مباحثات هولاند مع القيادة السعودية
ثلاثة عناوين لقلق باريس.. الأمن واللاجئون السوريون والفراغ المؤسساتي
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
قالت مصادر فرنسية رئاسية إن لبنان سيكون أحد المواضيع الأساسية التي سيثيرها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع القيادة السعودية خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها إلى الرياض يومي الأحد والاثنين المقبلين.

ولا تخفي باريس قلقها العميق إزاء المسار الذي يسلكه الوضع اللبناني من زاوية تأثره بما يحصل في سوريا كما أنها لا تترك بابا إلا وطرقته في محاولة منها لتخفيف الوقع على البنية اللبنانية التي تبدو الأكثر هشاشة من بين كل بنى بلدان الجوار. ويحمل القلق الفرنسي ثلاثة عناوين هي: أزمة اللاجئين السوريين والضغوط والأعباء التي ترتبها على الدولة والمجتمع، والأمن والاستقرار على ضوء الأحداث المتنقلة في المناطق اللبنانية، وأخيرا الفراغ الدستوري والمؤسساتي.

وينطلق التحرك الفرنسي، وفق المصادر الرئاسية، من «التزام باريس بأمن واستقرار لبنان ومؤسساته» ومن رغبة فرنسية في «المحافظة على الأمور الأساسية». بيد أن باريس لا تريد أن تتحول طرفا في المنازعات اللبنانية بل إن ما يهمها بالأحرى، هو «الدفع باتجاه توافق إقليمي» يوفر ما تعتبره أساسيا في لبنان أي الأمن والاستقرار في مرحلة «صعبة وستزداد صعوبة كلما تواصلت الحرب السورية ولم تتمخض الاتصالات والمؤتمرات عن حل متفاوض عليه ومقبول» وذلك في إشارة منها إلى مؤتمر جنيف 2 الموعود.

ولا تخفي المصادر الفرنسية «تشاؤمها» مما قد يسفر عنه جنيف 2 في حال انعقاده بسبب تباعد مواقف الأطراف وعدم تخلي الرئيس السوري عن خطة القضاء على المعارضة عسكريا. فضلا عن ذلك، فإن باريس ترى أن الجانب الروسي ما زال يناور ولم يصل بعد إلى مرحلة «كشف الأوراق» والإعلان عن «الثمن» الذي يريده والضمانات التي يبحث عنها مقابل الانخراط في البحث عن «بديل» للرئيس السوري مع المحافظة على بنية الجيش والدولة والتوافق على برنامج الحكومة الانتقالية والشخصيات التي يمكن أن تتشكل منها. كذلك نقلت المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» كلاما عن مسؤولين روس يتخوفون فيه من أن يكون الأسد «غير مستعد لتقبل النصائح» الروسية بقبول الامتناع عن الترشح لولاية رئاسية إضافية خصوصا أنه يشعر أن زمن الخطر العسكري والسقوط «أصبح وراءه». ولذا تعتبر باريس أن الأزمة في سوريا «متواصلة» ومعها تتصاعد المخاطر إلى تتهدد لبنان وتتزايد الحاجة لتوفير «شبكة أمان» عبر بناء توافق حول ضرورة المحافظة على لبنان و«تحييده» عن الأزمة السورية إذا كان مثل هذا الهدف ممكن التحقيق بالنظر إلى انغماس الأطراف اللبنانية في الحرب في سوريا. وترى فرنسا أنه «لا أحد يملك بنفسه ولوحده مفاتيح الحل في لبنان بل إن الحلول توافقية» وتحتاج إلى أطراف عدة، مشيرة بالاسم إلى الأطراف الإيرانية والسورية والسعودية والغربية التي لكل منها دور. لكنها بالمقابل ترى أن مسؤولية اللبنانيين في إدارة شؤون بلدهم والتفاهم بشأن مستقبله لا تتقدم عليها مسؤولية أخرى.

وتتخوف باريس من شبح الفراغ المؤسساتي في لبنان. ولذا فإن الرئيس هولاند سيثير مع القيادة السعودية حال الوضع السياسي الداخلي في لبنان «وما يمكن القيام به بالتنسيق بين باريس والرياض وأطراف أخرى حتى لا نصل مع الربيع المقبل إلى برلمان غير فاعل وحكومة غير مشكلة ورئاسة للجمهورية من غير رئيس». وكشفت المصادر الفرنسية الرسمية أن هولاند «سيتحدث عن هذه المواضيع مباشرة إلى العاهل السعودي» خصوصا حول موضوع الانتخابات الرئاسية لمعرفة فرنسا بـ«حرص السعودية على التوازنات السياسية الداخلية في لبنان» ولموقع رئاسة الجمهورية في هذا السياق. وفهم في باريس أن الدبلوماسية الفرنسية ستقوم بمروحة واسعة من الاتصالات على مختلف المستويات كما أنها أبدت استعدادها لجمع اللبنانيين على أراضيها ووفق ما فعلته في الماضي (عام 2007) إذا لاقى اقتراحها قبول الأطراف اللبنانية المعنية.

وفي موضوع المساندة المادية للبنان، تريد باريس توجيه مجموعة الدعم الدولية التي ساهمت بإيجادها في نيويورك نحو هدفين اثنين: توفير الدعم للجيش اللبناني الذي ترى أنه رغم العوائق الكبيرة التي تعترضه، يشكل «الدعامة الرئيسة» للأمن والاستقرار في لبنان. ومن الناحية الثانية، تريد منها التركيز عل مساندة لبنان ميدانيا وماليا لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين إلى أراضيه. وترى باريس أن حالة لبنان هي الأكثر صعوبة لأنه لا مخيمات للاجئين السوريين في لبنان «لأسباب معروفة نحن نتفهمها» بعكس ما هو الحال مثلا في تركيا والأردن.

 
"حزب الله" وملحقاته يواصلون حملتهم عليه والراعي يرفض الفراغ.. ولقاء بعد انقطاع بين جنبلاط وجعجع
المستقبل...سليمان يواجه التهديد: خطواتي يحكمها الدستور
لم يترك "حزب الله" وملحقاته في قوى 8 آذار فسحة الميلاد المجيد تمر على خير، بل ظلّت وتيرة تهديداتهم على حالها وخصوصاً باتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتأكيده مجدداً أنّه يحتكم إلى الدستور عندما يجزم بوجوب تأليف حكومة قبل 25 آذار المقبل موعد بدء مهلة انتخاب رئيس جديد.
والواضح أنّ الرئيس سليمان ردّ بالمنطق والدستور على التهديد والتهويل، وبعث من بكركي حيث شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّاس الميلاد، برسالة واضحة برفضه الإذعان أو الانحناء إلاّ أمام دستور الجمهورية ومصلحة أبنائها العليا.
وبانتظار كلامه الذي سيقوله بعد غد الأحد أمام مندوبي وسائل الإعلام المعتمدين في القصر الجمهوري، كان الكلام الذي قاله من بكركي واضحاً ولا يحتمل التأويل خصوصاً عندما تساءل عمّا إذا كان السياسيون "هم الجامعون في لبنان وهم الذين يجمعون الوطن. ولماذا إذا قلنا إنّها حكومة سياسية تكون حكومة جامعة وإذا لم تكن سياسية فهي حكومة غير جامعة؟"، وقال "هذا ليس صحيحاً، هناك ديموقراطية ولدينا دستور فلنطبّقهما والسبل الديموقراطية والدستورية هي الوحيدة التي تقرّر مصائر الاستحقاقات والقرارات السياسية التي تُتخذ". وجزم بوجوب تأليف حكومة قبل 25 آذار "وهو خط أحمر للتشكيل لكونه يشكّل بداية المهلة لانتخابات رئاسة الجمهورية وإعداد بيان وزاري ونيلها الثقة، وإذا لم تنلها يجب أن يكون لدينا مجال لتأليف أخرى".
وأوضح سليمان في معرض الرد على ما وصف بـ"تهديدات" أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله من مغبة تشكيل حكومة أمر واقع، بالتأكيد "أنّ صلاحيات الرئيس مستمدة من الدستور وليس من الأطراف السياسية ولا من الزعامات، ورغم ذلك فإنّ إيضاحات وصلتني بأنّ ذلك ليس تهديداً بل على العكس هو تسهيل لرئيس الجمهورية ونقطة على السطر".
وفي المقابل، اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ تشكيل الحكومة أمر واقع "يعني جميع اللبنانيين والقوى السياسية وليس مرتبطاً برئيس الحكومة وحده ولا رئيس الجمهورية وحده، ولذا يفترض أن يأخذ الرئيسان في الاعتبار رأي القوى السياسية التي يقوم البلد على أساسها".
واعتبر أنّ في لبنان "يوجد مشروعان، مشروع وطني ومشروع أجنبي. المشروع الوطني يريد الحكومة الجامعة واستمرارية المقاومة (...) والمشروع الأجنبي يريد حكومة إلغاء واستئثار وضرب قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته لترتاح إسرائيل (...) و14 آذار بكل صراحة مع المشروع الأجنبي".
وأفصح رئيس "تيّار المردة" النائب سليمان فرنجية أكثر عندما اتهم رئيس الجمهورية بأنّه "ليس وسطياً ويميل إلى قوى 14 آذار"، مؤكداً أنّه "لن يصوّت للتمديد له حتى لو فكّر حلفاؤه بذلك"، معلناً ترشّحه والنائب ميشال عون للرئاسة.
برّي والمصير
وبدوره، لفت رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى أنّ "الوضع اللبناني برمّته أمام المصير" وقال "إننا أمام استحقاقين أساسيين هما تأليف الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس الجمهورية ولا نريد لأيّ منهما أن يؤثّر على الآخر سلباً"، معتبراً أنّ "ما نسمع من معالجات ينطبق عليه المثل القائل من تحت الدلفة لتحت المزراب" مشيراً إلى أنّ "هدف اقتراحه تشكيل حكومة على أساس 9-9-6 هو المشاركة والتفاهم" آسفاً لعدم التجاوب "حتى الآن مع هذا الاقتراح".
الراعي
وفي السياق ذاته، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية إذا ما حصل هو إهانة للوطن ولرئاسة الجمهورية"، مؤكداً أمام الوفود التي زارته للتهنئة بالأعياد أنّ "البلد لا يحتمل فعلاً وردود فعل". وسأل: "لماذا يريدون الفراغ في رئاسة الجمهورية في حين أنّه عندما يتم انتخاب مجلس نوّاب جديد ينتخب بعده رئيساً لمجلس النواب، وعند استقالة الحكومة يكلّف رئيس آخر بتشكيل حكومة جديدة، فلماذا الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى؟". وجدّد التأكيد على "ضرورة أن يذهب جميع النواب إلى جلسة الانتخاب، وهذه مسؤولية كبيرة عليهم وتجاه شعبهم ووطنهم وضمائرهم".
وفي اجتماع هو الأول لهما منذ فترة طويلة، التقى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع على هامش عشاء أقامه النائب نعمة طعمة في منزله.
وأفادت محطة "أل.بي.سي" أنّ اللقاء تناول مسألتي الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وأن لقاءات أخرى ستجري بين الطرفين على مستوى النواب والقيادات الحزبية.
 
القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس "قتل" في تفجير السفارة الايرانية
الحياة...بيروت - أ ف ب
اعلنت "كتائب عبدالله" عزام التي تبنت تفجيري السفارة الايرانية في بيروت ان القيادي في حزب الله حسان اللقيس "قتل" في التفجيرين الانتحاريين، وليس اغتيالا كما اعلن الحزب، بحسب ما جاء في شريط مسجل نشر على الانترنت مساء امس الخميس.
وتضمن الشريط الصوتي تسجيلا لأحد قياديي مجموعة عبدالله عزام الشيخ سراج الدين زريقات وقد نشر على حسابي المجموعة على "يوتيوب" و"تويتر" وتناقلته الصفحات والمواقع الاسلامية المتطرفة، وأكد "استمرار العمليات ضد حزب الله في لبنان ردا على مساندته النظام السوري".
واعلن حزب الله في الرابع من كانون الاول/ ديسمبر ان مجهولين اغتالوا اللقيس بإطلاق رصاص عليه في مرأب المبنى الذي يقطنه في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولم تنشر اي صور للعملية.
واتهم الحزب اسرائيل بتنفيذ العملية، الامر الذي نفته الحكومة الاسرائيلية.
وتضمن الشريط الذي تم بثه امس الخميس صورا للشابين الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم على السفارة الايرانية في بيروت في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما اسفر عن مقتل 25 شخصا.
وبدا الشابان اللذان سبق ان كشفت السلطات اللبنانية هويتيهما بلباس عسكري ويحمل كل منهما رشاشا، في لقطات منفصلة، وهما ابو اويس الصيداوي (معين ابو ظهر) وهو لبناني من صيدا، وأبو سفيان الشامي (عدنان المحمد) وهو فلسطيني.
وكانت كتائب عبدالله عزام اعلنت على الفور تبنيها للتفجيرين.
وجدد زريقات القول ان العملية كانت من اجل الرد على "جرائم ايران في سورية ضد اهل السنّة، وجرائم حزب الله" الذي اعتبره "ذراعا لها في لبنان وليس إلا".
وهدد زريقات، بحسب الشريط الذي لا يمكن التحقق من صحته، بمواصلة العمليات ضد الحزب في لبنان. وقال ان "تعليق عملياتنا في لبنان منوط بتحقق مطلبين عادلين: الاول خروج عساكر حزب ايران من سورية وكف ايديهم عن المسلمين، والثاني اخراح شباب اهل السنّة من السجون اللبنانية الظالمة".
ويشير زريقات بذلك الى عشرات الموقوفين الاسلاميين الذي اعتقلوا في لبنان عام 2007 اثر معركة نهر البارد (شمال لبنان) بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام المتطرفة، وبعد المعركة في صيدا (جنوب لبنان) اخيرا بين الجيش وانصار رجل الدين احمد الاسير.
وقال زريقات "نؤكد اننا لم نستهدف المدنيين من الشيعة ولن نستهدفهم عملا بتوجيهات شيخ المجاهدين الشيخ ايمن الظواهري... على ان هدفنا هو الحزب الايراني وحلفاؤه في حربه على اهلنا في سورية ولبنان، في مواقعهم الامنية والعسكرية ومصالحهم ومعاقلهم".
 
بري يعلّق على تصريح رئيس الجمهورية: «من تحت الدلف لتحت المزراب»
بيروت - «الحياة»
ردت قوى 8 آذار في لبنان وبعد أقل من 24 ساعة على المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي دافع عن صيغة الحكومة غير السياسية، معتبراً انها يمكن ان تكون «جامعة»، واعتبر ان 25 آذار (مارس) «خط أحمر». وطاولت ردود « 8 آذار» مواقف أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي من بكركي في عظة الميلاد امتدح فيها سليمان واعتبر أنه يقول «قول الحق بشجاعة ووضوح ولا يساوم، فيما العديد من السياسيين ينقادون الى مصالحهم الشخصية والحزبية والمذهبية على حساب الحقيقة والدستور والقانون والدولة والوطن».
وجاءت الردود على الرجلين بشكل غير مباشر وعبر وسائل مختلفة أبرزها محطة «المنار» التابعة لـ«حزب الله». وأجمعت على رفض كل التسميات لأي حكومة لا تكون «جامعة»، وربطت بين مصير الحكومة ومصير الانتخابات الرئاسية.
قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «اننا امام استحقاقين اساسيين اليوم هما: تأليف الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس الجمهورية، ولا نريد لأي واحد منهما ان يؤثر على الآخر سلباً». وقال: «ما نسمع من معالجات ينطبق عليه المثل القائل من تحت الدلف لتحت المزراب» وهو مثل عامي يعني أن المعالجة المطروحة للأزمة تنقلها إلى وضع أسوأ.
وشرح بري امام وفد مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد البعلبكي، خلفيات اقتراحه تشكيل الحكومة على أساس (9-9-6) وهدفه، مشدداً على ان الغاية الاساسية هي «المشاركة والتفاهم». وأسف لعدم حصول تجاوب حتى الآن مع هذا الاقتراح. وجدد تأكيده «أن هناك قراراً لدى الشعب اللبناني وكل المسؤولين والقيادات بعدم العودة الى الحرب الأهلية»، محذراً في الوقت نفسه من «الشرخ السياسي العمودي الحاصل، لا سيما في حال حصول حادث جلل لا سمح الله في البلاد».
وشدد على «ضرورة تكاتف الجهود لتشكيل الحكومة الجديدة»، مكرراً انه لن يتكلم في موضوع انتخابات الرئاسة «قبل 25 آذار المقبل».
وفـــي الشأن الاقليمي استشهد بري بقـــول للكاتــــب السياسي محمد حسنين هيكل بأن الوضع الاقليمي والدولي امام المصير. وقال: «أضيف الى ذلك بأن الوضع اللبناني ايضاً امام المصير». وحذر من «ان الغلواء المفتعلة بين السنّة والشيعة تعيد للذاكرة قولاً للمرجع الاسلامي السيد محسن الأمين مفاده «سيستمر الجدل والتقاتل بين السنة والشيعة حتى يصبح المفوض السامي الفرنسي خليفتهم»، كان ذلك في زمن الانتداب واليوم اسرائيل هي الرابحة».
وأكد ان «الوجود المسيحي في المنطقة العربية متجذر في التاريخ»، قائلاً: «الحفاظ على المسيحيين في المنطقة ليس مسؤوليتهم فحسب بل مسؤوليتنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين».
وعن دور المسيحيين في لبنان، قال بري: «لا اعتقد ان هناك دوراً مستقلاً سنياً او شيعياً او مسيحياً في لبنان، بل هناك دور وطني لبناني، والمطلوب ان نلعب جميعاً دورنا في حفظ الوطن وديمومته»، مشدداً على «ان حفظ الدولة أولى من حفظ النظام، ولكن للآسف نحن اليوم لا نحافظ لا على النظام ولا على الدولة».
وفي شأن ملف النفط والغاز، حذر بري من «ان اسرائيل تسعى الى مزراع شبعا في البحر ايضاً من خلال محاولتها الاعتداء على ثروتنا النفطية في المياه اللبنانية»، مشيراً الى «ان هناك اجماعاً لبنانياً على مستوى المسؤولين والقيادات على الدفاع والتمسك بحقنا كاملاً».
 
قاسم: التشكيل يهم كل القوى السياسية والحكومة الحيادية تعطل انتخاب الرئيس
بيروت - «الحياة»
اعتبر نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حديث الى قناة «المنار» امس، وفي رد غير مباشر على المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان اول من امس، ان «تشكيل الحكومة أمر يعني جميع اللبنانيين وجميع القوى السياسية، وليس أمراً مرتبطاً برئيس الجمهورية ولا برئيس الحكومة وحده، ولا باجتماعهما معاً، لذا يُفترض أن يأخذا في الاعتبار عندما يقرران شكلاً معيناً للحكومة رأي القوى السياسية التي يقوم البلد على أساسها».
ورأى ان «القوى السياسية اليوم منقسمة، هناك «حزب الله» وحلفاؤه، وهناك «14 آذار» ومن معها، ويوجد فريق ثالث يحاول أن يأخذ لنفسه مساحة أخرى. كلا الفريقين لا يمثلان الغالبية في المجلس النيابي، وبالتالي لا يستطيع أي فريق من الفريقين أن يقرر حكومة بغالبيته، هو يحتاج الى جهة أخرى، مثلاً يحتاج الى السيد (النائب وليد) جنبلاط او يحتاج الى توافق بين الفريقين. وفي كل الاحوال نقول ان ظروف لبنان لا تسمح حتى بحصول أكثرية، يعني الاكتفاء بالاكثرية مشكلة، لأن الفريق الآخر فريق وازن، على الأقل هو أكثرية ناقصة قليلاً، يعني يساوي تقريباً 45 في المئة في المجلس النيابي. هل يعقل أن تُشكل حكومة في ظل وضع لبناني صعب ومعقد وفي ظل منطقة متفجرة، من دون أن يشارك جميع الاطراف بعبور هذه المرحلة الحساسة الى مرحلة اخرى وبالتهيئة لانتخابات رئيس جمهورية جديد في لبنان؟».
واعتبر قاسم ان احداً «لا يفكر بحكومة كيفما كان، نحن نعتبر أن الحكومة الحيادية أو حكومة اللون الواحد أو حكومة الأمر الواقع كلها مسميات لأمر واحد وهو الفوضى والخطر والتعقيدات والمجهول، لأن مثل هذه الحكومة لا تستطيع أن تنهض بالبلد، لا ترضي الأطراف المختلفة، لا تستطيع أن تأخذ الثقة في المجلس النيابي، لذا نحن نعتبر أن الحل الوحيد والحصري هو الحكومة الجامعة، وننصح رئيس الجمهورية بأن يحمل هذه المسؤولية الخطيرة والكبيرة بما يؤدي الى وحدة لبنان، لا الى تفككه، وبما يؤدي الى جمع الاطراف لا الى تفريقهم، والتفتيش عن حياديين يعني وكأنه يريد أن يلغي كل القوى الفاعلة في البلد لمصلحة جهات أو أفراد لا يستطيعون أن ينهضوا بالمهمة. هل المطلوب شكل الحكومة؟ أم المطلوب أن تكون حكومة قادرة على مواجهة التحديات؟».
وقال: «لم تمر على لبنان حكومة استلمت من حكومة لها ثقة وكانت هذه الحكومة الجديدة بلا ثقة. اذا كان معروفاً مسبقاً ان هذه الحكومة لن تأخذ ثقة المجلس النيابي، فكيف يمكن أن تكون موجودة، وكيف يمكن أن تكون دستورية، وكيف يمكن أن تستلم، المشكلة أن هذه الحال فريدة من نوعها، يعني لم يحصل أن استلمت حكومة لا تأخذ الثقة من حكومة كانت لديها الثقة، لذا نحن أمام مسألة فيها اجتهادات وفيها آراء مختلفة في البلد. بعضهم يعتبر أن مثل هذه الحكومة تستلم ولو من دون ثقة، وبعض آخر يعتبر أن هذه الحكومة لا تستلم وكأنها منعدمة الوجود لأن لا ثقة لها. على هذا الأساس، اختيار حكومة كهذه سيضع البلد أمام اشكاليات، وكما هو معروف الدستور له تفسيرات، وأصبح القانون في لبنان وجهة نظر، وبالتالي تبدأ المشاكل والتعقيدات بسبب هذا الإجراء غير الدستوري وغير القانوني».
ونبّه الى ان «من يفكر بالتفتيش عن حكومة كيفما كان على قاعدة أنه حسم الأمر بأن انتخابات الرئاسة لن تنجح، معنى ذلك أنه يساهم في عدم نجاح انتخاب الرئاسة، والا يفترض أن نهيئ كل الظروف المناسبة لتنجح انتخابات الرئاسة، حتى ولو لم ينجح اختيار الحكومة». وقال: «في كل الاحوال، هناك مساران يجب أن يسيرا منفصلين عن بعضهما بعضاً، اختيار الحكومة الجامعة مسار، انتخاب رئيس الجمهورية مسار، لكن أن نجعل التضارب بين المسارين بطريقة سلبية يعني ان واحداً يؤثر في الآخر، كأن تكون هناك حكومة غير جامعة تحت عنوان حكومة أمر واقع وما شابه. أعتقد أن الحكومة الحيادية أو حكومة الأمر الواقع حكومة مُعَطِّلة لانتخابات رئاسة الجمهورية وليست مسهلة لانتخابات رئاسة الجمهورية، هل هذا ما يريدونه؟».
وكان قاسم اعاد الحديث في لقاء حزبي، عن التكفيريين ومشروعهم «القائم على إلغاء كل من عداهم، أو إخضاع الجميع لمنهجهم ورؤيتهم». واعتبر ان «في لبنان هناك بيئة تحاول أن تغطيهم، ولذلك نرى بعض انعكاساتها من خلال أدائهم الإجرامي، فهم ليسوا رد فعل على «حزب الله» أو على أحد، وهم كانوا موجودين قبل أزمة سورية، في أزمة مخيم نهر البارد مع فتح الاسلام والضنية وغيرهما، والآن هم يمارسون عداءهم لكل الناس من دون استثناء، بدليل أن استهدافاتهم هي لبيئة اجتماعية وليس لأفراد أو حزب، وكذلك يستهدفون الجيش اللبناني الذي يمثِّل الجميع».
وقال: «عندما قاومنا هذا المشروع في سورية إنما حمينا لبنان من تداعيات كثيرة كان يمكن أن تحصل لولا هذا التدخل، تصوروا لو كانت كل منطقة البقاع مفتوحة على وجود تكفيري على امتداد كل هذه المساحة، لوجدنا أن الآلاف من هؤلاء دخلوا في عمليات تخريب في الداخل اللبناني انطلاقاً من هناك، لكن المعارك التي حصلت حجبت عنا جزءاً من شرورهم. تدخلنا في سورية حمى لبنان، واليوم معسكر المعارضة ومن خلفه إقليمياً ودولياً مربك وفاشل لا يهتدي إلى حل. ولا حل عسكرياً في سورية بل الحل سياسي، والمأزق الآن أن المعارضة لا تهتدي إلى الخطوات الأولى للحل السياسي، ولذلك الأمور معقدة وقد تطول».
وتحدث عن «مشروعين في لبنان: الاول وطني ومشروع أجنبي، المشروع الوطني يريد الحكومة الجامعة واستمرارية المقاومة وانتخاب رئيس جديد في موعده، وانطلاق عجلة المؤسسات، ووضع حلول لتأثير الأزمة السورية في لبنان. أما المشروع الأجنبي فيريد حكومة استئثار وإلغاء بأسماء مختلفة، ولا مانع عنده بتعطيل مؤسسات لبنان ودور لبنان إلى أن يلتحق بالأجنبي، وهذا المشروع يريد ضرب قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته لترتاح إسرائيل ويكون لبنان في الركب الأجنبي».
ولفت قاسم الى ان «النفط حق للبنان بالحدود المعروفة بحرياً، يعني مساحة 855 كلم مربع في البحر، وللأسف التقسيم القديم الذي قام به الرئيس (السابق للحكومة فؤاد) السنيورة مع قبرص خسَّر لبنان هذه المساحة، لكن بعد ذلك استعادها لبنان من خلال قرارات مجلس الوزراء الحالي إضافة الى رأي وموقف المجلس النيابي، وأُبلغت الأمم المتحدة أن هذه المساحة للبنان، واليوم إسرائيل تحاول أن تتصرَّف من جهة واحدة. من حقنا أن نحمي نفطنا، ونكون مجتمعين في لبنان حكومة وجيشاً وشعباً ومقاومة وكل القوى لنحمي نفطنا كما هي مسؤوليتنا في حماية البلد كله».
 
لبنان: خطف شخصين عمانيين في بعلبك
لبنان - يو بي أي
 
أقدم خمسة مسلحين مساء اليوم على اعتراض سيارة في منطقة بعلبك (شرق لبنان)، وخطفوا شخصين من التابعية العمانية، كانا داخلها واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
 
 
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان "السيارة كانت قادمة مباشرة من مطار رفيق الحريري الدولي، عندما تم اعتراضها وخطف من كان في داخلها".
 
 
وأكدت مصادر امنية ان "قوى الامن باشرت تحقيقاتها لكشف الخاطفين".
 
أزمة في تلفزيون حزب الله على خلفية الاعتذار من البحرين ومدير عام «المنار» يستقيل بعد تحوله «كبش فداء»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .. تقدم مدير مجموعة قناة «المنار» التابعة لحزب الله، النائب السابق عبد الله قصير، أمس، باستقالته من منصبه، بعد الاعتذار الذي تقدمت به المجموعة التابعة لحزب الله من مملكة البحرين على خلفية «التغطية غير الموضوعية» لأخبار المملكة في الفترة السابقة تهربا من إسقاط عضويتها في اتحاد الإذاعات العربية، وما تلاه من بيان للحزب يعد فيه اعتذار المنار «تقديرا خاصا».
وأكد مدير العلاقات العامة في «المنار» إبراهيم فرحات لـ«الشرق الأوسط» استقالة قصير، مشيرا إلى أن الاستقالة جاءت «على خلفية الاعتذار الذي قدمه قصير خلال اجتماع اتحاد الإذاعات العربية في تونس، على التغطية في البحرين»، في إشارة غير مباشرة إلى استياء من قصير لطريقة التعامل معه من قبل الحزب بعد بيان الحزب وتحويله «كبش فداء» لمواجهة غضب مناصري الحزب من هذا الموقف، فيما أقفل قصير هاتفه الجوال، وقالت مصادر أخرى إنه موجود خارج لبنان.
وكانت المجموعة اللبنانية للإعلام، التي تضم قناة «المنار» وإذاعة «النور»، قدمت، في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، اعتذارها الرسمي إلى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين، فيما يتعلق بتغطيتها «غير الموضوعية». وقال قصير آنذاك، إنّ اعتذار «المنار» من البحرين عن تغطيتها للاحتجاجات في المملكة، جاء «كتسوية بعد طلب البحرين سحب عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام من اتحاد الإذاعات العربية».
وبعد أقل من 48 ساعة على الاعتذار، تنصّل حزب الله من اعتذار قصير، مؤكدا أن قصير «لم يرجع إلى قيادة حزب الله»، مشيرا إلى أنه «كان تقديرا خاصا من الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام».
وترسم استقالة قصير، أمس، التي تؤكد تراجع حزب الله عن موقف الاعتذار، جملة أسئلة عما إذا كان سيعرض المحطة مجددا لعقوبات، إذا خالفت التزامها بميثاق الشرف الإعلامي العربي تجاه أخبار العالم العربي. غير أن مصادر عربية مواكبة لاعتذار قصير في اجتماع الاتحاد، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن اعتذاره «المهني»، «لا يزال قائما»، مؤكدة أن «المحطة لا تزال ملتزمة بميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن جامعة الدول العربية، كما الالتزام بعدم المس بقضايا الوطن العربي والالتزام بالتغطية الحيادية».
وأوضحت المصادر أن قصير «حين قدّم اعتذار المحطة المهني، لم يقدمه بصفة شخصية، بل بصفته مديرا عاما للقناة، وقبلته مملكة البحرين»، مشيرة إلى أن «استقالة قصير اليوم، منفصلة عن الاعتذار الرسمي الذي تقدم به باسم المجموعة التي كان رأسها»، مشددة على أن الاستقالة «لن تؤثر على التزام المحطة»، واضعة إياها في خانة «الشأن الخاص».
وكانت مملكة البحرين تقدمت، قبل اجتماع اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس مطلع الشهر الحالي، إلى الأمانة العامة لجامعة الدول بطلب إلغاء عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام من الاتحاد، وصادق مجلس وزراء الإعلام العرب على توصية بذلك من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، وأحيل الطلب إلى الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات العربية باعتبارها الهيئة العليا المعنية بالنظر في هذا الموضوع والبت فيه. وكان الاتحاد وسيطا. وبعد تقديم قصير الاعتذار، قبلته مملكة البحرين.
ونشرت وكالة أنباء البحرين، آنذاك، النص الكامل للاعتذار الرسمي، الذي تضمن بيانه «حرص المجموعة على إجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب، لا سيما مملكة البحرين، وبدورها قبلت الأخيرة الاعتذار».
 
سنة 2013: محطات الأزمات والحروب في لبنان والمنطقة - اللاجئون يتجاوزون المليون على أبواب 2014... الخسائر لامست 7.5 مليارات دولار ■ أبو فاعور لـ"النهار": المخيمات الحل الوحيد ■ روسو: سيبقون سنة أو أكثر
النهار..محمد نمر
بعد نحو خمسة أشهر على بداية الثورة السورية في آذار 2011، وبعد تأسيس "الجيش السوري الحر" في تموز من العام نفسه لمواجهة مجازر النظام، تعسكرت الثورة وبدأت معارك لا تزال مستمرة بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام السوري وحلفائه. الهروب كان الوسيلة الفضلى للبقاء حياً، ففاضت دول الجوار باللاجئين السوريين. تركيا والأردن اختارا الحل الأمثل باقامة مخيمات لهؤلاء، فماذا عن لبنان؟
تستقبل جمهوريتنا السعيدة سنة 2014 بأكثر من مليون لاجئ سوري. ومنذ بدء موجة النزوح وخيار "المخيمات" في بال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور الذي يقول لـ"النهار": "مهما هربنا من الموضوع، سنكتشف عاجلاً أم آجلاً أنه الحل الوحيد"، ويتمثل باقامة مخيمات داخل الأراضي اللبنانية، فالأمم المتحدة ترفض تماماً اقامتها على الحدود السورية. "يمكن اختيار مناطق لبنانية لا تثير اي حساسيات وتكون منظمة وتحت سيطرة الأجهزة الأمنية لتفادي المخاطر الأمنية والسياسية والاجتماعية، ولو اعتمدنا الخيار منذ البداية لما وصلنا إلى الأزمة اليوم"، يضيف: "لدينا اليوم 431 مخيماً عشوائيا، وعلى رغم ذلك ما زلنا نناقش قضية المخيمات... لقد باتت أمراً واقعاً".
أكثر من مليون لاجئ
يعتمد الجميع على أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووفق موقعها الرسمي بلغ العدد الاجمالي للاجئين السوريين في لبنان حتى كانون الأول 849340 لاجئاً. المسجلون منهم 792347، عدد الأسر 181427، أما الذين هم قيد التسجيل فبلغ عددهم 56993.
51% من اللاجئين اناث و49% ذكور، كما أن 44% من اللاجئين اعمارهم بين 18 و59، و40% منهم اعمارهم 11 سنة وما دون. يتطلب اجمالي النداء لاغاثة هؤلاء1,216,189,39 دولاراً، توافر منه842,185,589 دولاراً، والمبلغ المتبقي374,003,804 دولارات، ما يعني 69% من المبلغ المطلوب.
ووفق تقرير خصت به وزارة الشؤون الاجتماعية "النهار"، فإن عدد اللاجئين المسجل لدى الامن العام بلغ 1.065 مليون، يضاف اليه 12% من الذين يدخلون خلسة و51000 فلسطيني نازح من سوريا و41000 لبناني عائد من سوريا، مشيراً إلى أن 65% من اللاجئين موجودون في شمال لبنان ومنطقة البقاع.
تنسيقية في لبنان
للاجئين السوريين تنسيقية في لبنان، موقعها في طرابلس،تأسست مع بداية حركة اللجوء في الشهر السادس من عام 2011 ولها صفحة رسمية على "فايسبوك" بعنوان "تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان". ووفق الأرقام المتوافرة لدى مدير المكتب الإعلامي للتنسيقية صفوان أبو داني الخطيب فهناك 225000 لاجئ في شمال لبنان، 144000 في جبل لبنان، 249000 البقاع، 18000 بيروت، 96000 جنوب لبنان. ويقول: "التنسيقية تهتم برعاية اللاجئين وايصال معاناتهم الى كل الجهات وتتواصل مع المهتمين بشؤونهم"، إلا أن الخطيب لم يخفِ أن "دور التنسيقية بدأ بالانحسار نظرا الى قلة الامكانات وتوقف الدعم".
"سنة أو أكثر"
تتوقع المفوضية أن "يبقى اللاجئون في لبنان سنة او أكثر لأن الأزمة في سوريا لا تزال مستمرة، وتحتاج القضية إلى قرار من الحكومة اللبنانية لجهة تحديد مصير هؤلاء"، فالناطقة باسم المفوضية في لبنان روبرتا روسو تضع أمامها احتمال بقاء اللاجئين أكثر من سنة حتى لو تمت معالجة الأزمة في سوريا غداً، "لأنه لا يمكن السوريين العودة ببساطة إلى بلدهم بعدما دمرت منازلهم وفقدوا وظائفهم، ومعالجة هذه المسألة تستغرق وقتاً، وما نستطيع ان نقوم به في هذه الحال المراهنة على دعم المجتمع المحلي لدعم المجتمعات المضيفة، وفي السنة المقبلة سنرفع سقف المطالبات باتجاه الضغط على المجتمعات المضيفة لنيل المزيد من التمويل والإهتمام بشكل أكبر باللاجئين".
وتقول روسو لـ"النهار": "في كانون الأول من عام 2012 قدر عددهم بحوالى 175 ألف لاجئ، في حين يكاد يصل العدد في كانون الأول من 2013 إلى حوالى 850 ألف لاجئ"، وتؤكد أن "هذا العدد يشكل عبئاً على الخدمات المحلية والحكومة اللبنانية". مهمة المفوضية في 2014، بذل الجهود لمساعدة اللاجئين عبر "إعادة تأهيل المباني المهجورة وتشييد التي لم تكتمل منها، كما تسعى للحصول على موافقة الحكومة لإنشاء مواقع عبور رسمية موقتة من شأنها إيواء آلاف العائلات السورية وتوفير الخدمات اللازمة لها"، إلا أن روسو تقول باستياء: "الحكومة لم تعطِ الضوء الأخضر للمضي في تلك المشاريع".
مراكز الاستقبال
بالنسبة إلى أبو فاعور فإن "المجتمع اللبناني قام بأكثر مما يستطيع، والدولة قامت بجهود كبيرة كان يمكن أن تكون أكبر لجهة اتخاذ بعض القرارات الجريئة، لكن الخذلان الأكبر جاء مما يسمى المجتمع الدولي"، ويتوقع "إذا لم يحصل تغيير في سوريا سياسي أو غيره فالأزمة في لبنان إلى ازدياد واخشى ان تصبح فوق قدرة احتمالنا، فأنا لا اتحدث عن كارثة لكن عن أزمة كبيرة قد يعجز لبنان عن التعامل معها".
ماذا عن تجربة مراكز الاستقبال الموقتة في 2013؟ يجيب أبو فاعور: "في منطقة المصنع لم يتم استخدام المركز في شكل كامل لأنه لم يكن هناك حاجة كبيرة اليه، خصوصاً بعد احتمالات توقف الضربة العسكرية، أما في عرسال، فساعد المخيمان إلى حد ما في استيعاب الصدمة الأولى لكنها لم تلغ التداعيات السلبية". ولا جديد في شأن مساعدات الدول المانحة للبنان، وينتظر أبو فاعور المؤتمر الثاني السنة المقبلة ليطلق الصرخة.
7٫5 مليارات دولار خسائر
بالعودة إلى تقرير الوزارة، تقدر الخسائر الاقتصادية من جراء هذه القضية بـ 7.5 مليارات دولار ممتدة من الفترة ما بين 2012 و 2014، وتقدر حاجات لبنان من الدعم المباشر للمحافظة على البنية التحتية والخدماتية المتوافرة بمليارين ونصف مليار دولار الى اواخر 2014. كما تتوقع الوزارة ان يتزايد اعداد الفقراء في لبنان من جراء ازمة اللجوء بـ 170000 شخص اضافي (ممن يعيشون باقل من 4 دولارات في اليوم)، اما البطالة فستصل الى 20% مع ازدياد اعداد العاطلين من العمل بـ 324000 شخص معظمهم من الفئات الشبابية غير المتعلمة.
155 ألف طفل في خطر
يتمثل الأثر الاجتماعي للجوء، بتفشي ظاهرة الدعارة على نحو مخيف في مختلف المناطق اللبنانية مع تزايدها ما بين القاصرين وتفشي ظاهرة الزواج المبكر للفتيات، فضلاً عن تزايد حوادث السرقة وظاهرة التسول وعمالة الاطفال واطفال الشوارع، إذ يقدر عدد الاطفال المتسولين في بيروت بنحو 3000 طفل. ووفق معلومات المفوضية فإن عدد الاطفال القاصرين والمنفصلين عن ذويهم بلغ 2300 طفل، اما المصابون باعاقات فبلغ عددهم 7840 طفلا سورياً وعدد الاطفال المهددين والمعرضين للخطر باكثر من 155 الف طفل.
أما في الأثر الصحي، فإن معدل الأسرة في لبنان 3.5 لكل 1000 شخص، وتسببت الازمة بزيادة عدد السكان 30% من دون اي زيادة مماثلة في الطاقة الاستيعابية. كما نتج من حركة النزوح ظهور حالات صحية كانت اعتبرت منقرضة في لبنان مثل الحصبة (9 حالات في 2012 ثم ازداد هذا العدد الى 1456 حالة في تموز 2013)، أما مرض اليشمانيا غير الموجود في لبنان فقد بدأ بالظهور وسجل 420 حالة حتى تموز 2013. وازداد خطر انتشار الامراض المعدية والاوبئة بسبب ازدياد حالات الاكتظاظ السكاني للاجئين، وقد اصبح الضغط على المستشفيات والمرافق الصحية امرا طارئا بحيث ان 40% من المرافق الصحية يستعملها اللاجئون السوريون، ما تسبب بارتفاع اسعار الادوية 34% في منطقة البقاع.
عرسال بعد القلمون
لعرسال وضعها الخاص، فمنذ 14 تشرين الثاني الماضي واثر الاضطرابات في منطقة القلمون السورية الحدودية حدثت حركة نزوح كثيفة وسريعة الى منطقة عرسال، على اثرها سارعت وزارة الشؤون الى الوجود اليومي في عرسال بهدف تفعيل عملية التنسيق واستجابت الهيئات الدولية بسرعة للأزمة و تم خلق خلية تنسيق وتسجيل 3478 عائلة جديدة (17390) شخص حتى 25 تشرين الثاني. وتقوم الوزارة بالتعاون مع المفوضية بانشاء منطقة استقبال بسعة 70 خيمة ويتم البحث مع دار الفتوى لاستحداث ارض جديدة في عرسال بسعة 100 خيمة اضافية للمساعدة في احتواء الاعداد المتوافدة.
يشكر الخطيب "لبنان رئاسة وحكومة وشعباً على تحمل اعباء اللاجئين السوريين وما ترتب عليه من ضغوط على مختلف المستويات"، ولا يعتبر أن هذا الكلام من أجل التسويق "انما نابع من ايمان بحريتنا وأمل بعودتنا اليوم قبل غد. وننتظر من سنة 2014 ان نعود الى بلادنا لأننا لن نبقى لاجئين ولنا وطن سنعود إليه"، ويأمل "الاهتمام بشؤون اللاجئين السوريين" ويطلب من المفوضية أن "تراعي ظروفهم، خصوصا أنه تمت ازالتهم من قائمة المساعدات الشهرية".
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,782,205

عدد الزوار: 6,965,821

المتواجدون الآن: 81