تجدّد محاولات ضرب صدقية المحكمة مع بدء العدّ العكسي لإنطلاق المحاكمات

النازحون السوريون بلبنان في «عيْن العاصفة»: خيم «تهرب» مع الرياح وإشعال أحذية لتدفئة الرضّع...الأمن الذاتي لامركزية مقنّعة في مظهر "التشبيحية" سلوك بدائي غريزي نتيجة غياب الدولة والحاجة إلى الحماية وسيارة أسلحة لـ"حزب الله" في صيدا

تاريخ الإضافة الجمعة 13 كانون الأول 2013 - 5:44 ص    عدد الزيارات 2090    القسم محلية

        


 

"ألكسا" سيطرت لكنها لم تخرج عن المألوف الثلوج تتساقط والأمطار تُهدر في الأنهر الراكدة
"النهار"
"بيّضها" كانون الاول فحل الشتاء، واعاد الى المدافئ و"الصوبيات" والمواقد رهبتها وعزها في موسم البرد والصقيع. أما "ألكسا" الآتية الينا من بلاد الثلج فلم تخرج عن المألوف في هذه الايام، وعلى رغم كل ما سبقها من تحذيرات واقفال مدارس وجامعات، بقيت مآثرها ضمن حدود برد كانون المعروفة وثلوجه الناصعة، ومرت الامور على خير، ويؤمل ان تستمر كذلك.
في عرض لمجريات "ألكسا" في يومها الاول جنوباً، افاد مراسل "النهار" من صيدا ان العاصفة مرت بسلام، واعتبر الصيداويون ان الاخبار كانت مضخمة ومبالغا فيها. أما في مخيم عين الحلوة المجاور فلقد غمرت المياه عدداً من خيم النازحين السوريين. وفي بنت جبيل (النهار) تساقطت الامطار الغزيرة وسيطر الضباب الكثيف على المنطقة من دون منازع وسط برد قارس. وفي النبطية (النهار) تساقطت الامطار بغزارة وشلت الحركة على الطرق ولزم المواطنون منازلهم. وافيد من حاصبيا (النهار) ان الثلوج وصلت الى ارتفاع 800 متر في حاصبيا وراشيا، وغطت الجبال، وقطعت الطرق الترابية التي تربط شبعا بعدد من البلدات والقرى السورية على المقلب الآخر من جبل حرمون والتي كان يعبرها اللاجئون السوريون.
أما في البقاع فتساقطت الثلوج على بعلبك والهرمل (النهار) وناحيتيهما واشتدت خلال النهار مع رياح شديدة، حتى بلغت 25 سنتيمتراً، كما تدنت الحرارة بشكل ملحوظ وسط اغلاق للمدارس وشلل في حركة الاسواق. وعزلت بعض القرى الجردية في الهرمل، وقطعت كل الطرق التي تصل البقاع بجبل لبنان وشماله.
وغمرت الامطار والثلوج جبل لبنان ساحلاً وقمماً، وافيد من الشوف (النهار) ان الثلوج قطعت طريق معاصر الشوف – محمية ارز الشوف - كفريا في البقاع، اما في مناطق الشوف الوسطى فسيطرت أمطار غزيرة وسيول اعادت الحياة الى مجاري الانهر. وفي عاليه (النهار) لم تبلغ العاصفة الثلجية ذروتها، ولامست رويسات صوفر على ارتفاع 1200 متر، وعملت جرافات وزارة الاشغال على فتح الطريق الدولية في ضهر البيدر صباحا، لتعود سالكة على خطين للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية والرباعية الدفع، فيما اتخذت القوى الامنية تدابير احترازية، إذ منعت الشاحنات من سلوك الطريق الدولية ابتداء من مفترق عاليه – عين الجديدة. وفي جرد جبيل أفيد عن تساقط الثلوج في اللقلوق وعنايا والعاقورة. وقطع الطرق بين تنورين الفوقا وحدث الجبة. كذلك تساقطت الثلوج في كفردبيان وعيون السيمان وجرد كسروان والمتن الاعلى.
وشمالاً (النهار) كانت العاصفة اقوى، وتساقطت الثلوج ابتداءً من 400 متر، وقطعت طرق الجومة، عكار العتيقة، القموعة، فنيدق، القبيات ومحيطها. كما غطت قرى جرد الضنية وقطعت تواصلها مع الهرمل. وعمل صيادو الاسماك في مرفأ العبدة على رفع مراكبهم الى اليابسة مخافة تحطّمها بفعل الامواج. وتساقطت الثلوج بغزارة على بشري وإهدن وانحائهما وسط موجة من الصقيع والضباب.
مرصد نقولا شاهين
وفي نشرة الطقس الصادرة عن مرصد نقولا شاهين في رأس بيروت، ان كمية المطر التي هطلت في رأس بيروت خلال الـ 24 ساعة المنتهية السادسة مساء امس بلغ 22 ميلليمتراً. وأصبح المجموع التصاعدي حتى تاريخه 91 ميلليمتراً، يقابله في هذا التاريخ من العام الماضي 337 ميلليمتراً، أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 213 ميلليمتراً.
إجراءات احترازية تحسّباً للعاصفة
أعلنت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي ان "طقسا عاصفا يسيطر على لبنان في الأيام المقبلة، مع أمطار غزيرة مصحوبة بكتل هوائية واحتمال تساقط الثلوج على ارتفاعات منخفضة، حيث تسوء الرؤية، وقد يتسبب تراكم الثلوج بقطع بعض الطرق، ومن المتوقع أن تستمر العاصفة اياماً.
لذلك، أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة العميد ابرهيم بصبوص أمرا للقطعات العملانية من أجل:
- البقاء على أتم الاستعداد للتدخل الفوري ووجوب استعمال كل الوسائل المتوفرة لمساعدة المواطنين في المناطق المقطوعة طرقها.
- تقديم العون للمواطنين عند الحاجة، واتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية التي من شأنها تسهيل حركة السير على مختلف الطرق.
- الحؤول دون تعرض المواطنين للخطر، ولا سيما قاطني المناطق الجبلية المعزولة وسالكي طرقها.
- منع مرور السيارات على الطرق التي يمكن ان تعرّض العابرين عليها للخطر، ومساعدة سالكي الطرق في حال انقطاعها، وإيواؤهم في حال محاصرتهم بالثلوج وفقاً للإمكانات المتوافرة لدى القطعات.
- إجراء التنسيق اللازم مع الجيش والإدارات العامة المعنية والبلديات.
وعليه فإن المديرية العامة تطلب من السائقين القيادة بحذر وعدم سلوك الطرق الجبلية إلا عند الضرورة بعد التأكد من حالتها (سالكة أو غير سالكة)، وتجهيز سياراتهم بالسلاسل المعدنية، والتأكد من حالتها الميكانيكية واتخاذ الاحتياطات الوقائية عند القيادة في أحوال جوية سيئة، والاتصال برقم الطوارئ 112 في حال تعرضهم لأي طارئ، كما تطلب منهم اتخاذ اجراءات احترازية لسلامتهم".
الشؤون توزّع مساعدات على اللاجئين
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن فرقها تواصل بالتعاون مع وحدات الجيش ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية "توزيع المساعدات الطارئة لمواجهة العاصفة في عدد من المناطق اللبنانية على اللاجئين السوريين".
وأوضحت انه "تم تسليم المساعدات التي تحصن خيم اللاجئين في كل من بلدات بريتال وشعت وحوش النبي، وسيتم اليوم بالتعاون مع الجيش التوزيع في بلدات مشاريع القاع والخضر وإيعات وحربتا وشليفا ودير الأحمر. ولم تسجَّل بعد أي حالة وفاة في التجمعات العشوائية للاجئين كما ورد في بعض وسائل الإعلام.
إضافة إلى ذلك، تم تنظيم قافلة مساعدات مع الجيش لنقل 250 حصة مأوى إلى حلبا في عكار استعدادا لتوزيعها في مناطق الشمال. كما تم إرسال مساعدات غذائية طارئة إلى منطقة عرسال تحسبا لانقطاع الطريق اليها".
 
بري: صيغة 9-9-6 لا تزال مقبولة ولا يفكرنَّ أحد بأي مغامرة بالبلد
النهار...
اعتبر الرئيس نبيه بري ان "صيغة حكومة 9-9-6 لا تزال هي الصيغة المعقولة والمقبولة"، ناصحاً "الا يفكرن احد بأي مغامرة بالبلد" .
وقال خلال "لقاء الاربعاء النيابي" امس في عين التينة: "لا بد من تحلّي الجميع بالمسؤولية لمواجهة الاستحقاقات الراهنة والمقبلة".
وزار عين التينة ايضا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا هيو روبرتسون يرافقه السفير البريطاني طوم فليتشر، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وعرضوا التطورات.
ثم استقبل بري وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور موفداً من النائب وليد جنبلاط.
وأسف ابو فاعور لان "الازمات تتوالى، دستوريا وسياسيا وامنيا واقتصاديا. من هنا، فان خريطة الطريق ينبغي ان تكون واضحة لدى الجميع، وينبغي ان يكون هناك جهد اساسي وتوافق على تفادي الفراغ". وسئل عن الموقفين المتباينين للرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي من انعقاد جلسة للحكومة، فأجاب: "كجبهة نضال وطني، بحثنا في هذا الامر مع الرئيس ميقاتي، ولم يكن حينها حاسماً في قراره لعقد جلسة، بل كان يسبر اغوار مواقف القوى السياسية لمعرفة توجهاتها، فهو لم يطرح معنا عقد جلسة او تعويم الحكومة، بل كان يستكشف القوى السياسية حول جدوى او امكان عقد جلسات طارئة ومحددة للحكومة لمناقشة قضايا معينة".
 
سيارة أسلحة لـ"حزب الله" في صيدا
صيدا ـ "المستقبل"..              
 
إنشغلت الأجهزة الأمنية في صيدا ظهر أمس الأربعاء، بضبط اسلحة داخل سيارة من نوع مرسيدس كانت متوقفة عند مستديرة سرايا صيدا الحكومية . حيث ُضرب طوق امني حولها.
ووفقا لمصادر امنية "فقد ظهر داخل السيارة 4 رشاشات كلاشينكوف وبندقية بومب اكشن ومسدس حربي و7 جعب للذخيرة". وذكرت هذه المصادر انه "تبين لاحقا أن السيارة تعود لأحد مسؤولي حزب الله ويدعى احمد علي ح. وان صاحبها حضر الى المكان لكنه رفض اعطاء القوى الأمنية اية اوراق تثبت هويته او رخص لحيازته هذه الأسلحة ، مكتفيا بالتعريف عن نفسه بأنه عضو في اللجنة الأمنية للحزب". وبعد اتصالات من قبل قيادة الحزب ببعض الجهات الأمنية تركت السيارة وما بداخلها حيث غادر بها صاحبها دون تسطير اي محضر بما جرى .
 
الأمن الذاتي لامركزية مقنّعة في مظهر "التشبيحية" سلوك بدائي غريزي نتيجة غياب الدولة والحاجة إلى الحماية
النهار...باسكال عازار
طرح أمس اعتداء موكب أحد الوزراء على المحامي جيمي حدشيتي مسألة الأمن الذاتي الذي يعتمد على "الشبيحة"، وهو في حده الأدنى أمام سطوة ميليشيات وأحزاب تلغي كل مظاهر الدولة في المناطق التي تسيطر عليها منذ زمن الحرب وتفرض عليها "وصايتها".
تتناول سيرين قهوتها مع ميشال في أحد المجتمعات التجارية، يبدو أن مكبّين على معالجة مسألة ماء، عندما تقاطعهما "النهار" بسؤال "ما رأيكما في الامن الذاتي؟".
تضحك سيرين أولاً، ثم تقول: "شو هالسؤال؟" غير أن مسحة الجدية تفرض نفسها في ثوان على تقاسيم وجهها، لتنطلق في إبداء موقفها: "أي أمن؟ إذا كانت الدولة عاجزة عن اداء مهماتها، وهي كذلك، فأنا مع أن تقوم كل منطقة بحماية نفسها. يسوانا ما يسوا الشيعة بالضاحية، هم ليسوا أحسن منا. وعلى رغم أنني معارضة لحزب الله، غير أنني أتفهم منطقه السابق في فرض الأمن الذاتي، ولو أننا في مناطقنا نمتلك امكاناته لما مانعت ان تتولى احزابنا أمن مناطقنا". أما ميشال فأبدى تعجباً من إجابتها "حديثك هذا غير منطقي. كيف يمكن ان نتأفف ونطالب يومياً بدولة المؤسسات، إذا كنا نوافق على الأمن الذاتي في المناطق، ففي ذلك دعوة غير مباشرة الى التقسيم وبداية الانهيار الرسمي للدولة؟".
يبدو أن للناس مواقف من الأمن الذاتي لا يزال في الامكان اثارتها، على رغم تسلّم الدولة أمن الضاحية، وانحسار المخاوف اليومية، نسبياً، من التفجيرات مع ابتعاد ذكرى تفجيرات الرويس وطرابلس. أما النقطة الحساسة والمقلقة في هذه المواقف فهي الميل الواضح الى الأمن الذاتي، كحل مناسب لملء فراغ غياب الدولة وعجزها عن توفير الحماية.
تمسك عطاء بكيس أغراضها وتسير في احد أزقة الضاحية متجهة الى مكان ما، بانفعال واضح أجابت عن سؤال يستفسر عما إذا كانت تفضل الامن الذاتي أم تشعر بأمان أكثر مع تسلم الدولة زمام الأمور؟ أجابت: "في الأساس أنا غير مؤمنة بالأمن الذاتي أيام "حزب الله" ولا بأمن الدولة، حتى أنني كنت اشك أيام كان الحزب يتولى مسألة الأمن، بسيارات عديدة كانت تمر في المنطقة ولم تكن تثير ريبتهم. مع ذلك أثق بأن "حزب الله" قادر على أن يوفر الامن أكثر من الدولة، واعتقد أن على كل حي أو منطقة مراقبة نطاقها. فهذا غير معيب أبداً. عنا شباب بتعرف النملة وين بتمشي". وأضافت: "ما كان يزعجنا في الأمن الذاتي لـ"حزب الله" أنه كان يتسبب بزحمة سير بسبب التفتيش، غير أن نقاط التفتيش التابعة للدولة تتسبب بزحمة كذلك من دون أن تقوم بالتفتيش من أساسه".
واما عمر قصقص، من سكان الطريق الجديدة، فشدد وكرّر انه "ضد منطق الأمن الذاتي، لأن من يؤمن بالدولة لا يمكن الفكرة أن تقنعه. لماذا وجد الجيش والقوى الامنية إذا كنا نحن سنهتم بأمننا؟". وأكد أن "من المستحيل ان تكون الدولة عاجزة عن تحقيق الأمن، إلا في حالات تلقى فيها المسؤولية على تقصير بعض العناصر، ولا يجوز ان نحمّل خطأ عنصر ما للدولة. أفضل أن يكون الامن سائباً على أن يتسمّى عليّي إنو عملت أمن ذاتي متل "حزب الله"، ولما يقوم عليي الشعب اضطر سلّم الدولة".
ليس ميلاد الحاج أيضاً من مؤيدي الأمن الذاتي، "لأن الأمن من واجبات الدولة وعليها هي أن توفر الحماية للمواطن. ثمة مناطق معينة كانت الدولة غائبة عنها ما دفع بالمواطن الى تولّي أمنه، فهو لن يترك نفسه عرضة للموت بسبب الاخطار، وهذا مبرّر. وإذا كان في هذه الحالات لا بد من الأمن الذاتي فأنا أؤيد أن يقوم به المواطن، بالتعاون مع جهة رسمية كالجيش او قوى الأمن، أو حتى البلدية، فتبقى المسألة ضمن إطار شرعي".
الخصائص النفسية للأمن الذاتي
اعتبر أستاذ علم الاجتماع في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور ملحم شاول أن مسألة الأمن الذاتي ظاهرة محدودة غير شاملة، لنجعل منها مشكلة نفسية كبيرة. فهي خاصة بمناطق معينة اكتشف أهلها نقصاً في أمنهم، بينما في مناطق أخرى تشكل عوامل، كوجود المقاومة، عنصراً قادراً على توفير الأمن الخاص والحماية". واضاف: "الأمن هو مسؤولية الدولة، وهذا بديهي، اما تقاعس الدولة عن توفيره فولّد فكرة الأمن الذاتي. وكلما قصرت الدولة في مجال معين أمني أو اقتصادي أو خدماتي أو تربوي أو غيره، فإن تقاعسها سيؤدي الى رد فعل طبيعي داخل الجماعة هي أن تؤمن حاجتها بذاتها. وبقدر ما تتحمل الدولة المركزية مسؤولياتها تتلاشى فكرة الخاص والذاتي".
ولفت الى أن الدولة "تعترف بدور القطاع الخاص في مجالات عدة، لذلك منح شرطة البلدية امكان ممارسة الأمن الذاتي، ولكن ضمن مشروع لامركزي له قانون وقواعد. لكن السؤال المهم في الواقع الذي نعيشه هو: من المسؤول عن الأمن، ومن له صلاحية التدخل والتصرف؟ فالأمن الذاتي ممنوع وفق القوانين، وثمة جهات كثيرة محتملة تقف خلف كلمة "ذاتي"، قد تكون بلديات او طوائف أو احزاباً أو مدناً".
أما عن ردود الفعل المؤيدة لمنطق الأمن الذاتي فقال: "إنها ناتجة من سلوك وتفكير بدائي جداً وغريزي. لا ننسَ أن جهتين تولتا الأمن الذاتي لمناطقهما في لبنان، وحصل أن اطلقا النار على بعضهما. حتى أن منطق الأمن الذاتي قد يخلق نزاعات ضمن المنطقة الواحدة الخاضعة لأمن واحد، في حال ضمت هذه المنطقة حزبين مثلاً، او جهتين قويتين".
وخلص إلى أن الأمن الذاتي "هو منطق حرب ينسف منطق التفكير في الدولة. المشكلة ان احداً لم يفكر أن حكم لبنان في شكل مركزي مطلق أمر ممكن. لا بدّ من توضيح مفهوم المركزية واللامركزية. هل للمؤسسات اللامركزية دور أمني أم لا؟ الذهنية السائدة تعتبر أن حكم لبنان مركزي، ولكن يظهر الواقع أن المركزية مضروبة، ولم يوجد أحد بديلاً قانونياً لها".
وأضاف: "ثمة تجارب كثيرة تظهر أننا نعيش في لامركزية مقنعة تتخذ مظهر "التشبيحية". لم يفكر احد في قوننة هذا الواقع وتحديد خصوصيته. يجب أن نجبر المسؤولين على التفكير في طريقة يطبّقون من خلالها اللامركزية بطريقة قانونية تحت اشراف مسؤولين، وإلا فسنبقى معتقدين بذهنية مركزية غير واقعية، في حين نعيش في واقع يفرض فيه القوي الممارسة التي يريد. وهذا ما يؤدي الى ردود الفعل النازعة الى الأمن الذاتي، ونكون على شفير حرب أهلية".
 
هل من مبادرة فاتيكانية رئاسية؟!
"النهار"
دوائر الفاتيكان متفقة مع بكركي على أهمية حصول انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها، وعلى تفادي الوصول الى الفراغ في سدة الرئاسة، لأن ذلك سيعمّق الأزمة الراهنة ويدفع بالبلاد الى الفوضى والمجهول.
تشير معلومات سياسية الى احتمال مجيء موفد فاتيكاني خاص الى لبنان في بدايات السنة المقبلة، والى أن البطريرك بشارة الراعي عاد من زيارته الأخيرة للفاتيكان مزوّداً توجيهات وخطة مبادرة وضعت في أروقة الفاتيكان في شأن طريقة التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، وبموجب هذه الخطة يجري البطريرك الراعي مشاورات واسعة مع الزعماء المسيحيين أولاً، ومع القيادات الإسلامية لاحقاً، لإنجاح الاستحقاق وتأمين انتخاب رئيس جديد للبنان.
تركز الخطة على أن "يُقنع البطريرك الماروني النواب المسيحيين الـ64 بضرورة تأمين نصاب جلسة الإنتخاب، والعمل على تفادي تجربة العام 2007 عندما تغيَّب قسمٌ منهم، مما أرجأ الإنتخابَ ستة أشهر"، والأجواء في بكركي وروما إيجابية جداً، والطرفان مطمئنّان الى تجاوب النواب المسيحيين معهما، بعدما وُضعوا أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في تأمين نصاب الإنتخاب، وبات اسم الرئيس ثانوياً، لأن الأولوية هي لعدم شغور الموقع، والاسم تحدده الظروف الداخلية والإقليمية.
ترى مصادر سياسية مسيحية أن أمام بكركي فرصة لإعادة بناء دورها الوطني والسياسي، انطلاقاً من محطة الاستحقاق الرئاسي، وأن عليها تفادي نكسة أو خسارة جديدة، وان دورها المحوري يفترض أن يتركز على تأمين الاستحقاق، سواء عبر حملة داخلية ودفع النواب المسيحيين للنزول الى مجلس النواب لإجراء الانتخاب، والتواصل مع الكتل النيابية والطوائف الأخرى لتأمين الانتخابات، محافظة على استقرار لبنان، أو عبر حملة خارجية لتسويق مبدأ إجراء الانتخابات، لا العمل لمصلحة مرشحين للرئاسة أياً تكن اسماؤهم.
فأن يتولى البطريرك الراعي البحث في الانتخابات الرئاسية، من طريق جوجلة أسماء مرشحين واستقبال البعض منهم، والتلميح لآخرين باحتمال دعم وصولهم، أمر من شأنه أن يرتدّ على بكركي بكل ما يحمل ذلك من سلبيات، لأن محاولة الراعي الدخول في لعبة الرئاسة لا يمكن أن تؤتي ثمارا أفضل من التي حققها دخوله في الإعداد لقانون الانتخاب.
ويرى المطلعون على شؤون بكركي أن لدى البطريرك الراعي مخاوف جدية من تعطيل الاستحقاق وعدم إجرائه في مواعيده، كما أنه متخوف في حال اشتداد طموحات المرشحين الموارنة وخلافاتهم، من انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء.
لكن خطوة بكركي واندفاعتها لملاقاة الاستحقاق على الطريق قبل هبوب عاصفة المرشحين الموارنة، لا يبدو أنها تلاقي استحساناً لدى بعض الأوساط المسيحية، إذ أسدت هذه الأوساط نصائح الى الصرح بوقف اندفاعته الرئاسية من أجل عدم حرق أصابعه في نار الاستحقاق مبكراً، وعدم الدخول في لعبة الأسماء التي جرى توريط البطريرك السابق نصرالله صفير فيها.
 
الجميّل يدعو الى خطة مارشال عربية لبناء شرق أوسط مستقر ومتعدّد
النهار..
اختتمت في العاصمة الأميركية واشنطن أعمال خلوة مشتركة بين "بيت المستقبل" اللبناني و"مؤسسة جيرمان مارشال فاند"، عقدت تحت عنوان: "بعد العاصفة: الديموقراطية والتنمية في الشرق الأوسط الجديد".
افتتح الرئيس امين الجميل الخلوة بالدعوة إلى وضع "خطة مارشال عربية إصلاحية" في سياق حاجة "الشرق الأوسط المضطرب إلى مبادرة إصلاحية وإنمائية"، وأكد عزم "بيت المستقبل ومؤسسة جيرمان مارشال فاند على استنفاد كل الفرص لمواصلة دعمهما للنخب المتنورة الساعية إلى إحداث تغيير جذري في العالم العربي، والمساعدة على بناء شرق أوسط أفضل ضمن إطار الحرية والسلام والاستقرار والتعددية وحقوق الإنسان".
وعن التحولات التي يشهدها العالم العربي، سأل الجميل ما "إذا كنا نشهد بزوغ فجر عهد جديد من الاستقرار والرخاء، أم نحن أمام تداعيات جديدة وطويلة الامد من موجات الحرب والدمار؟". واعتبر أنه "على رغم موجة التشاؤم التي تظلل مستقبل المنطقة، يعتبر التوجه الآخر والوازن أن الشرق الأوسط منطقة ازدهار يعول عليها، فهي تشهد معدلات نمو مرتفعة لمؤشرات رئيسية، مثل رأس المال البشري وروح المبادرة والموارد الطبيعية وتكنولوجيا المعلومات". كما أشار إلى "أن العالم العربي على استعداد لإطلاق المبادرات وتطويرها بغرض اعادة بناء الحوكمة الرشيدة وتداول السلطة سلميا وتعزيز الشفافية وضمان الحرية والتعددية".
ودعا إلى "إطلاق خطة مارشال عربية من أجل الحرية والتعددية والحوكمة الرشيدة، على أساس تعاون عربي - غربي يقوم على أنماط جديدة من الشركة بين الشرق والغرب، وليس على أساس ممارسة الوصاية التي أفسدت سابقا العلاقة بين الأفرقاء والتي فقدت صدقيتها". وحدد أهداف هذه الخطة "بالإصلاح الاقتصادي من خلال إعادة إعمار البنى التحتية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وبإصلاح المؤسسات من خلال المساعدة على تأسيس نظم حوكمة جديدة تقوم على الانفتاح والشفافية، وبالإصلاح الفكري من خلال تجديد أنظمة التعليم وتفعيل الحوار العقلاني وتعزيز قوى الاعتدال في كفاحها العادل والمحق ضد التطرف وتفعيل سبل تشجيع المجتمعات المتعددة على العيش بسلام".
 
النازحون السوريون بلبنان في «عيْن العاصفة»: خيم «تهرب» مع الرياح وإشعال أحذية لتدفئة الرضّع
الرأي.. بيروت - من أسامة القادري
عين على العاصفة «ألكسا» التي تحكم «قبضتها» على لبنان ثلوجاً وأمطاراً، وعين أخرى على امكانات «صمود» النازحين السوريين امام «المشهد الجليدي» الذي بدأت ترسمه ابتداء من ارتفاع 500 متر.
فاللبنانيون كانت «عيونهم» امس على طرقاتهم التي تتحوّل مع كل عاصفة «سجناً» يغرقون فيه نتيجة «تمدُّد الانهر» وانسداد مجاري المياه، فيما كانت «قلوبهم» على أكثر من نصف مليون سوري وُضعوا في «عين العاصفة»، يقارعونها بـ«اللحم الحي» وفي ما يشبه «العراء»، نتيجة واقعهم المأسوي المتأتي من سوء ادارة لبنان الرسمي لملفّهم الذي بات يفوق طاقته على التحمّل وبفعل تلكؤ المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاههم.
صُوَر «البساط الابيض» يكلل المرتفعات وأسطح المنازل «الدافئة»، مشت «جنباً الى جنب»، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي نشرات الأخبار، مع صور الثلج «يدهم» خيم النازحين التي أطاحت السيول قسماً منها في أكثر من منطقة، لتضيف الى «كوابيس» اللاجئين عامل خطر جديداً حاولت بيروت جاهدة الحدّ من تداعياته على الاطفال الذين يموت بعضهم... من البرد.
فلبنان الذي يعلن انه يستقبل نحو 1.3 مليون نازح بينهم نحو 900 الف مسجلين رسمياً لدى المفوضية العليا للاجئين، تضاعفت همومه مع حلول «ألكسا»، وهي اول عاصفة في شتاء 2013 - 2014، التي ألقت الضوء على واقع اكثر من نصف مليون نازح يعيشون في خيم عشوائية غير مجهزة بأبسط مقومات الحياة ولا سيما في البقاع والشمال ونصفهم من الأطفال.
وحاول لبنان الرسمي مواكبة العاصفة بإجراءات على طريقة «جود من الموجود»، حيث باشرت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجيش وفرق مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين توزيع وتوفير المساعدات اللازمة على 24 مخيماً عشوائيا للنازحين السوريين غالبيتها في البقاع، وهي الاكثر عرضة للمخاطر في هذه العاصفة. وشملت المساعدات المواد اللازمة لتحصين الخيم ضد الامطار ومياه السيول، بالاضافة الى نفقات شهرية لتأمين مواد التدفئة.
الا ان هذا الامر لم يخفف من وطأة المشهد في مخيمات النازحين ولا سيما في البقاعين الغربي والاوسط والتي عاينتها «الراي» امس.
«ابو سعيد»، اللاجئ من حلب منذ سنة ونصف، هو وافراد عائلته المكونة من 9 اشخاص، يقيمون في مخيم عنجر، يحمّل الهيئات الاغاثية والدولية مسؤولية امكان تعرض اطفاله للمرض او الموت جراء الصقيع وتسرب المياه الى خيمته المصنوعة من النايلون والخيش والخشب.
ويقول: «انا واولادي تناوبنا بالليل خوفاً من اقتلاع الرياح للخيمة وتسرب المياه اليها»، ليترك الامل الى ربه، بعدما فقد الامل من الجمعيات الاغاثية في ان تساعده في خيمة «لا تهرب مع الريح».
اما في مخيم الدلهمية، فيبتسم اسماعيل، ويشيح بيديه الى الاطفال الحفاة وشبه العراة تحت الثلج، ليضيف: «لم يبقَ أحد، من جمعيات ووزراء خارجية دول اوروبية وعربية، الا وحضروا الى المخيم ورأوا بامّ العين كيف نعيش، وللأسف لم نرَ منهم حتى اللحظة شيئاً».
وفي الطرف الشمالي من المخيم تحاول «عائدة» ابنة حمص، تدعيم خيمتها بالاحجار والقساطل الحديدية عند الاطراف، بعدما فعلت فيها الزوابع ما فعلته، فالخيمة ليست مقدمة من اي هيئة اغاثية، وتقول ان «بدل ايجار مكان نصب الخيمة 60 الف ليرة (40 دولاراً) في الشهر، وكل الليل نعيش على اعصابنا، ولا يكفينا اننا نقوم بإشعال احذية وبلاستيك كي لا نموت من البرد، لنشعر بان الخيمة اوشكت ان تطير».
ولا تخاف «عذاب» من الرياح على اقتلاع خيمتها، بقدر خوفها على ابنها الرضيع من البرد. تدعو ربها ان لا يطيل العاصفة اكثر من يوم، فكل ما استطاعت تأمينه لمواجهتها هو ربطتا خبز، وغالون 10 ليتر من المازوت. وتقول: «زوجي ما ملاقي شغل، وكل اللي كنا محوشينوا صرفناه بهالاربعة اشهر».
كثر من هم مثل «عذاب» الذين يعذبهم التشرد ويهدد حياتهم البرد والجوع، في ظل غياب ادنى مقومات العيش في ظروف طارئة. وباتصال أجرته «الراي» مع مسؤول الاغاثة في دار الفتوى في البقاع، ايمن شرقية، لفت الى ان «المأساة تكبر مع اي طارئ، ولا سيما في ظل تدني درجات الحرارة، والصقيع»، محذراً من أنه «بحال استمر هذا التقاعس من الجميع، سنواجه كوارث انسانية، أكبر مما نشاهده اليوم، خاصة ان هذه الازمة ارخت بظلالها على المواطن اللبناني مما جعله يتساوى مع النازح السوري في المأساة».
وأكد أن «تقديمات الدول المانحة الى الجمعيات والهئيات الاغاثية تدنت مقابل ارتفاع اعداد النازحين»، مشيراً الى «اننا لمسنا هذا التراجع في التقديمات مع تزايد اعداد النازحين الذين بلغ عددهم في البقاعين الغربي والاوسط نحو 40 الف عائلة بحاجة الى مساعدات بشكل دوري».
 
الحريري: ترهات لزرع الشك اتهام اللواء الحسن باغتيال والدي
بيروت - «الحياة»
أثارت حلقة تلفزيونية بثتها محطة «الجديد» مساء أول من أمس، عن اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وتوجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس السابق لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي اغتيل في 19 تشرين الأوّل 2012 من خلال مقابلة مع محقق سويدي كان شارك في لجنة التحقيق الدولية في الجريمة، مواقف مستنكرة ومستهجنة، خصوصاً أنها تزامنت مع تحديد 16 كانون الثاني (يناير) موعداً لبدء محاكمة المتهمين في هذه الجريمة.
واعتبر الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في بيان أن «من المقزز للنفس أن يصل الهذيان الإعلامي والسياسي إلى محاولة اتهام شهيد بالضلوع في اغتيال شهيد».
ورأى «أن الاتهامات التي سيقت سبق أن حققت فيها لجنة التحقيق الدولية مرة ثانية بمناسبة برنامج تلفزيوني مماثل واعتمد المصادر نفسها، بثته قبل نحو ثلاث سنوات قناة «سي بي سي» الكندية. وحسمت لجنة التحقيق الدولية في حينه، وللمرة الثانية أن اللواء الشهيد الحسن لم يكن في عداد موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى استهدافه لأسباب واضحة وشفافة وثابتة. وإذا كان الهدف من تكرار الترهات نفسها زرع الشك في نفوس اللبنانيين، ومن بينهم عائلة الرئيس الشهيد، فإنها مناسبة لنؤكد مجدداً أن ولاءه للبنان أولاً ووفاءه للرئيس الشهيد رفيق الحريري عمدا بما لا يقبل أي شك بمسيرته البطولية، ومن ضمنها دوره الرائد في مساعدة التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، وبدمائه الزكية التي أريقت على يد الإرهاب المجرم نفسه الذي قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وأشار إلى أنه إذا كان الهدف «إطلاق فصل هستيري جديد من الحملة على المحكمة الدولية لقرب انطلاق المحاكمات فيها، فنقول إلى من يقف وراء بث المقابلة إن القطار غادر المحطة ورمي القمامة على سكته لن ينفع في وقفه».
وربط المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء المقاعد أشرف ريفي بين «تحديدِ موعد بدء المحاكمات وبين لجوء بعضهم إلى أسلوب التضليل عبر ترتيب مادة إعلامية هدفت إلى تحريف الوقائع وتشويهها».
ورأى في بيان أن «هذا السلوك التضليلي يقع تحت طائلة القانون، وأهمل كلامَ المحقق السويدي عن أن النظام السوري قتل الحريري من خلال حزبِ الله».
ورد على موضوع الكاميرات التي قال المحقق السويدي أنها كانت موجودة على طريق الموكب في المنطقة المحيطة بالانفجار واختفت، بالتذكير «أننا تسلمنا القيادة في قوى الأمن بعد شهر ونصف على ارتكاب الجريمة، وقبل استلامنا كان النظام الأمني السوري لا يزال ممسكاً بلبنان والطبيعي أن تسأل عن الكاميرات، أجهزة النظام السوري، ومن كان يتولى المسؤولية قبلنا».
14 آذار وذكرى اغتيال تويني
وفي السياق، استعادت الامانة العامة لـ «قوى 14 آذار» الذكرى الثامنة لاغتيال الصحافي النائب جبران تويني ورفيقيه اندريه مراد ونقولا فلوطي والتي يجري احياؤها اليوم بإقامة جناز في كاتدرائية القديس جاروجيوس للروم الارثوذكس في قلب بيروت، معتبرة بعد اجتماعها الاسبوعي «ان الشهيد يكرم بالوقوف صمتاً، إلا جبران تويني فلا يليق بذكراه الصمت وهو من كانت الكلمة صنعته وشعاره ودأبه». وسألت «المراجع المعنية عن مصير التحقيق القضائي في اغتياله».
وأكدت الأمانة العامة في بيانها ان «الحرية لا تبقى بلا احرار. اذ لا قضية من دون من يذود عنها ويحمل رايتها. واذ يتعاظم اليوم الخروج على الدولة وقضم سلطتها، وتضطرب المنطقة على وقع طلب الحرية لشعوبها، نجدنا احوج، الى تأكيد ما تمسك به الشهيد تويني حتى الرمق الاخير: الحرية سياج امن لبنان الوطني».
وعاهدت على «الثبات في الدفاع عن الحريات وحرية الرأي والاعلام ولا يمكن تصورها من دون ديموقراطية». واعتبرت «ان الاعتداء على حرية الاعلاميين والآمنين والمقدسات مدان في كل آن، سواء جاء على يد النظام المتهاوي هنا أم هناك، أم على يد المجموعات الثائرة عليه، وهذه مسؤوليتها أكبر، لأن من يسعى الى التغيير، مدعو لأن يمارسه أولاً في الالتزام بالحريات».
 
تجدّد محاولات ضرب صدقية المحكمة مع بدء العدّ العكسي لإنطلاق المحاكمات
الجمهورية..
أطلق «مجلس التعاون الخليجي» بياناً شديد اللهجة من الأزمة السورية في رسالة واضحة إلى إيران أنّ التباينات التي حالت دون تحوّله اتّحاداً لا تعني إطلاقاً تغييراً في سياساته الصارمة من الملفّات الساخنة في المنطقة، وفي طليعتها سوريا التي شدّد البيان»على ضرورة ألّا يحظى «أركان النظام السوري» بأيّ دور في مستقبلها، وعلى المشاركة في «جنيف 2» وتشكيل حكومة انتقالية». لكنّ هذا الموقف الخليجي غطّى فشل المملكة العربية السعودية في سعيها إلى تحويل هذه المؤسّسة إلى اتّحاد لدول الخليج العربي، وذلك نتيجة موقف سلطنة عمان التي عارضت هذا الاتّحاد بشدّة.
فيما الاستعدادات لعقد مؤتمر «جنيف - 2» تتواصل على قدم وساق ، نقل مراسل "الجمهورية" في نيويورك عن مصدر رفيع في مجلس الأمن تأكيده أنّ هذه الاستعدادات تسلك مساراً جيّداً، وأنّ روسيا خفّضت من تصلّبها في شأن تشكيلة وفد المعارضة السورية إلى المؤتمر.
وأشار المصدر، في هذا الإطار، إلى أنّ موسكو عدّلت موقفها ووافقت على أن يكون وفد المعارضة السورية إلى المؤتمر "واسع التمثيل" بدلاً من التمثيل الكامل لكلّ أطياف المعارضة.
وكانت روسيا جدّدت أمس التأكيد على ضرورة مشاركة إيران في المؤتمر، وشدّد وزير خارجيتها سيرغي لافروف من طهران "على ضرورة دخول اتّفاق جنيف بين ايران والغرب حيّز التنفيذ، لافتاً إلى انّ ايران قد بدأت بالفعل بتنفيذ بنود الاتفاق، مشدّداً على وجوب الحفاظ على بنود اتفاق جنيف كما هي، وأن لا توضع أيّ تفسيرات جديدة حولها.
مجلس التعاون
ودعا "مجلس التعاون الخليجي" في بيانه الختامي للقمّة الرابعة والثلاثين التي انعقدت في الكويت إلى انسحاب "كافة القوّات الأجنبية" من سوريا، في إشارة إلى عناصر "حزب الله" اللبنانية، والميليشيات العراقية، التي دخلت البلاد للقتال في صفوف القوات الحكومية، ودان التفجيرات التي حصلت في لبنان، واستعجل تشكيل حكومة جديدة.
وشدّد البيان "على ضرورة المشاركة في "جنيف 2" وتشكيل حكومة انتقالية، وعلى ضرورة ألّا يحظى "أركان النظام السوري" بأيّ دور في مستقبل سوريا.ورحّب باتّفاق جنيف بين إيران والقوى الغربية بشأن برنامج طهران النووي، و"بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية".
«ألِكسا»
داخليّاً، ملأت العاصفة "ألِكسا" الدنيا وشغلت الناس وفرضت نفسها بقوّة ضيفاً على اللبنانيين، وباتت بالتالي العنوان الأوّل على الساحة الداخلية، فاستنفرت الأجهزة الرسمية المختصة والجهات الإنسانية، وأجبرت الطلّاب على ملازمة منازلهم لليوم الثاني.
وإنْ صحّت التوقّعات بانحسار العاصفة القطبية في قابل الأيام، فلا تاريخ محدّداً بعد لمعالجة القضايا السياسية، وفي مقدّمها تأليف الحكومة العتيدة المستعصي على الحلّ، في ظلّ التجاذبات السياسية الحاصلة.
وبعد سقوط فكرة تعويم الحكومة المستقيلة نتيجة رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتيار "المستقبل" والخلافات داخل الحكومة نفسها، أسدى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي النصح بألّا يفكّرنّ أحد بأيّ مغامرة في البلاد، معتبراً أنّ صيغة حكومة 9-9-6 لا تزال هي الصيغة المعقولة والمقبولة، ونقل النوّاب خلال لقاء الاربعاء النيابي تشديده على "وجوب تحلّي الجميع بالمسؤولية لمواجهة الاستحقاقات الراهنة والمقبلة".
في هذه الأثناء، أكّد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل أبو فاعور الذي زار برّي موفداً من رئيس "جبهة النضال" النائب وليد جنبلاط أنّ ميقاتي "لم يكن حازماً لجهة عقد جلسة للحكومة، إنّما كان يستكشف آراء ومواقف القوى السياسية لجهة عقدها".
موضحاً أنّه "كان يسبر أغوار مواقف القوى السياسية لمعرفة توجّهاتها إذا كان هناك من حاجة لانعقاد مجلس الوزراء للبحث في قضايا استثنائية طارئة عاجلة على المستوى الأمني أو مستوى دعم الجيش أو غيره. ولم يطرح معنا رئيس الحكومة عقد جلسة أو تعويم الحكومة، والتعويم لم يطرحه أحد".
قانصو
وحذّر وزير الدولة علي قانصو من تأليف حكومة أمر واقع التي ستتسبّب بمشاكل، منبّهاً أنّ من أخطر ما تنتجه أنّها ستجعل الفراغ في البلاد شاملاً.
وأكّد قانصو لـ"الجمهورية" أن "لا مصلحة للرئيس المكلّف تمّام سلام في تأليف حكومة أمر واقع، خصوصاً أنّها ستكون أوّل حكومة في عهده ولن تنال الثقة"، مشكّكاً في أن يقبل بذلك.
ورأى أنّ رئيس الجمهورية بدوره ليس متحمّساً كثيراً لحكومة أمر واقع، بل يطرح الموضوع لتحفيز الجميع على تفاهم على حكومة جامعة. مشيراً إلى أنّ هذا التفاهم ينتظر تفاهمات إقليمية معينة، وقال: إذا لم يطرأ تبدّل على العلاقات الإيرانية ـ السعودية، فلا أعتقد أنّه ستكون هناك قدرة في الداخل على تفاهم، لا على حكومة ولا على إنتخابات رئاسة جمهورية.
ودعا قانصو الفريق الآخر الى الموافقة على صيغة 9 +9 +6 لأنّ كلّ الصيغ الأخرى لن تحظى بالثقة، وحكومة بلا ثقة كيف ستحكم؟ مرجّحاً الوصول إلى تاريخ 25 أيّار المقبل من دون القدرة على التفاهم على رئاسة الجمهورية، وبذلك يصبح الفراغ شاملاً، فتستلم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كونها تتمتّع بثقة المجلس النيابي، إذ إنّ حكومة الأمر الواقع، وإن تشكّلت، فلا يحقّ لها استلام الصلاحيات.
حبيش
إلى ذلك، أكّد النائب هادي حبيش لـ"الجمهورية" أنّه "ينكبّ على صياغة اقتراح قانون هدفه تفادي الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، سيعرضه فور جهوزه على كتلة "المستقبل" ومن ثمّ على سائر الكتل"، لافتاً الى أنّ "الاقتراح يذهب في اتّجاهين: الإتجاه الأوّل يعالج مشكلة خلوّ سدّة الرئاسة من زاوية أنّ البلد محكوم بتوازنات طائفيّة، ومؤسّسة رئاسة الجمهورية هي الموقع الماروني الأوّل ومعرّضة للفراغ، وبالتالي تفادياً لهذا الأمر سأقترح حلّاً يقضي في استمرار رئيس الجمهورية في الحكم إذا تعذّر انتخاب البديل، ولكن ليس تحت مسمّى تصريف الأعمال، لأنّه لا يجوز لرأس الدولة أن يصرّف الأعمال".
وأضاف: أمّا الإقتراح الثاني، فسيتمحور حول إلزام جميع النواب حضور جلسة الانتخاب، وبذلك نتخلّص من همّ النصاب وينتخب الرئيس حكماً، والنائب الذي يتغيّب عن الجلسة تُسحب منه العضوية"، مشدّداً على أنّ "التغيّب عن الجلسة ضرب للديموقراطية، لأنّه باستطاعة النائب الحضور والتصويت بورقة بيضاء".
المحكمة الدولية
وعلى صعيد آخر، تفاعل الحديث الذي بثّته قناة "الجديد" أمس الأوّل مع المحقّق الدولي المحقّق السويدي بو اوستروم وقوله إنّ اللواء الشهيد وسام الحسن تخلّف في اللحظات الأخيرة عن الالتحاق بموكب الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، في الأوساط السياسية، واستدعى ردوداً أبرزها من رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
فاستغرب الحريري "أن يصل الهذيان الإعلامي والسياسي إلى محاولة اتّهام شهيد بالضلوع في اغتيال شهيد"، مجدّداً التأكيد "أنّ عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري تعتبر اللواء الحسن واحداً من عائلتها، وهو شهيدها بقدر ما هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وهي "لا تشكّ بدوره الرائد في مساعدة التحقيق الدولي والمحكمة ".
وأكّد أنّه "إذا كان الهدف إطلاق فصل هستيري جديد من الحملة على المحكمة بمناسبة قرب انطلاق المحاكمات فيها في الشهر المقبل، فإنّنا نقول إلى من يقف وراء بثّ المقابلة إنّ القطار قد غادر المحطة، وإنّ رمي القمامة على سكّته لن ينفع في إيقافه، وإنّ لقاءَه مع العدالة والحقيقة واللبنانيّين وجميع محبّي رفيق الحريري ووسام الحسن من العرب وفي العالم، بات قريباً جداً، فإلى اللقاء على رصيف المحطة المقبلة في 16 كانون الثاني 2014.
وبدوره أوضح ريفي "أنّ القواعد المُتّبعة هي أنّ من يغيب عن الموكب لا يحدّد مساره، مذكّراً الرأي العام أنّه تسلّم القيادة في قوى الأمن بعد شهر ونصف الشهر على ارتكاب الجريمة".من جهته، أكّد الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية المستقلة ديتليف ميليس أنّ الحسن لم يكن في أيّ مرّة مشتبهاً به في قضية اغتيال الحريري.
تمويل بريطاني للمحكمة
وفي سياق دعم المحكمة أعلنت بريطانيا عن تقديم 1.5 مليون دولار لتمويل المحكمة. وكذلك أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون خلال زيارته بيروت عن "مساعدات إنسانية جديدة للبنان قيمتها 36 مليون دولار، لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.
ممثّلو الأحزاب المسيحية في بكركي
وفي سياق اللقاءات التي تعقد في بكركي، علمت "الجمهورية" أنّ لقاءً ضمّ ممثّلي الأحزاب المسيحية عُقد بعد ظهر أمس في الصرح البطريركي في بكركي برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بحضور المطران سمير مظلوم وممثّلي الأحزاب المسيحية الأربعة: نائب رئيس حزب الكتائب سجعان القزي عن الكتائب، الوزير سليم جريصاتي عن تكتّل "الإصلاح والتغيير"، النائب إيلي كيروز عن حزب "القوات اللبنانية"، الوزير السابق يوسف سعادة عن تيار "المردة". كذلك حضر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الوزير السابق روجيه ديب، والسفير السابق عبد الله بو حبيب.
وعن بكركي الأباتي أنطوان خليفة، ورئيس مجلس الدراسات الإستراتيجية التابع لبكركي المونسنيور سعيد سعيد.وأكّدت مصادر المشاركين أنّ اللقاء كان إيجابياً، وتناول مختلف الملفّات المطروحة على الساحة اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً.
وأوضحت أنّ البحث تناول مجمل الملفّات: من الحضور المسيحي في الإدارات الرسمية، إلى ملف قانون الإنتخاب وما يتّصل ببيع أراضي المسيحيّين في أكثر من منطقة من لبنان، وصولاً إلى الأجواء التي تواكب الإستحقاقات المقبلة.
وقالت المصادر إنّ الحوار الذي شهده اللقاء كشف تلاقي الأطراف على أكثر من نقطة مشتركة.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,777,225

عدد الزوار: 6,965,570

المتواجدون الآن: 66