في اجواء هادئة نسبيا ، وسيطرة امنية  جزئية، يصل في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الى سجن رومية المركزي، وزير الداخلية مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي والعميد روبير جبور ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الموجود خارج البلاد، لافتتاح قاعة المحاكمات الجديدة التي يأمل من خلالها الوزير شربل في الاسراع في المحاكمات ولا سيما للموقوفين الاسلاميين الذين تحولوا ازمة مزمنة بعدما تفلتوا وصار دخول المبنى "ب" حيث يقيمون شبه مستحيل على قوى امن.
 وامس استمرت التحقيقات في فرار ثلاثة من الموقوفين الاسلاميين داخل السجن. وكان كل الضباط والعناصر في السجن في حال حجز بداعي التحقيق. واوقف آمر السجن الرائد أحمد أبو ضاهر، والملازم عبدالحفيظ فوّاز،بتهمة التقصير والإهمال.
 ومن أصل الـ 11 الذين اوقفوا أول من امس، تبيّن أن خمسة متواطئون، وهم رتيبان، وثلاثة  حراس. كما تبيّن أن عملية فرار سجناء فتح الإسلام الثلاثة، تمت قبل الاول من آب، أي منذ اكثر من شهرين ونصف شهر. وفي 6 آب ، حصلت محاولة فرار من قبل عنصر آخر ملقّب "أبو تراب"، ولكن محاولته فشلت. ومع ذلك لم تكشف عملية فرار رفاقه، لأن الإسلاميين يشكلون كتلة متراصة ومتكتّمة، ولأن قوى الأمن، منذ الإنتفاضة الأخيرة في السجن، لم تعد تجري تعداد السجناء الا من خارج القاعة،المفتوحة الأبواب بين الغرف والزنزانات، منعاً لاحتجاز المساجين رجالها.
ومن نتائج التحقيق أيضاً ان الفارين الثلاثة خرجوا بهويّات مزوّرة ومن الباب الرئيسي للسجن، وبعملية تواطؤ من  العناصر الامنية الخمسة، ولكن تأكد عدم وجود مطبعة للهويات المزورة داخل السجن.
وأمس ايضا، أصدرت الأوامر بدخول قوة من سرية السجون الى المبنى "ب" في سجن رومية، فضبطت كل ما عثرت عليه من ممنوعات،من سواطير كبيرة، ومقادح تلحيم، وسكاكين، وهواتف خليوية، وسجائر، ومناشير حديد وحقن.
وعملية الدهم هذه التي لم تحصل منذ العام 2006 للمبنى "ب" وصفت بانها انجاز، لكونها الأولى تحصل من دون سفك دماء ومن دون مواجهة بين المساجين وقوى الامن، وقد تمت بالتنسيق مع المتحدثين باسم لجنة السجن، وهما الملقبان "أبو وليد" و"أبو عبيدة". وافادت مصادر أمنية أنه في 20 أيلول 2011 حصلت محاولة فاشلة لدهم هذا المبنى وأدت المواجهة مع المساجين الى سقوط 37 جريحاً. وإنجاز أمس ان 200 رجل دخلوا على نحو 700 سجين، في مبنى فيه 60 غرفة مفتوحة ومن دون أبواب.

 

وفيما يحضر الملف على طاولة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، نقلت أوساط رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عنه لـ "النهار" قوله ان ما حصل في سجن رومية خطير وغير مقبول مذكرة بوصفه حال  السجن بانها قنبلة موقوتة.
وإذ قالت انه لا يجوز الاستخفاف اطلاقاً بما حصل أخيرا، اضافت ان توجيهات الرئيس ميقاتي تصب في ثلاثة اتجاهات: المعالجة الأمنية من خلال ضبط الوضع ومنع تكرار ما حصل، والمعالجة القضائية من خلال الاسراع في المحاكمات، متوقعة ان تبدأ خلال ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير، والمعالجة الادارية من خلال تحديث وضع السجون وإنجاز غرفة المحاكمات للبدء بمحاكمة متهمي "فتح الاسلام" والحد من الاكتظاظ.

 

الى ذلك، يتوجه رئيس الوزراء اليوم الى قطر بناء على دعوة رسمية تلقاها قبل اسبوع وتأتي استكمالا لمحادثاته مع نظيره القطري على هامش مشاركته في اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك  وستستمر يوما واحدا يلتقي خلالها امير قطر ورئيس الوزراء وعدداً من المسؤولين .
ومن المتوقع ان يثير ميقاتي موضوع العلاقات بين البلدين ووضع اللبنانيين في قطر، ومطالبة الدوحة بالتدخل لدى خاطفي اللبنانيين التسعة في سوريا، حيث تنشط الوساطة التركية في هذا المجال.
وأبلغت مصادر " النهار" ان المفاوضات ايجابية وربما اطلق ثمانية منهم في الفترة السابقة لعيد الاضحى الجمعة 26 تشرين الاول الجاري. والنقطة العالقة حتى الآن هي في المخطوف التاسع عباس شعيب المصنف مسؤولا بارزا في "حزب الله" ويواجه اطلاقه عثرة كبيرة من دخول مفاوضات مباشرة مع الحزب، الامر الذي رفضته قيادة الحزب الا عبر وسطاء.

 

من جهة اخرى، علمت "النهار" ان الخطة الامنية الخاصة بالبقاع وضعت على السكة وسيبدأ الجيش اللبناني بتفعيلها بعدما كان بدأها قبل مدة من دون ضجيج اعلامي. وفي هذا الاطار يجمع الرئيس نبيه بري، بالاتفاق مع "حزب الله"، ظهر اليوم في عين التينة، مسؤولي العشائر والقبائل في منطقة البقاع الشمالي ، لابلاغهم الدعم المطلق للخطة الامنية، والتأكيد ان عمليات الخطف من الممنوعات، كذلك مواجهة قوى الامن في مهماتها. وسيعرض الرئيس بري للمشاريع الانمائية التي ستنفذ في البقاع.

 

في غضون ذلك شهدت بيروت امس تظاهرتان مضادتان: الاولى للشيخ احمد الاسير في وسط بيروت حملت على النظامين السوري والايراني وعلى "حزب الله". ولوحظ فيها تراجع اعداد المشاركين اذ سحبت مقاعد كثيرة بقيت فارغة.
والثانية تظاهرة مضادة للعمال السوريين في لبنان لشكر روسيا والصين على مواقفهما الداعمة للنظام في سوريا. ورفع المتظاهرون، بأعداد هزيلة، صوراً للرئيس بشار الاسد والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله.

نشرت صحيفة The Sunday Times البريطانية تقريراً امس يفيد أن طائرة "أيوب" الاستطلاعية التي أرسلها "حزب الله" الى اسرائيل الاسبوع الماضي، تمكنت من بث صور لمناطق المناورات الاميركية – الاسرائيلية المشتركة، كما استطاعت تصوير مواقع عسكرية سرية اسرائيلية، ونقلت هذه الصور الى مركز القيادة الذي تحكم في الطائرة.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مسؤولين امنيين اسرائيليين قولهم إن "أيوب" تمكنت من تصوير مطارات عسكرية اسرائيلية ومناطق المناورات الاميركية - الاسرائيلية، و"ربما استطاعت تصوير مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي".
ووفقاً للصحيفة، فان الطائرة بدون طيار التي انطلقت من لبنان الى اسرائيل، واعترضها سلاح الجو الاسرائيلي، "كانت مجهزة أفضل الوسائل العسكرية للتصوير الجوي السري لقواعد الجيش، ويبقى من غير الواضح الى أي مدى تصل خطورة الصور التي التقطتها الطائرة من المناطق المحيطة بمفاعل ديمونا".

رأت طهران ان اطلاق "حزب الله" اللبناني طائرة من دون طيار وتحليقها في أجواء اسرائيل يمثلان دليلا على القدرات العسكرية للجمهورية الاسلامية.
وصرح وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي للتلفزيون الايراني الحكومي: "ايران لديها قدرات عظيمة وقدراتنا في خدمة الامة الاسلامية. النظام الصهيوني هزم في هذا المجال ولم يعد في إمكانه تهديد الدول الاسلامية". وأضاف ان ايران تعتقد ان من حق "حزب الله" اطلاق طائرة من دون طيار فوق اسرائيل مع "الانتهاك المتكرر" الذي تقوم به الطائرات الحربية الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني.
واوضح ان الطائرة التي حلقت فوق اسرائيل "حطمت كل ما قيل عن نظام القبة الحديد (الاسرائيلية للدفاع الجوي) وبات واضحا ان النظام الصهيوني لا يمكن ان يفلت من غضب المسلمين".
ومعلوم ان نظام القبة الحديد، الذي شاركت الولايات المتحدة في تمويله، هو لاسقاط الصواريخ القصيرة المدى لا الطائرات البطيئة كتلك الطائرة من دون طيار.

 

وبعد ايام من توجيه واشنطن تحذيرا مبطنا الى ايران من الهجمات الرقمية على مصالحها،  قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في القدس، ان اسرائيل تواجه عددا متزايدا من الهجمات الالكترونية. واضاف: "في كل يوم، هناك الكثير من المحاولات لاختراق انظمة الكومبيوتر الاسرائيلية. ولهذا أنشأت المديرية الوطنية الالكترونية العام الماضي التي تعمل +كقبة حديد+ الكترونية ضد الارهاب باستخدام الكومبيوتر".
ولم يحدد نتنياهو اي انظمة تعرضت للهجوم او الجهة التي تقف وراءها.
وقال مسؤول اميركي سابق عمل في قضايا تتعلق بامن المعلوماتية الجمعة ان الولايات المتحدة تعتقد ان ايران هي وراء هجوم الكتروني كبير على شركة النفط الحكومية السعودية وشركة قطرية للغاز.
من جهة اخرى، قرر قائد سلاح الجو الاسرائيلي الميجر جنرال امير ايشل ايقاف كل الحصص التدريبية للطائرات المقاتلة في الاجواء الاسرائيلية مدة 24 ساعة بسبب مخاوف تتعلق بالامن. وكانت طائرتان مقاتلتان اقتربتا احداهما من الاخرى بشكل بالغ الخطورة خلال احدى الحصص التدريبية.

الوضع في لبنان مطروح الأربعاء في بروكسل، وأمس كان متداولاً في القمة الـ14 لمنظمة الفرنكوفونية للدول الناطقة كليا او جزئيا بالفرنسية في كينشاسا (الكونغو). وقبل ثمانية ايام، استفسر المشاركون في قمة "اسبا 3" (مجموعة دول أميركا الجنوبية والدول العربية) عن أحواله وتداعيات الازمة السورية المتفاقمة.
ويناقش مجلس الشركة بين لبنان والاتحاد الاوروبي الأربعاء المقبل، الاوضاع في لبنان والمنطقة والازمة السورية وانعكاساتها على الداخل وعلى دول الجوار، في ظل فشل المساعي الدولية وقبلها العربية لوقف القتال الذي يتجدّد يوميا من دون توقف، اضافة الى موضوع اسلحة التدمير الشامل، وملفات اخرى ذات صلة. الجلسة سنوية وتخصّص لمراجعة قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وانسانية، في اطار أسئلة أوروبية وأجوبة لبنانية.
يمثل لبنان في هذه الجلسة التي تعقد مرة كل سنة، وزيرا الخارجية والمغتربين عدنان منصور والاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، فيما يمثل الجانب الأوروبي وزيرة الخارجية القبرصية إيراتو كوزاكو - ماركولي التي تترأس بلادها حالياً الاتحاد الأوروبي. ويشارك في الاجتماع الذي يلتئم في مقر المفوضية في بروكسل، وفدان ديبلوماسيان.
ومن المقرر أن يشرح منصور الجانب السياسي من الوضع اللبناني والإقليمي والشرق أوسطي، وخصوصاً تعثر معالجة الأزمة السورية. مع الاشارة الى ان الوزيرة إيراتو كانت التقت نظيرها اللبناني في 29 ايلول الماضي في نيويورك. إلا أن لقاء بروكسل بينهما هو تقويم لـ"سياسة الجوار" التي تحكم العلاقات بين لبنان والاتحاد، بعد دخول اتفاق الشركة بينهما حيّز التتنفيذ عام 2006، والموافقة على خطة العمل الخاصة بينهما أيضا عام 2007، واطلاق "الاتحاد من اجل المتوسط" (الشركة الأورو - متوسطية المعززة) عام 2008.
وسيكون لقاء بروكسل أوسع من ناحية المحاور السياسية -الاقتصادية - الاجتماعية والانسانية، لجهة مسائل داخلية أو سورية أو إقليمية.
وتدعو المفوضية الأوروبية لبنان الى "اعتماد قانون انتخاب جديد في توقيت جيد لإجراء انتخابات تشريعية سنة 2013، مما يجعل الإجراءات الانتخابية متلائمة أكثر مع المعايير الدولية"، وفقاً لتقرير "حزمة الجوار" السنوية الذي صدر في 15 أيار الماضي ويتألف: أولاً من تقرير مشترك يتضمن "تقديم السياسة الأوروبية للجوار الجديدة"، وثانياً تقرير منفصل يقترح "خريطة طريق مع الجوار الشرقي"، وثالثاً تقرير عن "الشركة من أجل الديموقراطية والإزدهار المشترك".
وسيشرح منصور ما يجري من اجتماعات لإدخال تعديلات على قانون الانتخاب، برغبة من معظم الكتل النيابية، الى التحضيرات الجارية لإجرائها في موعدها، فضلاً عن مشاركة المنتشرين اللبنانيين في الخارج. ويذكر أن الاتحاد خصّص مليوني أورو لدعم الاصلاح الانتخابي.
وستستفسر المسؤولة الأوروبية عن مسألة "تقليص عدد مشاريع القوانين المتراكمة حالياً في مجلس النواب، والمضي قدماً في اعتماد المقترحات التشريعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية.
وستسأل أيضاً عن الإجراءات المتخذة لتحسين فاعلية القضاء واستقلاليته، والتشجيع على استعمال الحاسوب في المحاكم والاستقلالية في التعيينات القضائية.
ومن الأسئلة الأوروبية، مدى إيلاء دور المرأة الإهتمام سواء في القطاع العام أو في القطاعات الاقتصادية، وكذلك ماهية الاجراءات المتخذة لتحسين حقوق اللاجئين الفلسطينيين في التملك والعمل والضمان الاجتماعي مع احترام حق العودة، وماذا عن مذكرة التفاهم الشاملة بين السلطات اللبنانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتوقيعها، لتحسين حماية اللاجئين وطالبي اللجوء. ويتوقع أن يبدي الجانب الأوروبي ارتياحاً الى الوفاء بتسديد الموجبات المالية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
الأسئلة عن الأزمة السورية وما يصيب لبنان منها ستكون متعددة، وسيردد منصور على مسامعها ما انتهجته الحكومة من سياسة النأي بالنفس حيالها التي أيدتها قوى الداخل على اختلاف انتماءاتها والتي أثبتت فاعليتها. غير ان الاتحاد الاوروبي قلق من احتمال امتداد الازمة السورية الى لبنان، وينصح عبرها، القوى السياسية من دون استثناء، رص الصف وتوحيد الكلمة لتحصين الموقف من أجل إبطال محاولات تجرى لنقل الاقتتال إليه، والتي فشلت الى الآن بفضل وعي جميع الزعماء على تنوعهم. غير أن إيراتو ستثير موضوع الخروق السورية للحدود في الشمال والبقاع، والجواب ان الاتصالات التي أجريت بدمشق حتى الآن، اكدت أن لا نية عدوانية حيال لبنان، وان سقوط بعض القذائف داخل الاراضي المتاخمة للحدود يعود الى تعقّب المسلحين الذين يقاتلون النظام. وسيطلع منصور نظيرته على أن الجيش اللبناني منتشر على الحدود مع سوريا، لمنع ادخال الأسلحة والمقاتلين عبرها. كذلك سيشرح موقف لبنان الرافض أسلحة الدمار الشامل وتحويل منطقة الشرق الاوسط خالية منه.
اما الاسئلة الاقتصادية، فسيرد عليها الوزير نقولا نحاس، وتتناول ارتفاع تضخم مؤشر اسعار المستهلك بسبب بطء حركة الصادرات وتدفق الاستثمارات نتيجة الاضطرابات الاقليمية، وارتفاع العجز حيال اجمالي الناتج المحلي، كذلك ارتفاع نسبة الدين العام الى حدود 134 في المئة من اجمالي الناتج المحلي وسبل ادارته بمساعدة البنك الدولي، والبطالة، ومعايير العمل وحماية التنظيم النقابي، وحرية حركة السلع، النقل، الطاقة، التغيير المناخي، البيئة، البحث، التعليم، الصحة ووقف التدخين، والثقافة.

تواصلت التحقيقات التي يتولاها القضاء العسكري في اشراف النيابة العامة العسكرية، في عملية فرار 3 عناصر من تنظيم "فتح الاسلام" من سجن رومية، وقد أوقف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر امس عددا من الضباط والعناصر الامنية من بينهم آمر السجن الرائد أحمد ابو ضاهر والملازم عبد الحفيظ فواز بتهمة التقصير في اداء الواجب القاضي بحماية السجن.
وعلمت "النهار" في هذا الاطار، أن التحقيقات شملت حتى مساء امس 64 عسكريا بينهم عدد من الضباط والرتباء، فيما كانت فيه القوى الامنية تجرد حملة دهم كبيرة وشاملة داخل المبنى "ب" من مباني سجن رومية الذي يؤوي السجناء الاسلاميين، في سياق عملية دهم من النوع الكبير تحصل للمرة الاولى منذ 6 سنوات في هذا السجن، اذ تمت مباغتة السجناء بسرعة كبيرة عند ساعات الفجر الاولى اثناء نومهم، بعد التفاوض والتنسيق مع قائدين من السجناء في الداخل هما "ابو عبيدة" و"ابو وليد".
وأسفرت العملية عن ضبط اعداد كبيرة من الممنوعات، من بينها مناشير حديد كهربائية من نوع "صاروخ" يمكن ان تقتلع ابوابا حديدا مهما بلغت سماكتها، ومقادح كهربائية كبيرة يمكن ان تهدم جدارا بذاته، وحقن لم تعرف الوجهة المقررة لاستعمالها، وادوات حادة، وسواطير وأكثر من 500 هاتف خليوي، وادوات لا تخطر في بال احد، وهو الامر الذي جعل بعض ضباط القوة التي نفذت عملية الدهم يجزمون امام رؤسائهم، بأن عملية كبيرة جدا كانت تحضر في سجن رومية لعملية فرار جماعي على مستوى السجناء الاسلاميين، كانت ستهز البلاد لو قيض لها ان تنجح وتقضي على ما تبقى من هيبة الدولة.
وأشارت معلومات خاصة الى ان التحقيقات كشفت ان المتواطئين من العسكريين الذين تم كشفهم حتى الآن هم خمسة، رتيبان و3 عناصر حرس تم توقيفهم، بعد ثبوت تواطئهم مع السجناء الثلاثة وتسهيل عملية فرارهم بعدما وضع السجناء خطة محكمة، منذ اكثر من شهرين.
كذلك لفتت المعلومات الى ان ثمة اتجاها لتوقيف المزيد من الضباط مسلكيا ايضا، بتهمة التقصير في واجباتهم.
وعلم من مصدر امني ان تعدادا للسجناء بالاسم والصورة جرى امس للمرة الاولى في سجن رومية في كل الاقسام، حيث كانت عملية التعداد اليومي تتم سابقا بشكل غير جدي، اذ ما ان يصل العسكري المكلف الى طبقة من طبقات المبنى، حتى يسأل مراقب السجن عن تعداده، فيرد المراقب بذكر رقم السجناء لديه، وعند ذلك يدون العسكري العدد بناء على الكلام، ويغادر مكتفيا بهذا الاجراء الصوري.
وأضاف انه: على اثر هذا الحادث باشرنا عمليات تعداد إسمية وصورية على أسس واضحة وشفافة، في حضور كل من يذكر اسمه قبالة العسكري".
ونفى مصدر امني لـ"النهار" ان يكون للحديث عن وجود مطبعة لتزوير البطاقات داخل السجن اي أثر او جدية، ولم ينف ان يكون تزوير البطاقات تم في الخارج، وسلمت البطاقات المزورة الى السجناء الفارين الثلاثة بعد ذلك، ولفت الى ان الكاميرات الموجودة في السجن تعمل بشكل طبيعي وهي موصولة ببرنامج التسجيل (DVR) وتغطي المداخل والامكنة الرئيسية في السجن، لكن التحقيقات لم تصل الى اي صور تتعلق بعملية الهروب، مما يعني ان العملية حصلت بعيدا عن نطاق تغطية التصوير الآلي للكاميرات، باعتبار ان الفارين الثلاثة والمسهلين يعرفون جيدا نطاق تغطية كاميرات المراقبة.
واشار المصدر الامني الى ان أسلوب التعامل الامني أساسا مع مبنى الإسلاميين له خصوصيته، وطريقة التعامل معهم تتم على اسس يعرفها العناصر، ومنها ان كل تحرك داخل السجن يحصل بالتفاوض مع السجناء وليس بالقوة، ذلك ان هؤلاء السجناء يتخذون صفة "السجناء ذوي الخصوصية الامنية"، ولذلك تم التفاوض والتنسيق مع "ابو عبيدة" و"ابو وليد" لتنفيذ حملة الدهم امس.
وفي هذا السياق طالب المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد، بتصريح امس، النيابة العامة التمييزية ووزير الداخلية بـ"فتح تحقيق قضائي شامل في عملية فرار السجناء الثلاثة، على أن يشمل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس فرع معلوماته العميد وسام الحسن، ولا يقتصر الامر على معاقبة ضابط مسكين او رقيب غير مدعوم كما جرت العادة".
ورأى ان "الخلل في هذه القضية يأتي بالدرجة الأولى من تعليمات ريفي والحسن لأسباب أهمها التجارة السياسية بموقوفي فتح الاسلام والاصوليين، إذ انهما يسترضيان من جهة السفارات الأجنبية بأنهما يحاربان الأصولية ويسجنان عناصر فتح الإسلام، في حين انهما في المقابل يسترضيان تلك العناصر من خلال تسهيلات غير قانونية تمنح لهم داخل السجن، بينما المطلوب التعجيل في محاكمة هؤلاء والإفراج فورا عن الأبرياء منهم".

للمرة الثانية في اقل من شهر يُحبس قسم كبير من سكان بيروت في منازلهم بعد اقفال الطرق المحيطة بساحة الشهداء افساحاً في المجال للشيخ احمد الاسير لتنظيم اعتصامه الثالث هذه السنة والمطالبة بنزع سلاح المقاومة واسقاط الرئيس السوري بشار الاسد و"مواجهة المشروع الايراني الحاقد".
فالاجراءات الامنية التي رافقت اعتصام عدد من انصار امام مسجد بلال بن رباح في وسط العاصمة تحت شعار"نصرة الشعب السوري" لم تكن مبررة، علماً ان اعتصامات مشابهة كانت تحتضنها الساحة من دون ان تلجأ القوى الامنية الى تقطيع اوصال المدينة ومنع سكانها من الاستمتاع بيوم عطلة يخفف عنهم اعباء الحياة الصعبة وما يصنعه السياسيون اللبنانيون.
لم يضف الاعتصام جديداً الى المشهد الداخلي المأزوم على وقع تداعيات الازمة السورية. فلا الهتافات ولا الحشد الذي توافد الى ساحة الشهداء امس قادران على تغيير المعادلات المحلية والاقليمية. فالمقاومة لن تسلم سلاحها تحت ضغط هتافات اضحت تقليدية، ولا الرئيس السوري سيحزم امتعته ويهجر قصر المهاجرين، عدا عن ان الطرف الداخلي الذي كيلت له الشتائم ماض في سياسة تجاهل الاسير مهما ارتفع سقف انتقاداته.

 

انصار الاسير وصلوا الى ساحة الشهداء باعداد اقل بكثير من تلك التي احتشدت في الساحة عينها قبل ثلاثة اسابيع، ولوحوا بالرايات السود وبعض رايات تنظيم "القاعدة" والعلم السوري قبل الاستقلال، وكان لافتا رفع أعلام لتيار المستقبل.
ساحة الاعتصام بدت نسخة منقحة من اعتصام 23 ايلول الفائت، مع تغيير بسيط افضى الى جمع عشرات الكراسي فوق بعضها خشية اظهارها فارغة من جالسيها، وكان الحضور النسائي اقل مما توقعه المنظمون، ولوحظ نشاط عناصر الانضباط في تنظيم صفوف المعتصمين، فيما فصلت النسوة عن الرجال وسط الهتافات المناهضة لسوريا ورئيسها وللمقاومة، على وقع شعارات "حزب الله ارهابي" والشتائم للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
طقوس الاعتصام كانت عادية، فالاسير وصل بعد وصول انصاره وعدد من المعارضين السوريين بعدتهم الكاملة من رايات وصور وحناجر تهتف ضد "اعداء الشعب السوري". اما خطاب امام مسجد بلال بن رباح فجاء ضمن السقف الذي اعتاده الجمهور الذي اطربته تواشيح الفنان السابق فضل شاكر.

 

لم يفاجأ المتابعون لتحركات امام مسجد بلال بن رباح بالوتيرة المرتفعة لخطاب يتكرر مرات عدة في الشهر الواحد، فالشتائم للمقاومة والاسد ليست جديدة لكن الاسير توعد بعدم السكوت بعد اليوم عن "المشروع الايراني النجس الذي يتلطى خلف القضية الفلسطينية"، وحذر القيادات في قوى 8 و14 آذار من السكوت، معتبرا "ان الطائفة السنية تتعرض للاعتداء منذ سنوات، وان ما طالها من اعتداءات لم يطل المسيحيين او الدروز او الشيعة". وقال: "لن نسكت بعد اليوم عن سلاح المتاجرة بالقضية الفلسطينية، واذا حصلت حرب مذهبية يكون المشروع الايراني الخسيس أباها وأمها، ولن نسكت عن سلاح الحزب الايراني الذي اغتال الرئيس رفيق الحريري وقتل 57 مسلماً سنياً في بيروت في 7 ايار 2008، وهذا السلاح يقتل اخوتنا السنة في سوريا". ورفض الاسير ارسال الطائرة "ايوب" الى اسرائيل، ساخراً من الاستراتيجية الدفاعية التي ستناقش على طاولة الحوار.
وختم بأن "ابطال سوريا كسروا الهلال (الشيعي) في وسطه وسيزيلونه قريباً". وضرب موعداً "للقاء القريب في حلب والسويداء والشام" قبل ان يتفرق انصاره بهدوء على وقع الهتافات والاناشيد.

طوقت قوة من الجيش خلافا في منطقة زقاق البلاط بعد ظهر امس بين أنصار الشيخ أحمد الأسير وعدد من الصبية من ابناء المنطقة.
وأشارت المعلومات الى انه لدى مرور موكب الاسير في المنطقة رمى عدد من الصبية من ابناء المنطقة المؤيدين لاحد الاحزاب، موكب سيارات الاسير بالحجارة، فنشب شجار وتضارب بين الطرفين، تدخلت على اثره قوة من الجيش حضرت الى المنطقة وطوقت الخلاف، ولم يسجل سقوط جرحى.

مرّ خبر مهاجمة مركز الاستخبارات الجوية السورية في ضاحية حرستا الدمشقية الاسبوع الفائت مرور الكرام على الرأي العام اللبناني، وكذلك كان امر الاخبار التي نشرت عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في سجن معرة النعمان خلال المعارك مع المعارضة المسلحة السورية. وقال بعض وسائل الاعلام ان المجزرة طالت عدداً لا بأس به من المعتقلين السياسيين والسجناء، في حين تمكن آخرون من النجاة بأنفسهم، او لم يستطع جلادو النظام تصفيتهم بسبب وصول المسلحين الى مقر السجن.
لكن هذه المعلومات بالذات هي مدعاة قلق كبير لدى متابعي قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وخصوصاً ان معتقلات الاستخبارات الجوية السورية معروفة بأنها تضم غالبية المعتقلين السياسيين اللبنانيين لدى النظام السوري وملفات مؤسسات حقوق الانسان المحلية والعالمية تحفل بترداد اسم هذا المعتقل، وهم في غالبيتهم من المنسيين في تلك الزنزانات، والذين لا تكترث الدولة اللبنانية لأمرهم ولا تستطيع المنظمات العالمية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر لا سابقاً ولا حالياً زيارتها لأنها تصنف في فئة المعتقلات السرية جداً للنظام. ويؤكد المعتقلون السابقون في السجون السورية ان زملاءهم اللبنانيين يتوزعون على كل المعتقلات السرية والعلنية السورية على حد سواء، ويشيرون على سبيل الدليل والاثبات الى ان المواطن اللبناني وليد ملو من زحلة كان معتقلاً في سجن معرة النعمان، وتالياً فإن الخطر الذي يتهدد المعتقلين اللبنانيين ثابت وأكيد ولا يحتمل أي تأويل او تبرير.    
ويشرح معتقل محرر آخر ان المعلومات المتوافرة من المفرج عنهم اخيراً، سواء المعتقلين السياسيين أو الجنائيين تشير بصورة متواترة،  الى قيام السلطات السورية بحركة نقل واسعة للمعتقلين لديها من السجون غير الآمنة او التي يمكن ان تكون معرضة لهجمات المعارضة المسلحة الى مناطق أكثر اماناً او اكثر موالاة للنظام. ويشدد اصحاب المعلومات على ان  المفرج عنهم سمعوا اخبار المناقلات او علموا بها بالتواتر من معتقلين آخرين. وهكذا يحذر المعتقلون السابقون من عواقب تعرض من تبقى من المعتقلين اللبنانيين في سوريا للقتل والتصفية او وضعهم في الواجهة في غمرة الصراع. ويشدد اصحاب هذه المعلومات على ان معتقلات دمشق وضواحيها "تعج" باللبنانيين من كل المشارب والاتجاهات والسياسية، والذين لا يمكن الوصول الى معرفة اسمائهم بسبب تركيبة نظام المعتقلات السورية التي تلغي اسماء المعتقلين الحقيقية وتمنحهم ارقاماً يحظر عليهم استعمال غيرها.
ويؤكد المعتقلون السابقون انهم حاولوا التواصل مع المعارضين المسلحين في شمال سوريا، من اجل التوصل الى معلومات حقيقية عما جرى في سجن معرة النعمان او اي من معتقلات فروع الاستخبارات السورية في تلك الانحاء، لكن الجواب جاء مبهماً بسبب استمرار القتال بضراوة في تلك الانحاء وعدم حسم الامور ميدانياً على الارض مما يتيح التفرغ لمتابعة قضية المعتقلين والسجناء السياسيين في تلك الناحية، والاهم بالنسبة الى لجان المعتقلين والاهالي ان الدولة اللبنانية يجب ان تبادر الى سؤال السلطات السورية عن مصير اللبنانيين لديها واعادتهم الى لبنان قبل ان يسقط من بقي حياً منهم بالنيران المتبادلة بين النظام والمعارضة في سوريا.   

بعد انقطاع اشهر، عادت الجالية السورية في لبنان الى تنظيم التظاهرات الداعمة للرئيس السوري بشار الاسد. وامس انطلقت مسيرة من أمام السفارة الصينية في منطقة بئر حسن إلى السفارة الروسية في كورنيش المزرعة، للتعبير عن الشكر للمواقف التي تتخذها كل من الصين وروسيا الى جانب سوريا.
وشارك في المسيرة ممثلون لـ"القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية"، ورفعت فيها الأعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الاسد ولافتات التأييد له وللجيش السوري. وكان في استقبال المسيرة امام السفارة الروسية السفير الكسندر زاسبكين الذي كرر مواقف بلاده من الازمة السورية.
وألقى الدكتور جمال المحسن كلمة باسم الجالية السورية، شدد فيها على "رفض السوريين وكل الشرفاء التدخل الخارجي في شؤون سوريا"، وحيا "الجيش العربي السوري وبطولاته التي يقدمها دفاعا عن سورية وشعبها". كما حيا روسيا والصين "لوقوفهما المشرف الى جانب سوريا في وجه ما تتعرض له من مؤامرة دولية مكشوفة هدفها تدمير سوريا والحاقها بالتبعية للاميركيين والاسرائيليين". وقال: "ان روسيا والصين الصديقتين للشعب السوري وقفتا الى جانب سوريا التزاما لمبادئ ميثاق الامم المتحدة الخاصة باحترام سيادة الدول، ووضعتا بموقفهما هذا حدا للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم".
وحمّل المحسن في كلمته "الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وحلفاءها، مسؤولية استمرار سفك الدم السوري الغالي ومدهم المخربين والمسلحين الارهابيين المجرمين بكل انواع اسلحة الفتك والقتل والتدمير".
ثم القى خالد الرواس كلمة "الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية"، فندد بـ"المشروع التآمري على سوريا وبالدول الداعمة للارهاب والارهابيين الذين يقومون بعمليات تخريب وقتل بدعم وتمويل من بعض الدول العربية وفي مقدمها قطر والسعودية، اضافة الى تركيا".
وحيا مواقف روسيا والصين من سوريا، وأكد الرواس ان "سوريا ستنتصر على المؤامرة التي تتعرض لها بفضل صلابة شعبها وقوته والتفافه حول قيادته الحكيمة"، كما حيا "الجيش العربي السوري وتضحياته من اجل بقاء سوريا ممانعة ومقاومة لكل اشكال التآمر، من اي جهة كانت".
وختاماً، شكر السفير الروسي مبادرة الجالية السورية، مؤكدا "رفض روسيا كل اشكال التدخل الاجنبي في الشؤون السورية الداخلية"، ومشددا على "ثبات موقف روسيا، مما تتعرض له سوريا اليوم". وجدد تأكيد "أهمية الحوار الوطني بين السوريين انفسهم".

اعلن نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان الحزب سيقوم بكل ما يعزز قدرات المقاومة الدفاعية ويعزز حضورها ووجودها في مواجهة اسرائيل".
وقال خلال احياء ذكرى اسبوع جعفر الموسوي الذي قضى في انفجار مخزن الاسلحة في بلدة النبي شيت. "جعلنا كل شيء في خدمة المقاومة، السلاح للمقاومة، والمخازن للمقاومة، والتدريب للمقاومة، وحضورنا في اي مكان للمقاومة، وخدماتنا الاجتماعية لمصلحة المقاومة، ووجودنا في المجلس النيابي او في الحكومة تحت سقف المقاومة والمرابطة على الحدود في مواجهة اسرائيل، ووجونا في القرى والمدن الخلفية، اي اننا نعيش كل حياتنا على قاعدة المقاومة".
واضاف: "ان سلاح المقاومة واحد واداؤها واحد، لا تميز بين تقديماتها المختلفة الادارية والتنظيمية والمقاومة، وحيث وجد هذا السلاح او خفي فهو سلاح مقاومة وليس لديه اي اهداف اخرى، وقد اثبت صدقيته كحال المقاومة التي اثبتت ايضا صدقيتها الى درجة حصل معها شبه اجماع لبناني حول المقاومة في السنوات السابقة وبنينا على هذا الاجماع اللبناني تقريبا وفتشنا عن مصادر القوة الحقيقية، فوجدنا ان ثلاثة مصادر اساسية لرفعة هذا البلد ولنجاحه وقوته: الجيش والشعب والمقاومة".
ورأى ان الاستراتيجية الدفاعية هي استراتيجية ثلاثي القوة الجيش والشعب والمقاومة وتؤمن بثلاثة امور:
اولا، تبنتها حكومات الوحدة الوطنية وحكومات الاكثرية في بياناتها الوزارية، لانها وجدت ان القابلية الشعبية العامة تريد هذه المقاومة مع الجيش والشعب.
ثانيا، هذه المعادلة الثلاثية جدية في التحرير وطرد اسرائيل، وفي مواجهة عدوان 2006، والى الان لا جدوى لاي استراتيجية اخرى الا هذه الاستراتيجية.
ثالثا، حمت هذه المعادلة لبنان من المشروع التوسعي الاسرائيلي واعاقت التوطين، نحن متمسكون بها لانها نافعة وناجحة واعطت ثمارها، مؤكدا "ان طائرة ايوب هي جزء من استراتيجية قوة لبنان، وليست خارج هذه الدائرة".
ورفض "نظرية التفريط بالمقاومة بحجة حصرية السلاح بيد الدولة"، وقال: "الحزب هرب من الفتنة وواجه كل مقدماتها على الصعيد الداخلي من اجل ان يحافظ على الاولوية، وتعالى عن الحرتقات والاكاذيب والبهتان، لابقاء البوصلة في اتجاه اسرائيل، فالشؤون التي تتحمل الدولة مسؤوليتها لا تتدخل فيها المقاومة والدفاع عن الوطن  مسؤولية الجيش والدولة ومسؤولية كل قادر ان يسد الثغرة"، مؤكدا ان الحزب دعا الدولة مراراً وتكراراً لتقوم بواجباتها في المناطق المختلفة ولم تستجب الدولة، بل كانت هناك حجج مختلفة لعدم ضبط بعض الامور الامنية في الضاحية او في اي مكان من الامكنة، وهذا التقاعس مسؤولية الدولة وليس مسؤولية الحزب الذي لم يقبل بالاصل بالادارة المدنية ولا بأن يحل محل الدولة في اي مرحلة من المراحل. لذا موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، لا احد ينافس الدولة بان يكون السلاح معها لضبط الامن والدفاع عن الحدود، لكن اذا كان المقصود ان هذا الشعار لتجريد المقاومة من سلاحها نقول لهم هذا آخر ما يمكن ان تفكروا فيه او ان يحصل".

تسارعت الأحداث الأمنية عند الحدود اللبنانية – السورية في البقاع الشمالي أمس، حيث تقدم الجيش السوري على أكثر من محور وكثّف عملياته العسكرية على طول الحدود الممتدة من بلدة الطفيل شرق بعلبك مروراً  بعرسال وصولا الى الهرمل، خصوصاً عند منطقة جوسيه السورية الحدودية المحاذية لمنطقة مشاريع القاع اللبنانية التي شهدت اشتباكات عنيفة، وقصفاً كثيفاً من المدفعية الثقيلة خلال اليومين الأخيرين واشتدت من جراء محاصرة الجيش السوري لمنطقة ريف القصير، وملاحقة العناصر المسلحة والاشتباك معها حيث اكد بعض الاهالي فرار عدد من العناصر المسلحة الى منطقة المشاريع اللبنانية.
وتزامن ذلك أيضاً مع اشتباكات عنيفة عند الحدود المحاذية لبلدتي طفيل وعرسال، مما ادى الى سقوط عدد من القذائف المدفعية في خراجهما.
ونقل من بلدة ربلة داخل الاراضي السورية عبر بلدة حوش السيد علي الحدودية اللبنانية الى "مستشفى البتول" في الهرمل، المواطنان عبده يعقوب الأحمر (65 عاماً) وطيف الله نقولا عطية (59 عاماً) من مواليد الشواغير- الهرمل وسكان ربلة، من جراء اصابتهما بجروح بالغة، وما لبثا ان فارقا الحياة، وأعيد نقل جثمانيهما الى ربلة  لمواراتهما.
وفي المقابل، كثف الجيش اللبناني انتشاره في المناطق الحدودية، في ظل تصاعد مخاوف الأهالي من تمدّد الازمة السورية الى بلداتهم، خصوصاً ان الأيام الأخيرة كانت الأعنف منذ بداية الأحداث السورية وفرار عدد من المسلحين الى الأراضي اللبنانية.

رأى رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في "إطلاق "حزب الله" طائرة دون طيار وطيرانها داخل البحر مدة طويلة، ثم دخولها المجال الجوي للاراضي المحتلة من اسرائيل في منطقة الجنوب، خرقاً للقرار 1701".
وقال في ندوة صحافية على هامش استقباله في الهلالية وفدا من منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب برئاسة الدكتور ناصر حمود و"ملتقى جمعيات الاسعاف" ووفوداً: "لدينا عدو اسرائيلي واحد، ونحن نعتز بكل انجاز ضده، ولكن أن يحصل ذلك من حزب الله وان يعلن ذلك السيد حسن نصر الله، فهو عملية توريط للبنان في عمليات عسكرية وفيه ربما ردود فعل اسرائيلية على لبنان، لم يستشر بها لبنان ولم تستشر بها الحكومة اللبنانية، وبالتالي تشكل تعريضا حقيقيا للأمن الوطني اللبناني وللمواطنين اللبنانيين".
وأشار الى "أن السيد حسن نصر الله اتخذ لنفسه صفة انه من يعلن الحرب، ومن يستطيع ان يقوم بهذا الأمر ولا يسأل عن اي سلطة في لبنان، ولا يسأل ماذا يريد اللبنانيون، وهل هم على استعداد لأن يخوضوا مثل هذه المعركة وأن يخوضوا حربا ضد اسرائيل؟ والأمر الثاني يظهر أن هذا القرار إيراني، فهل صحيح ان اطلاق مثل هذه الطائرة هو قرار لبناني أو من خلال المقاومين اللبنانيين؟ لا شك في أن هذا العمل يحتاج الى تقنيات لا تتوافر إلا لدى إيران، هو عمل إيراني وادخل لبنان في لجة الصراعات الاقليمية والدولية، وبالتالي جعلنا نحن في لبنان منصّة لتبادل الرسائل ولإيجاد السبل التي قد تودي بالاوضاع والنتائج الا ما لا تحمد عقباه".
ولاحظ "أن ما حصل خلال هذه المدة من أحداث تتعلق بموضوع الطائرة دون طيار، والانفجار الذي حصل في النبي شيت، والتدخل العسكري في سوريا، كلها مؤشرات لما يسمى نقض كل فكرة البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وما جرى التوافق عليه في جلسات هيئة الحوار السابقة في ما يتعلق بالنأي بالنفس وتحييد لبنان".
وعن مشاركة "حزب الله" في الاقتتال الدائر في سوريا، اعتبر "أن ذلك فتح الباب لإشكالات بين اللبنانيين وبين السوريين، وان كل التبريرات التي اوردها السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير لا تقنع أحداً، بل هو فتح باباً لا يمكن إقفاله أن يستخدم ذريعة لأي فريق آخر للتدخل في سوريا".

طالبت إسرائيل لبنان عبر الأمم المتحدة بالتدخل لمنع تشييد منتجع سياحي على ضفة نهر الحاصباني في جنوب لبنان، تحسبا من أن يؤدي ذلك إلى تلويث مياه نهري الحاصباني والأردن التي تصب في بحيرة طبريا شمال إسرائيل.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الى تصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان أخيراً، في أعقاب أعمال بناء منتجع لبناني مساحته 40 دونماً على الضفة الغربية لنهر الحاصباني، وعلى بعد 3 كيلومترات من مزارع شبعا المحتلة.
وأضافت أن مداولات أجريت في جهاز الأمن وسلطة المياه في إسرائيل، أثارت تخوفات من أن تؤدي أعمال بناء المنتجع اللبناني، وبعد ذلك مياه الصرف الصحي التي ستضخ منه، الى تلوث المياه التي تصل إلى إسرائيل.
كذلك أشارت الى أن إسرائيل تتخوف أيضا من تغيير مجرى النهر، بما يؤثر على كميات المياه التي تصل إليها.
وقالت الصحيفة إنه بعد توجه إسرائيل إلى الأمم المتحدة طالبة تدخل الدولة اللبنانية في الأمر، وصلت معلومات تفيد أن الجيش اللبناني الذي على ما يبدو يتخوف من تصعيد إقليمي، أوقف أعمال بناء المنتجع.
لكن إسرائيل تتخوف من استئناف أعمال البناء في المستقبل، ولذلك تتابع سير الأمور في المنتجع.
وعقب الناطق العسكري الإسرائيلي بالقول إنه "جرى التعرف الى تجاوزات بناء لبنانية في منطقة الحاصباني خلف الحدود، والموضوع قيد التدقيق".

نفذت قوة من الجيش عمليات دهم مساء امس في محلة الشراونة في بعلبك، حيث منازل آل جعفر، اسفرت عن تحرير المواطن المخطوف يوسف قاسم سكرية الملقب بـ"الصيني" (58 عاما) الذي كان اربعة مجهولين في سيارة "جيب شيروكي" خطفوه الساعة الاولى بعد ظهر السبت الماضي من محلة الزيتون على طريق عام بعلبك - الفاكهة في البقاع الشمالي.
ويقوم الجيش بملاحقة الخاطفين المعروفين لديه، بعدما استمعت مخابرات الجيش في ابلح الى افادة سكرية واعادته الى منزله.
وأفيد لاحقا ان أحد الخاطفين يدعى أ. ياسين، أما الثلاثة الآخرون فهم من آل جعفر، وان أسباب الخطف تعود الى خلافات بينهم وبين شقيق المخطوف.

 

اعتصم امس عدد من سكان منطقة باب التبانة في شارع سوريا للمطالبة بدفع تعويضات الاغاثة للمتضررين من الاشتباكات الاخيرة.
وألقى الشيخ وليد طبوش كلمة دعا فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاسراع في دفع التعويضات، مهددا "بقطع كل الطرق في التبانة يوم الخميس المقبل في حال عدم الاستجابة لمطلبهم".

 

نفت مصادر أمنية إسرائيلية علمها بفرار مسؤول كبير في "حزب الله" إلى إسرائيل، حسبما ذكر بعض وسائل الإعلام اللبنانية.
ونقلت وكالة "الشرق الأوسط المصرية" من غزة عن إذاعة "صوت إسرائيل" أن هذه الأنباء كانت قد أشارت إلى أن حسن فحص، من مسؤولي قسم الأموال التابع للحزب، قد فرّ إلى إسرائيل وفي حوزته وثائق سرية وخرائط ومبلغ يقدر بنحو خمسة ملايين دولار تلقته المنظمة من إيران.

 

أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان طائرتين حربيتين للعدو الاسرائيلي خرقتا قبل ظهر امس الاجواء اللبنانية، ونفّذتا طيراناً دائرياً فوق الجنوب والشوف والبقاع الغربي.

 

أدى سقوط كتلة اسمنت من مكب جبل النفايات في صيدا في محاذاة شاطئ البحر الى مقتل الفلسطيني ناظم موسى (20 عاما) من مخيم عين الحلوة فيما كان يعمل على جمع الخردة في المحلة.
وسحبت فرقة من الدفاع المدني في صيدا الجثة ونقلتها الى مستشفى في المدينة، وفتحت القوى الامنية تحقيقا. وافيد عن توقيف سائق شاحنة كان يعمل على سفح المكب الذي سقطت منه الكتلة.

 

نشطت عمليات السرقة في البقاع الاوسط خلال اليومين الماضيين بشكل لافت، اذ سرق لصوص ليل الجمعة الماضي سيارة "مرسيدس 280" صنع 1976 تحمل اللوحة رقم 191710/و يملكها الفلسطيني نمر ذبيان الابرهيم من محلة طريق السعادة في بلدة بر الياس في البقاع.
وبعد عودته الى منزله في شتورة، الاولى فجر السبت، وجد محمد عطية خضر (59 عاما) باب شقته مفتوحاً بالكسر والخلع، وقد تمت سرقت الخزنة داخل غرفة النوم وفيها مبلغ 21 الف دولار بالاضافة الى مصاغ، وفي المحصلة وصلت قيمة المسروقات الى 50 مليون ليرة.
كذلك دخل لصوص مجهولون غرفة السوري ابرهيم احمد السكران (21 عاما)، الذي يعمل ناطوراً  لدى محمد ديب شرانق في جب جنين، ليل امس وهددوه بسكين وسرقوا منه بندقية صيد وهاتفه الخليوي ومبلغ 100 دولار وفروا.