نحو صياغة تسوية قادرة على إستيعاب تداعيات القرار الإتهامي

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 تشرين الثاني 2010 - 6:03 ص    عدد الزيارات 3147    القسم محلية

        


الحريري يجدّد تفاؤله بتجاوز العاصفة ··· ولندن وموسكو تتمسكان بالمحكمة لتحقيق العدالة
نحو صياغة تسوية قادرة على إستيعاب تداعيات القرار الإتهامي
غداء السفراء الثلاثة يسبق مجلس الوزراء ··· وعسيري يؤكد لـ <اللــواء> الحرص المشترك على الإستقرار

  الرئيس الحريري يتحدث إلى أفراد الجالية اللبنانية في لندن وبدت السفيرة انعام عسيران إلى أقصى اليسار

تنتظر الاطراف اللبنانية نتائج الاتصالات الجارية بين عدة عواصم معنية بالوضع الداخلي اللبناني، في وقت كان فيه الرئيس سعد الحريري يجري محادثات على درجة من الاهمية مع كبار المسؤولين في بريطانيا، على ان يتوجها اليوم بلقاء مع نظيره دايفيد كاميرون تتركز على العلاقات بين البلدين، فضلاً عن الدور البريطاني لحماية الاستقرار الداخلي، وعملية السلام المتعثرة في المنطقة، حيث تبلغ من وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان بلاده <تؤمن بأن على المحكمة الخاصة بلبنان اكمال عملها، وهذه عملية مهمة>، مجدداً دعم بلاده للرئيس الحريري في مواجهته لمحاولات صرف هذه العملية عن مسارها.

وبالتزامن كان الناطق الرسمي في الخارجية الروسية اندري نيستيرنكو يدعو الى تجنب الاعمال التي يمكن ان تزعزع استقرار لبنان، سواء عبر حوادث شبيهة باصطدام مجموعة من النساء بفريق المحققين التابعين للمحكمة او من خلال نشر فرضيات تستبق القرار الاتهامي.

وقال المتحدث الروسي ان <القرار الاتهامي يجب ان يستند الى وقائع موضوعية، ثم التحقق منها بشكل جيد>، مضيفاً بأن روسيا اعربت منذ البداية عن وقوفها الى جانب قيام تحقيق نزيه وعادل حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكي يلقى المسؤولون عن هذه الجريمة عقابهم، مؤكداً ان الموقف الروسي في هذا الاطار لم يتغير.

ومع هذين الموقفين تكون حلقة دول الخمس الاعضاء في مجلس الامن والمعنية بالمحكمة الدولية قد اكدت التزام المجتمع الدولي بها، في وقت كان فيه الرئيس الحريري يجدد تطمين اللبنانيين من السفارة اللبنانية في لندن بأن <وطنهم لن يسقط في الفتنة، وان لبنان لن يبقى رهينة للتهويل بالخراب، والحكمة هي التي ستنتصر في النهاية>، ملتقياً مع الرئيس نبيه بري بالنظر الى الوضع العاصف في لبنان، بعيون متفائلة.

اجتماع السفراء الثلاثة اما في الداخل، فقبل التوجه إلى جلستي مجلس الوزراء الأربعاء والحوار الخميس، لاختيار أين صبت المساعي، سواء داخل لبنان أو في العواصم ذات الصلة، يتابع اللبنانيون اليوم باهتمام بالغ ما ستسفر عنه جلسة الغداء على مائدة السفير السوري علي عبد الكريم علي في الحازمية التي يُشارك فيها ضيفاه سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري والسفير الإيراني غضنفر ركن ابادي للبحث في ما يمكن ان يوفراه من تغطية أو مظلة عربية - إيرانية لحمل اللبنانيين على تجاوز عاصفة القرار الاتهامي.

وأبلغ السفير عسيري <اللواء> ليلاً، بأن تلبية دعوة زميله السفير السوري بعكس حرص السفراء الثلاثة وحرص دولهم على الاستقرار في لبنان، وقال: <نحن نشجع الحوار بين جميع الأطراف اللبنانية لخدمة بلدهم، وسيجري التأكيد على ضرورة تمسك اللبنانيين بوحدتهم، وبضرورة تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة أية تطورات دراماتيكية>.

وأوضح مصدر في قوى 14 آذار أن الاتصالات العربية تهدف إلى صياغة تسوية تكون قادرة على استيعاب تداعيات القرار الاتهامي، من خلال توافقات على خطوات محددة تحظى بتأييد كل الأطراف المعنية.

شهود الزور في غضون ذلك، أكدت مصادر وزارية أن بحث بند شهود الزور مرشح للتأجيل، في ظل غياب التوافق وعدم التوصّل حتى الآن الى مخرج توافقي.

وقالت أوساط رئيس الجمهورية لـ <اللواء> أن الساعات المقبلة ستشهد تكثيفاً للمشاورات، سعياً إلى حل يخرج البلاد من ازمتها الراهنة.

الا أن وزيرة الدولة منى عفيش المحسوبة على وزراء رئيس الجمهورية أعربت لـ <اللواء> عن تفاؤلها بحدوث شيء ما خلال جلسة مجلس الوزراء غداً، مشيرة إلى انه بمجرد عقد الجلسة، بطريقة مفاجئة، يعني انه لا بد وانه حصل شيء إيجابي ما في الأفق، وهو ما ألمح اليه أيضاً وزير الشباب والرياضة المحسوب على حركة <امل> علي العبد الله.

ولفتت عفيش الى أن الرئيس ميشال سليمان لا يوفّر أحداً من مشاوراته داخلياً وخارجياً، من أجل الاستفادة من كل ما يقرّب الأفرقاء من بعضهم البعض، من دون أن يعني ذلك أن الرئيس يسمح للخارج بالتدخل في الشؤون الداخلية.

واستبعدت عفيش اللجوء الى التصويت بشأن إحالة ملف <شهود الزور> على المجلس العدلي، مشيرة الى أن النقاش سوف يدور حول كل شيء بهذا الشأن، إلا أن القرار سوف يؤخذ بالتوافق، لأن الرئيس سليمان لن يسمح بالمزيد من الانقسام الداخلي.

يُشار الى أن وزراء حركة <أمل> عقدوا مساء أمس اجتماعاً الى مأدبة عشاء في منزل وزير الصحة محمد جواد خليفة في حضور النائب علي حسن خليل، للتشاور في الاتصالات الجارية بشأن الملف المطروح على مجلس الوزراء غداً.

وتقرر أن يعقد وزراء المعارضة اجتماعاً موسعاً اليوم عشية الجلسة لتقرير الخطوات التي ستتخذ في المجلس خلال مناقشة بند شهود الزور.

وقالت مصادر في المعارضة، أنه في حال تقرر الاصرار على إنهاء النقاش في هذا الملف، وبالتالي طرح الموضوع على التصويت، فإن وزراء المعارضة سيلجأون الى شل عمل الحكومة، رداً على انسحاب وزراء الأكثرية من الجلسة، وهو القرار المتخذ من جانب قوى 14 آذار.

إلا أن مصادر وزارية أخرى رجحت عدم الوصول الى هذا الخيار، استناداً الى القرار المتخذ بالتهدئة، في انتظار الاتصالات العربية في هذا الشأن.

وأوضحت هذه المصادر أن لبنان دخل عملياً في هدنة عيد الاضحى المبارك، من دون ان يكون هناك تصعيد، افساحا في المجال امام المشاورات الجارية على الصعيد العربي، وتجاوباً مع طلب رئيس الجمهورية اعطائه مزيدا من الوقت، في اطار البحث عن مخرج توافقي، علماً ان التطورات الاخيرة اخرجت ملف شهود الزور من اطار المحكمة الدولية، بعدما بات البحث عمليا يتركز على ضرورة التفاهم على التداعيات التي قد تنجم عن القرار الاتهامي، على اعتبار ان الاولوية يجب ان تعطي لهذا القرار وليس لبعض متفرعاته.

ولم تستبعد بعض المعلومات ان تعقد قمة لبنانية - سورية بعد عيد الاضحى، فيما يتوقع ان تكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مجموعة اطلالات اعلامية ابرزها في يوم شهيد الحزب الذي يصادف يوم الخميس في 11 تشرين الثاني الحالي.

الحريري ولم يشأ الرئيس الحريري، في دردشة مع الصحافيين المرافقين له في زيارته الى بريطانيا ان يحدد موقفا من ملف شهود الزور المطروح على جدول اعمال مجلس الوزراء غدا، واكتفى بالقول: <سنبحث بخصوصه على طاولة مجلس الوزراء ونتداول بالحلول المطروحة بشأنه، ولكل واحد رأيه فيه، لافتا الى ان مجلس الوزراء مستمر في تسيير اعمال الدولة وشؤون المواطنين بمعزل عن الخلافات في بعض المسائل السياسية المطروحة حاليا.

وقال: ان موعد انعقاد طاول الحوار لا يزال قائماً يوم الخميس المقبل، ولم يطرأ أي تغيير عليه.

ورداً على سؤال أوضح الحريري:<أنا رئيس حكومة كل لبنان ومن واجبي أن أعمل على تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر بين جميع اللبنانيين من خلال الحوار والتفاهم، لأن الصدام لا يفيد أحداً ولا يؤدي الى أي حلول تكون في مصلحة لبنان واللبنانيين>، مؤكداً التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ تعهداتها مع الامم المتحدة في موضوع المحكمة الدولية>.

وفي كلمة له أمام حشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في لندن، أعلن الحريري أنه براهن على المساحة الإيجابية من حياتنا الوطنية>، مؤكداً ان حماية الاستقرار في لبنان يجب أن تكون مسؤولية كل القيادات اللبنانية بامتياز، ملاحظاً بأن الظروف التي واجهت لبنان خلال العقود الماضية كانت صعبة ومعقدة وان الشعب اللبناني كان ينهض من الازمة تلو الأخرى، ويواجه التحدي ويتحرك بعد كل نكسة لإعدة بناء نفسه وبلده من جديد.

ولفت رئيس الحكومة الى ان <البعض يحب ان يضع لبنان على حافة الخطر، وان يتصور ان المرحلة القادمة، تحمل معها عواصف داخلية واقليمية كثيرة>، مشيرا الى انه <يحب ان يرى لبنان بعيون اخرى، وقال احب ان ارى بلدي بعيون المتفائل بقدرة اللبنانيين على مواجهة العواصف، وبقدرة هذا الشعب على رفض العودة بعقارب الساعة الى الوراء>، مجددا <توجيه رسائل الاطمئنان الى كل اللبنانيين بأن وطنهم لن يسقط في الفتنة، ولبنان لن يبقى رهينة للتهويل بالخراب والحكمة هي التي ستنتصر في النهاية>، مشدددا على ان <لبنان النموذج للمنطقة وللعالم، سيبقى نموذجا للعيش المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب>.

ودان الحريري <اشد الادانة الهجوم الارهابي والوحشي الذي استهدف اخواننا المسيحيين في بغداد امس>، معتبرا ان <هذه ممارسات لا تمت بصلة لا للدين الاسلامي الحنيف، ولا لأي دين سماوي ولا حتى للانسانية>.


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,199,307

عدد الزوار: 6,982,619

المتواجدون الآن: 80