أخبار لبنان..ميقاتي يلتقي بلينكن في دافوس..ونصرالله يردّ على رسائل التهديد..والراعي يسأل الكتل عن «الرئيس الماروني»..حسن نصرالله: الهجمات في البحر الأحمر والعراق لن تتوقف..نصر الله: أهلاً ومرحباً بالحرب..«كتائب العز الإسلامية»..تنظيم جديد يُعلن استهداف الإسرائيليين..وزير خارجية لبنان: المطالب الدولية تركز على انسحاب «حزب الله»..لبنان يبدأ رحلة التعافي من الأزمة الاقتصادية..

تاريخ الإضافة الإثنين 15 كانون الثاني 2024 - 3:41 ص    عدد الزيارات 260    القسم محلية

        


ميقاتي يلتقي بلينكن في دافوس..ونصرالله يردّ على رسائل التهديد..

احتدام الخلاف حول تعيين رئيس الأركان..والراعي يسأل الكتل عن «الرئيس الماروني»..

اللواء..مائة يوم على بدء الحرب الاسرائيلية على غزة المتمادية منذ 7 ت1 (2023) في القطاع بكل أقسامه، و99 يوماً على فتح جبهة الجنوب، بوصفها جبهة مساندة، لم تترنح الحرب، لكن اسرائيل المصابة بضربات كبرى على المستوى العسكري والدبلوماسي والمصير، مع بروز مؤشرات سلبية حول مصير الاسرى الاسرائيليين، ومن جنسيات أخرى. والجديد على صعيد الـ100 يوم اللبنانية، ما أعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من استهزائه بالتهديدات التي نقلت الى المسؤولين، وقال: إننا جاهزون للحرب، ولا نخافها وسنقاتل فيها بلا اسقف وبلا ضوابط وبلا حدود، ردا اي حماقة يرتكبها العدو. واشار نصر الله الى ان جبهة لبنان كانت من اجل دعم ومساندة غزة، وهدفها وقف العدوان على غزة، فليتوقف العدوان على غزة وبعدها في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث. ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التطورات المتسارعة في الجنوب وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاستعداد للحرب يدفعان إلى رسم علامات استفهام حول مسار الواقع الميداني على الحدود وما يمكن أن يستجد في سياق التصعيد لاسيما أن أي حل لوقف التوتر لم يبصر النور وبالتالي لا تزال المخاوف قائمة من تفلت الضوابط التي تحكم المواجهات العسكرية. وأوضحت الأوساط نفسها أن ما من وساطة جديدة في هذا المجال ما يضع احتمال استمرار هذا الواقع على حاله لفترة مفتوحة من الزمن ، معلنة أن ذلك يدفع إلى رفع الصوت مجددا من قبل عدد من القيادات بشأن تداعيات الوضع فضلا عن توسيع رقعة المواجهات. إلى ذلك لم يبرز أي تطور وفق الأوساط بشأن ملف تعبين رئيس هيئة الأركان في انتظار اللقاءات التي تعقد فيما تتجه الأنظار إلى لقاء النائب السابق وليد جنبلاط مع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية اليوم. وأشارت مصادر سياسية إلى ان ما تسرب من معلومات غير رسمية بالتداول، الى ان المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لم يحمل مبادرة متكاملة إلى المسؤولين اللبنانيين، بل افكارا او طروحات، تتناول كيفية مقاربة الاوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل وتخفيف حدة التوتر والتصعيد الحاصل، ومواصلة البحث بالمشاكل العالقة بخصوص ترسيم الحدود ومشكلة مزارع شبعا المحتلة. وأوضحت ان الوسيط الاميريكي حرص في كل لقاءاته بتأكيد الولايات المتحدة الاميركية على سلامة واستقرار وسيادة لبنان ، لافتا الى الجهود التي تبذلها بإستمرار مع إسرائيل وغيرها، لمنع توسع الحرب الدائرة في غزة الى مناطق اخرى وتحديدا باتجاه لبنان. ولكنه اثار في الوقت نفسه ضرورة ان تعمل الحكومة اللبنانية مابوسعها لوقف التصعيد الحاصل جنوبا، وتساعد لتنفيذ القرر ١٧٠١ . واختصرت المصادر ما تم تداوله مع هوكشتاين بخمس نقاط اساسية، تضمنت اولها وقف شامل لاطلاق النار وجميع الاعمال العدائية من الجيش الاسرائيلي،والقوى والعناصر المتمركزة على جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية والثانية، انسحاب القوى من الجانبين إلى المراكز والنقاط التي كانت تتواجد فيها قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، والثالثه المباشرة والالتزام بتنفيذ مضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، والرابعة معاودة التفاوض حول النقاط المختلف عليها في عملية ترسيم الحدود بين البلدين والخامسة هي التفاوض على منطقة مزارع شبعا المحتلة من قبل إسرائيل والتي تشكل عائقا كبيرا، بسبب الرفض الاسرائيلي ،لضمها الى اي اتفاق يتم التوصل اليه ضمن الوساطة الأمريكية الحالية، وتاجيله لوقت لاحق، بسبب التعقيدات التي تحوط بها،وارتباطها بالجانب السوري ايضا. وشددت المصادر على ان بعض هذه الافكار طرحت عليه بعض التعديلات من الجانب اللبناني وكانت موضع نقاش تفصيلي ، وكان تركيز المسؤولين اللبنانيين على أهمية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط الفعلي، لوضع حدٍ للحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، لكي يمكن تنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه بخصوص الحدود اللبنانية الجنوبية، في حين كشفت المصادر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سأل خلال لقائه هوكشتاين وأكثر من مرة عن الجهة الضامنة لالتزام إسرائيل بمضمون اي اتفاق يتم التوصل اليه و وما هي الضمانات التي ستعطى للبنان بهذا الخصوص ، وعدم تكرار إسرائيل التملص منه وخرقه كما فعلت منذ صدور القرار ١٧٠١ ،والالية التي ستعتمد لتنفيذه ومتابعته، والاصرار على ان يكون ادراج حل مشكلة احتلال مزارع شبعا، ضمن اي اتفاق يتم التوصل اليه. واشارت المصادر الى ان هوكشتاين أكد ان الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الضامنة لاي اتفاق يتم التوصل اليه بين لبنان وإسرائيل،مذكرا بالضمانات التي تضمنها اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين سابقا والتي اثبتت الالتزام والجدية بالتنفيذ. والوضع في لبنان، سيبقى على طاولة الاهتمامات الرسمية، سواء في ما خص الوضع في الجنوب، او انتخاب رئيس جديد للجمهورية. واليوم، يتوجه الرئيس نجيب ميقاتي الى دافوس، حيث من المرجح ان يجتمع الى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن. وحول ما آلت اليه مهمة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، تناقلت المعلومات التي تحدثت عن مخاوف نقلها من اشتعال جبهة الجنوب، حيث فهم ما سمعه بعض المسؤولين بأنه تهديد واضح، من ان اسرائيل ليس بامكانها ان تُبقي المستوطنين خارج مستوطناتهم القريبة من الحدود الجنوبية مع لبنان. وحسب المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية سامويل ويرييزع ان هوكشتاين حمل افكارا للتهدئة. واعتبر الناطق انه ليس هناك اي رابط بين القرار 1701 والوضع في غزة. واتهم «حزب الله» بأنه «مجموعة ارهابية» تقصف اسرائيل من الاراضي اللبنانية، مشددا على ان الموقف الرسمي الاميركي هو ان حزب الله مجموعة ارهابية.. واكد ان الولايات المتحدة تريد ان يكون لها علاقة مع لبنان، وتدعم لبنان.. ودعا الى انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، معتبرا ان حزب الله قد يجر لبنان الى توسيع الحرب.

مواقف نصر الله

وكشف السيد نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي اقامه الحزب للشهيد على طريق القدس وسام حسن طويل (الحج جواد) ان «الأميركيين هددوا لبنان بأنّه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب فإنّ «إسرائيل» ستشنّ حرباً على لبنان وأقول أن هذا التهويل لن يجدي نفعًا لا اليوم ولا غدًا ولا في أيّ يومٍ من الأيام. وسخر السيد نصر الله من التهديدات الأميركية والصهيونية قائلًا:«يهددونا بالألوية «التعبانة» والمرعوبة والمهزومة في شمال غزة فـ«يا أهلًا ومرحبًا». أضاف: «الجيش الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا في حرب تموز، والذي يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو «إسرائيل» وحكومة العدو ومستوطنوه، وليس لبنان. وقال: «نحن جاهزون للحرب منذ 99 يومًا ولا نخافها وسنقاتل بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود، وعلى الأميركي الذي يدعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية. ودعا السيد نصر الله الى وجوب تعاون اللبنانيين جميعاً، لتوفير عناصر الصمود في هذه المعركة مع العدو الاسرائيلي، التي لا يعرف مداها حتى الان، لافتا الى ان اسرائيل غارقة في الفشل، وهي لم تصل الى اي نصر وحتى الى صورة نصر.

سياسياً، يسجل الاسبوع الطالع، محطات حيوية، فمن جهة سيتوضح مسار تعيين او عدم تعيين رئيس جديد للاركان، في ضوء رفض وزير الدفاع موريس سليم هذه الخطوة، التي يتمسك بها الرئيس ميقاتي، ومعه غالبية الوزراء. ومن جهة، سيتوضح مصير الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد في ضوء الوعود المقطوعة في بتها في جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. ومن تحديات الاسبوع الحياتية، حلحلة الخلاف المستجد بين المدارس الخاصة والمعلمين فيها في ضوء رد الحكومة القوانين التي اصدرها مجلس النواب في جلسته الاخيرة. ويعقد اليوم اجتماع في وزارة التربية برعاية المدير العام للوزارة عماد الاشقر، وحضور كل ن امين سر المدارس الكاثوليكية الاب نصر ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوظ، للتباحث في ايجاد حل وسط للخلاف القائم بين المدارس والمعلمين.

المجلس الشرعي: قرارات إعادة القوانين «أبغض الحلال»

في المواقف، دافع المجلس الشرعي الاعلى عن دور حكومة تصريف الاعمال في اتخاذ بعض القرارات التي من نوع «أبغض الحلال» مثل قرار اعادة بعض مشاريع القوانين الى مجلس النواب لاعادة النظر فيها ولدرسها من جديد. ورأى المجلس ان الحياة الدستورية لا تقوم، ولا تستقر من دون انتخاب رئيس للجمهورية بضبط ايقاع الحياة العامة، بما له من سلطات دستورية ومن رمزية وطنية جامعة. وتوقف المجلس الذي اجتمع برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، مطولاً بألم واستهجان امام استمرار المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، مستنكرا المساعدات العسكرية التي تتدفق على العدو الصهيوني، مشيدا برفع دولة جنوب افريقيا شكوى امام محكمة العدل الدولية لادانة الاحتلال الصهيوني بارتكاب جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

الراعي: لماذا تغييب رأس الدولة الماروني

وتساءل البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كتل نيابيّة وأحزاب وذوو أهداف شخصيّة وفئويّة ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة بتعطيلهم انتخاب هذا الرأس، وإبطال ما يمليه الدستور بوضوح كنور الشمس؟ على ضوء هذا السؤال، لا يمكن القبول لا ماضيًا ولا حاضرًا ولا مستقبلًا بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ، التزامًا بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأمينًا لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأمينًا لفصل السلطات، وإيقافًا للفوضى في حياة الدولة. ولا يمكن القبول من جهةٍ ثانية أن تحصل وتسير قانونًا مفاوضات ومعاهدات واتفاقات االتي هي حصرًا من صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وفقًا للمادّة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزّة، لأنّ وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنّه يحمل قضيّة الفلسطينيّين عاليًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضًا وشعبًا وكيانًا».

غارات ليلاً

مساء، تدهور الوضع جنوباً، واغارت الطائرات الاسرائيلية المعادية على اطراف مليخ باقليم التفاح، وجبل صافي، مما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن جزين وعدد من بلدات جبل الرياح، واحصيت 6 غارات اسرائيلية شمال الليطاني. وكانت الاشتباكات تواصلت على الحدود الجنوبية، طيلة نهاية الاسبوع حتى ليل الاثنين واستهدفت غاراته المنازل والاحراج ؟، بدورها ردت المقاومة بدك كافة مواقعه محققة اصابات مباشرة حيث اعترف العدو بوقوع قتلى وجرحى في صفوفه.

الوقائع الميدانية

واستهدفت غارة حي الكساير شرق ميس الجبل. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على محيط بلدتي ميس الجبل ومحيبيب في جنوب لبنان. وقصفت مدفعيته أطراف الضهيره ويارين والجبين وطير حرفا. كما استهدفت 4 قذائف مباشرة أطلقتها دبابة ميركافا معادية منازل سكنية خالية في بلدة العباسية الحدودية في القطاع الشرقي. كما نفذ الطيران الحربي المعادي غارتين بالصواريخ استهدف منطقة «اللبونة» جنوبي بلدة الناقورة». وأفادت هيئة البث الإسرائيلية المعادية عن إصابة 5 جنود بجروح في اشتباكات في مزارع شبعا عند الحدود الشمالية مع لبنان فجر امس.  وأعلن الجيش الإسرائيلي امس الأحد أن جنوده قتلوا أربعة ‏مسلحين تسلّلوا من لبنان إلى إسرائيل في وقت متأخر من ليل ‏السبت.‏ بالتزامن، أعلنت كتائب القسام في لبنان أن عملية مزارع شبعا أتت رداً على اغتيال الشهيد صالح العاروري ورسالة للاحتلال لوقف عدوانه على غزة. وكشفت المقاومة الاسلامية انها استهدفت مستوطنة كفريوفال، واوقعت قتلى وجرحى، كما استهدفت محلة تابعة للاحتلال فوق حدب يارون، واستهداف آخر فوق مروحين.

حسن نصرالله: الهجمات في البحر الأحمر والعراق لن تتوقف

الجريدة...قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله إن الهجمات في البحر الأحمر والعراق لن تتوقف. وأضاف نصر الله إنه ينبغي أن يعرف الأميركيون أن الهدوء في البحر الأحمر والتطورات في العراق ولبنان رهن بوقف الحرب على غزة. وتابع «إذا كان بايدن ومن معه يظنون أن اليمنيين سيتوقفون عن مواجهة الإسرائيليين في البحر الأحمر فهم مخطئون وجاهلون»...

نصر الله: أهلاً ومرحباً بالحرب

الأخبار .. لم يتبدّل السقف الذي وضعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، وجدّد قوله إن كل «التطورات في المنطقة مرهونة بوقف هذا العدوان». ورداً على رسائل التهديد والـ«نُصح» والتحذير التي تصِل الى لبنان من حرب كبيرة قد يشنها العدو، قال إن «من يجِب عليه أن يخشى من الحرب مع لبنان هي إسرائيل، وحكومتها ومستوطنوها».جاءَ ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها في الاحتفال التكريمي، الذي أقامه حزب الله أمس، بذكرى استشهاد القائد الجهادي وسام طويل في خربة سلم، وسخِر نصر الله من «التهديدات الأميركية والصهيونية التي لا تخيفنا، فالعدوّ يهددنا بألوية تعبانة ومرعوبة ومهزومة». وأعلن أن «حزب الله جاهز للحرب منذ 99 يوماً وسيقاتل بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود، وبالتالي على الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته وقاعدته العسكرية في المنطقة، أي إسرائيل»، لافتاً الى أن «الجيش الإسرائيلي المعافى بكامل جهوزيته تحطّم وهزم ورفع الأعلام البِيض، في حرب عام 2006». وكشف نصر الله عن المزيد من رسائل التهديد الأميركية التي وصلت إلى لبنان، والتي تُفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية بعد الانتهاء من حرب غزة، وردّ مؤكداً على «استمرار عمليات الحزب تضامناً مع قطاع غزة، حيث إن جبهة لبنان هدفها وقف العدوان على غزة، وبعد توقف العدوان فلكل حادث حديث»، ما يُعدّ رداً على ما حمله الموفد الأميركي عاموس هوكشتين الذي زار لبنان قبل أيام. ورأى نصر الله أن «إسرائيل سقطت في حفرة عميقة، وهي غارقة في الفشل ولم تحقّق أيّاً من أهدافها المعلنة أو شبه المعلنة والضمنية في الحرب العدوانية التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ مئة يوم». وأشار إلى أن «العدوّ ما زال يقاتل في خان يونس والوسط من أجل تحصيل إنجاز ما، ولم يتمكن من القضاء على المقاومة ولا حتى على حكومة حماس، ولا تزال كل المناطق التي أخليت من مناطق شمال غزة تديرها حكومة حماس، كذلك لم يتمكن العدوّ من إيقاف الصواريخ حتى من شمال غزة ولا من استعادة أسير واحد على قيد الحياة».

إسرائيل سقطت في حفرة عميقة، وهي غارقة في الفشل ولم تحقّق أيّاً من أهدافها

وأعاد التذكير بخسائر الاحتلال التي «تزيد من إرباكه، وآخرها الكشف عن 4000 معوّق في صفوف جيشه»، ناقلاً عن وسائل إعلام العدوّ أن العدد «قد يصل إلى 30 ألفاً». وقال: «عندما تتوقف الحرب ستظهر الحقائق أمام الجمهور، ويعرف الجميع الكارثة التي لحقت بالكيان نتيجة مقاومة غزّة ومن خلفها جبهات المقاومة». كذلك أكد السيد نصر الله أنّ «أيّ أمل باستعادة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة انتهى. وهذا الرأي العام في الكيان المؤيد للحرب بدأ ينحسر بسبب ذلك، وبسبب أن الحكومة غير قادرة وعاجزة، وبدأ يرتفع صوت المطالبة في الكيان بالتفاوض لاستعادة الأسرى، ما يعني الخضوع لشروط المقاومة في غزة. ورأى السيد نصر الله أن «هذا المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدوّ لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب»، رغم أن «الأميركيين وحلفاءهم الغربيين عملوا على إحباط أو منع جبهات الإسناد، وهي شنّت حرباً نفسية على هذه الجبهات، وحاولت تسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن. وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط، والدليل على جدواها ما يحصل على الجبهات هو انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن». وتعليقاً على الاغتيالات، لفت إلى «الأميركي يهدّد بالإسرائيلي وبالاغتيالات في العراق ولبنان والعدوان في اليمن، لكنه لم يجد نفعاً. والأميركي يدخل في تناقض عندما يقول إنه لا يريد توسيع نطاق الحرب، ثم يذهب الى توسيعها»، معتبراً أن ما «تقوم به واشنطن هو حماقة. وإذا كان الرئيس الأميركي ومن معه يظنّون أن العدوان على اليمن يمنع اليمنيين، فهم جاهلون، وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى». وفي ما يتعلق بما أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز، كشف أن «معلوماتنا تؤكد أن هدفاً حساساً أصيب وتكتّم عليه العدوّ، وحجم التكتّم عند العدوّ في جبهة لبنان لناحية الخسائر والاستهدافات كبير. لكنّ العدوّ لم يعترف، وتحدث عن سقوط صواريخ على منشأة استراتيجية، لكن ما قامت به المقاومة من تصوير أظهر العكس». ولفت إلى أنه «تم استهداف قاعدة صفد شمال فلسطين بالمسيرّات، ولولا تصوير بعض العسكريين وبعض المستوطنين للأضرار، لقال العدو إن المسيّرات سقطت في مناطق فارغة. وفي المقابل، نحن نعلن وبفخر واعتزاز عن شهدائنا، لكنّ العدوّ يتكتّم عن قتلاه وخسائره وهزائمه».

أعلن باسم «المحور»: لا تهدئة على كل الجبهات... أوقِفوا العدوان على غزة وبعدها لكل حادث حديث

نصرالله يؤكد ارتفاع مَخاطر الحرب ويردّ على تهديدات إسرائيل «يا هلا ومرحب»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «كتائب العز الإسلامية»..تنظيم جديد يُعلن استهداف الإسرائيليين

تعمَّقتْ المَخاوفُ في لبنان وعليه في ضوء ما كَشَفَه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس، و«أكد المؤكد» لجهة وقوف جبهة الجنوب المشتعلة بـ «مشاغَلةٍ» مستمرّةٍ منذ 100 يوم عند حافة انفجارٍ، أقلّه وفق تهديداتٍ إسرائيلية بأن تتولّى تل أبيب «بيدها» فرْض «إطفاء» هذه الجبهة ما لم تُستغلّ «النافذة الضيقة» لحلّ ديبلوماسي والتي تحدّث عنها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة لبيروت الخميس الماضي. ونصرالله الذي أرسى، في كلمته خلال الاحتفال التكريمي بذكرى أسبوع على اغتيال القيادي فيه وسام حسن طويل في بلدة خربة سلم (جنوب لبنان) معادلةً بدا وكأنها «باسم محور الممانعة» وساحاتها المنخرطة في إسناد غزة مفادها «أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهونٌ بوقف العدوان على غزّة، وستسمعون في كل مكان للمقاومة فيه صوت وبندقية، أوقِفوا العدوان وبعدها لكل حادث حديث»، كَشَفَ أن «الأميركيين، انتقلوا من تهديد لبنان بأنهم هم مَن سيضربوننا مباشرةً ما لم تتوقف جبهة الجنوب، إلى أن إسرائيل هي التي ستشنّ حرباً على البلاد بحال استمرّرنا في دعم غزة». وبعدما أكد «أن المقاومة في غزة واضحة في أنها لن تقبل بالتفاوض على القِطعة، وبأقل من وقف كامل لإطلاق النار وبحث ملف الإعمار وفك الحصار وإلا لن يستعيد العدو أسراه»، تَوَجّه إلى الأميركيين والإسرائيليين «نحن مكمّلين... وتهويلكم لن يُجدي نفعاً لا اليوم ولا غداً ولا في أيّ يومٍ. تهدّدونا بألوية متعبة ومصابة بصدمة نفسية ومهزومة في غزّة. يا هلا ومرحب. كانوا 100 ألف جندي على حدودنا وماذا سيعني إذا زادوا؟ الجيش الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا في حرب يوليو 2006». وأضاف: «مَن يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو إسرائيل وشعب العدو ومستوطنوه وليس لبنان. ونحن جاهزون للحرب منذ 99 يوماً ولا نخافها ولن نتردد في الإقبال عليها وسنقاتل بلا أسقف وبلا حدود ولا ضوابط. وعلى الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية». وإذ كرر نصرالله «ان جبهة لبنان وُجدت من أجل دعم غزّة ووقف العدوان عليها، وحين يقف العدوان عندئذ لكل حادثٍ حديث»، وصف الضربة الأميركية - البريطانية للحوثيين في اليمن بأنها «حماقة وتعبّر عن تناقض لدى أميركا التي تعلن أنها لا تريد توسيع الحرب ثم تذهب لتوسّعها». وحذر من أن «الحماقة الأميركية - البريطانية ستؤدي إلى استمرار استهداف السفن الإسرائيلية والذاهبة إلى فلسطين المحتلة ولكن الأخطر أن ما فعله الأميركي سيضرّ بأمن الملاحة في البحر الأحمر حتى بالنسبة للسفن التي لا علاقة لها بالأمر، إذ سيتحوّل ساحة قتال وهذا غباء في ذاته»، ولافتاً إلى أنه إذا كان الأميركيون يعتقدون أنّ الحوثيين سيتراجعون بعد الضربة «فهم مخطئون ومشتبهون وجهلة، وما بينهم وبين مَن اعتدى عليهم الميدان والأيام والليالي وسيكتشف الأميركي مدى خطئه». وكان بارزاً تأكيد نصرالله «أن ما أعلنتْه المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز (قبل نحو أسبوع) هو صحيح والهدف أصيب لكن العدو تكتّم عليه، وذلك فيما كانت إسرائيل منشغلة أمس، بالانفجار الذي وقع في حيفا وتحديداً في مفاعل كرمل أوليفنز قرب أحد معامل تكرير النفط». وفيما أعلنتْ السلطات الإسرائيلية أن الحَدَثَ «غير الأمني» وقع «بسبب الضغط العالي في الغلاف الجوي ولا يوجد خطر»، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن «حزب الله» من الممكن أن «يكون المتسبب بحادثة حيفا». وجاءت مواقف نصرالله والتي ترافقتْ مع ما نقلتْه «سكاي نيوز عربية» عن مصادر يمنية من «أن خبراء إيرانيين ومن حزب الله إضافة للحوثيين، نقلوا صواريخ بالستية وأخرى بحرية من صنعاء إلى محافظة الحديدة المطلة على جنوب البحر الأحمر ضمن استعداداتهم لشن هجمات على السفن المبحرة قبالة المنطقة»، لتعزز الخشيةَ من وقوف جبهة الجنوب أمام منعطف قد يكون الأخطر منذ بدء المواجهات عليها في 8 أكتوبر الماضي.

«كتائب العز الإسلامية»

وكان لافتاً أن الميدان الجنوبي شهد مجموعة تطورات أمس مدجّجة بالرسائل وبينها:

- إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل 4 مسلحين تسللوا من لبنان إلى منطقة جبل روس في مزارع شبعا المحتلة على سفوح جبل الشيخ. وبالتوازي ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن 5 جنود أصيبوا فجراً في اشتباك مسلح في مزارع شبعا.

- ظهور تنظيم غير معروف، اسمه «كتائب العز الإسلامية»،أعلن في بيان أنه «صبيحة الأحد (أمس)، تمكنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكتْ مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر، وحققتْ فيها إصابات مؤكدة وقد ارتقى ثلاثة شهداء، فيما تمكن مجاهدان من العودة سالمين، وكان ارتقى ثلاثة من مجاهدينا شهداء في صبيحة يوم الجمعة عندما استهدفتهم مسيرة صهيونية قرب موقع المقار في مزارع شبعا المحتلة بعد أن أمضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية». وأضاف البيان «تأتي هذه العملية رداً على اغتيال الشهديدين الشيخ صالح العاروري وسمير فندي وإخوانهما في بيروت. وهي رسالة للعدو الصهيوني كي يوقف حربه المجرمة على فلسطين ولبنان، كما أنها رسالة لأهلنا في غزة وكتائب القسام أن(الدم الدم والهدم الهدم؛ نحن منكم وأنتم منا؛ نحارب من حاربتم ونسالم من سالمتم)».

- تأكيد هيئة البث الإسرائيلية مقتل شخص وإصابة آخر بصاروخ مضاد للدروع في كفر يوفال شمال إسرائيل، بينما تحدثت صحيفة«معاريف»عن مقتل مستوطنة أيضاً في يوفال.

- إعلان «حزب الله» أن «قوة القناصة استهدفت ظهراً التجهيزات التجسسية المستحدَثة في محيط موقع المطلة وأصابتْها إصابة مباشرة، وكشْفه قبلها أنّه «استهدف صباحاً مرابض مدفعية العدوّ في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية، وحققنا فيها إصابات مباشرة»، الى جانب «استهداف ‌‌‌‌‌‌تجمع لجنود العدوّ في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية، ودبابة ميركافا في موقع المطلة، ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح»، و«حشود للجيش الإسرائيلي في كفر يوفال وأوقعنا قتلى وجرحى في صفوفها» ومواقع أخرى.

من جهته، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان حيث استهدف أطراف بلدتي حولا وميس الجبل ويارون وعيترون وميس الجبل واللبونة، كما قصف بالقذائف الفوسفورية والانشطارية بلدتي كفركلا والعديسة ورب ثلاثين وقرى أخرى. وإذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت مواقع وبنى تحتية للحزب في الجنوب، فإن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي كان حذّر من «أن حزب الله قد يحول الأراضي اللبنانية كلها منطقة قتال». وأضاف أن ذلك سيكبد الحزب «ثمناً باهظاً»...

وزير خارجية لبنان: المطالب الدولية تركز على انسحاب «حزب الله»

الراعي يرفض البتّ بأي اتفاقية دولية في ظل الشغور الرئاسي

بيروت: «الشرق الأوسط».. كشف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن المطالب التي حملها المبعوثون الدوليون إلى بيروت أخيراً «تركز على انسحاب (حزب الله) من المنطقة الحدودية، وعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى منازلهم، وليس تطبيق القرارات الدولية»، بينما كرر المسؤولون اللبنانيون مطلبهم بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة بعد تطهير الحدود. واصطدمت المباحثات الدولية مع لبنان لحل مسألة الحرب في جنوب لبنان بعاملين، أولهما شرط «حزب الله» الواضح بتوقف الحرب في غزة قبل أي نقاش آخر في أي مسألة لبنانية لقاء وقف القتال، وثانيهما معضلة دستورية لبنانية تتمثل في غياب رئيس للجمهورية الذي يعد حسب القانون المسؤول عن التفاوض والتوقيع على المعاهدات الدولية. وقال الوزير بو حبيب في تصريح إذاعي، الأحد، إن «زيارات الموفدين إلى بيروت بعد محطة في تل أبيب، تركز بشكل خاص على طرح عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى القرى الحدودية مع لبنان، بينما مطالب لبنان معروفة لدى الجميع، ويكررها مسؤولوه على مسامع الموفدين الدوليين، ويتقدمها انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة بعد تطهير الحدود، والتأكيد أن الخط الأزرق ليس خطاً حدودياً، بل هو خط انسحاب إسرائيلي، وخط الحدود هو خط 1949» في إشارة إلى اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل في عام 1949. وقال بو حبيب: «أبلغنا المسؤولين الدوليين أننا على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، إذا طبقت مطالبه، وهذا موقف الحكومة ومضمون الرسالة». ولفت إلى أن «اجتماع الأمم المتحدة في 23 من الشهر الحالي والمخصص للحوار في قضايا الشرق الأوسط، ليس للحسم في القرارات، ولبنان سيستغل حضوره لتوضيح وجهة نظره التي ضمنها في رسالته إلى الأمم المتحدة والاتفاقات النهائية بشأن حدود لبنان والتي تحدد أولويتين توقف حرب غزة ووجود رئيس جمهورية في لبنان ومن صلاحياته التوقيع وهو لا يوقع مع إسرائيل بل مع الأمم المتحدة». وعن كواليس التفاوض الجدي وهل فيه عودة إلى الناقورة وبدء المفاوضات، قال: «لا اقتراحات بعد، لكن التركيز على انسحاب (حزب الله) وعودة المستوطنين، وليس تطبيق القرارات الدولية».

الراعي

وترفض قوى مسيحية أي اتفاقية دولية في ظل الشغور الرئاسي. وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة، الأحد: «كثر الحديث في هذه الأيّام عن حركة دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة الجنوبيّة للبنان، على الرغم من أنّ هذه الحدود مُرسّمة ومُثبتة بموجب اتفاقات دوليّة منذ أكثر من 100 عام». وأضاف: «كلّ هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، وبوجود حكومة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الوحيدة الصالحة للبتّ في هذا الشأن الوطنيّ المهمّ جدّاً». وقال الراعي: «حدّدت المادّة الثانية من الدستور أنّه لا يجوز التخلّي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانيّة أو التنازل عنه؛ ولذلك نحن ندعو إلى تطبيق الاتفاقات والقرارات الدوليّة بشأن الحدود البريّة اللبنانيّة الجنوبيّة، لا سيما القرار 1701، وعدم إجراء أي تعديل حدوديّ في ظلّ شغور رئاسيّ وسلطة إجرائيّة صلاحيّاتها غير مكتملة». وشدد الراعي على أنه «لا يمكن القبول لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ، التزاماً بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأميناً لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، بينما الضرورة واحدة وهي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأميناً لفصل السلطات، وإيقافاً للفوضى في حياة الدولة». وتابع الراعي: «لا يمكن القبول من جهةٍ ثانية أن تحصل وتسير قانوناً مفاوضات ومعاهدات واتفاقات هي حصراً من صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وفقاً للمادّة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزّة، لأنّ وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنّه يحمل قضيّة الفلسطينيّين عالياً على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضاً وشعباً وكياناً».

«كتائب العز الإسلامية»... لاعب مجهول في جنوب لبنان

نصرالله يقفل مسارات الحل الدبلوماسي لإيقاف القتال

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. برز لاعب مجهول جديد على خط المعارك المفتوحة في جنوب لبنان، إذ أعلن تنظيم سمى نفسه «كتائب العز الإسلامية» تنفيذ عملية أمس في مزارع شبعا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تصدى للمجموعة وقتل عناصرها الثلاثة، فيما أصيب 5 جنود إسرائيليين بحالات متفاوتة، نقلوا على أثرها لتلقي العلاج في المستشفى. وقال الفصيل إن مقاتليه نفذوا الهجوم فجر الأحد على موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، وقتل 3 عناصر، فيما عاد اثنان سالمين إلى مواقعهما. وقال في بيان إن العملية جاءت رداً على استهداف مجموعة رصد في المنطقة نفسها الجمعة. وهذا التنظيم الجديد يُسمع به للمرة الأولى في لبنان ولم يعلن أي طرف عن هويته، وما إذا كان لبنانياً أو فلسطينياً أو غير ذلك. وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا «الفصيل لا يزال غامضاً، وليست هناك أدنى معلومات حتى مساء الأحد عنه». وفي ظل الغموض الذي يلف الإعلان، قال خبير لبناني مواكب لتطورات الجنوب: «لو كانت هناك نية للإعلان عن الجهة، لكان تم تبني العملية، وهو ما لم يجرِ حتى الآن. والغموض ينسحب أيضاً على كيفية وصول البيان إلى مجموعات (واتساب) و(تلغرام) التي تم تداوله عبرها». إلى ذلك، أقفل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله مسارات الحل الدبلوماسي لإيقاف القتال، إذ قال إن «جبهة لبنان وُجِدَت من أجل دعم وإسناد غزّة ووقف العدوان عليها... وحين يقف العدوان عندئذ لكل حادثٍ حديث». وسخر نصرالله من التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة على لبنان بالقول: «يهددوننا بالألوية (التعبانة) والمرعوبة والمهزومة في شمال غزة فـ(يا أهلاً ومرحباً)».

«كتائب العز الإسلامية»... تنظيم جديد يستهدف إسرائيل من الحدود اللبنانية

نصر الله يقفل مسارات الحل الدبلوماسي لإيقاف القتال

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. دخل لاعب مجهول إلى المعارك المفتوحة في جنوب لبنان، إذ أعلن تنظيم سمى نفسه «كتائب العز الإسلامية» تنفيذ عملية فجر الأحد، فيما أقفل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله مرة جديدة مسارات البحث عن حل دبلوماسي للحرب الدائرة في جنوب لبنان، بتأكيده أن الجبهة افتتحت لمساندة غزة، ولن تُقفل قبل إنهاء الحرب في القطاع، بالتزامن مع قصف أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة ثالث.

تنظيم مجهول

وشهد فجر الأحد عملية عسكرية على الحدود اللبنانية، حيث حاولت مجموعة من المقاتلين لم تُعرف هويتهم التقدم نحو موقع إسرائيلي في مزارع شبعا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تصدى للمجموعة وقتل عناصرها الثلاثة، فيما أصيب 5 جنود إسرائيليين بحالات متفاوتة، نقلوا على إثرها لتلقي العلاج في المستشفى. وقال فصيل، عرّف عن نفسه باسم «كتائب العز الإسلامية»، إن مقاتليه نفذوا الهجوم فجر الأحد على موقع رويسات العلم في مزاع شبعا، وقتل 3 عناصر، فيما عاد اثنان سالمين إلى مواقعهما. وقال في بيان إن العملية جاءت رداً على استهداف مجموعة رصد في المنطقة نفسها الجمعة، وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 3 من عناصر القوة. وجاء في البيان: «تمكنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم، من المسافة صفر، وحققت فيها إصابات مؤكدة». وأعلن البيان مقتل ثلاصة عناصر خلال العملية، فيما تمكن مقاتلان اثنان من العودة سالمَين.وأشارت «كتائب العز الإسلامية» الى مقتل ثلاثة آخرين من مقاتليها صبيحة يوم الجمعة «جراء استهدافهم من قبل مسيرة إسرائيلية قرب موقع النقار في مزارع شبعا المحتلة، حيث كانوا قد أمضوا ٣٥ ساعة في مهمة استطلاعية». وأضافت أن «عملية رويسات العلم جاءت في إطار الرد على اغتيال الشهداء الشيخ صالح العاروري وسمير فندي وإخوانهم في بيروت، وتوجيه رسالة للعدو الصهيوني كي يوقف حربه المجرمة على فلسطين ولبنان، قبل أن تكتوي بنارها المنطقة والعالم أجمع»، إضافة إلى «إيصال رسالة دعم لكتائب القسام وأهلنا في غزة». وهذا التنظيم الجديد يسمع به للمرة الأولى في لبنان ولم يعلن أي طرف عن هويته، وما إذا كان لبنانياً أو فلسطينياً أو غير ذلك. وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الاوسط» إن هذا «الفصيل لا يزال غامضاً، وليست هناك أدنى معلومات حتى مساء الاحد عنه». وأشارت إلى أن «جثث المقاتلين الثلاثة الذين تحدث عنهم الفصيل في بيانه لم تصل إلى أي مستشفى في لبنان، ولم يُعرف ما إذا تم سحبها من الميدان أو لا تزال في موقعها، أو استحوذ عليها الإسرائيليون».وفيما نفت مصادر مقربة من «حماس» أن تكون المجموعة متصلة بها، مؤكدة لـ«الشرق الاوسط» أنها «تفتخر بشهدائها ولا تخفيهم»، قالت مصادر محلية في منطقة شبعا لـ«الشرق الاوسط» إن هذا الفصيل «لم نسمع به قبل الآن، ولا نعرف شيئاً عن نشاطه». كما طُرحت فرضيات أمنية عن امكانية أن تكون المجموعة مقربة من «حركة الجهاد الإسلامي»، وهو ما نفته مصادر مقربة من الحركة، قائلة إنهم غير معنيين بالمجموعة.وفي ظل الغموض الذي يلف الاعلان، قال خبير لبناني مواكب لتطورات الجنوب: «لو كانت هناك نية للاعلان عن الجهة، لكان تم تبني العملية، وهو ما لم يجرِ حتى الآن. والغموض ينسحب أيضاً على كيفية وصول البيان إلى مجموعات (واتساب) و(تلغرام) التي تم تداوله عبرها».

نصر الله

لا يبدو أن هناك أفقاً لإنهاء هذا الخطر في ظل تعثر المفاوضات الدبلوماسية، وإصرار «حزب الله» على مواصلة المعركة حتى تتوقف المعارك في غزة. وقال نصر الله، في حفل تأبين القيادي في الحزب وسام طويل: «جبهة لبنان وُجِدَت من أجل دعم وإسناد غزّة ووقف العدوان عليها... وحين يقف العدوان عندئذ لكل حادثٍ حديث». وسخر نصر الله من التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة على لبنان بالقول: «يهددونا بالألوية (التعبانة) والمرعوبة والمهزومة في شمال غزة فـ(يا أهلاً ومرحباً)». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا في حرب تموز، الذي يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو (إسرائيل) وحكومة العدو ومستوطنوه، وليس لبنان». وتابع: «نحن جاهزون للحرب منذ 99 يوماً، ولا نخافها، وسنقاتل بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود، وعلى الأميركي الذي يدعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية». في إشارة إلى إسرائيل.

تطورات ميدانية

بمعزل عن التهديدات والحراك الدبلوماسي، تصاعدت وتيرة المعارك الأحد، حيث أسفر هجوم لـ«حزب الله» عن مقتل إسرائيليين اثنين، قالت صحيفة «هآرتس» إنهما مدنيان، وذلك في استهداف الحزب لمستوطنة يوفال، الواقعة بين المطلة وكريات شمونة في الجليل الأعلى، وقالت إن الصاروخ أصاب منزلاً في تجمع سكاني. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مركز طبي القول إن ميرا أيالون (76 عاماً) توفيت بعد إصابتها بجروح خطيرة في الهجوم، فيما قتل ابنها باراك أيالون على الفور في الهجوم، الذي طال منزلهما. كما أصيب زوج الإسرائيلية بجروح طفيفة في الهجوم، بحسب مركز زيف الطبي. من جهته، أكد «حزب الله» أنه استهدف «قوة عسكرية للجيش الإسرائيلي في مستوطنة كفر يوفال بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف القوة بين قتيل وجريح». وأتى ذلك ضمن سلسلة من العمليات التي أعلن الحزب تنفيذها الأحد، وبلغ عددها حتى عصر الأحد 8 عمليات، وشملت عدداً من المواقع العسكرية الإسرائيلية، كما أعلن «حزب الله» إسقاط مسيّرة فوق بلدة مروحي، فيما قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق طرق وتقاطعات في المنطقة الحدودية مع لبنان أمام حركة المرور. وضاقت خيارات التنقل على سكان هذه القرى، إذ حوّل القصف الإسرائيلي بعض الطرقات الرئيسية بينها إلى «مناطق استهداف دائمة». وقالت مصادر ميدانية في القطاع الشرقي لـ«الشرق الأوسط» إن طريق برج الملوك – الخيام، المحاذية للحدود، «باتت مقطوعاً بالكامل»، مشيرة إلى أن من تبقى من السكان «بات عليه العبور في طريق طويلة عبر بلدة القليعة وجديدة مرجعيون باتجاه السهل للوصول إلى بلدة الخيام».

طريق الخيام والقطاع الشرقي

جميع الطرق إلى الخيام، أكبر بلدات قضاء مرجعيون، لم تعد آمنة، وعندما يشتد القصف يقفل الجيش اللبناني طريق مرجعيون من جهة الخردلي إلى الغرب فوق نهر الليطاني، كما تصدر تعليمات لحظر المرور على طريق إبل السقي من جهة مفرق كوكبا شمالاً، حسبما تقول المصادر. أما الإقامة في البلدة التي تتعرض لقصف متواصل، ومن ضمنه القصف بقذائف الفوسفور الأبيض التي تسقط في ساحة الخيام، «فقد باتت خطرة وغير آمنة بالمطلق». ولم يتمكن كثير من السكان من العودة إلى منازلهم في البلدة منذ انتهاء هدنة غزة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتنسحب مخاطر التنقل في القرى على كامل بلدات الشريط الحدودي. فبلدة كفركلا المواجهة أيضاً لمستعمرتي المطلعة ومسكافعام «باتت شبه مهجورة، ولا يمكن لأحد أن يتنقل على طرقاتها المعرضة بشكل دائم للقصف». كذلك بلدات العديسة وميس الجبل وعيترون وحولا وغيرها في القضاء. وبات السكان ملزمين بالعبور في طرقات فرعية بين القرى تجنباً لاستهدافهم بقصف إسرائيلي، وذلك في حالات الاضطرار، «كون المرور على سائر الطرقات المؤدية إلى القرى الحدودية بات خطراً، وهي معرضة بشكل دائم للاستهداف عبر المسيرات»، في إشارة إلى الطرقات التي يسلكها العابرون من صور إلى قرى الشريط الحدودية، وتمر عبر وادي الحجير.

القطاع الغربي

على غرار القطاع الشرقي، يتقاسم سكان القطاع الغربي المعاناة نفسها، لكن المخاطر في القطاع الغربي لا تقتصر على قرى المواجهة المباشرة، لتتوسع إلى الخط الثاني من الطرقات. وتقول مصادر ميدانية في القطاع الغربي لـ«الشرق الأوسط» إن طريق الناقورة - عيتا الشعب «شبه مقطوع بالكامل»، نظراً لتعرضه الدائم للاستهداف، حيث «يستحيل المرور على طريق عيتا – يارون على سبيل المثال، أو طريق الظهيرة – علما الشعب»، حيث «تفرض إسرائيل منطقة عازلة بالنار على تلك الطرقات». ويتوسع الحظر إلى الطرقات الخلفية «حيث بات العبور في طريق طيرحرفا مثلاً مخاطرة كبيرة».

لبنان يبدأ رحلة التعافي من الأزمة الاقتصادية

رصد دولي إيجابي..ونمو الناتج المحلي مشروط بعدم اندلاع حرب

الشرق الاوسط..بيروت: علي زين الدين.. يُرتقب أن تشكل المؤشرات المالية والنقدية الواعدة، محفزات مناسبة لإعادة وضع الاقتصاد الوطني اللبناني على مسار النمو الإيجابي بعد أربع سنوات ونيف من التدهور الحاد الذي أفضى في حصيلته التراكمية إلى خسارة تناهز 35 مليار دولار في احتساب القيمة التقديرية لإجمالي الناتج المحلي، عقب انحدارها الحاد من مستوى 55 إلى نحو 20 مليار دولار. ومن المتوقع، حسب التقرير السنوي الأحدث للأمم المتحدة، أن يعود الاقتصاد اللبناني للنمو بنسبة 1.7 في المائة خلال العام الحالي، لترتفع النسبة إلى 3.8 في المائة في العام المقبل، بينما عمد البنك الدولي إلى حجب ترقباته لمؤشرات لبنان الاقتصادية بسبب حالة «عدم اليقين» السياسية الطاغية داخلياً، التي زادت ضبابية بالفعل، ربطاً باحتمالات توسع العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية للبلاد.

1.7 % نمو متوقع أن يسجله لبنان خلال عام 2024

وفي المقابل، يحتفظ مؤشر التضخم بقوة الاندفاع السلبي، ليسجل وفق الترقبات الدولية، مستوى 78 في المائة هذا العام، لتنخفض النسبة إلى نحو 31 في المائة خلال العام المقبل، علماً بأن مستويات التضخّم قد ارتفعت من 171.2 في المائة المسجلة في عام 2022 إلى 230.4 في المائة في عام 2023.

مخاطر الحرب وأزمات سياسية

وتتقاطع الترقبات المحلية والدولية على بلوغ لبنان قعر الانهيارات وترجيح الانطلاق التلقائي إلى النمو الإيجابي رغم الضبابية الكثيفة التي تكتنف الأجواء العامة، سواء في أبعادها المرتبطة بمخاطر توسّع الحرب والمترافقة مع تهديدات إسرائيلية متوالية، أو في وقائعها الداخلية الهشة في ظل الفراغات السياسية واستمرار تنامي العجز والشلل في أداء السلطات، وبما يشمل خصوصاً التمادي بتأخير الإصلاحات الهيكلية التي يشترطها «صندوق النقد الدولي» لإبرام اتفاق نهائي مع الحكومة يتضمن البرنامج التمويلي بقيمة 3 مليارات دولار، وفق مندرجات الاتفاق الأولي الذي يشرف بعد شهرين على ختام السنة الثانية لتوقيعه. ويمثل النمط المستمر لتدفق تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج والمغتربين، النواة المتينة والمستدامة لإعادة الاقتصاد إلى مسار النمو. وقد اكتسبت قيمة مضافة كبيرة في ظل جفاف التدفقات الاستثمارية الوافدة إلى البلاد، والارتفاع الصاروخي في احتساب حجمها قياساً بالناتج المحلي، إذ أصبحت، ورغم ثباتها قريباً من رقم 7 مليارات دولار سنوياً، تناهز 33 في المائة القيمة التقديرية للناتج القائم، مقارنة بنحو 13 في المائة، قبل انفجار الأزمات المالية والنقدية في خريف عام 2019. وبينما يقدّر البنك الدولي حجم التحويلات الوافدة من «لبنانيي الخارج» بما يناهز 6.4 مليار دولار، أي بالمستوى عينه لأعوام سابقة التي يجري رصدها عبر قنوات القطاع المالي، فقد تكفلت المواسم السياحية، ولا سيما الصيفي بينها الذي سبق اندلاع حرب غزة، بتحقيق تدفقات دولارية زادت على مستوى 3 مليارات دولار.

6.4 مليار دولار قيمة المبالغ التي يحولها لبنانيو الخارج وفق تقديرات البنك الدولي

وساهمت هذه التدفقات فعلياً في تصويب مؤشرات الميزان التجاري وميزان المدفوعات اللذين عانيا من اختلالات حادة في السنوات الأخيرة، وخصوصاً جراء الزيادات الاستثنائية للمستوردات توخياً للاستفادة من الفوارق السعرية للدولار الجمركي، الذي شهد إرباكات لا تقل حدّة قبيل استقراره على سعر الصرف الساري على منصة البنك المركزي. كما حجزت هذه التحويلات دوراً مفصلياً في إرساء استقرار نقدي، رغم هشاشته عند حدود 90 ألف ليرة لكل دولار أميركي. ووفق أحدث البيانات المالية التي رصدتها «الشرق الأوسط»، ارتفع صافي الموجودات الخارجيّة لدى القطاع المالي اللبناني (ميزان المدفوعات) بحوالي 1.65 مليار دولار حتى نهاية الشهر الحادي عشر من العام المنصرم، مقارنة بعجز بلغ نحو 3.2 مليار دولار في فترة القياس عينها من العام الأسبق. ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة صافي الموجودات الخارجيّة لدى المصارف والمؤسَّسات الماليّة بمبلغ قدره 2.59 مليار دولار، مما طغى على انخفاض صافي الموجودات الخارجيّة لدى مصرف لبنان المركزي بنحو 944.5 مليون دولار.

ارتفاع موجودات «المركزي»

توازياً، أظهرت ميزانيّة البنك المركزي تقلصاً مشهوداً في حجم الانخفاض السنوي لموجوداته بالعملات الأجنبيّة، لتبلغ نحو 660 مليون دولار وما نسبته 4.3 في المائة بحصيلة العام المالي، مع التنويه بنجاح حاكمية البنك في عكس مؤشر مسار مخزون العملات الصعبة من الاستنزاف المستمر، إلى النمو المتواصل، بحصيلة ناهزت 750 مليون دولار خلال النصف الثاني من العام الماضي، لترتفع بذلك السيولة النقدية إلى نحو 9.32 مليار دولار، تُضاف إليها محفظة سندات دولية مصدرة من وزارة المال وتبلغ قيمتها الاسمية نحو 5.2 مليار دولار، فيما تنحدر قيمتها السوقية إلى 6 سنتات للدولار الواحد. وفي سياق متصل، زادت قيمة احتياطات الذهب لدى مصرف لبنان بنسبة 15.1 في المائة، لتناهز مستويات قياسية بلغت نحو 19.2 مليار دولار، ولتحقّق زيادة نوعية في القيمة التقديرية بنحو 2.51 مليار دولار على صعيد سنوي، عند مقارنتها بالمستوى المُسَجَّل للقيمة السوقية المخزون في الفترة نفسها من عام 2022، والبالغ حينها 16.65 مليار دولار، علماً بأنه ممنوع التصرف أو الاستخدام بأي وسيلة لهذا الاحتياط الثمين بموجب تشريع صادر منتصف الثمانينات من القرن الماضي.

ولادة «اللقاء التشاوري» النيابي قيد البحث... فهل يرى النور؟

يضم خليطاً من الوسطيين والتغييريين... والجنوب اللبناني أولوية للنقاش

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. يواصل عدد من النواب اللبنانيين لقاءاتهم، في محاولة جدية قد تكون الأخيرة، تحضيراً لولادة «اللقاء التشاوري» النيابي من خارج الاصطفافات السياسية في البرلمان، يمكن أن يشكل قوة نيابية ثالثة تتموضع في منتصف الطريق بين المعارضة و«محور الممانعة»، ويكون لها دورها الحاسم في انتخاب رئيس للجمهورية عندما تحين الظروف لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دورانه في الحلقة المفرغة بعد أن طغت عليه الحرب الدائرة في غزة، بانخراط «حزب الله» في المواجهة العسكرية في مساندته لـ«حماس».

بين صيدا وبيروت

ويتنقل النواب المدعوون للانضمام إلى «اللقاء التشاوري» في اجتماعاتهم ما بين بيروت وصيدا، بدعوة من النائبين نبيل بدر وعبد الرحمن البزري، سعياً وراء التوافق على العناوين السياسية التي يفترض أن تتصدر تحركهم، بدءاً بإعطائهم الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية. وعلى الرغم من أنهم لم يتوافقوا في جلسات الانتخاب السابقة على توحيد موقفهم بالاقتراع لصالح مرشح معين، فهل يتوحدون هذه المرة ترشيحاً واقتراعاً لصالح مرشح يرون فيه المواصفات المطلوبة لإنقاذ لبنان ويصبون أصواتهم لمصلحته؟

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من الذين يشاركون في اللقاءات التحضيرية التي لا تزال قيد البحث لبلورة موقف موحد من البرنامج السياسي الذي يشكل قاعدة للانطلاق نحو الإعلان عن ولادة «اللقاء التشاوري»، أن المدعوين للانضمام إليه ينتمون حالياً إلى كتلة «الاعتدال» التي تضم عدداً من النواب عن دائرتي عكار والضنية - المنية، وتكتل «لبنان الجديد»، وكتلتي صيدا - جزين، و«مشروع وطن»، إضافة إلى عدد من النواب التغييريين، على أن يبقى الباب مفتوحاً أمام انضمام نواب آخرين إليهم.

من يضم؟

ولفتت المصادر إلى أن «اللقاء التشاوري» يضم حالياً النواب: نعمة أفرام، وعبد الرحمن البزري، وأحمد الخير، وعبد العزيز الصمد، وعماد الحوت، ونبيل بدر، ووليد البعريني، ومحمد سليمان، وشربل مسعد، وأحمد رستم، وسجيع عطية، وجميل عبود، وحليمة القعقور، والياس جرادة، وسنتيا زرازير، في حين اعتذر أسامة سعد عن عدم الحضور، مع أن زميله البزري دعاه للمشاركة في اللقاء الموسّع الذي استضافه في منزله في صيدا. وقالت إن «اللقاء التشاوري»، في حال تيسّرت ولادته، سيعطي الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية؛ لأن الخلل السياسي الحاصل هو نتيجة استمرار الشغور الرئاسي وسط المخاوف بأن يتراجع الاهتمام به إلى حين جلاء الوضع في غزة مع إصرار «حزب الله» على تعليق البحث في الأمور ذات الصلة المباشرة بالشأن الداخلي، ما يرفع من منسوب المخاوف من أن يتمدد الفراغ الرئاسي إلى أمد مديد، لكن إعطاءه الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية لا يعني حكماً أن «اللقاء التشاوري» يمكن أن يشكل قوة ضاغطة لتسريع انتخابه، والتعاطي معه على أنه «بيضة القبان» ما لم يوحد موقفه ويخضع نوابه للإغراءات.

تعويض سني

ورأت المصادر أن عدد النواب السنة في «اللقاء التشاوري» يطغى على زملائهم من الطوائف الأخرى، ربما للتعويض عن غياب الكتلة النيابية السنية الوازنة في البرلمان، أسوة بالكتل ذات الغالبية المسيحية أو الشيعية أو الدرزية. وقالت إن أفرام، العضو في «اللقاء»، يُعد من المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكان أعلن عن رغبته بالترشح في اللقاء الموسع الذي شارك فيه بدعوة من البزري. وأكدت أن «اللقاء التشاوري» يقف حالياً أمام اختبار جدي في تبنّيه لترشيح أفرام، فهل يفعلها أو أن النواب الأعضاء فيه لن يصمدوا وسيضطرون إلى مراعاة جهات إقليمية ودولية تقف وراء دعم مرشح آخر، خصوصاً أن العدد الأكبر منهم لم ينقطع عن التواصل بأكثر من مرشح، وبالتالي فمن السابق لأوانه الدخول في لعبة الأسماء قبل أن تتوضح معالم المعركة الرئاسية لمعرفة من هم المرشحون الذين سترسو عليهم المنافسة؟

وأوضحت المصادر أن «اللقاء» سيُبدي اهتماماً فوق العادة يتعلق بحماية أموال المودعين والضغط على المصارف لإعادتها إليهم، مع استعداد المجلس النيابي للبحث في القانون الخاص بإعادة هيكلة القطاع المصرفي.

مواجهة الجنوب

أما بالنسبة إلى الوضع في الجنوب مع استمرار المواجهة العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل، فيتردد بأن هناك صعوبة في توحيد الرؤية في داخل «اللقاء»؛ نظراً لتعدد الآراء والقراءات، وإن كان تعددها، كما يقول عدد من النواب لـ«الشرق الأوسط»، لا يعني في المطلق الخلاف حول ضرورة تطبيق القرار «1701» وتصدي «حزب الله» للاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة، وإنما في مضي الحزب بربطه التهدئة في الجنوب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكد هؤلاء النواب أن من بين المدعوين للانضمام لـ«اللقاء» من يؤيد الربط بين الجنوب وغزة، وأولهم النائب عماد الحوت، وهو من «الجماعة الإسلامية» التي تشارك في المعارك عبر قوات «الفجر»، وزميله الياس جرادة، ولو على طريقته، وربما آخرون. وهذا ما يُسقط عن «اللقاء» تموضعه خارج الاصطفافات السياسية، ما لم يتوصل إلى صياغة موحّدة في مقاربته للمواجهة الدائرة في الجنوب، على قاعدة عدم ربطها عسكرياً بتلك المشتعلة في غزة؛ لأن مجرد ربطها يعني أنه يتناغم ووجهة نظر الحزب بتعليق البحث في الملف الداخلي إلى حين وقف العدوان على غزة، وهذا ما يشكل نقطة خلاف داخل «اللقاء» بإعطائه الأولوية لانتخاب الرئيس.

متى يرى النور؟

ويبقى السؤال: هل سيولد «اللقاء التشاوري»؟ ومتى سيرى النور؟ وهل سيتحول في ظل التباين في مقاربة النواب للوضع في الجنوب إلى هيئة تنسيق... في تعاطيه على «القطعة» مع كل مشكلة على حدة في القضايا الداخلية الساخنة التي لا تزال عالقة، وأولها انتخاب رئيس الجمهورية؟

ومع أن «اللقاء» ليس حزباً أو كتلة نيابية، لكن ما الجدوى منه إذا لم يتحول إلى قوة ضاغطة كما يتوخى منه النواب للانتقال إلى مرحلة التعافي التي تؤهل لبنان لمواجهة التطورات المحيطة به من جهة، ولوقف التمادي في الاشتباك السياسي الذي يرفع من منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي من جهة ثانية؟



السابق

أخبار وتقارير..دولية..الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 مسلحين تسللوا من لبنان..واشنطن: دول عربية أبدت استعدادها للتنسيق معنا بشأن غزة إذا التزمت إسرائيل..بكين: تايوان أرض صينية..وسنرفض بقوة أي أنشطة انفصالية..فوز استقلالي برئاسة تايوان..والصين تعتبر إعادة التوحيد حتمية..الهند تحتج على زيارة دبلوماسيين بريطانيين إلى كشمير..ترامب يسخر من بايدن بفيديو..بيان من البنتاغون عن الحالة الصحية لوزير الدفاع الأميركي..روسيا تستعيد المبادرة..وأوكرانيا تعاني نقص الذخيرة.."قد تحدث حرب".. تصريحات من أرفع المسؤولين تثير قلق السويديين..ماذا يمكن أن يحدث بعد استخدام روسيا الصواريخ الكورية الشمالية في حرب أوكرانيا؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..حماس: عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين "ربما قتلوا" في غزة..بلينكن: لن نهدأ حتى عودة جميع الأسرى الإسرائيليين لعائلاتهم..تقوية السلطة الفلسطينية لمواجهة حماس..غالانت يقترح..24 ألف قتيل في غزة..وإسرائيل تقاوم ضغوط الميدان والدبلوماسية..إدارة بايدن لنتنياهو: صبرنا بدأ ينفد وخطتكم «لليوم التالي» حلم..وزير خارجية الصين يدعو إلى مؤتمر سلام واسع النطاق في شأن أزمة غزة..«أونروا»: مصر لم تغلق أبداً معبر رفح..نتنياهو يقود لتمديد الحرب إلى «ما لا نهاية»..أبوعبيدة: استهدفنا وأخرجنا عن الخدمة 1000 آلية عسكرية إسرائيلية.. رئيس «الشاباك» ينوي الاستقالة بعد الحرب..الخلاف الأميركي ــ الإسرائيلي يعقّد أزمة غزة..قلق إسرائيلي من تأخُّر مساعدات أميركية بـ14.3 مليار دولار..قوات إسرائيلية خاصة تقتحم مدينة أريحا ومخيماتها في الضفة الغربية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,678,328

عدد الزوار: 6,960,868

المتواجدون الآن: 52