جهود عربية - تركية لمنع تداعيات المحكمة من تقويض الإستقرار اللبناني

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 تموز 2010 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2957    القسم محلية

        


الأسد يلتقي الحريري في مقرّ إقامته في قصر الشعب ··· وأوغلو ينضم إلى إجتماع ثلاثي
جهود عربية - تركية لمنع تداعيات المحكمة من تقويض الإستقرار اللبناني
سليمان يتحرك مع الكتل ··· والمعلومات أعدَّت رداً: كدنا نوقف قزي في 10 حزيران

  الرئيس الأسد يوجه حديثه إلى الرئيس الحريري، وبدا الوزير التركي أوغلو يتابع مبتسماً (سانا)

ماذا بحثت الاجتماعات الثلاثة التي عقدت بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري؟

وهل ثمة من صلة بين تأخير اقامة الرئيس الحريري في دمشق حتى مجيء وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو، ثم الغداء المشترك الذي اقامه الرئيس السوري لضيفيه اللبناني والتركي؟

وهل تلتقي اجتماعات دمشق اللبنانية - السورية - التركية عند نقطة تثير اهتمام قادة عرب ومحورها: ديمومة استقرار لبنان كجزء من استقرار جبهة التحالف العربي - التركي لمواجهة التنكر الاسرائيلي لعملية السلام؟

هذه الاسئلة شغلت الاوساط اللبنانية والعربية، فضلاً عن السفارات الكبرى في بيروت، في محاولة لتقصي موضوعات البحث وارتداداتها على الوضعين اللبناني والعربي·

وعلى الرغم من ان المعلومات الرسمية التي عممتها وكالة الانباء السورية (سانا) عما وصفته لقاء الرئيس الاسد ظهر امس مع الرئيس الحريري في مقر اقامته في دمشق، حصرت البحث في <استكمال المحادثات وارتياحهما للخطوات التي تم تحقيقها على تطوير العلاقات بين البلدين والتصميم على المضي للارتقاء بها بما يحقق طموحات الشعبين الشقيقين>، فإن مصادر في بيروت تعتبر ان الوضع اللبناني مع اللحظة الحرجة التي تمر بها العلاقات بين فريقين اساسيين في الحكومة، هما تيار <المستقبل> و<حزب الله>، على خلفية ما يتصل بالمحكمة ذات الطابع الدولي، وفي ضوء توقيفات الاجهزة الامنية لموظفين في شركات الاتصال الخليوي، وما يتردد عن قرار اتهامي يتجه لاتهام طرف لبناني بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان على بساط البحث من زاوية ان الاستقرار اللبناني يفوت الفرصة على دور اسرائيلي تخريبي على الساحة اللبنانية، وان العواصم العربية ذات التأثير معنية بالاستقرار اللبناني كجزء من استقرار المنطقة، بما في ذلك عدم التفريط باتفاق الدوحة الذي انتج التسوية السياسية الداخلية·

وكشف مصدر دبلوماسي عربي لـ<اللواء> ان انقرة تنضم الى جهود سوريا والرياض والدوحة في نزع الالغام من امام اية محاولة للعبث بالاستقرار السياسي ومسلتزماته الامنية والاقتصادية، خصوصاً وان اسرائيل لا تنفك تدخل على الخط لتفجير التناقضات الداخلية، عبر استغلال الخلافات السياسية، وآخرها موضوع المحكمة الدولية، وتحريض الاطراف لتأجيج التوتر السياسي والمذهبي، وهو ما فعلته صحيفة <هآرتس> أمس، حيث تحدثت بأن الدعم الذي سيحصل عليه <حزب الله> في الداخل اللبناني سيتوقف عند صدور القرار الظني في جريمة اغتيال رفيق الحريري، معربة عن اعتقادها بأن هذا القرار سيضع نهاية لتحالف الحزب مع نجله، الأمر الذي سيهدد لبنان بالدخول في أزمة سياسية خطيرة، وفي هذا الكلام توقعات لسيناريوهات فتنة، كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي ترقبها في أيلول المقبل بعد صدور قرار اتهام المحكمة الدولية لحزب الله بقتل الحريري·

وكان الرئيس الحريري قد عاد الى بيروت مساء أمس بعد زيارة رسمية إلى دمشق استمرت يومين التقى خلالها الرئيس الأسد ثلاث مرات، وترأس الجانب اللبناني إلى اجتماعات هيئة المتابعة والتنسيق، وهو تكتم في الافصاح عن طبيعة اللقاءات الثلاثة التي عقدها مع الرئيس الأسد، لكن بدت عليه علامات الارتياح للتطور الحاصل في العلاقات اللبنانية - السورية، ومسار العلاقة مع الرئيس السوري·

وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن الرئيس الأسد التقى ظهر أمس الرئيس الحريري في مقر اقامته في دمشق (قصر الشعب) حيث استكملا محادثاتهما وأعربا عن ارتياحهما للخطوات التي تمّ تحقيقها على صعيد تطوير العلاقات بين البلدين، وأكدا تصميمهما على المضي في الارتقاء بهذه العلاقات إلى المستوى الذي يحقق طموحات الشعبين الشقيقين·

بعدها أقام الرئيس الأسد مأدبة غداء عمل على شرف الرئيس الحريري ووزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو الذي يزور سوريا، جرى خلالها بحث العلاقات بين سوريا ولبنان وتركيا وسبل تعزيزها بما ينعكس إيجاباً على قضايا المنطقة وخصوصاً القضية الفلسطينية·

بعد ذلك استقبل الرئيس الحريري في مقر اقامته وزير الخارجية التركي، وعقدا اجتماعاً دام ساعة كاملة جرى خلاله عرض التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية·

وعلمت <اللواء> أن اللقاء الثالث بين الرئيس الأسد والرئيس الحريري استغرق ساعتين ونصف الساعة·

مبادرة سليمان في موازاة ذلك، كشفت معلومات أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان عازم على عقد جولات من المشاورات تشمل مختلف القوى السياسية، لاحتواء الموقف المتوتر الناجم عن حدة الخطابات السياسية، انطلاقاً من موقعه لرئيس توافقي، وخوفه من احتمال تردي الأوضاع الداخلية وتأثر وضع الجنوب به·

وحسب مصادر مقربة من الرئيس سليمان، فإنه يشعر بأن الوضع صعب ودقيق، وهو بحاجة الى التكاتف والتوحّد لمواجهة الحالات الصعبة، خصوصاً وأن اليد الاسرائيلية باتت واضحة في إشاعة مناخات التوتر وتحريك عوامل الفتنة الداخلية، وهو من أجل ذلك، سيبدأ اعتباراً من اليوم باستقبال رؤساء الكتل البرلمانية والأحزاب والقيادات المعنية، عُلم أن من أبرزهم رئيس كتلة نواب <المستقبل> الرئيس فؤاد السنيورة الذي سيزور قصر بعبدا اليوم·

وكان مقرراً أن يجتمع الرئيس سليمان مساء بالرئيس الحريري فور عودته من دمشق من أجل تقويم الأوضاع ونتائج محادثات العاصمة السورية، لكن عودة الحريري متأخراً حالت دون عقد الاجتماع الذي أرجئ الى اليوم أو الى الخلوة التي ستسبق جلسة مجلس الوزراء في بعبدا غداً·

وذكرت المعلومات أن الرئيس سليمان يستعجل إطلاق عملية التعيينات الإدارية والأمنية بعدما تم التوافق على الآلية، مرجحة عقد خلوة لمجلس الوزراء إذا اقتضى الأمر، بحيث يتقدم كل وزير بعدد من الأسماء يقترحها للمراكز الشاغرة ليصار الى غربلتها واختيار الأكفأ من بينها، لدفع العمل الحكومي قدماً، ولا سيما بعد ارتفاع بعض الأصوات الداعية الى تغيير حكومي·

من جهة ثانية، توقع مصدر قريب من المعارضة أن يزور موفد من <حزب الله> دمشق لإبلاغه رسالة الى قيادة الحزب تتعلق بالوضع في لبنان، وكانت معلومات ترددت أن الموفد زار دمشق في غضون الـ 72 ساعة الماضية·

تقرير <المعلومات> و على خط آخر، زار وزير الداخلية زياد بارود مساء أمس الرئيس الحريري، في بيت الوسط، وسلّمه نص تقرير شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي فيما خص متابعة ملف عمالة شربل القزي، في ضوء الأسئلة التي وجهها الأمين العام <لحزب الله> السيّد حسن نصر الله الى وزير الداخلية، وإلى شعبة المعلومات بهذا الخصوص·

وعلمت <اللواء> أن تقرير شعبة المعلومات سلّم الى الوزير بارود فجر يوم السبت الماضي، أي بعض بضع ساعات من خطاب نصر الله، موضحاً بأنه كان في إمكان الشعبة توقيف القزي قبل 14 يوماً من توقيفه من قبل مخابرات الجيش، لو أجاز لها وزير الاتصالات شربل نحاس استخدام <داتا> الاتصالات حسب ما تقتضي الأصول القانونية·

وأوضح التقرير، حسب ما علمت <اللواء>، أن الشعبة كانت تتابع منذ شهر آب في العام 2007 ولغاية الشهر نفسه في العام 2008 هاتف خط روماني إتصل به صاحبه مرة أو مرتين خلال هذه السنة بالخارج، والذي تبين فيما بعد أنه خط <موساد>، إلا أن هذا الخط توقف فجأة، ولم يعد صاحبه يستخدمه طوال هذه الفترة·

ويضيف التقرير أنه في 24/5/2010 تحرك هذا العميل، والذي لم يكن تعرف هويته، وأجرى منه إتصالاً داخلياً، فسارعت الشعبة على الإمساك بالخيط مجدداً، وطلبت من وزير الإتصالات <الداتا> لكي تستطيع ملاحقته، لكن هذا العميل كان حذراً جداً، فلم تستطيع الشعبة تحديد هويته ولا البقعة الجغرافية التي يتحرك منها·

وفي يوم 9/ من شهر حزيران عاد هذا العميل إلى إستعمال خطه على الأراضي اللبنانية مع شخص لبناني آخر، فعادت الشعبة إلى طلب <الداتا> من الوزير نحاس الذي تسلّم المعاملة من شركة <ألفا> في 14 حزيران لكنه لم يرسلها إلى الشعبة إلا يوم 25 حزيران، أي بعد أن كانت مخابرات الجيش أوقفت القزي في 24 حزيران·

وأكدت الشعبة في تقريرها أنه من التحليل الفني للإتصالات التي كانت تلاحقها، تؤكد أن ما كانت تلاحقه هو العميل القزي، ولاحظت أن قرارات <الداتا> من وزير الإتصالات كانت دائماً تأتي متأخرة أسبوعاً أو أسبوعين من دون أي مبرر، علماً أن المعاملة لم تكن تستغرق لدى وزير الداخلية أكثر من ساعتين·

ووصف مصدر أمني رفيع لـ <اللواء> توقيف القزي من قبل مخابرات الجيش بأنه <إنجاز وطني كبير> ويستحق توجيه التحية لها، مشيراً إلى أن نجاح الجيش هو نجاح لقوى الأمن الداخلي، مؤكداً بأن القوى الأمنية ليست في موضع تنافس مع الجيش، بل نحن في حالة تعاون وتكامل وهدفنا معاً هو حماية لبنان·

ولم يعرف ما إذا كان الوزير بارود طلب زيارة نصر الله، خلال زيارة مسؤول الإرتباط في <حزب الله> الحاج وفيق صفا له أمس الأول، لكن بارود أبدى إستعداداً لذلك، من أجل توضيح الملابسات التي اشتكى منها نصر الله في خطابه ووضع الأمور في نصابها الصحيح·

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,532,990

عدد الزوار: 6,953,868

المتواجدون الآن: 56