28.47% للسياسة المحلية وغياب قضايا المرأة والطفل والإغتراب

والتقرير الذي حصلت <اللواء> على نسخته الثالثة عن شهر أيّار المنصرم <لا يهدف لأن يكون رقيباً على المواد المنشورة في الصحف اللبنانية، بقدر ما هو محاولة لتسليط الضوء على أبرز اهتمامات الصحف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والفنية على اختلاف تنوعها والاضاءة على ابرز ما تناولته هذه الصحف، مع مختلف القضايا التي طرحت خلال شهر واحد على كل المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها·

ويؤكد مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد لـ?<اللواء> أن التقرير هو ثمرة جهود فريق خبراء في مديرية الدراسات للقيام بعمل مزدوج للاطلالة على الصحافة اللبنانية من الباب الارشيفي - التوجيهي من جهة، ودراسة المؤشرات الاحصائية للمواضيع والاشكال الواردة في الصحف اللبنانية، مشيراً إلى ان هذا العمل هو بداية الانطلاق لمجهود تطوير الاعلام في لبنان والاضاءة عليه من ضمن سلسلة مشاريع تتحضر لها مديرية الدراسات وفق توجيهات وزير الاعلام طارق متري ودعمه، وأبرز هذه المشاريع:

التقرير الشهري ومجلة دراسات لبنانية، وهي مجلة فصلية تعتني بمواضيع محددة يكتبها اكاديميون ومتخصصون في شأن اجتماعي او اقتصادي أو إعلامي محدد وفق الحاجات والتطورات الآنية المتعلقة بالأوضاع الداخلية والخارجية، اضافة إلى اطلاق موقع الكتروني لوزارة الاعلام بإدارة مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية، وإعداد المواد لها بعشر لغات عالمية تحاكي المجتمع الدولي من جهة والاغتراب اللبناني من جهة أخرى، وتتضمن كل ما يخص الاعلام اللبناني، اضافة إلى السياسة والاقتصاد، والاجتماع والدعاية والنشر، وصولاً الى تكوين مركز معلومات واستعلام على المستوى الوطني، من حيث الاضاءة على الاستثمار والقطاعات الانتاجية والقوانين الإعلامية وما الى ذلك، كما يجري العمل على إنشاء مكتبة وطنية متطورة تكون مرجعاً للباحثين وطلاب الاعلام، إضافة الى تكوين مرجعية إعلامية لتجميع المعطيات الاعلامية على انواعها عبر انشاء وتفعيل مركز للتوثيق والارشفة والمتابعة الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية، والمشاركة في معارض ونشاطات ثقافية متنوعة واطلاق ورشة تطوير قوانين الاعلام عبر مجموعة من ورش العمل والندوات والمؤتمرات·

ويأمل ماجد من كل هذه الخطوات ان يعود الاعلام اللبناني إلى بريقه وتميزه من خلال الاستفادة مما يقدمه التقرير في رصد لعملها بحيث يعاد الاعتبار إلى بعض الموضوعات المهمة اجتماعياً <فنكون بذلك نرشد الاعلام ونوجهه ونشكل له نوعاً من المرجعية لتجميع معطياته>·

والتقرير الذي يأتي في 36 صفحة يعرض لتوجهات الصحف اللبنانية على مختلف الصعد المحلية والدولية والعربية وتحليلاتها إضافة إلى النشاطات الحكومية والاهلية، والتحقيقات الخاصة والملفات والتغطيات إضافة إلى قضايا بيئية، وصحية وتربوية ومناطقية واهتمامات ثقافية وفنية واجتماعية وتربوية واغترابية وإنمائية···· الخ·

التقرير الذي يقدّم جردة عامة لكل احداث شهر أيّار استهل بكلمة لمدير الدراسات خضر ماجد عن غياب <فارس الكلمة> النقيب ملحم كرم <فارس الصحافة وحامل راية صون الحريات العامة>· ثم يتم استعراض أبرز احداث شهر أيّار ولا سيما حركة الوفود العربية والاجنبية إلى لبنان إضافة إلى زيارات المسؤولين اللبنانيين إلى الخارج، مع استعراض لمواقف القيادات السياسية من القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية·

ويتطرق التقرير الى الدور الذي لعبه لبنان خلال ترؤسه لمجلس الأمن الدولي خلال شهر أيّار، إضافة إلى إنجاز الانتخابات البلدية <رغم السخونة السياسية والعائلية التي عكستها الصحافة اللبنانية· كما استعرض التقرير المواقف من الموازنة والوضع المالي والاقتصادي إلى الفساد والصحة والتعليم والبيئة والعمال والصحافة والثقافة والرياضة وملف الهيئة الناظمة للاتصالات·

اما خارجياً، فبرز الاتفاق الإيراني - التركي - البرازيلي حول الملف النووي الإيراني والتهديد الأميركي بفرض عقوبات على إيران، إضافة إلى القمة التي جمعت سوريا وتركيا وقطر وصولاً إلى التعنت الإسرائيلي من قضية الاستيطان في القدس وتهديد <قافلة الحرية> المتجهة بالمؤن إلى غزة، وتحطم الطائرة الافريقية على مدرج المطار الليبي، وسلسلة تفجيرات دامية في العراق في ظل توتر سياسي حكومي·

وقد حلت السياسة المحلية (مقالات، تقارير، عمود) في المرتبة الأولى في التقرير من حيث مواضيع كل الصحف، إذ نالت نسبة 28.47 بالمائة، مقارنة مع 16.87 بالمائة للسياسات الإنمائية (سكن، بلديات ومناطق)، و14.8 بالمائة للاعلام والأدب والثقافة والفنون، في حين بلغت نسبة التركيز على السياسة الخارجية 9.25 بالمائة، والتحقيقات العامة (قضايا، ملفات) 3.55 بالمائة، قضايا قومية 1.82 بالمائة، مقابلات رئيسية 0.96 بالمائة، تحقيقات اغترابية 0.16 بالمائة، المرأة والطفل 0.20 بالمائة، عمل وعمال 0.41 بالمائة، مال واقتصاد 5.51 بالمائة إضافة الى فئات أخرى·

ويؤكد ماجد أن الاتجاه في المرحلة المقبلة من الرصد الإعلامي ستشمل مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والالكترونية لتوثيق أبرز الاهتمامات والبحث عن الجديد رقياً وارتفاعاً بالاعلام اللبناني·