لبنان...«الجمهورية»: رسالة عون للمجلس خلال أيام.. والأزمة تتخطى التأليف إلى الصلاحيات...الجيش الإسرائيلي: القيادة اللبنانية تغض الطرف عن ممارسات «حزب الله» ووزير في حكومة نتنياهو يهدد نصر الله شخصياً...نائب نصر الله: كل إسرائيل في مرمى صواريخنا....إقحام «الدم» في التسوية السياسية اللبنانية..دعم خليجي للحريري وبيت الوسط: لا أحد بإمكانه نزع التفويض.. بعبدا تتريَّث في إرسال الرسالة .. وحزب الله لا يريد قلب الطاولة ولكن..

تاريخ الإضافة الإثنين 10 كانون الأول 2018 - 6:22 ص    عدد الزيارات 2723    القسم محلية

        


قمة اقتصادية في بلد "طفران"... وبرّي يعترض على عدم دعوة سوريا!..

الجمهورية.. أثارت أوساط سياسية موضوع التحضيرات لانعقاد القمة الاقتصادية العربية في بيروت منتصف الشهر المقبل، وطرحت حولها علامات استفهام حول طريقة مشاركة لبنان فيها ونوعية حضوره أكان بحكومة او بلا حكومة، مع انّ الاجواء تؤشّر الى انّ ّالحكومة بعيدة المنال حتى الآن، حتى ما قبل تلك القمة. وفيما قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «كيف لقمة اقتصادية ان تعقد في بلد طفران مالياً وطفران حكومياً؟»، إستغرب بري «كيف لا يدعو لبنان، الذي يستضيف القمة، سوريا الى حضورها؟!». (إشارة هنا الى انّ أنباء وردت الى بيروت عن لجنة ثلاثية لبنانية - أردنية ـ عراقية للسفر الى مصر ومحاولة إقناع الجامعة العربية بدعوة سوريا الى القمة). وقال بري: «أعجب كيف انهم لا يدعون سوريا، علماً انّ لبنان وسوريا تربطهما علاقات كاملة؟! ففي الاسبوع الماضي حضر الى لبنان وزير سوري وطرح على اللبنانيين «إن اردتم كهرباء فلدينا فائض نستطيع ان نمدّكم»، فضلاً عن أنّ الوزير في كتلتنا غازي زعيتر زار دمشق مرتين، وكذلك الوزيرة عناية عز الدين والوزير حسين الحاج حسن مرات، والوزير فنيانوس مرات ايضاً إضافة الى وزير يقوم بزيارة دمشق اسبوعياً (الوزير بيار رفول)، ولدى لبنان سفير في سوريا، ولدى سوريا سفير في لبنان، واذا أردنا ان نصدّر الموز نطلب من السوريين فتح الحدود، واذا أردنا ان نُخرِج عناصر «داعش» نطلب من السوريين ايضاً ان يفتحوا الطريق، واذا اردنا ان نعيد النازحين ننسق مع السوريين، فكيف يقولون انه لا توجد علاقة مع سوريا». واضاف: «أنا من جهتي قلتُ أكثر من مرة وفي اجتماعات برلمانية عربية، لا أقبل انعقاد الاجتماعات من دون سوريا، ولن أقبل اي اجتماع عربي آخر من دون سوريا».

«الجمهورية»: رسالة عون للمجلس خلال أيام.. والأزمة تتخطى التأليف إلى الصلاحيات...

عبّر قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمتهم الـ39 التي انعقدت في الرياض أمس، عن «أملهم في أن يتمكن سعد الحريري رئيس الوزراء المكلّف في لبنان من تشكيل «حكومة وفاق وطني». وتزامنَ هذا الموقف مع استمرار أجواء التوتر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري، وغياب أي بصيص أمل في تأليف الحكومة قريباً. وقد نجمَ هذا التوتر من حديث عون عن توجيه رسالة الى مجلس النواب تطلب فتح ملف الصلاحيات في موضوع التكليف والتأليف، وأشاع أجواء تشاؤم دَلّت الى انّ عمر حكومة تصريف الاعمال ما زال طويلاً، وأنّ ما طرح من حلول لتذليل العقد قد تبدّد، وكان آخرها ما طرحه الوزير جبران باسيل حيث غاب عن البحث في عطلة نهاية الاسبوع في الوقت الذي سيغادر الحريري اليوم الى لندن لحضور ملتقى إقتصادي يتعلّق بلبنان، من دون ان يحدد موعد عودته، ما يعني أنّ الأسبوع الجاري لن يشهد أي تطورات إيجابية على الجبهة الحكومية. ترددت معلومات أمس عن أنّ عون سيبعث برسالته الى مجلس النواب خلال ايام، وانه أبلغ الى المحيطين هذا الامر، فيما أبلغ الحريري الى حلفائه، ومن بينهم «القوات اللبنانية»، انه اتخذ قراره النهائي بعدم التراجع عن موقفه القائل إنه لن يعطي المخرج للعقدة السنية من حصته، وانّ الحل الوحيد المُتاح هو من حصة رئيس الجمهورية. وعلم انّ الحريري، الذي يراهن على تعزيز وضعه على الساحة السنية، سيتغيّب عن الجلسة النيابية في حال دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري إليها، وستتضامن معه «القوات اللبنانية» في هذا الموقف، فيما رجّح البعض أن لا يدعو بري الى هذه الجلسة إنسجاماً مع المبدأ الذي يسير عليه، وهو بعدم انعقاد الجلسات النيابية في حال غياب مكوّن كبير مثل تيار «المستقبل» من السنّة. لا بل انّ بري أبلغ، بإسمه وبإسم «حزب الله»، الى المعنيين عدم الموافقة على إحراج الحريري بهدف إخراجه، وأن لا بديل منه لتشكيل الحكومة.

صورة قاتمة

على أنّ مراجع سياسية رسمت صورة قاتمة عن الوضع الحكومي، مبدية خشيتها من انزلاق الامور الى تعقيدات أكبر، خصوصاً بعدما تخطّت الأزمة الملف الحكومي ودخلت الى خانة الصلاحيات الدستورية لبعض السلطات، بالتوازي مع ما نُسب الى رئيس الجمهورية من حديث عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري. وبحسب هذه المراجع، فإنّ الحديث عن مخارج وحلول وَسْطَ هذه الأجواء ليس في محله، ذلك انّ الامور بالإشكالات التي طرأت على خط الرئاستين الاولى والثالثة تُنذر بانعدام إمكانية بلوغ حلول، وبالتالي بتعطيل طويل الأمد. في هذا الجو، رصد ترقّب حَذر في «عين التينة»، مع شعور سلبي حيال التعقيدات التي استجدّت، عبّر عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بإشارته صراحة الى انّ ملف التأليف عاد الى الوراء، حيث قال: «عدنا الى أبجد». وعبّر بري عن استيائه من وصول الامور الى «هذا الحد من الانسداد»، وقال أمام زواره: «كان يجب ان تتألف الحكومة خلال الايام العشرة التي تَلت تسمية الرئيس المكلف سعد الحريري، فلو تمّ ذلك لَما كان البلد وصل الى ما وصلنا اليه». إلا انّ بري لم يفقد الامل في إمكان الوصول الى حل، حيث قال: «ثمّة بارقة أمل ما زالت موجودة ولا أرى غيرها، هناك حل وحيد، هو الذي طَرحته على الوزير جبران باسيل، ويشكّل المخرج الملائم لهذه الازمة (أن يتخلى رئيس الجمهورية عن الوزير السنّي من الحصة الرئاسية لمصلحة أحد نواب سنّة 8 آذار).

«المستقبل» و«التيار»

في هذا السياق، علّق مصدر في تيار «المستقبل» على احتمال توجيه عون رسالة الى مجلس النواب، فقال: «عندما يتم توجيه الرسالة يتم تحديد الموقف». في حين قالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» انّ عون سبق أن أعطى مهلة «مَعنويّاً» لتأليف الحكومة حَدّها الأقصى نهاية أيلول الماضي، لكن نظراً لإيجابياتٍ طرأت على خط التأليف عاد ومَدّد المهلة ولم يبادر الى اتخاذ خطوة يعتبرها دستورية قد تساهم في الحلّ. أمّا اليوم فقد عُدنا مجدّداً الى مربّع التأزيم، مع رفض الحريري حتى النقاش في صيغة الـ 32 وزيراً القابلة لتفاوض يُريح الحريري ولا «يَكسره»، خصوصاً أننا دخلنا سابقاً في كباش مباشر مع «حزب الله» دعماً للحريري، وفي الوقت نفسه تحلّ هذه الصيغة أزمة العدد والتمثيل داخل الحكومة». وأضافت: «انّ الرسالة التي قد يوجّهها عون الى مجلس النواب، بناء على صلاحيته المنصوص عنها في الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، تدخل ضمن هذا الاطار ولو أنّ عنوانها «مصير التكليف». لكنّ مصادر «التيار» تستبعد الوصول قريباً الى مشهد انعقاد مجلس النواب لمناقشة الرسالة الرئاسية «فلا مصلحة لأيّ طرف الآن بهذا الأمر، خصوصاً أنها لن تعني سوى سحب التكليف وليس مجرد «فَشّة خلق». فصحيح أن لا نصّ دستورياً يجيز هذا الامر، لكنّ روحية الدستور حاضرة كون الرئيس المكلّف إستمدَ تكليفه من النواب، والمجلس القادر على تعديل الدستور يستطيع حكماً سحب التكليف».

الحريري وباسيل

على صعيد آخر، يغادر الحريري اليوم الى لندن للمشاركة في «ملتقى لندن الاقتصادي» المقرر بعد غد الأربعاء 12 الجاري، بعنوان: «إستثمر في لبنان» بالتنسيق بين السفارة اللبنانية في لندن، والسفارة البريطانية في لبنان، وبمشاركة القطاع الخاص في البلدين. ومن المقرر أن يلتقي الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في الملتقى، حيث من المقرر أن يحضر المؤتمر على المنصة الى جانب الحريري. وتجدر الإشارة الى انّ باسيل سيتوجه الى لندن بعد إنهاء مشاركته في «المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة»، الذي سيعقد اليوم في مدينة مراكش، وسيلقي خلاله كلمة لبنان.

القمة الاقتصادية العربية

من جهة ثانية، أثارت أوساط سياسية موضوع التحضيرات لانعقاد القمة الاقتصادية العربية في بيروت منتصف الشهر المقبل، وطرحت حولها علامات استفهام حول طريقة مشاركة لبنان فيها ونوعية حضوره أكان بحكومة او بلا حكومة، مع انّ الاجواء تؤشّر الى انّ ّالحكومة بعيدة المنال حتى الآن، حتى ما قبل تلك القمة. وفيما قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «كيف لقمة اقتصادية ان تعقد في بلد طفران مالياً وطفران حكومياً؟»، إستغرب بري «كيف لا يدعو لبنان، الذي يستضيف القمة، سوريا الى حضورها؟!». (إشارة هنا الى انّ أنباء وردت الى بيروت عن لجنة ثلاثية لبنانية - أردنية ـ عراقية للسفر الى مصر ومحاولة إقناع الجامعة العربية بدعوة سوريا الى القمة). وقال بري: «أعجب كيف انهم لا يدعون سوريا، علماً انّ لبنان وسوريا تربطهما علاقات كاملة؟! ففي الاسبوع الماضي حضر الى لبنان وزير سوري وطرح على اللبنانيين «إن اردتم كهرباء فلدينا فائض نستطيع ان نمدّكم»، فضلاً عن أنّ الوزير في كتلتنا غازي زعيتر زار دمشق مرتين، وكذلك الوزيرة عناية عز الدين والوزير حسين الحاج حسن مرات، والوزير فنيانوس مرات ايضاً إضافة الى وزير يقوم بزيارة دمشق اسبوعياً (الوزير بيار رفول)، ولدى لبنان سفير في سوريا، ولدى سوريا سفير في لبنان، واذا أردنا ان نصدّر الموز نطلب من السوريين فتح الحدود، واذا أردنا ان نُخرِج عناصر «داعش» نطلب من السوريين ايضاً ان يفتحوا الطريق، واذا اردنا ان نعيد النازحين ننسق مع السوريين، فكيف يقولون انه لا توجد علاقة مع سوريا». واضاف: «أنا من جهتي قلتُ أكثر من مرة وفي اجتماعات برلمانية عربية، لا أقبل انعقاد الاجتماعات من دون سوريا، ولن أقبل اي اجتماع عربي آخر من دون سوريا».

على الحدود

جنوبياً، بقي الوضع على الخط الحدودي الجنوبي متأثراً بالاعلان الاسرائيلي عن وجود نفق على الحدود، حيث رصدت دوريات إسرائيلية متواكبة مع استمرار عمليات حفر بحثاً عن أنفاق، وكذلك دوريات لقوات «اليونيفيل» على الجانب اللبناني من الخط. وعلى رغم من الاتهامات الاسرائيلية المتتالية، فإنّ لبنان ما زال مُصرّاً على موقفه المشكّك بالرواية الاسرائيلية حول الانفاق، وهو ما عاد وأكده رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله: «طلبنا إحداثيات وحتى الآن لم نتلق أيّاً منها، وعندما نتلقّاها يُبنى على الشيء مقتضاه».

دعم خليجي للحريري وبيت الوسط: لا أحد بإمكانه نزع التفويض.. بعبدا تتريَّث في إرسال الرسالة .. وحزب الله لا يريد قلب الطاولة ولكن..

اللواء... بات بحكم الثابت ان الثلث الثاني من شهر كانون الأوّل الجاري، لن يكون أفضل من الثلث الذي سبقه: عدم توقع أي جديد في ما خص المأزق الذي تمر فيه عملية تأليف الحكومة.. فبعد غد الأربعاء، يُشارك الرئيس المكلف سعد الحريري في مؤتمر دعم الاستثمار في لبنان، الذي يُعقد في العاصمة البريطانية لندن.. وإذا كان الموقف الدولي ما يزال على حاله لجهة الدعم المستمر للرئيس المكلف للوفاء بالالتزامات الدولية تجاه لبنان، سواء في مؤتمر سيدر، أو مؤتمرات لندن وبرلين وبلجيكا، فإن مؤتمر القمة الخليجي الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، عبر مجدداً عن أمله في ان يتمكن الرئيس الحريري «من تشكيل حكومة وفاق وطني تُلبّي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق وتعزز أمن واستقرار لبنان وتحقق التقدم الاقتصادي والرخاء لمواطنيه، داعياً كافة القوى السياسية اللبنانية إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتغليب المصالح العامة التي تجمع اللبنانيين». وأكّد المجلس الأعلى رفضه لدور إيران وتنظيم حزب الله «الارهابي» في زعزعة استقرار لبنان واضعاف مؤسساته السياسية والأمنية، وتفتيت الوحدة الوطنية وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية فيه. وإذا كانت بعبدا تتريث بانتظار ما سيسفر عنه الأسبوع الطالع من تطورات، قبل حسم القرار إزاء توجيه رسالة إلى المجلس النيابي، فإن موقف حزب الله تتجاذبه حسابات متعددة، بعضها ما عبر عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد من ان الحزب لا يريد قلب الطاولة، بل تمثيل النواب السنة المستقلين، وبعضها تعزيه إلى مصادر مقربة منه من «ان خيار الحريري قد لا يبقى مطروحاً على الطاولة إلى ما لا نهاية». وتعتقد مصادر سياسية ان الوضع الجنوبي، بعد بيان «اليونيفل» عن وجود نفق في منطقة كفركلا، يرمي بثقله على الوضع الداخلي، الأمر الذي يتطلب الاتفاق على حكومة قادرة على التعاطي مع أية تطورات سلبية. وفي حين، عزّز الجيش اللبناني وحداته في الجنوب، لا سيما في النقاط الساخنة من كفركلا إلى العديسة، علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية نقلاً عن مسؤولين روس ان موسكو أبلغت تل أبيب رفضها المس بالاستقرار في الجنوب، تحت أي اعتبار وفي لبنان أيضاً.

جمود حكومي

في هذا الوقت، لم تنحسر السجالات حول صلاحيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، ولا الكلام حول اعتزام رئيس الجمهورية توجيه رسالة إلى مجلس النواب لطرح موضوع تعثر التشكيل، على الرغم من توضيحات مراجع في قصر بعبدا بأن موضوع الرسالة مجرّد فكرة، سبق ان طرحت في مرحلة سابقة من تعثر التأليف الحكومي، ثم سحبت من التداول، ومن تحذير مراجع دستورية وقانونية عدّة، على اعتبار ان هذه الخطوة ستنقل البلاد إلى مرحلة أكثر خطورة قد تذهب بالاستقرار وبالتسوية الرئاسية التي قامت على تفاهم الرئيسين عون والحريري. إذ أكدت أوساط «بيت الوسط» أمس، ان «الرئيس الحريري ثابت على موقفه، سواء بالنسبة لصلاحياته، أو بالنسبة لرفض تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة، وانه لا يحق لأي سلطة بما في ذلك مجلس النواب، نزع التكليف منه، الا إذا قرّر الاعتذار، وهو أمر أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن هذا الأمر غير وارد، وانه لن يعتذر، وسيبقى على موقفه، أياً كانت الضغوط وأياً كان مصدرها رئاسياً أو حزبياً، بدعم نواب بيروت ونواب المستقبل وحلفائهم». ومع سفر الرئيس الحريري المقرّر غداً إلى لندن للمشاركة في منتدى اقتصادي، تدخل عملية تشكيل الحكومة مرحلة جمود كلي لا يبدو لها أفق واضح، وسط حالة من الفراغ السياسي والحكومي لا يمكن التكهن بمداها ومدتها، وان كان ممكناً التنبؤ بأن نتائجها ستزيد أوضاع البلاد سوءاً وتردياً. وزاد من حدة الصراع السياسي، حيث لا يمكن استبعاد البعد الإقليمي عنه، ولا الضغوط الخارجية والتدخلات، سقوط كل المقترحات والأفكار التي قدمها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل امام رفض الأطراف المعنية بأزمة تشكيل الحكومة، وتحول السجال والخلاف من الحصص والتمثيل إلى حجة الثلث الضامن أو المعطل، ومن ثم إلى ممارسة الصلاحيات الدستورية للرؤساء، برغم ما رافق ذلك من لغط وتوضيحات لم تفعل فعلها في تصويب الأمور. ويبدو من مسار الامور ان ثمة مخاوف وهواجس سياسية وطائفية لدى بعض الاطراف بمواجهة الاخرى، باتت تتحكم بعملية تشكيل الحكومة، اكثر من الامور الاجرائية المتعلقة بتوزير هذا الطرف او ذاك، وهذه الهواجس تتعلق بما تقول مصادر الرئيس الحريري انه محاولة الامساك بقرار الحكومة من قبل اطراف معينة لفرض اتجاهات معينة داخلها، وبما تقوله مصادر القوى الاخرى بالمقابل عن رفض الاحاديات ضمن الطوائف وضرورة ايجاد رأي او موقف آخر مما يجري داخليا على صعيد التوجه الاقتصادي والمالي والمعيشي والاداري، ومما يجري خارجيا على صعيد الاوضاع والتحالفات الاقليمية. وجاءت احداث بلدة الجاهلية وما تبعها من مواقف سياسية عالية النبرة، وقبلها الضغوط والمواقف الاميركية والخليجية ضد «حزب الله» وحلفائه، لتزيد من الهواجس السياسية لدى كل طرف. من هنا - بحسب مصادر متابعة عن قرب لعملية تشكيل الحكومة - تمسك الرئيس الحريري برفض تمثيل أحد النواب السنة المستقلين، ورفض منح فريق سياسي واحد الثلث الضامن داخل الحكومة، ورفض الرئيس ميشال عون والتيار الحر احتساب الوزير السني السادس من حصتهما والتمسك بحصة صافية لهما من عشرة وزراء «على الاقل». وفي هذا الصدد توضح مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون والتيار الحر انه غير صحيح رغبتهما في الحصول على 11 أو 12 وزيرا بضم الوزير السني السادس والوزير الدرزي الثالث الى حصتهما، وتؤكد استمرار صيغة الثلاث عشرات التي جرى التوافق عليها خلال المفاوضات والتي اسفرت عن وضع صيغة حكومية كاملة بعد حسم الخلاف حول حصة «القوات اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي النيابي» والحزب التقدمي الاشتراكي، بأربعة وزراء «للقوات» ووزيرين للتقدمي. وتوضح المصادر ان الوزير الدرزي الثالث سيكون مستقلا وليس من حصة اي طرف، بل هو نتيجة التوافق بين الحزب التقدمي والحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة الوزير طلال ارسلان، ولو كان هذا الوزير مقربا من ارسلان، كما ان الوزير السني السادس سيكون من حصة رئيس الجمهورية وليس وزيرا اضافيا على حصته المؤلفة من اربعة وزراء (3 مسيحيين وسني من خارج اللقاء التشاوري)، ولذلك يرفض الرئيس الحريري ان يكون احد الوزراء السنة المحسوبين ضمن حصته من النواب الستة المستقلين حتى لا تنقص حصته وزيرا سنّيا، ويرفض ان تتضمن حصة الرئيس عون احد النواب السنة المستقلين لأسباب سياسية، لا بل يرفض بالمطلق توزير أحد من هؤلاء النواب لاعتبارات باتت معروفة، منها ما يتعلق بتمثيل هؤلاء ومنها ما يرتبط بفرض شروط لتعطيل تأليف الحكومة. وفي هذا السياق، رأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ألان عون في حديث الى تلفزيون «mtv»، أنه «قد يكون رفض إعطائنا الثلث المعطل جزءاً من التعقيدات الحكومية الحاصلة اليوم»، لافتاً الى أن «حزب الله قال إنه لا يزعجه إعطاءنا الثلث المعطل وأكثر أي ١٥ وزيراً لكن النائب جهاد الصمد قال العكس وواضح أن حزب الله طرح ودعم العقدة السنية». وردا عن سؤال، قال: «لا نريد أن يعتذر الرئيس الحريري بل نريد أن يقترح شيئاً ما ولم يكن هدفنا الحصول على ١١ وزيراً وليس صحيحاً ان الرئيس عون يرفض التنازل عن وزير من حصته كي لا يخسر الثلث المعطل».

«حزب الله»

أما «حزب الله» فإنه لم ير شيئاً جديداً على مستوى تشكيل الحكومة، وأوضح نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان الحزب «ينتظر قرار رئيس الحكومة المكلف ليتخذ الخطوة المناسبة في ما يتعلق بتمثيل اللقاء التشاوري المؤلف من ستة نواب من السنة، وانه إذا حسم هذا القرار تصبح الحكومة قابلة للاعلان بين يوم وآخر».

ذكرى ميلاد كمال جنبلاط

من جهة ثانية، شكلت مناسبة ذكرى ميلاد كمال جنبلاط المئة وعام هذه السنة، محطة وطنية لافتة، لم تغب عنها ما جرى في منطقة الجبل التي تجاوزت قطوع فتنة في بلدة الجاهلية، التي احيت أمس ذكرى أسبوع لمقتل مرافق الوزير السابق وئام وهّاب محمّد أبو ذياب، من خلال مواقف لوهاب لم تخل من تهديد ووعيد للرئيس الحريري تزامنت مع بث شريط «فيديو» حمل لقطات لمجموعة مسلحة ترتدي القمصان السود، أطلقت على نفسها «كتيبة سلمان الفارسي»، مع تهديدات مماثلة للحريري واللواء عماد عثمان. على ان اليافطات التي رفعها الحزب الاشتراكي فوق بعض الطرق الرئيسية في الشوف، حملت في المقابل مواقف رئيسه وليد جنبلاط والثناء على جرأته الهادفة إلى الحفاظ على الوطن وهيبة الدولة ومؤسساتها ولا سيما الأمنية منها وصون العيش المشترك، وكانت هذه اللافتات مع الشعارات والاناشيد التي بثها المشاركون في احياء الذكرى والحشود التي حضرت كافية للتدليل على مكانة المختارة لدى أبناء الجبل، حيث اكتفى جنبلاط ونجله النائب تيمور والشخصيات المشاركة وبينها ممثّل الرئيس الحريري النائب محمّد الحجار بوضع زهرة على الضريح، مع كلمة أمل فيها جنبلاط الإسراع في تشكيل الحكومة لأجل لبنان، مشدداً على التنازل من قبل الفريقين لأجل صالح لبنان.

الجنوب: توتر واستنفارات

وسط هذه الأحوال السياسية، بقيت التطورات الميدانية في الجنوب، وسط متابعة سياسية وعسكرية، لا سيما وان قوات الاحتلال الاسرائيلي واصلت عمليات عن انفاق تقول ان حزب الله، أقامها من داخل الأراضي اللبنانية وصولاً إلى الاراضي المحتلة، وهي نقلت أمس عمليات التفتيش إلى منطقة كروم الشروتي في خراج بلدة ميس الجبل في داخل الخط الأزرق، حيث سجل وجود عدد كبير من الأهالي إلى جانب الجيش اللبناني ودوريات لقوات «اليونيفل» من الجانب اللبناني لمراقبة هذه الأعمال، والتي انتقلت ليلاً إلى الجهة المقابلة لبوابة فاطمة عند خراج كفركلا، حيث باشرت حفارة ضخمة الحفر بحثاً عن انفاق مزعومة. وافيد عن استقدام قوات الاحتلال لآلية من نوع «بوكلين» خرقت السياج التقني وقامت باعمال حفر ساتر ترابي يبعد نحو 20 متراً عن الخط الأزرق، وتمركز خلفه العديد من جنود العدو، كما تمّ رفع منطاد للمراقبة والتجسس فوق منطقة كروم الشروقي، ولاحقاً انسحبت جرافات العدو الاسرائيلي من المنطقة المقابلة لميس الجبل، في حين بقي الجنود خارج السياج التقني من دون خرق الخط الأزرق، وسجل من الجانب اللبناني انتشار للجيش اللبناني بوجود دوريات «لليونيفل». وسادت حالة من التوتر للحظات في محيط بلدة كفركلا اثر سماع أصوات ثلاث طلقات من سلاح حربي، ظناً ان مصدرها حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، والتي تشهد منذ أيام خروقات واستفزازات لقوات الاحتلال، لكن تبين انها رصاصات ابتهاج بحفل زفاف في البلدة، واوقفت القوى الأمنية مطلق النار. وثمة رواية أخرى قالت ان جنود الاحتلال اطلقوا النار في الهواء هلعاً بسبب سوء الأحوال الجوية، خوفاً من تسلل عناصر «حزب الله» إليهم. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان لمديرية التوجيه، ان وحدات الجيش المنتشرة في منطقة الحدود الجنوبية قامت بتسيير دوريات معززة، في ضوء التطورات الأخيرة، وانها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفل) لمتابعة الوضع الأمني عند الخط الأزرق، وهي على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ». واستبعد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في أوّل تعليق له حول ما يجري على الحدود الجنوبية، ان يقوم العدو الصهيوني بعمل عسكري ضد لبنان، لأنه منذ العام 2006 هو مردوع بقدرة المقاومة. وقال قاسم، في حوار خاص مع صحيفة «الوفاق» الإيرانية، ان «قواعد الاشتباك التي اوجدها «حزب الله» في لبنان صعبت كثيراً فكرة الحرب الابتدائية من إسرائيل على لبنان»، مشيرا إلى ان «الجهة الداخلية الإسرائيلية معرضة حتى تل أبيب، ولا توجد نقطة في الكيان الصهيوني إلا وهي معرضة لصواريخ حزب الله. أمنياً، أكّد قائد الجيش العماد جوزيف عون، خلال تفقده في مطار رفيق الحريري كتيبة الحراسة والمدفعية عن ان الاستقرار الأمني هو عامل أساسي في الدورة الاقتصادية خلال الأعياد. إلى ذلك، توقفت مصادر أمنية عند شريط مسجل، منسوب إلى بعض دروز السويداء، يتوعدون الرئيس الحريري، ويعلنون انتسابهم إلى سليمان الفارسي. وعلمت «اللواء» انه يجري التدقيق لمعرفة هوية الشريط، والأشخاص الذين يتوعدون ليبنى على الشيء المقتضى القضائي والقانوني.

نتانياهو: مواجهة «حزب الله» وإيران أولوية وتهديدات بإعادة لبنان إلى العصر الحجري

محرر القبس الإلكتروني ... القدس – أحمد عبدالفتاح – رجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أولوية مواجهة النفوذ الايراني وحزب الله على إشعال المواجهة مع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. وخلال جلسة عقدتها كتلة حزب الليكود في الكنيست، أمس، قال: «في الوقت الذي نقوم فيه بعملية درع الشمال على حدود لبنان، لست معنياً بإشعال مواجهة عسكرية غير مبررة مع قطاع غزة أو في الضفة الغربية، ولكن إذا فرضت علينا مواجهة كهذه، فبإمكاننا فعل الكثير ..الكثير». ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن نتانياهو قوله: «نحن ندفع لطرد إيران من سوريا، ونقوم بذلك بنجاح كبير، ولكننا لم ننته من هذه المهمة»، مشيراً الى انه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موضوع النفوذ الايراني، و«أبلغته اننا نسعى الى تحييد الصواريخ الدقيقة الموجودة في لبنان، كما نسعى الى تدمير أنفاق حزب الله». بدوره، قال وزير التعليم الإسرائيلي عضو الكابينت نفتالي بينيت: «حزب الله يسحق لبنان، ويجب على دولة إسرائيل ألا تعامل حزب الله ككيان منفصل عن لبنان كما فعلنا في حرب لبنان الثانية عام 2006». وأضاف: «حزب الله أصبح جزءا أساسيا من الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن إطلاق اي صواريخ من لبنان على إسرائيل سنتعامل معه على اعتباره إعلان حرب من قبل الدولة اللبنانية على السيادة الإسرائيلية، خاصة ان حزب الله يزعم أنه يحمي لبنان، وبالتالي فإنه سيجلب الدمار للبنان». وحول «درع الشمال»، أفاد بينيت أن «العمل الهندسي والتقني الجاري لتحييد الأنفاق سيستغرقان أشهراً عدة، وربما أكثر». وفي سياق التهديدات الإسرائيلية للبنان، قال عضو الكابينت وزير الاسكان الإسرائيلي يوآف غالنت: «إذا وصلنا إلى الحرب مع لبنان، سنعيده إلى العصر الحجري.. يجب أن نثق بالجيش الإسرائيلي وقوته.. نحن نعرف ماذا نفعل، ولا يعني ذلك أننا نريد كل يوم حربا». في غضون ذلك، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قرية كفر كلا جنوبي لبنان تضم عددا كبيرا من مخازن الأسلحة، ومواقع المراقبة، ومقرات القيادة، بالاضافة الى أنفاق هجومية تابعة لحزب الله، وجميع المؤشرات تدل على ان الحزب يجهّزها لتلعب دورا مهما في أي حرب مقبلة... وكانت إسرائيل أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها «درع الشمال» لتدمير أنفاق حفرها حزب الله جنوبي لبنان. في المقابل، وفي حوار خاص مع صحيفة الوفاق الإيرانية، رد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على سؤال حول مساعي إسرائيل إلى استهداف غزة ولبنان، قائلا: «قبل أن تحصل عملية غزة وتنجح فيها فصائل المقاومة، لم يكن وارداً لدى العدو الصهيوني أن يقوم بعمل عسكري ضد لبنان، لأنه منذ عام 2006 هو مردوع بقدرة المقاومة»، مضيفاً أن «الصهاينة في نقاشهم لا يتحملون هذا المستوى، لذلك لن تكون فكرة الحرب على لبنان واردة».

«كتيبة سلمان الفارسي» تهدد الحريري وعثمان!

محرر القبس الإلكتروني ... انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لما يسمى كتيبة «سلمان الفارسي – الوحدة الخاصة»، هاجمت فيه الرئيس المكلَّف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، على خلفية أحداث منطقة الجاهلية، مبينة أنها بانتظار كلمة الوزير السابق الدرزي وئام وهاب، للمجيء الى لبنان. وقال الناطق باسم الكتيبة: «نحن قادمون إلى لبنان، لا تهمّنا الأسوار والحدود والقضبان، سنلاحقكم في جحوركم يا جرذان، اسمع يا سعد ويا عثمان، عندما يأمرنا القائد وهاب سيكون مصيركم كما كان مصير الشيشكلي، يا أحفاد إسحاق، نقول الموت لإسرائيل وأتباعها، عاش السيد حسن نصرالله وعاش وئام وهاب». وشهدت الجاهلية أخيراً توتراً إثر مقتل محمد أبو دياب مرافق وهاب، خلال إطلاق نار حدث أثناء قدوم قوة من الامن اللبناني إلى الجاهلية، لتسليم وهاب طلب استدعاء، لاستجوابه في اتهامات بتهديد السلم الأهلي، عقب انتشار فيديو له يسيء فيه إلى الحريري ووالده الراحل رفيق. وأديب الشيشكلي، الذي تطرقت الكتيبة في بيانها إلى ذكره، هو قائد الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ سوريا في 19 ديسمبر 1949، ورئيسها بين عامي 1953 و1954وكان على عداء مع الطائفة الدرزية في سوريا واغتيل في البرازيل عام 1964 على يد شاب درزي.

الراعي للمسؤولين في لبنان: افرجوا عن الحكومة رحمة بالوطن

بيروت - "الحياة" ... توجه البطريرك الماروني بشارة الراعي "إلى المسؤولين السياسيين في لبنان المدعوين لخدمة الخير العام الذي منه خير الإنسان، راجين أن يفتحوا قلوبهم لقبول عطية الرحمة، ولممارستها في مسؤولياتهم، بدءا من السلطة العليا في الدولة، فإلى السلطات التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية". واضاف في عظة الأحد من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي: "نناشد المسؤولين العمل على التحلي بمشاعر الرحمة، فتتبدل حياتهم ونظرتهم، ويخرجوا من سجن عتيقهم، وسجن مطالبهم ومواقفهم، ويفرجوا عن ولادة الحكومة الجديدة رحمة بالوطن المتقهقر والمتفكك، وبالشعب الذي يفتقر ويتضور جوعا، ويهاجر نحو بلدان أفضل، ورحمة بالاقتصاد الذي يتعثر ويتسبب بإقفال العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية". وزاد: "لو دخلت الرحمة قلوبهم طيلة السبعة أشهر منذ تكليف رئيس الحكومة، لأفرجوا عن الحكومة الجديدة، وتخطوا مصالحهم، وصححوا نياتهم. وبدلا من التعلق بالحرف والتعثر بشرحه، فليذهبوا واضعين بلادنا فوق كل اعتبار، وليتراجعوا عن عقدهم المفروضة من هنا وهناك وهنالك". وختم قائلا: "مرة أخرى نناشدهم ونقول: لا يحق لكم إهمال الدولة في مؤسساتها وشعبها وكيانها. فأنتم لستم أسياد الدولة بل خدامها".

توتّرٌ مكتوم على حدود لبنان الجنوبية ... و«حزب الله» يستبعد حرباً وأزمة تشكيل الحكومة أمام منزلقات جديدة

بيروت - «الراي» ... انطلق في بيروت أسبوعٌ مُثْقَلٌ بما حملتْه الأيام الأخيرة من منزلقاتٍ بالغة الحساسية على الحدود مع إسرائيل وفي الداخل اللبناني، بحيث بدا وكأن البلاد تُقتاد إلى مرحلةٍ أكثر «وعورة» تريد معها تل أبيب، بـ«نبْشها» الأنفاق، رفْع مستوى الضغط على السلطة في لبنان لـ«التصرّف» مع «حزب الله»، فيما تتدحْرج كرة ثلج المأزق الحكومي في ظلّ الأزمة المستجدّة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. وترصد الأوساط السياسية والدوائر الديبلوماسية العربية والغربية مآل عملية «درع الشمال» التي أطلقتْها إسرائيل الأسبوع الماضي تحت عنوان تدمير أنفاق «حزب الله» الهجومية والعابرة للحدود، وهو التطوّر الذي واكَبه المجتمع الدولي، بـ«غطاء» أميركي معلَن ودعوات أوروبية لضبْط النفس، قبل أن تدخل موسكو على الخط حيث حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وفق قرار الأمم المتحدة 1701، وعلى أهمية التنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، في ضوء عمليات الجيش الإسرائيلي على طول الخط الشمالي مع لبنان». وإذا كانت وقائع الأيام الماضية عزّزت الاقتناعَ بأن «حرب الأنفاق» ليست مقدّمة لمواجهة عسكرية واسعة ووشيكة، فإنّ هذا لا يقلّل من وطأة «قفْز» الإسرائيليين على الحدود تنقيباً عن الأنفاق ولا سيما أن التحركات قبالة «الخط الأزرق» تتخذ أحياناً طابع التحرّشات التي تسارع قوة «اليونيفيل» الى احتوائها ومنْع تَحوُّلها شرارةً لتوتّر يكسر ضوابط «الستاتيكو» القائم. وغداة إعلان الجيش الإسرائيلي ان جنوده المتمركزين على الحدود مع لبنان أطلقوا النار على أشخاص يشتبه بأنهم عناصر في «حزب الله اقتربوا من قواته المتمرْكزة على الجانب الإسرائيلي من الحدود عندما كانت تنفذ عملية تستهدف أنفاقاً للحزب، شهد الخط الأزرق أمس، توتراً أمنياً على تخوم محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل الجنوبية اللبنانية بعدما تجاوز الجيش الإسرائيلي السياج التقني (في المنطقة المتنازع عليها) وبدأ بأعمال الحفر في محاذاة الخط الأزرق (من دون خرْقه) في تطورٍ رُبط بعملية «درع الشمال»، وذلك وسط استنفارٍ من الجهة المقابلة للجيش اللبناني وقوة «اليونيفيل». وكان لافتاً في غمرة تسليط العدسات على «أنفاق حزب الله»، خروج نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم معلناً في حديث الى صحيفة «الوفاق» الإيرانية «أن قواعد الاشتباك التي أوجدها الحزب في لبنان صعبت كثيراً فكرة الحرب الابتدائية من (إسرائيل) على لبنان»، مؤكداً «الآن الجبهة الداخلية الإسرائيلية معرّضة حتى تل أبيب، ولا توجد نقطة في الكيان الصهيوني إلا وهي معرّضة لصواريخ حزب الله». ولم يحْجب الهمّ الجنوبي ومَخاطر إمساك تل أبيب بورقة الأنفاق في سياق تسعير الحرب الديبلوماسية على لبنان الرسمي، الأنظارَ عن بلوغ الأزمة الحكومية مستوياتٍ غير مسبوقة في تعقيدها ووقوفها على مشارف مفترقٍ قد يفجّر كل عناصر الأزمة، السياسية - الطائفية - المذهبية، معاً بعدما لوّح عون باستخدام حقه الدستوري بمخاطبة البرلمان في رسالةٍ تضمر إعادة ملف الحكومة، تكليفاً وتأليفاً، الى كنف مجلس النواب في إطار الضغط على الحريري لتقديم تنازلاتٍ تسمح بالاستجابة لإصرار «حزب الله» على توزير أحد النواب السنّة الموالين له وفي الوقت نفسه تحمي الثلث المعطّل لفريق عون في الحكومة. ورغم أن الرسالة الرئاسية، التي ترى أوساط سياسية أنها أقرب الى الهروب الى الأمام من الفيتو الخفي الذي يضعه الحزب على إمساك فريق عون بالثلث المعطّل، بدأتْ تستدرج حتى قبل توجيهها مفاعيل سلبية ليس أقلّها إحياء حرب الصلاحيات بين رئاستيْ الجمهورية والحكومة، فإن هذه الأوساط بدت حذِرة في الجزم بما إذا كان عون سيمضي في مخاطبة البرلمان لما سيعنيه ذلك من نقْل الأزمة الحكومية الى مربّعها الأكثر تصعيداً، لافتة الى أن ربْط الرسالة بالضغط على الحريري مع الإيحاء بإمكان سحب التكليف منه (مع أنه غير ممكن دستورياً) أو دفْعه عنوة الى الاعتذار سيجعل أي خطوة في هذا الاتجاه تضع البلاد أمام اختبار سياسي - طائفي صعب ومن غير المستبعد بلوغها مستوى أزمة نظام. وكان لافتاً أمس إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «الحريري لن يتراجع عن تشكيل الحكومة ولن يعتذر وسيبقى على موقفه أيّاً كانت الضغوط وأياً كان مصدرها، رئاسياً أو حزبياً، بدعم من نواب بيروت ونواب المستقبل وحلفائهم».

مؤيّدون لوهاب في السويداء توعّدوا الحريري بالقتل

توعّدت مجموعة مسلّحة، مؤيدة للوزير السابق وئام وهاب، وأطلقت على نفسها اسم «كتيبة سلمان الفارسي - الوحدة الخاصة» بـ «المجيء إلى لبنان» مهددة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بـ «الملاحقة في الجحور» والقتل. وقال أحد المسلحين الذين ظهروا ملثّمين في فيديو تداولتْه مواقع التواصل: «عندما يأمرنا القائد وهاب سيكون مصيركم كما كان مصير الشيشكلي.. الموت لـ(إسرائيل)وأدواتها، عاش السيد حسن نصرالله وعاش وئام وهاب». وتعليقاً على الفيديو نفى مصدر في حزب وهاب في اتصال مع تلفزيون «الجديد» أن يكون للحزب أي دخل في هذا الفيديو، موضحاً «أن الأشخاص في الفيديو هم من جماعتنا من دروز السويداء، وتحرُّكهم هذا فردي ولا دخل لنا به». وجاء هذا الفيديو بعد نحو أسبوع من قيام قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بمحاولة إحضار وهاب من مسقطه في الجاهلية (الشوف) بناءً على إشارة من القضاء لسماع أقواله في إخبارٍ اتهمه بإثارة الفتن على خلفية إساءاته غير المسبوقة للرئيس سعد الحريري ووالده الشهيد رفيق الحريري. وتَخلّل «عملية الجاهلية» إطلاق نار من مسلّحي وهاب ومقتل أحد مرافقيه.

الجيش الإسرائيلي: القيادة اللبنانية تغض الطرف عن ممارسات «حزب الله» ووزير في حكومة نتنياهو يهدد نصر الله شخصياً

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حملة «درع الشمال» لتصفية أنفاق «حزب الله» في الجنوب اللبناني تأتي ضمن الضغوط لإخراج إيران من سوريا ولبنان، وهدد فيه وزير الطاقة، الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بشكل شخصي، خرج الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس، باتهام مباشر للقيادة السياسية والعسكرية اللبنانية «العونين والحريري»، يحملها مسؤولية مباشرة عن نشاط «حزب الله» في خدمة إيران. وقال إن «استمرار هذا النشاط سيؤدي إلى تدهور أمني، وما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت في حرب 2006 سيتضاعف عدة مرات في سائر لبنان». وقال منليس، إنه إلى جانب القوات التي تنفذ عمليات البحث عن الأنفاق التي بناها «حزب الله» في قرى الجنوب اللبناني وتمتد داخل الحدود الإسرائيلية، تقف على أهبة الاستعداد قوات سلاح الجو وسلاح البحرية وسلاح اليابسة في الجيش الإسرائيلي لمجابهة أي تدهور. وأضاف: «لقد مررنا بـ12 سنة من الهدوء مع لبنان، منذ حرب 2006، ونحن معنيون باستمرار حالة الهدوء 12 سنة أخرى بل 20 و25 سنة. لكننا مصممون على تصفية الخطر الأمني الذي يهددنا. والأنفاق هي جزء من خطة هجومية أعدها (حزب الله) تحت شعار (احتلال الجليل)». وفي رد على سؤال إن كانت إسرائيل تأخذ فعلاً بجدية تهديدات «حزب الله» هذه لـ«احتلال الجليل»، وإن كان يملك القدرات لذلك. أجاب منليس: «لا بالطبع، لا يقدر ولن نسمح له. في أفضل حالاته يمكن أن يحتل قرية أو يحاصر قرية أخرى وأن يهدد مقطعاً صغيراً من شارع 90. ولكننا لا نستخف بشيء. وقد جهزنا أنفسنا للرد القاسي الموجع على أي محاولة كهذه». وهدد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بأن يكون الرد على طريقة «الضاحية»، الحي القائم جنوب بيروت الذي يتحصن فيه «حزب الله» وقادته، وفي 2006 تعرض لقصف أدى إلى تسوية الكثير من عماراته بالأرض. وقال: «ستكون هناك أضعاف (هذه الضاحية) في بيروت وغيرها. وحمل مسؤولية ذلك، ليس فقط لـ(حزب الله)، بل أيضاً للعونين (الرئيس ميشال عون وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون) ورئيس الحكومة سعد الحريري وسائر القادة، الذين يكذب عليهم (حزب الله) في أحسن الأحوال وهناك من يقول إنهم يعرفون ويغضون الطرف. فـ(حزب الله) ينفذ تعليمات قاسم سليماني (قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني) لبناء تهديد جديد لإسرائيل، وهذه المرة من لبنان. وبالإضافة إلى الصواريخ ومصانع الأسلحة يبنون الأنفاق. طيلة أربع سنوات وهم يبنونها بلا توقف. حتى في يوم الثلاثاء الأخير كانوا يعملون فيها. وقد كشفنا اثنين أحدهما في كفر كيلا والثاني سنعلن عن مكانه لاحقاً، وهناك إشارات في قرية رمية لنفق ثالث ونحن نعرف عن المزيد. الإيرانيون الذين لا يجدون المال لإنقاذ ملايين الإيرانيين من الأزمة الاقتصادية و(حزب الله) الذي لا يجد المال الكافي للصرف على جرحاه من الحرب السورية، صرفوا عشرات وربما مئات ملايين الدولارات على بناء الأنفاق، التي تعتبر سلاحاً أساسياً لمهاجمة إسرائيل. وقد فاجأناهم جميعاً بكشف الأنفاق والعمل على تدميرها». وحذر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، مواطني القرى اللبنانية الجنوبية، الذين يتم بناء الأنفاق تحت بيوتهم، وتقام مخازن الأسلحة بين جنباتهم، بأن قواته ستقصفها بكل قوة. وقال إن «قاسم سليماني مرتاح في طهران، وحسن نصر الله مستقر في بيروت، ويضعان لبنان واللبنانيين رهينة بأيديهم. والقيادة اللبنانية تغض الطرف. وبعض القوات في الجيش اللبناني الرسمي تتعاون مع (حزب الله) وتعتبر شريكة له في عملياته. والجميع يتحمل مسؤولية أي تدهور وما قد ينجم عنه». من جهته، قال نتنياهو «إننا نواصل الضغط من أجل إخراج إيران من سوريا وحققنا نجاحاً نحو هذا الهدف، على الرغم من أننا لم ننته بعد، إذ تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ذلك، حيث نعمل أيضاً على تحييد الصواريخ الدقيقة في لبنان وأنفاق (حزب الله)، فيما ندفع نحو فرض المزيد من العقوبات ضد (حزب الله) وإيران». أما الوزير شتاينتس، وهو عضو في «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة الإسرائيلية)، فقد اختار التهديد المباشر، قائلاً: «على نصر الله أن يظل صامتاً. إنه على مرمى أسلحتنا». وأكد أن خطر التدهور الحربي بعيد، ولكنه قائم، ويمكن أن يصبح خطراً واقعياً في كل لحظة. وقال إن إسرائيل جاهزة لكل سيناريو. و«حزب الله» ولبنان كله سيدفع ثمناً باهظاً في حال التدهور إلى حرب.

نائب نصر الله: كل إسرائيل في مرمى صواريخنا

لندن: «الشرق الأوسط»... صرح نعيم قاسم نائب أمين عام «حزب الله» اللبناني، بأنه لا توجد نقطة في إسرائيل إلا وهي في مرمى صواريخ «حزب الله». وقال قاسم، في مقابلة مع صحيفة «الوفاق» الإيرانية نشرتها على موقعها الإلكتروني، «قواعد الاشتباك التي أوجدها (حزب الله) في لبنان وقواعد الردع التي وضعها أمام إسرائيل صعبت كثيراً فكرة الحرب الابتدائية من إسرائيل على لبنان».
وأضاف: «الآن الجبهة الداخلية الإسرائيلية معرّضة حتى تل أبيب، ولا توجد نقطة في الكيان الصهيوني إلا وهي معرضة لصواريخ (حزب الله)». وتعليقاً على تأخر إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، اعتبر قاسم أن قرار تشكيل الحكومة بيد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري «ليتخذ الخطوة المناسبة لتمثيل (اللقاء التشاوري) المؤلف من 6 نواب من السنة. وإذا حسم هذا القرار ستصبح الحكومة قابلة للإعلان بين يوم وآخر»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. ويقول النواب السنة الستة إنهم حصدوا 30 في المائة من أصوات السنة في لبنان، وأن تمثيلهم في الحكومة الجديدة حق لهم. وامتنع «حزب الله» و«حركة أمل» عن تسليم الحريري أسماء مرشحيهم قبل حلّ عقدة تمثيل النواب الستة. ويرفض الحريري لقاء النواب السنة الستة، حتى الآن، وقد طرحت أفكار حول توسيع الحكومة لتضم 32 وزيراً وتمثيل النواب السنة الستة، ولكن الحريري رفضها. وكان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، قد كلّف الحريري بتشكيل حكومة جديدة في 24 مايو (أيار) الماضي بعد تسميته من قبل 111 نائباً في المشاورات النيابية الملزمة، ولم يتم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن رغم إصرار جميع القوى السياسية اللبنانية على ضرورة الإسراع في تشكيلها.

إقحام «الدم» في التسوية السياسية اللبنانية.. رامي الريس: استغلال فاقع لإعادة تعويم موقف سياسي

الشرق الاوسط...بيروت: سناء الجاك.. غلبت كلمة «الدم» على أحداث بلدة الجاهلية في الشوف اللبناني، بعد سقوط مرافق الوزير السابق وئام وهاب محمد أبو دياب قتيلاً خلال تنفيذ قوة أمنية مذكرة إحضار وهّاب إلى القضاء للتحقيق معه في مضمون دعوى مقدمة ضده. وذكّرت مواقف وهاب وقوى «8 آذار» غداة هذه الأحداث، بما كان يجري من دورات عنف تؤدي إلى إرغام قوى «14 آذار»، قبل تشرذمها، على تسويات كان يفرضها «حزب الله» على هذه القوى، سواء مع موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان منذ العام 2004. أو التفجيرات الأمنية التي رافقت تلك المرحلة أو أحداث السابع من مايو (أيار) 2008، ولا تنتهي اللائحة. ومع التصعيد في مواقف «سنة 8 آذار» الستة المدعومين من حزب الله، ومع طرح وهاب نسف الاتفاق التي رعاه رئيس الجمهورية ميشال عون بين طلال أرسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لحل العقدة الدرزية، تطرح مسألة «استغلال الدم» في الحياة السياسية اللبنانية أسئلتها. ويقول الوليد سكرية، وهو أحد نواب «سنة 8 آذار»، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «أحداث الجاهلية لن تؤدي إلى تغيير المعادلات». ويضيف: «الحكومة عقدة ولن تتشكل، فلا الرئيس المكلف سعد الحريري سيرضى بنائب سني مع (حزب الله)، ولا النواب السنة الستة سيقبلون بالتراجع عن مطلبهم». ويضيف: «استغلال الدم لم يؤد في لبنان إلى غالب ومغلوب، بل إلى تسويات تخرج البلد من النزاع المسلح بصيغة ترضي الأطراف السياسية، وذلك بسبب الامتداد الدولي والإقليمي لهذه الأطراف. حتى بعد أحداث 7 مايو 2008، جاءت تسوية الدوحة لتغلب مصلحة لبنان وتحول دون اندلاع فتنة تطيح بصيغته. وأتت برئيس للجمهورية من فريق «14 آذار» هو العماد ميشال سليمان». ويقول النائب محمد الحجار من كتلة «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»: «ربما يحاول البعض بالضغط الأمني والاقتصادي فرض ما يريد، لكن هذا الضغط لن يؤدي إلى كسر إرادة الحريري وإرغامه على توزير أحد من سنة 8 آذار. فالضغط الأمني لن يغير قرار الحريري المصر على الإسراع في تأليف الحكومة وفق شروط الدستور اللبناني وليس شروط حزب الله، أو غيره، وعدم المس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف حفاظاُ على الدستور». ويضيف الحجار: «صحيح أن الحريري عمد في السابق إلى ربط النزاع وتدوير الزوايا واتخاذ المواقف التي تنقذ البلد من الشلل والأزمات المتلاحقة، لكنه وصل إلى مكان حرج، لأن ما يجري يهدد الدستور والمؤسسات». ويرى الحجار أن «حزب الله يعلن صراحة أن توقيع رئيس الجمهورية وتوقيع رئيس الحكومة المكلف لا يكفيان لتشكيل الحكومة، ما لم تحظ هذه الحكومة بتوقيعه». أما المسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: جرى استغلال فاقع للدم لإعادة تعويم موقف سياسي مختلف عن حرمة الموت ولملمة المآسي ومراعاة مشاعر أهل الفقيد، في حين كان يفترض لهذا الحادث المؤسف أن يؤدي إلى حماية الاستقرار وتلافي استفحال الخلافات، وليس تعويم الموقف السياسي وتسجيل النقاط، والاستطراد في الكلام غير المسؤول». وعن مسارعة وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى «حزب الله» غداة أحداث الجاهلية، قال الريس: «نحن نسعى دائماً إلى تنظيم الخلاف السياسي بيننا وبين الحزب، ونحن على تقاطع معه حول ضرورة حماية السلم الأهلي». وعما يطرح من نسف لتسوية المسألة الدرزية في الحكومة المعقد تشكيلها، قال الريس: «لنرَ مواقف باقي الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة. ولا مصلحة لأحد في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، تكفي العقدة السنية، ونحن ندعو إلى حلها لنتفرغ من خلال حكومة جديدة إلى مواجهة المشاكل الاقتصادية». ويعتبر سكرية أن «أحداث الجاهلية ليست هائلة لتسمح باستغلال الدم، ولا شخص وئام وهاب يغير المعادلات الموجودة، المسألة حاليا تدور حول اعتقال وهاب أو عدم اعتقاله. وتصعيده لا يرمي إلا إلى تقوية موقفه، كما أن النائب طلال أرسلان لن ينقلب على تسوية العقدة الدرزية التي أجراها مع رئيس الجمهورية، لأن ارتباطه به لا يمكن فكه، لا سيما أن كتلة أرسلان هي من نواب التيار الوطني الحر». أما الوزير السابق سجعان قزي فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «النظام السوري وأدواته أدخلوا ثقافة الدم إلى الحياة السياسية اللبنانية، بالإضافة لقوى إقليمية أخرى لا نستطيع تسميتها بانتظار صدور حكم القضاء الدولي عن إراقة الدم التي ابتدأت منذ العام 2004 وتستمر إلى اليوم». ويوضح أن «لعبة القوة المبنية على السلاح لفرض القرار على المؤسسات الدستورية أخطر من لعبة الدم. ونلمس عدم احترام الدستور اللبناني والقرارات الدولية في موقف حزب الله من تشكيل الحكومة وأحداث الجاهلية وحفر الأنفاق في الجنوب اللبناني، ما أدى إلى سقوط منطق الدولة واستفحال الأزمة الاقتصادية». عن افتعال أحداث أمنية لاحقاً، إذا لم يذعن الرئيس الحريري لشروط «حزب الله»، يقول الحجار: «كل شيء ممكن. تجاربنا السابقة تؤشر إلى أن حزب الله قادر على ذلك، لكن النهاية لن تكون في مصلحة الحزب». ويرى قزي أن «لبنان مشرع على كل المخاطر، وما يحول دون انفجار الوضع هو عجز حزب الله على استيعاب انتصاره إذا حصل، كما أن الموقف الدولي ومعه روسيا يشكلون مظلة حماية للبنان، وأي هفوة غير محسوبة ترتكب قد تطيح بهذه المظلة». ولم يستبعد الريس أن تؤدي الاضطرابات الأمنية إلى تسويات، ويقول: «هناك موازين قوى وتفاهمات تحكم الواقع السياسي اللبناني. لكن ما يقلق وما لا نملك جواباً له هو: هل وصلنا إلى مشارف نهاية حقبة اتفاق الطائف الذي أعقب الحرب اللبنانية عام 1989؟ فالتغيرات الكبيرة في الداخل والخارج تدفع إلى هذا السؤال. وما يهمنا في هذه المرحلة المحافظة على الاستقرار وحمايته والمصالحات التي طوت خلافات وإراقة دماء في تاريخ لبنان».

توتّر عند الحدود الجنوبية وتنسيق بين الجيش والـ«يونيفيل»..

بيروت: «الشرق الأوسط»... ساد التوتّر أمس عند الحدود اللبنانية الجنوبية على وقع إعلان إسرائيل اكتشاف نفق ثان يعتقد أن «حزب الله» حفره مع أنفاق أخرى انطلاقا من الأراضي اللبنانية، في وقت أكّدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، والجيش يعزّز وجوده وهو في جهوزية تامة على الحدود وفي الداخل، مشيرة إلى تنسيق مستمر مع قوات «يونيفيل» لمنع التصعيد. وسيّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) دوريات، أمس الأحد، على خط الحدود بين لبنان وإسرائيل المعروف باسم الخط الأزرق، بحسب (رويترز)، وذلك بعد أن قالت إسرائيل إنها تنفذ عملية في أراضيها للكشف عن أنفاق أقامتها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران تحت خط الحدود لشن هجمات عليها. وفيما تتمركز قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني من الجهة اللبنانية، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الوضع عند محلة كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل، شهد توترا أمنيا لافتا، حيث انتشر ما يقارب ستين جنديا إضافة إلى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة قدّر بعشر آليات على الطريق العسكرية وتمركز دبابات ميركافا خلف السواتر الترابية. في موازاة ذلك، سجل أمس تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع MK في الأجواء اللبنانية، فيما واصلت القوات الإسرائيلية تمشيط المنطقة بحماية عدد كبير من العناصر المتمركزة بين الصخور والأشجار، على مسافة قريبة جدا من الجيش اللبناني في الجهة المقابلة. وقالت الوكالة بأن إسرائيل استقدمت بعد الظهر حفارة واجتازت الشريط التقني في كروم الشراقي وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، وبدأت بأعمال الحفر في محاذاة الخط الأزرق بمؤازرة نحو 25 جنديا وتسود حال استنفار من الجهة اللبنانية من قبل الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل». ولفتت إلى «أن آلية البوكلن خرقت السياج التقني بأعمال حفر ساتر ترابي يبعد نحو عشرين مترا عن الخط الأزرق، وتمركز خلفه عدد من الجنود الإسرائيليين كما تم رفع منطاد للمراقبة والتجسس فوق منطقة كروم الشراقي.وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تننتي أن الوضع في منطقة العمليات «هادئ ولم يحدث خرق للخط الأزرق». وقال: «إن جنود «اليونيفيل» موجودون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الاستقرار، حيث يعملون بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية. كما أن قيادة البعثة منخرطة في اتصالات مع الأطراف للحفاظ على الاستقرار».

 



السابق

مصر وإفريقيا..السيسي: الوقت في أفريقيا تحدٍ حقيقي ونحتاج لمد الجسور ..السيسي وحكومته ينتقلان للعاصمة الجديدة 2020...تونس: تدشين «السترات الحمراء»..مؤسسة النفط الليبية تحذر من «نتائج كارثية» لوقف حقل الشرارة...مقتل 6 مسؤولين سودانيين في تحطم مروحية..المغرب: حجز أكثر من طن من مخدر الكوكايين.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الاثنين...

التالي

اخبار وتقارير....اتفاق بين نتنياهو وبوتين على استئناف التنسيق الرفيع حول سوريا......التايمز: روسيا تقف وراء محاولات تضخيم احتجاجات الشارع في فرنسا...تحرك "السترات الصفر" يرسم ملامح "كارثة" إقتصادية في فرنسا..باريس تنفض رمادها.. وماكرون يوجه خطاباً للشعب..الحكومة الفرنسية لا ترى حلولاً «بعصا سحرية»..ألمانيا تستعد لاضطرابات في حركة القطارات مع إضراب عمالها اليوم..حزب مودي يحشد آلاف الهندوس للمطالبة بتشييد معبد في موقع مسجد..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,993,940

عدد الزوار: 6,974,151

المتواجدون الآن: 60