"هيومن رايتس ووتش": الغارة الإسرائيلية على منزل عائلة الدلو في غزة انتهاك واضح....قراءة لواقع الحال السياسي الإسرائيلي بعد تقديم لوائح المرشحين

مشعل في القطاع للمرة الأولى: اليوم غزة وغداً رام الله والقدس

تاريخ الإضافة الأحد 9 كانون الأول 2012 - 6:15 ص    عدد الزيارات 2010    القسم عربية

        


 

مشعل في القطاع للمرة الأولى: اليوم غزة وغداً رام الله والقدس
بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس زيارة هي الأولى من نوعها الى قطاع غزة الذي قبل ترابه وتمنى "الشهادة" فيه وقال إنه في غزة اليوم وغداً في رام الله والقدس، وذلك بعد أسبوعين من انتهاء عدوان إسرائيلي قتل خلاله نحو 160 فلسطينياً.
وسيشارك مشعل خلال زيارته، التي من المقرر أن تستمر أربعة ايام وأحيطت بإجراءات أمنية مشددة، في إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.
وكان اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية دخل حيز التنفيذ في 21 تشرين الثاني بعد العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 14 من الشهر نفسه باغتيال القائد العام لكتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" أحمد الجعبري.
ويرافق مشعل في هذه الزيارة نائبه موسى أبو مرزوق بالإضافة الى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وبعد وصول الموكب الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قام مشعل بتقبيل التراب قبل أن يعانق رئيس وزراء حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية. وكان في استقباله والوفد المرافق كبار قادة حماس ووزراء حكومة الحركة.
وانتقل مشعل مع الوفد المرافق له ومستقبليه لرؤية بقايا السيارة التي كان الجعبري يستقلها لدى اغتياله والتي تم نقلها الى رفح خصيصاً للمناسبة.
وقال مشعل في المكان "اتمنى من الله أن يرزقني الشهادة على أرض فلسطين وعلى أرض غزة".
وفي كلمة مقتضبة أمام الصحافيين قال مشعل الذي بدا عليه التأثر وأغرورقت عيناه بالدموع إن "غزة البطولة بأرضها الممزوجة بدماء الشهداء وبشعبها الصامد الذي صنع ملحمة، هي أبلغ من أي كلام".
واعتبر هنية الزيارة "ثمرة من ثمرات الصمود وانتصار غزة والضفة والقدس.. اليوم نرسم لوحة من لوحات العز والنصر والتحرير".
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع اسماعيل هنية في رفح قال مشعل "هذه أول مرة أزور فيها فلسطين بعد 37 سنة"، وهي كذلك المرة الأولى التي يزور فيها قطاع غزة.
ووصف مشعل الزيارة بأنها "ولادتي الثالثة" بعد ولادته الطبيعية عام 1956 وولادته الثانية بعد نجاته من محاولة اغتيال في عمان عام 1997 بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يومذاك، الذي يتسلم المنصب نفسه حالياً. وأضاف "أسأل الله أن تكون ولادتنا الرابعة يوم تحرير فلسطين، كل فلسطين". وتابع "غزة اليوم وغداً رام الله وبعدها القدس وبعدها حيفا ويافا إن شاء الله".
وعلقت حماس الآلاف من رايات الحركة الخضراء وأعلام فلسطين في الشوارع العامة. وتولى مئات من عناصر الأمن والشرطة في حكومة حماس ضمان أمن الزيارة وقد انتشروا منذ الصباح على الطرقات التي سيسلكها موكب مشعل.
وانتشر مئات من عناصر القسام الملثمين في شارع صلاح الدين الذي يربط بين رفح ومدينة غزة حاملين بنادق كلاشينكوف كما حمل بعضهم قاذفات صواريخ من طراز ار بي جي.
وقام مشعل ووفده بزيارة سريعة الى منزل عائلة الخولي الذي دمر في غارة جوية إسرائيلية في حي الزيتون شرق المدينة قبل أن يزور منزل الشيخ أحمد ياسين مؤسسة حركة حماس في غرب المدينة الذي اغتالته إسرائيل عام 2004.
وتعهد مشعل في بيت ياسين بـ"السير على طريق المصالحة ووأد الانقسام وتعزيز الوحدة لنكون صفاً واحداً في وجه الكيان الصهيوني" مضيفاً أن الشيخ ياسين "كان طوال حياته عنوان المصالحة والوحدة الوطنية الى جانب المقاومة".
وعبر مشعل عن افتخاره بالمقاتلين الفلسطينيين في غزة مشيداً بـ"معركة الأيام الثمانية هذا الإنجاز الذي حققته المقاومة" ومعتبراً أن "بركة دماء الجعبري مرغت أنف نتنياهو".
وقال عزت الرشق: "هذا أعظم شعور بحياتي ولحظة تاريخية لا تنسى. أمنياتنا تحققت أن نقبل أرض فلسطين الطاهرة". وأضاف أن حماس "لا تخشى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي. لولا المقاومة وصمود شعبنا لما تمكنا من الدخول الى أرض الوطن". ورحب القيادي في حركة حماس محمود الزهار بهذه الزيارة التي "لها دلالات كبيرة" مشيراً الى أنه "مهما غاب الفلسطيني عن وطنه فسوف يعود".
وذكر مسؤولون في حماس أن مشعل سيلقي خطاباً في مهرجان الحركة بذكرى تأسيسها والذي يُقام اليوم في ساحة "الكتيبة" غرب مدينة غزة.
وسيشارك مشعل في فعاليات شعبية ويزور أماكن عديدة تعرضت للقصف الجوي الإسرائيلي في العملية الأخيرة كما يلتقي مع ممثلي الفصائل المختلفة بما فيها حركة "فتح" خلال هذه الزيارة التي تستمر أربعة أيام.
 
 
إصابة عشرات الفلسطينيين والمتضامنين في "جمعة الانتصار للأسرى"
 أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، بسبب قمع الاحتلال لمسيرات جدار الفصل العنصري الأسبوعية التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الانتصار للأسرى" .
بلعين
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، باتجاه المشاركين في مسيرة بلعين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة في "محمية أبو ليمون" بالقرب من جدار الفصل العنصري، مما أدى الى إصابة العشرات من المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد.
وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي بلعين، ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.
وتأتي فعالية هذا أمس في جمعة الانتصار للأسرى تحت عنوان "رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري وتضامناً مع أسرانا المضربين عن الطعام" وتطالب اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين كافة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل والضغط على سلطات الاحتلال لإلغاء الاعتقال الإداري التعسفي، والعمل على الإفراج الفوري عن الأسيرين، أيمن شراونة وسامر العيساوي وكافة الأسرى المضربين عن الطعام، محذرين من تعرض حياة الأسرى المضربين عن الطعام لخطر الموت الذي بات يهددهم.
المعصرة
كما قمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم العنصري، ومنعت المشاركين من الوصول الى مكان الجدار.
وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية، بأن جنود الاحتلال المتمركزين على المدخل الرئيس للقرية منعوا المسيرة التي جاءت تضامنية مع الأسيرين المضربين عن الطعام، وهما سامر العيساوي والشراونه من التقدم والوصول الى مكان إقامة الجدار واعتدوا عليهم بالضرب.
ونظم المشاركون اعتصاماً ألقيت فيه كلمات أكد من تحدث أهمية تضافر الجهود من اجل مساندة قضية الأسرى، عدا عن ضرورة الالتفاف حول القيادة الفلسطينية ودعمها في كافة توجهاتها التي تصب في صالح تحقيق المشروع الوطني.
جنين
وانطلقت في بلدة عرابة جنوب جنين عقب صلاة الجمعة امس، مسيرة حاشدة تضامناً مع الأسيرين المضربين عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي، جعفر إبراهيم عز الدين (38 عاماً)، وطارق حسين عوض دار حسين قعدان (40 عاماً) من بلدة عرابة، ومع كافة الأسرى.
وانطلقت المسيرة في بلدة عرابة وجابت شوارعها ورفع المشاركون فيها صور الأسيرين قعدان وعز الدين، واليافطات والشعارات الداعية الى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام فوراً، ثم تحولت إلى مهرجان خطابي في ساحة البلدية بمركز البلدة.
وقال فراس الحاج في كلمة القوى الوطنية والإسلامية، إن الأسرى وجهوا رسالة إلى الأطر الوطنية بأن يهبوا جميعاً لنصرتهم مسلحين بالوحدة الوطنية لكي يتمكن شعبنا من التصدي لسياسة الاحتلال وعدوانه حتى يتم تبييض السجون.
وقال الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان إنه أصبح هناك خطر حقيقي يلاحق الأسرى جراء الانتهاكات والإجراءات التعسفية بحقهم من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وان هناك نسبة من الأسرى المضربين عن الطعام أصبح هناك خطر حقيقي يهدد حياتهم نظراً لتراجع وضعهم الصحي، داعياً الى مزيد من الالتفاف حول الحركة الأسيرة، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية وقف السياسة العدوانية التي تنتهج بحقهم من كافة الجوانب من قبل سلطات الاحتلال، والعمل على الوحدة الوطنية والتي من خلالها حققت المقاومة في غزة الصمود الأسطوري.
وأكد عضو المجلس البلدي خليل العارضة، ضرورة تكثيف الفعاليات التي تدعم صمود الأسرى، داعياً المشاركين في المسيرة إلى أهمية التفاعل الجدي والجماهيري من أجل دعم الأسرى في معركتهم وصمودهم بوجه السجانين وإدارة السجون.
وشدد على الوحدة الوطنية بين كافة الفصائل لكي يتمكن شعبنا من الاستمرار في النضال حتى إحقاق حقوقنا المشروعة وفي المقدمة إقامة الدولة وتبييض السجون، مطالباً المجتمع المحلي والدولي وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام، وإلغاء الاعتقال الإداري ووقف السياسة العدوانية بحق الحركة الأسيرة.
كفر قدوم
وأصيب العشرات بحالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع في مسيرة كفر قدوم السلمية المناهضة للاستيطان، جراء قمع قوات الاحتلال للمسيرة التي نظمها أهالي القرية.
وشارك في المسيرة مئات المواطنين، إضافة إلى متضامنين أجانب ونشطاء سلام اسرائيليين مؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة الدولة، وردد المشاركون الشعارات الوطنية المناهضة لسياسة التوسع الاستيطاني التي تنتهجها حكومة اليمين الاسرائيلية المتطرفة.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة باتجاه البوابة التي تغلق الشارع الرئيس، وأطلق جنود الاحتلال العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المواطنين، ما ادى الى اصابة العشرات بحالات اختناق وإغماء عالجتها طواقم الهلال الاحمر ميدانيا.ً
وأوضح المنسق الاعلامي لمسيرات كفر قدوم مراد اشتيوي ان المسيرة التي خرجت اليوم للتنديد بقرار حكومة الاحتلال بناء 3600 وحدة استيطانية جديدة على أراضي القدس الشريف جوبهت بقمع شديد من جنود الاحتلال الذين داهموا القرية تحت غطاء وابل كثيف من قنابل الغاز.
وكانت قوة كبيرة من جنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية داهمت القرية قبيل خروج المسيرة وأثناء اداء المواطنين لصلاة الجمعة وأطلقوا قنابل الغاز والصوت في إطار سعيهم لمنع المسيرة من الخروج.
بيت أمر
كما اندلعت مواجهات، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمواطنين في بلدة بيت أمر شمال الخليل، بعد تشييع جثمان مواطنة من البلدة.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان محمد عوض بأن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والمواطنين، بعد تشييع جثمان مواطنة من البلدة. وأضاف أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز والرصاص المغلف بالمطاط باتجاه المواطنين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوته.
بيت فجار وطمون
واعتقلت قوات الاحتلال فجر امس، سبعة مواطنين بينهم فتاة، اثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في بلدتي بيت فجار جنوب بيت لحم، وطمون بمحافظة طوباس.
وأفاد مصدر امني بأن قوات الاحتلال اقتحمت بيت فجار وشنت حملة دهم طالت عدداً من منازل المواطنين، حيث تم تفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتقلت أربعة مواطنين، كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر امس، ثلاثة مواطنين بينهم فتاة من بلدة طمون بطوباس وداهمت عدة منازل.
وداهمت قوات الاحتلال عدة منازل أخرى عرف من أصحابها: مصعب خضر بني عوده، حيث صودر جهاز حاسوب محمول خاصته، ومراد سليمان بني عوده، وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما واستجوبت ساكنيهما بالعراء...
 
"هيومن رايتس ووتش": الغارة الإسرائيلية على منزل عائلة الدلو في غزة انتهاك واضح
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، إن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منزل عائلة الدلو في قطاع غزة وأودت بحياة 12 مدنياً فلسطينياً، الشهر الماضي، تمثل انتهاكاً واضحاً لقوانين الحرب.
وكانت القوات الإسرائيلية أسقطت في 18 تشرين الثاني قنبلة جوية كبيرة على منزل عائلة الدلو المكون من 3 طوابق في مدينة غزة، فقتلت عشرة من أفراد العائلة ـ رجل وخمس نساء وأربعة أطفال. كما قُتل شاب وسيدة مسنة من عائلة المزنر التي تسكن المنزل المجاور.
وقال الجيش الإسرائيلي في حينها إنه كان يقصد مهاجمة مقاتل من دون تقديم معلومات تؤيد هذا الزعم.
وأوضحت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها أنه حتى لو كان ادعاء الجيش الإسرائيلي صحيحا، فإن احتمالات تسبب الهجوم على منزل في قتل عدد كبير من المدنيين تجعل الهجوم يخالف القانون بسبب انعدام التناسب، وأن أي هجوم تتجاوز خسائره المدنية المتوقعة مكاسبه العسكرية يمثل انتهاكاً جسيماً لقوانين الحرب.
وقال المستشار الخاص في "هيومن رايتس ووتش" فريد أبراهامز، والذى أجرى أبحاثاً في غزة: "لم تؤيد الحقائق مزاعم إسرائيل بأن الهجوم على منزل الدلو كان مبرراً. يقع العبء على السلطات الإسرائيلية بأن تفسر لماذا قصفت منزلاً مليئاً بالمدنيين فقتلت 12 شخصاً".
وتسبب الهجوم على منزل جمال الدلو أيضاً في قتل حفيد وجدة من عائلة المزنر التي تسكن المنزل المجاور. نسف الانفجار الجدران الخلفية المواجهة لمنزل الدلو وتسبب في تلفيات جسيمة بالداخل.
علاوة على الوفيات الـ12 في عائلتي الدلو والمزنر، تسببت الغارة أيضاً في إصابة 9 مدنيين على الأقل في المنطقة، وأحدثت الدمار والتلف الجسيم بثلاثة منازل أخرى. وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أنها عندما زارت الموقع بعد الغارة بأسبوع، لم يعثر الباحثون على أية بقايا للذخائر الإسرائيلية، التي قال أفراد العائلة إن أطقم الدفاع المدني قد أزالتها أثناء رفع الجثث. يوحي الدمار التام للمنزل المكون من 3 طوابق، والتلفيات واسعة النطاق في المنازل المحيطة، بأن القوات الإسرائيلية أسقطت قنبلة جوية كبيرة.
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن إسرائيل قدمت تفسيرات متباينة لما حدث، لكنها لم تقدم أية معلومات تؤيد الزعم بأن محمد الدلو كان يشارك مباشرة في أعمال القتال، ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يرد على طلب قدمته "هيومن رايتس ووتش" للحصول على المزيد من المعلومات.
وقال فريد أبراهامز: "توحي جهود إسرائيل المتأخرة، بعد أن فتشت قائمة الضحايا، للدفاع عن الغارة بالاستعانة باسم ضابط شرطة مدني تم العثور عليه وسط القتلى، بمحاولة لتبرير ما لا يمكن تبريره بعد وقوعه بالفعل". وأضاف: "وحتى لو كان محمد الدلو هدفاً عسكرياً مشروعاً فإن الهجوم على منزل مزدحم بسكانه لا يرجح أن يفي بشرط التناسب، بموجب قوانين الحرب، ينبغي للمكسب العسكري المتوقع من أي هجوم أن يفوق الأضرار المتوقع حدوثها للمدنيين".
وقالت "هيومن رايتس ووتش": "تمثل الهجمات غير المتناسبة انتهاكات جسيمة يقع على عاتق إسرائيل الالتزام بالتحقيق فيها. كما يجب تقديم التعويض السريع الوافي لضحايا انتهاكات قوانين الحرب وعائلاتهم. وتنبغي الملاحقة الجنائية بتهمة ارتكاب جريمة حرب لأي مسؤول عن ارتكاب انتهاك جسيم لقوانين الحرب عن عمد أو من واقع الإهمال.
وقال فريد أبراهامز: "على إسرائيل تفسير سبب قيامها بقصف هذا المنزل الممتلئ بالمدنيين. وينبغي توقيع العقاب المناسب على أي شخص انتهك القانون"..
 
 
34 حزباً تتنافس في الانتخابات البرلمانية للكنيست الـ19
القدس المحتلة ـ "المستقبل"
انتهت عملية تسجيل القوائم الانتخابية في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي ستجرى في 22 كانون الثاني المقبل وقد تقدم للترشح للتنافس في انتخابات الكنيست الإسرائيلي34 قائمة انتخابية.
وسيتنافس 34 حزباً على مقاعد الكنيست الـ120 وسط توقعات بفوز كتلة "الليكود بيتنا" التي أعلن عن تشكيلها الشهر الفائت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم حزب "الليكود"، وأفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الذي يقود حزب "إسرائيل بيتنا".
وتشير أحدث استطلاعات للرأي العام إلى احتمال أن تنال كتلة "ليكود ـ بيتنا" التي يتصدرها نتنياهو 38 مقعداً في البرلمان. ويتوقع أن يحل حزب "العمل" ثانياً، حيث ترجح الاستطلاعات أن تحصل على 19 مقعداً، فيما ستذهب 12 مقعداً آخر لصالح حزب "البيت اليهودي"، و13 مقعداً لحزب "شاس" الديني الراديكالي، تليه القائمة التي تترأسها تسيبي ليفني بـ10 مقاعد.
ويقول مراقبون إنه أصبح من مفاجآت الحملة الانتخابية هذا العام إعلان عدد من كبار الشخصيات السياسية اعتزالهم الحياة السياسية، فقد تخلى عن المشاركة في الانتخابات كل من إيهود باراك وزير الدفاع وستاس ميسيغنيكوف وزير السياحة وشالوم سمحون وزير الصناعة وداليا ايتسيك التي سبق لها أن شغلت منصب رئيس الكنيست. كما لم تتحقق التوقعات بعودة ايهود أولمرت رئيس الوزراء السابق الى الحياة السياسية.
وفي ما يتعلق بالقوائم العربية فقد فشلت كافة مساعي الوحدة بين القوائم الثلاث الممثلة في الكنيست، حيث تسجل القوائم الثلاث لانتخابات الكنيست المقبلة، وهي القائمة الموحدة والتجمع الوطني الديموقراطي، والجبهة الديموقراطية.
ومن الجدير بالذكر أن نائب رئيس لجنة الانتخابات عضو الكنيست دافيد روتم قد تقدم بطلب بشطب قائمة التجمع الوطني الديموقراطي.
 
قراءة لواقع الحال السياسي الإسرائيلي بعد تقديم لوائح المرشحين
حسن مواسي
انشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الاسبوع المنصرم، بنتائج الانتخابات الداخلية للأحزاب الكبيرة، الى جانب اهتمامها بالتطورات التي شهدتها الحلبة السياسية الاسرائيلية خلال الفترة الاخيرة والتي اسفرت عن بروز تركيبة جديدة للحركات والأحزاب السياسية الاسرائيلية.
فأول امس الخميس ومع انتهاء تقديم لوائح المرشحين للكنيست الـ19، يتبين من قراءة لأسماء المرشحين ورؤساء الاحزاب المتنافسة في الانتخابات ان "الحروب الداخلية" بين اقطاب الاحزاب الاسرائيلية ان كان ذلك من اليمين او اليسار، ان اسرائيل تتجه وبوتيرة عالية نحو اليمين اكثر فاكثر.
وشهدت الاحزاب الاسرائيلية في الساعات الاخيرة عشية تقديم القوائم تطورات غير متوقعة، ابرزها اقدام زعيم حزب "العمل" السابق عمير بيرتس بالانشقاق عن الحزب، وانضمامه لرئيسة حزب "كاديما" السابقة تسيبي ليفني، والتي كانت قد أعلنت مؤخراً عن تشكيلها حزباً جديداً اطلقت عليه اسم "هتنوعاه ـ الحركة" بعد ان اعتزلت الحياة السياسية بعد خسارتها سباق الزعامة لرئاسة حزب "كاديما" في آذار امام رئيس الحزب الحالي شاؤول موفاز.
هذا بالإضافة الى اتهام قادة وأقطاب حزب "الليكود" الحاكم لرئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس الحزب بنيامين نتنياهو بيع "الليكود" لليبرمان والذي نعتوه بـ"بوتين إسرائيل" وذلك مقابل احتفاظه بكرسي رئاسة الوزراء، مشيرين الى ان ليبرمان اختار مرشحي حزبه في لائحة تحالف "الليكود ـ يسرائيل بيتنا" وفق الولاء الشخصي له والذي قام من خلالها بالإطاحة بثلاثة من ابرز اعضاء حزبه بزعم انهم "مشاغبون" ويعرضون حزبه للسخرية.
وفي المقابل سيطرت نرجسية قادة احزاب اليسار الوسط وخصوصاً حزبي "العمل" و"كاديما" المعارضين على تصرفاتهما، حيث انشق عمير بيرتس عن حزبه والتحق بتسيبي ليفني ليكون الزعيم الثاني لحزب "العمل" سابقاً الذي ينضم لليفني بعد عمرام متسناع، التي سبقت وانشقت مع شارون في العام 2005 من "الليكود", وفي مطلع العام الحالي اعتزلت الحياة السياسية بعد خسارتها الانتخابات لرئاسة الحزب امام شاوول موفاز.
وفي حزب "كاديما" المعارض ادى تمسك الجنرال موفاز وغروره الى تفكك الحزب، وهروب أكثر من نصف اعضاء كتلته في الكنيست بحثاً عن قارب النجاة من خسارة متوقعة، الى جانب اعتزال عدد من اقطاب الحزب البارزين من العمل السياسي ابرزهم رئيسة الكنيست السابقة داليا ايتسك والوزير السابق روني بار ـ اون.
ومن خلال قراءة ومتابعة لما نشرته الصحف الاسرائيلية حول تركيبة القوائم المتنافسة للانتخابات البرلمانية، لم يخل مما يجري من مظاهر الدهشة، على الرغم من تكرار نفس السيناريو تقريباً لحركة التقلبات والتنقلات في الحلبة السياسية الاسرائيلية في انتخابات 2009.
هذا بالاضافة الى انكشاف حقيقة وجود شبه اجماع في اوساط النخب السياسية الاسرائيلية الانزياح نحو اليمين اكثر فاكثر، فزعيمة حزب "العمل" شيلي يحيموفيتش اعترفت بان حزبها لم يكن يوماً من الايام حزباً يسارياً، على الرغم من كون الحزب يعرف في العالم على انه يساري وحامل لواء راية الاشتراكية.
وقد كتب الوزير السابق والمحلل في صحيفة "هآرتس" يوسي سريد في قراءته للمجريات ترتيب القوائم الانتخابية للكنيست الـ19، ينتقد التصرفات التي آلت اليها الاوضاع السياسية في اسرائيل، متباكياً على اطلال الاحزاب التاريخية لاسرائيل، مشيرا الى ان المجتمع الاسرائيلي بات يبحث عن هوية سياسية وحزبية.
اضاف: "في كل دورة انتخابية يجرب الشعب الاسرائيلي تقليعة جديدة من الاحزاب الموسمية وخصوصاً عندما يطلق على هذا الحزب او ذلك حزب الوسط او حزب الامل وغيرهما من المسميات التي تحاول دفع الاسرائيليين نحو حزب جديد في كل انتخابات. وللاسف فإن الدفع يأتي من دون الاهتمام بالهوية السياسية او الفكرية للحزب.
واخيراً لا بد من رؤية واقع وحقيقة الحال السياسي في اسرائيل واستغلال الديمقراطية لممارسة الزنى السياسي من قبل مراهقين سياسيين حولوا الحلبة الحزبية لساحة لممارسة هواياتهم.

 

 

الرد على عدوان غزّة .. بناء سياسي وكفاحي فلسطيني جديد

محمد صوّان
صمدت غزة، وقاومت وأرغمت العدو الإسرائيلي على التراجع، فبعد ثمانية أيام من العدوان الصهيوني المتواصل، استطاعت غزة بصمود اهلها وسواعد مقاوميها ان تفرض على العدو شروطاً للتهدئة.. وخرجت المقاومة الفلسطينية من المعركة التي بدأها الإحتلال بوضع افضل مما كانت عليه قبل أن تدخلها، ونجحت في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، الذي قارب السبع سنوات.
لقد أوقفت اسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني في غزة من دون أن تكون قادرة على الإدعاء أنها حققت كامل أهدافها السياسية والعسكرية، وبخلاف ما أرادت إسرائيل فإن مكانة المقاومة تعززت. وبتعبير آخر، لم تنجح اسرائيل في تسويق حربها على غزة كحرب ضد (الإرهاب). بل اتضح للجميع أن ما تقوم به اسرائيل من مجازر ضد المدنيين، ومن تدمير هائل للبنى التحتية والذي طال المستشفيات والجامعات والمدارس والبيوت السكنية والمرافق الخدماتية المختلفة، هو الإرهاب بعينه.
ان ما يجري من تحركات سياسية ودبلوماسية بعد العدوان، يختزل القضية الى قضية انسانية (ادخال المساعدات الطبية، والغذائية، وما اليها.. ) بتعبير آخر، يجري القفز عن جوهر القضية المتمثل في الاحتلال والاستيطان وبناء جدران الفصل العنصري والحصار، وفي استمرار التنكر لحقوق الشعب الوطنية والتاريخية المشروعة.
وفي السياق نفسه، يجري التركيز على المأساة التي حلت بقطاع غزة نتيجة العدوان، والحث على تقديم المعونات الخيرية، والحاجة الى إعادة تعميره بمعزل عن معالجة القضية الوطنية.. وربط العدوان ونتائجه، بإنهاء الاحتلال والسيطرة الاسرائيلية الكولونيالية على قطاع غزة والضفة ومدينة القدس، وضرورة طرح مسألة انهاء الفصل الجغرافي بين غزة والضفة، وذلك من خلال توفير ممر اقليمي وإزالة جدار الفصل العنصري وتفكيك المستوطنات. كما انه من الضروري تسييس موضوع التهدئة، وذلك عبر ربط التهدئة بشروط سياسية تأخذ بالاعتبار استحقاق يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني المتزامن مع المعركة الدبلوماسية التي تديرها قيادة (م. ت. ف) لانتزاع مقعد الدولة (غير العضو) في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤسساتها. بالإضافة الى ذلك هناك اهمية سياسية خاصة لأن تستخدم التهدئة مدخلاً لتقوية الترابط بين الضفة وغزة والقدس كمرتكز لاقامة الدولة وعنوانها الذي سيجسد حق تقرير المصير والاستقلال الناجز، ليس فقط عبر فتح المعابر فحسب ، بل ايضا عبر إرغام اسرائيل على وقف استباحة الأرض والانسان في عموم الأراضي المحتلة.
أهمية اعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني :
لن تستقيم المصالحة الوطنية اذا لم يتم ارساؤها على اساس سياسي لا لبس فيه. فالاتفاق الوطني على استراتيجية موحدة للمقاومة والمفاوضات هو الذي يحمي القيادة السياسية من تهمة الارتهان لقوى اقليمية لها اجندتها ومصالحها الخاصة، كما يمنع ذلك من انشاء اجهزة أمنية قامعة للحريات العامة والتعددية السياسية والفكرية والثقافية.
اذن، يترتب على وضوح الاساس السياسي للمصالحة التغييرات في بنية الهيئات السياسية الوطنية، بدءا ًمن بنية السلطة وانتهاءً بمؤسسات (م. ت. ف)، اذ لم يعد مفهوماً ترك مؤسسات السلطة تعمل بالطريقة نفسها وبالأجندات ذاتها وبالاعتماد المطلق على الريع المتأتي من الدول المانحة، وما يحمله ذلك من شروط واشتراطات. ما يحتاج اليه المواطن هو حكومة واحدة تعمل في الضفة وغزة باشراف مرجعية سياسية واحدة هي (م. ت. ف) بعد اصلاحها واعادة بناء وتفعيل مؤسساتها وتعنى برعاية المصالح الحياتية المباشرة للجماهير في الضفة وغزة والقدس، وتكون حكومة ذات بنية تقشفية من دون امتيازات ومحاباة فئوية، وفساد ومفسدين، فهذا من شأنه ان يرسي المصالحة والوحدة الوطنية على قاعدة تحظى بشعبية وتأييد وثقة وطنية موحدة.
وتتمثل المهمة المباشرة امام القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والعلمانية والدينية في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على اسس وطنية ديموقراطية، وذلك لمواجهة الممارسات الصهيونية العنصرية القائمة على حشر الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في معازل مقطعة الأوصال، وعلى تكريس الفصل بين الضفة وغزة وعزل القدس عن كليهما.
من المؤكد أن اسرائيل ستواصل نهج التمييز العنصري ضد سكان فلسطين الاصليين (الأقلية الفلسطينية داخل الخط الأخضر)، والاصرار على تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في الشتات، كما ستواصل العمل بالوسائل كلها التي في حيازتها، وعلى رأسها القوة العسكرية الفاشية، لإيصال الشعب الفلسطيني الى حالة من التسليم (بالهزيمة ). من هنا حاجة الشعب الى قيادة موحدة ومؤسسات وطنية جامعة لاحباط المساعي الاسرائيلية هذه، ومن ثم توليد قناعة بأنه لا بديل عن نهج عماده المقاومة بكل اشكالها، وبأنه لا خيار سوى مواصلة الكفاح من أجل نيل الحرية واحباط سياسة الاحتلال الاستيطانية ونظام الأبرتايد.
لكن افشال الممارسات الصهيونية بعد اتساع نفوذ اليمين، وانزياح المجتمع الاسرائيلي نحو المزيد من العنصرية والتطرف، لن يكون نزهة سهلة في ظل استمرار تفرد اي تنظيم في السيطرة على مقدرات النظام السياسي الفلسطيني، أو اعتماد التفرد في تشكيل المرجعية الوطنية، ومحاولة تعطيل عملية اصلاح وتجديد مؤسسات (م.ت. ف). ولا بأس من تكرار القول إن أي محاولة للاستحواذ على التمثيل الفلسطيني، أو في تقرير سياسات وتوجهات تمس المصير والمستقبل الوطني، سيكون من نتائجه المباشرة تعميق الانقسام السياسي والجغرافي وتدمير المشروع الوطني، وهذا أكبر خدمة للسياسة الاسرائيلية القائمة على ( كيّ الوعي الفلسطيني واقناع الشعب بأنه مهزوم ). حسب تصريح الجنرال يعلون رئيس اركان العدو السابق الذي نجح على قائمة الليكود في انتخابات الكنيست الأخيرة، لا بد من ادراك ان اي اضعاف او الغاء لأي من مكونات النظام السياسي هو اضعاف للنظام برمته وجعله عرضة للمزيد من الانكشاف والتهميش، وهذا أمر لمسنا نتائجه المأساوية وطنيا وسياسيا في الأعوام الأخيرة، ويكفي ان نلحظ كيف انتقل ميدان مناقشة الشؤون الفلسطينية الوطنية ( ملف الفاوضات، المقاومة، الانتخابات، تشكيل الهيئات الوطنية، قضايا الاصلاح والفساد، الميزانيات، دور الاجهزة الأمنية، وغيرها..) الى العواصم العربية والاقليمية والهيئات الدولية، والى الفضائيات الاعلامية، بتعبير آخر، بات النظام السياسي الفلسطيني يعيش اشد حالات الانكشاف وفقدان الوزن منذ تشكله في بداية سبعينيات القرن الماضي، وبالتالي لم يعد ممكنا اعادة وحدة وتماسك هذا النظام من دون معالجة الشرخ الجيو- سياسي الذي بات ينخر مركز هذا النظام. بغير هذه المعالجة لن تكون القوى الفلسطينية السياسية قادرة على اداء دورها بالكامل في احباط السياسة الاسرائيلية سواء تلك المتمثلة في اقامة كيان ( البانتو ستانات ) تحت مسمى حل الدولتين، أو التحضير لمشروع الادارة الثلاثية المصرية - الاردنية - الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية، او مواصلة تغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين التاريخية.
خلاصة القول : إن المدخل لإنقاذ المشروع الوطني وإعادة بنائه وانهاء حالة الانقسام والتيه يتمثل في ادراك ضرورة واهمية التمسك بهذا النظام وحمايته بوصفه الكيان الوطني التحرري الذي يمثل مظلة الجميع ويتأسس على مبدأ توسيع وتعميق المشاركة الوطنية وفق برنامج نضالي تحرري وديموقراطي ناجز. فإما ان يكون هناك نظام وطني يتسع لجميع مكونات الطيف السياسي والأيديولجي في إطار مؤسسات وطنية جامعة ومنتخبة بإرادة شعبية حرة، وإما ان يتشظى هذا النظام من خلال صاعق الاستقطاب التناحري الداخلي والذي تغذيه عن وعي او بدون وعي، التجاذبات الاقليمية والتدخلات الخارجية التي تبعده عن أولية مواصلة الكفاح من اجل انجاز حق العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني فوق التراب الفلسطيني.
 
غزّة حرب الانفكاك عن الممانعة!
غازي دحمان ـ دمشق
ليست حماس جزءأّ من الربيع العربي، اقله بالمعنى الشكلي، على اعتبار ان ذاك الربيع قد ازدهر في بلدان ذات انظمة عسكرتارية استبدادية غير متوفرة في البيئة والظروف التي تعيش في ظلها حركة حماس الفلسطينية.
إلا ان انتساب حماس لحركة الربيع العربي قد زكاه موقفها من الثورة السورية، عبر رفضها تأييد ممارسات النظام الاسدي تجاه الشعب السوري، كما فعلت بعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق والتي ذهبت بعيداً الى حد ربط مصيرها بالنظام، وقد ادى موقف حماس الى انفكاكها تدريجياً من حلف الممانعة وإقترابها كثيراً من قوس الربيع العربي، الذي مثلت مصر قاعدته ومركزه القوي، والمتحالف مع دول الاعتدال في الخليج والأردن.
ذاك الانفكاك وهذا الالتصاق، كان لابد من اختبار مدى جديتهما على الارض، وليس افضل من الحروب اداةً لمثل هذا النوع من الاختبارات، فقد بدا واضحاً ان حماس يتم دفعها، او تدفيعها، الى الحرب وأثمانها وإستحقاقاتها، بهدف اسقاط رهاناتها على دول الربيع العربي، وتحديداً مصر، بعد ان تبين اختلاف توجهات زعامتها الجديدة عن المسارات التي صار الى توهمها بداية الحراك العربي. اما الهدف الثاني، لحرب غزة، فكان تذكير العالم بقدرة ثوران البركان السوري والحريق الذي ينتظر المنطقة طالما بقي العالم مؤيداً للثورة السورية ولو بالكلام، بإختصار استعراض القدرة على التأثير في خيارات القوى المؤثرة في المنطقة.
غير ان رهان حريق غزة الموعود والخارج على عجل من حزمة رهانات الممانعة، كانت له نتائج كارثية على الحلف المذكور، ذلك ان هذا الحلف استهلك واحدة من اوراقه التساومية الهامة، دون ان تحترق المنطقة، وبالتالي دون تحقيق مقابل مهم، وعلى العكس من ذلك فلعل احد اهم ارتدادات وتداعيات الحرب في غزة انها ادت الى انكشاف الحلف مباشرة امام اسرائيل وحليفتها اميركا وذلك من خلال نزع النطاقات الاستراتيجية التي كان الحلف يزنر نفسه بها، وإبطال المفاعيل الكامنة والمتوقعة في اطارها، وهو ما يعبر عنه خروج حماس والقضية الفلسطينية برمتها من المقلب الممانع سياسياً وأيديولوجياً، ولم يبقَ الا بعض الجيوب الهامشية والمعزولة اصلاً.
مقابل ذلك اكدت الحرب تموضع حماس في الاطار الاقليمي العربي، من خلال التنسيق مع دول الربيع والإعتدال، وهو متغيّر اقليمي مستجد ومهم عبر توحد اهداف وسلوكيات الفاعلين القدامى" الدول" والجدد" الحركات والأحزاب"، وقد ثبث ذلك بتفويض مصر، بوصفها الطرف العربي الاكبر وبحكم الجوار، ادارة عملية النزاع والتفاوض مع تل ابيب وواشنطن وتحركها بإسم العرب جميعاً.
ولعل اهمية هذا الامر تكمن في حقيقة ان هذا التحرك العربي يمثل اعادة تعريف للصراع مع اسرائيل وطبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية، فمن ناحية مثلت هذه الحرب وطريقة ادارتها تعريباً للصراع بوصفه صراعا عربيا اسرائيليا يدور في الاطار الجيوإستراتيجي العربي ويمثل تحدياً لأمن وإستقرار النظام العربي قبل اي جهة اخرى وأن ادارته لابد ان تكون بأدوات عربية وفي اطار اهداف النظام العربي وأولوياته، مما يعيد للصراع جوهره الذي افتقده مع دخول ايران على خطه ومحاولة حرفه لخدمة مصالحها، ومن ناحية ثانية فإن الحرب اعادت ترتيب اولويات العلاقات العربية الاميركية في عصر الربيع العربي الذي كان لابد ان ينعكس في السياسات الخارجية العربية على شكل انماط جديدة من المقاربات العلاقاتية، وإلا فإن الربيع سيبقى ناقصاً ومشوهاً.
من جهة اخرى بدا ان واشنطن، ورغم تحالفاتها مع دول المنطقة العربية ومعرفتها بتوجهات دول الربيع العربي، الا ان الحرب في غزة والإستجابة العربية تجاهها شكلت معطيات عملانية مهمة لعملية اعادة القراءة التي تجريها الادارة الاميركية لواقع المنطقة العربية بعد متغييرات الربيع العربي ذلك ان دبلوماسية واشنطن كانت بحاجة لفحص توجهات ذلك التغيير ومعرفة مداه وحدوده ومدى انعكاسه في السياسة الخارجية لدول الاقليم العربي ومعرفة طبيعة التطور في اتجاهات الرأي العام العربي، بعد حالة التشويش التي رافقت حادثة مقتل السفير الاميركي في بنغازي، وإستتباعاً فقد كانت الدبلوماسية طرفا مستكشفاً وحتى مفاوضاً الى جانب اسرائيل، بل يمكن القول انها كانت الطرف الذي ساوم وساهم في صنع الترتيبات اللاحقة ووضع الشروط وتلقى الشروط المقابلة، وسيتضح مستقبلاً ان العملية الدبلوماسية التي خاضتها واشنطن مع الدول العربية في خضم حرب غزة شكلت اعادة تموضع جديدة للعلاقات المستقبلية بين الطرفين.
حرب غزة هي حرب الربيع العربي الاولى، بل هي حرب العرب الجديدة، استخدم العرب فيها جزءاً من قوتهم، تلك التي ظهرت على السطح، وبالتأكيد ثمة عناصر لم تكن مرئية جرى التلويح بها في غرف المفاوضات، لكن الاهم ضمن كل ذلك ان غزة خرجت من مواسم حروب حلف الممانعة الذي طالما استخدمها دريئة له يشعل حروبها حينما تشتد عليه النوائب ويهدد بأهلها المحتاجين ليحمي ارباب الفساد والطغيان والطائفية في طهران ودمشق والضاحية.
 

المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,682,304

عدد الزوار: 6,961,077

المتواجدون الآن: 60