«الناتو» يناقش اليوم «الرد» على إسقاط المقاتلة التركية... والحرب ليست خياراً...كيف سيرد الأتراك على الأسد؟.الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته ضد سوريا ويدين إسقاط الطائرة التركية..

الجيش السوري الحر يفعل سيطرته قرب الحدود اللبنانية، دعا حزب الله إلى الكف عن دعم النظام...انشقاق رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السوري السابق...تركيا تتحدث عن استهداف طائرة ثانية.. وتؤكد: الحادث لن يمر دون عقاب..

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 حزيران 2012 - 5:10 ص    عدد الزيارات 2265    القسم عربية

        


 

تركيا تتحدث عن استهداف طائرة ثانية.. وتؤكد: الحادث لن يمر دون عقاب، كبير مستشاري الرئيس التركي لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري يرتكب خطأ فوق خطأ

بيروت: ثائر عباس.. واصلت تركيا تطوير موقفها تصاعديا حيال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل الأزمة الناشئة مع سوريا التي أسقطت يوم الجمعة الماضي طائرة استطلاع تركية، رافعة مستوى التوتر بين البلدين إلى أقصى حدوده منذ نهاية التسعينيات. وكشفت أنقرة أمس عن تعرض طائرة ثانية إلى إطلاق نار خلال عمليات البحث عن الطائرة الأولى، وهددت بأن الحادث «لن يمر دون عقاب».
وكشفت تركيا عن أن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة الاستطلاع إف - 4 التي أسقطتها سوريا الأسبوع الماضي لكن الطائرة الثانية لم تسقط. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في مؤتمر صحافي إن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي ضد ما وصفه «بالعمل العدائي» من سوريا. وقال في ختام اجتماع للحكومة استمر سبع ساعات بشأن الحادث إن إسقاط سوريا لطائرة الاستطلاع «لن يمر دون عقاب».
وكان مصدر دبلوماسي أوروبي أفاد في وقت سابق أمس أن حادثا جويا جديدا وقع فوق المتوسط بين تركيا وسوريا دون أن يؤدي إلى ضحايا أو أضرار. وأوضح المصدر أن نظام الدفاعات الجوية السورية رصد طائرة «كازا سي إن - 235» للبحث والإنقاذ تابعة للجيش التركي وحددها هدفا محتملا، وهي المرحلة الأخيرة قبل فتح النار. وأوضح المصدر «عندما يحدد نظام الدفاع مقاتلة هدفا فإن أجهزة المقاتلة تنذر الطيار وهذا ما حصل».
واجتمعت الحكومة التركية أمس لمناقشة تداعيات الأزمة، ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه الأنظار اليوم إلى حدثين بارزين، أولهما الكلمة المنتظرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان، وثانيهما اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقرر اليوم في بروكسل تضامنا مع أنقرة بصفتها عضوا في ها الحلف.
وتوقعت مصادر دبلوماسية تركية أن يدين ممثلو دول «الأطلسي» «الاعتداء السوري» في «بيان شديد اللهجة» وأن يعربوا عن تضامنهم مع تركيا. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب التركي لم يطلب إجراءات محددة من «الأطلسي» حتى الآن، لكنها أشارت إلى أن «الاجتماع قد يخرج بتحذير شديد اللهجة من تكرار مثل هذه الاعتداءات» وأن أي اعتداء مستقبلي «لن يمر من دون عقاب». وفي الإطار نفسه قال مسؤولون أتراك إن اجتماع الأطلسي اليوم على مستوى السفراء «سوف يفتح الباب أمام دخول الحلف على خط الأزمة السورية». وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاجتماع، وإن لم يخرج بقرارات محددة، إلا أنه سوف يرسم خارطة طريق في التعاطي مع ملف الأزمة السورية.
وقالت مصادر تركية إن الأزمة لن تصل إلى حد الحرب مع سوريا، لكن هذا لا يعني أن الحادث سيمر من دون عقاب، مشيرة إلى أن نوعية العقاب تحدده أنقرة وفقا للقوانين الدولية. وأشارت المصادر إلى أن تركيا «تفكر جديا» في تقديم نصيحة إلى السوريين بعدم اقتراب طلعاتهم الجوية من الحدود التركية لأن من شأن ذلك أن يخلق التباسا يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. وقالت إنه قد لا يكون بإمكان الطيران السوري تنفيذ المزيد من الطلعات الجوية على مقربة من الحدود التركية لقصف تجمعات المعارضين.
وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو إن سوريا «ترتكب خطأ فوق خطأ» مشيرا إلى أن بلاده لن تقوم برد «انفعالي وغير مدروس»، موضحا أن «اجتماع الناتو اليوم هو بناء على المادة الرابعة من ميثاق الحلف ويهدف إلى اطلاع الدول الأعضاء على حقيقة الوضع». وقال هورموزلو إن بلاده «تمارس الدبلوماسية الضاغطة» معتبرا أن «النظام السوري يرتكب أخطاء متكررة ومتسلسلة»، وعما إذا كان إسقاط الطائرة هو رسالة إلى الأتراك والناتو، قال هورموزلو إن الرسالة الوحيدة التي يجب أن يوجهها النظام هي إلى شعبه، ومفادها أنه سيحقق مطالبهم بالحرية والعدالة وتداول السلطة، وسيعترف بحقهم في اختيار من يحكمهم عبر صندوق الاقتراع لا بفوهات البنادق.
وسلمت سوريا تركيا جزءا من حطام الطائرة عثرت عليه بحريتها. وقالت مصادر تركية إن جزءا من ذيل الطائرة سلم للسلطات التركية وقد ظهر عليه آثار واضحة لطلقات رصاص. وأكدت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة رفضت اقتراحا سوريا بتأليف لجنة تحقيق مشتركة للبحث في حقيقة ما جرى.
وأوضح مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة أعدت ملفا متكاملا عن «الاعتداء السوري» سلمته إلى كافة السفراء في الخارج والملحقين العسكريين في سفاراتها حول العالم لشرح حقيقة ما جرى للرأي العام العالمي. وقال المصدر إن «تسجيلات الاتصالات اللاسلكية تؤشر بوضوح إلى أن الطائرة أسقطت فوق المياه الدولية لا في الأجواء السورية» مشيرا إلى أن من حذر طاقم الطائرة من أنه دخل الأجواء السورية كانت السلطات التركية التي أمرتها بالابتعاد، فانصاع طاقم الطائرة، لكن جرى استهدافها في وقت لاحق. وأوضح المصدر أن الطائرة التركية كانت تشغل الإشارة التي تعرف عن هويتها، مما يجعل الكلام السوري عن «هدف مجهول» غير صحيح تماما.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي أنّ ما جرى في موضوع الطائرة التركية يعتبر انتهاكا صريحا للسيادة السورية، مؤكدا أنّ سوريا تصرفت مع الموضوع بشكل دفاعي سيادي، مشدّدا على أنّ سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا ولا تحمل نوايا عدوانية تجاهها، واصفا ما حصل بأنه حادث وليس اعتداء. ونفى مقدسي أن تكون الطائرة التركية قد أسقطت من خلال صاروخ، موضحا أنها أسقطت برشاش أرضي، موضحا أنّ الثقوب الظاهرة على الطائرة تبيّن أنها استهدفت من رشاش أرضي. وأشار المقدسي إلى أنّ القوات السورية رصدت يوم الجمعة جسما فوق الأراضي السورية وظهر على ارتفاع 100 متر عن الأراضي السورية «وتبين أنه طائرة متجهة نحو الأراضي السورية مما أدى إلى التصدي لها عبر مدفعية مضادة للطائرات وتمت إصابتها بشكل مباشر وسقوطها في المياه الإقليمية السورية». وفيما تحدّث المقدسي عن وجود حملة لـ«شيطنة» سوريا، أكد تعاون السلطات السورية التام مع الجانب التركي، كاشفا عن عرض قدّمته سوريا للأتراك لتشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث دون أن تتلقى إجابة حتى الآن. وشدّد على أنّ من أساء للعلاقات السورية التركية ليس سوريا، لافتا إلى أنّها طبقت مبدأ المعاملة بالمثل، معربا عن اعتقاده بأنّ الهدف من تصريحات الحكومة التركية حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا والتي لا تخدم تركيا نفسها.
وردا على سؤال آخر، شدّد المقدسي على وجوب أن يكون اجتماع حلف الناتو لتثبيت الأمن والاستقرار «ولكن إذا كان عدواني الطابع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري».
وفي واشنطن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع هذه قضية تثير القلق لدينا.. الناتو ينظر بما حدث ونحن مستعدون لمساعدة الأتراك في جهود البحث عن الطيارين». ولكنه أكد أن الولايات المتحدة لم ترسل حتى الآن أي مساعدات للأتراك في جهودها للبحث عن حطام الطيارة والطيارين المفقودين. ومن الجانب السياسي، قال المسؤول الأميركي: «هذه الحادثة تشكل دليلا آخر على ضعف النظام السوري وانفجاره داخليا»، إذ إنه تورط في «إجراء ضد قوات مسلحة لدولة مجاورة في وقت يشهد جيشه انشقاقات متتالية».
خبراء روس: إسقاط الطائرة التركية أظهر فاعلية الأنظمة الروسية، قالوا إنها كانت تختبر المضادات الجوية السورية

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط».... بينما كثر الجدل حول الطائرة التركية «إف - 4 فانتوم» التي أسقطتها سوريا الجمعة الماضي، وأسباب استهدافها وإن كان ذلك تم داخل الأجواء السورية أم الدولية، اعتبر خبراء روس متخصصون أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي، وأن إسقاطها «أظهر فاعلية الأنظمة الروسية» التي تم تزويد سوريا بها.
والحادث الذي وقع فيما كانت الطائرة تقوم بمهمة تدريب فوق المياه الدولية كما تقول أنقرة، أو حين انتهكت الطائرة المجال الجوي السوري كما تقول دمشق، يتوقع أن يكون محور اجتماع لحلف شمال الأطلسي الذي تنتمي تركيا إليه، اليوم.
وقالت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية نقلا عن الخبير سعيد أمينوف إن الطائرة كانت «على الأرجح تختبر أنظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها»، وأضافت «ريا نوفوستي» نقلا عن أمينوف الذي يرأس موقع «فيستنيك بي في أو» المتخصص في أخبار المضادات الجوية، أن «الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو أحد العناصر الأساسية في انتهاك أي نظام دفاعي مضاد للطيران».
وشاطره هذا الرأي الخبير إيغور كوروتشنكو من «مركز تحاليل مبيعات الأسلحة الدولية». وقال كوروتشنكو، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي»، إن الهدف المرجح للمهمة هو «إرغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار أو حتى التسبب في إيصالها إلى وضعية قتالية».
وأضاف الخبير الروسي أن «تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي حيث تتم مبادلة معلومات الاستطلاع مع الأعضاء الآخرين في الحلف، وتقوم بأنشطة استخبارات إلكترونية وعبر اللاسلكي، ناشطة بخصوص سوريا».
ونقلت الوكالة من جانب آخر عن سعيد أمينوف قوله إن الحادث «يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية المؤلفة، خصوصا، من بطاريات متوسطة المدى من إنتاج روسي هي (بوك -إم 2 أي» و«بيتشورا - 2 إم) وأنظمة المضادات «بانتسير - إس 1»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وروسيا، حليفة دمشق منذ فترة طويلة، أكدت الأسبوع الماضي أنها لا تزال تسلمها، إلى جانب المروحيات القتالية بعد إصلاحها، مضادات جوية. وأكدت موسكو أن هذه الأسلحة لا يمكن أن تستخدم إلا لصد «عدوان خارجي».
الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته ضد سوريا ويدين إسقاط الطائرة التركية، أشتون لـ «الشرق الأوسط»: ندعم أنان في مهمته الصعبة.. وهو سيقرر بأي طريقة يستأنف بها مهمته

بروكسل: عبد الله مصطفى.. بعدما أجمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على وصف إسقاط دمشق مقاتلة تركية بأنه عمل «غير مقبول»، عززت تلك الدول ضغوطها، أمس، على دمشق عبر فرض حزمة جديدة من العقوبات، لكنها تفادت أي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مخصص للحادث.
وأصدر الاتحاد الأوروبي إدانة «شديدة اللهجة» حول إسقاط سوريا مقاتلة تركية، الجمعة، قالت أنقرة إنها كانت في المجال الجوي الدولي، وأكد تضامنه التام مع تركيا ووعد بتقديم الدعم لأنقرة خلال مناقشات ستجرى اليوم في مقر (الناتو) ببروكسل.
وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أمس، لم يستطع أي منهم أن يخفي درجة القلق من تطورات الوضع في سوريا، وخصوصا في ما يتعلق بتطورات إسقاط الطائرة التركية.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال جان اسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورغ: «نحن ندد بما حدث مع تركيا، إنه يتنافى مع القوانين الإنسانية، ولا يمكن أن يأتي هذا الفعل إلا من ديكتاتور لا يحترم حقوق الإنسان، ونحن نساند تركيا، وأيضا سنعمل في اجتماع جنيف المقبل (الذي تعقده مجموعة الاتصال حول سوريا)، على إنجاح اللقاء سواء حضرت إيران أو لم تحضر»، في إشارة إلى رفض الكثير من الدول المقترح الروسي بإشراك طهران في تلك المحادثات.
وبينما لا يؤيد عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تحمل عضوية «الناتو» تحركا عسكريا ضد سوريا، فإن استمرار قتل المدنيين السوريين يثير غضب الدول الأوروبية، مما يجعل السؤال عن مستقبل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا مطروحا.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية: «يجب أن نستمر في تقديم الدعم لكوفي أنان في مهمته الصعبة، وهو الوحيد الذي سيقرر بأي طريقة يمكن أن يستأنف مهمته، ويتشاور الآن مع مجلس الأمن، ونحن ننتظر ذلك كما ننتظر ما سوف تسفر عنه اجتماعات المعارضة السورية التي عقدت اجتماعات في بروكسل خلال اليومين الأخيرين لإعداد برنامج عمل متفق عليه».
وحول إسقاط الطائرة التركية، قالت أشتون في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة «رويترز» «نشعر بقلق بالغ إزاء ما حدث وبتعاطف شديد مع أسرتي الطيارين المفقودين.. وننتظر من تركيا بالطبع التحلي بضبط النفس في ردها».
وبدوره دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إلى زيادة الضغوط لكنه قال إن حادث الطائرة لم يغير بالأساس الوضع في سوريا، حيث يقمع الأسد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا ضد حكمه.
وقال هيغ: «لا أعتقد أن الحادث يبرز مرحلة مختلفة.. من المهم للغاية أن نزيد الضغوط بعقوبات إضافية. وستعمل دول أخرى بقوة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن».
ودفع استمرار العنف والقتل ضد المدنيين إلى توسيع العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري، ومن المقرر أن ينشر قرار العقوبات الجديدة في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي، اليوم. وترفع هذه العقوبات إلى «120» عدد الأشخاص الذي يستهدفهم حظر الأموال وتأشيرات الدخول، وإلى «50» عدد الشركات والهيئات المعنية.
وأشار دبلوماسيون أوروبيون عدة إلى أن العقوبات الجديدة ستشمل أصولا يمكن أن تملكها في أوروبا كل من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين، كما ستتضمن العقوبات شمول التأمينات على شحنات الأسلحة إلى سوريا في الحظر المفروض على بيع الأسلحة لسوريا.
وأثيرت مسألة التأمين على شحنات الأسلحة إلى سوريا من قبل بريطانيا التي منعت سلطاتها الأسبوع الماضي سفينة شحن تنقل طوافات قتالية من روسيا من إكمال طريقها إلى سوريا بعدما ألغت شركة التأمين البريطانية «ستاندارد كلوب» تأمينها للشحنة.
إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أعرب عن أمله في «الذهاب أبعد من ذلك» من خلال فرض عقوبات على الشركة التي تؤمن نقل الاتصالات، ويمكن أن تكون على علاقة مع «إريكسون» (السويدية)، ومن خلال حظر استيراد الفوسفات من سوريا.
واصطدم حظر استيراد الفوسفات الذي يعتبر مصدر تمويل مهم بالنسبة إلى سوريا حتى الآن بمعارضة بعض الدول الأوروبية التي تحتاج إلى هذه المادة الأولية، مثل اليونان
انشقاق رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السوري السابق، قائد «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: ضباط من الفرقة الرابعة يلتزمون بيوتهم ويرفضون تنفيذ الأوامر

بيروت: كارولين عاكوم ... أكد قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، المعلومات التي أعلنتها وكالة أنباء الأناضول بأن اللواء المتقاعد ورئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السابق، عدنان سلو، وصل إلى تركيا، معلنا انضمامه إلى «الجيش السوري الحر»، ليكون أول لواء ينضم لصفوفه، لافتا إلى أن اللواء سلو وصل مع 8 ضباط آخرين، وهم عميد واثنان برتبة عقيد واثنان برتبة مقدم و3 برتبة رائد. وقال لـ«الشرق الأوسط» «ليست المرة الأولى التي ينشق فيها ضباط، إذ في الفترة الأخيرة ارتفعت نسبة الانشقاقات بشكل ملحوظ، وأصبح يصل إلى تركيا، حيث مركز (الجيش الحر)، يوميا، ما بين 20 و30 ضابطا».
وفي حين اعتبر أن النظام يترنح ووصل إلى أيامه الأخيرة، عزا الأسعد أسباب تزايد نسبة الانشقاقات إلى معنويات العناصر المنهارة، لا سيما أن عمليات «الجيش الحر» الهجومية ترتكز على الحواجز العسكرية ردا على مصادر النيران التي تقصف المدن وتقتل المدنيين، وكان آخرها أول من أمس، حين نجحت عناصرنا في الاستيلاء على «مركز رادار» و«سرية مدفعية» في منطقة دارة غزة في ريف حلب، مضيفا: «بسبب الهجوم المركز على الحواجز والاستيلاء عليها على أيدي عناصرنا، وصل النظام إلى مرحلة الهروب يعتمد سياسة سحب حواجزه من المناطق بعدما أصبح عناصره يخافون المواجهة، وإن واجهوا يدافعون بخوف ورعب شديد، وهذا ما يمنح عناصرنا دفعا معنويا كبيرا، حتى الدبابات التي نستهدفها لا يتم الرد علينا منها، وتقتصر مقاومتهم وعملياتهم على سلاح الجوي والمدفعية والصواريخ على بعد 30 أو 40 كيلومترا.
وكانت وكالة أنباء الأناضول قد أعلنت أن «ضابطا سوريا برتبة لواء فر من الجيش ووصل إلى تركيا ليل الأحد/ الاثنين، مما يرفع إلى 13، عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا»، موضحة أن اللواء الذي لم تحدد هويته أو مهامه، دخل إلى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين و30 جنديا آخرين مع أسرهم في مجموعة تضم 196 شخصا بينهم الكثير من النساء والأطفال».
وفي حين أكد ضابط قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن اللواء سلو ومعظم الضباط الذين يعلنون انشقاقهم كانوا على تواصل مع «الجيش الحر» الذي أمن لهم عملية الهروب، كما أن سلو كان يعمل مع «الجيش الحر» خلال وجوده في سوريا نظرا إلى علاقاته مع القادة العسكريين والسياسيين، لفت الأسعد إلى أن التواصل مع الضباط قبل انشقاقهم ليس بالأمر السهل، لكن أي شخص يرى أهله يقتلون أمامه ويملك حسا إنسانيا، يرفض الانصياع إلى أوامر القتل، مضيفا: «لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى أن عددا من ضباط الفرقة الرابعة في الجيش النظامي التزموا بيوتهم ويمتنعون عن تنفيذ العمليات والأوامر المعطاة لهم»، لافتا إلى أن «(الجيش الحر) كان قد نفذ في وقت سابق هجوما استهدف قادة ما تعرف بـ(خلية الأزمة) في سوريا، ورغم نجاح العملية فإن المعلومات لدينا عن مقتل بعضهم لا تزال غير مؤكدة».
من جهة أخرى، أشار الأسعد إلى امتلاك «الجيش الحر» معلومات وأدلة تؤكد مشاركة عناصر من حزب الله وإيران إلى جانب النظام في قمع الثورة السورية، بالإضافة إلى مشاركة روسية جديدة تتمثل في قيادة عناصر «كوماندوز» روسية للطائرات الحديثة التي قدمتها روسيا للنظام السوري لقصف المدن السورية، مؤكدا في المقابل، عدم وجود لعناصر «الجيش الحر» في لبنان، وبالتالي عدم مشاركتهم في أي أحداث تقع فيه، موضحا أن «السوريين الموجودين في لبنان هم لاجئون لا يقومون بأي عمليات أو يشاركون في أي معارك».
وفي ما يتعلق بتمويل «الجيش الحر»، أكد الأسعد أن «ما يتم التداول به لجهة تقديم المجلس الوطني، رواتب عناصر (الجيش الحر)، لا يعدو كونه وعودا لم يتم تنفيذها حتى الآن، والأمر نفسه بشأن تسليح (الجيش الحر) الذي لا تزال أسلحته مقتصرة على الغنائم، وتلك الأسلحة التي يتم الاستيلاء عليها من الحواجز والمراكز العسكرية، وهي عبارة عن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل رشاشات (14.5 و23) التي نحصل عليها من الثكنات».
ونفى الأسعد أن يكون تزايد عدد الانشقاقات في صفوف الضباط، لا سيما من هم برتب مرتفعة، إلى توسيع رقعة الانقسام في صفوف «الجيش الحر»، لا سيما مع قائد المجلس العسكري، العميد مصطفى الشيخ، وقال: «رغم الاختلاف في وجهات النظر بين أفرقاء المعارضة، فإن أهدافنا تبقى موحدة ونعمل على توحيد الصفوف».
لكنه في الوقت عينه أكد أنه ليس هناك أي تنسيق بين كتائب «الجيش الحر» التي تجاوز عددها الـ100 والمنتشرة في مختلف المناطق السورية، والمجلس العسكري التابع للعميد مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري، معتبرا إياها لا تمثل القوة العسكرية الأساسية على الأرض، وما يحكى عنها ليس إلا تضخيما لحجمها الفعلي. ونفى الأسعد، مشاركة «الجيش الحر» أي عناصر من دول عربية أو أي كتائب إسلامية أو عناصر تعمل انطلاقا من فكر جهادي إسلامي متشدد، مضيفا: «الشعب السوري في معظمه ينتمي إلى الطائفة الإسلامية، وهناك مجموعات متطوعة منهم ليست من عناصر (الجيش الحر) تعمل على خط الثورة العسكرية، لكن بعيدا عن التشدد الديني الجهادي الذي نرفضه ونرفض أن نكون حاضنة له في ثورة هي لكل الشعب السوري».
 
الجيش السوري الحر يفعل سيطرته قرب الحدود اللبنانية، دعا حزب الله إلى الكف عن دعم النظام

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... بدا لافتا غياب الحوادث الأمنية على الحدود اللبنانية السورية طيلة الأسبوعين الأخيرين، وهو ما طرح أسئلة عمّا إذا كان تأثير الجيش السوري النظامي قد تقلّص على هذه الحدود لصالح الجيش السوري الحرّ، في ظلّ ما يحكى عن إمساك الأخير بمعظم المراكز العسكرية التي كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.
وفي هذا الإطار كشف قائد «تجمّع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، أن «فصائل الجيش الحر باتت ممسكة بكثير من المراكز المنتشرة على تخوم الحدود السورية مع لبنان». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «وجود الجيش الحر في المناطق الحدودية لم يقتصر المواقع العسكرية فحسب، بل باتت لديه مراكز تجمّع للتدريب ومصانع للأسلحة قرب هذه الحدود». وقال العواك «نحن نخوض معركة شرسة في الداخل ونريد أن نحمي ظهرنا (من جهة لبنان)، ليست لدينا مشكلة مع الشرعية اللبنانية ولا مع الجيش اللبناني، إنما مشكلتنا مع حزب الله الذي نشاهد دورياته المدنية، ونحن نحذره من الاستمرار في تسيير دورياته التي تتوغل داخل الحدود السورية باللباس المدني، للتحري وجمع المعلومات عن مراكزنا ويستخدمون المناظير لرصدها، لأننا عندها سنعتقلهم ونحقق معهم ونتأكد ما إذا كانت لديهم مهمات قتالية أو أمنية أو مطاردة للاجئين وعائلاتهم ونتعامل معهم وفق الأصول». وأضاف «نحن لا نطالب الإخوة اللبنانيين بأن يحمونا، إنما نطالب حزب الله بأن يسحب دورياته عن الحدود كي لا يقع اشتباك بيننا وبينه، نحن نحترم السيادة اللبنانية، لكننا لا نعترف بأي قوة عسكرية لبنانية إلا بالجيش اللبناني والقوى الشرعية، وبالتأكيد لن نشتبك مع هذا الجيش اللبناني الذي يعلم بأماكن عدد كبير من مراكزنا». وشدد على أن «الجيش السوري الحر بات الأقوى في المناطق الحدودية القريبة من لبنان، سبق لكتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد أن حفرت خنادق من أجل أن تتحصن فيها، فقمنا بتحريرها والسيطرة عليها». مؤكدا أن «معركة الحسم مع النظام السوري باتت قريبة، ونحتاج إلى جهد مضاعف لنجاح الحسم، بما فيه الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار ودول العالم في دعم الجيش الحر الذي سيتولى هذه المهمة بكل ثبات وإيمان».
أما نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، فاعتبر أن «وجود الجيش الحر سواء في المناطق الحدودية مع لبنان أم في الداخل السوري، هو دليل على تزايد ناشط ومطرد لقوة هذا الجيش التي تتوسع في كل المدن السورية».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 80 في المائة من مساحة سوريا فيها وجود للجيش الحر، وهذا الوجود ليس مقتصرا على الحدود القريبة من لبنان إنما أيضا على حدود كل الدول المحيطة بسوريا».
قصف مستمر على حمص ودير الزور.. والعثور على مقبرة جماعية في حماه، سقوط عشرات القتلى غالبيتهم من المدنيين.. واشتباكات وتحليق طيران حربي في دمشق

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم... في وقت استمر فيه القصف العشوائي على معظم المناطق السورية، ولا سيما حمص وإدلب وحماه ودير الزور التي وصفتها لجان التنسيق بالمنطقة المنكوبة، وصل عدد قتلى أمس كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 55 قتيلا، منهم 12 قتيلا في دير الزور و8 في إدلب و4 في حمص و4 في ريف دمشق و3 في درعا وقتيلان في اللاذقية وقتيل في دمشق إضافة إلى 15 جثة وجدت في حماه. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلى بينهم طفلان سقطوا في حي القصر في حمص، كما سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في معرة النعمان بإدلب نتيجة القصف العنيف على المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.
وقالت الهيئة العامة للثورة إنّ قصفا عنيفا تعرض له حي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية، مشيرة إلى أن «الانفجارات هزت الحي وتصاعدت أعمدة الدخان جراء القصف». كما أشارت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.
وذكرت لجان التنسيق أنّ منطقة تلبيسة تعرضت إلى قصف عنيف بالهاون والمدفعية الثقيلة الذي استهدف أيضا وسط المدينة وحي المشجر الجنوبي والمشجر الشمالي. كما أكّد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» استمرار القصف على الرستن والتلبيسة والقصير التي تعرضت إلى قصف عنيف بالطيران المروحي وقذائف الهاون والدبابات. وسجّل أيضا تحليق كثيف للطيران وإطلاق رصاص من الرشاشات الثقيلة وإطلاق الصواريخ من المدفعية.
وتعرضت مدينة دير الزور إلى قصف كثيف وإطلاق نار متواصل بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة في أغلب أحياء المدينة، حسب ناشطين أفادوا أنها تعيش منذ يومين تحت وابل من القذائف لا يستثني أحدا.
ووصفت لجان التنسيق مدينة دير الزور بأنها منكوبة وبحاجة للإعانة الطبية ودخول مسعفين إليها بعد معارك عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية والمروحيات في الهجوم على المدينة.
وقال أحد الناشطين في دير الزور ويدعى الحسن الديري لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف استمر أمس متواصلا على المدينة منذ الثامنة صباحا من دون أن يتوقف، في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وخدمة إنترنت»، مشيرا إلى أن «القصف طال المدينة من محاور عدة من مدفعية الدبابات والطيران الذي يحلق في سماء المدينة».
ولفت إلى «انتشار لعناصر القناصة الذين يعمدون إلى إطلاق النار على كل ما يتحرك في المدينة».
وأوضح أن «السكان يستغيثون ويطلبون المساعدة لأنهم يعانون من قلة المواد الغذائية ومن انعدام الأدوية خصوصا في الأحياء الساخنة في المدينة»، لافتا إلى أن «أهالي المدينة ينزحون بشكل كبير عنها إلى المحافظات المجاورة بعدما تهدم عدد كبير من المنازل».
وفي إدلب قصفت قوات النظام منطقة أريحا بالطيران المروحي والدبابات كما سقط قتيلان في كفرنبل، إثر استهداف قوات الجيش النظامي لسيارتهم بقذيفة.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية، أنّ القصف المدفعي والصاروخي الذي تعرضت له معرّة النعمان أدى إلى هدم عدد من المنازل على رؤوس قاطنيها وسقوط العديد من الجرحى وعدد من القتلى، فيما اقتحمت الدبابات كفرشمس حيث وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وبدروها تعرضت سراقب إلى قصف مدفعي عشوائي وإطلاق نار كثيف وسجل تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة.
كما وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان في تقريرها اليومي خمسة عشر قتيلا دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة حماه. فيما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنّ حملة التفتيش والمداهمات والاعتقالات استمرت طوال اليوم في المدينة إضافة إلى دخول نحو خمسين سيارة ومصفحة لإغلاق جميع المداخل والطرق المؤدية إلى الحي. وفي حلفايا، سقط العديد من الجرحى أثناء اقتحام قوات الأمن للمدينة وإطلاقها النار عشوائيا. كذلك، شهدت بعض أحياء مدينة حماه حملة مداهمات وتمت محاصرة حي جنوب الملعب ومداهمته من قبل جيش النظام، وهو الحي الذي كان قد شهد خلال الأسبوع الماضي حملة مداهمات شملت معظم المنازل واعتقال عشرات الشباب وسرقة الممتلكات، كما تم اقتحام حي جنوب الثكنة ومداهمة بعض المنازل وتفتيشها.
وجرت بحسب اتحاد التنسيقيات، مداهمة بناء سكني في حي القصور قرب شارع الثلاثين الساعة السادسة صباحا وتفتيش جميع المنازل في المبنى من قبل عناصر الأمن والشبيحة مسلحين ومستقلين.
أما في ريف حماه، فقد قتل شاب واصبب العديد من الأشخاص بجروح مختلفة بعد إطلاق النار عليهم من قبل إحدى سيارات عصابات الأمن والشبيحة التي اقتحمت المدينة بشكل مفاجئ وأطلقت النار عشوائيا على المارة.
وفي العاصمة دمشق سمع صوت إطلاق رصاص كثيف بعد ظهر يوم أمس في محيط كلية الاقتصاد في منطقة البرامكة وسط المدينة، كما جرت اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين في حي المزة وشوهد تحليق طيران حربي. فيما أعلنت «كتيبة سعد بن أبي وقاص» عن نصب كمين لموكب أمني وإصابته إصابة مباشرة و«تكبيده خسائر مادية وبشرية فادحة». كما سمع دوي انفجارات في حي الميدان قريبا من ساحة الأشمر، وشوهدت سيارات إسعاف تتجه إلى المنطقة.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن أعدادا من المدنيين فروا أمس من ريف دمشق بسبب القصف الكثيف الذي يستهدف مناطق قريبة من العاصمة. ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر حافلات صغيرة تقل مدنيين وأمتعتهم يغادرون بلدة دوما التي تتعرض لقصف من القوات الحكومية منذ الأسبوع الماضي.
كما ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى منطقة عربين في ريف دمشق فيما يبدي الأهالي تخوفهم من حملات دهم واعتقال.
وفي دوما استهدف حي الحميرة السكني في المدينة بقذائف الهاون وسقط أكثر من اثنتي عشرة قذيفة على المنازل، فيما سقط عدد من الجرحى في مسرابا جراء القصف العنيف بمدافع الهاون على المدينة التي سقط فيها أكثر من 50 جريحا جراء القصف العشوائي الذي تتعرّض له.
كما ذكر مجلس قيادة الثورة أن اشتباكات عنيفة وقعت في عين ترما التي سمع فيها أصوات انفجارات على وقع استقدام الدبابات.
وفي حلب أفادت لجان التنسيق عن وقوع اشتباكات عنيفة وسماع أصوات انفجارات في حلب الجديدة وتوجه مروحيات من فرع المخابرات الجوية إلى المنطقة، فيما تعرضت منطقة الأتارب إلى قصف منذ ساعات الصباح الأولى.
لأول مرة.. كبير محققي الأمم المتحدة في حقوق الإنسان يجري محادثات بدمشق، الصليب الأحمر يسعى لدخول حمص وينتظر موافقة «طرفي النزاع»

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال... أجرى كبير محققي مجلس حقوق الإنسان باولو بينيرو محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد، وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها البرازيلي بينيرو تصريحا بدخول سوريا منذ أن شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريقه في سبتمبر (أيلول) الماضي.. جاء ذلك، بينما حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك، إلا أنها ما زالت تنتظر موافقة «لا لبس فيها» من طرفي الصراع.
وقالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية أمس إن بينيرو يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في جنيف أن بينيرو «يحاول تمهيد الطريق لنا لكي نتمكن من دخول البلاد.. نحن بحاجة إلى الذهاب قبل سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لنقدم فيه تقريرنا النهائي».
في غضون ذلك، حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك. ويحاول عمال الإغاثة دخول المدينة التي شهدت معارك طاحنة بعد أن وافقت الحكومة السورية وقوات المعارضة على فكرة وقف القتال لفترة من أجل أعمال الإغاثة الإنسانية الأسبوع الماضي. لكن الفريق المكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، اضطر إلى العودة أدراجه يوم الخميس الماضي بعد أن سمع إطلاق نار وهو يدخل المدينة القديمة.
وقال جاكوب كيلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «قمنا الآن بمحاولة ثانية اليوم (أمس) حتى يمكننا العودة إلى الأماكن المعنية في حمص، وكان معنا الهلال الأحمر العربي السوري»، وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف: «موافقة طرفي الصراع ضرورية للقيام بالمهمة. هناك أيضا مخاوف أمنية حقيقية.. ألغام وأشياء أخرى».
وقالت اللجنة الدولية إن القتال حاصر مئات المدنيين في المدينة القديمة بحمص، وإن المصابين بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. وقال كيلينبرغر: «ما زالت الرغبة في الدخول (إلى حمص) قوية جدا. وإذا كنا نريد الدخول، فمن الواضح أننا نعتقد أن هناك احتياجات إنسانية هائلة».
وحول إجراء اتصالات مع المعارضة، قال كيلينبرغر: «نحن على اتصال مع المعارضة. وليس من السهل إقامة حوار منظم مع المعارضة لأنها تتألف من مجموعات عدة»، وأضاف: «في الوقت الحالي، لا وصول لنا إلى معسكرات الاعتقال التابعة للمعارضة»، مشيرا إلى «أهمية» التمكن من ذلك.
وصرح بأن اللجنة الدولية تعتزم أيضا تسليم مساعدات إلى حلب واللاذقية وطرطوس هذا الأسبوع.
وقال كيلينبرغر إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي لجنة الإغاثة الدولية الوحيدة العاملة في سوريا، وإنها تنشر الآن في سوريا 30 عاملا أجنبيا، وإنهم جميعها يتحركون دون مرافقة مسلحة. وأوضح: «ما زالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الوكالة الإنسانية الوحيدة العاملة في سوريا في هذا المناخ الخطير للغاية».
وكثف النظام السوري في الأيام الأخيرة أعمال القمع من خلال الهجمات والقصف المتواصل لمعاقل المعارضة في حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وإدلب (شمالي غرب) ودرعا (جنوب) وعلى مشارف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان كيلينبرغر توجه شخصيا مرات عدة إلى سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس (آذار) من العام الماضي؛ حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن المقرر أن يتسلم السويسري بيتر مورير وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 1 يوليو (تموز) المقبل خلفا لكيلينبرغر الذي أمضى 12 عاما على رأس هذه الهيئة. وعينت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مورير رئيسا لولاية من أربع سنوات قابلة للتجديد. إلى ذلك، انتقد عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، سليم قباني، لـ«الشرق الأوسط»، مواقف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في دعوته للمعارضة بالتعاون وحديثه عن فصائل متعددة من المعارضة، مذكرا بأنه سبق له أن «تحدث عن توافق مع قادة الجيش الحر في المدينة؛ فكيف يتحدث اليوم عن مجموعات عدة تشكل المعارضة؟». وأكد أن «المدينة تتعرض لقصف عنيف لا يتوقف ولحصار خانق على أحيائها كافة»، لافتا إلى أن الوضع الإنساني بغاية السوء حيث يسجل نقصا كبيرا في الكوادر والمعدات والمعونات الطبية والمواد الغذائية»، مشيرا إلى قصف عنيف يستهدف أحياء حمص القديمة خصوصا أحياء جورة الشياح والقرابص، والحميدية الذي «تقطنه غالبية من الإخوة المسيحيين وتضررت فيه كنيسة قديمة جراء القصف».
كيف سيرد الأتراك على الأسد؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... هناك حيرة من إحجام أنقرة عن أي ردود فعل عملية تجاه إسقاط النظام الأسدي للطائرة العسكرية التركية بالمياه الإقليمية، فالتحليلات بهذا الشأن كثيرة، فهناك من يتهم تركيا بالعجز، وهناك من يقول إن نقرة تتحدث أكثر مما تفعل، خصوصا أن كثيرا ما قال أردوغان إن للصبر حدودا.
فاليوم وبعد أن كشف الأتراك، وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام هناك، أن الأوامر بإسقاط الطائرة التركية قد صدرت من النظام الأسدي نفسه، وذلك استنادا للتسجيلات المتوفرة للسلطات التركية، فإن السؤال القديم الجديد هو: لماذا لا يوجد هناك رد تركي عملي؟ فالقوة العسكرية التركية تفوق حجم قوات طاغية دمشق، وبمراحل، بل لا مجال للمقارنة، كما أن أوراق الرد الملجم لدى أنقرة كثيرة، ومتعددة، ومنها إمكانية إنهاك نظام الأسد عبر حدود يبلغ طولها 822 كيلومترا بين البلدين، وهناك خيار إدخال سوريا كلها في عتمة من خلال قطع الكهرباء، أو السعي لعدم انتظامها، ومن شأن ذلك إرباك النظام الأسدي، وهناك خيار منع القوات الأسدية من التحرك على الحدود بحسب الاتفاقيات المبرمة، هذا عدا عن إمكانية مساعدة الثوار السوريين بشكل أكبر، وتزويدهم بأسلحة نوعية بمقدورها إحراق مائة دبابة أسدية مقابل إسقاط الطائرة التركية. كل تلك الخيارات متاحة لأنقرة، بل وأكثر، ولذا فإن الحيرة من عدم التحرك التركي للآن للرد على طاغية دمشق تعتبر مبررة.
ونقول مبررة خصوصا إذا تذكرنا التهديد التركي للأسد الأب عام 1998 بأنه في حال لم يسلم عبد الله أوجلان فإن الجيش التركي سيقوم باجتياح سوريا، وأذعن الأسد الأب وقتها لذلك، وها هو أوجلان في السجون التركية. فكيف تسكت تركيا اليوم على اعتداءات الأسد، ومنها إسقاط طائرة تركية، وحتى لو أنها انتهكت الأجواء السورية؟! فبحسب ما أعلن الأتراك، مثلا، فإن قرابة 114 حالة انتهاك جوي قد تمت لأجوائهم هذا العام سواء من قبل اليونان، أو إسرائيل، أو غيرهما، ولم يتم إسقاط أي من تلك الطائرات، ولم تكن هناك قضية من أساسه، خصوصا أن هناك قوانين دولية، وأنظمة، تحكم عملية انتهاك المجالات الجوية بين الدول، فلماذا لم ترد تركيا للآن؟
بالطبع قد يكون الرد التركي قد بدأ فعليا، ودون إعلان رسمي، خصوصا مع الإعلان عن استقبال تركيا لعدد من الضباط المنشقين، والجنود، وعائلاتهم، حيث بلغ العدد، بحسب «سي إن إن» التركية، قرابة 222، وتم الإعلان عن وصولهم إلى تركيا بشكل سريع وفوري، مما يوحي بأن بمقدور أنقرة فعل الكثير ودون أن تعلن عن ذلك، أو أن تشن حربا شاملة على الأسد.
ومن دون شك، فإن حماقة النظام الأسدي من شأنها أن تساعد أردوغان على التحرك، وبكل سهولة، تجاه الطاغية، فالحكومة التركية مثلا باشرت بإطلاع المعارضة التركية بفحوى التسجيلات المتوفرة لديها حول تورط النظام الأسدي في إسقاط المقاتلة، كما أن حكومة أنقرة باتت تقول علنا للأسد: «لا تستفز الجيش التركي»! فهل تحرك الأتراك فعليا، أم سيتحركون، حتى دون إعلان حرب لتسريع الانهيار المتوقع لطاغية دمشق؟ دعونا نرى.
 

«الناتو» يناقش اليوم «الرد» على إسقاط المقاتلة التركية... والحرب ليست خياراً

لندن - «الحياة»؛ أنقرة، بروكسيل، واشنطن، موسكو - رويترز، أ ف ب
قال التلفزيون الرسمي التركي امس إن لواء سورياً و38 جندياً فروا إلى تركيا الليلة الماضية بعد أيام من اسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تركية، واعلان دمشق عن احباط محاولة تسلل لمجموعة ارهابية من تركيا الى الاراضي السورية الأمر الذي صعد التوتر بين الدولتين الجارتين وسط دعوة اوروبية الى «رد هادئ» وعدم تصعيد الخطوات تحسباً من ان تؤدي الى حرب اقليمية.
ودعت تركيا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم للإتفاق في شأن رد على إسقاط طائرة استطلاع حربية تابعة لها في حادث وصفته بأنه هجوم «من دون تحذير» في المجال الجوي الدولي.
واجتمعت الحكومة التركية أمس لمناقشة هجوم الجمعة الذي أضفى بعداً دولياً أكثر خطورة على الانتفاضة السورية التي اندلعت قبل 16 شهراً ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت بريطانيا إنها قد تضغط في سبيل تحرك أكثر جدية في مجلس الأمن الدولي.
ودعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لهم إلى «رد هادئ» من جانب تركيا وقالوا إن دولهم ستزيد الضغط على الأسد لكن لم يظهر أي إقبال كبير على توجيه أي رد عسكري ضد سورية.
وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال «التدخل العسكري في سورية مسألة غير مطروحة... هذه مسألة ليست محل بحث من جانب الحكومة الهولندية».
وقد تشجع الانشقاقات الجديدة في صفوف القوات المسلحة السورية آخرين ينتظرون تفسخ جيش الأسد لكن لم تظهر مؤشرات كبيرة على أي توجه أوسع للانشقاق في الرتب الكبيرة بالجيش الموالية غالباً للاسد لانها تنتمي للطائفة العلوية.
وقالت قناة «سي إن إن ترك» إن لواء سورياً وعقيدين ورائدين وملازماً وعائلاتهم، أي 199 شخصاً في المجمل، عبروا الحدود إلى تركيا في الليلة الماضية. ويوجد الآن في تركيا 13 لواء سورياً وتقدم أنقرة دعماً لوجيستياً للجيش السوري الحر لكنها تنفي أنها تسلح المعارضين للأسد.
ورحبت الصحف التركية بقرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باستخدام مادة في المعاهدة المؤسسة لحلف شمال الاطلسي تنص على اجراء مشاورات عاجلة اذا رأت دولة عضو بالحلف ان مصالحها الامنية مهددة.
وقالت صحيفتا «ميلييت» و «الوطن» في عناوينهما الرئيسية تحت علم حلف شمال الاطلسي «تركيا تحركت الى العمل» وقالت صحيفة «راديكال ديلي» الليبرالية «لم يكن حادثاً وإنما هجوم».
واستمر البحث عن الطائرة وطاقمها المكون من شخصين في شرق البحر المتوسط قرب الحدود البحرية بين البلدين على رغم ان دمشق ادعت انها سلمت بعض الحطام الى الاتراك.
لكن محللين يرون أنه من غير المرجح أن تختار تركيا، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي، في الوقت الحالي على الأقل أن تشن عملاً عسكرياً ضد سورية.
وقال جاجري ارهان أستاذ العلوم السياسية في جامعة أنقرة «لا أعتقد أن رد تركيا سيكون عسكرياً، الحرب ليست أحد الخيارات، ستتصرف تركيا بما يتفق مع الاجراءات التي تتخذ في إطار حلف شمال الأطلسي».
وقال بريل ديدوغلو من جامعة غلطة سراي «لا أوافق الرأي القائل إن تركيا سترد عسكرياً على الفور... لكن إذا كان هناك اجراء آخر فإنه سيكون بالتأكيد رداً عسكرياً ولا شك في هذا».
وتقول سورية إن الطائرة التركية كانت تحلق على مستوى منخفض وبسرعة في المجال الجوي السوري عندما تعرضت للهجوم. وأضافت أنه لم يتضح أنها تركية إلا بعد إسقاطها.
وتقول الأمم المتحدة إن القوات السورية قتلت عشرة آلاف شخص بينما تقول سورية إن «إرهابيين إسلاميين» يدعمهم أجانب قتلوا 2600 من أفراد الجيش والشرطة.
واستمر القتال العنيف داخل سورية التي تمتد حدودها مع تركيا لمسافة 900 كيلومتر وذكرت مصادر من المعارضة أن المعارضين قتلوا عشرات الجنود في الايام القليلة الماضية في اشتباكات مع الجيش في بلدات وقرى في وسط وشمال وشرق سورية.
وقال نشطاء في المعارضة إن دبابات ومدفعية سورية قصفت مدينة دير الزور في شرق سورية مما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل في اليوم الثاني من القصف للمنطقة المنتجة للنفط وسط قتال عنيف مع مسلحين مناهضين للأسد.
وقال مصدر في مستشفى في دير الزور لوكالة «رويترز» ان قوات النظام ازالت الحواجز التي وضعتها على الطرق من داخل دير الزور بعدما الحق بها المعارضون خسائر ثقيلة. وأضاف ان القوات انسحبت من المناطق السكنية وتقصف الآن المدينة من الاطراف. وذكر أن معظم الضحايا من المدنيين.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان «ارهابيين» خطفوا كبير رجال الدين المعين من قبل الدولة في دير الزور وفجروا خط انابيب نفط يمر عبر المحافظة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان ان القوات الموالية للاسد قتلت امس الاحد حوالى 100 شخص معظمهم مدنيون وجنود حاولوا الانشقاق وفي مناطق اخرى من سورية حصل قصف وغارات شنها الجيش وعمليات اعدام فورية في محافظات حمص وحماة وادلب ودرعا وضواحي دمشق.
واثارت كثافة القتال مخاوف في تركيا من حدوث طوفان من اللاجئين والانزلاق في حرب عرقية ودينية يمكن ان تطوق المنطقة. وانقرة مثل الغرب منقسمة بين رغبة في الاطاحة بالاسد والخوف من ان اي تدخل مسلح يمكن ان يطلق قوى لا يمكن السيطرة عليها.
ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الهجوم على الطائرة التركية بانه «عمل وقح وغير مقبول» وتعهدت بالتعاون الوثيق مع تركيا لتشجيع عملية التحول في سورية.
وعلى رغم مهاجمة الصحف التركية للاسد فقد تحاشى اردوغان غير المعروف دائماً بضبط انفعالاته استخدام لهجة تميل الى المواجهة.
وكان اردوغان انقلب على حليفه السابق الاسد بعدما رفض نصيحته بالرضوخ لمطالب الاصلاح الديموقراطي. ويبدو ان اردوغان تراجع عن اي اشارة الى قيام بلاده برد مسلح. واذا سعى اردوغان الى رد من اجتماع حلف شمال الاطلسي اليوم فانه قد يستخدم مادة اخرى في شأن الدفاع المشترك. وإن لم يفعل فإن هذا سيشير إلى أن رد الفعل سيظل في المستوى الديبلوماسي على الاقل في الوقت الحالي.
وقالت وزارة الخارجية ان تركيا حددت مكان حطام طائرتها وهي من طراز «ار اف - 4» فانتوم على عمق 1300 متر تحت سطح الماء لكنها لم تعثر عليه. وأوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن عمليات البحث مستمرة عن الطيارين المفقودين. وأضاف ان الطائرة كانت تحمل علامة واضحة تؤكد أنها تركية رافضاً تأكيد سورية بأنها لم تستطع تحديد هوية الطائرة قبل إطلاق النار.
وتزود روسيا حليفتها دمشق بالاسلحة كما أن لها قاعدة بحرية في طرطوس السورية.
وقال داود أوغلو ايضاً انه يعتزم طرح موقف تركيا امام مجلس الامن التابع للامم المتحدة حيث تسعى القوى الغربية إلى تمرير نص يسمح بإجراءات اقوى ضد الأسد وذلك في مواجهة المعارضة الروسية والصينية. وأوضحت موسكو أنها ستستمر في نقض مثل هذه الخطوة التي تخشى أن تقوض مصالحها في سورية وتشيع الفوضى.
 
«الناتو» يوصي اليوم بـ «رد معتدل» على اسقاط المقاتلة
لندن، نيويورك، انقرة، دمشق - «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب
ينعقد في بروكسيل اليوم اجتماع لمجلس الحلف الاطلسي (ناتو) للنظر في ما ستبلغه تركيا الى الدول الاعضاء عن حادث اسقاط الطائرة العسكرية التركية في المياه الاقليمية السورية. وسيستعين الوفد التركي، الذي سيضم بعض الضباط، بخرائط وصور التقطتها اجهزة الرادار لمسار الطائرة وللحادث، الذي اعطت دمشق أمس صورة مغايرة له عما اعلنه الجانب التركي تباعاً منذ الجمعة. وكان أكثر من وزير اوروبي، شارك في اجتماع عُقد أمس في لوكسمبورغ لاقرار الدفعة 18 من العقوبات على النظام السوري، قال ان اجتماع الحلف سيؤيد الموقف التركي لكن لن سيوصي بسوى بـ»رد معتدل» ولن يعتمد «خيار الحرب».
واستمرت العمليات العسكرية للنظام في منطقة حمص حيث توقع «الجيش السوري الحر» ان يرتكب النظام «اكبر مجزرة في التاريخ» بعدما حشد في المنطقة ما يزيد على مئة دبابة والآف العناصر. في الوقت نفسه اعلنت تركيا لجوء لواء سوري رفيع وعقيدين ووصلوا الى تركيا ليل الاحد - الاثنين، ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري من رتبة لواء انشقوا عن النظام ولجأوا الى تركيا. ودخل اللواء، الذي لم تُحدد هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط آخرين وكذلك 24 من افراد عائلاتهم.
ويأتي انشقاق الضباط السوريين في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر بين تركيا وسورية على خلفية اسقاط سورية طائرة عسكرية تركية الجمعة. وأعلنت انقرة أمس ان طائرة تركية ثانية تعرضت لاطلاق نار من جانب القوات السورية خلال عملية بحث وانقاذ عن الطيارين التركيين اللذين كانا في طائرة «فانتوم» اسقطت الجمعة.
وقالت إنه ليس لديها أي نية لخوض حرب مع أحد وإنها لن تتصرف الا «وفقا للقانون الدولي».
وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للحكومة التركية استمر سبع ساعات في شأن الواقعة «كل ما يتعين فعله سيتم بالتأكيد في اطار القانون الدولي، ليست لدينا النية لخوض حرب مع اي احد».
وفي نيويورك يبحث مجلس الأمن اليوم حصيلة مشاورات المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان في شأن سورية والتحضير لإجتماع «مجموعة الاتصال» المرتقب السبت في جنيف. ويقدم نائب أنان ناصر القدوة إحاطة الى المجلس عبر الفيديو من جنيف، فيما يستمع المجلس في الجلسة نفسها الى تقرير من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو حول «تقويمه للظروف الميدانية والسياسية المحيطة بعمل بعثة المراقبين في سورية».
وحذرت هيئات مختلفة في الأمم المتحدة من تفاقم الانتهاكات بحق المدنيين في سورية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى «عمل المزيد لحماية النساء والأطفال وإنقاذ الأبرياء» مشيراً الى أن «القوات السورية تقاتل دون أي اعتبار للمدنيين».
وحذر ديبلوماسيون غربيون من أن «فشل خطة أنان بات أمراً محتملاً جداً فيما لو لم تتخذ خطوات في المجلس لزيادة الضغط على النظام السوري».
وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت: «نحن الآن في المرحلة الأخيرة من محاولات إحياء خطة أنان وهو ما لن يتم من دون خطوات فعلية في مجلس الأمن لتكثيف الضغط على النظام السوري بحيث يتقيد بخطة أنان وقراري مجلس الأمن ٢٠٤٢و٢٠٤٣».
وفي جلسة خُصصت للبحث في «حماية المدنيين في النزاعات المسلحة» جدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش دعوة مجلس الأمن الى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية «لتذكير الأطراف بأنهم سيُحاسبون على فشلهم في التقيد بالقانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية المدنيين». ودعا «الحكومة السورية الى أن توقف فوراً استخدام السلاح الثقيل وقصف المناطق المدنية بعشوائية».
وأشارت مساعدة الأمين العام لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس الى ازدياد قصف الدبابات والمدافع الثقيلة التابعة للقوات الحكومية السورية في الأسابيع الأخيرة على المناطق المدنية.
وقالت إن تقارير ترد عن «إعدامات بحث المدنيين واستخدام التعذيب والمعاملة من جانب القوات الحكومية والميليشيا بما فيها ضد الأطفال».
 
الأردن يسلم سورية طائرة الـ ' ميغ 21 ' الثلاثاء
يو بي أي
قال مصدر أردني أن المملكة ستسلم غدا الثلاثاء الطائرة الحربية السورية " ميغ 21 " التي فرّ بها الطيار المنشق حسن الحمادة إلى الأردن الخميس الماضي.
ونقل موقع عمون الإخباري المستقل مساء اليوم الإثنين عن مصدر لم يسمه أن "طاقماً سورياً سيصل إلى الأردن لإستلام الطائرة السورية " .
وأشار المصدر إلى أن " الطائرة تم تجهيزها من النواحي الفنية " .
وكان الطيار السوري العقيد المنشق حسين مرعي الحماده (54 عاما) لجأ بطائرته المقاتلة (ميغ 21) إلى الأردن الخميس الماضي .
لواء سوري يفر من الجيش ويلجأ الى تركيا
الحياة...ا ف ب
انشق لواء سوري وعقيدان ووصلوا الى تركيا ليل الاحد الاثنين كما اعلن مصدر دبلوماسي تركي ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا الى تركيا.
ودخل اللواء الذي لم تحدد هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط اخرين وكذلك 24 من افراد عائلاتهم.
وهذه الحصيلة تعدل الحصيلة السابقة التي اوردتها وكالة انباء الاناضول سابقا واشارت الى لواء وعقيدين و30 جنديا انشقوا.
وكانت وكالة الاناضول ذكرت ان العسكريين دخلوا الى تركيا ضمن مجموعة تضم 196 شخصا بينهم العديد من النساء والاطفال.
وقالت الاناضول ان مجموعة اخرى من 28 مدنيا غالبيتهم من النساء والاطفال دخلت الى تركيا ووصلت الى مخيم سانليورفا قرب الحدود.
والمنشقون وعائلاتهم يتم استقبالهم في مخيم ابايدين في محافظة هاتاي المخصص للعسكريين المنشقين. ويحظر دخول الاعلاميين الى هذا المخيم.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال قدر الجمعة ان 12 ضابطا سوريا لجأوا الى تركيا.
وهي تستقبل في جنوب البلاد قيادة الجيش السوري الحر الذي شكله المنشقون عن الجيش النظامي اضافة الى اجتماعات المجلس الوطني السوري، الهيئة الرئيسية للمعارضة السورية.
وياتي انشقاق هؤلاء الضباط السوريين في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر الجمعة بين تركيا وسوريا على خلفية اسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية.
فقد اتهمت انقرة الجيش السوري باسقاط الطائرة في المياه الدولية وطالبت باجتماع طارىء لحلفائها في حلف شمال الاطلسي سيعقد الثلاثاء.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,035,758

عدد الزوار: 6,976,249

المتواجدون الآن: 79