تجار أوروبيون: سوريا تلتف على العقوبات وتستورد الحبوب عن طريق لبنان، صندوق النقد الدولي: الليرة السورية تفقد 45% من قيمتها
غليان في دمشق.. وأوباما: سوريا تهدد أمننا...أول استهداف للمراقبين في سورية وبان يحذر من تأثيره على عملهم
الجمعة 11 أيار 2012 - 4:15 ص 2168 عربية |
للمرة الاولى منذ وصول المراقبين الدوليين الى سورية استهدفهم امس انفجار لدى مرور موكبهم المؤلف من ست سيارات عند مدخل مدينة درعا. وكان بين اعضاء الفريق رئيسه الجنرال روبرت مود. وبينما لم يتعرض المراقبون الدوليون لأذى، افيد بان ستة جنود سوريين كانوا يرافقون الفريق اصيبوا بجروح. وكان المراقبون عبروا موقع الانفجار قبل ثوان من انفجار العبوة. ويأتي هذا الهجوم بعد يوم على احاطة المبعوث الدولي -العربي كوفي انان مجلس الامن بالوضع في سورية منذ بدء تطبيق خطته في 12 نيسان (ابريل) الماضي. واتهم انان اتهم الحكومة السورية بتحمل «المسؤولية الكبرى» عن استمرار القصف واعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، وأكد ان «مستوى الانتهاكات وكثافتها غير مقبولين».
وأكدت مصادر الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تنتظر من السلطات السورية إجراء تحقيق في الانفجار. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «الاعتداء، الى جانب استمرار العنف في المدن السورية، يدعو الى مساءلة الأطراف عن التزامها وقف العنف وقد يكون له تأثير مباشر على مستقبل عمل بعثة المراقبين». وحذر من أن بعثة المراقبين وجهود أنان «الفرصة للسير بسورية نحو الاستقرار وتجنب حرب أهلية». ونقلت مصادر الأمم المتحدة عن الجنرال مود أن «حادث الانفجار غير مقبول لكن استمرار العنف في سورية غير مقبول على المستوى نفسه». وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «القرار ٢٠٤٣ جعل مهمة سلامة البعثة وأمنها من مسؤولية السلطات السورية، وهي المعنية بتطبيق التزاماتها» في هذا الصدد.
وأجرى بان اتصالاً بالجنرال مود بعد الانفجار «وشكره على أداء البعثة عملها في ظروف خطرة»، بحسب الناطق باسم الامين العام مارتن نيسركي. وقال بان، في بيان، إن «ليس من أدلة على أن الانفجار استهدف موكب بعثة المراقبين (أنسميس)، لكنه يدل على الصعوبات والتحديات التي تحيط بعمل» هؤلاء. وأكد قلقه البالغ حيال ازدياد التفجيرات بعبوات ناسفة على امتداد سورية وكرر إدانته القوية للاعتداء، داعيا كل الأطراف الى التزام وقف العنف والتعاون مراقبي البعثة وحمايتهم ودعمهم.
وأكدت مصادر الأمم المتحدة أن الانفجار «لن يعيق عمل بعثة المراقبين أو يؤخر وتيرة انتشارها وتطبيق ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن». وأكد مود أن وتيرة نشر المراقبين تسير بسرعة وأن عدد المراقبين العسكريين سيصل غداً الجمعة الى ١٠٠ إضافة الى ٤٣ موظفاً مدنياً». وشدد بيان لـ «أنسميس» على أن البعثة «تستقبل المزيد من المراقبين العسكريين والموظفين المدنيين بشكل يومي فيما توسع وجودها على امتداد سورية». وأضاف أن البعثة تضم حتى الآن ١١٣ عنصراً من ٣٨ دولة، وهم ٧٠ مراقباً عسكرياً و٤٣ موظفاً مدنياً، وأنها تعمل الآن من خمسة مراكز في مناطق مختلفة من سورية الى جانب مقرها في دمشق، وأن ٨ مراقبين عسكريين وثلاثة مدنيين متمركزون في حمص، إضافة الى ٤ مراقبين عسكريين في كل من حماه وإدلب ودرعا وحلب.
وبحسب بيان «أنسميس»، وقع الانفجار قرب موكب الجنرال مود «بعيد عبوره حاجزاً عسكرياً في الطريق من دمشق الى مدينة درعا». وأوضح أن الموكب كان «بمرافقة الجيش السوري، وفريق من الصحافيين السوريين والأجانب»، وأنه وقع قرب «الجزء الخلفي للموكب وأوقع عدداً من الإصابات بين الجنود السوريين، ولم يصب أي من المراقبين الدوليين بأذى».
واعتبرت مصادر في مجلس الأمن أن «الانفجار يطرح أسئلة حول سلامة وأمن بعثة أنسميس ومسؤولية السلطات السورية عن تأمينهما». وقالت إن المناقشات مستمرة مع السلطات السورية في شأن الاتفاق على البروتوكول النهائي لوضعية عمل البعثة في سورية «ولم يتم التوصل الى اتفاق بعد على الجانب المتعلق بالقدرات الجوية لأنسميس».
وبحسب مصادر في مجلس الأمن فقد طرح السفير الروسي فيتالي تشوركين الثلثاء على رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسوس «أن تتولى الحكومة السورية تأمين المروحيات للمراقبين الدوليين على أن تطلى باللون الأبيض، لكن لادسوس رد عليه بأن ذلك قد يقوض استقلالية البعثة وأن قدراتها يجب أن تكون مستقلة».
وأوضحت المصادر أن «عدم التوصل الى اتفاق مع الحكومة السورية في شأن بروتوكول وضعية البعثة لن يعيق انتشار المراقبين بأي حال». وأوضحت أن ثمة اتفاقاً أولياً وقعته الحكومة السورية مع الأمم المتحدة ويمكن أنسميس أن تعمل بموجبه، وهو يمنحها قدرة تحرك جيدة ويلزم السلطات السورية كفالة حريتها».
وتمهلت مصادر الأمم المتحدة وصف انفجار أمس بالاعتداء وقالت ان «التفجيرات تتم بشكل يومي في مناطق عديدة من سورية ولن نتسرع في اعتبار الانفجار المذكور هجوماً على بعثة أنسميس». لكنها أضافت أن «المسؤولية الآن تقع على الحكومة السورية لإجراء التحقيق وإبلاغ الأمم المتحدة بنتائجه». وقالت إن «الخطر كبير على مراقبي البعثة لأنهم غير مسلحين ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، لكننا نتخذ الاحتياطات اللازمة قبل أي تحرك وهذا لن يحد من تصميم البعثة على أداء ولايتها لأن الخطر سيبقى قائماً». وعما إذا كانت البعثة على تنسيق مستمر مع السلطات السورية في شأن وجهة تحركاتها، قالت المصادر «إن الموكب أمس كان متجهاًَ الى درعا بمرافقة الجيش السوري، ونحن نبلغ السلطات السورية بوجهة تحركنا وكذلك نبقى على تواصل مع كل الأطراف الأخرى في هذا الشأن» في إشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة.
وكان «المجلس الوطني» اتهم النظام السوري بتدبير الانفجار «لابعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود اصولية وارهاب في سورية». وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس «ان سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي ابعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة اعدادهم».
من جهة اخرى أبلغ الرئيس باراك أوباما الكونغرس أمس بتجديد حال «الطوارئ الوطنية» بالنسبة الى سورية والتي تتضمن هيكلية قانونية «لاستمرار العقوبات واعتبار سورية تهديد استثنائي وغير عادي».
وبعث أوباما برسالة للكونغرس تطلب تجديد حالة الطوارئ حول سورية والتي يتم العمل بها وتجديدها سنويا منذ عام ٢٠٠٤ وبأمر من الرئيس السابق جورج بوش. واشار في رسالته الى قيام الأسد «بقتل المدنيين ودعم الارهاب».
وجاء التجديد في وقت يعقد فيه وفد من الأكراد السوريين اجتماعات في العاصمة الأميركية . ويترأس الوفد رئيس الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي عبد الحكيم بشار، واجتمع مع السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ومنسق الشأن السوري في الخارجية فريديريك هوف. كما يعقد اجتماعات في مجلس الأمن القومي مع المسؤولين عن الملف السوري.
وأشار السناتور جون كيري المقرب من البيت الأبيض الى أن هناك “حاجة لتغيير الديناميكية الحالية في سورية... يجب أن نزيد الضغوط ونغير الحسابات». وقال في حديث لمجلة «فورين بوليسي» أن فكرة المناطق العازلة تحتاج الى بحث. كما تحدث عن تقارب أكبر مع الجانب الروسي حول سورية، ورأى أن الاعلان عن فشل مهمة أنان من الأفضل أن «يأتي من أنان نفسه» وليس من الولايات المتحدة أو غيرها.
دمشق، بيروت، باريس - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - في مؤشر على التحديات والمخاطر الكبيرة التي تواجه فريق المراقبين الدوليين إلى سورية، وقع انفجار صباح امس لدى مرور موكب للمراقبين في درعا، من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود. وسارع «المجلس الوطني السوري» المعارض الى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه «لإبعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود اصولية وإرهاب في سورية»، وهو ما ايده ناشطون في الداخل ايضاً، موضحين ان السلطات السورية تريد ان تعزز روايتها بأنها تواجه «عصابات إرهابية مسلحة». يأتي ذلك فيما تواصلت اعمال العنف والاعتداءات في مناطق سورية عدة، إذ قتل 7 من عناصر الامن في قصف صاروخي استهدف حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين في ضواحي دمشق، مما دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها. كما وردت أنباء عن اشتباكات عنيفة في مدينة حماة وفي دير الزور، حيث يقول سكان إن القوات الحكومية قامت بمداهمات وعمليات اعتقال. في موازاة ذلك، اتهم المرصد السوري لحقوق الانسان اجهزة الامن السورية بممارسة «سياسة ممنهجة منذ اشهر لتهجير الشباب من الاحياء الجنوبية الثائرة من مدينة بانياس» الساحلية. وتحدث المرصد عن حالات «تعذيب جماعي» و «اغتصاب اطفال» و «تعذيب على اساس طائفي في المدينة».
وحول الاعتداء على موكب المراقبين في درعا، قال ناشطون وشهود إن عبوة انفجرت صباح امس لدى مرور موكب من ست سيارات للمراقبين الدوليين من بينهم الجنرال روبرت مود عند مدخل درعا، ما أسفر عن اصابة ستة جنود سوريين بجروح فيما لم يصب مود بأذى. وكان ضمن الموكب ايضاً الناطق باسم فريق المراقبين نيراج سينغ.
واتهم عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس السلطات السورية بالوقوف وراء تفجير درعا. وقال: «نعتقد ان سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي ابعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة أعدادهم».
واعتبر نشار ان هذا الانفجار «يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدنا عليها لتثبيت مزاعمه أن هناك ارهاباً وأصولية في سورية».
وقال: «المتظاهرون هم من يريدون المراقبين لانهم يشكلون عنصر امان لهم. وفي وجودهم الشعب يستطيع ان يعبر عن مواقفه خلال تظاهراته السلمية»، متوقعاً ان يقدم المراقبون «شهادات عن الاساليب الدموية التي تنتهجها السلطات في قمع الاحتجاجات».
ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سورية سبعون مراقباً، على ان يرتفع عددهم الى 300 في الاسابيع المقبلة. وقال سينغ إن «اربعة مراقبين استقروا الثلثاء في مدينة حلب (شمال)» التي تشهد منذ اشهر تصاعداً في الحركة الاحتجاجية. ودانت باريس «بحزم» التفجير، محملة السلطات السورية «مسؤولية امن المراقبين» كما جاء على لسان الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو.
في موازاة ذلك، قالت قناة «الدنيا» الموالية للحكومة السورية، إن انفجاراً كبيراً أصاب موكباً من السيارات مصاحباً لمراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة في درعا، ما أسفر عن إصابة ثمانية من الحرس السوريين. وقالت قناة «الدنيا» إن الانفجار وقع أمامهم وأتلف سيارات، بما في ذلك سيارة تابعة لجهة إعلام حكومية سورية.
في موازاة ذلك، تواصلت اعمال العنف والمواجهات في مناطق سورية عدة. وقال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق امس.
وقال الناشط محمد سعيد، إن الهجوم الذي وقع في دمشق بالقذائف الصاروخية مستهدفاً حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها.
كما تعرضت مدينة دوما (13 كلم شمال شرق العاصمة) التي تعد أحد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، لقصف واطلاق نار استمر من الليل حتى قبل ظهر امس، بحسب المرصد وناشطين في المدينة.
وفي العاصمة نفسها، وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للامن ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة دون وقوع ضحايا، بحسب المرصد.
وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال عشرات الاشخاص.
وفي مدينة حلب (شمال) دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الاشرفية، وقتل احد عناصر «الشبيحة»، وفق المرصد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني واصيب ثلاثة آخرون بجروح في نيران رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء.
وقتل عسكري متقاعد برصاص قناصة في قرية المغارة.
وسجل إطلاق نار واشتباكات بين الجيش ومنشقين في مناطق عدة في ريف إدلب اسفرت عن انشقاق عدد من الجنود ومقتل جندي كان يحاول الهرب من صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي حمص (وسط) قتل شخصان بنيران القوات النظامية في حيي الخالدية وكرم الزيتون.
وفي دير الزور (شرق)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا امن في حي الجورة في دير الزور في انفجار، وفقاً للمرصد.
وفي درعا (جنوب)، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة للقوات النظامية، ولم يتمكن المرصد من تحديد حصيلة قتلى هذا الانفجار.
ندد الجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين الدوليين إلى سورية، بالانفجار الذي استهدف موكبه في درعا وجرح فيه ستة جنود سوريين. ووصف مود الاعتداء بأنه «مثال عن أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون».
وقال الجنرال مود إنه كان «هناك جرحى من رجال الحماية وأحد الصحفيين»، موضحاً ان هذا الانفجار «يدل على وجود العنف ويعكس صورة العنف والتحديات في سورية».
وافاد مود في مؤتمر صحافي عقده في درعا امس: «حتى تخرج سورية من الأزمة، يجب أن يكون ذلك بناء على قرار السوريين أنفسهم، وأن على مختلف الأطراف التواصل بعضها مع بعض لحل الأزمة»، مضيفاً: «اجتمعنا مع المراقبين الموجودين في درعا وأخبروني عن الوضع في المحافظة وشعورهم بالترحيب من قبل الجميع».
واوضح مود ان عدد المراقبين المتواجدين في سورية يبلغ حالياً 70 مراقباً وسيرتفع الى 100 خلال اليومين القادمين. وقال: «مهما كان عدد المراقبين، سنكون بمثابة شخص واحد وسننقل ما نراه بأعيننا».
وحول التقرير الذي قدمه المبعوث الاممي كوفي أنان إلى مجلس الأمن، قال مود: «لا نستطيع التعليق عليه، لأننا نحن مَن قدّم التقرير بناء على مشاهداتنا على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولي كان له رأي متوازن حول التقرير».
الى ذلك، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، إعرابه خلال لقائه رئيسة القسم الدولي في المجلس الدنماركي للاجئين آن ماري أولسن، عن «تقدير سورية لعمل المنظمات الإنسانية الدولية التي تتحلى بالحيادية والمصداقية ولا تخدم أي أجندات سياسية ولا تتخذ مواقف سياسية منحازة». ولفت الى «أن العقوبات الأوروبية اللاإنسانية المفروضة على سورية تستهدف بشكل مباشر حياة المواطنين السوريين ولقمة عيشهم»، مؤكداً أن «هذه العقوبات تأتي للنيل من سياسة سورية ومواقفها الرافضة لأجندات بعض الدوائر والدول الإقليمية والغربية في المنطقة».
وجدد نائب وزير الخارجية والمغتربين «تأكيد التزام سورية بإنجاح خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، بما في ذلك الجانب المتعلق بالبُعد الإنساني». وقالت: «سانا» إن أولسن «أعربت عن أملها في عودة الاستقرار إلى سورية منوهة بالتعاون القائم بين المجلس الدنماركي ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري».
الحياة..دمشق - رويترز - عندما يحل الظلام تصبح الشوارع في دمشق خالية مع تحسب الناس للتفجيرات وأصوات النيران والتي كانت يوماً مخاطر بعيدة وأصبحت الآن تجلب الخوف والأرق إلى قلب العاصمة السورية.
وطوال شهور ظلت الاضطرابات التي شهدتها سورية العام الماضي عندما تظاهر معارضون للرئيس السوري بشار الأسد للمطالبة بالمزيد من الحقوق، بعيدة عن العاصمة السورية حتى مع تحول احتجاجات الشوارع إلى صراع مسلح.
والآن أصبح سكان دمشق يشعرون بأن الاضطرابات تقترب من منازلهم وأن الإحساس بالقلق أصبح ملموساً. وتهز تفجيرات من حين لآخر المدينة وتراوحت بين تفجير قتل فيه تسعة على الأقل في منطقة الميدان قبل عشرة أيام وتفجيرات ليلية والكثير منها ليس له تفسير.
ويتهم نشطاء قوات الأمن بتنفيذ بعض التفجيرات قائلين إنهم يتعمدون التصعيد من الإحساس بالافتقار للأمن في إطار مساع لتصوير الانتفاضة الشعبية على أنها حملة عنف ينفذها مقاتلون مدعومون من الخارج.
وهم يقولون أيضاً إن الجنود وأفراد الشرطة نفذوا حملات اعتقال في دمشق خلال محاولات لقمع احتجاجات سلمية استمرت شهوراً وأطلقوا النار على المحتجين وقصفوا ضواحي شرقية في العاصمة طوال أسابيع لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج منها.
وفي قلب المدينة طوقت الأسوار عدة مبان حكومية ويجري إغلاقها في أيام الجمعة حين يتدفق المصلون بعد صلاة الجمعة للمشاركة في الاحتجاجات هنا وفي شتى أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء حكم الأسد.
وقالت مرفت البالغة من العمر 33 سنة والتي يعمل زوجها في تجارة الأقمشة بوسط دمشق: «من الناحية الأمنية ربما ما زال حالنا لا بأس به هنا في دمشق لكن إلى متى. نشعر أن (الاضطرابات) تقترب أكثر وأكثر». وأضافت: «صوت كل هذه الأعيرة النارية يروع الأطفال. قبل ثلاثة أيام كانت هناك اشتباكات في شارعي».
كما يتحدث السكان عن اغتيال عدد من ضباط الجيش والمدرسين وآخرين ينظر لهم على أنهم قريبون للسلطات.
وفي أحياء تمتد من وسط دمشق إلى الضواحي والبلدات الشرقية التي تقع على بعد كيلومترات محدودة خارج العاصمة يقول سكان إن أصوات الأعيرة النارية تجعلهم يظلون مستيقظين أغلب الليل.
وقال صاحب متجر عمره 46 سنة في دمشق في إشارة إلى الاضطرابات: «إنها تقترب. منزلي قريب للغاية من بلدة جوبر. أشعر أنني سأستيقظ في إحدى الليالي لأجد المسلحين على عتبة بابي»، مضيفاً أنه ليس من الواضح من الذي يطلق النار.
ومضى الرجل يقول: «لا يهمني من السبب.. هذا لا يهم الآن. حياتنا دمرت. نريد نهاية لهذا. نريد أن نعيش في سلام». ويقول معارضو النظام إن قوات الأمن هي المسؤولة عن أغلب أعمال العنف بما في ذلك التفجيرات.
وقال عمر وهو ناشط مناهض للحكومة في دمشق: «كل هذه التفجيرات التي نسمعها ليلاً هي قنابل صوت. النظام يريد أن يشعر الناس بالخوف. إنه يحكم بالخوف».
وتحدث سائق سيارة أجرة عن كيف أنه أصبح في مرمى النيران خلال معركة بين مسلحين وقوات حكومية بينما كان يقل راكباً من دمشق إلى بلدة حرستا المجاورة. وقال: «اتصلت بزوجتي ووالدتي وطلبت منهما أن تسامحاني لأنني كنت متأكداً أن تلك هي لحظاتي الأخيرة».
ويقول سكان آخرون إن سرقات السيارات زادت في المدينة حيث كانت معدلات الجريمة منعدمة تقريباً قبل عام ويقولون إنهم يعتقدون أن كلاً من شبيحة الحكومة ومقاتلي المعارضة يسرقون السيارات لاستخدامها في شن هجمات على الطرف الآخر.
وقال سائق سيارة أجرة في دمشق إن مسلحين أوقفوا شقيقه وأخذوا سيارته. وبعد أيام اتصلوا به وطلبوا منه أن يحضر ليأخذها في بلدة دوما خارج دمشق حيث أعادها له مسلحون ملثمون. وقال: «أعادوها لكنهم لم يقولوا في أي غرض استخدموها».
وإلى جانب تدهور الأوضاع الأمنية فإن الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها الاضطرابات المستمرة منذ شهور والعقوبات الغربية زادتا من صعوبات الحياة اليومية بالعاصمة.
وقالت مرفت في منزلها بحي متوسط وهي تهمس حتى لا يعرف ابناها وهما في السابعة والتاسعة بقلقها: «خلال الأشهر القليلة الماضية تدهور عمل زوجي بشدة». وأضافت: «لجأنا إلى مدخراتنا خلال الشهرين الماضيين. أريد أن أغادر البلاد إلى أن تتحسن الأوضاع لكن زوجي يقول إن هذا هو بيته وإنه لن يتركه».
وقال أحمد وهو مهندس كومبيوتر يعمل في الخارج وكان يزور عائلته في حي الميدان إن الناس أتعبتهم الاضطرابات. وأضاف: «إنهم يريدون حقاً أن تنتهي هذه المسألة. نحن مستنفدون.. وبلادنا استنفدت واقتصادنا استنفد».
وتوقفت سورية عن نشر الإحصاءات الاقتصادية قبل عام مما يجعل من الصعب تقييم أثر الاضطرابات. لكن صادرات النفط إلى أوروبا توقفت مما كلف سورية ثلاثة بلايين دولار طبقاً لتقديراتها وانهارت عائدات السياحة كما تضررت قطاعات مثل التجارة والصناعة والأعمال.
وقال لؤي حسين وهو ناشط في المعارضة: «بلغ الاقتصاد أدنى مستوى والمجتمع منقسم... البطالة مرتفعة جداً الآن. أعتقد أنها بلغت 80 في المئة. لا يوجد عمل. لا توجد تجارة. لا شيء يعمل». وتابع: «لم يعد لدى البعض المال لشراء الاحتياجات الأساسية وهم يعيشون على إعانات الآخرين». وزادت الأسعار لأكثر من الضعف كما أن سلعاً غذائية رئيسية مثل السكر والرز واللحوم ترتفع أسعارها بشدة. وقال البعض إنهم يخزنون مواد غذائية تكفي لمدة شهر على الأقل.
وقال جميل البالغ من العمر 35 سنة: «إذا تدهور الوضع الأمني أكثر فربما أظل داخل بيتي غير قادر على الخروج لمدة أسبوعين على الأقل.. لذلك فإنني احتفظ دائماً بما يكفي من الطعام المعلب».
وفي سوق الحميدية التقليدي تحدث التجار عن بطء الحركة التجارية. ووضعت صور جديدة للأسد على الجدران وأبواب بعض المتاجر.
وقال صاحب متجر: «هناك عدد محدود من السائحين الذين يحضرون للبلاد.. البعض من الإيرانيين والباكستانيين. أعداد هؤلاء ليست كافية لإنعاش السوق».
وفي الحي القديم بدمشق كانت المتاجر والمخابز والمطاعم والمقاهي مفتوحة هذا الأسبوع. بعضها كان ممتلئاً والبعض الآخر شبه خال.
وفي أحد المقاهي كان ثلاث من النساء يتباحثن أمر الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر التي أطيح فيها بالرئيس حسني مبارك خلال انتفاضة شعبية العام الماضي.
وقالت امرأة: «هؤلاء المصريون المساكين. دخل مستقبل بلادهم المجهول. هؤلاء الإسلاميون سوف يحولون حياتهم إلى جحيم».
وقالت صديقتها: «إنهم قادمون إلينا نحن أيضاً»، مشيرة إلى النبرة الإسلامية المتزايدة لحركة المعارضة التي اندلعت في آذار (مارس) من العام الماضي مطالبة بقدر أكبر من الحرية، مضيفة: «انتظري حتى يحكموننا».
وقال صاحب مطعم شهير في وسط دمشق إن التجارة تراجعت 70 في المئة منذ بداية الاضطرابات. وأضاف: «الوضع صعب جداً الآن. انظروا حولكم.. اليوم هو الجمعة وعادة ما يكون المطعم محجوزاً بالكامل لتناول الغداء أو العشاء». ولم يكن في المطعم سوى مائدة واحدة يشغلها زبائن.
الحياة..نيويورك - أ ف ب - تلقت الأمم المتحدة معلومات مفادها أن هناك تهريب أسلحة بين سورية ولبنان، وفق ما أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن في نيويورك. واعتبر رود لارسن أن الشرق الأوسط هو حالياً مسرح «لرقصة الموت» بسبب الأزمة في سورية. وقال ليلة أول من أمس بعد اجتماع لمجلس الأمن «وفق معلوماتنا، هناك أسباب للتفكير بأن أسلحة تتدفق في الاتجاهين، من لبنان إلى سورية ومن سورية إلى لبنان».
وأضاف «ليس لدينا مراقبون مستقلون (للتأكد من هذه الوقائع) ولكن نعتمد في ما نقول على معلومات تلقيناها من مصادر مختلفة» ولكنه لم يعط تفاصيل إضافية. وفي 28 نيسان (أبريل)، اعترضت البحرية اللبنانية ثلاثة مستوعبات تحمل أسلحة إلى الثوار السوريين كانوا في باخرة مقبلة من ليبيا. وقال مسؤول أمني إن الشحنة تضمنت أيضاً أسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ ورشاشات.
ويرى رود لارسن، الممثل الخاص للأمم المتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن 1159 الصادر عام 2005 والذي دعا سورية إلى سحب قواتها من لبنان، خطراً متصاعداً في الشرق الأوسط.
وقال أيضاً «ما نراه في المنطقة هو رقصة الموت وهي قريبة لأن تتحول إلى حرب».
وتابع «إذا نظرتم إلى سورية، المنطقة الأكثر تأرجحاً، فإن الأمر يذكر بالوضع في لبنان وفي الدول المجاورة في السبعينات. وهذا ما أخشاه». وأوضح أن «فوضى» حقيقية ما زالت تطبع المستقبل في هذه المنطقة ولكن من المهم أن يكون مجلس الأمن مستعداً للتحرك.
ووفق الأمم المتحدة، وصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى أكثر من 24 ألف نسمة في حين يقدر الناشطون عددهم بثلاثين ألفاً.
وكان المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان اعتبر أن خطته قد تكون «الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية» في سورية وذلك خلال إحاطته لمجلس الأمن بالتطورات في ذلك البلد.
وعبر أنان عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والتعذيب في سورية. ولفت خصوصاً إلى أن السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يرحل عن السلطة.
أُعيدت أمس الانتخابات في مركزي اقتراع في الحسكة في شمال شرقي سورية بعد اعادتها في مركزين في دمشق، بالتزامن مع استمرار عملية فرز الاصوات في باقي المراكز تمهيدا لاعلان نتائج الانتخابات.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي المستشار خلف العزاوي امس انه «نتيجة للاعتراضات التي قدمت للجنة القضائية الفرعية في الحسكة، تم إلغاء المركزين واعادة الانتخاب فيهما اليوم، كما حدث في مركزين بالدائرة الانتخابية في محافظة دمشق». وتابع ان اللجنة العليا للانتخابات استلمت إلى ظهر امس نتائج الانتخاب من خمس دوائر انتخابية من اصل 15 دائرة و»عندما تكتمل النتائج النهائية لديها من كافة الدوائر الانتخابية في المحافظات ستعلن عن موعد ومكان إعلان النتائج النهائية قبل يوم واحد على الأقل من الموعد والمكان الذي ستحددهما وستتم دعوة وسائل الاعلام كافة لحضور إعلان النتائج النهائية».
وأُجريت الانتخابات يوم الاثنين الماضي بموجب الدستور الجديد الذي نص على مبدأ «التعددية السياسية» بدلا من المادة الثامنة للدستور السابق التي كانت تنص على ان حزب «البعث» هو القائد للمجتمع والدولة.
الى ذلك، قال أمين عام «حزب الإرادة الشعبية» وعضو رئاسة «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة قدري جميل أن «مخالفات عدة» حصلت أثناء عملية الاقتراع لاختيار أعضاء الممجلس، موضحاً أن «الجبهة الشعبية» تجري حالياً تقييماً شاملاً لحجم المخالفات، واستناداً لذلك سيتم التقييم النهائي الذي ستعبر عنه قيادتها في المؤتمر الاستثنائي الذي ستعقده الجبهة صباح السبت المقبل.
وقال جميل في مؤتمر صحافي عقد امس ان مثل هذه الممارسات «تلقي بظلال كبيرة من الشك حول درجة نزاهة الانتخابات ولا تخدم إطلاق العملية السياسية والجدية المطلوب إطلاقها للخروج الآمن من الأزمة».
واوضح ان الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي جاءت لبحث نتائج انتخابات مجلس الشعب، وبحث تقييم أداء «الجبهة الشعبية» والرأي النهائي في الانتخابات النيابية. وقال :» دخولنا بالعملية الانتخابية لم يكن طمعاً بأي شيء، وإنما كان نقطة انطلاق للحوار الوطني المنشود، فالنتائج الرسمية لم تصدر بعد، لكن التوقعات تؤكد وجود التفاف شعبي نحو البرنامج الذي أطلقته الجبهة، وبتأييد واسع من فئات الشعب المختلفة، وبنسب تفوق التوقعات».
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري «استمرار التزام الحكومة السورية ضمان أقصى درجات النجاح» لمهمة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان، قائلا ان عمل بعثة المراقبين الدوليين الى سورية «يسير بالاتجاه الصحيح، لكن نوعية جرائم المجموعات الارهابية المسلحة باتت أسوأ».
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الجعفري قوله في نيويورك بعد تقديم انان تقريره الى مجلس الامن ليل اول من امس ان سورية «تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة انان، لكن الاطراف الداعمة للارهابيين بالمال والسلاح ... لا تنفذ ما يترتب عليها وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الارهابية المسلحة».
واضاف ان «المجموعات الارهابية المسلحة ترتكب جرائم ضد المدنيين والعسكريين»، مشيراً الى «وجود اعترافات لـ 26 شخصاً من جنسيات عربية تم القاء القبض عليهم في سورية وقد اعترفوا أنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى عبر تركيا ولبنان ليرتكبوا أعمالا ارهابية في سورية». كما أشار الى «قيام قوات الامن السورية بقتل 15 عنصرا من تلك المجموعات الارهابية المسلحة السلفية والتكفيرية». وقال: «هنا نتحدث عن حقائق غير قابلة للانكار حول انخراط مقاتلين أجانب في الاحداث الجارية في سورية... مجموعات عسكرية سلفية تكفيرية وهذه مسألة في منتهى الخطورة».
ودعا الجعفري إلى «وجوب محاسبة الجهات التي تقف وراء المؤامرة على خطة انان»، وقال: «هؤلاء الإرهابيون الذين اعترفوا بأعمالهم وأقروا بأنهم عملوا بهدى فتاوى أطلقها بعض المشايخ والائمة المقيمين في بعض الدول العربية وهذا الامر جرى علناً». وزاد ان «بعض وزراء القوى الإقليمية العربية والعالمية وبعض رؤساء الوزراء وبعض الرؤساء تطرقوا الى هذا الامر علناً ودعوا الى تسليح المعارضة المسلحة في سورية فهذه هي القضية الجوهرية التي نواجهها الآن وهذا ما نحتاج الى التعامل معه بشكل عاجل».
وجدّد الجعفري «تأكيده استمرار التزام الحكومة السورية بضمان أقصى درجات النجاح لمهمة انان». وقال: «لكن الحكومة السورية لا تستطيع ان تفعل تلك المهمة منفردة ونحن بحاجة لمشاركة الجميع».
وأضاف الجعفري: «هناك لجان مختصة في مجلس الأمن التي تعنى بمسألة تنفيذ القرارين 1272 و1373 المرتبطين بنشاطات تنظيم القاعدة وطالبان ويجب أن تتولى هذه اللجان مسؤولياتها في معالجة نشاطات القاعدة في سورية والا فإن ذلك سيكون بمثابة ازدواجية في اللغة والسياسات وسيقود في نهاية المطاف إلى فشل هذه الجهود الدولية الرامية الى مكافحة الارهاب. لذا ما من شيء يسمى بإرهاب حلال أو إرهاب حرام بل هناك إرهاب واحد يجب أن يحاربه المجتمع الدولي».
مقتل لبنانية وجرْح ابنتها بإطلاق نار من الجانب السوري في القاع
المصدر: مصادر مختلفة