مركز دراسات فلسطيني: إسرائيل تتهيأ للحرب بعد الثورات العربية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 آذار 2011 - 11:41 ص    عدد الزيارات 3130    القسم عربية

        


رام الله ـ أحمد رمضان

قال "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" (مدار) ان "إسرائيل تفترض الأسوأ من آخر التطورات الثورية في الشرق الأوسط وفي مقدمها "ثورة 25 يناير" المصرية، وتتهيأ لذلك أساسًا من الناحية العسكرية، في ظل وجود حكومة يمينية، وتحولات داخلية بنيوية آخذة في التفاقم من عام إلى آخر وتشي بتحوّل المجتمع الإسرائيلي نحو اتجاهات أكثر تدينا وبالتالي أكثر يمينية".
جاء ذلك في تقريره الإستراتيجي السنوي للعام 2011 الذي يرصد أهم المستجدات والتطورات التي شهدتها الساحة "الإسرائيلية" في العام 2010، كما يستشرف تطور الأمور ووجهتها في الفترة المقبلة.
ويتطرّق التقرير بالتفصيل إلى التطورات التي شهدتها الساحة الإسرائيلية في سبعة محاور أساسية هي: المفاوضات والعلاقات الخارجية الإسرائيلية والمحور السياسي والمحور الأمني والعسكري والمحور الاقتصادي والمحور الاجتماعي ومحور الفلسطينيين في إسرائيل، بالإضافة إلى ملخصه التنفيذي.
حرب محتملة
وتناول التقرير مجموعة الأدوات التي تستخدمها إسرائيل، أو التي من المتوقع أن تستخدمها في الأفق المنظور، في مواجهة التطورات المتلاحقة في المنطقة، وتوقف بشكل خاص عند ثلاثة منها التهيؤ عسكريا لسيناريو المواجهة: ويعني هذا افتراض سيناريو المواجهة بوصفه إمكانية حقيقية تتطلب التهيؤ التام من الناحيتين اللوجستية والعسكرية، وتحديداً التهيؤ للأخطار الأمنية المحتملة من الاتجاه المصري ولكن ليس حصرا، ورغم أن هذه الإخطار سترتبط بالضرورة بتطورات إقليمية وبشكل التعاقدات الدولية التي ستتطور، ناهيك عن شكل الأنظمة التي ستبرز فإن إسرائيل تفترض الأسوأ وتتهيأ له وهو ما يمكن لمسه بداية بإضافة 700 مليون دولار إلى الميزانية الأمنية بعد أن كانت مقرة وذلك في أعقاب "ثورة 25 يناير" المصرية ومن ثم ما طرحه لاحقا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في 8 آذار (مارس) الجاري خلال مقابلة صحافية بشأن نية إسرائيل التوجه إلى الولايات المتحدة بطلب زيادة المساعدات العسكرية إلى 20 مليار دولار لكي تتمكن من اعداد نفسها عسكريا للمخاطر التي قد تنجم عن الثورات العربية.
عزلة إسرائيل
وتطرق التقرير إلى الترويج لفكرة إسرائيل حليف مستقر وحيد لأميركا في الشرق الأوسط: رغم أن الحكومة "الإسرائيلية" حاولت أن تتمالك نفسها وأن تمتنع عن الإدلاء بتصريحات حول الأمر، إلا إنها أيضا حاولت أن تستغل الحدث وعلى لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو للترويج بأنها الحليف الثابت والمستقر الوحيد لأميركا في الشرق الأوسط، ويخفي هذا الادعاء أمرين مترابطين: اعتبار عدم الاستقرار الإقليمي عاملا ثابتا والتعامل مع الاستقرار بوصفه عاملا متحولا وبالتالي التهيؤ لأخطار دائمة مستقبلية، ما يعني إبقاء إسرائيل على أهبة الاستعداد العسكري لمواجهة أي مستجدات تطرأ، لأن قوتها العسكرية هي ضمانتها الوحيدة التي تواجه بها محيطها المتخبط.
ويقول التقرير إن إسرائيل تسعى إلى إيجاد تحالفات دولية جديدة: خسرت إسرائيل العام 1979 حلفها الإستراتيجي مع إيران الشاه، وفي العام 2010 خسرت حلفها الإستراتيجي مع تركيا، ويبدو أنها أيضا في طريق خسارة صداقتها مع مصر، بمعنى آخر انهارت خارطة التحالفات الإسرائيلية في المنطقة وبدأت إسرائيل في السعي نحو تأسيس تحالفات جديدة بديلة تعوّض خسارتها الإستراتيجية. وبحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن إسرائيل بدأت العمل على تطوير شركات عسكرية واستخباراتية جديدة مع اليونان وبلغاريا ودول أخرى مثل أوكرانيا ومقدونيا.
كما تناول التقرير تعاظم عزلة إسرائيل الدولية وتزايد "عمليات نزع الشرعية"، فقد أدى الجمود السياسي في عملية السلام إلى جانب مواقف حكومة نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان المتصلبة تجاه الفلسطينيين إلى تزايد عزلة إسرائيل الدولية التي ترافقت مع ارتفاع حدة النقد الأوروبي لنتنياهو. وبالتوازي مع النقد المتعاظم إزاء الحكومة الإسرائيلية من جانب حكومات أوروبية حليفة وصديقة تتزايد في إسرائيل التقارير التي تتحدث عن استمرار نزع الشرعية عن إسرائيل وتدهور صورتها في العالم.
مجتمع يميني متطرف
ومن أهم النتائج التي خلص اليها التقرير هو توجه المجتمع الاسرائيلي بصورة منتظمة ومستمرة نحو مجتمع أكثر تدينا وبالتالي أكثر يمينية، وهو ما يجري التعبير عنه من خلال التزايد المضطرد في نسبة المتدينين من عدد السكان ونمو نسبتهم في مؤسسات الدولة الفاعلة. في المقابل يزداد أكثر فأكثر التشديد على الطابع اليهودي وعلى طبيعة الدولة اليهودية، ما يمكن رصده من خلال تزايد وتيرة التشريعات المطروحة في الكنيست لتأكيد هوية الدولة اليهودية مقابل حملات الملاحقة التي تشنها أطراف يمينية على منظمات حقوق إنسان يهودية وعربية ومنظمات مجتمعية يسارية مثل منظمة صندوق إسرائيل الجديد إضافة إلى شن حملة "مكارثية" على دوائر علم الاجتماع وعلى علماء الاجتماع النقديين في إسرائيل والتحريض عليهم، وكل هذا يأتي في ظل تزايد حملات تشديد الخناق على العرب.
وفي المقابل تتزايد قوة أفيغدور ليبرمان في السياسة الداخلية، ويرى كثيرون، بمن في ذلك بعض كبار المسؤولين في حزب "الليكود" الحاكم، أن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف "أصبح بمثابة رئيس الحكومة الفعلي في إسرائيل عقب انشقاق ايهود باراك عن حزب العمل وانسحاب هذا الحزب الأخير من الحكومة".


المصدر: جريدة المستقبل

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,152,766

عدد الزوار: 6,678,599

المتواجدون الآن: 126