قتلى في ريف إدلب في قصف روسي «مقصود» على مستشفى لـ «أطباء بلا حدود»...بشار الأسد: الهدنة السورية المقترحة غير قابلة للتطبيق...مجازر روسية وواشنطن تنتقد «وحشية نظام الأسد» وخط أحمر تركي للأكراد في أعزاز

الأسد سلّم تدْمر لداعش وعائلته نهبت آثار المدينة...تهديدات متبادلة بين موسكو وأنقرة والجيش التركي يقصف الأكراد لليوم الثالث

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 شباط 2016 - 4:51 ص    عدد الزيارات 2269    القسم عربية

        


 

الأسد سلّم تدْمر لداعش وعائلته نهبت آثار المدينة
(الجزيرة نت)
كشف النائب العام السابق لمدينة تدمر السورية محمد قاسم ناصر معلومات عن وضع رئيس النظام السوري بشار الأسد خطة لانسحاب قواته من المدينة أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، تمهيدا لتهجير أهل المدينة ثم استعادتها لتكون صلة وصل بين «دويلة الأسد» والعراق وإيران لاحقا، حسب قوله.
وقال ناصر الذي انشق عن النظام مؤخرا، إن رئيس المخابرات العسكرية في تدمر العميد مالك حبيب أخبره قبل أسبوعين من مهاجمة تنظيم الدولة لتدمر أن الأسد استدعاه شخصياً وطلب منه إعداد خطة انسحاب آمنة ومحكمة من مدينة تدمر عند مهاجمة التنظيم لها، كما نقل عن حبيب قوله إن قوات النظام سوف تستعيد السيطرة على تدمر بعد عدة أشهر بعد تسليمها للتنظيم.
وأضاف أن وكالات الأنباء تناقلت بعد دخول التنظيم لتدمر أنه أعدم عشرات الإيرانيين على مسرح تدمر، مؤكدا أن ذلك لم يحدث لأنه لم يبق أي عنصر إيراني في تدمر قبل دخول التنظيم بأسبوعين، وأن كل من قُتل على مسرح تدمر كانوا من العساكر البسطاء وعناصر اللجان الشعبية (ميليشيات موالية للنظام) الذين تركهم النظام وراءه بلا سلاح ليعدمهم التنظيم كي يُظهر للعالم المذابح التي ارتكبها التنظيم، حسب قوله.
كما قال النائب العام المنشق إن «هناك فظائع وجرائم ارتكبت في تدمر على يد القوات الروسية وقوات الأسد، والعالم لا يعرف عن تدمر إلا أن تنظيم داعش دمّر بعض القطع العسكرية للنظام».
وأضاف أن التنظيم فجّر بالفعل قوس النصر ومعبد بل التاريخي في المدينة، ولكن قصف الطائرات الروسية وبراميل النظام المتفجرة دمرا المدينة الأثرية كلها وأضعاف ما دمره التنظيم، معتبرا أن روسيا لم تحاول استعادة تدمر بل «تعمل على إزالة تدمر من الخريطة».
ولفت ناصر إلى أنه بعد خروجه من تدمر إلى حمص ولقائه بضباط ومسؤولين تولدت لديه قناعة بأن الهدف الرئيسي لانسحاب الأسد من تدمر والقتل والدمار الذي حصل فيها هو أن الأخير وروسيا «يريدون تدمير وتشريد أهالي المدينة من العرب السنة وإزالتها من الخريطة، لفتح طريق بين الساحل السوري مقر دويلة الأسد مروراً بحمص وصولا للعراق وإيران حلفائه، وهذه المنطقة مليئة بأنابيب وحقول النفط وستكون آمنة بعد إزالة تدمر».
هذا، وتفيد المعلومات الواردة من مدينة تدمر الأثرية بأن آثارها استبيحت بشكل كبير، وغابت معظم المقتنيات الأثرية عن مشهدها، ولا سيما الصغيرة منها وخفيفة الوزن.
ووفقاً لشهادة القاضي سالم التدمري -وهو من أبناء المدينة- فقد شهدت آثار تدمر خلال عهد الرئيس السابق حافظ الأسد سرقة ممنهجة على يد شقيقه رفعت، حيث كلّف سرايا الدفاع خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي بالتنقيب عن الآثار، ليبيعها لاحقاً في الأسواق الأوروبية.
وأكّد القاضي أن شقيق الرئيس السوري السابق سرق أهمَّ التماثيل، والكثير من الكنوز التدمرية، حيث عثر الضباط -الذين كلفهم بالبحث- على الكثير منها.
تهديدات متبادلة بين موسكو وأنقرة والجيش التركي يقصف الأكراد لليوم الثالث
٥٠ قتيلاً بصواريخ روسية ونظامية دمّرت مستشفيات ومدارس في حلب وإدلب
 («اللواء» - وكالات)
تصاعد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية العمليات العسكرية للبلدين في سوريا.
وفي حين سقط اكثر من ٥٠ مدنيا في قصف صاروخي استهدف مستشفى ومدارس تضم لاجئين في شمال غرب سوريا امس، وجهت اصابع الاتهام فيه الى روسيا والنظام السوري؛ اكدت روسيا انها لن توقف غاراتها الجوية المدمرة والوحشية في محيط مدينة حلب حتى ولو تم التوصل لوقف اطلاق النار، متهمة تركيا بممارسة ما اسمته «اعمال عدائية» في سوريا.
بالمقابل، اكدت أنقرة التي واصلت لليوم الثالث على التوالي، قصف مواقع الاكراد في شمال سوريا، انها لن توقف هذا القصف متهمة روسيا بالتصرف «كمنظمة ارهابية» في سوريا حيث تشن «هجمات وحشية على السكان المدنيين» ومحذرة انه في حال استمرت في ذلك «سنواجهها برد حازم للغاية».
وأعلنت الامم المتحدة امس ان اطلاق صواريخ ادى الى «مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم اطفال اضافة الى العديد من الجرحى» في خمس مؤسسات طبية «على الأقل» ومدرستين في حلب وادلب بشمال سوريا.
واضاف مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يعتبر هذه الهجمات بمثابة «انتهاكات فاضحة للقانون الدولي».
من جانبهم، قال سكان إن 23 مدنيا على الأقل قتلوا حين أصابت صواريخ ثلاثة مستشفيات ومدرسة في بلدتين تسيطر عليهما المعارضة السورية مع تكثيف قوات النظام السوري الذي تدعمه روسيا هجومه صوب معقل المعارضة في حلب.
وقال اثنان من السكان ومسعف إن 14 شخصا قتلوا في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية عندما أصابت صواريخ مدرسة يحتمي بها لاجئون فروا من الهجوم ومستشفى للأطفال.
وقال ساكن آخر إن قنابل أصابت أيضا مأوى للاجئين إلى الجنوب من أعزاز وقافلة شاحنات.
وفر عشرات آلاف الأشخاص إلى المدينة - وهي آخر معاقل المعارضة المسلحة على الحدود مع تركيا - هربا من مدن وقرى تشهد قتالا عنيفا بين الجيش السوري والمسلحين.
وقال المسعف جمعة رحال «كنا ننقل العشرات من الأطفال الذين يصرخون من المستشفى». وأضاف أن طفلين على الأقل قتلا وأصيب عشرات الأشخاص.
إعلان
ونشر نشطاء تسجيل فيديو على الانترنت يظهر المستشفى الذي ضربته الصواريخ. ويظهر في الفيديو ثلاثة رضع يبكون في حضانات في جناح تناثرت فيه معدات طبية محطمة.
وفي حادث منفصل قال رئيس منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية إن مستشفى آخر تدعمه في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا أصيب بصواريخ.
وقال ميجو ترزيان رئيس المنظمة «حدثت سبع وفيات على الأقل بين العاملين والمرضى واختفى ما لا يقل عن ثمانية من موظفي أطباء بلا حدود ولا نعلم ما إذا كانوا أحياء».
وأضاف ترزيان «من الواضح أن منفذ الهجمات... إما الحكومة أو روسيا» مضيفا أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها منشآت أطباء بلا حدود في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ممرضا قُتل بينما يُعتقد أن خمس ممرضات وطبيبا وممرضا آخر لا يزالون تحت الأنقاض.
وأضاف المرصد أن ضربة أخرى أصابت المشفى الوطني في معرة النعمان على الأطراف الشمالية من المدينة مما أدى إلى مقتل ثلاثة ممرضين.
واتهم سكان في البلدتين روسيا بشن الضربات الجوية على المنشآت قائلين إن الطائرات التي نفذتها كانت متعددة وكانت ذخائرها أشد قوة مما يستخدمه الجيش السوري عادة.
ونددت الولايات المتحدة بعمليات القصف في شمال سوريا التي تستهدف مستشفيات تشرف على احدها منظمة اطباء بلا حدود، منتقدة مرة جديدة النظام السوري وحليفه الروسي.
وبعد هذه الهجمات في منطقة حلب انتقدت الخارجية الاميركية مجددا في بيان شديد اللهجة «وحشية نظام الاسد» كما «شككت بارادة و/او قدرة روسيا على المساعدة في وقفه».
بالمقابل، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء امس عن مسؤول بالخارجية الروسية، إن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب، حتى لو تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.
وأعلنت الخارجية الروسية أنها تعرب عن قلقها البالغ من «الأعمال العدائية التركية في سوريا»، بحسب وصفها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن سابقاً أن روسيا قدمت عرضاً «ملموساً» لوقف إطلاق النار في سوريا، وتنتظر رداً أميركياً عليه.
وقال لافروف «قدمنا اقتراحات ملموسة جداً حول وقف إطلاق النار». وأضاف: «ننتظر الرد الأميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سوريا».
انقرة وموسكو
 في هذا الوقت، تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين روسيا وتركيا، فنددت موسكو بـ«الأعمال العدوانية» التركية في شمال سوريا، في حين هددت انقرة بـ«رد حاسم جدا»، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة على مقربة من الحدود بين سوريا وتركيا.
ولليوم الثالث على التوالي واصلت انقرة قصف مواقع تحالف كردي عربي في شمال سوريا دون ان تحول دون تقدمه على مقربة من حدودها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات مستمرة منذ الاحد بين قوات سوريا الديموقراطية وفصائل مقاتلة بينها اسلامية، في الاحياء الغربية لمدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل المعارضة للنظام السوري في ريف حلب الشمالي، الى جانب مارع الى الشرق منها واعزاز شمالا والاقرب الى الحدود التركية.
 في المقابل، ركزت المدفعية التركية امس قصفها على الطريق بين مطار منغ العسكري في محافظة حلب ودير الجمال باتجاه تل رفعت في محاولة لقطع طريق التعزيزات عن قوات سوريا الديموقراطية.
كما استهدفت مناطق تواجد الاكراد بين اعزاز وعفرين الواقعة الى جنوب غرب اعزاز، وتحديدا قريتي قطمة ومريمين.
وبرغم القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديموقراطية في السيطرة على بلدة كفرنايا التي تقع على بعد كيلومترين فقط الى الجنوب من تل رفعت، وفق المرصد. ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش السوري بغطاء جوي روسي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الاكراد، وشبه محاصرة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب.
وأعلن رئيس الحكومة التركي احمد داود اوغلو ان بلاده لن تسمح بسقوط مدينة اعزاز بأيدي الاكراد.
وقال لصحافيين في طائرة تقله الى اوكرانيا «لن نسمح بسقوط اعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات او شرق عفرين».
وطالب المقاتلين الاكراد بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الاسبوع الماضي خلال تقدمهم نحو اعزاز التي تبعد اقل من عشرة كيلومترات عن الحدود التركية.
واضاف «لا بد ان ينسحبوا من المطار. والا سنجعله غير صالح للاستخدام».
وقال المسؤول الكردي عبدو ابراهيم الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، انه بالاضافة الى العمل على ضمان «كسر حصار» الفصائل الاسلامية وبينها جبهة النصرة على مقاطعة عفرين، فان احد اهداف تقدم قوات سوريا الديموقراطية هو «مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وتحرير ريف حلب الشمالي منه».
وعلى الرغم من نفي الاكراد اي تنسيق مع النظام او مع روسيا، تترافق الاشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية والفصائل المقاتلة مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي على مناطق الاشتباكات.
وقال ابراهيم «ليس هناك تنسيق مع الروس»، مشيرا في الوقت ذاته الى ان «القوى الكبرى ان كان روسيا او التحالف الدولي بقيادة اميركية مضطرة للتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية الأكثر فعالية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية».
واتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو امس روسيا بالتصرف في سوريا كانها «منظمة ارهابية» متوعدا برد قوي.
وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي في كييف مع نظيره الاوكراني ارسيني ياتسينيوك «اذا واصلت روسيا التصرف كانها منظمة ارهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه اليها ردا حاسما جدا».
واضاف ان «روسيا وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ارتكبا العديد من الجرائم ضد الانسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في اطار القانون الدولي» متهما موسكو والتنظيم المتطرف بمواصلة «الهجمات الوحشية على المدنيين» في هذا البلد. وتابع داود اوغلو ان «النية الحقيقة لروسيا (في سوريا) هي قتل اكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب».
واضاف رئيس الوزراء «اذا استمرت الالاعيب الدبلوماسية كما حصل في جنيف او ميونيخ ستتحمل الاسرة الدولية هذه المشاكل».
وجاءت اتهامات وزير الخارجية التركي بعد بضع ساعات من بيان اصدرته الخارجية الروسية واعربت فيه عن «قلقها البالغ» حيال قصف المدفعية التركية لمواقع المقاتلين الاكراد السوريين لليوم الثالث على التوالي.
وأعربت روسيا امس عن «قلقها الشديد حيال الاعمال العدوانية للسلطات التركية»، معتبرة ان انقرة تعتمد «خطا استفزازيا (...) يشكل خطرا على السلام والامن ويتجاوز حدود الشرق الاوسط».
وقتل جندي مساء الاحد في اقصى جنوب تركيا في اشتباك مع مجموعة حاولت التسلل الى تركيا قادمة من سوريا، بحسب ما اوردت قيادة الجيش التركي.
وسط هذا التصعيد، حضت الولايات المتحدة روسيا وتركيا على تجنب اي تصعيد بشأن سوريا. وقال ناطق باسم الخارجية الاميركية «من المهم ان يتحاور الروس والاتراك مباشرة وان يتخذوا اجراءات لتجنب التصعيد».
ووجدت واشنطن نفسها في موقف محرج في الملف السوري حيث انها حليفة انقرة ضمن التحالف الدولي المناهض للجهاديين لكنها تدعم في الوقت نفسه اكراد سوريا الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم في الشمال السوري.
كما ان الولايات المتحدة شريكة مبدئيا لروسيا في اطار العملية الدبلوماسية الهادفة لايجاد حل للنزاع وتجلى ذلك مساء الخميس عبر الاتفاق الذي اعلن من ميونيخ حول احتمال «وقف الاعمال العدائية» والالتزام بهدنة «انسانية».
 لكن الاميركيين يطالبون منذ عشرة ايام الروس بوقف ضرباتهم في شمال سوريا والتي تشن اسنادا لهجوم القوات الحكومية على منطقة حلب.
دي ميستورا في دمشق
سياسياً، اعلن مصدر حكومي سوري في دمشق ان موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا وصل مساء امس الى دمشق على ان يلتقي اليوم وزير الخارجية وليد المعلم.
وقال المصدر نفسه «وصل مساء الاثنين الى دمشق على ان يلتقي المعلم لمناقشة استئناف المفاوضات في الخامس والعشرين من شباط الحالي، ووقف اطلاق النار، والمساعدة الانسانية الى البلدات المحاصرة».
ولم توضح مدة هذه الزيارة المفاجئة. وكان من المفترض ان يعقد دي ميستورا مؤتمرا صحافيا اليوم في جنيف لكنه ارجىء الى الجمعة. وفي سيساق متصل، ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن الخارجية الروسية قالت امس إن من المتوقع أن تبدأ مجموعة عمل لتنفيذ وقف إطلاق النار بسوريا أعمالها في الأيام القادمة في جنيف.
ونقلت الوكالة عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية قوله «يجري التفاوض حول الشروط. نحن على اتصال بالشركاء الأميركيين للاتفاق على الشروط وشكل العمل   
 الى ذلك، اعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا مثلما تطالب تركيا منذ مدة طويلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ.
 وعندما سئلت عن فكرة اقامة «مناطق آمنة» في سوريا، قالت ميركل «في الوضع الحالي سيكون مفيدا اقامة منطقة لا يقصفها اي من المتناحرين - نوع من منطقة حظر جوي».
وأضافت المستشارة الالمانية «لا يمكن التفاوض مع الارهابيين» في تنظيم الدولة الاسلامية، لكن اتفاقا «بين الداعمين» للرئيس السوري بشار الاسد و«التحالف المناهض للأسد» حول هذا الموضوع «سيساعد كثيرا».
 
مجازر روسية وواشنطن تنتقد «وحشية نظام الأسد» وخط أحمر تركي للأكراد في أعزاز
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز)
تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وموسكو إلى حد باتت المواجهة بينهما احتمالاً قائماً، خصوصاً بعد تقديم روسيا غطاء جوياً وصاروخياً مباشراً للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، واستهدافها أمس المدارس والمستشفى في مدينة أعزاز، بعد ممارستها سياسة الأرض المحروقة في ريف حلب الشمالي تمهيداً لتقدم قوات النظام و»حزب الله» والميليشيات الشيعية التي شكلها الحرس الثوري الإيراني.

هذا التطور دفع رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو إلى الرد على روسيا من جارتها اللدود أوكرانيا، فاعتبر أن روسيا تتصرف في سوريا كمنظمة إرهابية، ورد على تهديد روسي لبلاده وعلى تقدم الأكراد باتجاه الحدود بـ«رد حاسم جداً« وبرسم خط أحمر للأكراد في أعزاز التي شهدت مزيداً من الاشتباكات أمس.

وانتقدت واشنطن «وحشية نظام الأسد» وشككت بإرادة روسيا وقف مجازر النظام، وندد البيت الأبيض «بأشد العبارات» بتكثيف القصف في شمال سوريا وقال إنه يتعارض مع الالتزامات التي قدمت في ميونيخ أخيراً، مع إعراب الأمم المتحدة عن قلقها من القصف الجوي والصاروخي الروسي الذي تعرضت لها مدينة أعزاز وطاول مراكز طبية ومدارس، وأسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً عدد كبير منهم من الأطفال.

ففي مؤتمر صحافي في كييف مع نظيره الأوكراني ارسيني ياتسينيوك، قال رئيس الوزراء التركي إن صاروخاً باليستياً روسياً أصاب مدرسة ومستشفى في بلدة أعزاز بشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل الكثير من المدنيين وبينهم أطفال.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أمني تركي إن سبعة صواريخ روسية استهدفت مستشفى في بلدة أعزاز وإن عدد القتلى المدنيين قد يتجاوز 14 قتيلاً. وقالت جمعية الأطباء المستقلين وهي منظمة سورية غير حكومية تدير المستشفى في باب السلامة قرب الحدود التركية إن 30 على الأقل أصيبوا في الهجمات.

وقال داود أوغلو إن روسيا ووحدات حماية الشعب الكردية أغلقا ممراً إنسانياً شمالي مدينة حلب وإن موسكو تريد ألا تترك للمجتمع الدولي سوى خيارين في سوريا إما بشار الأسد أو «داعش». وأضاف أن تركيا ستستمر في الرد على وحدات حماية الشعب الكردية إذا واصلت هجومها على أعزاز.

وأكد رئيس الوزراء التركي أنه «اذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه اليها رداً حاسماً جداً«. وأضاف أن «روسيا وداعش في سوريا ارتكبا العديد من الجرائم ضد الإنسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في إطار القانون الدولي»، متهماً موسكو والتنظيم المتطرف بمواصلة «الهجمات الوحشية على المدنيين» في هذا البلد.

وأضاف داود أوغلو اأن «النية الحقيقية لروسيا (في سوريا) هي قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب». وأضاف «إذا استمرت الألاعيب الديبلوماسية كما حصل في جنيف أو ميونيخ فستتحمل الأسرة الدولية هذه المشاكل».

وكان داود أوغلو صرح لصحافيين في الطائرة التي أقلته الى أوكرانيا «لن نسمح بسقوط أعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات أو شرق (منطقة) عفرين». وطالب المقاتلين الأكراد في سوريا بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الأسبوع الماضي خلال تقدمهم نحو أعزاز في محافظة حلب التي تبعد أقل من عشرة كيلومترات عن الحدود التركية. وشدد على أنه «لا بد أن ينسحبوا من المطار. وإلا سنجعله غير صالح للاستخدام»، حسبما نقلت عنه وكالة «ان تي في» للأنباء. وأضاف أن «وحدات حماية الشعب هي بيدق ضمن المساعي الروسية التوسعية في سوريا».

وجاءت اتهامات وزير الخارجية التركي بعد بضع ساعات من بيان أصدرته الخارجية الروسية أعربت فيه عن «قلقها البالغ» حيال قصف المدفعية التركية لمواقع المقاتلين الأكراد السوريين لليوم الثالث على التوالي، معتبرة أن السياسة التركية تنم عن «دعم فاضح للإرهاب الدولي». وأضاف البيان أن روسيا ستضغط من أجل رفع المسألة الى مجلس الأمن الدولي حتى يجري «تقويم واضح لسياسة أنقرة الاستفزازية هذه التي تشكل خطراً على السلام والأمن يتجاوز حدود الشرق الأوسط».

وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء أمس نقلاً عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستواصل ضرباتها الجوية في محيط حلب حتى لو تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا.

وسط التوتر هذا بين البلدين، حضت الولايات المتحدة روسيا وتركيا على تجنب أي تصعيد.

فقد نددت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض «بأشد العبارات» بتكثيف عمليات القصف في شمال سوريا، وقالت إنه يتعارض مع الالتزامات التي قدمتها القوى الكبرى في ميونيخ الأسبوع الماضي بوقف الأعمال القتالية.

كذلك قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: «من المهم أن يتحاور الروس والأتراك مباشرة وأن يتخذوا إجراءات لتجنب التصعيد».

وانتقدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان شديد اللهجة «وحشية نظام الأسد» كما «شككت بإرادة و/أو قدرة روسيا على المساعدة في وقفه».

وأعرب المتحدث باسم الخارجية جون كيربي عن استيائه الشديد «لكون نظام الأسد وداعميه يواصلون هذه الهجمات من دون سبب وعلى حساب التزاماتهم الدولية التي يُفترض أن تحمي المدنيين الأبرياء، ما يتنافى مع الدعوات التي صدرت بالإجماع» من المجموعة الدولية لدعم سوريا التي خلصت الخميس في ميونيخ الى اتفاق على وقف «الأعمال العدائية» وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأشار كيربي في بيانه الى «ضربات جوية شنت في حلب ومحيطها على أهداف مدنية بريئة، وخصوصاً مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود ومستشفى للنساء والأطفال في مدينة أعزاز».

وخلص المتحدث «نجدد دعوتنا جميع الأطراف الى وقف الهجمات على المدنيين واتخاذ تدابير فورية لإيصال المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، وهي أمور الشعب السوري في أمس الحاجة اليها».

وفي برلين، أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس عن تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا مثلما تُطالب تركيا منذ مدة طويلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ. وعندما سئلت عن فكرة إقامة «مناطق آمنة» في سوريا، قالت ميركل «في الوضع الحالي سيكون مفيداً إقامة منطقة لا يقصفها أي من المتناحرين - نوع من منطقة حظر جوي».

وأضافت المستشارة الألمانية «لا يمكن التفاوض مع الإرهابيين» في «داعش»، لكن اتفاقاً «بين الداعمين» للأسد و»التحالف المناهض للأسد» حول هذا الموضوع «سيساعد كثيراً«.

ولم توضح ميركل أطر مثل هذه المنطقة، فيما تدعو تركيا منذ أشهر الى إقامة منطقة آمنة تمتد من أعزاز الى جرابلس في شمال سوريا لاستقبال النازحين السوريين على أرضهم.

لكنها اعتبرت أن عمليات «القصف في حلب وحولها (شمال) خصوصاً من قبل الجيش الروسي، تزيد في تعقيد» الوضع في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب التي أوقعت أكثر من 250 ألف قتيل.

كما طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا ونظام بشار الأسد بالحد من الهجمات حول حلب ودعا جميع أطراف الصراع في سوريا الى التحلي بضبط النفس.

وقال شتاينماير في بيان «في إطار اتفاق ميونيخ يتعين على جميع الأطراف الإسهام في تخفيض فوري للعنف حتى قبل بدء سريان وقف إطلاق النار«. وأضاف «يشمل ذلك العمليات العسكرية التي تنفذها روسيا والنظام السوري حول حلب والهجمات التي نفذتها في الفترة الأخيرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا«.

وفي المواقف من استهداف المستشفيات والمدارس في منطقتي حلب وإدلب، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عبر أمس عن قلقه إزاء تقارير أفادت بوقوع هجمات دامية على مدارس ومستشفيات في سوريا منها مركز طبي تديره منظمة أطباء بلا حدود.

وأضاف المتحدث فرحان حق «الأمين العام قلق للغاية بسبب تقارير عن هجمات صاروخية على خمس منشآت طبية على الأقل ومدرستين في حلب وإدلب قُتل فيها نحو 50 مدنياً بينهم أطفال وأصيب كثيرون«. وقال «هذه الهجمات انتهاك صارخ للقوانين الدولية... هذه الحوادث تخيم بظلالها على التعهدات التي اتخذت خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ في 11 شباط».

ومساء أمس وصل إلى دمشق المبعوث الدولي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا حيث التقى وزير خارجية الأسد وليد المعلم. وقالت مصادر إن دي ميستورا سيعرض مسألة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا الذي اتفقت عليه مجموعة العمل من أجل سوريا في جنيف.

وكانت وكالة «انترفاكس« الروسية للأنباء ذكرت أن وزارة الخارجية الروسية توقعت أن تبدأ مجموعة عمل لتنفيذ وقف إطلاق النار بسوريا أعمالها في الأيام القادمة في جنيف. ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله «يجري التفاوض حول الشروط. نحن على اتصال بالشركاء الأميركيين للاتفاق على الشروط وشكل العمل«.

وأعلن المرصد السوري أن القوات الكردية تمكنت من السيطرة على مدينة تل رفعت في محافظة حلب في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا. وأوضح المرصد أن «قوات سوريا الديموقراطية» وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب سيطرت مساء الاثنين على مدينة تل رفعت التي كانت حتى الآن بأيدي الفصائل المقاتلة للمعارضة.

وقال الأسد إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يعني أن يتوقف كل طرف عن استخدام السلاح وإن أحداً لا يقدر على تلبية كل شروط وقف إطلاق النار خلال أسبوع. وأضاف في تعليقات بثها التلفزيون الحكومي «بالنسبة لوقف إطلاق النار أو وقف العمليات.. في حال حصلت لا تعني بأن يتوقف كل طرف عن استخدام السلاح«.

وأضاف «وقف إطلاق النار يعني بما يعنيه بالدرجة الأولى وقف تعزيز الإرهابيين لمواقعهم.. لا يُسمح بنقل السلاح أو الذخيرة أو العتاد أو الإرهابيين.. لا يسمح بتحسين المواقع وتعزيزها«.
بشار الأسد: الهدنة السورية المقترحة غير قابلة للتطبيق
الرأي.. (د ب أ)
قال بشار الأسد إن الهدنة المقترحة والمدعومة دوليا هذا الأسبوع قد تكون غير قابلة للتطبيق. وقال الأسد في خطاب ألقاه أمام المحامين السوريين أمس الاثنين في العاصمة السورية دمشق «الآن هم يقولون أنهم يريدون وقف إطلاق نار خلال أسبوع، حسنا من هو القادر على تجميع كل هذه الشروط أو المتطلبات خلال أسبوع، لا أحد».
وأضاف الأسد أن وقف إطلاق النار يمكن أن يكون من أجل فتح الباب أمام المعارضة «للعودة إلى العمل السياسي، إذا كان لديها برنامج سياسي ومعظمهم لا يمتلك برنامجا سياسيا، أو إلقاء السلاح بالحد الأدنى، لا يمكن أن يكون وقف إطلاق النار كما يسمونه بلا هدف أو بلا زمن».
وتابع الأسد أن دعوات وقف إطلاق النار بدأت بسبب تقدم جيشه «متى يتحدث الغرب عن وقف إطلاق النار، أعتقد بأن الجواب واضح، عندما يتألم المسلحون وعندما تبدأ الهزائم».
إيران: مستعدون للتدخل جواً
السياسة...طهران – وكالات:
أعلنت إيران أنها مستعدة للتدخل جواً في سورية، «إذا ما طلب نظام بشار الأسد ذلك».
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن قائد مقر «ختم الأنبياء» للدفاع الجوي الإيراني فرزاد إسماعيلي قوله، أمس، إن «طهران لن تألو جهداً في تلبية طلب دمشق لأي مساعدة استشارية في المجال الجوي».
وأكد أن ما تقوم به إيران من تدخل في سورية هو امتثال لتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي، بأن «مساعداتنا هي مساعدة استشارية، لذا فإننا علی أتم الاستعداد لتقديم هذه المساعدة للحكومة السورية».
وشدد على «حتمية فشل» نشر قوات برية في الأراضي السورية إذا لم تُنَسق الجهود مع الحكومة.
وتستخدم إيران عبارة «المساعدات الاستشارية» لوصف تدخلها العسكري في سورية لقمع المعارضة وحفظ نظام الأسد من السقوط، منذ وقوع الثورة السورية في العام 2011.
قتلى في ريف إدلب في قصف روسي «مقصود» على مستشفى لـ «أطباء بلا حدود»
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
قتل سبعة مدنيين في غارة جوية استهدفت مستشفى مدعوماً من منظمة «أطباء بلا حدود» جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي سورية، الأمر الذي اعتبرته المنظمة هجوماً «مقصوداً» على موقع طبي، بالتزامن مع مقتل عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين في ريف حلب.
وقالت «أطباء بلا حدود» إن الغارة الجوية التي استهدفت مستشفى مدعوماً منها في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي «أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، ولا يزال ثمانية في عداد المفقودين». وأفادت صفحة «المعرة اليوم» على موقع «فايسبوك» أمس، بأن «12 شخصاً في مدينة معرة النعمان قضوا بعد 6 غارات لطيران العدوان الروسي و (الطيران السوري) على مستشفيي أطباء بلا حدود والمستشفى الوطني في معرة النعمان، بالإضافة إلى عدد من الضحايا مجهولي الهوية لم يتم التعرف إليهم حتى اللحظة».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد في وقت سابق مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفل وممرض، وإصابة العشرات في غارة يُعتقد أنها روسية على مستشفى مدعوم من «أطباء بلا حدود» جنوب معرة النعمان. وأوضحت المنظمة في بيان، أن المستشفى الذي يضم 30 سريراً و54 عاملاً وغرفة طوارئ وأخرى للمعاينات، «دمر في غارة جوية»، من دون تحديد الجهة المسؤولة.
وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى سورية ماسيميليانو ريبودانغو: «إنه هجوم مقصود (...) يمنع نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة النزاع هذه». وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» هذا المستشفى منذ أيلول (سبتمبر) 2015، وتؤمن له المعدات الطبية وتدفع التكاليف الضرورية لعمله.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة «أطباء بلا حدود» لقصف جوي في سورية. وأعلنت المنظمة في 9 شباط (فبراير) مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد.
وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» 153 مستشفى ميدانياً ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سورية.
وقال «المرصد» أيضاً: «استشهد 4 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات أولية عن شهيدين آخرين».
ومنذ نهاية أيلول، تنفذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري، تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى. لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار «المعتدلة» أكثر من تركيزها على الجهاديين.
وفي ريف حلب الشمالي، أفاد «المرصد السوري» بمقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال الإثنين، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها.
من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» في بيان إنه «يدين الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الروسي صباح اليوم (أمس) في الشمال السوري، باستهداف مستشفى منظمة أطباء بلا حدود، على الطريق الدولي إلى معرة النعمان بريف إدلب. الغارات الجوية استهدفت المستشفى بشكل مباشر ومتكرر أفضى، وفق أول الإحصاءات، إلى سقوط شهداء في صفوف المدنيين». وتابع: «جريمة اليوم ليست أول جريمة ترتكبها روسيا وتبرهن من خلالها على طبيعة بنك الأهداف الذي تستهدفه مقاتلاتها الحربية، من أحياء مدنية ومراكز طبية ومدارس ودور عبادة، كما لن تكون هذه الجريمة الأخيرة، ما دام المجتمع الدولي يستمر في مراقبة الانتهاكات التي تمارسها روسيا ونظام الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، من دون أن يتحمل مسؤولياته تجاهها».
وإذ حمل «الائتلاف» موسكو مسؤولية تلك الجرائم، حذر من أن «زهد المجتمع الدولي سيمثل دافعاً رئيساً في استمرار السلوك الروسي، ومحرضاً إضافياً في انتقال الكارثة التي تسبب بها نظام الأسد إلى مستويات أشد سوءاً وأبعد مدى، الأمر الذي لن ينعكس سلبياً على مسار العملية السياسية فحسب، وإنما على تمدد الإرهاب الذي باتت موسكو تؤمن له الغطاء الأمثل للتوسع في الجغرافية السورية». وطالب «فريق العمل» الذي تشكل بناء على اتفاق ميونيخ، بـ «النظر العاجل في ما تستمر القوات الروسية في ارتكابه من جرائم بحق السوريين، وما يمثله ذلك من تهديد لفرص تحقيق أي تقدم على طريق التسوية السياسية»، مؤكداً أن «عدم إظهار الجدية الكافية من طرف المجتمع الدولي تجاه استمرار هذه الخروقات يمثل شراكة مع روسيا في تضييع ما تم تحقيقه في ميونيخ».
في غضون ذلك، شهد ريف حلب الشرقي استمراراً للمعارك العنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش»، وسط معلومات عن نجاح النظام في السيطرة على قرية أبوضنة وتلتها ومنطقة السين وكذلك على قرية الطيبة ومزارعها قرب منطقة كويرس شرقي. وبوصول قوات النظام إلى قرية الطيبة تصبح في مواجهة مباشرة مع تنظيم «داعش» المتمركز في المحطة الحرارية الضخمة شرق حلب.
وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قال «المرصد» إن «معارك الكر والفر» تواصلت بين «غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس» وبين «الفرقة الأولى الساحلية» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «أنصار الشام» و «الفرقة الثانية الساحلية» و «الحزب الإسلامي التركستاني» و «جبهة النصرة» وفصائل أخرى في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، مضيفاً أن أربعة من قوات النظام بينهم ضابط برتبة مقدم قُتلوا في المعارك التي أسفرت في النهاية عن تقدم النظام وسيطرته على مواقع جديدة.
وفي وسط البلاد، ذكر «المرصد» أن الفصائل الإسلامية استهدفت بقذائف هاون تمركزات لقوات النظام في محيط الفرقة 26 بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينما جددت الطائرات الحربية قصفها لمناطق في الساحة العامة والحي الشمالي وأماكن أخرى بمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وأحصى المرصد وقوع عشرات الغارات منذ صباح أمس.
أما في محافظة حماة المجاورة، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» في منطقة طريق أثريا- الرقة بالريف الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر في التنظيم من قرية لطمين بريف حماة. وأفيد أن قوات النظام سيطرت على تلال جديدة في المنطقة الواقعة أقصى شمال شرقي حماة، في إطار محاولتها الوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,279,167

عدد الزوار: 6,985,515

المتواجدون الآن: 79