التدخّل الروسي يعجل في تفكيك «قوات الدفاع» القريبة من إيران... ويجمد هدنة الزبداني

غارات روسية على ست محافظات سورية...«الائتلاف»: روسيا ستواجه في سوريا مصير السوفيات في أفغانستان وإنجازات ميدانية للثوار ضد الأسد و«داعش»

تاريخ الإضافة الإثنين 12 تشرين الأول 2015 - 7:17 ص    عدد الزيارات 2152    القسم عربية

        


 

غارات روسية على ست محافظات سورية
لندن، موسكو، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
تقدمت القوات النظامية السورية في ريف حماة وسط البلاد مستفيدة من 55 غارة شنها الطيران الروسي وطاولت ست محافظات سورية لا ينتشر تنظيم «داعش» سوى في اثنتين منها، في وقت دارت معارك عنيفة بين فصائل معارضة و «داعش» في ريف حلب حيث شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع التنظيم. وأفادت أنباء بأن النظام وضع خطة لتفكيك «قوات الدفاع الوطني» الميليشيات المحسوبة على ايران وضمها الى الجيش النظامي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية ضربت 55 هدفاً خلال غارات شنتها في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سورية، لافتة إلى أن «الطيران الروسي نفذ 64 طلعة وأصاب خلالها 55 هدفاً لتنظيم داعش في سورية». وأضافت أن هذه الضربات نفذت في محافظات دمشق وحلب وحماة والرقة وإدلب واللاذقية ودمرت 29 معسكراً لتدريب الإرهابيين و23 موقعاً دفاعياً ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة.
وفي اليوم الحادي عشر للتدخل الروسي الجوي، سيطر الجيش النظامي على قرية عطشان في ريف حماة الشمالي إثر معارك عنيفة مع فصائل إسلامية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري، أن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها على بلدة عطشان». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تدور الاشتباكات حالياً في الأطراف الشمالية والشمالية الغربية للقرية، وخصوصاً حول تل سكيك الواقعة بين عطشان وخان شيخون» في محافظة إدلب (شمال غرب). ومن شأن سيطرة الجيش السوري على تل سكيك أن تفتح الطريق أمامه إلى خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل إسلامية منذ أيار (مايو) 2014 وتقع على الطريق الدولي بين دمشق وحلب.
وفي إطار العملية البرية ذاتها، تتواصل اشتباكات عنيفة للسيطرة على التلال في ريف اللاذقية الشمالي حيث بدأ الجيش النظامي هجوماً منذ يومين، مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية.
في المقابل، نجحت «حركة أحرار الشام الإسلامية» في استعادة بلدة تل سوسين من تحت سيطرة «داعش» وسط اشتباكات للسيطرة على تل قراح المجاورة. والبلدتان تقعان على طريق استراتيجي يؤدي إلى تركيا، أحد الداعمين الرئيسيين للفصائل المقاتلة.
وكان تنظيم «داعش» حقق تقدماً في ريف حلب الشمالي ولم يعد يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الأطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. ووفق «المرصد»، فإن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة». وأعلن الجيش الأميركي أن قاذفات التحالف شنت خمس غارات و «ضربت وحدات تكتيكية قرب الحسكة والرقة ومنبج ومارع».
الى ذلك، أُعلنت من مقر القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية غرب سورية خطة لحل «قوات الدفاع الوطني» التي ساهمت إيران في تأسيسها في بداية 2013 لدعم القوات النظامية في قتال مقاتلي المعارضة في مناطق مختلفة، لكن تطبيق القرار قد يواجه تحديات، بسبب النفوذ الكبير الذي تحظى به هذه الميلشيات وضمها عشرات آلاف المقاتلين.
وربط خبير دولي على تواصل مع القوات النظامية بين قرار «حل تدرجي ومناطقي» لـ «قوات الدفاع الوطني» وتشكيل «الفيلق الرابع- اقتحام» التابع لوزارة الدفاع السورية بانخراط روسيا عسكرياً في الصراع السوري، لقناعة موسكو بـ «ضرورة تعزيز الجيش النظامي والمؤسسات مقابل تخفيف دور الميلشيات وتخفيف اعتماد النظام على ايران».
وتزامن ذلك مع تعرض اتفاق الهدنة بين مدينة الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب إلى تحد كبير بعد بدء الغارات الروسية على مناطق عدة كان بينها قرى في ريف إدلب كان يفترض أن يشمل «وقف القصف» بموجب الاتفاق الذي أنجزته إيران في مفاوضات مع «أحرار الشام الإسلامية» في تركيا.
التدخّل الروسي يعجل في تفكيك «قوات الدفاع» القريبة من إيران... ويجمد هدنة الزبداني
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
أُعلنت من مقر القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية غرب سورية خطة لحل «قوات الدفاع الوطني» التي ساهمت إيران في تأسيسها قبل بداية 2013 لدعم القوات النظامية في قتال مقاتلي المعارضة في مناطق مختلفة، لكن تطبيق القرار قد يواجه تحديات، بسبب النفوذ الكبير الذي تحظى به هذه الميلشيات وضمها عشرات آلاف المقاتلين.
وكان رئيس الأركان في الجيش السوري العماد علي أيوب أعلن في بيان من مقر غرفة العمليات الروسية- السورية في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، تشكيل «قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها الفيلق الرابع– اقتحام»، الذي تولى بداية عملية الهجوم البري مدعوماً بغارات مكثفة من الطيران الروسي في ريفي حماة وإدلب في وسط البلاد وشمالها الغربي.
وأفيد بأن «الفيلق الرابع- اقتحام» سيكون «وريثاً» لـ «قوات الدفاع الوطني» التي يُعتقد أنها تضم حوالى خمسين ألف عنصر من طوائف مختلفة ومن الرافضين الذهاب إلى الخدمة العسكرية في الجيش النظامي. وقال خبير عسكري إن «الفيلق» يضم عادة ثلاث فرق في كل منها بين 10 و15 ألف مقاتل.
وبعد بدء التظاهرات السلمية في بداية 2011، ظهرت ميليشيات موالية للنظام عرفت باسم «الشبيحة» غلبت عليها منذ ظهورها نزعة طائفية وأثارت الفزع في نفوس الغالبية السنية التي تتهمها بارتكاب مذابح ضد أفرادها. ونقلت «رويترز» في وقت سابق عن قائد عسكري قوله: «بعدما اندلعت الأحداث بدأت قيادتنا تفقد الثقة في الجيش وفعاليته على الأرض في حرب مثل هذه. أصابت الشيخوخة الجيش السوري. فر عدد كبير من الجنود وانضم البعض لعصابات مسلحة (المعارضة)». وتابع: «أتتنا فكرة تشكيل قوات الدفاع الوطني. بدأت كلجان شعبية تجوب الأحياء ثم تحولت جماعات مسلحة، وفي أواخر 2012 اكتسبت صفة قانونية تحت مسمى قوات الدفاع الوطني».
وخضعت الميليشيات لعملية إعادة تنظيم وتدريب وتغييرات إلى أن أصبحت تُعرف باسم «اللجان الشعبية». وبدأت إيران في نهاية 2012 تنظيم هذه «اللجان» وحولتها إلى تشكيلات ذات هيكلية بالتعاون مع العميد بسام حسن الذي خلف في القصر الجمهوري العميد محمد سليمان الذي اغتالته إسرائيل بداية 2008. وتعهدت إيران إخضاعها العناصر للتدريب وإمدادهم بالسلاح والرواتب التي تشكل ضعف رواتب عناصر القوات النظامية، إضافة إلى مساهمة رجال أعمال بارزين في دفع رواتب العناصر بهدف التعويض عن الخسائر التي لحقت بالقوات النظامية وانشقاق عشرات آلاف الجنود من الجيش النظامي منذ بداية العام 2011، وانضمام عدد منهم إلى المعارضة و «الجيش الحر».
وباتت «قوات الدفاع الوطني» تضم عناصر من جميع الطوائف بأغلبية من السنة إذا أنها تنطلق من المجال المحلي، بحيث يدافع كل عنصر عن مناطقة. ويقودها فادي صقر في دمشق وريفها، فيما يقودها صقر رستم في حماة، علماً أن هلال الأسد ابن عم الرئيس السوري كان يقودها في اللاذقية قبل مقتله في ربيع العام الماضي.
وكان الضابط في «الحرس الجمهوري الإيراني» حسين همداني الذي قتل في ريف حلب أول من أمس، أعلن قبل أسابيع أن بلاده «سعت إلى «تأسيس 14 مؤسسة ثقافية للتعبئة الشعبية في 14 محافظة سورية تتمتع بثقافة باسيج (اللجان الشعبية)، إلی جانب قوات النظام بالشكل الذي أوجدت تطورات مهمة في صفوف المقاتلين في الجيش أو القوی الشعبية». وبات ينظر الى هذه الميلشيات على أنها ذراع رئيسية لإيران في الميدان وباتت تتغلغل في كل شارع أو حي أو قرية ومدينة. تضاف اليها ميلشيا شيعية عراقية وافغانية تتبع مباشرة لايران، انتشرت في مناطق مختلفة ولاتتبع لقوات النظامية، بل نفوذها يتفوق أحياناً على الجيش النظامي والاستخبارات ما ادى الى تنافس وتوتر بين قادة الميلشيات والنظام.
وربط خبير على تواصل مع القوات النظامية بين قرار «حل تدرجي ومناطقي» لـ «قوات الدفاع الوطني» وتشكيل «الفيلق رابع- اقتحام» بانخراط روسيا عسكرياً في الصراع السوري، لقناعة موسكو بـ «ضرورة تعزيز الجيش النظامي والمؤسسات مقابل تخفيف دور الميلشيات وتخفيف اعتماد النظام على ايران». لكن أحد قادة «قوات الدفاع» قال أمس، إن «الكلام عن حلها مجرد إشاعات لأن دورها بات بارزاً» وسط أنباء من ان «قرار التفكيك مناطقي وتدرجي». وبين الأمثلة على نفوذ «قوات الدفاع» أنها هاجمت سوقاً في حمص وسط البلاد من دون أن تتدخل قوات الأمن والجيش النظاميتين لوقف اقتحام «القوات» التي عرقلت مرات عدة محاولات لوقف إطلاق النار.
وهناك تطابق بين روسيا وإيران في الهدف في المدى القصير وهو منع النظام من الانهيار ومنع تغيير النظام، لكن في المدى البعيد هناك افتراق في الأهداف والأولويات بين تركيز طهران على البعد الطائفي والعقائدي ودعم الميلشيات والمحليات، مقابل تركيز موسكو على المصالح والصراع السياسي ودعم مؤسسات النظام والحكومة والحلول العامة - الوطنية.
وتزامن الحديث عن خطة تفكيك «قوات الدفاع» مع تعرض اتفاق الهدنة بين مدينة الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب إلى تحد كبير بعد بدء الغارات الروسية على مناطق عدة كان بينها قرى في ريف إدلب كان يفترض أن يشمل «وقف القصف» بموجب الاتفاق الذي أنجزته إيران في مفاوضات مع «أحرار الشام الاسلامية» في تركيا. وقال مسؤول إسلامي معارض: «أحرار الشام ملتزمة كلمتها والاتفاق الذي وقعته مع إيران مع ان روسيا خرقت الاتفاق مرات عدة وقصفت ريف ادلب»، إضافة إلى أن قصف ريف حماة جمد عملية تبادل نقل المدنيين والمقاتلين السنة من الزبداني إلى ريف إدلب مقابل نقل عشرة آلاف مدني ومصاب شيعي من ريف إدلب عبر نقطة جرى الاتفاق على مكانها في ريف حماة.
وأوضح الخبير: «إيران تفهم عقلية الفصائل الإسلامية المعارضة وهذه الفصائل تفضل طريقة التعاطي مع طهران على موسكو، أما الآن، فإن الدخول العسكري الروسي جمد هذه الاتفاقات»، لافتاً إلى أن بين العوامل الأخرى لاحتمال انهيار هدنة الزبداني- الفوعة، اعتراض مكتب الأمم المتحدة في دمشق على بعض التفاصيل.
الدول الغربيّة تبحث عن استعادة المبادرة في سورية
الحياة..باريس - أ ف ب - 
يرى خبراء أن الغربيين يواجهون مأزقاً في سورية في مواجهة استراتيجية موسكو، لكنهم يستطيعون العودة الى مواقعهم مجدداً إذا تعثرت الحملة العسكرية الروسية، وتغلّبت الحاجة الى التعاون على الحسابات السياسية.
ومنذ بداية الضربات الجوية الروسية التي تتوالى بلا توقف وعرض القوة البحرية من جانب موسكو باستخدام صواريخ عابرة، فقد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السيطرة في النزاع السوري.
وقال توماس غومار، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس، أن «الروس يقومون بإنشاء فقاعة فوق سورية ويتحدون التفوق الجوي الذي كان يتمتع به الغربيون».
وتواصل طائرات التحالف غاراتها على سورية، لكن طائرات «سوخوي» الروسية تزعجها الى درجة أنها اضطرت للتخلّي عن بعض المهام باعتراف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) نفسها.
وأضاف الروس الى حملتهم الجوية الأربعاء، إطلاق 26 صاروخاً عابراً من سفن ترسو في بحر قزوين على بعد 1500 كيلومتر من الأراضي السورية.
وقال توماس غومار: «إنها رسالة سياسية واستراتيجية قوية جداً (...) روسيا تقوم برفع قدراتها للردع غير النووي» بقدرة على الضرب في عدد من الميادين.
وتتّهم واشنطن التي فوجئت بذلك، موسكو بأنها تدعم في هجماتها الرئيس السوري بشار الأسد، وتتوقع أن يتكبد الجيش الروسي «خسائر» بشرية قريباً.
ويتابع الأميركيون خصوصاً بعجز، عمليات القصف الروسية للمعارضة السورية «المعتدلة» التي كانت تحاول تنظيم صفوفها من دون جدوى.
ورأى إيغور سوتياجين، الخبير العسكري في «معهد رويال يونايتد سرفيسز» في لندن، أنه كما حدث في جورجيا في 2008 وأوكرانيا في 2014، يمتنع الغربيون عن الرد العسكري وهو الأسلوب الوحيد في رأيه «القادر على وقف العمليات الروسية فوراً».
أما جوليان بارنس داسي، المحلل في «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» في لندن، فيرى أن «لا أحد في الغرب يرغب في الدخول في حرب مع روسيا، لأن التصعيد قد لا يؤدي سوى الى مزيد من العنف ومزيد من الهجرة». وأضاف هذا الخبير أن روسيا تتحمل أيضاً «مسؤولية كبيرة» في الازمة، لأن حملة الضربات الجوية التي تشنّها يمكن أن تدفع المعارضة المعتدلة الى تنظيم «داعش»، ما يضاعف التهديد الإرهابي. وتابع: «نأمل بأن تضغط روسيا على الأسد لوقف عمليات قصف المدنيين ببراميل متفجرة، ولفتح الطريق أمام مساعدة إنسانية تؤمن بديلاً (لمساعدات) الجماعات المتطرفة».
وقد تمكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من استعادة زمام المبادرة على الساحة الدولية، باقتراحه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة تحالفاً واسعاً ضد تنظيم «داعش»، ثم بشنّ عملياته في سورية، لكن انتصاره ليس مؤكداً. فقد ينجح في إعادة دور بشار الأسد وتعزيز المصالح الاستراتيجية لروسيا في المنطقة والظهور في موقع قوة على طاولة المفاوضات.
أما كاميل غران، مدير «مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية»، فقد رأى أنه إذا لم تنجح هذه المناورة كما خطط لها الروس، «قد يلاحظون الى أي درجة يعاني بشار الأسد من ضعف على الأرض»، فقد يقررون «العمل على تقريب المواقف».
وأضاف أن الاستراتيجية الروسية التي ترتكز على دعم مفتوح للأسد واللجوء الى القوة، «ليست على درجة كافية من التركيز لتكون مجدية».
وتابع أن «بوتين يعرف كيف يكون براغماتياً أيضاً. ففي أوكرانيا نجح الى حد ما في المناورة في مينسك (عملية السلام) باعتقاده أنه في موقع قوة او أنه يستطيع الحصول على المزيد خلال أكثر من ستة أشهر».
وإذا استعاد العمل الديبلوماسي زمام الأمر، فقد يستوحي أطراف الأزمة من الصيغة التي استخدمت في الملف النووي الإيراني، أي «مجموعة 5+1» (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا) التي تفاوضت مع طهران.
وأكد المحلل يوجين رامر من مركز الدراسات والتحليلات في «مركز كارنيغي» الأميركي: «حان وقت إعادة العمل بهذه الصيغة التي أثبتت جدواها في أزمات أخرى كان يعتقد أنها غير قابلة للحل (...) ويمكن أن تسمح بإشراك إيران، الدولة الفاعلة الأساسية في سورية التي يبدو الحل غير ممكن من دونها».
 «الائتلاف»: روسيا ستواجه في سوريا مصير السوفيات في أفغانستان وإنجازات ميدانية للثوار ضد الأسد و«داعش»
 المستقبل..(أورينت نت، كلنا شركاء، أ ف ب)
حقق الثوار السوريون إنجازات ميدانية في هجمات شنوها على قوات بشار الأسد في أرياف إدلب وحماه والقنيطرة على الرغم من الغطاء الجوي الروسي والقصف الذي يستهدف المناطق التي يسيطرون عليها، سواء في مواجهة جيش النظام وميليشياته أو تنظيم «داعش» المتطرف. ورأى الائتلاف الوطني السوري أن مصير روسيا في سوريا سيكون مماثلاً لمصير الاتحاد السوفياتي في أفغانستان.

فقد تمكن الثوار السوريون أمس من تدمير دبابة وعربة عسكرية خلال اشتباكات مع قوات الأسد في محيط قرية أم حارتين في ريف حماة الشمالي. وأفاد مراسل «أورينت نت»، أن الثوار تمكنوا من تدمير دبابة على جبهة مغير وقتل عدد من قوات الأسد، كما تم تدمير دبابة وعربة عسكرية على جبهة أم حارتين، خلال التصدي لمحاولات تقدم باتجاه المواقع التي يسيطرون عليها.

وتابع أن النظام حاول التقدم على جبهة صوامع صخر باتجاه بلدة كفرنبودة في محاولة لتنفيذ عملية التفاف، لكن الثوار قاموا باستهدافهم بقذائف الهاون والمضادات الأرضية، ما أجبر قوات الأسد على التراجع.

وفي السياق ذاته، هاجمت كتائب الثوار قرية معان في الريف الشرقي وتعتبر مركزاً لانطلاق ميليشيات الشبيحة نحو بلدات ريف حماه الشمالي، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى من الشبيحة.

وفي تصريح خاص لـ»أورينت نت»، أشار النقيب أبو البراء قائد اللواء السادس التابع للجيش الحر في ريف حماه أن النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة قبل أي محاولة تقدم عبر استخدامه راجمات صواريخ حديثة لم تستخدم من قبل، مع مساندة الطيران الروسي الذي يقصف بعشرات الغارات الجوية، ولكن الأمور العسكرية في المنطقة تحت السيطرة وخسائر النظام في تزايد.

وشنّ الطيران الحربي للأسد صباح أمس أكثر من 20 غارة جوية على مصيف سلمى في ريف اللاذقية، بالتزامن مع استهداف القوات المتمركزة في برجي بارودا وتلا البلدة بالمدفعية، ما أوقع عدداً من الإصابات.

ويأتي هذا القصف المكثف، بعدما تمكن الثوار مساء أول من أمس من استعادة السيطرة على تلال عدة في محور جب الأحمر بعد اشتباكات عنيفة قتل على إثرها 9 عناصر من قوات الأسد وتم تدمير آلية عسكرية.

وأشار ناشطون أن الثوار شنوا فجر أمس هجوماً على تلة الزراعة في ريف اللاذقية، حيث تمكنت كتائب الثوار من قتل عدد من ميليشيات الشبيحة وإعطاب آلية عسكرية بعد استهدافها بمضاد للدروع.

وفي السياق ذاته، حاولت قوات الأسد اقتحام قرية كفردلبة من محاور عدة، وسط اشتباكات عنيفة سقط إثرها أربعة عناصر من الأخيرة، بالتزامن مع استهداف الطيران الروسي للقرية بغارات جوية عدة.

واستهدفت طائرة حربية روسية مقراً تابعاً لـ»الفرقة 13» أحد فصائل الجيش السوري الحر، قرب خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، الجمعة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة نحو 10 بجروح ودمار المقر بالكامل.

وقال قائد «الفرقة 13» المقدم المنشق عن جيش النظام أحمد السعود، إن «الطيران الروسي استهدف مقرات عدة للجيش الحر الذي يحارب داعش والنظام في الوقت نفسه«، معتبراً أن «ادعاء روسيا محاربة داعش ادعاء عارٍ عن الصحة«.

وأكد ناشطون أن «الفرقة 13» استطاعت خلال المعارك الأخيرة الدائرة في ريف حماة تدمير عدد من الدبابات لقوات النظام نظراً لامتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، وكانت الفرقة خاضت معارك عدة ضد «داعش» في ريف حلب وإدلب سابقاً.

وفي سياق متصل شنت الطائرات الحربية الروسية عدداً من الغارات صباح أمس استهدفت بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي بأربع غارات بالصواريخ الفراغية، كما استهدفت منطقة الخزانات في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.

وفي درعا تواصل غرفة عمليات معركة «وبشر الصابرين» تقدمها في ريف القنيطرة الشمالي، حيث تمكن الثوار أمس من تحرير «تل القبع» (تل UN) التابع لـ»الواء 90»، وذلك بعد ساعات من إطلاق المرحلة الثالثة من المعركة.

وأطلق الثوار قبل أسبوعين معركة «وبشر الصابرين» بهدف فك الحصار عن بلدة «بيت جن»، وربط ريف دمشق الغربي بريف القنيطرة الشمالي من خلال السيطرة على سرايا اللواء 90.

وقالت مصادر ميدانية إن المنطقة تعرضت لعشرات الغارات الجوية من الطيران الروسي التي تزامنت مع قصف جوي بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام المروحي، وقصف عنيف براجمات الصواريخ، التي تزامنت مع محاولات قوات النظام التقدم في المنطقة.

وكشف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة أن روسيا أرسلت من المرتزقة إلى سوريا، وتريد رفع الرقم إلى ألفاً، مؤكداً أن اللعبة التي أراد أن يلعبها بوتين في سوريا ستنقلب عليه في نهاية المطاف، ومن الممكن جداً أن تواجه روسيا مصير الاتحاد السوفياتي في أفغانستان.

وأشار خوجة إلى أن القصف الروسي طال أيضاً مقاتلي الجيش الحر، ومعظم الضحايا الذين سقطوا نتيجة هذا القصف هم من المدنيين، مضيفاً أن على روسيا أن تدرك أنه لا يمكن كسب حرب بقصف جوي همجي، وسيخسر الأسد وروسيا في نهاية المطاف.

ولفت خوجة إلى أن تعداد مقاتلي الجيش السوري الحر يصل إلى نحو ألف مقاتل، وقد تشكل على أيدي ضباط منشقين عن نظام الأسد، مشدداً على أن ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية وإنما هو عدوان شنَّه نظام الأسد على الشعب السوري.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن مسؤولي عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا عقدوا مؤتمر فيديو عبر الهاتف لمدة 90 دقيقة السبت لمناقشة إجراء عمليات جوية آمنة فوق سوريا. وقالت الوزارة في بيان «كانت المناقشات فنية وتركزت بدقة على تنفيذ إجراءات سلامة محددة.. أحرز تقدم خلال المحادثات واتفقت الولايات المتحدة على إجراء مناقشة أخرى مع روسيا في المستقبل القريب«.
فصائل المعارضة تهاجم «داعش» في شمال حلب
 (أ ف ب)
دارت معارك عنيفة أمس في ريف حلب الشمالي (شمال سوريا) في محاولة من قبل فصائل المعارضة لاستعادة البلدات التي فقدتها خلال اليومين الماضيين من ايدي تنظيم «داعش».

ونجحت «حركة احرار الشام»، احدى الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، في استعادة بلدة تل سوسين من ايدي التنظيم المتطرف، فيما دارت اشتباكات من اجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة، والبلدتان تقعان على طريق استراتيجي يؤدي الى تركيا، احدى الداعمين الاساسيين للفصائل المقاتلة.

وفي المحافظة ذاتها، افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «انفجارات عنيفة هزت مدينة الباب، التي يسيطر عليها «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي»، مشيرا الى انه «تبين ان الانفجار ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عند أطراف المدينة».

وبعد اشتباكات بدأت ليل الخميس ـ الجمعة واستمرت يوم الجمعة، حقق «داعش» فيها تقدما في ريف حلب الشمالي اذ سيطر على بلدات عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واكد التنظيم المتطرف انه وصل فعليا الى «مشارف مدينة حلب».

واشار المرصد الى مقتل العشرات من مقاتلي الطرفين خلال معارك الجمعة.

وبعد سيطرته على تلك البلدات، لم يعد تنظيم «داعش» يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الاطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها.

وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل بينها «جبهة النصرة» ذراع «القاعدة» في سوريا واخرى اسلامية وغيرها على الاحياء الاخرى.

وبحسب المرصد فان التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة».

في غضون ذلك، يرى خبراء ان الغربيين يواجهون مأزقا في سوريا في مواجهة استراتيجية موسكو لكنهم يستطيعون العودة الى مواقعهم من جديد اذا تعثرت الحملة العسكرية الروسية وتغلبت الحاجة الى التعاون على الحسابات السياسية.

ومنذ بداية الضربات الجوية الروسية التي تتوالى بلا توقف وعرض القوة البحرية من قبل موسكو باستخدام صواريخ عابرة، فقد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السيطرة في النزاع السوري.

وقال توماس غومار مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس ان «الروس يقومون بانشاء فقاعة فوق سوريا ويتحدون التفوق الجوي الذي كان يتمتع به الغربيون».

وتواصل طائرات التحالف غاراتها على سوريا لكن طائرات السوخوي الروسية تزعجها الى درجة انها اضطرت للتخلي عن بعض المهام باعتراف وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) نفسها.

واضاف الروس الى حملتهم الجوية الاربعاء اطلاق 26 صاروخا عابرا من سفن ترسو في بحر قزوين على بعد 1500 كلم عن الاراضي السورية.

وقال توماس غومار «انها رسالة سياسية واستراتيجية قوية جدا (...) روسيا تقوم برفع قدراتها للردع غير النووي» بقدرة على الضرب في عدد من الميادين.

وتتهم واشنطن التي فوجئت بذلك، موسكو بانها تدعم في هجماتها الرئيس السوري بشار الاسد، وتتوقع ان يتكبد الجيش الروسي «خسائر» بشرية قريبا.

ويتابع الاميركيون خصوصا بعجز عمليات القصف الروسية للمعارضة السورية «المعتدلة» التي كانت تحاول تنظيم صفوفها من دون جدوى.

ورأى ايغور سوتياجين الخبير العسكري في معهد «رويال يونايتد سرفيسز» في لندن انه كما حدث في جورجيا في 2008 واوكرانيا في 2014، يمتنع الغربيون عن الرد العسكري وهو الاسلوب الوحيد برايه «القادر على وقف العمليات الروسية فورا».

اما جوليان بارنس داسي المحلل في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية في لندن فيرى ان «لا احد في الغرب يرغب في الدخول في حرب مع روسيا لان التصعيد قد لا يؤدي سوى الى مزيد من العنف ومزيد من الهجرة».

واضاف هذا الخبير ان روسيا تتحمل ايضا «مسؤولية كبيرة» في الازمة لان حملة الضربات الجوية التي تشنها يمكن ان تدفع المعارضة المعتدلة الى تنظيم «داعش» مما يضاعف التهديد الارهابي.

وتابع «نأمل ان تضغط روسيا على الاسد لوقف عمليات قصف المدنيين ببراميل متفجرة ولفتح الطريق امام مساعدة انساية تؤمن بديلا (لمساعدات) الجماعات الجهادية».

اما كاميل غران مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية فقد رأى انه اذا لم تنجح هذه المناورة كما خطط لها الروس، «ربما يلاحظون الى اي درجة يعاني بشار الاسد من ضعف على الارض»، فقد يقررون «العمل على تقريب المواقف».

واضاف ان الاستراتيجية الروسية التي ترتكز على دعم مفتوح للاسد واللجوء الى القوة «ليست على درجة كافية من التركيز لتكون مجدية».

وتابع ان «بوتين يعرف كيف يكون براغماتيا ايضا. ففي اوكرانيا نجح الى حد ما في المناورة في مينسك (عملية السلام) باعتقاده انه في موقع قوة او انه يستطيع ان يحصل على المزيد خلال اكثر من ستة اشهر».

واكد المحلل يوجين رامر من مركز الدراسات والتحليلات في مركز كارنيغي الاميركي أنه «حان وقت اعادة العمل بهذه الصيغة التي اثبتت جدواها في ازمات اخرى كان يعتقد انها غير قابلة للحل (...) ويمكن ان تسمح باشراك ايران الدولة الفاعلة الاساسية في سوريا التي يبدو الحل غير ممكن بدونها».
«هيومن رايتس» تطلب التحقيق بالجرائم الروسية في سوريا
(الائتلاف)
 طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بفتح تحقيق في الغارات التي شنها سلاح الجو الروسي على مدينة تلبيسة شمال حمص، والتي أسفرت عن مقتل 17 مدنياً في 30 أيلول الماضي أول يوم للغارات الروسية على سوريا.
وشن طيران الروسي عدة غارات في حمص استهدفت أيضاً الرستن والزعفرانة ما أسفر عن سقوط أكثر من 60 ضحية وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء.
ونقلت المنظمة الدولية عن ناشطين بأن المواقع التي استهدفها الطيران الروسي لا تضم أي أهداف أو قواعد عسكرية أو مقاتلين.
وقد طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه مأساة الشعب السوري، كما طالب جامعة الدول العربية بإدانة العدوان الروسي وجرائمه، وعقد جلسة طارئة لبحث تداعياته، ويشدد على ضرورة تحرك مجلس الأمن لإلزام موسكو بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من كامل الأراضي السورية.
وجدد الائتلاف إدانته للأعمال الإرهابية التي يرتكبها نظام الأسد والعدوان الروسي والإيراني، مستنكراً الموقف الأممي الهزيل إزاء هذه الانتهاكات.
محادثات أميركيّة - روسيّة للتنسيق في المجال الجوي السوري
واشنطن - أ ف ب - 
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن روسيا والولايات المتحدة باتتا مستعدتين لاستئناف محادثات حول أمن المجال الجوي السوري حيث تنفذ الدولتان عمليات عسكرية منفصلة.
وعبّر البنتاغون خلال الأسبوع الجاري، عن قلقه بعدما تأخرت روسيا في الرد على مقترحات قدمت خلال محادثات أولية.
لكن الناطق باسم الوزارة بيتر كوك، صرح الجمعة، بأن موسكو قدمت رداً. وقال أن «وزارة الدفاع (الأميركية) تلقت رداً رسمياً من وزارة الدفاع الروسية في شأن اقتراح لضمان أمن العمليات الجوية في سورية». وأضاف أن «مسؤولي البنتاغون يدرسون الرد حالياً، ويمكن أن تجري مفاوضات اعتباراً من نهاية الأسبوع الجاري».
وكان المسؤولون الأميركيون غاضبين بعدما أبلغهم الروس في شكل مبهم بتدخلهم العسكري قبل ساعة من بدئه.
وطرحت مشكلة تأمين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكرياً النزاع في سوريا في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، بينما تقود الولايات المتحدة تحالفاً ينفذ غارات في سورية منذ أيلول 2014 على مواقع تنظيم «داعش».
وغداة الضربات الروسية الأولى، أجرى مسؤولون مدنيون وعسكريون أميركيون محادثات عبر الفيديو مع نظرائهم الروس «لخفض خطر التصادم»، العبارة التي يستخدمها الأميركيون.
وتتركز هذه المحادثات حول إجراءات لضمان سلامة الطيران، بما في ذلك اللغة التي يفترض أن تستخدمها طواقم الطائرات.
وأعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما، الجمعة، أنها ستنهي برنامجها لتدريب المعارضين المعتدلين السوريين لتركّز الآن على تزويد مجموعات منتقاة بعناية أسلحة ومعدات.
والبرنامج الذي بدأته مطلع العام الحالي بكلفة 500 مليون دولار، كان يتضمن تدريب نحو خمسة آلاف معارض سوري معتدل سنوياً لقتال تنظيم «داعش»، لكن الفشل كان ذريعاً بحيث أنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين.
ثلثا اللاجئين يهربون من النظام و32 في المئة من «داعش»
لندن - «الحياة» 
أظهر استطلاع بين اللاجئين السوريين، أن 92 في المئة منهم هربوا من سورية بسبب «أعمال العنف»، وأن ثلثيهم «يحمّلون النظام المسؤولية» مقابل 32 في المئة حمّلوا المسؤولية لـ «داعش»، إضافة إلى أن أكثر من نصف اللاجئين يريدون العودة في حال تحقّق حل سياسي في سورية.
وجاء في بيان، أنه استُطلع رأي 889 سورياً يعيشون في ألمانيا في الفترة الواقعة بين 24 أيلول (سبتمبر) و2 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، باستخدام أسئلة موحدة. وتمت المقابلات في 12 مركزاً تؤوي من يصل من اللاجئين ومراكز إقامة أخرى ونقاط تسجيل لاجئين في برلين وهانوفر وبريمين وليبزيغ وإيسنهوتنسادت.
ووفق استقصاء أول من نوعه للاجئين السوريين، فإن «السبب الرئيسي لقدوم اللاجئين إلى أوروبا هو الهروب من أعمال العنف التي تقوم بها حكومة بشار الأسد». وأضاف البيان: «قال 92 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي دعمه باحثون من مركز العلوم الاجتماعية في برلين، أنهم هربوا من أعمال العنف، حيث قال ثلثا المشاركين (70 في المئة) أنهم يحمّلون الحكومة المسؤولية. وحمّل أقل من نصف المشاركين (32 في المئة) المسؤولية لـ «داعش»، وحمّل 18 في المئة الجيش السوري الحر المسؤولية و16 في المئة «القاعدة» و «جبهة النصرة»، و8 المئة القوات الكردية». وتابع البيان: «غالبية المشاركين (52 في المئة) في المدن الألمانية الخمس التي أجري فيها الاستطلاع، قالت أنه يلزم أن يغادر بشار الأسد قبل أن تفكر في العودة إلى الوطن. وقالت أقلية ضئيلة، 8 في المئة، أنها تريد البقاء في ألمانيا لأجل غير مسمى».
ووفق غالبية المشاركين (58 في المئة)، ستبقى أعداد أكبر من السوريين في بلادها إذا فرضت أوروبا والمجتمع الدولي منطقة حظر طيران توقف البراميل المتفجرة. ويعتبر أقل من نصف ذلك العدد (24 في المئة) أن المزيد من المساعدات الإنسانية هو عامل مساعد لبقاء السوريين في بلادهم.
وقال إلياس بيرابو من منظمة «تبنى ثورة»، أحد منظمي استطلاع الرأي: «يظهر هذا الاستطلاع بوضوح، أن اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى الوطن، لكن إلى بلد لا يحكمه بشار الأسد. وبينما يركز الكثير من الناس على وحشية داعش، إلا أن البراميل المتفجرة والغارات الجوية هي في الحقيقة التي تتسبب بلجوء غالبية السوريين». وأضاف هايد هايد، من حملة «كوكب سورية» ومنظم آخر أصله من أتارب، شمال سورية: «يخبر الاستطلاع الأوروبيين ما سيقوله أي سوري يعيش تحت البراميل المتفجرة، وهو أن فرض منطقة حظر طيران لوقف القصف سيوقف أعداداً كبيرة من السوريين عن ترك منازلهم».
وتضمن الاستطلاع أيضاً، أن «غالبية المشاركين (86 في المئة) تخاف من الاعتقال والخطف إذا بقيت في سورية، ويخاف أكثرها (77 في المئة) من الحكومة، ويخاف بعضهم (42 في المئة) من داعش ومجموعات أخرى».
وعند سؤالهم عن أي حدث داخلي كان المسبب الأكبر لما وصلت إليه سورية، ألقت الغالبية (79 المئة) المسؤولية على الرد العسكري للحكومة على التظاهرات، ومن ثم ارتفاع تأثير «داعش» والمجموعات الجهادية الأخرى (31 المئة). وتهرب أقلية (8 في المئة) تجنباً للتجنيد في الصراع، وفي الغالب للجيش العربي السوري (75 في المئة). فهم يريدون تجنّب قتل شعبهم (84 في المئة)، أكثر مما يريدون تجنّب أن يموتوا (21 في المئة)».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,818,865

عدد الزوار: 6,967,435

المتواجدون الآن: 63