سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية..أصوات أميركية تستبعد الأسد من مستقبل سوريا وتطالب بإدماج المعارضة المعتدلة وكيري: سنضطر للتفاوض مع الأسد بعد تشديد الضغوط

الثورة السورية: «أربع سنين ومكمّلين» ...النزاع المدمّر بعد أربع سنوات: الأسد يتشبث بالسلطة... و «داعش» أولوية الغرب...النظام يدشّن السنة الخامسة بـ ٢٠٠ غارة ومجزرة شرق دمشق

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 آذار 2015 - 6:20 ص    عدد الزيارات 1932    القسم عربية

        


 

الثورة السورية: «أربع سنين ومكمّلين»
المستقبل...سالم ناصيف ووكالات
«أربع سنين ومكملين» شعار رفعته تظاهرات حلب عشية دخول الثورة السورية عامها الخامس، لينتقل السوريون من حرب ضد نظام بشار الأسد إلى حرب ضد المحتل الإيراني، حسب تعبير رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة الذي رأى أن «وجود المحتل الإيراني في سوريا يعني أن نظام الأسد قد سقط، ونحن الآن في معركة تحرير سوريا».

ففي الذكرى الرابعة لثورتهم، لم يرض السوريون أن تمر تلك الذكرى دون أن يحتفوا بحلمهم الذي ولد في 15 آذار من العام 2011، ذلك الحلم الذي لا يزال حياً يرزق برغم تواطؤ أكثر قيادات دول العالم ضده، وبرغم استمرار الأسد في قتل شعبه بكل ما يمتلك من أسلحة سقط ضحيتها أكثر من 215 ألف قتيل إلى الآن، ومع إبداء واشنطن امس استعدادها للحوار معه «من أجل انتقال سياسي» في البلاد.

فقد عمّ الاحتفاء بالثورة السورية أكثر المناطق السورية الخارجة عن سلطة نظام دمشق، إضافة لعواصم ومدن عالمية لكنهم جميعاً أصروا على رفع علم الثورة وحده دون غيره، في إشارة تحمل رفضهم لكل رايات التطرف التي اقتحمت المشهد السوري بهدف تقويض الثورة.

وكان لافتاً هذا العام أن استبقت معظم المناطق السورية ذكرى الثورة قبل أيام، حيث انطلقت هتافات المتظاهرين لتعم مخيم اليرموك بدمشق وببيلا وسقبا ومناطق أخرى داخل غوطة دمشق.

أما كفرنبل فقد عادت شعاراتها ولافتاتها التي حفرت حروف كلماتها عميقاً في وجدان العالم لتجدد العهد بمتابعة الطريق ولتذكر بالقيم التي خرج السوريون لأجلها «الثورة طريقك إلى حقك. الثورة لا تقتل، لا تهجر، لا تدمر، القاتل نظام الأسد ومن والاه، حتى أصغر وأحقر عميل».

وقدم ناشطو حلب لعيد الثورة هذا العام زخماً إضافياً حين كست ألوان علمها جدران الأحياء المحررة حتى طغت على مشهد الركام فيها، كل ذلك جاء في الاحتفالية التي نظمها اتحاد ثوار حلب وضمت عدداً من الفعاليات الثورية التي تستمر من تاريخ 12 حتى20 من هذا الشهر تحت عنوان «من حوران إلى حلب ثورة شعب».

وذكر جمعة موسى الناطق الرسمي باسم اتحاد ثوار حلب أن أسباب قيام الاحتفالية لأكثر من يوم نابع من الرغبة في تنفيذ أكثر من نشاط ثوري لا يتسع له يوم واحد، وبغية فتح مجال المشاركة لأكثر عدد ممكن من الراغبين، بخاصة أولئك الذين تمنعهم الظروف الأمنية من المشاركة أو الانتقال بين أحياء حلب بسهولة.

وكانت تظاهرات حلب في عيد الثورة قد عمت حي الشعار يوم أمس الأحد وقبلها في حي المشهد ومساكن هنانو، رفع فيها علم الاستقلال واللافتات التي كتب عليها شعارات الثورة الأولى وعبارات جديدة تعكس العمق السياسي والإصرار الثوري «أربع سنين ومكملين»، «من حوران إلى حلب ثورة شعب» كما أصر المتظاهرون على «عادة إحياء الشعارات الأولى للثورة والتذكير بأهازيجها وأغانيها وعباراتها التي ولدت في لحظات تاريخية عاشها السوريون الطامحون بالاستقلال من سلطة الاستبداد وعهد الدكتاتورية.

وكان اللافت في هذا العام الأعداد الضخمة للمشاركين في تظاهرات عيد الثورة خارج سوريا التي حدثت في عواصم كباريس وبرلين ولندن، إضافة لعدد من المدن في أوروبا وأميركا، وهو الأمر الذي رأى فيه عدد من الناشطين دلالات مقلقة تنبئ بتفريغ الداخل السوري من نشطاء الثورة، إلا أن البعض الآخر رأى في ذلك الحجم من المشاركة دلالات إيجابية تبرهن على ازدياد تعاطف المجتمعات الغربية مع الثورة السورية حيث برز هذا العام حجم المشاركة من المواطنين الفرنسيين والبريطانيين والألمان إلى جانب السوريين في احتفاليتهم.

فبعد أربعة أعوام على انطلاق أول هتاف في الثورة من أمام الجامع الأموي بتاريخ 15 آذار2011 وقطع سوق الحميدية بأول هتاف أطلقه أول صوت نادى «الله.. سوريا.. حرية وبس» مسقطين اسم الأسد الذي أملته تعاليم مخابراته من ذلك الهتاف الذي ما زال يعم أرجاء سوريا رغم استمرار الدمار والقتل اليومي والتهجير القسري.

هذا العام لم يتخلف من السوريين عن الاحتفاء بعيد ثورتهم سوى من كان منشغلاً عنها إما نتيجة اعتقاله في داخل سجون الأسد أو من كان محاصراً ضمن مناطق سيطرة النظام أو من كان منهم منشغلاً بالبحث عن مصير بعض المعتقلين في صور الشهداء تحت التعذيب من ضمن الصور المسربة « صور سيزار» التي أعادت التذكير بـ13 ألف شهيد ممن قضوا تحت التعذيب وأكثر من 200 ألف شهيد قضوا في ساحات الحرية.

وأكد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أمس، أن «وجود المحتل الإيراني في سوريا يعني أن نظام الأسد قد سقط، ونحن الآن في معركة تحرير سوريا«، وذلك في زيارة له إلى مخيمات اللاجئين على الحدود السورية - التركية، رافقه فيها رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة وعدد من أعضاء الائتلاف والحكومة.

وقال خوجة في احتفالية الذكرى الرابعة للثورة السورية بمخيم نيزيب: «أربع سنوات مرت على الثورة السورية كانت في البداية سلمية تحمل هتافات «كلنا إيد وحدة»، وقوبلت بالقمع والقتل من نظام الأسد، الذي ضيق على السوريين خلال أكثر من خمسين عاماً. وقد استعمل الأسد ترسانته العسكرية بالكامل لقمع حرية الشعب السوري». وأضاف «انتقلت الثورة السورية من ثورة ضد الطغيان إلى ثورة تحرير من الاحتلال الإيراني لسوريا، فنحن لا ندافع عن سوريا وعن شعب سوريا فحسب بل الشعب السوري يدافع عن كرامة الأمة كلها«.

وشدد رئيس الائتلاف أنه بالرغم من التحديات «فنحن نحارب اليوم على ثلاث جبهات ضد داعش ونظام الأسد والاحتلال الإيراني»، مؤكداً ضرورة التكاتف والبقاء صفاً واحداً لتحقيق النصر، وان «الائتلاف هو الممثل السياسي للثورة والجيش السوري الحر وهو حامي الثورة، ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل على نهضة الشعب السوري».

وفي نهاية الاحتفالية شكر رئيس الائتلاف والوفد المرافق الدولة التركية والجهود الكبيرة التي تقوم بها وخص بالشكر إدارة مخيم نيزب والجهود الجبارة التي تقوم بها.

وفي موقف لافت أمس، قالت الولايات المتحدة انه سيكون عليها ان تتفاوض مع بشار الاسد في اطار مساعيها لـ«احياء» محادثات السلام في سوريا حيث أدت صواريخ بشار الأسد وحرب ميليشياته ضد الشعب الى سقوط أكثر من 215 الف قتيل وتشريد نحو نصف عدد السكان حسب المرصد السوري.

ولكن رأي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان على واشنطن ان تتفاوض مع الاسد لانهاء الحرب.

وقال كيري في مقابلة اجريت السبت «حسناً، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف1»، مضيفاً ان واشنطن تعمل بكل قوة من اجل «احياء» الجهود للتوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب.

الا ان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف نفت حدوث اي تغيير في السياسة الاميركية. وقالت في تغريدة على موقع «تويتر« ان كيري «جدد التأكيد على سياسة راسخة اننا بحاجة الى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل اننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد».

واقر كيري بضرورة ممارسة ضغوط اكبر على الاسد «لكي نوضح له ان الجميع مصممون على السعي الى تحقيق هذه النتيجة السياسية، وان يغير حساباته بشأن التفاوض».

وقال كيري لمحطة «سي بي اس« ان «الاسد لم يكن يريد التفاوض». واضاف، ردا على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الاسد، «اذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف1، فبالطبع، اذا كان الشعب مستعداً لذلك. وما نضغط من اجله هو ان نحثه على ان يفعل ذلك».

واضاف كيري في مقابلة سجلت خلال وجوده في شرم الشيخ في مصر، ان الحرب السورية «هي واحدة من اسوأ المآسي التي يشهدها اي احد منا على وجه الارض». وسارع التلفزيون السوري الى نشر تصريحات كيري.

وتابع كيري «اننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جدا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو اكثر من ذلك بكثير ايضاً«. واوضح «نحن نتابع ايضا مساراً ديبلوماسياً. وقد اجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الاساسيين في هذه المأساة».
 
القتلى الموثّقون 215518 بينهم 674 من «حزب الله».. المأساة السورية بالأرقام
(المرصد السوري لحقوق الإنسان)
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، استشهاد ومقتل ومصرع 215518 شخصاً، منذ تاريخ سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 آذار 2011 حتى تاريخ 14 آذار 2015، وقد توزعوا على الشكل التالي:

الشهداء المدنيون:102831، بينهم 10808 أطفال، و6907 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و36722 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية.

الشهداء المنشقون المقاتلون: 2505.

الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري: 46138.

الخسائر البشرية من عناصر جيش الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي و«الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون« والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام: 30662.

مقاتلون من حزب الله اللبناني: 674.

مقاتلون موالون للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وآسيوية وإيرانية، ولواء القدس الفلسطيني ومسلحون موالون للنظام من جنسيات عربية: 2727.

مقاتلون من الكتائب الإسلامية المقاتلة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام« (داعش) وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجنود الشام وجند الأقصى وتنظيم جند الشام والكتيبة الخضراء، من جنسيات عربية وأوروبية وآسيوية وأميركية واسترالية: 26834.

مجهولو الهوية، موثقون بالصور والأشرطة والمصورة: 3147.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن هذه الإحصاءات، التي تمكّن من توثيقها، لا تشمل مصير أكثر من 20 ألف مفقود داخل معتقلات قوات النظام وأجهزته الأمنية، وآلاف آخرون فُقِدوا خلال اقتحام قوات النظام والمسلحين الموالين لها لعدة مناطق سورية، وارتكابها مجازر فيها، كما لا تشمل أيضاً، مصير نحو 7 آلاف أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأكثر من ألفي مختطف لدى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم «الدولة الإسلامية« وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بتهمة موالاة النظام، ولا تشمل أيضاً مصير أكثر من 1500 مقاتل، من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وتنظيم «الدولة الإسلامية« وجبهة النصرة ووحدات حماية الشعب الكردي، والمسلحين المحليين الموالين لهذه الأطراف، الذين أسروا خلال الاشتباكات الدائرة بين هذه الأطراف، ولا تشمل أيضاً، مصير نحو 4 آلاف مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون «داعش» بينهم المئات من أبناء عشائر ريف دير الزور، الذين اختطفهم التنظيم من مناطقهم.

وقدّر المرصد السوري أن العدد الحقيقي للذين استشهدوا ولقوا مصرعهم وقتلوا هو أكثر بنحو 85 ألفاً، من الأعداد التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، وذلك بسبب التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كل الأطراف المتقاتلة، وصعوبة التواصل مع بعض المناطق النائية في سوريا، وعدم التمكن من معرفة مصير عشرات آلاف المعتقلين والمختطفين والأسرى.

بالإضافة للخسائر البشرية الفادحة، خلال السنوات الأربع الفائتة، فإن هناك أكثر من مليون ونصف من السوريين، أصيبوا بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، وشرد ملايين آخرين منهم، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والأملاك الخاصة والعامة.

وقال المرصد: «وعلى الرغم من يأسنا من المجتمع الدولي، وقناعتنا بتقاعسه عن مساعدة أبناء الشعب السوري، للخلاص من الظلم والظلام، والانتقال إلى دولة الديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة، فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، سوف لن نتوقف عن العمل مع المنظمات الفاعلة على الساحة الدولية، من أجل الضغط على أعضاء مجلس الأمن الدولي، لحثهم على إصدار قرار ملزم، لوقف القتل الممنهج والتهجير والتشريد بحق أبناء الشعب السوري، وإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في وطننا سوريا، ونقول لأعضاء مجلس الأمن الدولي، ألا يكفيكم استشهاد وجرح وتشريد أكثر من نصف أبناء الشعب السوري، لكي تتحركوا، لإيقاف المجرمين عن ارتكاب المزيد من الجرائم، بحق أبناء هذا الشعب المنكوب«.
 
كيري: سنضطر للتفاوض مع الأسد بعد تشديد الضغوط
الحياة..عمان - تامر الصمادي
بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الأول من السنة الخامسة للثورة السورية ان واشنطن تبحث عن وسائل لـ «زيادة الضغط» على الرئيس بشار الأسد من أجل دفعه الى «التفاوض» وتحقيق الانتقال السياسي، في وقت تحدثت أنباء عن سعي عمّان إلى الحصول على أجوبة و «تطمينات» إزاء وجود آلاف المقاتلين من «الحرس الثوري» والميليشيا الشيعية في ثلاثة مواقع جنوب سورية، قرب الحدود مع الأردن
وقال كيري في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس نيوز» إن بلاده ستضطر للتفاوض مع الأسد لتحقيق انتقال سياسي، وتبحث في سبل الضغط عليه لقبول ذلك، من دون ان يكرر الوزير الموقف الأميركي المعتاد من أن الأسد فقد كل شرعية وعليه ان يرحل. وأضاف: «علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار عملية «جنيف ١» التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وقبول متبادل من النظام والمعارضة»، لافتاً إلى أن أميركا ودولاً أخرى تبحث في سبل إعادة إطلاق العملية الديبلوماسية لانهاء الصراع في سورية. وتابع كيري: «ما نحاول الدفع من أجله هو جعله (الأسد) يأتي ويفعل هذا (يقبل بالانتقال السياسي) وقد يتطلب ذلك زيادة الضغط عليه بكل الأشكال حتى يفعل هذا. أوضحنا جيداً أننا نبحث زيادة الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الضغط». وأضاف: «لحمل نظام الأسد على التفاوض يجب أن نوضح له أن هناك عزماً من الجميع على السعي إلى هذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته في شأن التفاوض. يجري العمل في هذا الصدد الآن، وأنا مقتنع بأن الضغط سيتزايد على الأسد بجهود حلفائنا وجهود آخرين».
على صعيد آخر، أكدت مصادر رفيعة في «الجيش السوري الحر» لـ «الحياة» أمس «تمدد الحرس الثوري الإيراني وقوات تتبع حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية متعددة الجنسية داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود مع الأردن. وأشارت إلى خشية الأردن من هذا «التمدد». والتزمت الحكومة الأردنية الصمت، لكن تسريبات إعلامية ربطت بين الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة إلى طهران وهذا التطور الدراماتيكي. وأفادت أنباء بأن الأردن استفسر عن هدف التواجد الإيراني قرب أراضيه ومآلاته، وكان يسعى إلى «تطمينات». وقالت المصادر إن «أعداداً كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني ومعها قوات تتبع حزب الله وميليشيات شيعية عراقية وأفغانية وطاجكستانية موجودة الآن قرب مناطق متاخمة للحدود السورية - الأردنية، بينها ما يعرف بمثلث الموت الرابط بين غوطة دمشق ودرعا والقنيطرة». وزادت ان هذا «المثلث بات مكاناً لتجمُّع آلاف من المقاتلين الإيرانيين وحلفائهم الشيعة، وأن هؤلاء يتمركزون داخل الفرقة التاسعة التابعة لمنطقة الصنمين في درعا والتي تبعد عن الحدود الأردنية نحو 80 كيلومتراً».
وقدّرت مصادر المعارضة السورية عدد هؤلاء بين 10 آلاف و١٥ ألف مقاتل، مشيرة الى «معارك ضارية» مع مقاتلي المعارضة. كما تحدثت عن «نقطة أخرى تتمركز فيها قوات الحرس الثوري، هي منطقة بصرى الشام التابعة لدرعا، والتي تبعد عن القرى الأردنية نحو 15 كيلومتراً، وتضم 5 آلاف عنصر يتمركزون في قواعد الفرقة الخامسة في محافظة السويداء، وفي مطارات عسكرية منها مطارا السعلة وخلخلة»، إضافة الى «تمركز 3 آلاف عنصر في منطقة أزرع الواقعة وسط ريف درعا على بعد 35 كليومتراً من الأردن».
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام شنت في اليوم الأول للسنة الخامسة للثورة نحو مئتي غارة، لافتاً الى ان «٢٠ شخصاً على الأقل قتلوا وجرح مئة بينهم أطفال ومواطنات، جراء تنفيذ مقاتلات النظام أربع غارات على مدينة دوما شرق دمشق».
 
النزاع المدمّر بعد أربع سنوات: الأسد يتشبث بالسلطة... و «داعش» أولوية الغرب
الحياة...بيروت. باريس - أ ف ب -
يدخل النزاع في سورية اليوم عامه الخامس بكارثة إنسانية متفاقمة ونظام متمسك بالسلطة ومستمر في قمعه الوحشي في مواجهة مجموعات مسلحة مشتتة من المعارضة بينما باتت الأسرة الدولية منشغلة بفظائع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
ودانت منظمات غير حكومية دولية هذا الأسبوع «فشل» حكومات العالم في إيجاد مخرج للحرب التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 220 ألف شخص ودفعت نصف السكان إلى الهرب خلال أربع سنوات.
وصورة التظاهرات السلمية التي بدأت في 15 آذار (مارس) 2011 انتهت منذ فترة طويلة. فالحراك ضد النظام تعسكر في مواجهة القمع الى ان تحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة وتنظيمين جهاديين احدهما «الدولة الإسلامية».
أما الجهود الديبلوماسية فتراوح مكانها بعد جولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر. وتخلى موفدان خاصان عن مهمتهما بينما يحاول الثالث من دون جدوى التوصل الى تجميد القتال في حلب كبرى مدن الشمال السوري.
ويثير عجز الاسرة الدولية عن وقف حمام الدم شعوراً بالمرارة والتخلي لدى السوريين الذين يواجهون بحسب الامم المتحدة «اخطر وضع انساني طارئ في عصرنا». وفر نحو اربعة ملايين شخص من سورية، لجأ اكثر من مليون منهم الى لبنان.
وحذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة من «المنعطف الخطير» الذي تتخذه الازمة لأن حوالى مليوني سوري تقل اعمارهم عن 18 سنة «يمكن ان يصبحوا جيلاً ضائعاً».
وداخل سورية نفسها، هناك اكثر من سبعة ملايين نازح بينما يعيش نحو ستين في المئة من السكان في الفقر. ودمرت البنى التحتية مما ادى الى نقص حاد في الكهرباء والمياه وحتى المواد الغذائية في المناطق المحاصرة.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان»، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين على الارض، فان نحو 13 الف سوري قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام السوري منذ بدء النزاع في اذار 2011. وما زال عشرات الآلاف معتقلين في سجون الحكومة وكثيرون آخرون مفقودين.
وعلى رغم الاستياء الدولي من العدد الكبير لضحايا ما يعتقد انه سلاح كيماوي استخدمه النظام في منتصف عام 2013، فان الرئيس السوري بشار الاسد لا يزال وربما اكثر من اي وقت سبق متمسكاً بالسلطة. وتعزز قواته من سيطرتها على ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حلب، بين آخر معاقل المجموعات المعارضة.
وتبدو مجموعات المعارضة المسلحة تلك مشتتة اكثر من أي وقت مضى اذ اضعفها التفوق العسكري للقوات النظامية التي تستهدفها بـ «البراميل المتفجرة» وتتلقى الدعم من حلفاء من الخارج مثل «حزب الله» اللبناني. ونفى الاسد استخدام قواته لتلك «البراميل المتفجرة» على رغم الادلة المقدمة من قبل مجموعات غير حكومية عدة.
اما الدول الغربية التي طالبت برحيل الاسد عن السلطة في عام 2011 فاصبحت اليوم اقل حدة تجاهه اذ انشغلت بصعود تنظيم «الدولة الاسلامية»، الذي ينظر اليه اليوم على انه التنظيم «الارهابي» الاكثر خطورة والاكثر تمويلاً في العالم. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال بوضوح ان اولوية واشنطن اليوم هي الاطاحة بتنظيم «الدولة الاسلامية».
ومنذ منتصف عام 2014 تقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لقتال التنظيم المتطرف الذي اعلن «الخلافة الاسلامية» على الاراضي التي سيطر عليها في العراق وسورية.
وساعدت الغارات الجوية لقوات التحالف المقاتلين الاكراد على طرد التنظيم من بعض المواقع الواقعة في شمال سورية، وخصوصاً مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود مع تركيا.
وعلى رغم ذلك يحافظ «داعش» على قوته ويسعى الى الاضاءة عليها عبر بث اشرطة فيديو تظهر اعدامه للمدنيين والصحافيين والعاملين الانسانيين. واثارت تلك الاشرطة التي اتسمت بالوحشية استياء واسعاً حول العالم.
ويجذب تنظيم «الدولة الاسلامية» آلاف المقاتلين من الخارج، من بينهم الكثير من الغربيين، ما اثار الخشية من سعي هؤلاء الى شن هجمات فور عودتهم الى بلادهم.
وفي محاولة جديدة من اجل التوصل الى حل سياسي، تنظم موسكو، حليفة الاسد، في نيسان (أبريل) جولة جديدة من المحادثات، المشكوك بنتائجها، بين ممثلين عن النظام في دمشق وآخرين عن جزء من قوى المعارضة.
لكن لا يبدو ان سورية سترتاح من ازماتها في اي وقت قريب والامل بالسلام يبقى هزيلاً.
تحت شعار «لا للأسد، لا للدولة الإسلامية» تظاهر مئات الأشخاص السبت في باريس في الذكرى الرابعة لانطلاق الانتفاضة.
 
النظام يدشّن السنة الخامسة بـ ٢٠٠ غارة ومجزرة شرق دمشق
بيروت، لندن - «الحياة»، أ ف ب -
قتل وجرح ١٢٠ مدنياً بغارات شنتها قوات النظام السوري في أول يوم من السنة الخامسة للثورة حيث شنت مقاتلاته حوالى ٢٠٠ غارة، في وقت أفيد بمقتل ٢١٠ آلاف شخص خلال السنوات الأربع السابقة.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان الحرب في سورية أسفرت عن سقوط 215 الف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الاسد في 15 آذار (مارس) 2011. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «احصينا 215 الفاً و518 قتيلاً خلال اربع سنوات من الحرب بينهم 66 الفاً و109 مدنيون». وأوضح ان اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في اعمال العنف منذ بداية شباط (فبراير) الماضي.
وقال «المرصد» في بريد الكتروني امس: «استشهد 18 شخصاً على الأقل، وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين بجراح بينهم أطفال ومواطنات، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية أربع غارات على مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية»، مضيفاً ان «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة». كما جدد الطيران الحربي منذ قليل قصفه لمناطق في أطراف المدينة ومحيطها.
وكان «المرصد» أشار الى انه «ارتفع إلى 153 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والبراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية منذ صباح السبت الـ 14 من التي تمكن المرصد امن توثيقها، واستهدفت طائرات النظام خلالها عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية»، موضحاً ان مقاتلات النظام شنت «81 غارة على الأقل استهدفت فيها مناطق في حي جوبر بمحافظة دمشق ومناطق أخرى بمدينتي دوما وعربين بمحافظة ريف دمشق، وأماكن في محيط اعزاز وبلدات وقرى مارع وعندان وتل رفعت ودير حافر ورتيان ومناطق الملاح والكاستيلو وتل الضمان والقبر الانكليزي وتل المضافة في محافظة حلب، ومناطق أخرى في بلدات المزيريب وعتمان وصيدا ومنطقة درعا البلد بمحافظة درعا، ومناطق في بلدات وقرى مسعدة وحمادة عمر وعقيربات وأم الريش ورسم الهوايد وأبو حنايا بالريف الشرقي لمحافظة حماة، وأماكن أخرى في مدن وبلدات وقرى بنش وسراقب وتفتناز وآفس وتلمنس ومحيط مطار أبو الظهور العسكري ومنطقة مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب، وأماكن أخرى في بلدة أم باطنة بمحافظة القنيطرة»، اضافة الى القاء المروحيات «72 برميلاً متفجراً استهدفت فيها مناطق في مدن وبلدات وقرى إنخل وكفرشمس والشيخ مسكين وعقربا وابطع والفقيع وكفرناسج وسلملين والمال بمحافظة درعا، ومناطق أخرى في بلدات وقرى كفرزيتا واللطامنة والزكاة وحصرايا وحمادة عمر وعطشان بمحافظة حماة، وأماكن في مدينة خان شيخون وبلدتي الهبيط وعابدين بريف محافظة إدلب، وأماكن أخرى في مدينتي الزبداني وداريا بريف دمشق، ومناطق في بلدات مسحرة ونبع الصخر والسويسة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، ومناطق أخرى في قرية حندرات ومحيطها بريف محافظة حلب، ومناطق في مدينة تلبيسة بريف محافظة حمص». وأشار الى ان القصف ادى الى «استشهاد وجرح عشرات المواطنين المدنيين، بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، فيما لا يزال بعض الجرحى في حالات خطرة».
وكان بين «البراميل» ١٢ ألقيت على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية في وقت «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في أطراف مدينة عربين» شرق العاصمة اضافة الى «8 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة الزبداني» شمال العاصمة.
وبين دمشق والاردن، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 14 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على اماكن في منطقة تل عنتر والسهول المحيطة ببلدة كفرشمس بريف درعا منذ الصباح، فيما سقطت قذائف صاروخية عدة أطلقتها قوات النظام على اماكن في منطقة تل عنتر شمال بلدة كفر شمس، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية الطيحة، في حين تم توثيق استشهاد 11 مواطناً داخل المعتقلات الأمنية السورية بعد فقدانهم على حواجز لقوات النظام وبعد معارك مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مناطق سورية عدة، أيضاً استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروحٍ أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بمدينة دمشق أول أمس». كما «جدد الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة مسحرة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة والذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ اسابيع عدة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف، وحزب الله اللبناني مدعماً بمقاتليين ايرانيين وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في محاولة من الاخير التقدم في المنطقة» بحسب «المرصد».
 
«داعش» ينسف آخر جسور نهر الفرات شمالاً
لندن - «الحياة»
فجر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) آخر جسر يربط ضفتي نهر الفرات في شمال سورية، في وقت واصلت مقاتلات التحالف الدولي - العربي شن غارات على مواقع «داعش» وتوفير غطاء للمقاتلين الأكراد في شمال البلاد وشمالها الشرقي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بكتائب مقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في أطراف نهر الفرات عند جسر قره قوزاق»، مشيرة الى ان التنظيم «فجر أجزاء من الجسر، قبل انسحابه إلى الأطراف الغربية لجسر قره قوزاق».
وقصفت مقاتلات التحالف العربي - الدولي مراكز ومواقع للتنظيم في محيط المنطقة، علماً أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» فجروا في الـ 6 من الشهر الجاري الجسر الواقع على نهر الفرات الذي يربط بين بلدة الشيوخ فوقاني وطريق جرابلس - منبج في الضفة الغربية لنهر الفرات «تحسباً لمطاردتهم من قبل وحدات الحماية والكتائب المساندة لها عقب سيطرتها على بلدتي الشيوخ تحتاني والشيوخ فوقاني»، وفق «المرصد».
بذلك يكون «الدولة الإسلامية» فجّر الجسرين الذين يربطان بين الجهتين الغربية والشرقية من نهر الفرات في ريف حلب الشمالي الشرقي.
في ريف حلب، شنت مقاتلات التحالف ضربات على مقرات وآليات لتنظيم «الدولة الإسلامية بريف مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بينما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة تل جبين بالريف الشمالي لحلب، وفق «المرصد».
وكانت مقاتلات تابعة للتحالف العربي - الدولي شنت غارات على مراكز تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط بلدة تل تمر وريفها في ريف الحسكة، بالتزامن مع اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في ريف بلدة تل تمر الجنوبي ومواجهات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)
وفي شمال شرقي البلاد، علم نشطاء «المرصد السوري» أن تنظيم «الدولة الإسلامية» نفذ حملة اعتقالات في بلدة هجين وقرية الجرذي بريف دير الزور «طاولت عدداً من المواطنين معظمهم مقاتلون سابقون في جبهة النصرة وفصائل إسلامية، ممن «استتابوا» في وقت سابق لدى التنظيم».
 
رئيسة «أطباء بلا حدود»: فشل إنساني ومأساة وحشية
الحياة...جوان ليو.. * رئيسة منظمة أطباء بلا حدود
يدخل النزاع السوري عامه الخامس، فيما تستمر أعمال العنف الوحشية التي لا تميز بين مدنيين ومقاتلين وتعرض آلاف الأطباء والممرضين والصيادلة والمسعفين إلى أعمال قتل وخطف وتهجير قسريّ، تاركين خلفهم فجوةً كبيرةً، إذ لم يبق مثلاً سوى أقل من مئة طبيب في حلب (شمال) بعدما كان عددهم ٢٥٠٠ عند بدء النزاع.
تملأ صرخات الشعب السوري صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها على ما يبدو أضحت دمدمةً لا تُسمع خلف أصوات الحرب. ونظراً لحاجة الملايين من السوريين إلى المساعدات، كان ينبغي على منظمتنا إدارة أحد أكبر البرامج الطبية في تاريخها الذي يمتد 44 عاماً. لماذا لم تقم بذلك؟
حين بدأ النزاع، شرعت المنظمة بتوفير الإمدادات الطبية للشبكات الطبية السورية التي تعنى بعلاج الجرحى. لم نستطع الحصول على موافقة الحكومة، لكننا تمكنا بفضل المفاوضات المباشرة مع الجماعات المعارضة من الاتفاق معها وبدأنا بتوفير المساعدات المباشرة عبر الحدود للســكان القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال.
وبحلول 2013، كنا ندير ستة مستشفيات تخدم سكان مناطق سيطرة المعارضة وقدمنا آلاف الاستشارات والولادات والعمليات الجراحية. وسمحت لنا مفاوضاتنا مع الجماعات المعارضة على رغم مصاعبها بإرسال فرق طبية دولية للعمل إلى جانب زملائهم السوريين. وكان علينا أن نعيد التفاوض مع القيادات المحلية المختلفة لنضمن احترام وجودنا وسلامة فرقنا وعدم التدخل في أنشطتنا الطبية. فكانت الجماعات تتغير مراراً وكنا نتفاوض مع قيادات من «جيش المجاهدين» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة» والعديد من فصائل «الجيش الحر»، إضافةً إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وغيرها.
لكننا لم نتمكن أبداً من توفير المساعدات المباشرة إلى معظم السكان العالقين في قلب النزاع. وشكل العنف وغياب الأمن والهجمات التي طاولت المرافق الصحية والعاملين الطبيين وعدم الحصول على موافقات حكومية، بعضاً من العوائق الرئيسية أمامنا، لكن على رغم القيود المفروضة، قمنا بعمل أكبر بكثير مما يمكننا القيام به اليوم.
في منتصف 2013 عندما وصل مقاتلو «الدولة الإسلامية» إلى المنطقة التي كانت تدير فيها منظمتنا معظم المستشفيات، تم التوصل إلى اتفاقيات مع قياداتها تنص على عدم التدخل في الإدارة الطبية واحترام مرافق وأطقم المنظمة. لكن في 2 كانون الثاني (يناير) 2014، قام تنظيم «الدولة» باختطاف 13 من أفراد طاقمنا. أُطلق سراح الزملاء السوريين الثمانية بعد بضع ساعات، وبقي أفراد الطاقم الدولي الخمسة في الأسر قرابة خمسة أشهر. أدى هذا الاختطاف إلى سحب فرقنا الدولية وإغلاق مرافقنا الصحية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
طلب القادة المحليون في تنظيم «الدولة» مراراً استئناف المساعدات الطبية في مناطقهم. لكن لا يسعنا التفكير في ذلك بعد أن استهدفوا فرقنا ونكثوا بالاتفاقية. لم نحصل بعد على الضمانات المطلوبة من القيادة بعدم خطف وإيذاء مرضى المنظمة والعاملين معها. ولا تزال منظمة «أطباء بلا حدود» تدير ثلاثة مستشفيات عبر طاقم سوريّ يعمل مع المنظمة، أحدها في أطمة (شمال سورية وقرب حدود تركيا) واثنان في حلب، إضافةً إلى ثلاثة مرافق صحية أخرى في الشمال السوري، إلا أن المساعدات محدودة. وقتلت الغارات الجوية في حلب وأصابت الآلاف كما دمرت المنازل والبنى التحتية. وفي غرب حلب، أضحى الوصول إلى الرعاية الصحية شبه مستحيل نظراً إلى شح الإمدادات وغياب الطاقم الطبي المؤهل. وشهدت فرق المنظمة تزايد المضاعفات الطبية، كالإجهاض والولادات المبكرة. وتؤدي صعوبة توفير رعاية ما بعد الجراحة ونقص المضادات الحيوية إلى الالتهابات وزيادة معدل الوفيات.
أُجبرنا على تقليص أنشطتنا لكننا تابعنا دعم الشبكات الطبية السورية في سعيها الحثيث لعلاج المرضى. ويعد التبرع بالأدوية والمواد الطبية أساسياً بالنسبة إلى الطواقم العاملة في المناطق المحاصرة. يجري إيصال الإمدادات الطبية عبر طرقات خطرة تمرّ على العديد من نقاط التفتيش وترتفع فيها مخاطر تعرض المواد للمصادرة والأشخاص للاعتقال والموت. ولا يلبي الدعم بشكله هذا الحاجات، فالعديد من المنشآت لا تزال تفتقر إلى المعدات والعاملين، ولا يسعنا توفير المساعدات المباشرة لسدّ هذه الاحتياجات.
ثمة حاجة ماسة في سورية إلى بذل جهود إنسانية دولية على مستوى واسع، إلا أن ذلك لن ينجح إلا إن دخلت أطراف النزاع كافة في حوار مع المنظمات الإنسانية لتحديد خطوات عملية للسماح لها بالعمل بصورة فاعلة وآمنة. ويتوجب على أطراف النزاع المسلحة كافة السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين وذلك في إطار التزاماتهم تجاه القانون الدولي.
يعيش الشعب السوري معاناة لا يمكن تصورها منذ أربعة أعوام، ولن يؤدي استمرار إعاقة المساعدات الطبية إلا إلى مفاقمة هذه المأساة وحرمان المدنيين من أبسط المساعدات، ولا يمكن العالم الاستمرار في غضّ الطرف عما يجري. يمكننا بل ويجب علينا أن نفعل المزيد من أجلهم.
 
يختار بنفسه الحرس الشخصي للأسد ويُشرف على خطة حمايته
سليماني يعين قائداً عسكرياً إيرانياً لإدارة منطقة جنوب سورية
السياسة..دمشق – آكي, رويترز: كشفت مصادر مقربة من “حزب الله” اللبناني المتحالف مع طهران ودمشق, أن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني, عين “مسؤولاً عسكرياً إيرانياً” لقواته في جنوب سورية, ولم يعد هو المسؤول المباشر عنها, بل المشرف العام على القوات الإيرانية الموجودة في سورية لمساندة نظام بشار الأسد.
وأكدت المصادر لوكالة “آكي” الإيطالية للأنباء أن “المسؤول العسكري الذي عينه سليماني هو المسؤول المطلق لكل القوات المتمركزة جنوب وجنوب غرب دمشق, بما فيها قوات النظام العسكرية والأمنية ومقاتلو ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية الأخرى, والتي تحاول استعادة السيطرة على مناطق من يد قوات المعارضة المسلحة في جنوب سورية”.
واعتبرت المصادر أن الجيش السوري النظامي في الجنوب “بات ذراعاً تنفيذية للحرس الثوري” الإيراني.
إلى ذلك, أكد أحد الضباط السوريين المنشقين رفيعي المستوى للوكالة ذاتها, أن سليماني “هو الذي يرتب ويختار الحرس الشخصي للأسد, وهو الذي يُشرف على وضع خطة حمايته الشخصية وحماية أسرته, ومحظور على أحد غيره تغيير خطط أمن الأسد أو التدخل بحراسته الشخصية”.
وحاول النظام السوري إخفاء دور سليماني, لكن الأخير لم يكن حريصاً على إخفاء دوره.
وقال منشقون عن النظام إن الرجل أصبح فعلياً هو “الحاكم الحقيقي” لسورية, وهو الذي “يحدد تحركات الأسد ومواقفه, ويُقدم الخطط للأجهزة الأمنية السورية وللقوات العسكرية في مجمل الأراضي” السورية.
ولا يقتصر دعم طهران للنظام السوري على الجانب السياسي والعسكري التقليدي, بل تجاوز ذلك إلى إرسال قوات من النخبة ومن “الحرس الثوري” لمساعدة القوات الأمنية والعسكرية السورية, بلغت وفق تقديرات بعض المراقبين إلى ستة آلاف مقاتل معظمهم من الحرس الثوري, نحو ربعهم في جنوب سورية.
على صعيد آخر, ذكرت وسائل اعلام رسمية سورية, أن الجيش النظامي استهدف مجموعة من مقاتلي “جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سورية, في وقت متأخر ليل اول من امس, بجنوب البلاد, وأن العشرات قتلوا من بينهم ثلاثة أعضاء بارزين في الجبهة.
وذكرت الوكالة الرسمية للانباء التابعة للنظام أن “وحدة من الجيش والقوات المسلحة تستهدف تجمعا لما يسمى لواء العز التابع لتنظيم جبهة النصرة الارهابي في السويسة بريف القنيطرة ما أدى الى مقتل العشرات من أفراده بينهم ثلاثة من المتزعمين”.
كما ذكر الجيش في بيان أن عمليات نفذت بمحافظة القنيطرة, لكنه لم يتطرق الى الخسائر البشرية.
بدوره, ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان, كما نقلت عنه وكالة “رويترز” ان طائرات هليكوبتر عسكرية سورية أسقطت براميل متفجرة في وسط القنيطرة ليل السبت الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه لم يتضح بعد إن كانت خسائر قد لحقت ب¯”جبهة النصرة” لكن سلاح الجو السوري نفذ أكثر من 150 غارة في أنحاء متفرقة من البلاد اول من امس, ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.
 
دينيس روس لـ «الشرق الأوسط»: سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية
أصوات أميركية تستبعد الأسد من مستقبل سوريا وتطالب بإدماج المعارضة المعتدلة
نيويورك: هبة القدسي
كثير من الأسئلة تقفز إلى ذهن الصحافي وهو يستجوب مسؤولا أو باحثا أميركيا متخصصا في الشرق الأوسط، عن حاضر ومستقبل سوريا، من بينها، آفاق تحقيق حل سياسي من منطلق بيان جنيف1 وجنيف2، في ظل توسع تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفي ظل خفوت الدعوة لرحيل الأسد، من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتحول الأولويات إلى محاربة تنظيم داعش؟
الدبلوماسي المخضرم والمبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، يقول لـ«الشرق الأوسط»، حتى أكون منصفا، لا توجد هناك استراتيجيات يمكن أن تعدنا بالنجاح، ولكن لا يمكن، في الوقت نفسه، أن ننكر أن سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية. ويتابع بقوله: لقد زرت مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الذي يأوي 85 ألف لاجئ تقريبا، وشهدت عن كثب تراجيديا هذا الصراع.. الناس يتوقون للعودة إلى عوائلهم وبيوتهم التي ربما لن تكون موجودة مرة أخرى.
ويضيف روس، الذي عمل مع بوش الأب وبوش الابن ومع بيل كلينتون في ملفات كثيرة في المنطقة، أن خوف الإدارة من أن تنجر إلى «ورطة» هو خوف مفهوم. ولكن الشيء الأكيد هو أن الأطراف الوحيدة في المعارضة السورية الذين سيحصلون على المال والسلاح لخوض حرب فرضها النظام على شعبه، ستكون «المتطرفين». ويعتقد أن الأسد نادرا ما حارب تنظيم داعش، لأنه أراد أن يصور للعالم أن البديل الوحيد له هم المتطرفون. كذلك وجد التنظيم أنه من المناسب له أيضا أن يحارب الفصائل الأخرى، وليس الأسد. لقد وجد الطرفان أنه من المفيد لهما أن يخلقا واقعا مزدوجا. غير أن الخاسر الوحيد هنا هو السوريون. ويرى روس أن وجود الأسد يشكل مغناطيسا جاذبا للجهاديين من كل أنحاء العالم للمجيء إلى سوريا.
ومع موافقته على ضرورة وجود العملية السياسية، إلا أنه يعتقد أن فكرة مقاتلة تنظيم داعش وترك الأسد في السلطة لا تعني شيئا.
ويرى دينيس أيضا أن إقامة منطقة عازلة في الشمال على الحدود التركية - السورية لاستيعاب اللاجئين وتنظيم المعارضة، وكذلك لبناء قدرات المعارضة المعتدلة، قد يوفر مخرجا، «إذا حافظ الأتراك على الأمن ليضمنوا أنها لا تخترق من قبل (داعش)، وإذا وافق السعوديون والقطريون على تقديم كل الدعم المادي من خلال عنوان واحد ولمجموعة متفق عليها».
وبصرف النظر عن الهدف الإنساني، يرى الدبلوماسي المخضرم وجوب أن يكون الهدف هو تغيير ميزان القوى، وتبليغ الإيرانيين والروس بأن ثمن مساعدتهم للأسد سيزداد كلفة، ما لم يتعاونوا على وضع خطة سياسية لإنهاء الصراع، ووضع ترتيبات انتقالية لحكومة جديدة. كما يقترح وجودا دوليا لمساعدة الحكومة المؤقتة على بناء نفسها، وعلى لعب دور فعال في حفظ السلام.
ويختتم تصريحه لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «لا توجد هنالك خيارات جيدة، المتوفر فقط خيارات أقل سوءا. ولكن الاستمرار في الطريق نفسه، هو بالتأكيد ليس الجواب».
أما إليوت أبرامز، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية، فيرى أن سوريا، ستبقى طويلا أكبر فشل لسياسات أوباما، بسبب «الثمن الإنساني»، الذي تسببت به سياساته. وقد سبق لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع بانيتا، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية باتريوس، أن طلبوا من الرئيس الأميركي المضي قدما بمطلبه، الذي نص على أن «الأسد يجب أن يرحل»، وذلك بتقديم دعم حقيقي للمعارضة. «غير أن أوباما رفض. ومضى الأسد في ذبح شعبه من السنة». ويضيف أبرامز أنه حتى استخدام الأسد للكيماوي، لم يدفع أوباما إلى اتخاذ الإجراء الذي يحقق تعهده برحيل الأسد.
ويعتقد الباحث جازما بأن نظام الأسد آلة لتصنيع الإرهابيين، «لأن السنة في أنحاء العالم سينضمون لـ(النصرة) و(داعش) من أجل محاربة الأسد والدفاع عن السنة». على ذلك، فإن العنف لن يتوقف، طالما أن الأسد في السلطة. ويرى هو أيضا، أن على الولايات المتحدة أن تعمل مع تركيا ودول أخرى، لدعم المعارضة المعتدلة، وإسقاط النظام السوري.
وينهي حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول إنه لن تكون هناك إمكانية حل سياسي قبل إضعاف النظام «لأنه لا يمكنه الربح على الطاولة من هو خاسر على الأرض».
الباحث فيصل عيتاني، من مركز مجلس أتلانتيك، يؤمن بضرورة الشراكة مع قوات محلية على الأرض لهزيمة «داعش» عسكريا، وتأسيس حكم متمكن بشرعية سياسية، لمنع عودة ظهور التنظيم مرة أخرى. وهذا يفترض أن تنطوي الشراكة على معالجة الحرمان الاجتماعي والسياسي بين السكان في المناطق التي يسيطر عليها «داعش».
وعن مدى صلاحية بيان جنيف الآن، يقول إن البيان ينص على التفاوض من أجل انتقال سياسي، وهذا من شأنه من ناحية نظرية استبعاد بشار الأسد، «لأنه لا تسوية يمكن التفاوض عليها بخلاف ذلك». وهذا يتطلب ضغطا عسكريا أكبر على النظام، وتعزيز الشركاء المحليين في المعارضة، وضمان مشاركة سياسية كافية من الولايات المتحدة للإشراف على العملية السياسية التي من شأنها إنهاء الحرب.
ولا يشك عيتاني في أن الإدارة غير مستعدة لاتخاذ المخاطر اللازمة لتحقيق هذه النتيجة. فرسميا، تواصل الولايات المتحدة الضغط من أجل تطبيق اتفاق جنيف، وهو ما يعني رحيل الأسد، إلا أنه يحيل الموقف إلى خشية الإدارة من أن تعني مواجهة الأسد إزعاجا لإيران، الأمر الذي يهدد المفاوضات النووية التي يشعر الرئيس أوباما أنها أكثر أهمية بالنسبة له. وفي النهاية، في رأي فيصل عيتاني، لا يعني كل هذا، أن الأسد الآن هو جزء من الحل - على الرغم من وجود أصوات هنا تدعوا إلى ذلك - فالإدارة تشعر بأن «الفكرة ليست بالحكيمة ولا بالأخلاقية».

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,657,452

عدد الزوار: 6,959,636

المتواجدون الآن: 69