عسكريون إيرانيون ومن “حزب الله” اللبناني يشاركون بالقتال إلى جانب الميليشيات الشيعية...التحالف الدولي لن يشن غارات مكثفة لأنه لا يريد أن يكون ظهيراً جوياً لقوات تقودها إيران

الجيش العراقي يسيطر على نصف مدينة تكريت وإيران تشارك في معركة تكريت....قائد فيلق القدس الإيراني يقدم المشورة > 30 ألفا من عناصر الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر يشاركون في الهجوم

تاريخ الإضافة الأربعاء 4 آذار 2015 - 6:55 ص    عدد الزيارات 1701    القسم عربية

        


 

الجيش العراقي يسيطر على نصف مدينة تكريت
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
تشكل معركة تكريت نقطة تحول مفصلية في الحرب الدائرة ضد تنظيم «داعش« وإثبات جاهزية القوات العراقية وقدرتها مدعومة بميليشيا الحشد الشعبي ومتطوعين من قبائل سنية، على خوض معارك كبيرة بدأت في مدينة تكريت ولاحقاً لاستعادة الموصل او مدن الانبار التي تخضع لسيطرة المتشددين.

وترمي الحملة العسكرية الواسعة في مدينة تكريت التي تحمل رمزية لافتة لكون المدينة مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الى اخراج «داعش« من محافظة صلاح الدين التي تعد احد الاركان المهمة في دولة التنظيم المتطرف منذ استولى على مساحات شاسعة من العراق في حزيران الماضي، وستكون كذلك اختباراً جدياً لاستراتيجية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها على الارهاب .

وواصلت القوات العراقية تقدمها العسكري في مدينة تكريت بمشاركة اكثر من 20 ألف مقاتل وسط معارك شرسة مع «داعش«.

وقال مصدر امني ان القوات العراقية تتقدم نحو المدينة عبر ثلاثة محاور أساسية، كما سيتم التحرك بمحاور فرعية أخرى لمنع تسلل وهروب المسلحين، مؤكدا أن «العملية تتم تحت غطاء ناري كثيف من طيران الجيش والمدفعية.»

وذكر المصدر أن «القوات العراقية سيطرت على نحو 50% من مدينة تكريت وهي مستمرة في التقدم.» وتخوض، بمساندة ميليشيا الحشد الشعبي حرب شوارع مع «داعش« في بعض أحياء قضاء الدور (مسقط رأس عزة ابراهيم امين عام حزب البعث ونائب الرئيس السابق المطلوب للسلطات العراقية)، بعد ان حسمت السيطرة على المجمع السكني في البلدة ما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات من «داعش«، فيما أصيب 33 عنصرا من الميليشيات خلال المواجهات .

وكان قائد عمليات سامراء اللواء عماد الزهيري اعلن ان القوات الامنية وبمساندة الحشد الشعبي اقتحمت الخطوط الدفاعية لتنظيم «داعش« باتجاه تكريت وقضاء الدور. وقال ان «الجيش تقدم نحو اهدافه ضمن الصفحة الاولى لعمليات تحرير محافظة صلاح الدين في تكريت وقضاء الدور».

كما اكد قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي ان القطعات العسكرية العراقية تتقدم باتجاه تكريت في كل المحاور برغم لجوء «داعش« لزرع العبوات الناسفة في الطرق العامة والفرعية ومناطق الاقتراب من مواقعه .

وبدأت القوات المشتركة المتمركزة في محور ديالى (شمال شرق بغداد) هجومها على منطقتي العلم والدور وباقي أجزاء محافظة صلاح الدين التي يسيطر عليها تنظيم «داعش«.

وقال مصدر في القوات المشتركة ان «الجيش العراقي والحشد الشعبي بدآ (منذ صباح امس)، هجومهما البري على مناطق جنوب صلاح الدين والعلم بقصف مدفعي وصاروخي وجوي كثيف شاركت فيه المروحيات والمقاتلات العراقية من طراز سوخوي.» واشار الى إن «القوات المشتركة في محور العظيم التي يقودها المشرف على الحشد الشعبي هادي العامري كلفت بمهمة تحرير منطقة العلم التي تبعد 16 كم عن مدينة تكريت حيث ستقوم بعملية التفاف حول منطقة العلم عبر الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين لاستعادة السيطرة على المنطقة وطرد تنظيم «داعش« منها»، مبينا أن «السيطرة على العلم تعد اولوية للقوات المشتركة لكونها تمثل بعدا ستراتيجيا لتنظيم «داعش« قرب مدينة تكريت«.

وفي واشنطن، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتلقوا طلبا من العراق لشن غارات دعما للقوات الحكومية التي تنفذ عملية استعادة مدينة تكريت.

في غضون ذلك حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعض الفصائل الشيعية المنضوية في الحشد الشعبي من مواجهة او استفزاز الولايات المتحدة عسكريا. وقال مصدر نيابي مطلع لـ»المستقبل« ان «العبادي حذر امام مجلس النواب العراقي امس فصائل شيعية مسلحة من مواجهة او استفزاز القوات الاميركية التي تقدم مساعدات للحكومة العراقية في الحرب ضد داعش«. واضاف أن «العبادي كشف للنواب عن قيام احدى الفصائل الشيعية ويعتقد انها كتائب حزب الله التي يقودها ابو مهدي المهندس، باطلاق صواريخ ارض - جو على طائرة اباتشي اميركية من مقر احد الفرق العسكرية العراقية في منطقة قرب الفلوجة قبل ايام، وحذرهم من ان تكرار هذا العمل سيدفع الولايات المتحدة الى الرد عسكريا على مصادر النيران، مما سيؤدي الى وقوع خسائر في صفوف الحشد الشعبي والقوات العراقية«.واكد المصدر ان «رئيس الوزراء العراقي ابلغ النواب وخصوصا الشيعة ان لا دليل على قيام الطائرات الاميركية برمي مساعدات لتنظيم داعش في عدة مناطق عراقية، وان كل ما يتم تداوله عبارة عن اشاعات غير صحيحة تقف وراءها اجندات ووسائل اعلام تابعة لجهات عدة من منطلق معاداة الولايات المتحدة، من دون ان يكون لما يتم نشره اي صدقية بعد ان يتم التحقق منه عبر اكثر من مسؤول امني«. واوضح أن «العبادي كان صريحا مع النواب وخصوصا الشيعة من الموالين لايران، عندما خيرهم بين استمرار الدعم الدولي من خلال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للحكومة العراقية لمواجهة تمدد داعش، او قيام البرلمان العراقي بالتصويت على ايقاف التعاون مع التحالف الدولي، بدلا من ترويج الاكاذيب وشن حملات سياسية ضد واشنطن في موقف غير اخلاقي يتعارض مع حاجة العراق الى الدعم الدولي ولا سيما ان تدخل التحالف في الحرب الحالية جاء بطلب من الحكومة العراقية بحسب ما ذكره رئيس الوزراء العراقي«.

واشار المصدر ان « العبادي أعلن أن القوات العراقية تتهيأ لعملية عسكرية كبرى ضد داعش في محافظة الانبار (غرب العراق) بعد الانتهاء من معركة تكريت، فيما تجري الاستعدادات على قدم وساق للتحضير لمعركة استعادة الموصل حيث سيتم تحديد قائد عسكري دائم لقيادة عمليات نينوى والتعاون مع البيشمركة الكردية في الهجوم المرتقب«.وفي سياق متصل، اعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن معركة استعادة مدينة الموصل من «داعش« لن تكون «قريبة»، فيما أقر بصعوبة المعركة في سوريا.

وقال كيري في مقابلة تلفزيونية، إن «الحرب ضد تنظيم داعش تجري نحو طريق النجاح»، مبينا أنها «بدأت في العراق حيث تم استعادة نسب مهمة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة التنظيم«.

وعن موعد شن الهجوم المرتقب لاسترجاع مدينة الموصل أضاف كيري أن «هناك عدداً من الخيارات المختلفة المطروحة، وأن ذلك سيحدث عندما نكون جاهزين وحسب الموعد الذي يحدده التحالف، وهو غير قريب»، مؤكدا أن «الهجوم سيحدث عندما نكون واثقين بأن المعركة ستحقق النجاح، ولكنني لا أستطيع تحديد موعد معين لهذا الهجوم، ولكنه سيحصل«.

وفي سياق متصل أكد كيري أن «المعركة في سوريا ضد داعش ستكون أصعب حيث لا نمتلك القوة الكافية ضد التنظيم«.

وعد كيري سوريا «التحدي الأكبر»، مضيفا أننا «نحتاج إلى قوات على الأرض هناك، ولن تكون أميركية، ولكننا نعمل على تحقيق ذلك بالتنسيق مع جهود الدول العربية في المنطقة«.

وأشار كيري إلى أن «بلاده تبذل الكثير من الطاقة والجهود لتحقيق هدف الانتصار على داعش»، معربا عن «ثقته بأنه مع مرور الوقت سنتمكن بالفعل من إلحاق الهزيمة بالتنظيم وتدميره نهائيا».
 
قوات الأمن العراقية تتقدم في اتجاه تكريت
الحياة...بغداد - بشرى المظفر
أكدت قوات الأمن العراقية المدعومة بـ»الحشد الشعبي» ومقاتلي العشائر تقدماً كبيراً في صلاح الدين، فيما أعلنت العشائر ومجلس المحافظة دعمها الكامل للحملة على «داعش» ودعت أهالي المناطق المحررة الى الإمساك بالأرض.
وقالت مصادر أمنية في صلاح الدين أن «القوات التابعة لقيادة عمليات سامراء، من الجيش والشرطة الاتحادية، بمساندة الحشد الشعبي، تمكنت من السيطرة على المجمع السكني، في قضاء الدور، جنوب شرقي تكريت، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش» ، واضافت أن «المعارك أسفرت عن قتل وإصابة العشرات من داعش، فيما اصيب 33 عنصراً من الحشد».
وأكدت مصادر أخرى «تمكن قوات الامن ومقاتلين من الحشد الشعبي والعشائر من السيطرة على منطقة البو حساني، في قضاء الدور (مسقط رأس نائب رئيس الجمهورية السابق عزة الدوري)، ورفعت العلم الوطني فوق مباني المنطقة كما تمكنت من السيطرة ايضاً على جسر ابو شوارب، وهي تتقدم بعمق ثلاثة كيلومترات في منطقة شيخ محمد، شرق مدينة سامراء وفي كل المحاور وفتحت ساتر خط الدفاعر الأول لـ «داعش» في قضاء سامراء، فيما دكّ طيران الجيش والمدفعية تجمعات التنظيم تزامناً مع تقدم القطعات العسكرية نحو تكريت».
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية أن»اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس في مناطق بنات الحسن وأطراف سامراء، بالتزامن مع تقدم القوات باتجاه الدور» ، واضافت ان «طيران الجيش يحلق بشكل مكثف ويشكل غطاء للقوات الامنية».
وأعلن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري «تحرير عدد من المناطق من سيطرة داعش»، وقال إن «العمليات تسير كما هو مخطط له»، مبيناً أن «قوات الامن والحشد الشعبي مستمرة بالتقدم وفق خطة محكمة»، وأضاف أن «القطعات العسكرية انطلقت من خمسة محاور وتمكنت من السيطرة على مناطق العباسي وسورشناس والشيخ محمد في اطراف سامراء، و البو حسان جنوب قضاء الدور»، مؤكداً « انهيار داعش».
من جهته، دعا مجلس محافظة صلاح الدين الجيش والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر الى «ضرورة الالتزام بالمحافظة على أرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم»، وقال رئيس المجلس أحمد الكريم في بيان إن «رجال الحق من الجيش والأجهزة الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر العراقية الأصيلة انطلقوا في عملية تحرير المحافظة بعد أن أذن لهم القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي» ، ودعا « أهالي المحافظة إلى مسك الأرض بعد التحرير ووحدة الصف والكلمة ونبذ كل من تسبب وساهم وساعد على النيل من المحافظة».
وأكد مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين مساندته العملية العسكرية لتحرير أراضي المحافظة، وقال في بيان: «نعلن مساندتنا ومباركتنا العملية العسكرية لتحرير أراضي محافظة صلاح الدين بكل الوسائل المتوافرة لدينا، منها الجنود من أبناء عشائر صلاح الدين الذين تطوعوا في صفوف الحشد الشعبي ودعمنا للقوات الامنية»، داعياً «جميع الأهالي الى مساندة القوات الأمنية وتقديم الدعم لهم بكل الوسائل المتاحة» ، وأشاد بـ «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لإعلانه انطلاق العمليات العسكرية الخاصة بتحرير محافظة صلاح الدين من قضاء سامراء، مسقط رأس الإرهابي أبو بكر البغدادي»، واعتبرها «تحدٍياً كبيراً للإرهاب لتحطيم كيان تنظيم داعش».
وكان العبادي اعلن من سامراء مساء الاحد، بعد لقائه القادة الامنيين انطلاق حملة تحرير صلاح الدين، وجاء في بيان انه «عقد اثناء زيارته الى سامراء اجتماعا للقيادات الامنية وقيادات الحشد الشعبي بحضور محافظ صلاح الدين رائد ابراهيم الجبوري واستمع الى شرح مفصل للواقع الامني في سامراء والاستعدادات الجارية لتحرير المحافظة» ، وأثنى على « التلاحم بين القوات الامنية والشعب، واكد ان حالة التلاحم شيء مفرح وحضاري عندما يتعرض البلد لهجمة ارهابية» ، ودعا الى «عدم توسيع دائرة الخلافات لأن هذه الخلافات طبيعية، وعلينا ان ننتبه الى الصورة الاجمل من خلال تلاحم القوات الامنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والمواطنين» ، كما دعا الى «ضرورة الحذر في التعامل مع المواطنين وان نحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم لأن هدفنا هو تحرير الناس» ، وشدد على ضرورة ان « يكون القتال تحت قيادة وعلم الدولة».
من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني في ديالى انتقال قوة ضخمة من المحافظة باتجاه صلاح الدين. وقال إن القوة «عبارة عن ثلاثة أفوج طوارئ من الشرطة، وثلاث سرايا لقوة المهمات الخاصة» ، وأضاف أنها «مكلفة مهمات محددة للسيطرة على بعض مناطق صلاح الدين وتدعيم الخطوط الدفاعية للقوات المهاجمة ومسك الأرض بالتنسيق مع الحشد الشعبي»، مؤكدا أن «الأجهزة الأمنية أعلنت الاستنفار في حوض العظيم، شمال بعقوبة واعتبرتها منطقة عسكرية الى إشعار أخر».
في الاثناء، اكد مصدر في قوات البيشمركة «صد هجوم مسلحي داعش على مركز مدينة سنجار من اربعة محاور»، مشيراً الى أن «التنظيم إستخدم سيارة مفخخة يقودها إنتحاري»، وأضاف أن «العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في غارات جوية لطيران التحالف جنوب شرقي الموصل».
 
إيران تشارك في معركة تكريت
بغداد - «الحياة»
أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن لا مجال لـ «الوقوف على التل في المعركة ضد داعش لأننا سنحسبه (من يقف محايداً أو منتظراً نتائج المعركة) على الطرف الآخر». وأنهى تحالف القوى السنية مقاطعة البرلمان وحضر القراءة الأولى لمشروع قانون الحرس الوطني.
وفي وقت غابت عن العمليات العسكرية في تكريت قوات وطيران التحالف الدولي، نشرت وكالة «أنباء فارس» الإيرانية صوراً لقائد «فيلق القدس» العميد قاسم سليماني في صلاح الدين، مؤكدة أنه «يقدم استشارات إلى القوات العراقية».
وقال العبادي خلال حضوره جلسة البرلمان أمس ان «الجميع شارك في الحكومة وعليه تنفيذ برنامجها». وأكد أن «جميع المشاركين في المعارك في صلاح الدين (يقاتلون) في إطار الدولة، ولا مجال للوقوف على التل، لأننا سنحسبه على الجانب الآخر». وشدد على أن «الحكومة لن تسمح بوجود الميليشيات خارج الدولة وستمنع أي تشكيل عسكري خارج سلطتها»، مستدركاً أن «الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية جديدة، لكن هناك بعض الانتهازيين يقومون بحرق الممتلكات بعد انتهاء معارك التحرير». وتابع أن «الوضع الأمني في بغداد تحسن في شكل لافت، كما أن قوات الأمن تعمل على تطهير أطراف العاصمة، ونحن نتهيأ لعملية تحرير الأنبار من داعش».
وأشار إلى أن «الوضع المالي والاقتصادي تحت السيطرة»، مشدداً على «ضرورة تنويع مصادر التمويل ووضع استراتيجية للنهوض بالواقع الخدمي». وأوصى بحماية المدنيين و «القتال تحت الراية العراقية»، وكان بذلك يرد على مخاوف عشائر سنية من تعرضها لحملات انتقام على يد قوات «الحشد الشعبي».
ميدانياً، أفادت معلومات أوردها قادة عسكريون أن حوالى 8 آلاف مقاتل يشاركون في عملية للسيطرة على بلدتي الدور والعلم، وصولاً إلى تكريت. وأكدت مصادر داخل المدينة، وهي العاصمة الإدارية لصلاح الدين، أنها شبه خالية من السكان، وأن «داعش» فخخ كل مداخلها، والعمليات الكبرى قد تجري خارجها، وفي القرى والبلدات المجاورة. وأعلن المحافظ رائد الجبوري «تحرير عدد من المناطق من سيطرة داعش»، وأوضح أن «القطع العسكرية انطلقت من خمسة محاور وتمكنت من السيطرة على العباسي وسورشناس والشيخ محمد في أطراف سامراء، والبوحسان جنوب قضاء الدور».
وتحتل تكريت والبلدات المحيطة بها، وهي مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أهمية استراتيجية بالنسبة إلى «داعش»، ويعني نجاح القوات العراقية في السيطرة عليها قطع الطريق الذي يربطها بمحافظة نينوى، حيث الثقل الأساسي للتنظيم، وبالأنبار التي تشكل أكبر ساحة لعملياته منذ بداية العام الماضي.
وكان رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم دعا الجيش والأجهزة الأمنية و «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر إلى ضرورة المحافظة على أرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف القوات المسلحة إلى بذل «كل ما في وسعها لضمان أمن وسلامة المدنيين وفقا للمعايير الدولية». وقال: «يتعين بذل أقصى جهد ممكن لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين والاحترام الكامل للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
وقال قادة عسكريون ان قواتهم لم تشهد دعماً جوياً للتحالف حتى مساء أمس، مؤكدين مشاركة القوات الجوية العراقية وطائرات من دون طيار، فيما بدا لافتاً إعلان وكالة «فارس» الإيرانية وصول سليماني الى المحافظة «لتقديم استشارات الى القوات العراقية». وانتشرت طوال الشهور الماضية صور لسليماني في مواقع شهدت عمليات عسكرية في ديالى وجنوب بغداد.
سياسياً، أعلن تحالف القوى السنية في البرلمان إنهاء مقاطعته الجلسات، بالتزامن مع قراءة قانون «الحرس الوطني» الذي يعتبر من المطالب الأساسية للتحالف، لكن كتلة «دولة القانون» التي ينتمي اليها العبادي اعترضت على بعض المواد.
 
معصوم يطالب بغداد وأربيل بتنفيذ الاتفاق النفطي
الحياة...أربيل – باسم فرنسيس
أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن إقليم كردستان لم يعد يشكل «عبئاً» على العراق، ودعا بغداد وأربيل إلى تنفيذ اتفاقهما على تصدير النفط «ضماناً للمصالح المشتركة»، فيما أعلن وزير النفط عادل عبد المهدي إحراز تقدّم، على رغم «صعوبة حل الإشكالات دفعة واحدة».
ووصل معصوم السبت الماضي إلى السليمانية لإجراء محادثات مع القادة الأكراد، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين أربيل وبغداد، خوفاً من انهيار الاتفاق بينهما.
ونقل بيان لـ «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني، عن معصوم قوله خلال اجتماع للمجلس المركزي للحزب، أن إقليم كردستان لم يعد عبئاً على العراق لامتلاكه موارد وثروات طبيعية كبيرة تساهم في إغناء البلاد وبناء موازنتها السنوية، لذلك فإن الطرفين يحتاجان الى بعضهما بعضاً، مع الدور المهم الذي يؤديه الكرد في الحكومة الجديدة، ما يحتّم العمل لضمان بقائها ونجاحها»، داعياً الطرفين إلى «الالتزام بالاتفاق النفطي»، ولفت إلى «ضرورة أن يعمل ممثلو الإقليم في بغداد على إدامة واستمرار التوافق القائم بين مختلف الأطراف، ومشاركة الجميع في إدارة الحكم لمواجهة التحديات السياسية والأمنية».
إلى ذلك، بحث رئيس الحكومة حيدر العبادي مع رؤساء الكتل الكردية في البرلمان، في «التحديات الاقتصادية والأمنية وانخفاض أسعار النفط عالمياً وتأثيراته في الموازنة»،على ما جاء في بيان حكومي، ودعا الكتل إلى «نبذ الخلافات لتحقيق الانتصار على الإرهابيين باعتباره التحدي الأكبر، لأن أعداءنا يسعدون في فرقتنا، ومنها أهمية الالتزام بالاتفاق بين الإقليم وبغداد».
وفي السياق، أعلن عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول، أن أربيل وبغداد «ملتزمتان تنفيذ الاتفاق، وأحرزتا تقدماً، وكلتاهما ستحققان مكاسب كبيرة، وذلك من خلال استخدام خطوط أنابيب الإقليم لتصدير نفط كركوك»، وأضاف أن «شركة النفط الوطنية (سومو) تستلم يومياً نصف الكمية المتفق عليها مع الإقليم البالغة 300 ألف برميل في ميناء جيهان التركي، لكن الإنتاج سيرتفع إلى 550 برميلاً بحلول نهاية العام، لما تواجهه عملية التصدير من عقبات وإشكالات يصعب حلّها دفعة واحدة».
واحتجّ الأكراد على رفض بغداد صرف حصة الإقليم من الموازنة البالغة 17 في المئة، فيما عزت الأخيرة الأسباب إلى عدم التزام الإقليم سقف الصادرات المحدّد في الاتفاق بمعدل 550 ألف برميل يومياً.
وتزامنت تصريحات عبد المهدي مع اجتماع عقدته الحكومة الكردية واللجان المعنية في برلمان الإقليم ومجلس النفط والغاز، وأفاد بيان بأن «المجتمعين قرروا مواصلة الإقليم دفع بغداد إلى صرف حصته وفقاً لما ورد في قانون الموازنة الاتحادية، والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات لحل الأزمة المالية، والإسراع في حلّ الإشكالات المتعلّقة بالخلافات الداخلية ومسألة الإصلاحات، خصوصاً في ما يتعلق بملف النفط والغاز والشؤون المالية باعتماد مبدأ الشفافية، وتكليف وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم نشر المعلومات حول حجم الإنتاج والصادرات أسبوعياً».
 
القوى السنية العراقية تنهي مقاطعة البرلمان
الحياة..بغداد - جودت كاظم
أنهى تحالف القوى السنية مقاطعة البرلمان العراقي، وحضر الجلسة التي شهدت القراءة الأولى لمشروع قانون الحرس الوطني الذي اعترض ائتلاف «دولة القانون» على بعض فقراته.
وقال العبادي إن «الجميع يشارك في الحكومة، وتنفيذ برنامجها واجب عليهم». وأضاف: «نشكر من قاطع وعاد إلى البرلمان»، في اشارة الى «اتحاد القوى السنية».
وعن العمليات العسكرية، قال: «الكل يجب أن يقاتل تحت إطار الدولة كما أن لا مجال للوقوف على التل لأننا سنحسبه على الطرف الآخر». وتابع أن «الوضع الأمني في بغداد تحسن بشكل لافت، كما أن القوات تعمل على تطهير أطراف العاصمة، والحكومة تتهيأ لعملية تحرير الأنبار من داعش».
وأشار الى أن «الوضع المالي والاقتصادي تحت السيطرة»، مشدداً على «ضرورة تنويع مصادر التمويل ووضع استراتيجية للنهوض بالواقع الخدمي». وشدد على أن «الحكومة لن تسمح بوجود المليشيات خارج إطار الدولة وستمنع أي تشكيل عسكري خارج السلطة»، مستدركاً أن «الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية جديدة لكن هناك بعض الانتهازيين يقومون بحرق الممتلكات بعد انتهاء معارك التحرير».
وتطرق العبادي الى وضع المعتقلات وإمكان شمولهن بالعفو، وقال: «هناك ١٦٤ معتقلة بقضايا إرهابية لا يمكن العفو عنهن، كما أن غالبية المعتقلات بقضايا جنائية مستبعد شمولهن بالعفو الخاص».
وعقد مجلس النواب أمس جلسته الثامنة عشرة من الفصل التشريعي الثاني، برئاسة سليم الجبوري وحضور ٢٢٥نائباً، بينهم نواب «اتحاد القوى» السنية، وشهدت الجلسة التصويت على مشروعي قانون تبليط الشوارع وشمول المحققين بمخصصات ، كما شهدت القراءة الأولى لمشروع قانون الحرس الوطني.
وأكد عضو اللجنة القانونية سليم شوقي في اتصال مع «الحياة»، أن «الإخوة في تحالف القوى عادوا عن مقاطعتهم في خطوة إيجابية تساهم في تمرير القوانين التي تصب في مصلحة البلاد». وأضاف: «تمت قراءة مشروع قانون الحرس الوطني للمرة الأولى، وبحسب النظام الداخلي للبرلمان لا بد من استكمال قراءته وتعديل فقراته بما تتطلبه المرحلة».
وأوضح أن «المشروع سيحدد صلاحيات المحافظات في الإشراف على الحرس الوطني، بعد التنسيق مع وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، ولا يمكن تحريك أي من التشكيلات إلا بتوجيهات وأوامر مركزية مما لا يشكل تداخلاً في الصلاحيات».
من جانبه، انتقد «ائتلاف دولة القانون» القانون، مؤكداً «تضمينه فقرات تزعزع اللحمة الوطنية». وقال رئيس الائتلاف في البرلمان علي الأديب، في مؤتمر صحافي، إن «قانون الحرس الوطني الذي وصل الى مجلس النواب وتم الاتفاق على تشريعه في إطار الوثيقة السياسية والبرنامج الحكومي، تضمن أموراً تؤدي إلى زعزعة اللحمة الوطنية، وسنعمل على تعديله ووضع الضمانات اللازمة لعدم تحول التشكيل العسكري الى جيوش متعددة لقطعات عسكرية متناحرة على أسس مذهبية وقومية».
 
القوات العراقية تتقدم بحذر نحو تكريت من 3 محاور.. تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف
قائد فيلق القدس الإيراني يقدم المشورة > 30 ألفا من عناصر الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر يشاركون في الهجوم
الشرق الأوسط...صلاح الدين ـ الأنبار: مناف العبيدي
توغلت القوات الأمنية العراقية والقوات المساندة لها من مقاتلي الحشد الشعبي والعشائر في مناطق عدة من مدن محافظة صلاح الدين مع انطلاق عملية تحريرها من سيطرة تنظيم داعش فجر أمس.
وفي تطور لافت، كشفت مصادر ميدانية مطلعة في تكريت أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وصل إلى المدينة السبت لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين في عملية تحرير المحافظة.
وذكرت وكالة «فارس» للأنباء الإيرانية أنه كان في استقبال اللواء سليماني لدى وصوله تكريت قادة الجيش والحشد الشعبي. وأضافت أن سليماني شارك استشاريا في العديد من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر (جرف الصخر سابقا).
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال العقيد محمد إبراهيم، مدير إعلام الشرطة الاتحادية التي هي إحدى التشكيلات الرئيسية في حملة تحرير محافظة صلاح الدين، إنه «تم تحرير 3 أحياء في تكريت (مركز محافظة صلاح الدين) وهي مناطق حي الطين وحي القادسية ومنطقة البوعبيد. كما تم تحرير منطقة تل الفضلي وقرية الطارش الواقعتين قرب مناطق البوعجيل». وأشار إلى أن القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر تستخدم لأول مرة المدافع الثقيلة، موضحا أن المساحة التي تدور فيها المعارك تتجاوز 5 آلاف كيلومتر.
ويشارك في العملية العسكرية التي أعلن عن ساعة الصفر لانطلاقها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي من سامراء أول من أمس نحو 30 ألف عنصر يدعمهم الطيران العراقي وهدفها النهائي استعادة مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات تتقدم نحو تكريت عبر «3 محاور أساسية باتجاه الدور والعلم وتكريت (...) كما سيتم التحرك بمحاور فرعية أخرى لمنع تسلل وهروب (داعش)».
وتتقدم هذه القوات بالاتجاه الجنوبي لتكريت الواقعة عند ضفاف نهر دجلة، انطلاقا من سامراء، وشمالا من قاعدة سبايكر وجامعة تكريت التي تستخدم حاليا كمقر عسكري، وشرقا من محافظة ديالى التي كانت القوات العراقية أعلنت الشهر الماضي «تطهيرها» من تنظيم داعش. ولم يتضح ما إذا كان طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن مشاركا في عمليات القصف. لكن اللواء في الجيش أشار إلى أن التغطية النارية «كبيرة (...) لضمان التقدم نحو تكريت وقطع طرق الإمداد»، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تتقدم بحذر تخوفا من «قيام (داعش) بهجمات انتحارية».
ويلجأ التنظيم المتطرف عادة إلى التفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة والقنص ضد القوات التي تحاول استعادة المناطق التي يسيطر عليها. وغالبا ما يستخدم في هجماته الانتحارية آليات عسكرية استحوذ عليها بعد انهيار العديد من قطعات الجيش العراقي في وجه هجومه في يونيو (حزيران) الماضي.
وحسب وكالة «رويترز»، واجه الجنود ومقاتلو الفصائل الشيعية مقاومة شديدة من مسلحي «داعش» الذين أتيحت لهم عدة أشهر للتحصن. وأفادت مصادر عسكرية وطبية بأن 16 من الجنود المتقدمين و11 من مقاتلي الفصائل الشيعية قتلوا في إطلاق نار وتفجيرات قنابل مزروعة على جوانب الطرق. وقالت الشرطة ومصادر مستشفى إنه إلى الشرق من سامراء أيضا قاد انتحاري سيارته المحملة بمتفجرات نحو قافلة من مقاتلي الفصائل فقتل 4 مقاتلين. كما أصيب أكثر من 30 من مقاتلي الفصائل الشيعية في اشتباكات وقعت بالقرب من الدور.
وكان العبادي أكد أول من أمس أن «الأولوية» التي أعطيت للقوات المهاجمة هي «أن ترعى وتحافظ على أمن المواطنين؛ لأن همنا الأول والأخير هو حماية المواطنين وتوفير الأمن» لهم، مشددا على «أهمية الحذر في التعامل مع المواطنين المدنيين وأن نحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم». وفي هذا السياق، أكد قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: «سنتعامل مع أهالي صلاح الدين كإخوة، وأغلب العائلات في تكريت تم إجلاؤها».
 
أكبر هجوم عسكري ضد "داعش" منذ اجتياحه شمال العراق في يونيو 2014
انطلاق معركة حاسمة لتحرير تكريت بمشاركة 30 ألف مقاتل
التنظيم نشر نحو ثمانين انتحارياً وزرع مئات العبوات الناسفة وفخخ مئات المنازل بالمدينة
عسكريون إيرانيون ومن “حزب الله” اللبناني يشاركون بالقتال إلى جانب الميليشيات الشيعية
التحالف الدولي لن يشن غارات مكثفة لأنه لا يريد أن يكون ظهيراً جوياً لقوات تقودها إيران
السياسة...بغداد – باسل محمد والوكالات:
في أكبر عملية هجومية ضد “داعش” منذ هجومه الكاسح على شمال العراق في يونيو من العام الماضي, بدأ نحو 30 ألف عنصر من القوات العراقية ومسلحين موالين لها, فجر أمس, عملية واسعة بدعم من الطيران العراقي والمدفعية, لاستعادة تكريت, كبرى مدن محافظة صلاح الدين, ثاني أكبر مدينة سنية يسيطر عليها التنظيم, بعد الموصل.
وجاء انطلاق العملية التي تشن من ثلاثة محاور, بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مقر قيادة العمليات العسكرية في مدينة سامراء, جنوب تكريت, وتشديده على أولوية “حماية المواطنين”, في ما بدا أنه محاولة للحد من مخاوف حصول عمليات انتقامية بحق السكان السنة من قبل الفصائل الشيعية المسلحة المشاركة بكثافة في العملية.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش “بدأ قرابة 30 ألف مقاتل من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي (غالبيته من فصائل شيعية) وأبناء العشائر (السنية) عمليات تحرير مدينة تكريت وقضاء الدور (جنوب) وناحية العلم (شمالها)”.
وأوضح أن القوات تتقدم عبر “ثلاثة محاور أساسية باتجاه الدور والعلم وتكريت … كما سيتم التحرك بمحاور فرعية أخرى لمنع تسلل وهروب عناصر داعش”.
وتتقدم هذه القوات بالاتجاه الجنوبي لتكريت الواقعة عند ضفاف نهر دجلة, انطلاقاً من سامراء, وشمالاً من قاعدة سبايكر وجامعة تكريت التي تستخدم حالياً كمقر عسكري, وشرقاً من محافظة ديالى التي كانت القوات العراقية أعلنت الشهر الماضي تحريرها بالكامل من التنظيم.
وأكدت المصادر العسكرية ان العملية تتم بغطاء ناري مكثف من المدفعية الثقيلة وطيران الجيش العراقي, فيما لم يتضح ما إذا كان طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن, مشاركاً في عمليات القصف.
وأشار اللواء في الجيش الى أن التغطية النارية “كبيرة لضمان التقدم نحو تكريت وقطع طرق الإمداد”, لافتاً إلى أن القوات الأمنية تتقدم بحذر تخوفاً من “قيام داعش بهجمات انتحارية”.
وفي هذا السياق, قال مصدر في وزارة الدفاع العراقية ل¯”السياسة” ان أكثر ما يعيق تقدم القوات هو أن “داعش” نشر أكثر من ثمانين انتحارياً داخل تكريت, كما زرع مئات العبوات الناسفة وفخخ مئات المنازل, وهو ما يثير مخاوف من وقوع أعداد كبيرة من القتلى في صفوف القوات العراقية.
وبحسب التقديرات, فإن عدد مقاتلي “داعش” في تكريت يصل إلى نحو ثلاثة آلاف بينهم مقاتلون أجانب, في ظل تكهنات قوية بأن المعركة ستشهد قتال شوارع من حي إلى حي.
وتبرز الأهمية الستراتيجية لمعركة تحرير تكريت بأنها ستحدد موعد معركة تحرير الموصل, أقصى الشمال العراقي, خاصة أن كل المعطيات والتسريبات من مصادر حكومية أكدت أن الهدف الحيوي للقوات العراقية هو الاندفاع باتجاه الموصل, بمعنى أن تكريت هي الطريق الى الموصل التي تضم أبرز قيادات “داعش” ربما يكون من بينها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وفي السياق, كشفت أوساط في التحالف الشيعي لـ”السياسة” أن مقاتلين من “حزب الله” اللبناني يشاركون في معركة تكريت وان الحزب ربما يرسل المزيد من مقاتليه الذين يتقنون حرب المدن لدعم القوات العراقية المهاجمة, كما أن العسكريين الايرانيين الذين كانوا متمركزين في مدينة سامراء بشكل خاص قريباً من تكريت يرافقون قوات “الحشد” الشيعية التي تشارك في القتال البري العنيف على محور سامراء – تكريت.
من جهتها, لم تستبعد مصادر رفيعة في قيادة “الحشد” أن ترسل إيران لواءين من “الحرس الثوري” إلى تكريت إذا شعرت الحكومة العراقية بأن الموقف الميداني يميل إلى التعثر والانسحاب, كما أن بعض المقاتلات الإيرانية قد تضطر لشن غارات ضد تجمعات “داعش” في المدينة الى جانب طيران الجيش العراقي.
ويعتقد سياسيون شيعة أن التحالف الدولي لن يشن غارات مكثفة على مدار الساعة, كما طلبت حكومة العبادي, لأنه لا يريد أن يكون ظهيراً جوياً لقوات “الحشد” الشيعية التي يشرف عليها العسكريون الإيرانيون, وبالتالي ستقتصر الضربات الجوية الدولية على تجمعات التنظيم التي تريد التحرك باتجاه تكريت انطلاقاً من بقية مناطق العراق.
ورغم أن العبادي حاول تبديد المخاوف من حصول عمليات انتقام ضد السنة في تكريت والمناطق المحيطة بها, قال قيادي بارز في اتحاد القوى العراقية, أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان, لـ”السياسة” إن أكثر ما يقلق السنة هو أن قوات “الحشد” الشيعية لها الدور الأكبر في معركة تكريت وبالتالي توجد مخاوف جدية من حدوث أعمال انتقام غير مسبوقة, مشيراً إلى أن العبادي قدم تطمينات بعدم السماح لقوات “الحشد” من دخول الأحياء السنية الكبيرة في تكريت, وبتولي لجنة من الجيش وقادة العشائر السنية ملف اعادة تطبيع الأوضاع في المدينة بعد طرد “داعش” منها.
وبحسب القيادي, ثمة نقطة أخرى تثير قلق السنة والأكراد والتحالف الدولي وتتمثل بأنه في حال نجحت القوات العراقية في تحرير تكريت, فلا يوجد ضمانات بعدم تدفق قوات “الحشد” الشيعية مدعومة بمقاتلي “حزب الله” اللبناني والعسكريين الإيرانيين نحو الموصل, وبالتالي تكون هذه الأطراف جميعاً قد فرضت أمراً واقعاً بالمشاركة في معركة الموصل التي حاول التحالف الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص إبعاد الميلشيات الشيعية عنها.

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,543,694

عدد الزوار: 6,954,267

المتواجدون الآن: 62