أخبار وتقارير...لمَ المسارعة إلى احتواء أزمة أوكرانيا وترك أزمة سورية تتمادى؟...حكومة كييف تتهم موسكو بـ«إعلان الحرب» بعد محاصرة قواتها في القرم

إسرائيل تحشد قواتها استعداداً لتصفية حساباتها مع “حزب الله”....مرارة الماضي تعود مع نشر أرشيف الأجهزة السرية البلغارية ورفع السرية ...الصين: 30 قتيلا ضحايا الهجوم على محطة قطارات والحكومة تتهم الويغور الانفصاليين والشرطة تبحث عن خمسة مشتبه بهم

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 آذار 2014 - 7:38 ص    عدد الزيارات 2343    القسم دولية

        


 

الصين تتوعّد الانفصاليين الأويغور بعد مذبحة محطة القطار
النهار... (و ص ف)
توعدت السلطات الصينية بالرد بقسوة على مذبحة كونمينغ في اقليم يونان بجنوب غرب الصين، التي تتهم مسلمين أويغوريين من اقليم شينجيانغ بارتكابها، الا ان الخبراء يحذرون من الوقوع في دوامة من العنف المتصاعد.
فقد اقدم اشخاص يرتدون ملابس سوداً السبت على قتل 29 شخصاً واصابة 130 اخرين طعنا بالسكاكين في محطة القطارات بكونمينغ عاصمة الاقليم.
واقسم مسؤول الامن العام في البلاد مينغ جيانخو لدى وصوله الى المكان للاشراف على التحقيق بـ"توقيع أقصى عقاب على الارهابيين"، ودعا الى اتخاذ "اجراءات فاعلة لقمع النشاطات الارهابية العنيفة".
 
الصين: 30 قتيلا ضحايا الهجوم على محطة قطارات والحكومة تتهم الويغور الانفصاليين والشرطة تبحث عن خمسة مشتبه بهم

لندن: «الشرق الأوسط» .... لقى رجل شرطة صيني حتفه متأثرا بالإصابة، التي لحقت به بعدما قامت مجموعة من المسلحين بالأسلحة البيضاء بمهاجمة الركاب عند محطة قطارات، وذلك بحسب ما ذكره تقرير إخباري، أمس (الأحد)، ليبلغ بذلك عدد ضحايا الهجوم 30 قتيلا و130 مصابا على الأقل.
وأفادت صحيفة «جيفانج»، التي تصدر في شنغهاي بأن الشرطة تبحث عن خمسة مشتبه بهم على الأقل متورطين في الهجوم، بينما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بأن التحقيق الرسمي خلص إلى أن أكثر من عشرة من المهاجمين من أفراد الويغور الانفصاليين، وذلك في إشارة للجماعة العرقية ذات الأغلبية المسلمة الذين يمثلون نحو ثمانية ملايين مواطن في منطقة شينجيانج ذاتية الحكم، التي بها 21.8 مليون نسمة.
وذكرت قناة «سي سي تي في» الإخبارية إن الشرطة قامت بقتل ثلاثة رجال وسيدة، كما جرى اعتقال سيدة مصابة ونقلها للمستشفى.
ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي يستعد فيه قادة البلاد الاجتماع في بكين اليوم لحضور افتتاح «الجلستين»، وهذه جولة سنوية من الاجتماعات لأعلى هيئة استشارية بالبلاد والبرلمان الاسمي، حيث سوف تقدم حكومة الرئيس شي جين بينغ أول تقرير عمل سنوي لها. وقالت «شينخوا» إن الرئيس الصيني حث وكالات إنفاذ القانون على التحقيق في هجوم كونمينغ الإرهابي، وبذل قصارى الجهود الممكنة لحل هذه القضية ومعاقبة الإرهابيين وفقا للقانون.
كما حث الرئيس الصيني على الوعي الكامل بالوضع الخطير والمعقد لمكافحة الإرهاب، واتخاذ إجراءات فعالة لمعاقبة الأنشطة الإرهابية بجميع أشكالها، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا».
وكان رؤساء تحرير وسائل الإعلام البارزة قد تلقوا رسالة تطالبهم «بتجنب العناوين أو الصور المثيرة» و«متابعة التقارير التي تبثها وكالة (شينخوا) أو المعلومات التي تكشف عنها السلطات المحلية».
وتشهد شينجيانغ المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي منذ 2009 أعمال عنف تؤدي إلى سقوط قتلى بين الأويغور والصينيين الذين ينتمون إلى إثنية «الهان»، لكن الهجمات على مدنيين داخل المنطقة نادرة وخارجها أكثر ندرة.
وهذه أول مرة يلقى فيها بالمسؤولية على أناس من شينجيانغ في تنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير في منطقة بعيدة، إلى هذا الحد عن منطقتهم، وهو يأتي بعد حادث وقع في ميدان تيانانمين ببكين في أكتوبر (تشرين الأول) وصدم القيادة الشيوعية بالبلاد.
من جهته، قال ديلشات راشيت الناطق باسم المؤتمر العالمي «أويغور» المنظمة المدافعة عن هذه الإثنية والمتمركزة في ميونيخ (ألمانيا): «لا شيء يبرر الهجمات على المدنيين». وأضاف: «لكن السياسات القمعية والتمييزية تؤدي إلى إجراءات قصوى».
وروى عدد من الجرحى والشهود العيان أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس سوداء ويخفون وجوههم. وقد اقتحموا محطة القطارات في كونمينغ عاصمة مقاطعة يونان وقاموا بطعن المسافرين، الذين كانوا مصطفين لشراء بطاقات السفر.
وقال يانغ هافاي الذي جرح في الصدر والظهر إنه كان يقوم بشراء بطاقات رحلة بالقطار، عندما اقترب منه المهاجمون، وإنه حاول الفرار وسط الحشد. وأضاف: «رأيت رجلا يتوجه إليه حاملا سكينا طويلة، فهربت مع عدد آخر من الأشخاص»، موضحا أن كثيرين منهم «وقعوا أرضا».
وقال شاهد عيان لصحيفة «بكين نيوز» على موقعها الإلكتروني إنه رأى سيدتين ترتديان الأسود متوجهتين إلى المحطة قبيل الهجوم.
وضربت قوات الأمن طوقا أمنيا حول المحطة بينما تواصل الشرطة استجواب الشهود.
وتجمع عدد كبير من الأشخاص خارج المحطة مع رجال الشرطة والإسعاف. وقال شاهد آخر إن بعض المهاجمين غطوا وجوههم.
 
بوتين يرفع سقف التحدي بالاستيلاء على القرم كيري يتّهمه "بأسلوب القرن الـ19" ويزور كييف
النهار.. (وص ف، رويترز، أ ب)
أثارت سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم الاوكرانية موجة واسعة من التنديد الدولي، ودفعت السلطات الاوكرانية الموقتة الى التحذير من أن بلادها "على شفير كارثة" ووضعت جيشها في حال تأهب مهددة بحرب ضد روسيا، إذا قامت بتوغلات جديدة داخل الاراضي الاوكرانية، في وقت تكثفت الجهود الدولية للتعامل مع الازمة
وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس بـ"العمل العدواني الذي لا يصدق" لروسيا في أوكرانيا، وهدد بعقوبات اقتصادية من واشنطن ودول أخرى لعزل موسكو، وإن يكن دعا إلى حل سلمي للأزمة. وخاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات لشبكة "سي بي إس" الاميركية للتلفزيون: "أنت لا تتصرف في القرن الحادي والعشرين بأسلوب القرن التاسع عشر بغزو بلد آخر بحجة ملفقة تماماً".
وهوت الأزمة الأوكرانية بالعلاقات الأميركية- الروسية المتوترة فعلاً إلى مستوى جديد.
وأدلى كيري بأحاديث الى شبكات تلفزيونية عدة، معرباً عن استنكار إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما لما اتخذته روسيا من خطوات.لكنه أشار الى أن روسيا لا تزال لديها "مجموعة سليمة من الخيارات" يمكن ان تستخدمها لنزع فتيل الازمة.
وسئل على شبكة "اي بي سي" الاميركية للتلفزيون هل لدى الولايات المتحدة اي خيارات عسكرية لمعالجة الأزمة، فأجاب ان الرئيس أوباما "لديه كل الخيارات"، ولكن "تأمل الولايات المتحدة وأي شخص في العالم ألا يتصاعد الأمر إلى مواجهة عسكرية. لن يكون هذا في مصلحة العالم، وأعتقد أن الجميع يدركون ذلك... نريد حلاً سلمياً من خلال المسار الطبيعي للعلاقات الدولية".
وحصل بوتين على موافقة من مجلس دوما الدولة السبت على استخدام القوة العسكرية لحماية المواطنين الروس في أوكرانيا، في تجاهل لتحذيرات أوباما وزعماء غربيين اخرين. واستولت القوات الروسية فعلاً ومن دون اراقة دماء على منطقة القرم، وهي شبه جزيرة على البحر الأسود فيها قاعدة بحرية لموسكو.
وقال كيري: "هذا عمل عدواني لا يصدق. انه خيار مذهل ومتعمد في واقع الأمر للرئيس بوتين ان يغزو دولة أخرى. روسيا تنتهك سيادة أوكرانيا. روسيا تنتهك التزاماتها الدولية". وأفاد أن أوباما أبلغ بوتين في اتصال هاتفي استغرق 90 دقيقة السبت "انه من الضروري ايجاد سبيل مختلف للتراجع عن هذا الغزو"، مضيفاً أن دول مجموعة الثماني وبعض الدول الأخرى "مستعدة للذهاب الى أقصى مدى لعزل روسيا... انهم مستعدون لفرض عقوبات ومستعدون لعزل روسيا اقتصادياً. الروبل يشهد فعلاً انخفاضاً. روسيا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة". وأوضح أن الخطوات المحتملة تشمل حظر تأشيرات الدخول وتجميد الأصول وفرض عزلة تجارية، وأن "المؤسسات الأميركية قد تفكر أكثر من مرة في اقامة علاقات تجارية مع بلد يتصرف بهذا الشكل...ثمة تداعيات خطيرة للغاية قد تنجم عن هذا. هناك مجموعة موسعة من الخيارات المتاحة ليس للولايات المتحدة فحسب بل لحلفائنا ايضا".
وطالب كيري كذلك الكونغرس الأميركي بالعمل مع إدارة أوباما على حزمة مساعدات اقتصادية لأوكرانيا.
واعلن مسؤول اميركي ان كيري سيزور كييف الثلثاء لاجراء محادثات مع المسؤولين الاوكرانيين. واضاف ان القوات الروسية اكملت سيطرتها العملانية على القرم.
وتفقد السلطات الاوكرانية بسرعة السيطرة على منطقة القرم حيث يحاصر الاف المسلحين غير المحددة هوياتهم الجنود الاوكرانيين في هذه المنطقة في ثكنهم.
واعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ان زعماء اوكرانيا استولوا على السلطة بطريقة غير قانونية وتوقع زوال حكمهم "بثورة جديدة".
وأمس، اعلن قائد سلاح البحرية الاوكرانية الاميرال دنيس بيريزوفسكي ولاءه للسلطات الموالية للروس في شبه جزيرة القرم. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة اركان الاسطول الروسي في سيباستوبول: "أعلن الولاء لسكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي ... أقسم باطاعة أوامر القيادة العليا لجمهورية القرم ذات الحكم الذاتي".
ورحب رئيس حكومة القرم سيرغي اكسيونوف الموالي للروس في مؤتمر صحافي بهذا "الحدث التاريخي"، معتبراً ان الاميرال بيريزوفسكي يوافق بذلك على وضع نفسه "تحت أوامر السلطات الشرعية في شبه جزيرة" القرم.
وكان الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف عين الاميرال بيريزوفسكي الجمعة على رأس سلاح البحرية الاوكرانية.
 
حكومة كييف تتهم موسكو بـ«إعلان الحرب» بعد محاصرة قواتها في القرم وأوكرانيا تتأهب عسكريا وتقيل قائد سلاح البحرية بتهمة «الخيانة»

كييف - لندن: «الشرق الأوسط» .... شهدت أوكرانيا تصعيدا عسكريا وسياسيا أمس، مع تفاقم الأزمة التي اندلعت بعد الإطاحة بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش وإرسال قوات روسية إلى جزيرة القرم. واتهمت الحكومة الأوكرانية روسيا أمس بـ«إعلان الحرب» عليها مع فقدان سيطرتها سريعا على شبه جزيرة القرم.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس إثر توعد روسيا بالتدخل عسكريا في أراضي بلاده «إذا أراد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين أن يكون الرئيس الذي بدأ حربا بين بلدين جارين وصديقين، فإنه على وشك تحقيق هدفه. نحن على شفير كارثة». وأضاف متحدثا بالإنجليزية لإسماع ندائه بوضوح للغرب «أنه الإنذار الأحمر. هذا ليس تهديدا إنه في الواقع إعلان حرب على بلادي».
من جهته، كرر الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف أن كييف تأمل بالتوصل إلى حل «سلمي» للأزمة. لكن مسؤولا كبيرا أعلن تعبئة جنود الاحتياط الأوكرانيين بهدف ضمان «أمن الأراضي وسلامتها». وتأهبت أوكرانيا عسكريا بينما نشرت صورا لمتطوعين أوكرانيين يتوجهون إلى مراكز تطوع للجيش بعد الأنباء عن محاصرة قاعدة عسكرية في القرم.
وحصل بوتين على تفويض من برلمانه أول من أمس باستخدام القوة العسكرية لحماية المواطنين الروس في أوكرانيا مما دفع الدول الغربية إلى مناشدته عدم التدخل. وسيطرت القوات الروسية بالفعل دون إراقة دماء على القرم وهي شبه جزيرة منعزلة في البحر الأسود بها قاعدة بحرية روسية. وحاصرت موسكو أمس عدة مواقع عسكرية أوكرانية صغيرة هناك وطالبت القوات الأوكرانية بترك سلاحها. ورفض بعض الجنود إلقاء سلاحهم لكن لم يتم إطلاق أعيرة نارية. وأجرت روسيا مناورات حربية شارك فيها 150 ألف جندي على طول الحدود البرية بين البلدين لكنهم لم يعبروا حتى الآن. غير أن متظاهرين مؤيدين لروسيا نظموا مسيرات في شرق البلاد ورفعوا الأعلام الروسية على المباني الحكومية في عدة مدن فيما تقول كييف بأنه تحرك دبرته موسكو لتبرير غزو أوسع. وأعلن أندريه باروبي الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أن المجلس أمر هيئة الأركان العامة بأن تضع على الفور القوات المسلحة بالكامل في حالة التأهب القصوى. وتلقت وزارة الدفاع أوامر باستدعاء جميع قوات الاحتياط وهو ما يعني نظريا أن جميع الرجال حتى سن 40 سنة في بلد التجنيد فيه إلزامي على الرجال انضموا للجيش الأوكراني غير أن أوكرانيا ستواجه صعوبة لإيجاد أسلحة إضافية وملابس عسكرية لأعداد كبيرة منهم.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان صباح أمس أن ألف مسلح حاصروا مدخل مقر تابع لوحدة من حرس الحدود الأوكرانيين في القرم لإرغام الأوكرانيين على إلقاء السلاح. ويذكر أن المسلحين كانوا في لباس عسكري ولكن من دون أعلام أو دلائل واضحة تثبت أنهم روس، وامتنعوا عن الحديث مع الصحافيين في المنطقة، ليتحاشوا الكشف عن هويتهم. وقالت الوزارة الأوكرانية بأن «اللواء 36 من حرس الحدود في بيريفالن (قرب سيمفيروبول كبرى مدن القرم) محاصر من قبل نحو ألف رجل مسلح و20 شاحنة. هناك خطر وقوع هجوم»، من دون توضيح جنسية المسلحين. وبحسب وسيلة إعلامية محلية، فإن نحو 400 عسكري أوكراني من سلاح البحرية محاصرون صباح أمس في قاعدتهم البحرية في فيودوسيا على بعد 200 كلم من سيمفيروبول، من قبل عسكريين روس يطالبونهم أيضا بإلقاء السلاح.
وفي تطور هز الأوساط العسكرية والسياسية الأوكرانية أمس، أعلن قائد سلاح البحرية الأوكرانية الأميرال دنيس بيريزوفسكي ولاءه للسلطات الموالية للروس في شبه جزيرة القرم، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة أركان الأسطول الروسي في سيباستوبول. وقال الأميرال بيريزوفسكي: «أعلن الولاء لسكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي (...) أقسم بالطاعة لأوامر القيادة العليا لجمهورية القرم ذات الحكم الذاتي».
من جهته رحب رئيس حكومة القرم سيرغي اكسيونوف الموالي للروس في مؤتمر صحافي بهذا «الحدث التاريخي» عادا أن الأميرال بيريزوفسكي يوافق بذلك على وضع نفسه «تحت أوامر السلطات الشرعية في شبه جزيرة القرم.
وكان الرئيس الأوكراني الانتقالي تورتشينوف عين الأميرال بيريزوفسكي الجمعة الماضي على رأس سلاح البحرية الأوكرانية.
ووجهت أوكرانيا تهمة الخيانة لقائد البحرية، إذ أعلنت فيكتوريا سيومار نائب سكرتير مجلس الأمن الأوكراني: «خلال حصار القوات الروسية للمقر الرئيسي للبحرية رفض إبداء المقاومة وألقى أسلحته». وأضافت: «بدأ مكتب المدعي العام قضية جنائية ضد دينيس بيريزوفسكي بموجب القانون 111 خيانة الدولة». وتم تعيين الأميرال سيرهي هايدوك قائدا للبحرية بدلا منه. وسحبت أوكرانيا سفن خفر السواحل من ميناءين في القرم ووجهتهما إلى قاعدتين أخريين في البحر الأسود أمس في مؤشر على أن القوات الروسية تستكمل سيطرتها على شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود. وقال خفر السواحل في بيان بأن السفينتين انتقلتا من ميناءي كريتش وسيفاستوبول إلى ميناءي أوديسا وماريوبول. وأضاف البيان أن الوضع على حدود أوكرانيا مستقر باستثناء القرم. وكانت أجواء التوتر عالية في القرم بين الجانبين رغم عدم تسجيل أي مواجهات بين الطرفين.
وفي عاصمة القرم، كانت الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة مقطوعة فيما توارى المسلحون الذين كانوا استولوا على مبنى البرلمان الخميس الماضي، لكنهم بقوا قرب مبنى الحكومة المحلية الذي رفع عليه العلم الروسي.
وسعيا إلى تهدئة الوضع في مناطق شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية والتي شهدت اضطرابات ومظاهرات خلال اليومين الماضيين، أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية أن الحكومة المركزية ستعلن تعيين رجلي الأعمال الأوكرانيين سيرغي تاروتا وايغور كولومويسكي حاكمين لمنطقتي دونيتسك ودنيبروبيتروفسك.
وتجمع نحو خمسين ألف شخص ظهر أمس في ساحة الميدان وسط كييف، وعلت أصواتهم بهتافات تخاطب روسيا منها «لن نستسلم»، فيما حمل بعضهم لافتات تحمل شعارات مناهضة للرئيس الروسي. وخاطب الرئيس الجورجي السابق الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي الحشد من على المنصة قائلا: «لقد تدخل بوتين في بلادكم، هذا ليس دليل قوة بل دليل احتضار».
 
مرارة الماضي تعود مع نشر أرشيف الأجهزة السرية البلغارية ورفع السرية عن أسماء العملاء لم يرافقه الكشف عن الحقيقة

صوفيا - لندن: «الشرق الأوسط» .... يقول سيميو نيكولوف، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية: «لا أشعر بأي ندم.. لقد خدمت الدولة»، في موقف حازم بعد الكشف عن أنشطته السابقة لصالح جهاز الخدمة السرية الشيوعي البلغاري. والجهاز السري كان إحدى أهم أذرع النظام الشيوعي في البلاد خلال الحرب الباردة وما زال يثير الجدل في البلاد.
والضابط المتقاعد الذي يبدو مطمئنا على ضميره، ليس معرضا لخطر مواجهة القضاء، وذلك لأن البرلمان صوت على قانون فتح أرشيف التخابر والتخابر المضاد بشكل عاجل في نهاية 2006 عشية انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي. ولا يتضمن القانون أي عواقب قانونية لتسعة آلاف عميل كشفت أسماؤهم في إطار تلك القضية.
وتراجع لجنة أسماء المسؤولين في القطاع العام وتسعى إلى تعليق لوائح بأسماء كل العملاء السابقين الرسميين والمتعاونين. ولكن في الحقيقة، جرى تدمير 40 في المائة من الأرشيف في يناير (كانون الثاني) 1990، أي بعد شهرين من سقوط الديكتاتور الشيوعي تيودور جيفكوف.
وأحرقت وقتها عشرات الآلاف من الوثائق، ومن بينها ثلاثة أرباع التقارير المكتوبة من قبل المخبرين، في فرن للصهر. وفي غالبية الأحيان، لا تتضمن الوثائق الشخصية سوى اسم العميل ومهمته، من دون أي معلومات عن تفاصيلها.
وعلى سبيل المثال، فإنه جرى إخفاء وثيقة حول أحد الضحايا الرمزيين في الحرب الباردة، الكاتب غيورغي ماركوف الذي قتل في لندن عام 1978 بواسطة سلاح سري يطلق عليه «المظلة البلغارية».
ويحرج فتح ما تبقى من الأرشيف الرئيس ووزراء ونوابا وقضاة وأساتذة جامعيين وصحافيين. وبالنسبة لسيميو نيكولوف، فإن الماضي ظهر من جديد في 2008، في وقت كان يشغل فيه منصب نائب وزير الدفاع.
ولم تمنعه إعادة فتح ملفه من العمل لاحقا خبيرا إلى جانب الرئيس الاشتراكي غيورغي بارفانوف الذي كشف أيضا في 2007 أنه كان مخبرا في الماضي وذلك في بداية ولايته الرئاسية الثانية.
وليس بالإمكان فصل تلك الحالات بعضها عن بعض، ففي 2010 أدار مخبر سابق 40 في المائة من البعثات الدبلوماسية البلغارية. كما وجهت أصابع الاتهام إلى 12 من أصل 15 مطرانا من الكنيسة الأرثوذكسية.
وينكر بارفانوف اليوم العمل تحت الاسم المستعار «غوتسيه»، وشرح لـ«الشرق الأوسط» أنه قدم لجهاز الاستخبارات السرية خبرته التاريخية. ويعترف آخرون بالتعاون «لأنه لن نعيش سوى حياة واحدة»، أو أنهم يتطرقون إلى ابتزاز الشرطة لهم.
ويقول أحد المسؤولين الإعلاميين السابقين طالبا عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «بصفتي من عائلة مرتاحة ماديا يرى فيها الشيوعيون عدوا للشعب، أصبحت عاملا في البناء. ومن أجل الحصول على حياة طبيعية، وافقت على التعاون مع جهاز الاستخبارات السرية».
وبعد الكشف عن أسمائهم، اعتذر قليل من العملاء أو المتعاونين، ولم يعترف أحد منهم بالتبليغ عن زميل له. وفي مواجهة النسيان الجماعي، يطالب السجناء السياسيون السابقون وعائلات ضحايا القمع بإنشاء مؤسسة للذاكرة الوطنية مهمتها دراسة الماضي الشيوعي.
واستطاع 11 ألفا من المراقبين من جهاز الاستخبارات مراجعة ملفاتهم، وغالبيتهم تعرض لعواقب مدمرة. ففي مونتانا (شمالي غرب)، يرتعش رجل ثمانيني، استطاع الهرب من معتقلات الأشغال الشاقة، حين يتذكر قراءته لملفه. ويقول: «لقد ذرفت الدموع حين علمت بالافتراءات التي أوصلتها إحدى صديقاتي المقربات.. لقد قالت لي إن الأميركيين سيأتون لإنقاذنا».
وتشعر الناشطة المحافظة سيلينا دينتشيفا بالمرارة، وتقول: «لقد جرى ترحيل جديّ الاثنين المتعهدين، وتمت ملاحقة والدي، الممثل المسرحي، طوال حياته. وكل ما ورد في الأرشيف ليس سوى بضع صفحات من دون أي معنى».
 
تقارير استخباراتية أكدت أنها ستساعد في احتلال دمشق إذا سقطت يبرود
إسرائيل تحشد قواتها استعداداً لتصفية حساباتها مع “حزب الله”
السياسة...باريس – كتب حميد غريافي:
ذكرت تقارير ديبلوماسية وردت لندن وبعض العواصم الأوروبية والولايات المتحدة, خلال الأيام الثلاثة الماضية من لبنان واسرائيل والاردن وتركيا, أن التأهب العسكري الاسرائيلي على حدود لبنان والجزء الأكبر من الحدود السورية في مرتفعات الجولان, “يذكر بالتأهب الحاشد الذي حصل عشية حرب 2006 ضد “حزب الله” في لبنان, بل قد يكون فاقه استعداداً وانتشاراً لأسلحة الجو والصواريخ والدبابات والمدفعية, ما دفع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان “يونيفيل”, إلى توجيه تحذيرين لقيادتها السياسية في الامم المتحدة بنيويورك وقيادتها العسكرية في حلف شمال الأطلسي في بلجيكا”.
وبحسب التقارير, فإن أربعة ألوية عسكرية إسرائيلية انتشرت على حدود لبنان وبعض الحدود السورية, منذ ما قبل الغارتين الجويتين على قافلة وقاعدة عسكرية ل¯”حزب الله” في منطقة جنتا – يحفوفا ليل الثلاثاء – الاربعاء الفائت, فيما لم تكن قيادة الشمال العبرية عشية حرب يوليو 2006 قد نشرت سوى لواءين لقيادة الاجتياح الاسرائيلي, كما ان سلاحي الجو والصواريخ تقدما كثيراً الى محاذاة الحدود اللبنانية, عما كانا عليه في الحرب الماضية, ونصبت بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وراء الحدود تماماً وعليها, من صواريخ “باتريوت” الاميركية و”القبة الفولاذية” الاسرائيلية – الاميركية وأنواع أوروبية غربية وشرقية أخرى”.
وأكدت التقارير, التي اطلعت “السياسة” على بعضها, أن “أهم ثلاث فرق كومندوس في الجيش العبري مزودة نحو 600 دبابة جرى تطويرها استناداً إلى حرب 2006 ضد القذائف الايرانية المقاومة, التي أبلت بلاء حسناً في تدمير العشرات منها في معارك الجنوب, تقف منذ أيام على اهبة الاستعداد لاقتحام الاراضي اللبنانية من الجبهات اللبنانية الوسطى والشمالية والشرقية (مزارع شبعا وصولاً الى حاصبيا), فيما تقوم فرق كومندوس صغيرة العدد بعبور الخط الازرق الى الجانب اللبناني في عشرات الأماكن ثم تعود من حيث أتت, وكأنها تتحدى حزب الله”.
وعلى الرغم من احتجاجات قوات “يونيفيل” المراقبة للحدود, اتخذت قوات اسرائيلية مواقع جديدة لها في الثغرات المتنازع عليها على الخط الأزرق بعدما تقدمت لاحتلالها الاثنين الماضي ورفضت الخروج منها, وهو تحد آخر للجانب اللبناني يضاف الى التحدي الأخطر الذي تجلى في شن الغارتين الجويتين اللتين تعدان “بمثابة قفازين صفعا وجه حزب الله طلباً للمبارزة ولكن من دون نتيجة”, حسب ديبلوماسي بريطاني في لندن.
وأكدت التقارير “أن لا أمل في الوضع الراهن بأن ينتفض الايرانيون والسوريون الغاطسون في المياه السورية الآسنة, لكرامتهم الجريحة من جراء هاتين الغارتين, فيما يراهن قادة عسكريون واستخباريون في أوروبا والعالم الغربي الآخر, على أن أي حرب يمكن أن تقع بين اسرائيل ولبنان وسورية الآن ستحسم بسرعة لا تتجاوز الاسابيع الثلاثة لصالح الدولة العبرية, ومن المتوقع أن تدمر “حزب الله” نهائياً في لبنان وتجتث القوات الايرانية والعراقية الشيعية كلياً من سورية”.
واضافت التقارير ان إسرائيل تعمل حالياً على إزالة عقبات زرعها نظام الاسد و”حزب الله” في وجه تقدم المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون, و”لن تتوانى مرة اخرى عن شن هجمات جوية وصاروخية على مواقع عصابات البعث وحسن نصرالله, إذ يبدو ان المعادلة الجديدة القائمة على قدم وساق راهناً, تقضي بدخول المقاتلين المعارضين قلب العاصمة دمشق في حال دخول “حزب الله” وشبيحة الاسد بلدة يبرود المقابلة لبلدة عرسال السنية اللبنانية, وان سلاح الجو الاسرائيلي قد يظهر قريباً جداً في سماء العاصمة السورية لمساندة احتلالها”.
 
لمَ المسارعة إلى احتواء أزمة أوكرانيا وترك أزمة سورية تتمادى؟
الحياة...سام منسى ....* إعلامي لبناني
يصعب إثر الحدث الأوكراني أن لا يكرر المراقب والمتابع للحرب الدائرة في سورية ما صار ممجوجاً لكثرة ترداده٬ أي المزيد من الاقتناع بأن السياسة الأميركية تجاه سورية كانت ولا تزال تختبئ وراء الموقف الروسي. وقد ظهّر الحدث الأوكراني هذه المقولة التي تعتبر أن استمرار المأساة السورية هو مسؤولية روسية إيرانية مشتركة، بمقدار ما هو أيضاً مسؤولية أميركية خصوصاً وغربية عموماً.
لا ندّعي خبرة ومعرفة بالشأن الأوكراني ولسنا بصدد تناول هذا الحدث بحد ذاته٬ بل للدلالة مرة جديدة أن الولايات المتحدة - والاتحاد الأوروبي من ورائها - لم تقارب الحرب في سورية على غرار مقاربتها الأزمة الأوكرانية التي لم تسمح بتحويل المدن الأوكرانية إلى ساحة حرب ولم تكن هناك حاجة إلى أكثر من ۱٠٠ قتيل حتى يتبخر الرئيس الأوكراني وتبدأ المطالبات بإحالته على المحكمة الجنائية الدولية.
وعكست مسارعة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تخفيف الخطاب الروسي الغاضب على ما جرى في أوكرانيا، الدولة التي عادة ما توصف بأنها الحديقة الخلفية لموسكو، وتصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أوكرانيا لن تكون ساحة حرب ضد روسيا، الرغبة في احتواء الحدث الأوكراني كون «الانقلاب» السياسي الذي قلب المشهد في عمق أوروبا من شأنه أن يحمل تداعيات قد لا تتوقف عند حدود القارة. فالجمرة المشتعلة في الخاصرة الروسية المباشرة قد تفرض على الحكم في روسيا إعادة النظر في الخيارات السياسية والاستراتيجية التي كان يتبعها، في ظل الحديث الذي ساد عن صعود روسيا واقترابها من أن تتحول ثقلاً رئيسياً في مواجهة الغرب بعامة والولايات المتحدة بخاصة.
الحدث الأوكراني كشف جملة من الحقائق والمعطيات، منها ما يتصل بالصراع الدولي وبعضها يتصل بأحداث منطقتنا بشكل أو بآخر، وهنا بيت القصيد. قد يتطلب الأمر وقتاً ليس بقصير لمعرفة المشهد الذي سترسو عليه الأحداث في هذا البلد، لكن يمكن قوله أنه لا مكان للاستسهال في تقدير عواقب ما جرى. فالرد الروسي محكوم بعوامل سياسية واستراتيجية وقومية وكيانية قد تؤثر حتى في وحدة الاتحاد الروسي نفسه.
ولا يبدو حتى الساعة أن الخيار العسكري هو من بين تلك الخيارات، لا سيما في ظل إعلان الجيش الأوكراني مسبقاً أنه على الحياد في هذا الصراع. وهو ما حرم موسكو إمكان تطبيق معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين. ومن ناحية أخرى يبدو أنه من غير اليسير تكرار تجربة جورجيا مع إقليم أوسيتيا في عام 2008.
غير أن المتغير الأكبر هو في المعادلة الدولية التي تحيط بالأزمة الأوكرانية راهناً، فضلاً عن حجم أوكرانيا نفسه وموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الوثيقة مع الغرب.
حتى خيار تحريض الأقلية الروسية على الانفصال لا يبدو أنه بالأمر السهل، نظراً إلى الارتدادات التي يدركها الروس، سواء على استقرار دول المنطقة أو حتى على الاتحاد الروسي نفسه. وظهر أيضاً أن الترغيب الروسي بتقديم 5 بليون دولار إلى أوكرانيا، لا يمكنه أن يخضع الأخيرة للنظام السياسي الريعي نفسه الذي يحكم روسيا.
في المقابل، تبدو ردود الفعل الأوروبية والأميركية مضبوطة هي الأخرى ضمن سقف هضم ما جرى خطوة خطوة، والتعامل مع الوقائع التي يجري تكريسها يوماً بعد يوم. فالأوروبيون ومعهم الأميركيون لا يبدون قلقين من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية في القارة، ويرغبون في مساعدة أوكرانيا على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بأقل مقدار ممكن من الأكلاف.
وهو ما يثبت أيضاً أن نظرية استعادة أجواء الحرب الباردة قد أكل الدهر عليها وشرب، لأن القطب الآخر في تلك الحرب لم يعد قائماً، على رغم كل الضجيج الذي يثيره سيد الكرملين والمتحمسون له، خصوصاً في المنطقة العربية. ولا بأس بالتذكير هنا بأن موازنة وزارة الدفاع الأميركية الأخيرة حملت خفضاً تاريخياً في عديد الجيش الأميركي، وبخاصة بعض الأسلحة التي صممت خصيصاً لمواجهة الدبابات الروسية في أي حرب برية مقبلة، كطائرة «أي 10».
تسويات كبرى
أغلب الظن أن تسويات كبرى قد تكون الخيار المتاح أمام الجميع إذا ما أريد لهذه الأزمة أن ترسو على بر الأمان. لكن ما يثير التساؤل في ما جرى خلال الأشهر الثلاثة من عمر الأزمة الأوكرانية، هو الكيل بمكيالين في التعامل مع الأزمات الدولية، ومسارعة الغرب إلى التدخل في شكل مباشر في أزمة اعتبرت خطرة على الأمن الدولي والأوروبي بشكل خاص، فيما تتواصل سياسة الانتظار تجاه أزمة مضى عليها ثلاث سنوات في سورية.
يكاد المرء يتساءل هل الدم الأوكراني أغلى من الدم السوري؟ وهل وحدة أوكرانيا أهم من وحدة سورية؟ وهل منطقة الشرق الأوسط برمتها أقل أهمية بالنسبة إلى الأمن العالمي؟ قد لا تصح المقارنة بين ما جرى في أوكرانيا وما يجري في سورية، وبخاصة لناحية قراءة عوامل الأزمتين وأسبابهما وما يرتبط بهما من ملفات. غير أن سرعة التدخل الغربي تطرح مسألة أخلاقية على أقل تقدير إذا أردنا أن نخفف من التساؤل عن أسباب الإحجام الجاري تجاه سورية.
وعلى رغم عدم وضع خطوط حمراء في أوكرانيا، أمكن للتغيير أن يحصل، فيما لون هذا الخط بهت وذابت ألوانه مرات ومرات في سورية.
واشنطن لم تهدد موسكو عسكرياً، لكن اللغة السياسية الواضحة كانت كفيلة برسم الخطوط التي لا يمكنها تجاوزها، حين يكون القرار واضح المعالم. ومن المضحك أن يقال إن موقع سورية بالنسبة إلى روسيا أهم بكثير من أوكرانيا، خصوصاً أن لا مجال للمقارنة بين حجم التبادل والعلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية بين روسيا وكل من هذين البلدين.
إذاً ما الذي يجعل من وقف الحرب في سورية قضية كونية تحتاج إلى جهود جبارة وتسويات دولية وإقليمية، فيما رعاية المخرج السلمي للأزمة الأوكرانية تطلبت أسابيعَ لا أكثر؟
هناك من يقول إن الأمر يعكس «استقالة» أميركية من أزمات المنطقة تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما، وتنظر إلى ما يجري فيها على أنه «حروب أهلية تدور عند آخرين» على ما قاله أوباما نفسه.
في حين يعتبر آخرون أن تلك الاستقالة هي سياسة مقصودة ومحركها الأساس التعامل مع المنطقة كقاصر عجز عن بناء أنظمة حديثة تستطيع حل قضاياها وخلافاتها بأدوات ديموقراطية، فيما الحرص كل الحرص هو على حماية الكيان «الديموقراطي» الوحيد فيها والمتمثل بإسرائيل...
قد يكون كلا الاستنتاجين صحيحاً، لكن من نافل القول إن نتائج تلك السياسة بدأت تثير ردود فعل، ليس فقط في منطقتنا، بل داخل الإدارة الأميركية نفسها ومؤسساتها السياسية والعسكرية على حد سواء، على ما تتركه تلك السياسة من آثار مدمرة في المنطقة. هذا ما تعكسه على الأقل كتابات العديد من الأميركيين وتصريحات مسؤولين أميركيين سواء من داخل الإدارة أو خارجها، والتي تحذر من أن تلك السياسة فشلت في توفير أمرين اثنين: الأمن القومي الأميركي، وصَون العلاقات التحالفية التاريخية التي تربطها بدولها.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,766,982

عدد الزوار: 7,002,769

المتواجدون الآن: 61