شبههما بـ «شقيق حاتم الطائي»... والسلطات الإيرانية تعتقل قنصلا أسبانيا لساعات

البرلمان لإنزال أقسى العقوبات بموسوي وكروبي: الإعدام كونهما أفسدا في الأرض وأضرّا بالأمن القومي

تاريخ الإضافة الخميس 17 شباط 2011 - 5:16 ص    عدد الزيارات 2851    القسم دولية

        


طهران من أحمد أمين

رغم التعبئة الاعلامية التي استمرت نحو اسبوعين، فان الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي اخفقا في حشد اعداد كبيرة من المواطنين لاجل المشاركة في التظاهرة التي خرجت اول من امس بدعوة منهما، وذلك للاعلان عن التأييد والدعم لثورة الشعبين التونسي والمصري، وجاءت مشاركة بضع مئات من الافراد

الذين انشغلوا باضرام النيران في مبان حكومية وبخاصة وبعض مستودعات القمامة قرب «ميدان انقلاب» (الثورة) وشارع «آزادي» (الحرية) وترديد نفر منهم شعارات مناهضة للنظام الحاكم والرئيس محمود احمدي نجاد، مخيبة لامال موسوي وكروبي اللذين كانا يراهنان على قدرتهما في تحريك الشارع الايراني لكونه، حسب رؤيتهما، ضاق ذرعا بالنظام الاسلامي ويتطلع الى التغيير.
وبلغت الحصيلة النهائية للاضطرابات التي حصلت في التظاهرة المحدودة، وفقا لنائب قائد قوى الامن الداخلي العميد احمد رضا رادان، مقتل مواطن واحد واصابة آخر حاله حرجة الى جانب جرح تسعة شرطيين، في عملية اطلاق نار نفذها شخصان على دراجة نارية كانا يحاولان الهرب من احد شوارع طهران، وقال ان «عناصر زمرة المنافقين الارهابية (مجاهدين خلق) اطلقوا الرصاص على المواطنين ورجال الامن»، واشار الى اعتقال عدد من اعضاء التنظيم.
واستبقت الحكومة، تظاهرة انصار المعارضة بالاعلان عن وضع الدفعة الثانية من الدعم الحكومي في الحسابات المصرفية للمواطنين، البالغ نحو 90 دولارا للفرد الواحد كل شهرين، وذلك لمساعدتهم على مواجهة الارتفاع في اسعار السلع والخدمات والمحروقات بعد قرار رفع الدعم عنها، كما وافق القائد الاعلى آية الله سيد علي خامنئي على طلب رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني بالعفو عن 661 من السجناء المدانين من قبل محاكم الثورة والمحاكم العامة والمؤسسة القضائية للقوات المسلحة.
وتحت قبة البرلمان ردد المشرعون اثناء كلمة رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، وصف فيها التصرفات التي حدثت اول من امس بانها «غير القانونية، وهي حركة مزيفة ومنحرفة تخدم اهداف اميركا والكيان الصهيوني»، شعاري «الموت لاميركا» و»الموت للمنافق»، كما دعوا الى اعدام موسوي وكروبي بتهمة «الفساد في الارض والمساس بالامن القومي»، ولم يستثن النواب الرئيس السابق محمد خاتمي حيث دعوا الى موته ايضا، فيما رفعوا عقيرتهم مطالبين رئيس مجلس خبراء القيادة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني، بالبصيرة لكونه، وفقا لاعتقادهم، يفتقر لها بسبب دفاعه عن حركة الاحتجاج على انتخابات الرئاسة عام 2009.
وقال لاريجاني «ان هؤلاء السادة (موسوي وكروبي) اللذين نشرا هذه الدعوة سقطا في فخ الولايات المتحدة (...) ان المجلس يدين هذا التحرك الاميركي الصهيوني المضاد للثورة واللاوطني لمثيري الفتن، ثم ألم يكن عليهما ان يتوبا بعد ان شاهدا ان الولايات المتحدة والنظام الصهيوني والمنافقين والملكيين يؤيدون تحركهم؟»، ولفت الى «ان المجلس سيشكل لجنة لدراسة هذا التحرك المضاد للثورة ولمعرفة كيفية التصدي له».
واوضح انه «ثمة اطراف تحاول محاكاة الاحداث التي عصفت بالانظمة الديكتاتورية، للايحاء بان ايران تمر في ازمة سياسية، رغم ان الجمهورية الاسلامية كانت ومازالت في طليعة البلدان التي تنعم بالديمقراطية والحرية».
واصدر 233 نائبا بيانا، حمّلوا فيه الزعيمين المعارضين، مسؤولية «الاضرار التي لحقت بالاموال العامة والخاصة، والمكسب الذي تحقق للاعداء بسبب دعوتهما المواطنين الى التظاهر، واستشهاد طالب جامعي عضو في ميليشيا الباسيج»، مؤكدين ضرورة محاكمة موسوي وكروبي وانزال اقسى العقوبات بهما.
وکانت منظمة «مجاهدين خلق» اعلنت في بيان مطلع الاسبوع الجاري، انها ستشارك في تجمعات 14 فبراير، کما اعرب نجل شاه ايران الراحل رضا البهلوي، قبل يومين من التظاهرة عن دعمه لقادة المعارضة، وحظت الجماعة الملكية في المنفى الامة الايرانية على المشاركة في التظاهرة تمهيدا لاسقاط النظام.
وشكك الناطق باسم اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية كاظم جلالي، في صدقية رغبة المعارضة باعلان تأييدها لثورتي الشعبين التونسي والمصري، مؤكدا «ان هؤلاء الذين نادوا بشعار لا غزة ولا لبنان، يزعمون انهم بصدد الاعلان عن دعمهم لهذين الشعبين، هذا الامر مثير للدهشة».
وقال رئيس البرلمان السابق النائب الاصولي غلام علي حداد عادل «من وجهة نظر الامة الايرانية وشعوب المنطقة، فان موسوي وكروبي عميلان لاعداء الاسلام»، كما شبههما بشقيق حاتم الطائي الذي تغوط في بئر زمزم لاجل ان يحصل على شهرة كالتي يحظى بها اخوه بسبب سعة كرمه ودماثة خلقه.
واكد الادعاء العام الناطق عن السلطة القضائية غلام حسين ايجئي «ان القضاء سيتعامل بحزم وسرعة مع مسببي حوادث يوم الاثنين»، وقال «ان ماحصل كان بتخطيط ودعم اميركا والجماعات المناهضة للثورة ولاسيما المنافقين، وان تيار الفتنة كان المنفذ لدسائس الاميركيين والمنافقين».
وصرح رئيس جامعة الفنون في طهران سعيد كشن فلاح «ان الشاب الذي قتل بالرصاص في اضطرابات يوم الاثنين كان طالبا في الجامعة قسم المسرح واسمه «صانع تشاله»، موضحا «ان صانع هو من الطلبة الجامعيين الاعضاء في الباسيج، وقد اختير اخيرا طالبا نموذجيا، وانه من حفظة كل القرآن الكريم»، وستقام اليوم مقابل جامعة الفنون مراسم تشييع الطالب الفقيد.
من ناحية اخرى، ذكرت صحيفة «الباييس» الاسبانية، ان السفير الاسباني لدى طهران ليولدو استامبا والقنصل ايغناسيو برز كامبرا، كانا حاضرين بالقرب من مركز لاحتجاجات التي نفذها انصار الحركة الاصلاحية، وحين غادر السفير المكان قام تسعة اشخاص باعتقال القنصل واحتجازه 4 ساعات، وان الاخير بعد الافراج عنه اكد انه لم يتعرض للتعذيب وان رجال الامن اتهموه بالمشاركة في تظاهرات غير قانونية وانه ارتكب خطأ.
في غضون ذلك، دعى الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس، الجيش المصري الذي يتولى الحكم حاليا الى احترام إرادة الشعب ونقل السلطة الى حكومة مدنية.
 

يرى «اشارات صحيحة» في مصر

اوباما يأمل أن يواصل الإيرانيون
احتجاجاتهم ضد النظام

واشنطن، بروكسيل - وكالات - أعرب الرئيس باراك اوباما، امس، عن امله بان «يتحلى الايرانيون بالشجاعة» لمواصلة احتجاجاتهم ضد النظام وحض حلفاءه في الشرق الاوسط على النظر الى مصر «كمثال مناقض للمثال الايراني»، مؤكدا من جهة ثانية، في مؤتمر صحافي في واشنطن انه يرى «الاشارات الصحيحة» في مصر بعد تعهد الجيش العمل على اقرار اصلاحات اثر اطاحة الرئيس حسني مبارك.
وفي بروكسيل، صرح رئيس البرلمان الاوروبي، أمس ان اول تظاهرة مناهضة للحكومة في ايران نظمتها المعارضة الاصلاحية تظهر ان الشعب لديه التعطش نفسه للديموقراطية كما في مصر وتونس.
وقال البولندي جيرزي بوزيك في بيان ان «الشعب الايراني يريد الحرية نفسها التي حارب من اجلها المواطنون في تونس ومصر».
واضاف «خلافا لما يزعمه النظام الايراني، مصر وتونس لا تريدان اتباع نموذج الثورة الاسلامية عام 1979» معتبرا ان «روح» تظاهرات العام 2009 التي تلت الانتخابات الرئاسية التي شابها «التزوير» لا تزال موجودة في البلاد.
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,690,845

عدد الزوار: 6,961,476

المتواجدون الآن: 64