أخبار وتقارير..إرهاب ومخدرات واغتيالات.. حكاية «إيران» و«حزب الله» في أمريكا اللاتينية..هزيمة «داعش» عسكرياً قريبة جداً لكنه لن ينتهي..مخاوف من« انفجار» أزمة المهاجرين في فرنسا...مناورات صينية تواكب تهديد واشنطن بيونغيانغ...وزير الهجرة البلجيكي: سنعيد توطين 550 لاجئاً سورياً...القوات الأميركية في أفغانستان تعتذر عن استخدامها منشورات مسيئة للإسلام...أردوغان يطالب قادة الاتحاد الأوروبي بقرار حاسم حول مفاوضات عضوية تركيا...

تاريخ الإضافة الخميس 7 أيلول 2017 - 7:19 ص    عدد الزيارات 3546    القسم دولية

        


إرهاب ومخدرات واغتيالات.. حكاية «إيران» و«حزب الله» في أمريكا اللاتينية..

«عكاظ» (جدة)... لم تسلم دول أمريكا الجنوبية من إرهاب إيران وذراعها حزب الله اللبناني، إذ يهددان الأمن القومي في تلك المنطقة، لكن يقظة دول أمريكا اللاتينية حال دون ذلك، خصوصاً بعد استهداف «الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية _آميا»، في العاصمة الأرجنتين (بوينس آيرس) عام 1994م، إذ كشفت السلطات الأرجنتينية عن ضلوع عناصر من «حزب الله» والاستخبارات الإيرانية في الهجوم آنذاك. وفي البرازيل، نجح مسؤولو مكافحة الإرهاب في إلقاء القبض على العضو السابق في «حزب الله» فادي حسن نابهة، إضافة إلى 12 مواطناً برازيلياً من مناصري «داعش» خلال الفترة التي سبقت الألعاب الأولمبية الصيفية الـ31 في مدينة ريو دي جانيرو في أغسطس 2016م، إذ كانوا يخططون تنفيذ عمليات إرهابية خلال الأولمبيات. وكشف المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية الخبير في شؤون «حزب الله» ماثيو ليفت حينما أكد في 11 أغسطس 2016م أن إيران و«حزب الله» ناشطين جداً في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى تأكيد قائد القوات الأمريكية الجنوبية في الفترة ذاتها على أن الحضور الإيراني في المنطقة ازداد عن ذي قبل، وحذر من أن البعثات الإيرانية في دول أمريكا اللاتينية تنشط من مجرد حفنة قبل بضع سنوات إلى اثنتي عشرة بعثة في 2010م.

رشاوى واغتيالات

ورصدت منظمة «SAPRAC»، بعض عمليات إيران وحزب الله في دول أمريكا اللاتينية، فقد حذر المدعي العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان – قتل أخيراً خلال تحقيقه في تفجير الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية-، تشيلي والبرازيل والبارغواي وغيانا وترينيداد وتوباغو وسورينام وكولمبيا من التسلل الإيراني إلى تلك الدول، ودعا إلى مواجهتها. ورصدت وزارة المالية الأمريكية عناصر تابعة لـ«حزب الله» في منطقة الحدود الثلاثية (البرازيل – الأروغواي –الأرجنتين) في عام 2006م، أهمهم فاروق العميري (منسق لعناصر حزب الله في المنطقة وعنصر رئيس في تأمين وثائق مزيفة تابعة للبرازيل والباراغواي، وتسهيل الحصول على الجنسية البرازيلية بصورة غير شرعية). ونشرت مجلة فيجا البرازيلية في أبريل 2011، وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحذر فيه من عميل للمخابرات الإيرانية يدعى ( محسن رباني) عمل بشكل وثيق مع عناصر لـ«حزب الله» لتنفيذ تفجيرات 1992 و1994 في بوينس آيرس. وكشفت الوثائق والتصريحات المصاحبة لنشرها في مجلة (فيجا البرازيلية) من انتشار جيل من المتطرفين الإسلاميين في البرازيل وسط غفلة الجميع. توسع «حزب الله» في ممارسة أنشطته الإجرامية في البرازيل أخيراً لتشمل: احتيالات في عمليات الشحن تتمثل في حاويات تدخل البرازيل من مرفأ ساو باولو، وتختفي في النهر في طريقها إلى (منطقة الحدود الثلاثية).

تهريب المخدرات وغسيل الأموال

وألقت البرازيل أخيراً القبض على (مهرب مخدرات تابع لـ«حزب الله» اللبناني فادي حسن نابهة)، وما زال في قبضة السلطات البرازيلية حتى الآن. وتمكن مدير الهجرة في كوستاريكا ماريو سامورا، من اكتشاف تنقل أعداد كبيرة لمواطنين من أصل عربي يحملون جوزات سفر فنزولية في عام 2008م، يتنقلون من بلاده إلى دول أخرى على رأسها أمريكا وهو ما دعاه وقتها لإبلاغ واشنطن التي عززت من إجراءات المراقبة حينها. وفي يناير 2011، حددت وزارة الخزانة الأمريكية هوية عنصر رئيس لـ«حزب الله» يدعى أيمن جمعة، إلى جانب تسعة أفراد إضافيين و19 شركة من شركات الأعمال المتورطين في أكبر تخطيط لتهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية طوال تاريخها. وكشف تحقيق أجرته «إدارة مكافحة المخدرات» الأمريكية أن جمعة نفذ عمليات غسل أموال بمقدار 200 مليون دولار في الشهر من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات جرت في لبنان وغرب أفريقيا وباناما وكولومبيا. وكشفت التحقيقات الأمريكية كذلك شبكة جمعة بغسل الأموال عبر حسابات في «البنك اللبناني الكندي» استخدمها زعيم الشبكة لتنفيذ عمليات معقدة لغسل الأموال. كما كشفت تقارير أمريكية أن مثل هذه العمليات مكنت «حزب الله» من توفير إيرادات إضافية يوظفها الحزب الآن لشراء أسلحة تستخدم في الصراع السوري.

شراء أصوات داخل الحكومات

وسلطت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها عن الإرهاب في 2015م، الضوء على شبكات الدعم المالي التي يحتفظ بها «حزب الله» في أمريكا اللاتينية، وخلص التقرير إلى أن «الحزب قادر على العمل في جميع أنحاء العالم». وأقر الكونجرس الأمريكي في ديسمبر 2015م وبإجماع 422 عضواً قانون لفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع «حزب الله» بعد رصد الاستخبارات الأمريكية نشاط مكثف لعناصر من الحزب في تهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية. وفي فبراير 2016م، تمكنت الاستخبارات المكسيكية ونظيرتها الكندية من الكشف عن تحركات أفراد تابعين لـ«حزب الله» و«إيران» في أميركا وبعض دول أمريكا اللاتينية يخططون لعمليات تهريب وتفجيرات إرهابية ثلاثة منهم يحملون الجنسية الأمريكية. وكشفت تقارير الاستخبارات الأمريكية أن وزير الداخلية الفنزويلي ذو الأصول السورية (طارق العسيمي)، يساهم بشكل كبير في خلق شبكات لغسل الأموال لجماعات تابعة لإيران وحزب الله، باتت تعبر العديد من القارات والدول لتصل إلى العراق وسورية ولبنان، وفنزويلا وغيرها، الأمر الذي عزز من أواصر العلاقة التجارية وتبادل عمليات غسيل الأموال وتجارة المخدرات في تلك الدول.

انتشار في البرازيل.. والولاء لـ«حزب الله»

وفي يونيو 2016 قال إيمانويل أوتولانغي أمام الكونغرس أن حزب الله له جذور قوية في البرازيل، وأن سبعة ملايين شخص من أصول لبنانية بينهم مليون شيعي يعيشون في البرازيل وولائهم لـ«حزب الله». وأكد إيمانويل أن الحزب يوظف ولاء هؤلاء لتلقي الدعم المادي ويستخدم علاقاتهم التجارية لصالحه، بما في ذلك التعامل مع المنظمات الإجرامية. وكشفت مكافحة المخدرات الأمريكية في 2016م، عن قيام حزب الله بنقل أطناناً من الكوكايين من جنوب أمريكا إلى أوروبا، كما كشفت عن تطويره منظومة معقدة في أمريكا اللاتينية لغسل الأموال لم تشهد لها دول هذه المنطقة مثيلاً لها من قبل. وفي يوينو 2016م، كشفت تقارير نشرتها (وول ستريت جورنال ) عن أن شركات اللحوم والنفط الكبيرة في البرازيل وأوروغواي تستخدم للتغطية على عملاء إيران وجواسيسها، وفي شيلي اخترقت إيران الجامعات. وكشفت الصحيفة أيضاً في تقريرها أن المدعي والمحقق في الأرجنتين ألبيرتو نيسمان قتل بطلقة واحدة في الرأس في يناير 2015م قبل يوم واحد من الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأرجنتيني حول ما قيل عن تغطية الحكومة الأرجنتينية لتفجيرات إيران الإرهابي للمركز اليهودي عام 1994م. وأصدرت الأرجنتين – حسب تقرير وول ستريت جورنال، في عام 2006 مذكرات اتهام لثمانية مسؤولين إيرانيين بينهم الرئيس الأسبق علي رافسنجاني، إضافة إلى أحد المواطنين اللبنانيين لضلوعهم في عمليات إرهابية بها، وفي 2007 أصدر الإنتربول – بطلب من الأرجنتين- مذكرات حمراء لاعتقال ستة من المتهمين لكن إيران لم تستجيب للمذكرات الدولية.

هزيمة «داعش» عسكرياً قريبة جداً لكنه لن ينتهي

الحياة...باريس - أ ف ب - يتوقع مسؤولون وخبراء هزيمة عسكرية قريبة لـ «داعش» في سورية والعراق، لكنهم يرون في الوقت ذاته أن التنظيم لن يختفي من الوجود، وسيبقى قادراً على التحرك ولو بأشكال أخرى. ويعتبر المحللون أن وجود طائفة تخرج مهمشة وقلقة من هذه الحرب في البلدين، وانتشار الآلاف من أنصار التنظيم او المتعاطفين معه في العالم والمستعدين للتحرك باسمه، قد يدفعه الى العمل السري قبل أن يعود الى الظهور لاحقاً في شكل مختلف وربما باسم آخر، لكن مع الأهداف ذاتها. وقال الاستاذ في العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو إن «الانتصار العسكري الشاق الذي يتحقق في العراق لا يترافق مع رؤية سياسية لمرحلة ما بعد داعش لجهة العمل على إعادة انخراط السكان العرب السنة في العملية السياسية». وتابع أن «الأوضاع في سورية تبدو اسوأ، إذ تستعد الميليشيات الكردية مع جيش النظام للسيطرة على دير الزور (شرق) والرقة (شمال). وغياب هذه الاستراتيجية البعيدة المدى تبقي لداعش مجالاً واسعاً لإعادة تكوين نفسه في مستقبل قريب، مع مواصلته العمل على إقامة شبكات مناصرين وناشطين في العالم». وحذر المنسق الوطني لأجهزة الاستخبارات الأميركية دان كوتس من أن «التنظيم يعمل خارج العراق وسورية على ربط فروعه وشبكاته في العالم ببعضها كي تخدم أعماله الاستراتيجيته فلا تزال لديه الرغبة والقدرة على القيادة وتسهيل شن هجمات او أن يكون ملهماً لها». وفي مقالة تحمل عنوان «تنظيم الدولة الإسلامية بعد الخلافة» نشرت في الثاني من أيلول (سبتمبر)، توقع المحللان تارا موني واندرو بايرز، مؤسسا «كاونتر اكستريم نت وورك»، أن يفقد التنظيم خلال العام المقبل، سيطرته على الأراضي التي احتلها وبلغت مساحتها مساحة ايطاليا وكان يقطنها سبعة ملايين شخص. وتابعا أن «على المسؤولين الدوليين الاستعداد لتهديدين قادمين هما: كيفية تطور التنظيم بعد سقوط الخلافة، والمجموعات التي ستخلفه والتي قد تشكل تهديداً ربما أخطر على الأمنين الإقليمي والدولي». وأضافا أن «داعش» سيكون قادراً على إبقاء بنية سرية وجهاز دعائي عبر الانترنت عالي النوعية، كما سيكون قادراً على إلهام الإرهابيين في أنحاء العالم كافة. وتابعا أن «فقدان الأرض في سورية والعراق قد يدفع الى تحريك مزيد من الذئاب المنفردة في أوروبا والولايات المتحدة لتأكيد العزم والقدرة على الضرب». وشدد معظم الخبراء ايضاً على التهديد الذي يمثله مئات، وربما آلاف الإرهابيين «العائدين» الى بلدانهم الأصلية. ويسجن القسم الأكبر من هؤلاء بعيد عودتهم إلا أنهم سيبقون خطرين لسنوات طويلة بعد إطلاقهم. ويقول لودوفيكو كارلينو، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية في مركز الابحاث «أي اتش أس كاونتري ريسك»، إن «ضرب مشروع التنظيم لا يهزمه». ويتوقع انسحاب مسلحيه الى وادي الفرات الذي سيصبح «قاعدة لإعادة إطلاق تمرده». وتؤوي هذه المنطقة الصحراوية في العراق، ويبلغ طولها نحو 160 كلم والغنية بالنفط، ما بين خمسة وعشرة آلاف مسلح، وفق ما يقدر قادة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويقول المحلل توماس ماكابي المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب في سلاح الجو الأميركي «أن تدمير الخلافة يبقى نصراً كبيراً، إلا أنه ليس حاسماً. التمرد الجهادي العالمي سيتواصل».

مخاوف من« انفجار» أزمة المهاجرين في فرنسا

الحياة...باريس - آرليت خوري ... بدا الكلام الرسمي الفرنسي عن ضرورة تفعيل إجراءات استقبال اللاجئين الى فرنسا على تناقض واضح مع الواقع، بعد ان لوحت منظمة «ايماييوس» الإنسانية بإغلاق المركز الذي تتولى ادارته في باريس وهو متخصص باستقبال الوافدين الجدد بانتظار توجيههم الى مقرات إقامة موزعة على المناطق. في غضون ذلك، أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكماً أكدت فيه انه لا يمكن دول شرق أوروبا رفض اللاجئين. وفي اول بيان من نوعه منذ افتتاح مركز اللاجئين في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، حذرت «ايماييوس» من احتمال اغلاق ابوابه بسبب عدم قدرتها على ضمان حسن العمل فيه نتيجة الاكتظاظ، في ظل تقاعس السلطات عن تأمين مقار اقامة للاجئين. وقالت المديرة المساعدة لـ «ايماييوس» اوريلي الحسك– مارزوراتي، إنه «إن لم نحصل على ضمانات من جانب الدولة فإننا لن نفتح ابواب المركز الإثنين المقبل». واضافت في تصريح الى وكالة «فرانس برس» أنه «ينبغي ان نحصل على اجوبة هذا الاسبوع وعلى التزام قوي من الدولة وإلا لن يكون بإمكاننا الاستمرار في عملنا». و ذهبت الحسك-مارزوراتي ابعد من ذلك، الى القول انه من غير المستبعد ان تنظر «ايماييوس» باحتمال الانسحاب كلياً من آلية استقبال اللاجئين، في مؤشر الى الصعوبات البالغة التي تواجهها في ظل النقص في اماكن الاقامة الذي ادى الى تقليص قدرة المركز على ايواء لاجئين. ويفترض بالمركز ان يستقبل وان يوزع على المناطق حوالى 250 لاجئاً اسبوعياً وهو عدد ضئيل جداً مقارنة بأعداد اللاجئين الموجودين في باريس، ورغم ذلك فإن العدد انخفض تباعاً الى 166 لاجئاً ثم الى 23 وصولاً الى 18 لاجئاً. وتسبب هذا الانخفاض بنوع من التوتر داخل المركز وخصوصا في محيطه حيث ينتشر قرابة 2500 لاجئ تعمل الشرطة بشكل دائم على الحؤول دون تجمعهم في مكان واحد. وبانتظار الرد من الدولة، يبدو مؤكداً ان الواقع ابعد ما يكون عما تعهد به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تموز (يوليو) الماضي بقوله ان ما من لاجئ سيبقى موجوداً في الطرقات والاحراش بحلول نهاية العام الحالي، مؤكداً عزمه على تسريع إنشاء مراكز اقامة لاستقبالهم. كما شدد على ضرورة تسريع وتيرة دراسة ملفات اللاجئين للتمييز بين الذين تتوافر فيهم مواصفات اللاجئ واولئك الطامحين الى الكسب المادي وغير المهددين في بلدانهم، وخفض المدة اللازمة لذلك من نحو اكثر من عام الى ستة اشهر. واعتبر ان من الضروري ايضا زيادة وتيرة ترحيل من لا يحق لهم باللجوء والعمل على وقف امواج الهجرة عبر السواحل الايطالية من خلال انشاء بعثات تتولى تلقي ودراسة طلبات الراغبين باللجوء قبل تكبدهم مشقة وكلفة التسلل الى اوروبا باجتياز البحر الابيض المتوسط. الى ذلك، رفضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي امس، دعاوى أقامتها سلوفاكيا وهنغاريا بشأن سياسة الهجرة في التكتل وأيّدت المحكمة حق بروكسيل في إجبار الدول الأعضاء على استقبال طالبي اللجوء. وفي أحدث تطور للخلاف المثير للانقسام الذي بدأ قبل سنتين عندما تدفق أكثر من مليون مهاجر على أوروبا عبر البحر المتوسط، خلصت محكمة العدل الأوروبية إلى أن الاتحاد الأوروبي يحق له إصدار أوامر للحكومات لقبول حصص من اللاجئين وأغلبهم من السوريين الذين سيُعاد توطينهم من إيطاليا واليونان. وحظي البرنامج الذي أنشأته المفوضية الأوروبية بموافقة غالبية الدول الأعضاء في مواجهة معارضة من الدول الشيوعية السابقة في شرق أوروبا والتي اعلنت أن مجتمعاتها لا تستطيع استيعاب المهاجرين الذين يغلب عليهم المسلمون. وكان البرنامج يهدف إلى إعادة توطين 160 ألفاً لكن لم ينتقل إلى الآن سوى 25 ألفاً.

مناورات صينية تواكب تهديد واشنطن بيونغيانغ

الحياة...فلاديفوستوك (روسيا)، سيول، واشنطن - أ ف ب، رويترز ... أطلقت موسكو مساعي وساطة بين بيونغيانغ وغريمتيها سيول وطوكيو، فيما نفذت بكين مناورات لـ «صد هجمات من البحر» بالتزامن مع تهديدات أميركية باستهداف كوريا الشمالية بعد تفجيرها رأساً نووياً الأحد. وأكد الرئيس دونالد ترامب ليل أمس «إن عملاً عسكرياً ضد كوريا الشمالية ليس الخيار الأول». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي خلال لقائهما على هامش منتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) أمس، «ضرورة تهدئة التوتر» في أزمة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. لكنهما لم يتفقا على فرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ بعد تجربتها الأخيرة. وكرر مون مطالبته بحرمان الدولة الشيوعية من وارداتها النفطية، ما يؤدي وفق خبراء إلى «تأثير كارثي في الكوريين الشماليين، ويوجه ضربة قاضية إلى النظام الحاكم». أما بوتين، فحذر مجدداً من أن «العقوبات والضغوط لن تحل المشكلة»، ودعا إلى عدم «الانجرار وراء المشاعر وحشر بيونغيانغ»، مضيفاً: «من دون أدوات سياسية وديبلوماسية يستحيل تحقيق تقدم في الوضع الحالي». وفيما شدد مون على أنه «لا يمكن التكهن بما سيكون عليه الحال إذا لم تكف كوريا الشمالية عن أفعالها الاستفزازية التي جعلت الوضع بالغ التعقيد في شبه الجزيرة الكورية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لقاءات ستُعقد مع وفد كوريا الشمالية خلال منتدى فلاديفوستوك. وأبدى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رغبته في بحث الوضع في كوريا الشمالية خلال اجتماع ثلاثي مع الرئيس بوتين ونظيره الكوري الجنوبي مون في فلاديفوستوك، مشدداً على أن بيونغيانغ «يجب أن تدرك أنه لن يكون لديها أي مستقبل مشرق إذا واصلت سلوكها الحالي». وفي تطور ربطه مراقبون بالتهديدات الأميركية لكوريا الشمالية، نفذت القوات الجوية الصينية تدريبات على صد «هجوم مفاجئ» قرب بحر بوهاي، وهو خليج داخلي من البحر الأصفر يفصل الصين عن شبه الجزيرة الكورية. وأورد موقع عسكري رسمي على الإنترنت أن «التدريبات هدفت إلى اختبار قدرات الجنود على تنفيذ رد سريع، وامتلاك جاهزية القتال الحقيقي بفاعلية». وأوضح الموقع أن المناورات «هي الأولى التي تستخدم فيها أسلحة محددة لقصف أهداف على ارتفاع منخفض مقبلة من البحر». واتفقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع ترامب في اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة «بذل الصين جهوداً إضافية لإقناع كوريا الشمالية بوقف تجاربها الصاروخية غير القانونية، لضمان أمن دول المنطقة وسلامتها». وأوضح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن «الصين تملك مفتاح حل الأزمة النووية في كوريا الشمالية، فهي مصدر النفط الذي يتدفق إلى هذه الدولة، وهي لا تملك فقط النفوذ بل أدوات ضغط كثيرة ضرورية لتغيير سلوك بيونغيانغ». وطالب فالون بتكثيف العمل في الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة لاستصدار قرار عقوبات جديد ضد بيونغيانغ، في حين جدّد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس تأكيد وقوف بلاده إلى جانب حليفتها كوريا الجنوبية في مواجهة تهديدات الشطر الشمالي الذي «قد يواجه رداً عسكرياً فاعلاً وساحقاً». في إيران، أعلن الرئيس حسن روحاني أن التهديدات الأميركية دفعت كوريا الشمالية إلى إجراء تجارب نووية وصاروخية، ما يعني أن التهديدات لعبة خطرة على العالم». وزاد: «نعتقد أنه يجب حل المسألة بالمفاوضات والحوار، كما يجب أن يخفف المسؤولون الأميركيون حدة خطابهم».

وزير الهجرة البلجيكي: سنعيد توطين 550 لاجئاً سورياً

بيروت - «الحياة» .. أعلن وزير الهجرة واللجوء البلجيكي تيو فرانكلي من بيروت أن بلاده «ستعيد توطين 550 لاجئاً سورياً بينهم 300 لاجئ من لبنان»، لافتاً الى أن «هناك أعداداً أخرى ستحدد خلال العام المقبل». وزار فرانكلي أمس، يرافقه سفير بلجيكا ألكيس لينارتس، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الذي جدد أمام ضيفه تأكيده «أن أزمة النازحين السوريين تشكل ضغطاً كبيراً على لبنان، فيما المجتمع الدولي لا يزال بخيلاً في دعمه». وشدد «على وجود اجماع لبناني على ضرورة عودة النازحين السوريين». وإذ شكر «ما يقدمه المجتمع الدولي عموماً وبلجيكا خصوصاً»، اعتبر أن «ليس هناك تقاسم حقيقي لأعباء النزوح بين الدول. وانتقد المرعبي «عدم وجود دعم حقيقي من قبل دول العالم الحر لقيم الحرية والتعبير، ما تسبب بقيام المتطرفين بامتطاء ثورة شعب خرج للمناداة بالحرية والكرامة، فيما وقف المجتمع الدولي متفرجاً، ولم يساعد الشعب السوري الأعزل الذي تشرد في أصقاع الأرض». واقترح «إنشاء مناطق آمنة وإعادة إعمار سورية، بدل الاستمرار في التمويل الإغاثي والإنساني»، محذراً «من أن تدفع الأوضاع المزرية للنازحين بهم الى الجنوح والتطرف». وعرض المرعبي مع مدير «الوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان وسورية» أوليفييه راي أوضاع المجتمعات المضيفة في المناطق النائية والأكثر فقراً التي تستضيف العدد الأكبر من النازحين». وقال راي أن «الوكالة، وبتفويض من الحكومة الفرنسية مهتمة بدعم لبنان وتحديد الأولويات التي تختارها الحكومة لتحقيق التنمية وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين»، لافتاً «إلى أن الوكالة ستفعل تعاونها مع المنظمات غير الحكومية اللبنانية أكثر من الدولية».

القوات الأميركية في أفغانستان تعتذر عن استخدامها منشورات مسيئة للإسلام

الحياة..كابول - أ ف ب - اعتذرت القوات الأميركية في أفغانستان لإلقائها مناشير في ولاية بروان القريبة من كابول، وجهت إساءات كبيرة للمسلمين عبر عبارات واستخدام راية «طالبان» مع صورة كلب. وقال قائد العمليات الخاصة للولايات المتحدة والحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان اللواء جيمس ليندر في بيان: «تضمن تصميم المنشور من طريق الخطأ صورة مسيئة للمسلمين. نحن نحترم جداً الإسلام وشركاءنا المسلمين في العالم»، علماً أن قوات الحلف تستخدم كثيراً أسلوب إسقاط مناشير من طائرات على مساحات واسعة من البلاد بهدف منع الناس من دعم المتمردين». ودان عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي المنشور. وكتب أحدهم «الموت للكفار، الموت لخدامهم». وعلّق ناشط آخر: «يفعلون ذلك في دولة جميع سكانها مسلمون. سنرى كيف سيتصرف متمردو حركة طالبان». وأكد حسيبة عفة، العضو في مجلس ولاية بروان أن «الناس غاضبون جداً من الموضوع، لكنهم لم يتظاهروا». وأضاف أن «القوات الأجنبية اعتذرت، وتعهدت استعادة أكبر عدد ممكن من المناشير». وليست هذه المرة الأولى التي تخلق القوات الأميركية هذا النوع من الجدل في أفغانستان، إذ أدى حرق جنود نسخاً من القرآن الكريم عام 2012 إلى تنظيم تظاهرات استمرت أياماً وشهدت مقتل 40 شخصاً.

أردوغان يطالب قادة الاتحاد الأوروبي بقرار حاسم حول مفاوضات عضوية تركيا

الحياة..أنقرة، برلين – أ ب، رويترز، أ ف ب – كرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقارنته تصريحات مسؤولين ألمان في شأن بلاده بـ «النازية»، وحضّ دول الاتحاد الأوروبي على حسم قرارها حول مفاوضات عضوية أنقرة. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اعتبرت أن «تركيا تبتعد من كل الممارسات الديموقراطية بسرعة خطرة». وأضافت خلال مناظرة انتخابية مع خصمها الاشتراكي مارتن شولتز: «واضح أن تركيا يجب ألا تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي. سأتحدث مع نظرائي (الأوروبيين) لنرى إذا كان ممكناً التوصل إلى موقف مشترك في هذا الصدد، لكي نستطيع إنهاء محادثات العضوية. لا يمكنني تصوّر هذا الانضمام، ولم أؤمن يوماً بأنه يمكن أن يحدث». وعلّق إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان، على تصريحات مركل منبّهاً إلى أن «خضوع السياسة العامة الألمانية لتيارات شعبوية وإقصائية وعدائية» يؤجّج «التمييز والعنصرية»، فيما اتهم الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جليك الساسة الألمان بـ «السعي إلى الإملاء على المؤسسات الأوروبية» وبـ «تشييد حائط برلين بحجارة الشعبوية». ودخل الرئيس التركي على خط السجال أمس، قائلاً في إشارة إلى الساسة الألمان: «ينامون، يستيقظون ويقولون أردوغان. ماذا فعل لكم أردوغان؟ هل الانتخابات تُنظم في تركيا أو في ألمانيا؟». وأضاف: «أقول لمركل: إذا كنت غير قادرة حتى على تحمّل العلاقات الحالية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، تحلّي بالشجاعة وأعلني ذلك». وتابع: «هذه نازية، فاشية. يُزعجهم أن نجري مقارنات مع النازية. لكن ما تتضمّنه النازية، فعلتموه. لا أقول إنكم نازيون أو فاشيون، أنا أشرح الوضع». وأكد أردوغان أن «تركيا لم تتخلَ عن أهدافها الاستراتيجية في عضوية الاتحاد الأوروبي، بوصفها سياسة رسمية للدولة». وشدد على أنه لن يسمح بأن تصبح بلاده «فاتح شهية» للانتخابات في ألمانيا أو دول أوروبية أخرى، وزاد: «على الاتحاد الاوروبي اتخاذ خطوة، إما يفي وعده ويمهّد لعملية العضوية، وإما يقول: لا نريد مواصلة السير على الطريق مع تركيا. إذا عجزتَ عن تحمّل علاقات تركيا مع الاتحاد، أُخرج وقلْ ذلك صراحة وافعل كل ما هو ضروري». وتساءل أردوغان كيف سيواجهه القادة الأوروبيون بعد انتهاء الانتخابات، وزاد: «أسلوب السياسة الذي يتمحور حول شخصي لا يفيد الدول الأوروبية. كيف سينظرون إلى وجهي غداً؟». وكانت الخارجية الألمانية حذرت مواطنيها المسافرين إلى تركيا، من أنهم يخاطرون بالتعرّض لاعتقال تعسفي، بعد توقيف أنقرة 12 ألمانياً لـ «دوافع سياسية». ووَرَدَ في التحذير: «هناك مجازفة باعتقالات مشابهة في كل أجزاء تركيا، بما في ذلك المناطق السياحية». إلى ذلك، أعلن مفوّض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس أن اتفاقاً مُبرماً مع أنقرة لكبح الهجرة غير الشرعية «ما زال يحقّق نتائج»، لافتاً إلى تراجع وصول المهاجرين إلى اليونان من تركيا بنسبة 97 في المئة منذ توقيع الاتفاق في آذار (مارس) 2016.

متمردو الروهينغا بالعصي والسواطير في مواجهة جيش حديث

دكا: «الشرق الأوسط أونلاين»... بين الأعداد الغفيرة للروهينغا الذين يجتازون حدود بورما ويتوجهون إلى بنغلاديش، عدد كبير من الشبان الذين هرب بعضهم من صفوف المتمردين، معربين عن يأسهم من قتال جيش حديث بواسطة السواطير. وأكد أحد هؤلاء الفارين الذي طلب التعريف به باسم علاء الدين، أن «الأسلحة التي يمتلكها المتمردون ضئيلة جدا»، مشيرا إلى الفارق الكبير على صعيد المعدات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف لاجئ آخر فار في السابعة والعشرين من عمره، وهو أب لأربعة أطفال: «لم نكن نمتلك سوى عصي وسواطير ومسدسين لنحو مائة متطوع». إلا أن المتمردين تمكنوا من تنسيق هجمات على عشرات المواقع الحدودية البورمية منذ 25 أغسطس (آب) الماضي، مجهزين بسواطير بسيطة وسكاكين. وذكر الجيش البورمي أن الحصيلة بلغت 400 قتيل منهم 370 «إرهابيا» كما يصفهم من الروهينغا. إلا أن علاء الدين يوضح أنه أمضى 5 أشهر في «معسكر تدريب» تابع لـ«جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» المعروف محليا باسم «حركة اليقين». وتقول هذه المجموعة إنها حملت السلاح للدفاع عن الحقوق المنتهكة لأقلية الروهينغا المسلمة. فمنذ عشرات السنين، تتعرض هذه الأقلية التي يبلغ عددها المليون شخص، للتمييز في بورما المؤلفة من أكثرية بوذية. وقد تعلم علاء الدين زرع عبوات ناسفة يدوية الصنع وإطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية، مستخدما الأسلحة القليلة المخزنة. لكنه اضطر، عندما حان أوان الهجوم، إلى التسلح بسكين بسيط، لأن هدف المتمردين هو الاستيلاء على أكبر عدد من المسدسات من مراكز الشرطة التي تتعرض للهجوم. وأضاف علاء الدين، النحيف، المحمر العينين، ويرتدي قميصا لوثه الوحل بعدما سار فترة طويلة من مخيمه للتدريب في شمال بورما، إن «القيادة طلبت منا ألا نخاف، وأننا ندافع عن الإسلام». وأوضح علاء الدين، وهو يشير إلى كوخ كانت تسكن فيه زوجته وأولاده، وبلغه لتوه في كوكس بازار: «قلت لهم إنني سأبحث عن الطعام في مخيم للاجئين» في بنغلاديش المجاورة؛ «ولم أعد». إلا أن متمردي «جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» الذي كان بالكاد معروفا قبل الموجة الأولى من الهجمات التي شنها في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، قد أصبحوا أكثر احترافا في الأشهر الأخيرة؛ فقد باتوا خبراء في شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال نشر أشرطة فيديو وبيانات نفي للاتهامات التي يوجهها الجيش البورمي، على حسابهم الرسمي على «تويتر». واستخدموا أيضا متفجرات يدوية الصنع لمنع إرسال تعزيزات بعد هجمات أواخر أغسطس الماضي. وقال إأطوني ديفيس، الخبير على صعيد الجيوش وحركات التمرد في آسيا، إن «(جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ) قد حسن كثيرا قدرته على تنسيق العمليات»، مقارنة بالهجمات الكبيرة الأخيرة للمجموعة، في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وأضاف: «باتوا قادرين على حشد عدد أكبر من المقاتلين». إلا أنه من الصعوبة بمكان تحديد عدد مقاتلي «جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» وقدرتهم على مواجهة الجيش البورمي القوي، الذي تخصص له ميزانية مهمة (4.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، أي ما يفوق 3 مرات ما تخصصه تايلاند المجاورة للميزانية العسكرية التي تعد مع ذلك كبيرة) على المدى البعيد. وأشار تقرير حديث لمنظمة «مجموعة الأزمات الدولية» غير الحكومية، استند إلى مقابلات مع مقاتلين وقادة، إلى أن أثرياء مهاجرين من الروهينغا، يمولون الحركة؛ فقد نسقوا، كما تقول «مجموعة الأزمات الدولية» الصعود القوي لـ«جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» منذ الاضطرابات التي استهدفت المسلمين في 2012 في بورما. والشخصية المرموقة في «جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» هو القائد عطا الله الذي يظهر في أشرطة الفيديو عند تبني عمليات عسكرية. وإذا كان «جيش أراكان الروهينغي للإنقاذ» ينفي حتى الآن أي صلة بالمتطرفين الدوليين، فإن زخاري أبوزا، الخبير في المجموعات المتمردة في جنوب شرقي آسيا «يرجح جدا» نزوع هذه المجموعة «الإسلامية» نحو التطرف.

رابطة العالم الإسلامي: الجرائم الوحشية ضد الروهينغا ترقى لإرهاب «داعش» و«القاعدة»

قالت إنها تمثل أسوأ الصور الإرهابية ووصمة عار في جبين الإنسانية

مكة المكرمة ـ جدة: «الشرق الأوسط».. أكدت رابطة العالم الإسلامي، أن ما يتعرض له المسلمون الروهينغيون في بورما من اعتداءات وحشية وإبادة جماعية على مرأى ومسمع من الجميع «يعد وصمة في جبين الإنسانية، ونعياً على قيمها الأخلاقية ونظامها الدولي»، وأن هذا الفصل التاريخي المقلق في السجل الإنساني والأممي «سيكون شاهداً على حجم التخاذل لإيقاف مجازر معينة لجرائم الحقد والكراهية التي انسلخت من طبيعتها البشرية إلى صور وحشية مروعة، تصدرها للعالم مصحوبة بالصلف والتحدي». جاء ذلك في بيان صدر أمس عن الرابطة من مكة المكرمة، بشأن جرائم العناصر الإرهابية في بورما ضد الأقلية المسلمة، مشدداً أن هذه الجرائم «تمثل واحدة من أسوأ الصور الإرهابية وحشية ودموية، وأنها لا تقل عن إرهاب (داعش) والقاعدة في مجازفات تطرفها وجرائمها»، وأن السكوت عليها «يعطي الذرائع القوية للمفاهيم السلبية تجاه ما يجب على المنظومة الدولية من شمول عزيمتها وعدالتها في محاربة الإرهاب واستئصاله بكافة أشكاله وصوره». وأشار البيان، إلى أن ما تمارسه العناصر الإرهابية في بورما «لا يمكن لضمير حي أن يتوانى لحظة واحدة في التحرك ضده وتسخير كل الإمكانات للتدخل فيه بالحماية الفورية وتقديم إرهابييه للمحاكمة، وأن حل أي إشكال في تلك القضية يتم بخياراتها المحلية أو الدولية». وأضاف بيان الرابطة، أن السلام العالمي ونظامه الدولي «سيكون على محك الثقة والمصداقية عندما يرى جرائم الإبادة الجماعية بأفعال إرهابية تزداد يوماً بعد آخر في أحقادها ووحشيتها، دون تدخل لإيقافها ومحاسبة المتورطين فيها». وأضاف، بأن من شأن كارثة مرَوعَة بهذا الحجم أن تنقل الإرهاب المقابل لها في الكراهية والوحشية إلى التموضع في تلك المناطق بمشايعة أتباع جدد «سيكون من السهل اقتناصهم والتغرير بهم، كما هو دأب الإرهاب في توظيف بيئة الصراع والاضطراب والتهييج الديني لصالح أجندته الإجرامية». ودعت الرابطة في بيانها المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرار فاعل وحازم لمواجهة المجازر الإرهابية في بورما على غرار موقفه الحازم والفاعل ضد إرهاب «داعش» والقاعدة «لينعم عالمنا بالعدل والسلام، ولتكون الجريمة الإرهابية المنظمة أمام إرادة دولية قوية وفاعلة». وقال البيان مشدداً: «بما أن الاتجاه المعنوي السائد في تعريف الإرهاب، بحسب القانون الدولي الجنائي العرفي الهادف إلى الدفاع عن السلام والعدل والحضارة، يرتكز على استخدام الوسائل القادرة على توظيف الرعب والفزع الشديد لتحقيق مآرب منظمة غير مشروعة: سياسية أو دينية أو فكرية أو عرقية؛ فأركان العمل الإرهابي قد توافرت في تلك الأعمال الوحشية من وجود العنف، والتنسيق والتنظيم، وما خلقه من حالة الرعب والفزع، وما يرمي إليه من تحقيق أهداف غير مشروعة بعيدة عن الغايات الفردية الخاصة». وبيّنت، أن التجاوزات الفردية من أي من الأطراف «تعالج وفق قانون الدولة الحاكمة، ولا تكون عرضة للتصعيد لتصبح أمام حشد وحشي لقوى منظمة بدعم عسكري تجاه أقلية عزل على خلفية أحقاد دينية في تموضع سياسي». وبحسب معلومات الرابطة، فإن عدد الضحايا منذ 25 أغسطس (آب)، بلغ 6334 وعدد الجرحى 8349 وعدد النساء المغتصبات 500 امرأة، وعدد القرى المحروقة 103 قرى، وعدد البيوت المحروقة 23250 وعدد من أصبحوا بلا سكن ولا وطن ولا ممتلكات 335000 فردا، وعدد الأسر النازحة التي وصلت بنغلاديش 24166 أسرة، وعدد النازحين الذين وصلوا بنغلاديش 145000 وعدد النازحين العالقين المنتظرين في الحدود 190000، وعدد المساجد التي تم هدمها 250 مسجدا،ً وعدد المدارس والمعاهد التي هدمت 80 مدرسة، في حين أغلق الاضطهاد جميع المساجد والمدارس والمعاهد. وقال البيان: «الرابطة في بُعْدِ رسالتها الإنسانية والأخلاقية تدين هذه الجرائم، كما تدين عدم التحرك الفاعل للمجتمع الدولي حيالها، وهو من وصف مستضعفيها بأنهم أكثر الأقليات حول العالم اضطهاداً». وأضاف: «تؤكد الرابطة أنها تستنكر كل عمل يستهدف الحريات المشروعة، سواء كان موجهاً ضد مسلمين أو غير مسلمين، وأنها استنكرت مراراً الإساءات الضارة ضد توجهات دينية ومذهبية وفكرية متعددة، تمارس حريتها المشروعة والمسالمة في عدد من أماكن تموضعها حول العالم». وثمّن بيان الرابطة، دور السعودية تجاه قضية الروهينغيين، حيث ساندتها في المحافل الدولية، وفي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقدمت لهم تبرعاً بقيمة خمسين مليون دولار عبر برامج التأهيل الصحية والتعليمية، وبدأت في استضافتهم منذ عام 1948 وبلغ عددهم حالياً ما يقارب 300 ألف على أراضيها: «واستجابة لدعوتها واتصالاتها، فقد أدانت الأمم المتحدة الانتهاكات المستمرة ضد الروهينغا في أفق ما يتطلع إليه الضمير الإنساني من الحراك التالي والفاعل لإيقاف تلك المجازر الإرهابية». وفي جدة، أعربت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي انضمامها إلى المجتمع الدولي لحقوق الإنسان، مجدداً عن فزعها وصدمتها إزاء الموجة الأخيرة والمستمرة من العنف العشوائي الذي تمارسه سلطات الدولة في ميانمار ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ولاية راخين بميانمار. وأوضحت الهيئة، أنه ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فر نحو 60 ألف شخص من العنف المتصاعد وعمليات القتل الجماعي التي تشمل قتل الروهينغا عشوائياً وإصابتهم جراء إطلاق نار عسكري، حتى أثناء فرارهم، كما استخدمت طائرات الهليكوبتر والقنابل الصاروخية ضد السكان المدنيين، وقد اجتاز نحو 27 ألف لاجئ روهينغا الحدود إلى بنجلاديش منذ يوم الجمعة الماضي، وما زال هناك 20 ألف آخرين عالقين بين البلدين. ولفتت الانتباه، إلى أنه على النقيض من ادعاءات حكومة ميانمار التي تحمل المسؤولية «للإرهابيين» على الشروع في أعمال العنف، فإن الكثير من تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك التقرير الأخير للجنة الاستشارية الدولية (كوفي عنان) الذي عينته حكومة ميانمار، شددت مرارا وتكرارا على أنه «إذا لم تعالج الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان معالجة سليمة، وإذا ظل الناس مهمشين سياسيا واقتصاديا، فإنه سيوفر أرضية خصبة للتطرف، مع تزايد تعرض الناس للتجنيد من قبل المتطرفين». وأشارت الهيئة، إلى أنه عوضاً عن الانتباه إلى هذه التقارير المستنيرة، تستخدم حكومة ميانمار القوة العسكرية العشوائية، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، ضد السكان المدنيين، واصفة العمليات الأمنية الأخيرة، بما في ذلك هجمات الحرق المتعمد ضد قرى الروهينغا، وإساءة معاملة المدنيين، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والقتل خارج نطاق القانون، بأنها تشكل مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي بأسره، ولا سيما جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم. وأضافت، أنه ونتيجة للتجاوزات الشديدة من قبل قوات الأمن في ميانمار، التي أدت إلى ارتفاع عدد القتلى بين السكان المتضررين، وبخاصة مسلمو الروهينغا، قام برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتعليق جميع أعمال الإغاثة في ولاية راخان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة؛ ما سيؤثر وقف عمليات المساعدة الغذائية هذا على نحو 250 ألف من النازحين، وغيرهم من الفئات الضعيفة من السكان، كما أشار برنامج الأغذية العالمي إلى ذلك. وقالت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، إنها «تدين بشدة هذه الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وتدعو حكومة ميانمار إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوضع حد لجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان الروهينغا المسلمين الأبرياء وغير المسلحين». كما تنضم الهيئة إلى الهيئات الخاصة للأمم المتحدة في مطالبة حكومة ميانمار بالتنفيذ الإيجابي لتوصيات اللجنة الاستشارية الدولية (لكوفي عنان) بشأن ولاية «أراكان ـ راخين»؛ إذ تشمل هذه التوصيات المطالب التي طال أمدها لحكومة ميانمار من جانب المجتمع الدولي لحقوق الإنسان بشأن قضايا المواطنة وحرية التنقل والمشردين داخليا، وإتاحة الوصول إلى وسائل الإعلام والمساعدات الإنسانية دون قيود، وتوفير التعليم والصحة وغير ذلك من قضايا التنمية، فضلاً عن توصية التقرير باتخاذ إجراءات عاجلة ومستمرة بشأن عدد من القضايا لمنع العنف، والحفاظ على السلام، وتعزيز المصالحة، وإعطاء إحساس بالأمل للسكان الروهينغا الذين يعانون ضغوطا شديدة. وحثت الهيئة، جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ولا سيما الدول المجاورة لميانمار، على مواصلة مخاطبة حكومة ميانمار، وحثها على الوفاء بالتزاماتها بكفالة وتعزيز وحماية حقوق الإنسان لجميع مواطنيها، ولا سيما أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة، كما يجب على دول منظمة التعاون الإسلامي أن تثير هذه الشواغل في جميع المحافل الدولية المعنية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف ومجلس الأمن الدولي في نيويورك. وأكدت، أنها ستواصل متابعة وضع المسلمين الروهينغا في ميانمار عن كثب، وستستكشف الفرص المتاحة كافة بشراكة مع أصحاب المصلحة المعنيين لاتخاذ إجراءات مشتركة للتخفيف من حالة حقوق الإنسان المزرية والحالة الإنسانية الخطيرة التي تواجهها أقلية الروهينغا المسلمة. وجددت، دعوتها لحكومة ميانمار للسماح لها بالقيام بزيارة ميدانية لتقصي الحقائق، فضلا عن إنشاء مكتب إنساني لمنظمة التعاون الإسلامي لتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية في ولاية راخين.



السابق

لبنان المُصاب بـ «انعدام الوزن» يتقصّى أبعاد «تغريدة السبهان» وتشييعٌ رسمي للعسكريين العشرة غداً وسط حداد وطني...وزير الرئاسة اللبنانية: التنظيمات التكفيرية صنيعة الولايات المتّحدة وأكد أن عون يعتبر «حزب الله» حاجة إلى جانب الجيش...بري: تجاوز وانتهاك للدستور عدم إجراء الانتخابات الفرعية...أهالي المخطوفين والمفقودين يغنّون لأبنائهم: بئس حكام يجعلوننا نحلم بقبر لحبيب فقد..سليمان يُطالب بفتح تحقيق بما جرى في 7 أيار!...الجيش يقرر توقيف «أبو طاقية»....

التالي

ورقة أوروبية تقترح مظلة سياسية عاجلة: سلطة مركزية «مقلصة» مقابل «استقلال محلي»....ماهي الرسائل التي أرادت إسرائيل إيصالها من خلال الغارة على مصياف؟...إسرائيل تقصف صواريخ إيرانية في سورية...القوات النظامية توسع الممر إلى اللواء 137 في دير الزور...المعارضة السورية رداً على دي ميستورا: تصريحاته غير مدروسة...الأميركيون يحشدون لمعركة دير الزور انطلاقاً من الشدادي والنظام يوسّع دائرة أمان المدينة ويدخل المساعدات إليها...مباراة طهران تكشف المستور.. الشتائم تملأ صفحات مؤيدي الأسد...عمليات إنزال جوي بـ"الجملة" تنفذها قوات التحالف بدير الزور .. والهدف؟...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,346,587

عدد الزوار: 6,946,307

المتواجدون الآن: 78