ليفني: العالم أصبح ضدنا بسبب سياسات نتنياهو

تاريخ الإضافة الجمعة 4 حزيران 2010 - 7:09 ص    عدد الزيارات 3251    التعليقات 0    القسم دولية

        


القدس – «الوطن»: قالت تسيفي ليفني، رئيسة المعارضة الاسرائيلية، امس الخميس، في الكنيست الاسرائيلي، «انه ليس من المنطق ان نتحدث طيلة الوقت عن الأمن فقط دون موازاته بخط سياسي وكل ذلك يدلل على ان رئيس الحكومة ينظر من منظار ضيق جداً وعلى ذلك تحول كل العالم ضدنا ومنح الشرعية لحركة حماس».
وأضافت ليفني «ان غزة مغلقة منذ أربع سنوات بتأييد من الأسرة الدولية التي دفعت باتجاه عدم الاعتراف أو التحدث مع حماس مادامت لا تعترف باسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ولكن بشرط ان يكون هناك أفق سياسي».
واعتبرت، ان الأيام الماضية كانت أياماً عسيرة على اسرائيل وانه يتوجب التوحد والصمت في مثل هذه المواقف، ولكن اليوم عاد الأمر الى سابق عهده وكسرت ليفني صمتها وكشرت عن أنيابها لمهاجمة رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وطالبت ليفني باجراء عملية تحقيق لمتابعة تسلسل الاحداث التي كانت سبباً في الاساءة الى اسرائيل وكيفية تعاملها مع الحدث، موجهة اصبع الاتهام الى نتنياهو الذي يفتقد الى الادارة السليمة والأفق السياسي الواضح _ على حد قولها.
وفي ذات السياق عبرت ليفني عن رفضها لقرار الأمم المتحدة القاضي بتشكيل لجنة تحقيق لفحص حادثة الأسطول قائلة، «نحن نرفض أي لجنة تحقيق دولية ويتوجب علينا ان نحقق داخلياً تاركين العالم خارج الساحة الاسرائيلية».
وأضافت ليفني «لقد سمعت رئيس الحكومة بالأمس، ولكني لم اسمع عن سياسة جديدة وان هذا لا يعفينا من تحديد سياسة واضحة، لاسيما وان الأحداث التي تمر بها اسرائيل سرعان ما تتحول الى مسرحية دولية يتغنى بها الجميع».
ورأت ليفني، ان الأمور آخذة بالتدهور واسرائيل وصلت الى حالة فقدت خلالها جهاز المناعة وهي لا تستطيع ان تدافع عن نفسها .

أنقذوا إسرائيل من نفسها!
 

بقلم – كارلو سترينجر:

ثمة عقدتان نفسيتان عميقتان تعاني منهما إسرائيل ولا تسمحان لقيادتها بتغيير مسارها الخطير: الأولى هي عقدة الخوف التي تأكدت من جديد مؤخراً من خلال كارثة أسطول الحرية الذي كان متوجهاً الى غزة، والثانية هي شعور إسرائيل بأنها دوماً على حق.
بالطبع لإسرائيل أعداء حقيقيون مثل إيران وحزب الله. وهنا نجد الشعور بالخوف يدفع النفسية الإنسانية للتشبث بنهج واحد في العمل حتى وإن تبين لها أن هذا النهج غير صحيح. وهذا ما يجعل إسرائيل لا تصغي للانتقاد، سواء كان صادرا من الداخل أو الخارج.
ومن الواضح أن عدم قدرة إسرائيل على الإصغاء يعززها شعورها الذاتي بأنها على صواب. نعم هي تعتقد باستمرار أنها على حق، وأن الآخرين مخطئون مما يجعلها غير قادرة على إدراك أن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تنطوي على كارثة، وأنه كان عليها التعامل منذ سنوات مع مبادرة السلام العربية ومن ثم تغيير هذه السياسة بمقدار 180 درجة.
وإذا كان الاعتراف بالخطأ صعباً دائماً إلا أن شعور إسرائيل بأنها على صواب يجعل الاعتراف به صعباً أكثر بالتأكيد.
ومن الملاحظ أيضاً أن إسرائيل لا تستطيع التمييز بين أصدقائها الذين يهتمون بمصلحتها وينتقدونها بسبب مواقفها الخاطئة، وبين أولئك الذين يكرهونها ويريدون تدميرها.
وهنا أود أن أشير الى مواقف الأوروبيين الذين يهتمون بإسرائيل فعلاً، منهم غالباً من يقولون: «نحن نؤيدكم ونريد الازدهار لبلدكم لكن لماذا تصر حكومتكم على إلحاق الضرر بإسرائيل؟ ولماذا تفعل كل ما بوسعها لجعل أصدقائها ينفرون منها؟ لماذا لا نستطيع الإصغاء لنصائحنا؟ وهل هناك ما نستطيع فعله أو قوله كي نصل الى قلوب وعقول قادتكم؟».
الحقيقة أن كل هذه الأسئلة، التي تنطوي على إحساس عميق باليأس، جاءت علناً على لسان الفيلسوف الفرنسي بيرنارد هنري ليڤي الذي هو واحد من أكثر المتحمسين لإسرائيل.
يقول ليڤي: لقد وصلت عقلية القادة الإسرائيليين لما يمكن أن نصفه بـ«التوحد السياسي» (التوحد هنا يعني مرض التوحد الذي يصيب الأطفال). وما يزيد هذه المشكلة تفاقماً هو عدم استعداد إسرائيل للإصغاء حتى للنصح القادم من الداخل.
لكل هذا، لم يكن غريباً أن اتسم رد فعل البعض في إسرائيل على هجوم سلاح البحرية الإسرائيلية على «أسطول الحرية» باللاعقلانية. لذا، كتب المحلل السياسي الشهري ديفيد غروسمان مقالاً مؤثراً مؤخراً أعرب فيه عن شعوره بالخجل من افعال إسرائيل كما عبّر عن ألمه العميق لمدى الانحدار الذي بلغته إسرائيل في سياساتها اللامعقولة.
وتحدث آموس عوز في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» حول أهمية ان تدرك إسرائيل مدى «حدود القوة»، وكيف ان على إسرائيل أن تفهم انها لن تستطيع هزيمة حماس بالوسائل العسكرية وان عليها ان توقف حالة التدهور الراهنة بالتحرك بسرعة نحو اتفاق سلام مع فتح من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
غيرأن عقلية القيادة الإسرائيلية بقيت خرقاء، إذ لاتزال إسرائيل كمدينة محاصرة ولا شيء يمكن ان يصل لعقول وقلوب سكانها.
لذا، ما لم يقرأ هؤلاء جميعاً ما كتبه كل من غروسمان وعوز وليڤي وآخرون كثيرون ستبقى ردود الفعل في إسرائيل: ماذا يريد كل هؤلاء النقاد والمفكرون؟ إنهم لا يعرفون اي شيء عن العالم. إن علينا التمسك بمواقفنا فنحن نعرف ما هو الصحيح والمفيد لإسرائيل، ولا نريد نصائح هؤلاء المنتقدين الذين لا يجيدون سوى إسداء النصائح التي لا معنى لها.
غير أن الأمر الآخر الأكثر إثارة للدهشة هو عدم استعداد القيادة الإسرائيلية للإصغاء حتى لكبار رجال الاستخبارات في مؤسساتها الأمنية. فخلال الصخب الإعلامي الذي شهدته الأيام القليلة الماضية برز خبر في الصحف لم يكترث به أحد رغم أهميته. يقول هذا الخبر: «أبلغ مائير داغان رئيس الموساد لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست ان إسرآئيل بدأت تخسر بالفعل أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة بل وباتت عبئاً عليها».
وعلى الرغم من هذا، لايزال موشيه يألون يؤمن بحق إسرائيل الأبدي في أن تصبح «إسرائيل الكبرى»، ولايزال إيلي بشاي يفتقر الى معرفة طبيعة العلاقات الدولية في حين فقد إيهود باراك قدرته على التفكير بوضوح منذ وقت طويل. أنقذوا إسرائيل من نفسها.

تعريب نبيل زلف

المصدر: جريدة الوطن الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,387,850

عدد الزوار: 6,989,231

المتواجدون الآن: 68