المعارضة تشن هجوماً معاكساً في اللاذقية وتحكم حصارها على معسكرين في إدلب....خسائر كبيرة لـ"حزب الله" في اللاذقية...والجيش الحر يستعيد السيطرة على "المرصد-45" الاستراتيجي

واشنطن: دعم المعارضة العسكرية بدأ فعلياً وسيستمر «في وتيرة تصاعدية»...معركة الساحل مصيرية لا حدودية... وتحدّثت عن هجوم متعدد الجبهة وتكتيكات مواجهته

تاريخ الإضافة الأحد 6 نيسان 2014 - 5:51 ص    عدد الزيارات 2156    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خسائر كبيرة لـ"حزب الله" في اللاذقية...والجيش الحر يستعيد السيطرة على "المرصد-45" الاستراتيجي
الجمهورية..
استعادت قوات المعارضة المرصد 45 في ريف اللاذقية، بعد قتال عنيف مع قوات النظام التي كانت استولت على الموقع أمس. من جهة أخرى، واصلت قوات النظام قصفها للعديد من المناطق السورية تركزت في ريف دمشق وحلب مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

وأكد ناشطون أن الكتائب الإسلامية المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على المرصد بريف اللاذقية بعد مقتل العشرات من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني المساندة لهم.

والمرصد 45 موقع إستراتيجي يشرف على مساحات واسعة، كانت قوات النظام قد سيطرت عليه لساعات.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبد الله أيوب قام بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة.

أما في حلب، فقد قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو ثلاثين شخصا قتلوا وأصيب العشرات نتيجة غارات جوية استهدفت حي الشعار بحلب، وأشار ناشطون إلى أن القصف الجوي استهدف مسجد الدالاتي في الحي، وهو ما يفسر ارتفاع عدد القتلى والجرحى.

ولم يكن الوضع أحسن حالا في دمشق وريفها، حيث استهدفتهما آلة حرب النظام، ما خلف قتلى وجرحى ودمارا في العديد من أحيائهما.

فقد ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام شنت ست غارات على بلدة المليحة في ريف دمشق الشرقي ما أسفر عن مقتل طفلة وإصابة عدد كبير من المدنيين. وتأتي هذه الغارات الكثيفة لليوم الثالث على التوالي.

وسقط ستة قتلى إلى جانب عدد من الجرحى معظمهم نساء وأطفال جراء غارتين جويتين استهدفتا مدينة دوما القريبة من المليحة.

وذكرت سوريا مباشر أن القوات النظامية شنت غارة جوية بالبراميل المتفجرة على مدينة داريا بريف دمشق الغربي، ما أدى إلى تدمير مسجد عمر بن الخطاب في المدينة.

وأفاد ناشطون بأن النظام استهدف محيط باب توما (وسط العاصمة) من جهة حي جوبر بخمس قذائف هاون.
 
المعارضة تتقدم في اللاذقية وإدلب ومجزرة براميل متفجرة في حلب والأسد يقصف حي جوبر بالكيميائي
المستقبل..ا ف ب، رويترز، يو بي اي، العربية، الجزيرة، سكاي نيوز
عاد النظام السوري مرة جديدة إلى استعمال الغازات السامة ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، هذه المرة في حي جوبر الدمشقي، مع تعرض حيّي الشعار والصاخور في حلب لقصف جوي بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، ولكن أحرز الثوار تقدماً ميدانياً في كل من اللاذقية وإدلب حيث سيطروا على بلدة استراتيجية.

فقد اتهمت المعارضة السورية مجدداً قوات بشار الأسد باستخدام غاز سام. وعرض نشطاء من المكتب الإعلامي في جوبر لقطات لرجل فاقد للوعي يرقد على فراش ويعالجه مسعفون.

ويأتي الهجوم الكيميائي على حي جوبر في العاصمة دمشق، بعد أسبوع من إرسال الحكومة السورية خطاباً إلى الأمم المتحدة تزعم أن لديها دليلاً على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في المنطقة نفسها.

ومن بروكسل، أعلن مكتب مستقل لتوثيق الملف الكيميائي السوري، أن قوات النظام السوري ألقت الخميس، قنبلة تحوي غازاً ساماً مركزاً في حي جوبر في العاصمة دمشق.

وفي بيان أصدره، قال «مكتب توثيق الملف الكيميائي في سوريا»: «تم التأكد من استهداف جوبر بدمشق بالغازات السامة، حيث تم توثيق وصول حالات عدة مصابة باختناق إلى المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية، وذلك بعد استخدام النظام السوري قنبلة تحوي غازاً مركزاً في المنطقة».

ولم يقدم البيان معلومات أكثر حول عدد المصابين أو نوع الغاز الذي تم استخدامه أو المعطيات التي استند إليها، غير أنه أرفق في بيانه مقطع فيديو تداوله ناشطون معارضون الخميس، لشخص مصاب بالاختناق يقوم مسعفون بمحاولة إنعاشه بالأوكسجين والمحاقن الطبية.

وفي حملة مكثفة ضد ريف دمشق، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام شنت ست غارات على بلدة المليحة في ريف دمشق الشرقي، ما أسفر عن مقتل طفلة وإصابة عدد كبير من المدنيين. وتأتي هذه الغارات الكثيفة لليوم الثالث على التوالي.

وسقط ستة قتلى إلى جانب عدد من الجرحى معظمهم نساء وأطفال من جراء غارتين جويتين استهدفتا مدينة دوما القريبة من المليحة.

وذكرت «سوريا مباشر« أن القوات النظامية شنت غارة جوية بالبراميل المتفجرة على مدينة داريا بريف دمشق الغربي، ما أدى إلى تدمير مسجد عمر بن الخطاب في المدينة. وأفاد ناشطون بأن النظام استهدف محيط باب توما وسط العاصمة من جهة حي جوبر بخمس قذائف هاون.

وتواصلت أمس حلقة العنف في مناطق سورية عدة، فقد استعادت قوات المعارضة المرصد 45 في ريف اللاذقية، بعد قتال عنيف مع قوات النظام التي كانت استولت على الموقع أمس.

وأكد ناشطون أن الكتائب الإسلامية المعارضة تمكنت صباح اليوم (أمس) من استعادة السيطرة على المرصد بريف اللاذقية بعد مقتل العشرات من قوات النظام وعناصر «حزب الله« المساندة لهم.

والمرصد 45 موقع استراتيجي يشرف على مساحات واسعة، كانت قوات النظام قد سيطرت عليه لساعات.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبد الله أيوب قام الخميس بجولة ميدانية تفقد خلالها الوحدات العاملة في النقطة 45 والنقاط المحيطة. أما في حلب، فقد قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو ثلاثين شخصاً قتلوا وأصيب العشرات نتيجة غارات جوية استهدفت حيي الشعار والصاخور بحلب، وأشار ناشطون إلى أن القصف الجوي استهدف مسجد الدالاتي في الحي، وهو ما يفسر ارتفاع عدد القتلى والجرحى.

وبث ناشطون صوراً بعد القصف مباشرة تظهر تناثر جثث القتلى في المكان وحالة الهلع التي أصابت المدنيين، واشتعال الحرائق في عدد من الأبنية المحيطة.

وذكرت «سوريا مباشر« أن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا جراء غارة جوية من قوات النظام على حي مساكن هنانو شرقي حلب. كما شنت الحكومة غارات جوية على دوار الليرمون وطريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب، وغارتين جويتين بالقرب من مخيم حندرات بالمدينة.

واستعادت فصائل من المعارضة السورية، الجمعة، السيطرة على بلدة على طريق رئيسي في شمال سوريا، في وقت تحتدم المعارك على جبهات في مختلف مناطق البلاد، حسب ما ذكر ناشطون.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن مسلحين من المعارضة قتلوا 18 جندياً وأعطبوا دبابتين أثناء القتال للسيطرة على بلدة بابولين في محافظة إدلب.

وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة بعد سيطرتهم على بابولين، يخوضون معركة مع القوات الحكومية على مقطع من الطريق قريب من البلدة طوله 30 كيلومتراً، بين مورك ومعرة النعمان.

ويزيد سقوط بابولين الضغوط على قاعدتين للجيش السوري على مشارف معرة النعمان.

وكذلك في إدلب ذكر ناشطون أن المعارضة سيطرت على حاجز الصالحية في محيط بلدة كفر ياسين، فاغتنمت مستودعاً للذخيرة في قرية الصالحية بعد تدمير دبابة للنظام هناك.

واستهدف الطيران الحربي والمروحي التابعين للنظام بالبراميل المتفجرة مدن وبلدات جبالا وربع الجور وخان شيخون وحيش بريف إدلب الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة على الحواجز الواقعة قرب مدينة خان شيخون.

وفي درعا (جنوب البلاد) أفاد ناشطون أن سلاح الجو أغار على حي طريق السد بالمدينة. وقد أدى القصف إلى مقتل امرأة وجرح آخرين إضافة إلى دمار كبير في الأبنية واشتعال الحرائق في محيط القصف.

وفي حماة (وسط البلاد) ذكر مركز حماة الإعلامي أن اشتباكات تدور بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي. وأضافت أن المعارضة تمكنت من قتل أحد عناصر الجيش وجرح آخرين.

وأعلن الجيش التركي، الجمعة، أنه ردّ على مصدر إطلاق قذائف سقطت في ولاية هاتاي جنوب البلاد مصدرها خلف الحدود السورية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الجيش التركي ردّ بالمثل على سقوط بضع قذائف صاروخية من الجانب السوري، على الأراضي التركية بولاية هاتاي، لم تؤدِ إلى خسائر.

وكانت هيئة أركان الجيش التركي أعلنت في وقت سابق، أن الأنظمة الصاروخية السورية اعترضت مقاتلات من طراز أف 16 تركية، أمس، على الحدود بين البلدين.
 
قريبون من الأسد لـ «الراي»: معركة الساحل مصيرية لا حدودية... وتحدّثت عن هجوم متعدد الجبهة وتكتيكات مواجهته
 خاص - «الراي»
... إنها المعركة الاكثر خطراً التي يخوضها النظام السوري ضد المعارضة، هي ليست معركة حدودية بل معركة مصيرية للنظام والمعارضة في آن. فبعدما استطاعت المعارضة السورية تجاوُز خسارتها في منطقة القلمون وسلّمت بذلك، انتقلت الى «هجوم أكبر» من الشمال الغربي الحدودي والشمال الغربي الادلبي، وسط تداخل المصالح الاقليمية والدولية على ارض سورية ومن جديد. فماذا يحدث على هذه الجبهة المشتعلة الآن في سورية؟
مصادر مسؤولة في مركز القرار السوري وقريبة من الرئيس بشار الاسد قالت لـ «الراي» ان «الخطة الغربية - الاقليمية لم تكن تهدف الى حرف الأنظار عن إعادة القلمون الى كنف النظام بل التقت على ضرب سورية عبر مخطط جديد وخطير يهدف الى تقسيمها وإعطاء درس في الوقت عيْنه الى روسيا بعد ضمها القاعدة البحرية في جزيرة القرم ثم الجزيرة كلها، ولذلك فان الهجوم الجديد الذي بدأ منذ اسبوعين لم يكن وليد الساعة ابداً، اذ انه يتطلب تخطيطاً دقيقاً وعالياً من قيادة مركزية اخذت وقتها لدرس منطقة العمليات ونقل المعارضة وجمعها تحت قيادة موحدة وتقديم الدعم اللازم لفتح جبهات عدة في آن واحد. وهذا يتطلب دعماً غربياً - تركياً - عربياً منسقاً ومتناسقاً».
وتحدثت المصادر عن ان «منهجية الهجوم لم تكن على بلدة كسب فقط بل هي تهدف الى الاندفاع بالقوات من الحدود التركية في اتجاه جبل النسر وتلة الـ45 الاستراتيجييْن لتندفع من محور واحد على قسطل معاف نحو رأس البسيط، ومن محور ثان من المشرفة في اتجاه البدروسية الساحلية، ومن محور ثالث متناسق مع الجبهتين يبدأ من ريف ادلب ومعرة النعمان الى جبل الزاوية في اتجاه جبل الاكراد لتلتقي القوات مع بعضها البعض في محور البدروسية وتندفع قريبة جداً باتجاه اللاذقية او ان تكون هذه المدينة تحت مرمى نيران المعارضة المستمرة لتزيد من التهجير للمدنيين وفرض حالة انعدام امني على كافة المناطق السورية».
وتشرح المصادر ان «المعارضة استفادت من هجوم الشمال الغربي من الحدود التركية بأكثر من 3500 مقاتل تمّ تجميعهم من المناطق كافة وسحب بعضهم من الجنوب ومن الغوطة ومن ادلب مما استوجب وضعين جديدين:
1 - مجابهة هؤلاء بخطة مدروسة مقابلة مشابهة للتي اعتُمدت في القلمون باحتلال المرتفعات الحساسة وقصف المنطقة التي تتواجد فيها المعارضة قبل بدء الهجوم الاكبر على محاور متعددة والذي سيبدأ قريباً.
2 - فُتحت جبهة دمشق وريفها لطرد المسلحين من جبهة النصرة المتواجدين في المليحة ودوما وحرستا وفي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية وعدرا العمالية ليتم تنظيف دمشق من القاعدة ومن جبهة النصرة وتأمين هذه الجبهة تماماً، وهذا ما تعمل عليه قوات النظام وحلفائها (حزب الله)».
وتؤكد المصادر ان «الجيش السوري استطاع سحب قواته من كسب غير المحصنة لينفذ تكتيك الدفاع المتحرك بإدخال قوات القاعدة القادمة من تركيا الى عمق المحور الرئيسي لضربها واستهدافها باستخدام سلاح الطيران والمدفعية لمنع انسحابها قدر المستطاع»، مضيفاً انه «للمرة الاولى ادخلت طائرات الميغ 29 في المعركة وهي التي تتمتع بقدرات قتالية تستطيع مجابهة اي طيران معاد بما فيها طائرة الـ F-16 (تلميحاً الى تركيا)».
وتقول المصادر ان «هجوم المعارضة يهدف ايضاً لضرب روسيا وقاعدتها في سورية، فقد ارتضى العالم وقف شحن المواد الكيماوية لإعطاء المجال الكافي لينكشف الغبار عن الهجوم وهذا ايضاً يدل على مشاركة اطراف متعددة بما يحصل على الجبهة الشمالية - الغربية، الا ان النظام لن يسمح بذلك، ولا حلفائه».
 
المرصد 45 باللاذقية محور اشتباكات مستمرة للسيطرة على «شمال الساحل» والتصعيد بريف دمشق يتسع إلى داريا والمليحة وشبعا.. والمعارضة تتقدم في إدلب

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... أكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن مقاتلي المعارضة استعادوا السيطرة على «المرصد 45» الاستراتيجي في ريف اللاذقية، شمال غربي البلاد، غداة سيطرة القوات النظامية عليه. وتحتدم المعارك في هذه النقطة بين الجانبين للوصول إلى مناطق مرتفعة تتيح للمقاتلين المعارضين السيطرة على واجهة بحرية بطول 10 كيلومترات تمتد من الحدود التركية إلى رأس البسيط، إلى جانب عرقلة تقدم القوات النظامية في المنطقة.
وفي موازاة ذلك، تواصل القتال على محور المليحة في ريف دمشق، وسط محاولات من القوات الحكومية لاقتحام البلدة الواقعة شرق العاصمة السورية، وهو ما دفع المعارضة للرد بإطلاق قذائف الهاون على أحياء العاصمة، والتي أسفرت عن إصابة 22 شخصا بجروح.
وأكد الناشط عمر الجبلاوي، في ريف اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط»، أن مقاتلي المعارضة «تمكنوا من استعادة السيطرة على المرصد 45 الواقع شرق بلدة قسطل معاف في ريف اللاذقية، بعد قتال دام يومين»، مشيرا إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات النظامية والمقاتلين في صفوفها. وكانت قوات المعارضة سيطرت على المرصد 45، في 24 مارس (آذار) الماضي، عقب سيطرتها على بلدة كسب والسمرة في المنطقة، قبل أن تستعيد القوات النظامية السيطرة عليه قبل يومين، غداة قصف عنيف تعرضت له المنطقة. وقال الجبلاوي إن القوات النظامية كانت قد استعادت السيطرة عليه قبل يومين، بعد هجوم واسع النطاق شنته انطلاقا من بلدة قسطل معاف الاستراتيجية.
ويعد «المرصد 45» نقطة استراتيجية بالنسبة إلى الجانبين، كونه أعلى نقطة في جبل التركمان المطل على أوتوستراد اللاذقية - كسب في شمال غربي سوريا. وعادة ما تحتفظ القوات النظامية بالمناطق المرتفعة في المنطقة، بهدف كشف الطرقات التي تربط بين القرى والغابات، نظرا لطبيعة المنطقة الحرجية الكثيفة.
وقال الجبلاوي إن السيطرة على المرصد الذي يبعد عن الحدود التركية السورية نحو 12 كيلومترا «تتيح لقوات المعارضة كشف الطرقات التي تتحرك فيها القوات الحكومية في قسطل معاف، وعلى أوتوستراد كسب – اللاذقية، كما تسمح لها بكشف البحر وبلدة البسيط الساحلية الاستراتيجية، مما يضع القرى العلوية المؤيدة للنظام بأكملها، وبينها البدروسية، تحت أنظار قوات المعارضة».
واتسعت رقعة الاشتباكات في المرصد وحوله، بعد وصول تعزيزات من قوات المعارضة إلى المقاتلين في الساحل. وقال الجبلاوي إن مقاتلين تابعين لـ«فيلق الشام» المعارض سلكوا طريق إدلب ووصلوا إلى الساحل لمؤازرة المقاتلين المعارضين، مشيرا إلى أنهم «يقاتلون على جبهة اللواء العاشر وجبهة المرصد 45».
في هذا الوقت، أكدت مصادر المعارضة مقتل أكثر من 300 شخص في المعارك التي اندلعت في 21 مارس الماضي في ريف اللاذقية، والتي أطلقت عليها قوات المعارضة اسم معركة «الأنفال». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قائد «حركة شام الإسلام» إبراهيم بنشقرون السجين السابق في «غوانتانامو»، المعروف باسم أبو أحمد المغربي، قتل في معارك اللاذقية أول من أمس، كما قتل القائد العسكري للحركة المعروف بـ«أبي صفية المصري».
وفي إدلب القريبة من ريف اللاذقية، أفاد المرصد بأن «الكتائب الإسلامية المقاتلة استعادت السيطرة على بلدة بابولين وقرية الصالحية في ريف إدلب الجنوبي بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليهما»، مشيرا إلى أن المعارك «أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصرا من القوات النظامية»، في حين شن الطيران الحربي غارات على المنطقة. وأوضح أنه مع هذا التقدم تكون الكتائب المقاتلة «ضيقت الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية»، وهما من أبرز معاقل القوات النظامية في ريف إدلب، مشيرا إلى أن «الإمداد العسكري والاستراتيجي قطع عنهما منذ نحو شهرين بعد سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة على بلدة مورك بريف حماه الشمالي» في وسط البلاد.
في غضون ذلك، أفاد المرصد بمواصلة القوات النظامية هجومها على المليحة بريف دمشق، الملاصقة للأحياء الشمالية للعاصمة السورية، مشيرا إلى أن القوات النظامية «جددت قصفها لمناطق في بلدة المليحة، وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدة ومحيطها».
والمليحة جزء من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من خمسة أشهر. ورجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أن يكون هذا التصعيد يهدف إلى اقتحام البلدة».
في المقابل، ردت المعارضة على الهجوم بإطلاق قذائف الهاون مجددا على أحياء دمشق. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن 22 مدنيا أصيبوا بجروح جراء سقوط قذائف على منطقتي باب توما والبحصة بدمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لمندوبة سانا أن خمس قذائف سقطت في ساحة باب توما ومحيطها، مما أدى إلى إصابة 22 مواطنا بينهم نساء، وإلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والسيارات.
وقال ناشط في الغوطة يعرّف عن نفسه باسم أبو صقر مأمون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هناك محاولات للقوات الحكومية لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها»، لافتا إلى أن «الجيش النظامي مدعوم من دبابات وعربات شيلكا وطيران ميغ، ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل لواء أسد الله الغالب»، مشيرا إلى أن القصف العنيف دفع بالعديد من سكان البلدة إلى النزوح إلى أماكن مجاورة، وإلى أن المعارك عنيفة في محيط البلدة.
وفي جنوب دمشق، قال عضو مجلس الثورة إسماعيل الدراني، لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الحكومية «صعدت من وتيرة قصفها لمدينة داريا، لكنها لم تتمكن من التقدم إلى داخلها»، مؤكدا أن النظام «استطاع تدمير كل الدفاعات الأمامية للمعارضة، مما دفعها لاستخدام أنفاق للاحتماء من القصف». وإذ أكد أن المقاتلين المعارضين «صدوا أكثر من هجوم في محاولة لاقتحام المدينة»، قال إن المعارك «تحتدم في محيط مقام السيدة سكينة»، لافتا إلى أن الاشتباكات العنيفة «وصلت إلى داخل مبنى ضخم بجوار المقام حيث يسيطر الثوار على قبو المقام، فيما وصلت القوات الحكومية إلى الطوابق العليا فيه». وأفاد الدراني بحدوث قصف بالبراميل المتفجرة استهدف وسط داريا «مما أدى إلى تدمير مسجد عمر بن الخطاب بالكامل، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محيط مقام سكينة».
وفي موازاة هذا التصعيد، نقلت المعارضة الاشتباكات إلى منطقة شبعا شرق الغوطة الشرقية، حيث أكد الدراني سيطرة مقاتلين معارضين على معمل الخميرة الواقع في شبعا قرب قصر المؤتمرات والقريب من مطار دمشق الدولي، مشيرا إلى أن القتال «كان بين ميليشيات عراقية تقاتل إلى جانب النظام، ومقاتلي جبهة النصرة و(الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام) و(حركة أحرار الشام) و(فيلق الرحمن)». وقال إن المعارضين «استطاعوا قطع أوتوستراد مطار دمشق الدولي، وأوتوستراد دمشق – السويداء اللذين يلتقيان عند قصر المؤتمرات».
 
«الائتلاف» السوري يبدأ اجتماعاته لانتخاب هيئة سياسية جديدة ويمتد ثلاثة أيام يعين خلالها وزراء.. ويدرس دعم جبهة الساحل

بيروت: «الشرق الأوسط»
... تعقد الهيئة العامة لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اجتماعها الدوري اليوم في مدينة إسطنبول التركية لانتخاب هيئة سياسية جديدة ووزراء الصحة والتعليم والداخلية في الحكومة المؤقتة، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات السياسية والعسكرية، لا سيما معركة جبهة الساحل.
ويعد اجتماع الهيئة العامة الأول بعد فشل مؤتمر «جنيف2»، ومن المقرر أن تخصص بعض الجلسات لتقويم نتائج مشاركة الائتلاف في مفاوضات «جنيف2» وتحليلها، بحسب ما يؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض هشام مروة لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن «اجتماعات الهيئة العامة تعقد اليوم وقد باتت المعارضة السورية في وضع أفضل بعدما عاد المجلس الوطني إلى الائتلاف وكذلك الأعضاء المنسحبون، ما يعطي رسالة واضحة أن المعارضة استعادت وحدتها من جديد».
وكان قرار مشاركة الائتلاف المعارض في مفاوضات «جنيف2» أدى إلى حالة انقسام داخل صفوف المعارضة ودفع كتلا سياسية بكاملها إلى الانسحاب احتجاجا على المشاركة. لكن هذه الكتل، ومنها «المجلس الوطني» وكتلة «المنسحبون»، ما لبثت أن تراجعت عن انسحابها قبل أسابيع، مبررة ذلك بفشل مؤتمر «جنيف2». وبحسب مروة فإن «اجتماعات اليوم ستفضي إلى انتخاب هيئة سياسية جديدة للائتلاف المعارض»، مشيرا إلى «وجود نقاشات من أجل توسعة الهيئة لتصبح أكثر تمثيلا لكتل الائتلاف وأقطابه، فتصبح 25 مقعدا أو أكثر بدلا من 19». وأوضح مروة أن «باب الترشح لعضوية الهيئة السياسية مفتوح للجميع»، من دون أن يستبعد حصول منافسة بين الكتل عبر قوائم وتحالفات مختلفة.
وتضم الهيئة السياسية الحالية 19 عضوا هم: رئيس الائتلاف أحمد الجربا وبدر جاموس ومحمد فاروق طيفور ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار وأكرم العساف وأنس العبده وزكريا الصقال وعبد الباسط سيدا وأحمد رمضان وفايز سارة ولؤي صافي ومنذر ماخوس ومنى مصطفى ومحمد نذير الحكيم وموفق نيربية وميشيل كيلو وهادي البحرة، إضافة إلى كمال اللبواني الذي قدم استقالته احتجاجا على المشاركة في مؤتمر «جنيف2».
ومن المفترض أن يتطلب إقرار توسعة الهيئة السياسية تعديلا في بنود النظام الأساسي للائتلاف الذي ينص على أن لا يزيد عدد أعضاء الهيئة على تسعة عشر عضوا من الأعضاء المرشحين، الحاصلين على أكثر أصوات أعضاء الهيئة العامة في انتخاب سري، ويشترط في أعضائها التفرغ الكامل.
وفي موازاة انتخابات الهيئة السياسية سيجري تعيين وزراء الصحة والتعليم والداخلية في الحكومة السورية المؤقتة بعدما بقيت هذه المواقع شاغرة إثر تشكيل الحكومة المؤقتة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) برئاسة أحمد طعمة نتيجة خلافات بين الكتل السياسية. وفي هذا السياق، يوضح عضو الائتلاف المعارض هشام مروة في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن «تعيين الوزراء الثلاثة سيكون عبر عملية انتخابية تبدأ بتحديد رئيس الحكومة أسماء لشغل هذه المواقع ليصار لاحقا إلى التصويت عليها من قبل الهيئة العامة، والذي يحصل على نصف الأصوات زائدا واحدا يعد من الناجحين».
ورغم عدم وجود أشخاص خلال الفترة الماضية في مواقع الداخلية والصحة والتعليم فإن هذه الوزارات بقيت فاعلة بحسب ما يؤكد مروة، مشيرا إلى «وجود شخصيات إدارية ورسمية في المعارضة كانوا يتابعون شؤون الوزارات الثلاث بتكليف من رئيس الحكومة أحمد طعمة».
وعن الأعضاء السبعة الذين قدموا استقالاتهم في وقت سابق إلى الائتلاف المعارض، رجح مروة أن «يُتخذ قرار يفضي إلى قبول عودتهم إلا إذا أراد البعض منهم الإصرار على موقفه».
وكانت تقارير صحافية أشارت خلال الأسبوع الماضي إلى قبول الائتلاف المعارض استقالة الأعضاء السبعة، ياسر الفرحان ومصطفى شلش ومحمد الشعار وكمال اللبواني وداود السليمان ويحيى الكردي ويامن الجوهري.
وتأتي اجتماعات الهيئة العامة التي ستمتد على ثلاثة أيام وتعقد في فندق «أرتميس مارين» في مدينة إسطنبول، تزامنا مع فتح قوات المعارضة السورية جبهة الساحل في ريف اللاذقية، وفي هذا السياق أكد مروة أن «قرارات حاسمة ستتخذ لتقديم المزيد من الدعم العسكري لكتائب المعارضة في الساحل»، لافتا إلى أن «هذه المعركة سيجري استخدامها من قبل الائتلاف للضغط على النظام وإجباره على القبول بالموافقة على الحل السياسي القاضي بتسليم السلطة وتشكيل حكومة انتقالية».
 
حلب «مدينة رعب».. والنظام يمطر سكانها بـ«البراميل المتفجرة» و«الشرق الأوسط» تدخل المدينة المقسمة بعد طرد «داعش» * المجلس المحلي أكد أن أكثر من 20 ألفا فقدوا منازلهم

حلب: هانا لوسيندا سميث ... كان هناك الكثير من الأشياء التي شعرنا بأنها تسير على نحو خاطئ طوال الطريق إلى حلب. كانت السيارة التي تقلنا تسير بأقصى سرعة على ذلك الطريق، وكانت كثيرا ما تنحرف لتجنب الحفر التي انتشرت على الطريق، ثم تنحرف مرة أخرى لتفادي السيارة المقبلة في الاتجاه المعاكس، حيث تمر بجانب أشجار النخيل المحروقة وهياكل السيارات الأخرى التي تذكر السيارات التي تستخدم هذا الطريق بالمصير الذي ربما تلقاه إذا لم تسر بالسرعة المطلوبة، أو كان الأمر يتعلق فقط بسوء الحظ في هذا اليوم.
كانت السيارة تمر بجانب بعض القطط هزيلة الجسم التي تعبث في أنقاض المباني السكنية، التي دُمرت واجهاتها فبرزت أحشاؤها إلى شوارع المدينة، وليظهر ما بداخل الشقق من ورق حائط ذي ألوان زاهية وبقايا أواني الشاي والأثاث. كما مررنا بجانب الأكشاك، المقامة في الشوارع، والتي تحولت بسبب القصف إلى مجرد هياكل ملتوية، وأكوام القمامة التي تتصاعد منها الأدخنة بسبب شمس ما بعد الظهيرة. غير أنه وعندما رصدنا أخيرا مجموعات قليلة من الناس في الشوارع، كان مرآهم هو ما أحدث الاختلاف في ذلك المشهد. كانوا جميعا يميلون برؤوسهم لأعلى ويستعملون أكفهم لحماية عيونهم من وهج أشعة الشمس، ويشاهدون، وهم لا حول لهم ولا قوة، أسراب الطائرات المروحية وطائرات ميغ وهي تمخر عباب السماء.
لم يكن باستطاعة الصحافيون الأجانب أو نشطاء المعارضة دخول حلب منذ الخريف الماضي بسبب حملة الاختطاف والترهيب التي كان يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المتشدد التابع لتنظيم القاعدة. غير أنه وخلال الأسابيع الأخيرة، استطاع تحالف جديد من المتمردين يسمى «الجبهة الإسلامية» طرد تنظيم داعش من المدينة والمناطق الريفية التي تمتد غربا حتى الحدود السورية - التركية. وعليه، كنا من بين أوائل الصحافيين الذين استطاعوا دخول حلب مرة أخرى.
لقد ذهب أولئك الذين كانوا ينشرون الرعب والإرهاب في المدينة، غير أنه لم تبق مدينة واحدة لا تختبر الرعب في أنحاء سوريا. ومنذ شهر ديسمبر (كانون الأول)، ما برحت قوات الأسد تمطر المدينة بوابل من البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة المليئة بمادة «تي إن تي» والأدوات المتفجرة المتشظية. وتقوم المروحيات، التي تحلق بشكل دائم في سماء المدينة، بإلقاء تلك البراميل والقنابل بشكل يومي وعشوائي على المناطق المدنية التي يسيطر عليها المتمردون. وقد فر معظم السكان من مدينة حلب، وانتقل الذين بقوا هناك إلى المناطق القريبة من خطوط المواجهة الأمامية. وعليه، فقد أصبحت تلك الأحياء الآن، ويا للسخرية، هي المناطق الأكثر أمانا في المدينة، حيث إن عملية إلقاء القنابل والبراميل لا تتم بشكل دقيق، بحيث نادرا ما يجري استهداف خطوط المواجهة الأمامية خوفا من أن تسقط تلك البراميل على المدن التي تسيطر عليها قوات النظام.
في ذروة عمليات القصف التي كانت تتم في نقس الوقت الذي كان يحضر فيه ممثلون عن نظام الأسد مؤتمر جنيف 2، كانت المروحيات تلقي نحو 30 برميلا متفجرا يوميا على مدينة حلب. يقول خالد حجو «إذا سقط برميل متفجر في إحدى المناطق التي تضم مباني ذات طابق واحد أو طابقين، يدمر هذا البرميل الشارع عن بكرة أبيه. أما إذا سقط البرميل على مبنى سكني يتألف من ثمانية طوابق، فسيلحق الضرر بمبنيين آخرين». وخالد هو عضو في فريق الدفاع المدني، الذي يضم ثلاثين شخصا ويعتبر الجهة الوحيدة التي تستطيع الحضور إلى مسرح التفجيرات لتساعد الضحايا وتستخرج الجرحى من تحت الأنقاض.
يضع فريق خالد معداته القليلة على أريكة صغيرة. لا يمتلك الفريق معدات ثقيلة للحفر أو أجهزة اتصالات. وعندما تسقط البراميل المتفجرة، يتوجب على أعضاء الفريق أن يذهب مسرعا إلى مسرح الأحداث من خلال اتباع الأصوات وأعمدة الدخان المنبعثة من مكان الحادث، وبمجرد وصولهم إلى هناك يبدأون في الحفر باستخدام أيديهم حتى ينقذوا ما يمكن إنقاذه. وبسبب نقص المعدات اللازمة، يمكن أن يستغرق الأمر أسبوعا كاملا للبحث في أنقاض مبنى واحد. يقول خالد «هناك الكثيرون يفقدون ببساطة تحت الأنقاض، لأننا لا نستطيع الوصول إليهم».
ومنذ أن خلت المدينة من سكانها، قلت عمليات إلقاء البراميل المتفجرة، غير أن قوات النظام ما زالت تقصف حلب بما يقرب من 20 برميلا يوميا. وفي الوقت نفسه، ما زالت الغارات، التي تشنها الطائرات، وعمليات القصف، التي حاصرت سكان المدينة خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، مستمرة بلا هوادة. أما الذين بقوا في المناطق، التي يسيطر عليها المتمردون في حلب، فهم أشد الناس فقرا، حيث لا يملكون المال للخروج من المدينة، كما أنه ليست هناك أي أماكن أخرى يمكنهم الفرار إليها. ويقدر المجلس المحلي لمدية حلب عدد الأسر، التي فقدت منازلها منذ بداية إلقاء البراميل المتفجرة، بـ20 ألف أسرة. وقد هرب البعض إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد، غير أنه يُعتقد أن نحو 7 آلاف و500 أسرة ما زالوا يعيشون تحت نيران القصف في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. يقول أحد المتطوعين، الذي يقوم بتوزيع الملابس «هناك نحو 500 أسرة تأتي إلى هنا كل يوم للحصول على ملابس جديدة. هرب معظم السكان من منازلهم من دون أن يحملوا أي شيء معهم، باستثناء الملابس التي كانوا يرتدونها».
أم مصطفى، أم لثلاثة أولاد يعيشون في حي فكدوس، تشرح لماذا بقيت أسرتها في حلب. تقول أم مصطفى «ليست هناك أماكن أخرى نذهب إليها، فقد جرى إغلاق جميع المدارس قبل شهرين عندما بدأت قوات النظام في استهدافها. لا توجد كهرباء، ولا يمكننا تحمل نفقات الوقود لتشغيل مولدات الطاقة». عند معبر حي بستان القصر، الذي كان في يوم من الأيام سوقا مزدحمة والمكان الوحيد الذي يمكن أن تعبر الأسر من خلاله بين مناطق المتمردين والنظام في المدينة، يبدو الشارع مهجورا وخاليا تماما. توقف المتمردون، الذين يسيطرون على المنطقة، عن السماح للناس بعبور المعبر منذ شهر مضى. يقول أبو يعقوب (18 عاما)، أحد المتمردين الذين يعملون في النقطة الطبية قرب المعبر «منعنا الناس من العبور بسبب القناصة، حيث يسمح النظام للناس بالعبور من هنا، غير أن قواته تبدأ في استهدافهم بعدما يمرون مباشرة. وقبل زيارتنا للمدينة بساعات قليلة تجاهلت إحدى الأمهات المتمردين وحاولت عبور بستان القصر مع أطفالها الثلاثة، لكنها أصيبت بطلق ناري في قدمها ويدها».
ولا يزال الطعام يصل إلى المناطق، التي تقع تحت سيطرة المتمردين، من المناطق الريفية الواقعة غرب حلب، لكن المدينة تعاني نقصا في الأدوية. يضيف أبو يعقوب «لا توجد أي أدوية هنا، سواء في المستشفيات الميدانية أو الصيدليات. ويحاول الكثير من المرضى، الذين يحتاجون أدوية أو علاجات خاصة، العبور إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، لكن سرعان ما يستهدفهم القناصة ويفتحون نيرانهم عليهم، وعليه يتوجب عليهم العودة مرة أخرى». أما السبيل الوحيد للعبور بين شطري المدينة المقسمة فهو عن طريق ركوب حافة تسير في طريق قريبة من هنا، لكن الأمر يتطلب ألفي ليرة في كل اتجاه، مما يجعل الأمر مكلفا للغاية بالنسبة لمعظم الناس هنا.
وعلى الرغم من أن خطوط المواجهة الأمامية في الأحياء كثيفة السكان تغيرت مواقعها قليلا، فقد استعادت قوات الأسد سيطرتها على حي نوركرين وتوغلت في حي الشيخ نجار، وهو حي صناعي كبير يقع الضواحي الشمالية للمدينة. وقد أدى ذلك إلى تطويق قوات الأسد لمناطق المتمردين، الذين لم يتبق لهم سوى طريقين تحت سيطرتهما يؤديان إلى المدينة، أحدهما يقع في الغرب باتجاه معبر باب الهوى الحدودي والآخر إلى الشمال باتجاه معبر باب السلامة.
وتقوم قوات النظام بقصف الطريقين يوميا، مما يجعل الطريقين من وإلى المدينة سبيلا سهلا للموت. وقد أخبرنا الأطباء العاملون في أحد المستشفيات الميدانية بأنهم ليس لديهم خيار سوى نقل المرضى ذوي الإصابات الأشد خطورة إلى تركيا، لكن سيارات الإسعاف تتعرض أيضا للقصف في طريقها إلى الحدود. يقول أحد الأطباء «ليس من السهل إيصال الجرحى إلى الحدود، فالشوارع ليست آمنة بما فيه الكفاية. كما أن الطريق المؤدي إلى حلب غالبا ما يجري استهدافه من قبل مقاتلات النظام».
يقول أطباء المدينة إنهم ليست لديهم إحصائيات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم أو أصيبوا بجروح جراء قصف حلب بالبراميل المتفجرة على مدى الأشهر الأربعة الماضية. يقول أحد الأطباء «ليست لدينا أي عمليات توثيق للإصابات، وكثير من الناس لقوا حتفهم في الشوارع بسبب عدم نقلهم إلى المستشفيات». غير أن تقريرا حديثا صدر عن منظمة «هيومان رايتس ووتش» قدر عدد المدنيين الذين قُتلوا حتى الآن بسبب البراميل المتفجرة بنحو 2.321 مدنيا، غير أنه ومع الوضع في الاعتبار الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين، فمن المرجح أن يكون عدد المصابين أعلى بكثير من هذا الرقم.
وقد وجد الذين استطاعوا الهروب من المدينة أن غالبية مخيمات اللاجئين، التي تقع على الحدود مع تركيا، ممتلئة عن آخرها. ففي بلدة مارع، وهي قرية قريبة من تل رفعت على الطريق الذي يمتد بين حلب ومعبر باب السلامة، هناك أكثر من ألف شخص يعيشون في مخيم جرت إقامته على وجه السرعة بتمويل من مجلس الإغاثة المحلي والمتبرعين من القطاع الخاص. تقول نسرين، وهي أم شابة لأربعة أطفال «لن أعود إلى حلب، لقد فقد اثنان من أبنائي بالفعل ولا أريد أن أفقد الباقين». وتضيف نسرين أنها تكافح من أجل الحفاظ على النظافة الشخصية لأطفالها، وأن زوجها يجد من الصعوبة الحصول على عمل، لكنها لا تستطيع أن تتنبأ بما إذا كانوا سينتقلون إلى أي مكان آخر في المستقبل القريب أم لا، مضيفة «يضم المخيم أربعة حمامات فقط، كما لا توجد كهرباء. وقد أخبرنا المتطوعون المحليون، الذين يعملون في المخيم، بأنهم يخشون من انتشار الأمراض مع اقتراب فصل الصيف».
وأعرب العديد من الأشخاص، الذين تحدثنا إليهم في حلب، عن غضبهم، ليس فقط تجاه النظام، لكن أيضا تجاه وحدة تنسيق الدعم (الجهة الإغاثية التابعة للائتلاف الوطني السوري) وكذلك منظمات الإغاثة الدولية، بسبب فشلها في إرسال المساعدات للمتضررين من عمليات القصف. وفي الوقت الذي تقوم فيه المنظمات غير الحكومية بضخ الأموال والقوى العاملة في مخيمات اللاجئين، المقامة على طول الحدود، قليلون هم الذين على استعداد للدخول إلى المدينة لتقديم المساعدة لسكانها، الذين ما زالوا محاصرين هناك. وقد تُركت المهمة الشاقة في التعامل مع الأزمة الإنسانية الضخمة والمستمرة في حلب للمتبرعين من القطاع الخاص والمتطوعين المحليين. يقول عبد العزيز، رئيس المجلس المحلي في حلب «لا أحد يدعم الذين يعملون في سوريا، فالدعم يتوافر فقط لمن يعملون في مخيمات اللاجئين في تركيا. إننا بحاجة إلى أدوية ومعدات لفريق الدفاع المدني من أجل تنظيف الشوارع، لا سيما مع اقتراب فصل الصيف».
 
النظام يسلم شهادات وفاة مزورة إلى أهالي معتقلين
السياسة..اسطنبول – الأناضول: كشفت تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة, امس, عن أن قوات النظام تعمل في بعض الأحيان على تسليم “شهادات وفاة مزورة” لأهالي المعتقلين في سجونه, للكف عن السؤال عنهم, والحصول على معلومات إضافية بشأن نشاطاتهم المناوئة له.
وذكرت تنسيقية “شباب الثورة السورية بدير الزور(شرق)”, في بيان, أن النظام يلجأ إلى الكذب على أهالي المعتقلين بمنحهم “شهادات وفاة مزورة”, لكي يكفوا عن السؤال عن معتقليهم والحصول على معلومات إضافية عن نشاطاتهم المناوئة للنظام.
وأشارت إلى أن المعلومات التي كشفت عنها, حصلت عليها من مصدر قضائي تابع للنظام ومتعاون بشكل سري مع الثوار, لم تذكر اسمه أو منصبه, مستشهداً بأن قوات النظام لا تقوم في غالب الأحيان بتسليم جثة المعتقل أو أي دلالة على وفاته سوى تلك الورقة.
وبشأن الهدف من العملية, أوضح المصدر أن النظام يهدف من تلك العملية إلى قيام أهالي ومعارف المعتقل بنشر معلومات عنه بعد أن تنطلي عليهم “حيلة” وفاته.
ويعمد الناشطون عادة وأهالي الشهداء الذين يبلغون عن وفاة أبنائهم تحت التعذيب في سجون النظام لنشر أسمائهم, والتذكير بأهم أعمالهم ونشاطاتهم خلال الثورة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التابعة للمعارضة, ما يوفر معلومات إضافية لمحققي النظام لم يكونوا قد حصلوا عليها خلال استجواب المعتقلين.
وتزايدت خلال الفترة الماضية, عمليات تسليم النظام لأهالي معتقلين لديه, شهادات وفاة لهم أو إبلاغهم بشكل شفهي بوفاة أبنائهم وأقاربهم في المعتقل, من دون تسليمهم جثثهم.
ويوجد في سجون النظام عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يزجون في سجون وأقبية أجهزة الاستخبارات, على خلفية نشاطاتهم في الثورة, من دون عرضهم لمحاكمات رسمية.
 
وسط استمرار المعارك في ريف اللاذقية الشمالي خاصة في محيط التلة 45
قوات النظام تصعد عملياتها في الغوطة الشرقية قرب دمشق
السياسة..دمشق – وكالات: صعدت قوات النظام عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة, حيث تعرضت بلدة المليحة القريبة من دمشق لقصف عنيف وغارات مكثفة, وسط محاولات لاقتحامها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 22 مقاتلاً من كتائب معارضة قتلوا اول من امس في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة المليحة ومحيطها, مضيفاً ان القوات النظامية جددت قصفها صباح امس مناطق في بلدة المليحة “وترافق ذلك مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدة ومحيطها”.
والمليحة جزء من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من خمسة اشهر, وهي قريبة من بلدة جرمانا, المحسوبة على النظام, التي تعرضت اول من امس لسقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة ما تسبب بمقتل ثلاثة اطفال في حي الدخانية, بحسب المرصد.
ورجح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “ان يكون هذا التصعيد يهدف الى اقتحام البلدة”.
وقال ناشط في الغوطة يقدم نفسه باسم ابو صقر-مأمون ان “هناك محاولات لقوات الأسد لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها”.
واضاف ان “الجيش النظامي مدعوم من دبابات وعربات شيلكا وطيران ميغ, ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل لواء أسد الله الغالب”, مشيرا الى ان القصف العنيف دفع بالعديد من سكان المدينة الى النزوح لأماكن مجاورة, في ظل المعارك عنيفة في محيط البلدة.
وبدأت قوات النظام في مارس 2013 حملة على الغوطة الشرقية, وتمكنت في أكتوبر من العام الماضي من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة بضواحي العاصمة. وتطالب المعارضة ومنظمات دولية بفك الحصار عن الغوطة التي تعاني من نقص فادح في أدنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والادوية.
وفي هذا الإطار, ذكر المرصد ان “طفلة فارقت الحياة” اول من امس “جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية”, كما أشار الى وفاة رجل للأسباب نفسها في مخيم اليرموك في جنوب دمشق المحاصر ايضا.
من جهة ثانية, تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن “شهداء وعشرات الجرحى بينهم نساء واطفال وحالات خطرة ودمار كبير في المباني السكنية جراء غارات جوية على مدينة دوما” في الغوطة.
وفي غرب البلاد, تستمر المعارك في ريف اللاذقية الشمالي, سيما في محيط التلة 45 التي اعلن الإعلام الرسمي للنظام استعادتها من مقاتلي المعارضة.
وافادت الهيئة العامة للثورة, أمس, عن “اشتباكات عنيفة في قمة 45 على جبل التركمان بعد معاودة اقتحام جديدة من قبل الكتائب المشاركة في معركة الأنفال لتجمعات قوات النظام التي تجمعت على القمة” اول من امس.
واطلق مقاتلو المعارضة اسم “معركة الانفال” على الهجوم الذي بدأوه في منطقة كسب بمحافظة اللاذقية, التي تعتبر من أبرز معاقل النظام. وتمكنوا خلال الاسبوعين الماضيين من السيطرة على مدينة كسب الستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا, وعلى بلدة السمرا المجاورة, وعلى التلة 45 التي تشهد كراً وفراً.
وتكبد الطرفان المتقاتلان في المعركة حتى الآن أكثر من 300 قتيل فضلاً عن مئات الجرحى.
وذكر المرصد ان قائد “حركة شام الإسلام” ابراهيم بنشقرون, السجين السابق في غوانتانامو المعروف باسم “أبو أحمد المغربي”, قتل في معارك ريف اللاذقية, اول من امس, كما قتل القائد العسكري للحركة المعروف ب¯”أبو صفية المصري”.
واول من امس, اتهم قائد الجبهة الغربية والوسطى في “الجيش السوري الحر” العقيد مصطفى هاشم الائتلاف السوري المعارض بعدم تقديم اي دعم لمقاتلي المعارضة في منطقة اللاذقية.
وقال في شريط مصور بث عبر موقع “يوتيوب” “نسمع من المحطات والاذاعات ان رئيس الائتلاف السوري (احمد الجربا) يزور الساحل لشق صفوف الثوار والمجاهدين”.
واضاف هاشم ان مسؤولي المعارضة “يصرحون بأنهم يقدمون الدعم العسكري للثوار وهذا ليس صحيحا حتى هذا التاريخ, لذا أحملهم كامل المسؤولية عما آلت اليه المعارك في الساحل”.
 
واشنطن: دعم المعارضة العسكرية بدأ فعلياً وسيستمر «في وتيرة تصاعدية»
واشنطن - جويس كرم { لندن - «الحياة»
شنت كتائب المعارضة السورية أمس هجوماً معاكساً على تلال استراتيجية تضم المرصد 45 في ريف اللاذقية الشمالي، بعد أيام من المعارك الضارية استخدم فيها النظام قوات النخبة لطرد مقاتلي المعارضة منها، في مؤشر إلى مدى استماتته في الدفاع عن هذه المنطقة التي تدخل ضمن العمق الاستراتيجي للنظام. وترافقت معارك ريف اللاذقية مع تمكن الثوار مع الاستيلاء على بلدة وقرية في ريف إدلب الجنوبي، مشددين بذلك الحصار على معسكرين ضخمين لقوات النظام.
وفي موازاة ذلك، أكدت مصادر أميركية لـ «الحياة» أن الملف السوري تصدّر وهيمن على شق كبير من محادثات الرئيس الأميركي باراك أوباما في المملكة العربية السعودية ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود، الشهر الماضي. وأفادت المصادر الأميركية أن هناك تنسيقاً كبيراً بين الجانبين، كما أن هناك إدراكاً في واشنطن لـ «ضرورة قلب الموازين على الأرض للوصول إلى أي حل سياسي» في سورية.
وإذ وصفت المصادر الزيارة بـ «الناجحة» وأشادت بالتعاون السعودي - الأميركي، أكدت في الوقت نفسه أن الملف السوري كان البارز في المحادثات. وأشارت إلى اقتناع لدى واشنطن بضرورة تغيير المعطيات على الأرض للوصول إلى أي حل سياسي، وأن هذا الأمر «قد يأخذ وقتاً»، لافتة إلى أن زيادة الدعم للمعارضة العسكرية بدأت فعلياً وستستمر «في وتيرة تصاعدية».
وفي المقابل، أكدت مصادر في «الائتلاف الوطني» السوري المعارض أن «الجيش الحر» يسعى إلى الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، وهو ما لم تحسمه الإدارة الأميركية بعد.
ميدانياً، أفادت تنسيقيات المعارضة أن معارك عنيفة وقعت صباحاً عند حواجز قوات النظام بين مدينتي معرة النعمان وخان شيحون بريف إدلب الجنوبي تمكن خلالها الثوار من السيطرة على بلدة بابولين وقرية الصالحية. وتكمن أهمية تلك الحواجز في أن إمساك الثوار بها يعني قطع خطوط الإمداد من جديد بين قوات النظام في إدلب وتحديداً معسكري وادي الضيف والحامدية. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة الكتائب الإسلامية المقاتلة السيطرة على بابولين والصالحية بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليهما، مشيراً إلى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من القوات النظامية وإعطاب دبابتين. ولفت إلى أن الكتائب الإسلامية المقاتلة تكون بسيطرتها على الاوتوستراد الدولي بين بلدتي حيش وبابولين قد ضيّقت الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين قطع عنهما الإمداد العسكري والاستراتيجي منذ نحو شهرين بعد سيطرة كتائب إسلامية وجبهة النصرة على بلدة مورك بريف حماه الشمالي.
وفي معارك بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، أعلن الثوار مقتل النقيب علي حيدر المسؤول عن الحملة العسكرية على البلدة المحاصرة والتي تقع إلى الشرق من العاصمة دمشق. وفي المقابل، أعلن «المرصد» مقتل 22 مقاتلاً من كتائب المعارضة في المليحة ومحيطها.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، استمرت المعارك العنيفة لا سيما في محيط المرصد 45 (النقطة 45) الذي وزعت وكالة الأنباء الرسمية صوراً للجنود النظاميين وهم يرفعون العلم السوري مجدداً عليه، كما وزعت صوراً لقائد أركان الجيش العماد علي أيوب وهو يتفقد قواته في منطقة المعارك. لكن الثوار الذين ينضوون تحت قيادة مجموعات إسلامية عدة، شنوا هجوماً جديداً أمس على المواقع التي استعادتها القوات النظامية، وأفيد بأنهم سيطروا بالفعل مجدداً على بعض التلال. وأكد الثوار، في هذا الإطار، مقتل أحد قادتهم، وهو المغربي إبراهيم بن شقرون الذي كان يقود تنظيماً يدعى «شام الإسلامي» وهو ثاني جهادي من «مغاربة غوانتانامو» يُقتل خلال مشاركته في المعارك في سورية.
وفي أنقرة (أ ف ب)، أعلن الجيش التركي أن مدفعيته ردت الجمعة على إطلاق ست قذائف من الأراضي السورية سقطت على يايلاداغي في محافظة هاتاي (لواء إسكندرون). وأضاف بيان عسكري: «طبقاً لقواعد الاشتباك قصفت المدفعية التركية المنطقة التي انطلقت منها النيران» من سورية.
 
المعارضة تشن هجوماً معاكساً في اللاذقية وتحكم حصارها على معسكرين في إدلب
لندن - «الحياة»
أفاد ناشطون أمس أن مقاتلي المعارضة السورية تمكنوا مجدداً في هجوم معاكس من طرد القوات النظامية من جزء من منطقة المرصد 45 في ريف اللاذقية الشمالي والذي يشهد معارك طاحنة وكراً وفراً منذ أن أطلقت كتائب المعارضة «معركة الأنفال» بهجوم على معبر ومنطقة كسب على الحدود التركية الشهر الماضي. وفي وقت واصلت قوات الرئيس بشار الأسد محاولاتها اقتحام بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وجّه مقاتلون إسلاميون ضربة شديدة لها بإحكامهم الطوق على معسكرين ضخمين للقوات النظامية في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.
ففي محافظة اللاذقية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الاشتباكات العنيفة» استمرت أمس لليوم الثالث «في محيط المرصد 45 بين مقاتلي قوات النخبة من الوحدات الخاصة في القوات النظامية، مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وأجنبية و «المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون» المواليين لها من طرف، ومقاتلي جبهة النصرة وشام الإسلام وجنود الشام وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف آخر». وأضاف أن مقاتلي المعارضة تمكنوا «صباح اليوم (أمس) من تدمير دبابة للقوات النظامية والسيطرة على نقاط في المرصد».
وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات أسفرت خلال اليومين الماضيين عن مقتل «ما لا يقل عن 64 مقاتلاً من جبهة النصرة وشام الإسلام وجنود الشام وكتائب إسلامية مقاتلة، بينهم نحو 40 من جنسيات عربية وأجنبية، من ضمنهم «إبراهيم بنشقرون» قائد حركة شام الإسلام، والسجين السابق في سجون غوانتانامو المعروف باسم «أبو أحمد المغربي» و «أبو صفية المصري» القائد العسكري للحركة، كما قتل أكثر من 35 عنصراً من القوات النظامية، وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح».
ونقل «المرصد» عن مصادر من ريف اللاذقية الشمالي تأكيدها «أن لا صحة للأنباء التي يروجها النظام السوري وإعلامه وديبلوماسييه، عن ارتكاب جبهة النصرة أو جنود الشام او أنصار الشام أو شام الإسلام أو أية كتائب إسلامية مقاتلة، جرائم قتل بحق الأرمن السوريين في بلدة كسب ومحيطها حتى الآن، وأن كل ما يروج عبارة عن محاولة من النظام، إثارة الرأي العام المحلي والدولي، وإظهار نفسه على أنه حامي الأقليات الدينية والإثنية».
وللدلالة على أهمية معارك ريف اللاذقية بالنسبة إلى النظام، لوحظ أن العماد علي أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري قام بنفسه بتفقد قواته على جبهة المرصد 45. ونقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «الانتصارات المتلاحقة التي تحققها القوات المسلحة والدفاع الوطني في كل يوم إنما هي ثمرة طبيعية لعقائديتها ولتلاحمها مع الشعب الذي يقف معها صفاً واحداً ضد الإرهاب وأعداء الوطن والأمة». وأشاد العماد أيوب «بالروح القتالية والمعنوية العالية» للجنود «في التصدي للمجموعات الإرهابية حتى القضاء عليها وتخليص الوطن من شرورها وآثامها».
وفي محافظة إدلب (في شمال غربي سروية)، مُنيت القوات النظامية بضربة أمس، عندما استعادت كتائب المعارضة السيطرة على بلدة بابولين وقرية الصالحية بريف إدلب الجنوبي بعد نحو عام من سيطرة القوات النظامية عليهما، وفق ما أورد «المرصد». وأوضحت الجهة ذاتها أن المعارك للسيطرة على البلدة والقرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من القوات النظامية وإعطاب دبابتين لها.
وأوضح «المرصد» أن «الكتائب الإسلامية المقاتلة تكون بذلك قد سيطرت على منطقة الاوتوستراد الدولي بين بلدتي حيش وبابولين، مضيّقةً الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين قُطع عنهما الإمداد العسكري والاستراتيجي منذ نحو شهرين بعد سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة على بلدة مورك بريف حماه الشمالي». وذكّر «المرصد» بأن القوات النظامية بقيادة سهيل الحسن المعروف باسم «النمر» كانت قد تمكنت في نيسان (أبريل) من العام الفائت من فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية، عقب السيطرة على بلدة بابولين، و «بهذا فإن القوات النظامية تكون فقدت السيطرة على المنطقة الواقعة بين بلدة مورك شمال حماه وحتى جنوب مدينة معرة النعمان، إلا من بعض الحواجز المتناثرة في هذه المنطقة».
ولفت «المرصد» في الإطار ذاته إلى أن «اشتباكات تدور بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء الأمة وجند الأقصى وكتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة من طرف، وبين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في المنطقة الواصلة بين مورك في ريف حماه الشمالي وحتى جنوب مدينة معرة النعمان، حيث تكبدت القوات النظامية خسائر فادحة خلال هذه الاشتباكات، بينهم 25 عنصراً من القوات النظامية جرى إعدامهم على حاجز النمر بالقرب من مدينة خان شيخون قبل نحو أسبوعين».
وبالنسبة إلى المعارك في محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد» في تقرير أنه «ارتفع إلى 22 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة الذين استشهدوا في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة المليحة ومحيطها» في الغوطة الشرقية والتي يحاول النظام منذ أيام اقتحامها.
ونقلت «فرانس برس» عن «المرصد» وناشطين، أن هناك محاولات اقتحام من القوات النظامية للمليحة، وهي بلدة صغيرة تُعتبر جزءاً من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من خمسة أشهر. وهي قريبة من بلدة جرمانا المحسوبة على النظام والتي تعرضت الخميس لسقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة، ما تسبب بمقتل ثلاثة أطفال في حي الدخانية، وفق «المرصد». ورجّح مدير «المرصد» السوري رامي عبد الرحمن، «أن يكون هذا التصعيد يهدف إلى اقتحام البلدة».
وقال ناشط في الغوطة يقدم نفسه باسم «أبو صقر- مأمون» لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت، أن «هناك محاولات لقوات الأسد لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها». وأضاف أن «الجيش النظامي مدعوم من دبابات وعربات شيلكا وطيران ميغ، ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل لواء أسد الله الغالب»، مشيراً إلى أن القصف العنيف دفع بالعديد من سكان المدينة إلى النزوح إلى أماكن مجاورة، وإلى أن المعارك عنيفة في محيط البلدة.
وبدأت قوات النظام في آذار (مارس) 2013 حملة على الغوطة الشرقية، وتمكنت في تشرين الأول (أكتوبر) من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة في ضواحي العاصمة. وتطالب المعارضة ومنظمات دولية بفك الحصار عن الغوطة التي تعاني نقصاً فادحاً في أدنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والأدوية.
وقال «المرصد» إن «طفلة فارقت الحياة» الخميس «جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والأغذية في الغوطة الشرقية».
كما أشار إلى وفاة رجل للأسباب نفسها في مخيم اليرموك في جنوب دمشق المحاصر أيضاً.
من جهة ثانية، تحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «شهداء وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال وحالات خطرة ودمار كبير في المباني السكنية، جراء غارات جوية على مدينة دوما» في الغوطة.
وأوضح «المرصد» في غضون ذلك: «دارت ليل (أول من) امس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، وبين مقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة رأس المعرة بمنطقة القلمون ومعلومات عن إعطاب جبهة النصرة والكتائب الإسلامية آليات للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها، فيما قصف الطيران المروحي ليلاً بالبراميل المتفجرة مناطق في الجبل الغربي لمدينة الزبداني ما أدى إلى سقوط جرحى».
 

الظواهري: وقف معارك "داعش" والمعارضة في سورية يحتاج الى "تحكيم مستقل"

الحياة...بيروت - أ ف ب
دعا زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري الجمعة الى "تحكيم شرعي مستقل" ينهي المعارك المستمرة لاكثر من ثلاثة اشهر بين الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، وذلك في تسجيل صوتي رثى فيه قيادياً في جبهة "النصرة" اتهمت "الدولة الاسلامية" بقتله.
وقتل أبو خالد السوري المقرب من الظواهري وسلفه اسامة بن لادن، بتفجير سيارة مفخخة في مدينة حلب في شباط (فبراير)، في خضم المعارك المتواصلة منذ كانون الثاني (يناير) بين "الدولة الاسلامية"، وتشكيلات من المعارضة ساندتها جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية. واتهمت هذه التشكيلات وجبهة النصرة "الدولة الاسلامية" بـ"المسؤولية" عن مقتل أبو خالد. ونفى "داعش" ذلك، ممتنعاً عن التجاوب مع دعوات لتحكيم شرعي ينهي المعارك التي اودت بنحو اربعة آلاف شخص. وقال الظواهري في التسجيل الذي بثته مواقع الكترونية جهادية: "هذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم أن يتصدوا لها، وأن يشكلوا رأياً عاماً ضدها، وضد كل من لا يرضى بالتحكيم الشرعي المستقل فيها، وأؤكد على المستقل، فلا عبرة بتحكيم يعين اعضاءه الخصوم". اضاف: "على كل مسلم ومجاهد ان يتبرأ من كل من يأبى ذلك التحكيم"، وأن "على كل مسلم ومجاهد ان لا يتورط في دماء المجاهدين". ووصف المعارك بأنها "الفتنة العمياء التي حلت بأرض الشام المباركة". وخصص الظواهري غالبية التسجيل الذي قاربت مدته العشر دقائق، للحديث عن أبو خالد الذي قضى في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة حلب في 23 شباط (فبراير)، وكان قيادياً في "الجبهة الاسلامية"، التي تعد من أبرز التشكيلات التي تخوض معارك ضد "الدولة الاسلامية". ووصف الظواهري أبو خالد بأنه "شيخ من شيوخ الجهاد، امضى عمره من ريعان شبابه مجاهداً ومدرباً ومهاجراً وناشراً للحق وصابراً على الاسر، لم يتزعزع، ولم يتراجع قيد أنملة على شدة ما لقي وواجه وعانى". واشار الى ان معرفته به تعود الى "أيام الجهاد ضد الروس" في افغانستان خلال الثمانينات من القرن الماضي، وان التواصل معه تجدد بعدما "قامت الثورة السورية المباركة" منتصف آذار (مارس)2011. 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,194,188

عدد الزوار: 6,982,421

المتواجدون الآن: 79