فايز كرم من السجن الى الرابية
تهجير "ومصادرة كنائس" في المنصورية
 

فيما كان الرئيس نجيب ميقاتي يولم للوزراء عقب انتهاء الجلسة الخمسين للحكومة، كان الشارع يشهد على خمسة اعتصامات دفعة واحدة، للسؤال عن مطالب لم تعرها الحكومة اهتماما كافياً وهي تؤجل جلستها المقبلة الى العشرين من الجاري.
فالاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية واعضاء "حملة جنسيتي حق لي ولاسرتي" حاصروا السرايا باعتصامين متقاربين، فيما كانت زحمة السير الخانقة تمتد على الاوتوستراد من بيروت الى جونية بعدما قطع اهالي جل الديب الطريق المحاذية لبلدتهم احتجاجاً على عدم الشروع في اعادة بناء الجسر. اما موظفو الكفاءات فنفذوا اعتصاما مطالبين بالزيادات على رواتبهم التي حرموها نتيجة عدم ايفاء وزارة المال المستحقات المتوجبة للمؤسسات الاجتماعية.
وأما الاعتصام الخامس والمرشح للتفاعل في ضوء قرار مجلس الوزراء، فحط في المنصورية مع طلاب جامعة القديس يوسف.
وكما كان متوقعا، اكد مجلس الوزراء قراره السابق وصلة خط التوتر العالي في المنصورية، وبعد الاطلاع على الآلية التنفيذية المشتركة من الوزارات والهيئات المعنية، والموافقة على الآلية التخمينية التي رفعتها وزارة المال تقرر فتح حوار مع المتضررين من السكان، من اجل استملاك منازلهم باعلى سقف للتخمين، وكلف لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الحكومة سمير مقبل وعضوية وزيري الداخلية والدفاع ووزيري الدولة مروان خير الدين وبانوس منجيان، اجراء الاتصالات اللازمة لتنفيذ القرار.
وقال احد اعضاء لجنة المتابعة لـ"النهار" ليلا ان الاتصالات تكثفت في الساعات الاخيرة للقاء اعضاء اللجنة، واتخاذ القرار في ضوئه "لان ما يجري حاليا هو تهجير للاهالي ومصادرة كنائس ومدارس في اشراف الدولة وبتغطية مباشرة من نواب المنطقة".
وعلى رغم بعض القرارات المهمة في الجلسة ابرزها الموافقة على خفض تعرفة الاتصالات ليلا، ومجانية الانترنت من منتصف الليل حتى السابعة صباحا، والموافقة على مشروع قانون معجل لخط الغاز الساحلي من البداوي الى صور، فان الحكومة تجنبت الملفات الخلافية الاساسية العالقة وابرزها التعيينات الادارية التي وعد ميقاتي "باقرارها على دفعات متتالية"، مرورا بقانون الانتخاب العتيد الذي تتناقض حياله الاراء، الى متابعة ملفات الكهرباء والمستشفيات واسعار البنزين والمواد الفاسدة.

 

لكن ملفاً آخر، هو ملف النازحين السوريين، استأثر باهتمام الوزراء اثر مطالبة وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور بسلفة 100 مليون ليرة لتقديم مزيد من الخدمات الملحة.
وعلمت "النهار" ان نقاشا طويلاً دار حول القضية ومدى قدرة الدولة على تحمل اعبائها. وقدم وزير الداخلية مداخلة اضاء فيها على تنامي المشكلة اجتماعيا مع تزايد اعداد النازحين وتقديرها وفق آخر الاحصاءات باكثر من مئتين وخمسين الف نازح. واشار الى ارتفاع نسبة الجريمة في لبنان في الفترة الاخيرة وان 95% من هذه الجرائم يرتكبها سوريون.
ورأى الوزير مروان خير الدين انه بمعزل عن اي موقف سياسي، فان تزايد النازحين في اتجاه لبنان بدل ان يكون في اتجاه مناطق سورية اخرى آمنة يؤسس لمشكلة في لبنان على غرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ولبنان بلد ليس قادرا على تحمل عبء اضافي كهذا. ورأى انه واجب علينا ان نؤوي الجرحى والمصابين ولكن يجب العمل على اعادة النازحين الى مناطقهم وبلدهم ما ان تهدأ الاوضاع فيها.
وفي معلومات "النهار" ايضا ان وزير الدولة نقولا فتوش قال ان هناك اتفاقات ثنائية بين لبنان وسوريا وان المسؤولية عن النازحين تقع على السفارة السورية في لبنان، فرد ابو فاعور بان نزوح هؤلاء سببه النظام السوري. وعلق فتوش: "الان انكشفت القصة فقال ابو فاعور: شو اكتشفت سر نووي؟ نحن نعترف باننا في الحكومة مختلفون على هذا الامر، ولا نريد مقاربته الا من زاوية انسانية غير سياسية. ومع التقدير لجهد الجمعيات والمؤسسات المحلية وغير المحلية فهذه هي مسؤولية الدولة اللبنانية اولا واخيرا.
وتحدث وزير الثقافة غابي ليون فقال ان بعض الذين يعالجون على نفقة الهيئة العليا للاغاثة مجرمون نفذوا عمليات ارهابية في سوريا.
فرد عليه ابو فاعور بقراءة، تقارير طبية وبالاسماء عن اطفال مصابين بطلقات نارية في ارجلهم.
وحسم النقاش بأن طلب ابو فاعور سحب بند السلفة قائلا: "ان وزارة الشؤون تعرف كيف ستتصرف.
وايد المجلس قبول الهبات التي تصل الى الدولة عبر الهيئة العليا للاغاثة، لكنه رفض شمول اعمالها نازحي البقاع.
وصرح ابو فاعور لـ"النهار" ليلاً: ان السلفة التي كانت مطلوبة ليست للنازحين بل لمراكز وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة عكار التي تقوم بالجهد الاساسي في موضوع النازحين، اذ ان الهيئة العليا للاغاثة ليس لديها موظفون ومراكز بل تعتمد على موظفي مراكز وزارة الشؤون وفي كل الحالات ان المبلغ المطلوب لا يستحق الجدل الذي حصل وهذا الامر لن يؤثر على عمل الوزارة مع الهيئة العليا للاغاثة للقيام بواجبات الدولة اللبنانية في موضوع النازحين السوريين من منطلق انساني غير سياسي. وقدرت موقف وزراء "حزب الله" وحركة "امل" الذين أكدوا ان هذا الامر هو موضوع انساني ومقاربته تتم على هذا الاساس".

 

وفي المعالجات ايضا، عقد اجتماع ليل أمس في مكتب النائب ميشال المر في العمارة، جمعه ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل، وعددا من رؤساء البلديات، وعرض خلاله الواقع الميداني والتطورات في ما خص جسر جل الديب. واكد رؤساء البلديات اصرارهم على المشروع الاول الذي اتفقوا عليه في اجتماع مماثل سابق، وتعهد مقبل اعداد تقرير لرفعه الى مجلس الوزراء.

 

وفي ظل اعتراض على اثارة ملف قانون الانتخاب من زاوية النسبية وتوقيت طرحه، وادراجه في خانة الاستهداف السياسي على ما صرح الوزير غازي العريضي، رحب رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره بموافقة العماد ميشال عون على النسبية مع اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة. وقال: "هذا طموحي منذ بضع سنوات".
ورداً على الذين يعارضون تطبيق النسبية وخصوصا بعض اطراف 14 آذار قال: "ان اكثر افرقاء 14 آذار يريدون وياللاسف ابقاء قانون 1960 لانه يوفر لهم مكتسبات انتخابية في اكثر من دائرة ويحصلون من خلالها على عدد لا بأس به من المقاعد الانتخابية. هم لا يريدون التغيير والنهوض بالبلد".
 
 

في غضون ذلك، وتبعا لقانون خفض السنة السجنية الذي أقره مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة وصدر الخميس في ملحق الجريدة الرسمية اطلق أمس العميد المتقاعد فايز كرم من سجن الشرطة العسكرية في الريحانية حيث امضى سنة وثمانية اشهر بعد ادانته بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي. وفور خروجه توجه مع افراد اسرته وعدد من المناصرين الى الرابية، حيث اجتمع مع النائب ميشال عون واعلن اثر اللقاء التزامه "خط التيار الوطني الحر" السياسي وتثبيت مرجعيته السياسية في هذا الاتجاه. لكن اللافت ان عون تجنب الفورة الاعلامية في اللقاء ومنع الصحافيون من عبور الحاجز الخارجي المؤدي الى المنزل.
وبرز في كلام كرم تركيزه على الجانب السياسي لا القضائي اذ رد على سؤال: هل اعتقالك امر سياسي؟ بالقول: "اكيد سياسي واطلاقي ايضا. وسيكون لنا حديث لاحقاً".
واثر اطلاقه تداعى عدد من الشباب عبر "الفايسبوك" فنفذوا اعتصاما امام مقر المحكمة العسكرية، قرب المتحف الوطني، ورفعوا لافتات كتب فيها: "عميل ونقطة على السطر"، و"العمالة ليست وجهة نظر"، واستنكروا ان تؤدي التفاهمات السياسية الى غض النظر عن العملاء والعمالة.

"اعتقالي كان سياسياً ولي كلام كثير، لن ادخل الآن في سجال مع احد. أنا ملتزم التيار وماضينا يشهد علينا". كلمات قليلة قالها العميد المتقاعد فايز كرم امام سجن الشرطة العسكرية في الريحانية (بعبدا) بعد دقائق على اطلاقه. كرم سجن لعام وثمانية اشهر بتهمة التعامل مع اسرائيل، وافاد من قانون خفض السنة السجنية الى 9 اشهر، وأخلي سبيله بعد تنفيذه مدة حكمه انفاذاً للقانون الجديد.
فور شيوع نبأ اطلاقه توجه عدد من الاعلاميين الى الريحانية وانتظروا طويلاً قبل تحول النبأ حقيقة، لكن اللافت كان العدد القليل من الوافدين لاستقباله، واقتصر الحاضرون على العائلة والمقربين والمحامية سندريلا مرهج. وقرابة الثانية عشرة والنصف خرج كرم من مبنى السجن واستقل سيارة زوجته، ورافقه موكب من 6 سيارات الى امام مستشفى السان شارل حيث اقام الصحافيون حاجزاً لاستصراحه بعد منعهم من البقاء قرب ثكنة الشرطة العسكرية لدواع امنية، لكن كرم ادلى بتصريح مقتضب شكر فيه الاعلام والصحافة وكل من سانده. ثم انطلق الموكب الى دارة النائب العماد ميشال عون في الرابية حيث عقد لقاء بين الرجلين استمر نحو نصف ساعة،  بعيداً من عدسات الكاميرات، فما كان من اصحابها الا "مطاردة" العميد حتى استجاب وتوقف في منزله في الكسليك.
في المنزل كان اللقاء حميماً مع العائلة، وهاتف كرم لم يتوقف عن استقبال مكالمات التهنئة. ثم تحدث  الى "النهار" عن "التزامه المقاومة وسياسة التيار الوطني الحر". وقال: "انا اليوم بين اهلي واصدقائي، وهذا عيد بالنسبة إلي، وهؤلاء لم يفقدوا الثقة بي يوماً لانهم يعرفونني جيداً وسيكون لي كلام عما رافق توقيفي". واضاف: "انا ملتزم سياسة التيار وتحالفاته، وان شاء الله ان لا يتكرر العدوان الاسرائيلي، واذا تكرر سأكون اول المدافعين عن وطني ضد العدو الاسرائيلي". واشاد كرم بتصرف العماد عون مع عائلته خلال فترة سجنه.
وفي زغرتا "النهار" استقبل العميد كرم قرابة الخامسة مساء عند مستديرة اتحاد بلديات القضاء، من "العونيين" والاهل والاصدقاء، حيث نثر الرز واطلقت الاسهم النارية، وحمل على اكتاف المناصرين وسط قرع الطبول والزغاريد والتصفيق. ومن هناك انتقل الى مدفن اوقاف زغرتا في موكب برتقالي كبير حيث وضع باقة زهر عند الضريح الوالدي وصلى والحضور، ثم في موكب الى كنيسة سيدة زغرتا التي صلّى فيها.
وقال كرم : "انا هنا بين اهلي في زغرتا، هم يحبونني وانا احبهم، وقد مررنا كلنا في حالة ظلم وانتهت، وانا كنت اتعذّب في السجن واهلي هنا كانوا يتعذبون ايضا، لان الظلم لحق بالجميع، جئت اليوم الى زغرتا لا للحديث عن المحكمة والحكم، فنحن في سيدة زغرتا، وانا اشكرها من صميم قلبي، واقول لاهالي زغرتا، لا في الماضي خذلناكم ولم نخذلكم اليوم، ولن نخذلكم غدا. واقول للجميع ان ما من احد قادر على المزايدة علينا لا بالشرف ولا بالكرامة ولا بالعزة". واعتبر "أن ما مررت به لا يمكن السكوت عنه". كذلك زار مركز "التيار الوطني الحر" في محلة العقبة.

أمر جديد اختلف عليه اللبنانيون: وطنية فايز كرم. البعض اعتبره عميلاً ووجد في إخلاء سبيله مخالفة كبيرة وتشجيعاً على العمالة. فيما فرح آخرون ووصفوه بالبطل. في اختصار، الثوابت، كالعمالة والوطنية، باتت هي أيضاً وجهة نظر.

اشتعل "الفايسبوك" أمس منذ الصباح. منذ أن أعلنها المحامي رشاد سلامة "في الساعات المقبلة سيخرج كرم الى الحرية". هلل العونيون. انتشرت صور كرم. وتكاثرت الجمل المؤيدة له والمرحبة "بالعميد البطل". في المقابل، رد بعض الناشطين اليساريين بإرسالهم دعوة للاعتصام أمام مبنى المحكمة العسكرية تحت عنوان "اعتصام ضد إطلاق العميل فايز كرم".
لم تبد على وجوه المعتصمين ملامح الغضب. ولم يعرف أحد اذا كانت ابتسامتهم للكاميرات، أم انها ردة فعل طبيعية على حدّة أشعة الشمس. لم يهتفوا ضد كرم، ولا ضد المحكمة العسكرية. كتبوا لافتاتهم بهدوء. تقدموا الى الطريق العام. ورفعوها، "عميل ونقطة على السطر"، "العمالة ليست وجهة نظر". وتحدث أحدهم معرفاً بالمعتصمين: "نحن شباب من جميع المناطق والطوائف. لا نوجه تحرّكنا ضد أي من الأحزاب السياسية. نرفض ما قامت به المحكمة العسكرية. نرفض تخلية العميل فايز كرم. نستنكر أن تؤدي التفاهمات السياسية الى غض النظر عن العمالة والعملاء. انهم بهذا يخونون أرواح شهدائنا وشهداء فلسطين. تحركنا ضد المحكمة العسكرية والحكومة وكل من ساعد في إخلاء سبيل العميد فايز كرم". أنهى الشاب كلامه وانتهى معه الاعتصام، كما بدأ. بهدوء مبالغ فيه.
المعتصمون كرّروا دائماً انهم غير مسيسين، وأنهم مستقلون وليسوا ضد أحد. لكن الواضح أن الانتقادات كانت موجهة أولاً الى طرفي تفاهم مار مخايل، وخصوصاً "حزب الله"، إذ قال أحد المعتصمين "نحن قوم لا نترك عملاءنا في السجون"، غامزاً من قناة الأمين العام لـ"حزب الله".
الداعي الى الاعتصام، خضر سلامي، كان الأكثر وضوحاً، إذ تحدث عن تحالف الطوائف الذي يجعل العملاء أبطالاً. والأبطال عملاء. وانتقد تفاهم مار مخايل "الذي جعل مار مخايل شفيع العمالة". كما انتقد من حارب "المقاوم أنور ياسين عندما ترشح للانتخابات النيابية في الجنوب وهو اليوم يؤيد خروج عميل من السجن".
في الجانب الآخر، لم يكن لتأييد "الرابية" خروج كرم من السجن الوقع نفسه الناتج من تخليها عن شربل نحاس. بعد الاعلان عن الاعتصام، وقبل حصوله، عاش الناشطون العونيون على "الفايسبوك" ساعات من الاستنفار. فكروا جدياً في اعتصام مقابل. وبعد اخذ ورد، اتخذ القرار. لا اعتصام برتقالياً "لأن ذلك سيكون بمثابة تأييد للمحكمة العسكرية، ونحن لسنا في هذا الوارد".
إنها العاشرة والنصف ليلاً، وقت الذروة على الفايسبوك. النقاش لا يزال مشتعلاً. لكن في النهاية، لم يقتنع أي طرف بوجهة نظر الآخر. وبقي كرم خارج السجن. وسيبقى بطلاً في نظر البعض وعميلاً في نظر آخرين.

أعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية ان "كل الناس توقعت ان مشروع البواخر لزم وان الناس تقبض عمولة، ولكنه لم يتم تلزيمه"، معتبرا ان "كل تأخير في الموضوع يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي".
وتوجه الى وزير البيئة ناظم الخوري قائلا "لينظر الى جروح البيئة عبر الكسارات وغيرها، لا الى باخرة ستزود لبنان الكهرباء". وسأل: "هل يعرف وزير البيئة اين يصرف المواد التي تلوث المواد في سنترال الزوق والجية؟"،
وقال "اذا اراد البقاء في الظلمة لان الباخرة تلوث فليقل ذلك للبنانيين". واعتبر ان "الحكومة عاجزة عن امور كثيرة" سائلا "هل هناك من يتجرأ على ان يؤخر مشروع الكهرباء او المياه لو كان لديه حياء؟" هناك لا مسؤولية وجشع رهيب للافادة من مشاريع الدولة، وربما لا يريدون يأتوا بكهرباء، ويريدون اعادة القطاع الخاص".
وعن وضع الحكومة واتخاذ موقف من عملها، اكد انه "عندما تأتي اللحظة التي نريدها فكل معركة لها توقيتها ومكانها".
وسئل عن لقائه العميد المتقاعد فايز كرم فأجاب: "خرج من السجن بعدما نفذ عقوبته ومر بنا وقلنا له الحمدلله على السلامة، وعاد الى منزله، وليس هناك المزيد لشرحه".
واضاف: "بحثنا في الوضع الامني وحالة السرقات التي تضاعفت، وحصل نوع من التوسع الغريب في كل القرى وارتكبت جرائم".
ولفت الى اننا "تطرقنا الى المادة 52 التي تعطي الصلاحية لرئيس الجمهورية"، شاكرا رئيس مجلس النواب نبيه بري "الذي يدعم هذا الموقف"، وآملا اقراره في الجلسة المقبلة للحكومة.
وعن قانون الانتخاب، قال: "اذا كان هناك حكومة فلتطرح مشاريعها. لا نريد ان نحجم احدا، بل ان يأخذ كل شخص حجمه الطبيعي، وكلنا نخضع للمقاييس نفسها، ومن سطا على غيره يشعر بأن الناس تريد أن تحجمه، لكن الناس تريد استرجاع حقوقها".
وأشار الى انه "مع اي شكل من اشكال القانون النسبي، وافضل لبنان دائرة واحدة او one man one vote".
وتناول ملف التعيينات، فقال: "عينوا مجلس الخدمة المدنية ونأمل ان يكملوا، ونحدد الخسائر التي يمكن ان تنتج من تصرفات البعض".
 

دهمت قوة من الجيش عند الثالثة والثلث فجر أمس محلة الشراونة في بعلبك بحثا عن مطلوبين من آل جعفر، وعلى الاثر دار اشتباك بالاسلحة النارية بينها وبين المطلوبين استمرت خفيفة ومتفرقة ربع ساعة واشتدت حتى الرابعة وتخللها اطلاق 5 قذائف صاروخية استقرت شظايا احداها في وجه احد العسكريين.
وأسفرت عملية الدهم عن توقيف المطلوب عباس محمد حسن جعفر الملقب بـ"عباس ابو حسن" واصابة ثلاثة عناصر من الجيش هم وائل صبحي ملحم (في الكتف) وخالد حسن اسماعيل (اصابته طفيفة) واحمد علي الغول وهو في حال حرجة لاصابته في فمه بشظايا قذيفة.
وظهر امس بدت المحلة هادئة وشوهدت دوريات مؤللة للجيش، كما بدت آثار العيارات النارية على منازل ومتاجر، وفر المطلوبون الى جهة مجهولة.
وفي اليرزة اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا عن الحادث جاء فيه: "فجر اليوم امس، خلال دهم قوة من الجيش اماكن مطلوبين للعدالة بجرائم مختلفة في محلة الشراونة – بعلبك، تعرضت لاطلاق نار كثيف من مسلحين احتمى بعضهم في منزل ا حدى المحاميات (ل.ج) التي حاولت منع الدورية من توقيفهم، وحرضت مسلحين آخرين على التصدي لها.
ردت عناصر الجيش على مصادر اطلاق النار بالمثل، وفرضت طوقا امنيا حول المكان، ونتج من تبادل النار اصابة ثلاثة عسكريين احدهم في حال حرجة، وتوقيف احد مطلقي النار على الدورية المدعو (ع.ج) والمطلوب بـ30 مذكرة توقيف بتهم اطلاق نار وحيازة اسلحة واعتداء على مدنيين وعسكريين وسرقة سيارات وتجارة مخدرات. كما تم ضبط السلاح المستخدم في الاعتداء على الدورية".

جنبلاط : نستنكر محاولات بعض الأجهزة إلصاق تهمة الإرهاب بمنطقة عكار