<المستقبل> يبتعد عن الإستفزاز بالشعارات والصور في مهرجان الأحد 8 آذار تتأهب للردّ الأسبوع المقبل

تاريخ الإضافة الجمعة 11 آذار 2011 - 5:31 ص    عدد الزيارات 2938    التعليقات 0    القسم محلية

        



 

<المستقبل> يبتعد عن الإستفزاز بالشعارات والصور في مهرجان الأحد 8 آذار تتأهب للردّ الأسبوع المقبل
  الخازنان فريد هيكل وأمين كسروان يقفلان أبواب بكركي لتحول الموارنة إلى هيئة ناخبة للبطريرك الجديد (ت

قبل 72 ساعة من مهرجان الاحد الكبير في 13 آذار، احياء للثوابت الوطنية والسياسية التي على اساسها انطلقت حركة 14 آذار، وتثبيتاً لمبادئ هذه الحركة في السيادة والاستقلال والتطلع الى بناء دولة قوية حاضنة للجميع، وفيما تعلن قوى 14 آذار وثيقة الثوابت السياسية بعد ست سنوات من قيامها لتجديد <ثورة الارز> واحياء انتفاضة الاستقلال قررت قوى 8 آذار الخروج من دائرة الانتظار والتطلع الى ما بعد الاثنين المقبل لانجاز الحكومة العتيدة التي اصبح من باب العجز عدم اخراجها بعد مهرجان 13 آذار.

ولئن كان زوار الرئيس نبيه بري ينقلون عنه ان عملية التأليف تحتاج لبعض الوقت، فإن تطور الانقسام السياسي في البلد رفع من وتيرة الحذر، وجعل مصادر رسمية تتخوف جدياً من مخاطر الخطاب المبني على الانقسام بين رفض السلاح ورفض المحكمة.

وقالت مصادر مطلعة على حركة الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان الامور عادت الى السكة، وانه بدءاً من الساعات الماضية، جرى تزخيم الحركة في كل الاتجاهات لوضع تصور تنطلق منه مفاوضات التأليف التي قلل <حزب الله> على لسان النائب محمد رعد من الصعوبات التي تواجهها واعتبر ان المسألة لا تزال في المسار الطبيعي.

وكشفت ان الرئيس ميقاتي التقى امس وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي موفداً من رئيس <جبهة النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط، في سياق اعادة تحريك الاتصالات في اكثر من اتجاه، ولا سيما على الرئيس بري والعماد ميشال عون <وحزب الله>.

وقالت ان المشاورات مستمرة مع العماد عون، وان العلاقة معه ايجابية وجيدة، وهناك تقدم في الاتصالات، لكنها استدركت بأن ذلك لا يعني ان محركات التشكيل ستنطلق بزخم بعد احياء الذكرى السادسة لانتفاضة الاستقلال.

وكان النائب رعد قد اكد بعد زيارته الرئيس سليم الحص للاطمئنان الى صحته، ان سياق التأليف يسير في طريقه الطبيعي الهادئ، والحريص على تشكيل حكومة تلاقي مسؤولية الاستجابة لمتطلبات المواطنين، والسعي لمعالجة قضاياهم المعيشية والاقتصادية، مشيراً إلى أن الوضع لم يتأخر ولا نرى انه سيتأخر كثيراً.

اما الرئيس برّي، فقد استعجل، في لقاء الأربعاء النيابي، تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن من أجل الانصراف إلى مواجهة الاستحقاقات المقبلة، ومعالجة القضايا التي تهم النّاس كالكهرباء والمياه وغيرها. ونقل النواب عنه قوله أن <حملة التجييش والتحريض التي يقوم بها فريق <14 الشهر> هي بكاء على الحكم والسلطة وليس على العدالة>، واصفاً هذه الحملة بأنها <خرجت عن كل الضوابط والثوابت الوطنية>.

الحريري في المقابل، وصف مصدر نيابي في تيّار <المستقبل> الحملات الاعلامية للتحريض على التيار ورئيسه سعد الحريري، فضلاً عن إشاعة أجواء من الترهيب، بأنها نوع من التهويل، في ضوء تصاعد فرص الحضور العالي لجمهور 14 آذار، مؤكداً بأن وتيرة الحماس في تصاعد واضح في كل المناطق، ولا سيما في بيروت والشمال والبقاع، وحتى في الجبل.

وتجنب الرئيس الحريري في كلمته مساء أمس أمام وفود من شباب <المستقبل> وعائلات بيروتية و <نساء المستقبل> الإشارة إلى موضوع السلاح، مكتفياً بوصف المرحلة الحالية <بالصعبة والمعقدة>، معرباً عن امله بتخطيها بتعاون ودعم اللبنانيين المخلصين، وقال أن <لبنان الذي نريده لا تفرقة فيه بين لبناني وآخر، لبنان الحريات والدولة المدنية واللاطائفية واللامذهبية، حيث كل لبناني تحت القانون.

ودعا اللبنانيين إلى ضرورة النزول يوم الأحد إلى ساحة الحرية للتعبير عن إرادتهم في الدفاع عن مسيرة السيادة والاستقلال والحرية.

وعلمت <اللواء> انه ستكون للرئيس الحريري كلمة وصفت بالمهمة، خلال لقاء مع رجال دين وفاعليات غداً الجمعة في قريطم.

الوثيقة السياسية إلى ذلك، تعقد قوى 14 آذار، الخامسة عصر اليوم مؤتمرها السنوي الرابع في فندق البريستول بمشاركة نحو 250 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية وممثلين عن المجتمع المدني، يُعيد تزخيم المشهد السياسي على بعد أيام قليلة من استحقاق الأحد المقبل.

وسيقرّ المجتمعون وثيقة سياسية تشكّل برنامج عمل حركة 14 آذار للمرحلة المقبلة، ويتصدّر عنوان إسقاط السلاح البند الرئيسي للوثيقة، لكنه يأتي مترابطاً مع بند آخر هو سيادة الدولة، إذ أن رفع شعار إسقاط السلاح لا يمكن أن يستقيم من دون إعلان مشروع الدولة.

وتتطرّق الوثيقة إلى الآليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف، فإضافة إلى مسؤولية الدولة في تثبيت مشروعها ومسؤولية المجتمع الدولي في تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان، ترسم الوثيقة خارطة طريق لتحركها الذي يستند إلى <وسائل النضال الديموقراطي والشعبي المشروعة>، ولن تغفل الوثيقة التطرق الى الانتفاضات العربية، واندفاعة الشعوب إلى التغيير، وهي انتفاضات أعادت مشهدية ثورة الأرز عام 2005، وجاءت لتؤكد على صوابية ثوابتها الأساسية في تلك الثورة.

وستتطرّق الوثيقة للمرة الأولى إلى أهمية إنشاء أطر تنظيمية تجمع ما بين مكوّنات 14 آذار، وإن كانت لا تزال قيد النقاش في مضامينها وصلاحياتها ومهامها.

وذكرت مصادر مطلعة أن الوثيقة أُخضعت الليلة إلى مراجعة أخيرة من قبل قيادات 14 آذار في قريطم، في حضور منسق الأمانة العامة الدكتور فارس سعيد.

وكانت الأمانة العامة وضعت في اجتماعها الدوري أمس، اللمسات الأخيرة على التحضيرات لمؤتمر البريستول، وعرضت للاستعدادات السياسية والإعلامية واللوجستية والشعبية لإنجاح التظاهرة، ودعت جمهور انتفاضة الاستقلال الى المشاركة يوم الاحد حاملين الاعلام اللبنانية فقط تعبيراً عن التمسك بحصرية السلاح في يد الدولة.

وتطلعت في بيانها الى <يوم تاريخي جديد>، يؤكد رفض سياسات الترهيب، والتخويف والاغتيالات ونبذ العنف والتصدي لمحاولات احياء النظام الامني ما قبل 2005، والتشبث بالمحكمة الخاصة بلبنان.

واوضح عضو كتلة <المستقبل> النائب عمار حوري انه لن يصار الى رفع اية صورة معادية لحزب الله في تظاهرة الاحد، وسيقوم تيار <المستقبل> في وقت لاحق اليوم بالتعميم على مناصريه ومؤيديه بأن يمسكوا بالاعلام اللبنانية وحدها.

بكركي معزولة في هذا الوقت، اسدل البطريرك الماروني السادس والسبعون نصر الله صفير الستار عن مسرح شغله لمدة ربع قرن في بكركي، واقفل الصرح الماروني ابوابه امام 32 اسقفا مارونيا حضروا من اصل 39، ايذاناً ببدء مرحلة انتخاب البطريرك السابع والسبعين تحت ستار كثيف من الكتمان والغموض، حيث تم توقيف كل اجهزة الخلوي في محيط بكركي وحتى السنترال، ابتداء من الساعة السادسة والدقيقة 25، حيث اقفل حراس الصرح الشيخ فريد هيكل الخازن والشيخ امين كسروان الخازن باب بكركي، بغية إفساح المجال أمام سينودس الاساقفة بدء اعماله برياضة روحية تمهيداً لانتخاب البطريرك الجديد، والذي لا يتوقع ان يتأخر طويلاً رغم ان المهلة امام المطارنة لا تتجاوز 15 يوماً.

وشهدت بكركي، قبل ساعات من اغلاق ابوابها، حركة ناشطة للوفود والشخصيات التي تقاطرت لوداع البطريرك صفير والثناء على وطنيته.

وهو تسلم امس رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اسف فيها لاستقالته، مؤكداً البقاء اكثر من اي وقت مضى الى جانب لبنان.

ووضعت زيارة العماد عون الى صفير، ولو قبيل ساعات من انتهاء ولايته، بأنها المحطة الاهم في زيارات بكركي، بالنظر لسوء التفاهم القائم بين الرجلين، وإن حرص عون على نفي ذلك معتبراً أنه اختلاف في وجهات النظر ولا يعني انه عداء.

واعتبر زيارته بأنها التأكيد على إستمرارية بكركي ليس فقط من ناحية قبولنا لها انما من خلال دعمنا لها أيضاً، كما ان البطريرك باق معنا، وهو ليس ذاهباً لأي مكان>.

وأوضح عون في معرض رده على سؤال عن قول صفير ان وجود السلاح خارج اطار الدولة هو نوع من الشواذ، ان الجميع يعلم أن هناك وجهتي نظر في ما يتعلق بموضوع السلاح، ووجهتا النظر تريدان خدمة لبنان بالنتيجة، ونحن نعتقد ان استمرار السلاح خارج اطار الدولة ليس أمراً طبيعياً، لكن التخلي عنه في الظروف الراهنة سيعرضنا لمخاطر عسكرية وتوطينية، مشيراً إلى أن الوقت ليس ملائماً للتخلي عن السلاح، لكن بالتأكيد ما من أحد يتكلم عن أبدية بقائه خارج اطار الدولة>.

الى ذلك استبعد رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ميشال اده أن <يتم انتخاب البطريرك قريباً لأننا أمام سابقة جديدة وهي مشاركة 39 مطراناً في العملية الانتخابية، فسيتعذر حصول مرشح على ثلثي الأصوات>.

وتوقع في المقابل، أن <يتم الاتفاق على اسم المطران غي نجيم مرحلياً بعد انقضاء 15 يوماً، والا يحق للفاتيكان أن يتدخل ويمهل المطارنة مهلة جديدة أو يعين بطريركاً، وحصل ذلك مع البطريرك بولس المعوشي>.

ولفت الى أن الأجواء لا تزال ضبابية، مشيراً الى أن <البطريرك يجب أن يحصل على 26 صوتا، وهناك تيارات عدة في مجلس المطارنة وتنوع غني>.

وهناك 7 مرشحين بحسب اده، هم المطارنة: يوسف بشارة، بولس مطر، بولس الصياح، سمير المظلوم، أنطوان نبيل العنداري، منصور حبيقة وسمعان عطا الله.

ورأى في تعدد المرشحين <مؤشراً ايجابياً ودليل حرية وديمقراطية، فالموارنة لا يسيرون في الصف>، متمنياً الا نصل الى مرحلة يتدخل فيها الفاتيكان.

 


 
التأخير في تأليف الحكومة مردّه إلى أسباب خارجية أكثر منها داخلية
تبادل الإتهامات بين الرئيس المكلَّف والأغلبية الجديدة يأخذ منحى تصاعدياً
<يبدو أن النائب جنبلاط انضمّ إلى القائلين بأن فترة السماح التي مُنحت للرئيس ميقاتي لاستكمال مشاوراته الداخلية والخارجية إنتهت، لأن الاستمرار في حال المراوحة بدأ ينعكس على الفريق الذي سمّاه لتشكيل الحكومة>

لا جديد على صعيد تأليف الحكومة، حتى أن الرئيس المكلّف نفسه، لا يتوقّع أي جديد لا عشية الثالث عشر من آذار موعد احتفال قوى الرابع عشر منه، في الذكرى السادسة لانتفاضة الاستقلال الثاني، ولا غداة هذا الاحتفال، ذلك لأن ملف التأليف لا يزال أسير المراوحة بين مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وبين ممانعة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بالتشكيل في الاستجابة إليها، من جهة، وبين ملامح فقدان الثقة بين الرئيسين وقوى الثامن من آذار من جهة ثانية، والتي عكستها في الثماني والأربعين الساعة الماضية، مواقف بارزة للعماد عون وللنائب وليد جنبلاط، وإن كان رئيس جبهة النضال صاغها بسؤال استفهامي حول ماذا يريد الرئيس ميقاتي وماذا لا يريد·

وكان اللافت في السؤال أن جنبلاط نسبه أيضاً إلى الراعي الإقليمي للأكثرية الجديدة، الذي ما زال، وفق المقرّبين منه، يرفض التدخل في عملية التأليف، تاركاً الأمر إلى أصحاب الشأن يتدبرونه، وفق المقتضيات التي يعتقدون أنها مناسبة للمرحلة الراهنة· فالنائب جنبلاط الذي لعب دوراً بارزاً في إقناع دمشق وحلفائه الجدد في قوى الثامن من آذار بتبنّي ميقاتي بدلاً من الرئيس عمر كرامي لتأليف الحكومة العتيدة، وسعى في مرحلة سابقة إلى إقناعهما بتسهيل مهمته، وكأنه عبّر في تساؤله الأخير ليس عن عتبه على من كانت له اليد الطولى في تسميته لتشكيل الحكومة وربما عن خيبة أمل، بل كذلك عن عتب دمشق التي ووفقاً لكلامه كانت تنتظر منه أن ينهي حال المراوحة، خصوصاً بعد قرار الأكثرية السابقة بعدم المشاركة، وبعد زيارة شقيقه الاخيرة لدمشق، واجتماعه بالرئيس بشار الأسد ويبادر الى تشكيل حكومته من الفريق الذي سمّاه·

وبما يشبه الإنذار للرئيس ميقاتي يقول جنبلاط إنه يريد أن يصدّق تبريره المعلن للتشكيل وهو انتظار إمرار ذكرى 14 آذار نهاية الأسبوع الجاري كي يصار إلى إعلان الحكومة الجديدة·

يبدو أن النائب جنبلاط انضمّ إلى القائلين بأن فترة السماح التي مُنحت للرئيس ميقاتي لاستكمال مشاوراته الداخلية والخارجية انتهت، وحان أوان التأليف بصرف النظر عن أية اعتبارات أخرى، لأن الاستمرار في حال المراوحة بدأ ينعكس سلباً على البلاد، وعلى الفريق الذي سمّاه لتشكيل الحكومة، وتحديداً على سوريا التي وافقت على استبدال الرئيس كرامي به بعدما كانت طلبت من الأول القبول بتشكيل حكومة جديدة، بعد إخراج الرئيس سعد الحريري من الحكم وبالطريقة التي أُخرج فيها·

لكن أوساطاً مقرّبة من جنبلاط نفت أن يكون كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يعكس وجهة النظر السورية أو أنه يشكل إنذاراً للرئيس ميقاتي، بوجوب الخروج من دائرة التردد والمراوحة بقدر ما يعبّر عنه عن نصيحة له بأن الاستمرار في الدوران في المراوحة، ينعكس عليه سلباً ويجعل بالتالي مهمته أكثر صعوبة، خصوصاً وأنه استنفد كل المحاولات مع الأكثرية السابقة لحملها على الاشتراك من دون أن تفضي إلى أية نتيجة إيجابية، بل جاء الرد على يده الممدودة بقطع أي صلة به، والخروج من البريستول وقبله البيال بقرار عدم التعامل معه، ورفع منسوب الحملة عليه·

وتؤكد هذه الأوساط أن رئيس جبهة النضال الوطني حريص على أن ينجح الرئيس ميقاتي في مهمته، اليوم قبل الغد، وإذا كان قد وجّه بعض الملاحظات، فإنها تأتي من باب العتب ولا تهدف بأي حال من الأحوال إلى الضغط عليه وإجباره على أن يسير خلافاً لقناعاته، لأنه هو من يشكّل الحكومة ويعرف كيف يتصرّف، ومتى يكون الظرف مناسباً لإعلان التشكيلة الحكومية، لكنه في ذات الوقت لا يجد أي سبب لإبقاء البلاد أسيرة انعدام الوزن، في حين أن الظروف التي تمر بها، تستوجب الانتهاء من الملف الحكومي والانصراف إلى ترتيب الوضع الداخلي، لمواجهة كل التحديات·

غير أن الصورة التي تعكسها أوساط جنبلاط عن حقيقة موقفه وحلفائه من الرئيس ميقاتي لا يجاريها هو نفسه، الذي اضطر أخيراً للخروج عن صمته واتهام حلفائه باستمرارهم في وضع العصي في طريق تأليف الحكومة، من خلال رفع سقف مطالبهم التعجيزية، بدءاً بالعماد ميشال عون الذي ما زال خلافاً لتطمينات حزب الله والراعي الإقليمي يصرّ على الاحتفاظ بمعظم حصة المسيحيين في الحكومة، ويمدّ يده إلى حصة رئيس الجمهورية، ويتصرّف فوق كل ذلك، على أساس أنه هو وحده المعني بتشكيل الحكومة، وأن دور رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يقتصر فقط على التوقيع على مرسوم التشكيلة من دون أن يكون لهما أو لأحدهما أي دور في عملية التشكيل، لا من بعيد ولا من قريب، وبعد كل هذا يأتي النائب جنبلاط وغيره من الحلفاء ويتهم ميقاتي بالمراوحة ويحمّله مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة، فهل يرضى جنبلاط لو كان هو المكلّف تشكيل الحكومة أن تفرض عليه عملية التأليف، ويبقى هو ورئيس الجمهورية شهود زور لا أكثر ولا أقل؟ وهل يرى جنبلاط بأن على الرئيسين أن يرضخا لمشيئة الجنرال عون؟ وما هو مفهومه لصلاحيات رئيس الجمهورية ومسؤوليته الدستورية التي تجعله مؤتمناً على الدستور، وعلى الميثاق وعلى الانتظام العام، أليس هو من يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الحكومة، ثم أليس هو المسؤول وحده عن حماية الدستور وصيانة ما ورد فيه؟

وإذا كان الجدال قد احتدم بين الرئيس ميقاتي وحلفائه بشأن المسؤول عن التأخير في تشكيل الحكومة، وبلغ ذروته في الثماني والأربعين ساعة الماضية، في أعقاب تصريحات كل من العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط ودخول الرئيس نبيه بري على الخط نفسه يؤشر على مدى اتساع الهوّة بين الرئيس ميقاتي وفريقه ويعطي انطباعاً أولياً بأن الأمور بينهما سائرة في اتجاه مزيد من التصعيد والاشتباك السياسي ما من شأنه أن يضع عملية التأليف في الثلاجة، فإن مصادر مطلعة ترى أن الأمور داخل الفريق الواحد لن تصل إلى حد الفراق، ما دام الراعي الإقليمي ما زال ممسكاً بكافة خيوط اللعبة السياسية، وبإمكانه حسم الأمر في أي وقت، إلا أنه وكما يبدو، لا يزال هذا الراعي يرى بأن الوقت لم يحن بعد لطي ملف الحكومة، وأنه لا مانع من أن تأخذ بعض الوقت بانتظار أن تتبلور التطورات التي تحدث حالياً في المنطقة المحيطة، وتتضح معالم الطريق·

د· عامر مشموشي


 

 
 

<14 آذار> تراهن على الـ 13 استعداداً للمواجهة المفتوحة مع <8 آذار>
المعارضة: المعركة ضد السلاح مصيرية والهزيمة ممنوعة مهما كلّفت التضحيات
محمد مزهر: تتهيّأ قوى الرابع عشر من آذار، بعد الثالث عشر من الجاري، الموعد الذي اعتمدته هذه القوى للتجمّع الجماهيري في ساحة الشهداء، إلى خوض أشرس المعارك السياسية، مع فريق الثامن من آذار ولا سيّما <حزب الله> وسلاحه الموجّه إلى صدور اللبنانيين، ومن هذا المنطلق تراهن قيادات الرابع عشر من آذار، على نجاح المهرجان الجماهيري، وحشد أكبر قدر ممكن من اللبنانيين، للتأكيد من خلال ذلك أنها لا تزال تحتفظ بالأكثرية الشعبية، على الرغم من سرقة الأكثرية النيابية منها تحت قوّة السلاح الذي استخدم بشكل مموّه من قبل <حزب الله> عبر <القمصان السود> التي صالت وجالت في أزقّة بيروت صباح الثامن عشر من كانون الثاني المنصرم·

وتستند قوى الرابع عشر من آذار في معركتها ضد فريق الثامن من آذار، على ثابتتي التمسك بالمحكمة الدولية، ورفض السلاح غير الشرعي، هذا بالإضافة إلى عناوين سياسية عديدة، كان من المحرّم حتى الأمس القريب المجاهرة بها، وعلى هذا الصعيد، تتمعّن قيادات الرابع عشر من آذار، في صوغ وثيقة سياسية، سوف تمثّل خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وفي هذا الإطار يشير مصدر في قوى الرابع عشر من آذار لـ?<اللواء> إلى أنّ <خيار المواجهة اتخذ ولا عودة عنه، وما كنّا نتحاشى الخوض فيه في الفترة الماضية، صار جزءا من المرحلة السابقة التي هادنّا فيها حفاظاً على السلم الأهلي في لبنان>·

ويؤكد المصدر أنّ <المعركة ضد السلاح غير الشرعي، بما في ذلك سلاح <حزب الله> الذي صار جزءا من الصراع السياسي اللبناني، لن نتراجع عنها، حتى إسقاط هذا السلاح، إذ لم يعد يجوز بعد اليوم، أن يبقى هذا السلاح مطبقا على صدور اللبنانيين، ويشكّل مصدر تهديد على حياتهم>· وإذ يقر المصدر بأنّ المعركة ليست سهلة، نظرا لتلويح <حزب الله> الدائم باستخدام هذا السلاح في وجه اللبنانيين، يشير إلى أنّ قوى الرابع عشر من آذار تخطّت في هذه المسألة حاجز الخوف، وهو الأمر الأساس، في هذه المعركة·

يستشف انطلاقاً مما قاله المصدر، بأنّ قوى الرابع عشر من آذار، فتحت معركة <قاتل أو مقتول> مع فريق الثامن من آذار في مسألة السلاح، ومن هذا المنطلق، تعتبر هذه القوى بأنّ ما قبل الثالث عشر من آذار ليس كما قبله، ولهذه الغاية يشير المصدر الآذاري عينه إلى أنّ <قيادات الرابع عشر من آذار، جادّة في معركتها ضد السلاح، وهي ليست بوارد الدخول في صفقات جديدة، في هذه المسألة بالذات>، وينقل المصدر عن قيادات الرابع عشر من آذار تأكيداتهم بأنّ <المعركة ضد السلاح معركة مصيرية والهزيمة ممنوعة، حتى لو لجأ <حزب الله> مجددا إلى استخدام السلاح في الداخل اللبناني>، لافتا إلى أنّ <حزب الله أرادها حرباً مفتوحة، وما نقوم به اليوم، يأتي في إطار الدفاع عن النفس، بعدما فرضت المواجهة علينا>، ويؤكد المصدر أنّ <معركة الرابع عشر من آذار سلمية بامتياز، ونأمل أن يقارعنا الفريق الآخر بالسياسة وليس بالسلاح مثلما يفعل دائماً>، مشددا على أنّ <قيادات 14 آذار حريصة على السلم الأهلي في لبنان، وهي ليست في وارد، تعريض الاستقرار إلى الخطر، لكن لا أحد يأمل أن نتراجع قبل تحقيق المطلب الأساس ألا وهو إسقاط وصاية السلاح، وبناء الدولة القوية القادرة والعادلة>· ما المقصود بأنّ ما قبل الثالث عشر من آذار ليس كما قبله، يصمت المصدر ثم يجيب بالقول: <المقصود بأنّ ما قبل الثالث عشر من آذار هو ليس كما قبله، أنّ معركة بناء الدولة بدأت، لاسقاط الدويلة، معركة تقوية الجيش اللبناني، لا سلاح <ولاية الفقيه>، هذا المقصود تحديدا، ولأجل ذلك نحن على أهبة الاستعداد لتحقيق هذا الأمر، مهما بلغ حجم التضحيات>·

 

 


 

المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,476,695

عدد الزوار: 6,993,038

المتواجدون الآن: 74