مشاورات التأليف في حقل الشروط.. ميقاتي يرهن المحكمة بإجماع اللبنانيين

تاريخ الإضافة الجمعة 4 شباط 2011 - 5:15 ص    عدد الزيارات 3268    التعليقات 0    القسم محلية

        


مشاورات التأليف في حقل الشروط.. ميقاتي يرهن المحكمة بإجماع اللبنانيين

عكست السجالات السياسية التي عادت الى الواجهة بقوة في اليومين الاخيرين، تقدم المشاورات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة. اقله على صعيد السعي الى تحديد اطرها العامة والتوغل في استمزاج آراء القوى السياسية في تمثيلها في الحكومة. ومع ان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لا يزال يعتصم بشعاره "السرعة لا التسرع" في عملية التأليف، فان المعطيات المتوافرة تؤكد ان اتصالاته لا تزال مفتوحة مع فريقي 14 آذار و8 آذار على اساس استنفاد كل فرصة متاحة وممكنة لتمثيل سياسي واسع، وان تكن العقبات التي تعترض ذلك لا تزال على حالها.
حتى ان ميقاتي بدأ يواجه ضغوطاً جديدة للاسراع في تأليف الحكومة من بعض اطراف 8 آذار الذين دعموا تكليفه وحدهم، بدليل ان هؤلاء حرصوا على ترويج شائعات امس عن اقتراب تأليف الحكومة قبل عطلة نهاية الاسبوع، الامر الذي لم تؤكده اي معطيات جدية.
وعلمت "النهار" ان ميقاتي زار بعد ظهر امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا وتشاور معه في الاتصالات التي يجريها في اتجاهي فريقي 8 آذار و14 آذار. وفهم ان ثمة توافقاً بينهما على اتاحة مزيد من الوقت لهذه الاتصالات لاستنفاد الجهد القائم من اجل اشراك قوى 14 آذار في "حكومة وحدة وطنية" او "حكومة انقاذ وطني" كما سماها رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب لقائه أمس رئيس الجمهورية.
ونقل زوار قصر بعبدا عن الرئيس سليمان انه بعيد كل البعد عن المحاصصة أو المطالبة بحصص، مستغربا الكلام الذي تداوله الاعلام عن انه طلب توزير صهره وسام بارودي، في حين انه لم يطرح ذلك مرة. واكد زواره ان جهده منصب بالتنسيق والتعاون مع رئيس الوزراء المكلف على ضمان قيام حكومة "وازنة ومتوازنة وميثاقية" يرتاح جميع الاطراف الى مكوناتها ولا تشكل استفزازاً لاحد، وانه يهمه المجيء بحكومة تؤمن استقرارا في السياسة وانتاجية في العمل.
وابلغت مصادر متابعة لاتصالات التأليف "النهار" ان المراسلات مستمرة بين ميقاتي و14 آذار وتحديداً عبر البوابة الكتائبية التي بادر الى فتحها الرئيس امين الجميل، ومن ثم اتسعت مع زيارة رئيس الهيئة التنفيذية لـحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس الوزراء المكلف، والتي تستكمل بالتفاهم بين مكونات قوى 14 آذار. وكشفت ان موفدا للرئيس ميقاتي زار النائب سامي الجميل لمتابعة البحث في مشاركة فريق 14 آذار في الحكومة، في موازاة زيارة قام بها النائب السابق غطاس خوري موفدا من الرئيس سعد الحريري للرئيس امين الجميل في بكفيا لمتابعة سير المفاوضات الجارية.
واوضحت ان ميقاتي واصل من جانبه تحركه مع فريق 8 آذار من أجل ضبط ايقاع مطالب التوزير والحقائب التي بدت كثيرة ومتشابكة داخل الفريق الواحد وخصوصا بعد اللقاء الذي عقده ليل أول من أمس موفد الرئيس المكلف شقيقه طه ميقاتي مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الرابية. وعلم ان عون اشترط الحصول على حصة كبيرة "تتناسب وحجم كتلته النيابية وتمثيله الشعبي"، مع مطالبته بحقائب سيادية وخدماتية محددة.
وقالت أوساط ميقاتي لـ"النهار" ان لا شيء مستعجلا في تحديد مهلة زمنية معينة لعملية تأليف الحكومة، لكنها استغربت الحديث عن تأجيل ولادة الحكومة الى فترة طويلة، وأكدت أن مسار عملية التأليف هو مسار طبيعي  والمسألة مرهونة بنتائج الاتصالات المتواصلة على جبهتين توصلا الى حكومة تضم جميع الاطراف. وأشارت الى ان الشكل النهائي للحكومة لم يتقرر بعد وهو مرهون ايضا بانجاز المساعي الجارية وخصوصا مع قوى 14 آذار لأن احتمال مشاركتها يوجب حكما أن تكون الحكومة موسعة من 30 وزيرا. كما أن حكومة من 32 وزيرا من أجل اعطاء كل من العلويين والاقليات المسيحية مقعدا هو أمر لا يمكن البحث فيه الآن. أما اذا اقتصرت المشاركة على فريق 8 آذار فان ذلك يجعل حجم الحكومة أصغر وربما من 24 وزيرا.
واعتبرت الاوساط نفسها أن مشاورات التأليف بدأت عمليا منذ أربعة أيام ولا يمكن مقارنتها تاليا بمسار تأليف حكومات سابقة احتاجت ولادتها الى أشهر.

 

ميقاتي والمحكمة

الى ذلك، استرعى الانتباه موقف جديد لميقاتي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إذ ربط فيه أي مراجعة لملف المحكمة باجماع اللبنانيين وبدا بمثابة رد ضمني على اشتراط قوى 14 آذار توضيح ميقاتي موقفه من هذا الملف لبت مشاركتها في الحكومة.
وكان ميقاتي صرح في مقابلة مع صحيفة "الفيغارو" الفرنسية نشرتها امس ان حكومته لن تقوم بمراجعة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من دون اجماع اللبنانيين ودعم عربي لذلك، معربا عن "أمله الكبير" في التوصل الى تأليف الحكومة "بمشاركة فريق سعد الحريري". وقال ان "موقفي واضح: ما لم يجمع اللبنانيون على مراجعتها بالاجماع وبدعم عربي فان الحكومة تبقى ملتزمة احترام الاتفاق الذي يربطها بالامم المتحدة في موضوع المحكمة". وعن تأليف الحكومة قال: "لا أستطيع التزام موعد ولكن لدي أمل كبير في تأليف حكومتي بمشاركة فريق (رئيس حكومة تصريف الاعمال) سعد الحريري". وأوضح أن "هذا الفريق لم يبد يوما تحفظات عن اقتناعاتي او مواقفي السياسية والانتقادات التي وُجهت تتناول الطريقة التي جرى من خلالها تكليفي". وأضاف: "خلافا للشائعات لم يحصل تفاهم دولي مسبق على تسميتي". ونفى أن يكون "مرشح حزب الله" مؤكدا "هاجس الوسطية" لديه. و"في كل الاحوال لا أريد ان أكون رهينة لأي فريق".

 

14 شباط

الى ذلك، علمت "النهار" ان الاتصالات تتلاحق داخل قوى 14 آذار كي لا تكون الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط حدثا يتيما ولتحويله حدثين مترابطين، "نظرا الى دقة المرحلة وقسوة المواجهة المفروضة على الواقع السياسي"، على ما قال أحد أبرز القائمين بهذه الاتصالات، مشيرا الى وجود فكرة لتنظيم لقاء سياسي ضخم وجامع في 14 شباط يكون بداية لتحركات تصاعدية تبلغ ذروتها في تظاهرة كبرى يوم 14 آذار.
وقال المصدر نفسه ان هذه الفكرة في حال اعتمادها ستعني اجتماع نحو ستة آلاف كادر في مجمع "البيال" في 14 شباط و"إعلان بيان – وثيقة" يتضمن عرضا صريحا ومراجعة لما جرى منذ 14 شباط 2005، ولا سيما مرحلة ما بعد تأليف "حكومة الوحدة الوطنية" اثر اتفاق الدوحة الى حين استقالة وزراء فريق 8 آذار وتنصله من التفاهمات والتعهدات، فضلا عن اعتماده سياسة التعطيل والتهديد بالقوة وصولا الى فرض انتقال الغالبية النيابية الى جانبه وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة". كما تتضمن "شرحا للعوامل التي حدت قوى 14 آذار الى سلوك سياساتها، وخصوصا في موضوعي المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي والعلاقات بسوريا، وتختم بتحديد هذه القوى مواقفها من التطورات والاحداث في لبنان والمنطقة واعلان آفاق تحركها المستقبلية، مع تأكيد مواقفها المبدئية والثوابت".
ويبدو أن الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة تتحكم في القرار الذي لم يتخذ بعد في هذا الشأن، اذ يبحث المعنيون في تحالف "المعارضة الجديدة" في فكرة تنظيم تظاهرة سياسية شعبية في 14 شباط توجه في ختامها دعوة الى تظاهرة مماثلة في 14 آذار ايضا.
 


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,906,245

عدد الزوار: 6,971,358

المتواجدون الآن: 85