استياء فلسطيني واسع من مضمون تصريح قآاني..

تاريخ الإضافة الإثنين 10 تموز 2023 - 7:36 م    عدد الزيارات 547    التعليقات 0

        

استياء فلسطيني واسع من مضمون تصريح قآاني..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب

لا يمكن الا ان يقف كل وطني وكل عربي واسلامي، احتراماً وتكريماً لتضحيات شهداء فلسطين، وجرحى واسرى الشعب الفلسطيني، وتضحيات الشعب الفلسطيني.. منذ مطلع العام الحالي وماكينة الاجرام الصهيونية تمعن قتلاً وتدميراً وجرحاً واسراً بأبناء فلسطين والشعب الفلسطيني في مختلف مناطق واراضي فلسطيني من غزة العزة والصمودن الى الضفة الغربية، التي اعادت للقضية الفلسطينية وهج حضورها واصرارها على المقاومة والجهاد والانتصار.. مهما كانت التضحيات والخسائر.. لان القضية الحق لا تموت ولا تستسلم ولا تتراجع.. بل يزيدها العدوان قوةً وعزيمة، وتزيدها التضحيات اصراراً على تقديم المزيد من الشهداء والدماء حتى تحقيق النصر..

كما ان محاولات الشرذمة والتقسيم واسلوب الفرز بين مختلف فصائل المواجهة الفلسطينية التي تتنافس على التضحية والبذل والعطاء لقضية الشعب الفلسطيني لن تثمر الا مزيداً من وحدة الصف والتماسك والالتزام بثوابت القضية وهي تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف..ولا يلتفت المجاهدون الى تصريحات الاستثمار في تضحيات الشعب الفلسطيني، كما لا يلقي الثوار بالاً لمن يريد الاصطياد في تاريخ المقاومة والجهاد الفلسطيني..ومحاولة تعظيم تنظيم او تغييب آخر.. من خلال اعطاء مساحات اعلامية عبر وسائل مدفوعة الاجر والتوجيه لخدمة مشروع اقليمي لا تعنيه قضية فلسطيني بقدر ما يهمه انجاز مشروعه التوسعي على حساب الامة العربية والاسلامية والعبث على ساحاتها والاستثمار سلباً في قضاياها..

الاستياء الفلسطيني المستجد يعود الى محاولة التلاعب بميزان القوى الفلسطيني، وترسيخ الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وخاصة الجهادية منها، حتى تحظى طهران بدور اكبر اعلامياً على ساحة الصراع، مستخدمة الدم الفلسطيني والتضحيات الفلسطينية التاريخية كما الحالية، لربطها بمسارها ونهجها ووضعها على طاولة مفاوضاتها مع العالم الغربي وخاصةً الاميركي منها..

وآخر هذا النهج والسلوك، الذي يكشف محاولة التضليل الاعلامي، من خلال التعمية بل محاولة محو تاريخ من الجهاد والعطاء والتضحيات.. تاريخ من المواجهات والدماء والصلابة في ساحات المواجهة والصراع.. وعملية تغييب ثقافة شعب وامة، وعقيدة مواطنين يستندون اليها في مواجهتهم ونضالهم وجهادهم، ومحاولة ربطها بل نسبها لمن لا يعرف سوى العبث على الساحات والتلاعب بالديموغرافيا والانخراط في صراعات مذهبية وطائفية..!! وفي سبيل ترسيخ بل وتأكيد هذا النهج فقد:

قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال اسماعيل قاآني: لم يكن أبناء فلسطين أقوياء في أي مرحلة كما هم اليوم، وإن أبناء فلسطين تعلموا من الثورة الإسلامية طريقة العيش بكرامة والقتال بكرامة. وأضاف: ان الشهيد سليماني كان يعلم الآخرين كيفية دخول الساحة، وعلم الجميع كيفية التعامل مع العدو..

وهنا اكد مسؤول فلسطيني اسلامي رفيع المستوى باستياء بالغ، امتعاضه واعتراضه لما ورد على لسان قآاني من مفردات مرفوضة، وتوصيفات مسيئة وتساءل بحدة ..ماذا يعرف قآاني، عن تاريخ تضحيات الشعب الفلسطيني..؟؟ ام انه يعرف ..؟؟ ويحاول فقط تغييب هذا التاريخ وربط جهاد الشعب الفلسطيني بثورته وقيام جمهوريته الايرانية، ومفاهيمه الدينية وتقاليده الفارسية..؟؟ والتي لم تعرف سوى تصدير الفوضى والصراعات الدينية والقومية الى دول الجوار وخاصة الدول العربية والاسلامية من دول الخليج وسوريا والعراق واليمن، الى افغانستان، واذربيجان وغيرها، ومحافظات ايران التي يغلب على سكانها طابع القوميات غير الفارسية واعتناق الاسلام الذي يعتنقه معظم المسلمون في العالم والذي تحرض عليه ايران واتباعها ومن يلعب في ساحتها..!!

واردف المسؤول الفلسطيني قائلاً .. انطلقت ثورة الشعب الفلسطيني مع انتهاء الحرب العالمية الاولى، وبدات مسيرة التضحية والعطاء والمواجهة منذ اكثر من قرن، مع وعد بلفور، واقامة مستعمرات ومستوطنات الاحتلال الصهيوني برعاية بريطانيا دولة الاحتلال..والانتداب والاستعمار..اكثر من قرن من التضحية والعطاء، لان ثقافة هذا الشعب كما عقيدته ونهجه نابعة من تاريخها الاسلامي الاصيل والثابت والراسخ الذي تم استلهامه من سيرة سيد الخلق والمرسلين الذي اسرى به رب العزة الى مدينة القدس ومسجدها الاقصى المبارك اولى القبلتين.. الذي بناه وعزز بنيانه خلفاء الدولة الاموية الكبار، ومن هنا ترتبط ثورتنا ومواجهتنا مع العدو الصهيوني بتحرير فلسطين وقدسها ومسجدها.. وكذلك ما نهج عليه صحابة رسول الله والخلفاء الرشدين، ابي بكر وعمر وعثمان وعلي، وصحابة رسول الله رضوان الله عليهم اجمعين.. القدس التي حررها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، واعاد تحريرها السلطان صلاح الدين الايوبي، رضوان الله عليهم ..

لذلك فإن ما قاله قآاني، من أن سليماني كان يعلم الآخرين كيفية دخول الساحات والتعامل مع العدو، لا ينطبق علينا نحن الشعب الفلسطيني المقاوم. كما ان مفرداتها اي مضمون تصريح قآاني لا تعنينا، لان ثقافتنا اسلامية وعربية، واوضحنا مصدرها ومنطلقها.. ولسنا بحاجة لرموز مستجدة، او استلهام تجارب غيرنا كي نتعلم منها طريق الثورة والجهاد.. وخاصةً ايران..؟؟ وقوله اي قآاني من ان الثورة الايرانية قد اعطت ابناء فلسطين ثقافة وطريقة العيش بكرامة، فإن كلامه مردود عليه، بدايةً لاننا اصحاب عزة وكرامة وهذا ما يشهد عليه العالم بأسره..!! والمفردات تتضمن عدم احترام لتاريخنا وتضحياتنا وشهدائنا ودمائنا، وهو وغيره يعلم بان ثورتنا وانتفاضتنا انطلقت قبل اكثر من قرن، ولم تتراجع ولم يصيبها الوهن او الضعف بل لا زالت في قمة العطاء، رغم كل المصاعب، وشبابنا يسقطون على درب الشهادة لترسيخ قضيتنا الحقة، والتأكيد على ان التحرير قضية لا نقاش فيها او تراجع عنها..

وهنا نقول لايران وجنرالها..إننا في فلسطين في الداخل كما في بلاد الشتات، متمسكون بديننا وثقافتنا وحضارتنا ونعتز بامتنا المعطاءة وشعبنا المقدام، الذي يؤكد كل يوم ان الحياة بالنسبة اليه لا قيمة لها امام مواجهة الاحتلال ورموزه وادواته..

وانهى المسؤول الفلسطيني كلامه بالقول، قضيتنا قضية مقدسة، في عمقها ومضمونها ورمزيتها، وجذورنا الاسلامية والعربية، راسخة ولن يستطيع قآاني وغيره من اقتلاعها او التلاعب بها، ومن يريد ان يدعم قضيتنا وصمودنا وثورتنا اهلا وسهلاً به، ولكن ليس على حساب تاريخنا وتضحياتنا وثقافتنا وثوابتنا.. ووحدة ساحتنا ضمن فلسطين وارض فلسطين امر غير قابل للنقاش او المساومة، ووحدة موقف شعبنا الفلسطيني في المخيمات ومختلف دول الشتات ووقوفه خلف ثورته وقضيته، يجب ان نؤكد عليه ونعمل على ترسيخه دون هواده.. والنصر حليف كل الشعوب المظلومة والمقهورة.. وكل احتلال الى زوال سواء في فلسطين او غيرها مهما طال الزمن..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,697,508

عدد الزوار: 7,000,638

المتواجدون الآن: 62